عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 11- 20   #3
الدووسري
أكـاديـمـي ذهـبـي
 
الصورة الرمزية الدووسري
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 51650
تاريخ التسجيل: Thu May 2010
المشاركات: 661
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 186
مؤشر المستوى: 63
الدووسري has a spectacular aura aboutالدووسري has a spectacular aura about
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: المستوى الخامس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الدووسري غير متواجد حالياً
رد: علم اجتماع السكان .. من الاولى وحتى الرابعه نفس المحتوى

المحاضرة الثالثة
التقاط الأساسية:
- مقدمة.
- تصنيف نظرية علم اجتماع السكان.
مقدمة:
اختلفت الآراء بصدد الدراسات السكانية وتحديد مكانتها بين العلوم التي استطاعت أن تبلور ما انتهت إليه من نتائج وقضايا في صورة نظريات. إذ يذهب البعض إلى أن الدراسات السكانية وصلت بالفعل إلى مرحلة العلم بعد أن جمعت الحقائق ووضعت الفروض وحاولت أن تنظمها في صورة نظرية، بل أن بعض المشتغلين بالسكان قد توصلوا بالفعل إلى قوانين سكانية. ولكن يرى البعض الآخر أن الدراسات السكانية في الوقت الحاضر تفتقر إلى النظرية، بينما تتميز بوفرة النتائج الجزئية بفضل الجهود المتتابعة التي أجريت في ميدانها لجمع هذه النتائج دون الاهتمام
بصياغتها في بناء منسق من المعرفة يفسر على أساسه سلوك السكان، ويرجعون هذا النقص إلى التقدم الذي أحرزته الدراسات السكانية في ميدان البحوث الإمبيريقية وإلى انشغالها بتطوير مناهج متمايزة لجمع البيانات وتحليلها، من ناحية، وإلى ما يتميز به موضوع الدراسة السكانية وانتمائه إلى عدد من العلوم المتداخلة من ناحية أخرى.
والنظرية السكانية عموما عبارة عن مجموعة من القضايا المترابطة التي تقوم على أساس الملاحظة والتجريب، وتقدم تفسيرا لظاهرة ما من الظواهر السكانية، أو تنبؤا بعلاقات يمكن ملاحظتها والتحقق منها.
فهل تختلف نظرية علم اجتماع السكان في وضعها وطبيعتها عن النظريات في الدراسات السكانية الأخرى؟ وهل هناك محاولات لتصنيف نظرية علم اجتماع السكان؟ وما أبعاد كل نظرية منها؟
تصنيف نظرية علم اجتماع السكان:
تنطوي دراسة نظرية علم اجتماع السكان على محاولات متباينة لتصنيف هذه المجموعة من القضايا النظرية. ولما كانت كل محاولة منها تستند إلى معيار مختلف في تصنيف القضايا النظرية فمن المتوقع أن لا نجد اتفاقا بين محاولات التصنيف هذه.
وعموما ترد محاولات تصنيف نظرية علم اجتماع السكان إلى ثلاث على النحو التالي:
المحاولة الأولى:
وتقوم على تقسيم النظريات إلى نوعين: نظريات طبيعية، ونظريات اجتماعية.
أ- النظريات الطبيعية:
وهي التي يجمع بينها اعتقاد واحد مؤداه أن الذي يتحكم في نمو السكان هو طبيعة الإنسان نفسه وطبيعة العالم الذي يعيش فيه. وأنه إذا كان للإنسان سيطرة على هذا النمو فهي سيطرة محدودة. ويوضح لنا هذا الاعتقاد كيف كان أصحاب هذه النظريات يحاولون إيجاد قانون لنمو السكان يتمكنون به من معرفة ما حدث في الماضي وما سيحدث في المستقبل، وكانت القوانين التي توصلوا إليها في الغالب تنكر كل تدخل للإنسان وللقيم الإنسانية والاتجاهات في هذا النمو وتعتبره أمرا طبيعيا لا يمكن للإنسان أن يعوقه. ومنهم سادلر ودويلدي وسبنسر وكواردوجيني.
ب- النظريات الاجتماعية:
وهي التي يجمع بينها اعتقاد واحد مؤداه أن نمو السكان لا يرجع إلى قانون طبيعي ثابت وإنما يرجع إلى الظروف الاجتماعية التي تحيط بأعضاء المجتمع، وهذه الظروف تضم مجموعة من العوامل المختلفة التي يتحدد عددها وفقا للهيئات الاجتماعية المختلفة في المجتمع الإنساني. ويدخل ضمن أصحاب هذا النوع من النظريات السكانية كارل ماركس وأرسين ديمون وكارسوندرز.
المحاولة الثانية:
وتتمثل في تلك المحاولات التي تصنف نظريات السكان على ضؤ العوامل التي تؤثر في نمو السكان إلى نظريات بيولوجية ونظريات ثقافية اجتماعية ونظريات اقتصادية.
أ- النظريات البيولوجية:
تذهب هذه النظريات إلى أن انخفاض الخصوبة الذي حدث في الدول المتقدمة يرجع بصفة أساسية إلى انخفاض القدرة البيولوجية على الإنجاب. غير أن أصحاب هذا الاتجاه اختلفوا فيما بينهم فيما يتعلق بالعوامل المؤثرة على هذه القدرة. فبينما يرى سادلر أن ارتفاع الكثافة السكانية يؤدي بطريقة طبيعية إلى انخفاض القدرة على الإنجاب، يشير سبنسر إلى أن تعقيد الحياة الاجتماعية والتنظيم الاجتماعي يتطلب من الإنسان أن يبذل جهودا إضافية للمحافظة على حياته الذاتية وأن ذلك يؤدي إلى خفض قدرته على التوالد.
أما العلامة الإيطالي كواردوجيني فقد اعتقد أن لكل مجتمع دورة بيولوجية تؤثر على كثافة السكان وتنعكس عليها، ففي المرحلة الأولى تكون الخصوبة مرتفعة في جميع الطبقات. ثم تميل إلى الانخفاض في الطبقات العليا مما يؤثر على الإنجاب في جميع الطبقات.
ب- النظريات الاقتصادية:
المحور الأساسي الذي تدور حوله هذه النظريات أن الزواج والإنجاب يتحددان وفقا للظروف الاقتصادية السائدة. ويرجع التفسير الاقتصادي للظواهر السكانية إلى عهد قديم، بل هو أول تفسير قدمه المفكرون لهذه الظاهرة. فقد اعتقد المفكرون التقليديون أن الظروف الاقتصادية هي التي تحدد معدلات الزواج والإنجاب، وكان آدم سميث من بين ممثلي هذا الاتجاه.
وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تطورت النظرية الاقتصادية الكلاسيكية، وبدأ مفهوم الحجم الأمثل للسكان يظهر في كتابات علماء الاقتصاد. وعرف (كيناي) الحجم الأمثل للسكان في كتابه مبادئ الاقتصاد السياسي الذي نشر عام 1888 بأنه ذلك الذي يبلغ عنده الإنتاج أعلى مستوى مع افتراض ثبات مستوى المعرفة وسائر الظروف السائدة.
3- النظريات الثقافية الاجتماعية:
وهي مجموعة النظريات التي تعتمد على التفاعل الثقافي دون غيره، كتلك التي تحاول تفسير السلوك الإنجابي ومن ثم نمو السكان بالرجوع إلى النسق القيمي السائد في المجتمع، أو بالرجوع إلى مفهوم الثقافة التقليدية.
المحاولة الثالثة:
وهي تلك المحاولة التي ترد نظريات السكان إلى مدخلين هما: المدخل المحافظ، والمدخل الراديكالي.
1- نظريات المدخل المحافظ:
الذي يرى أن المجتمع يميل دائما نحو التوازن، وأنه في مراحل التغير يختل هذا التوازن ولكن هناك قوى اجتماعية أو بيولوجية تعمل دائما على إعادة هذا التوازن مرة ثانية. ويدخل في إطار هذا المدخل النظري مجموعة نظريات سبنسر وسادلر وكارسوندرز وكنجزلي ديفز.
2- المدخل الراديكالي:
الذي يرى أنه إذا كانت العوامل المادية تلعب دورا رئيسيا في تحديد معدلات الخصوبة فإن الإطار الثقافي السائد في المجتمع والذي غالبا ما يكون انعكاسا لهذه الظروف يؤثر بدوره في معدلات الخصوبة هذه. وأن رفض هذه العوامل والإطار المرتبط بها ومحاولة تغييره إلى صورة أخرى هو الطريق المؤدي إلى تقليل معدلات الخصوبة والإنجاب. ويدخل في إطار نظريات المدخل الراديكالي كارل ماركس وكونتز وريابوشكين وكوزلوف وغيرهم.
وفي المحاضرة القادمة سنناقش مقومات نظريات المدخلين المحافظ والراديكالي بالتفصيل إن شاء الله.