عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 11- 20   #4
الدووسري
أكـاديـمـي ذهـبـي
 
الصورة الرمزية الدووسري
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 51650
تاريخ التسجيل: Thu May 2010
المشاركات: 661
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 186
مؤشر المستوى: 63
الدووسري has a spectacular aura aboutالدووسري has a spectacular aura about
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: المستوى الخامس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الدووسري غير متواجد حالياً
رد: علم اجتماع السكان .. من الاولى وحتى الرابعه نفس المحتوى

المحاضرة الرابعة
التقاط الأساسية:
1- هربرت سبنسر.
2- كوارد جيني.
3- الكسندر كارسوندز.
4- كنجزلي ديفز.
1- هربرت سبنسر:
مفكر اجتماعي مشهور عرف باهتمامه بالتطور البيولوجي الاجتماعي للقوى الطبيعية. وقد عرض سبنسر قضايا النظرية السكانية ضمن كتابه (مبادئ البيولوجيا) عام 1901. وأهم أفكاره:
أ- أن الغذاء الجيد يزيد القدرة على التناسل لأن الحياة عند كثير من المخلوقات تبدأ في وقت من العام يكون فيه الدفء كبيرا والمئونة الغذائية متوفرة والتي تسهل بدورها حياة الفرد مما يؤدي إلى تزايد السكان.
ب- أن هناك تعارضا بين التناسل والنضوج الذاتي، لأن المخلوقات كلما ارتفعت وتطورت من الأشكال الدنيا للحياة، نقصت خصوبتها فالأجسام العضوية التي لا تستطيع المحافظة على نفسها تتكاثر بدرجة كبيرة حتى لا تفنى، بينما الأشكال العليا للأجسام العضوية تنفق جزءا كبيرا من قوتها ونشاطها الحيوي في إنضاج ذاتيتها وبناء شخصيتها ولا يتبقى لها إلا القليل لبذله في مجال التوالد والإنجاب.
ج- لاحظ سبنسر قلة النسل بين السيدات المشتغلات في المهن الفكرية واللاتي كن ينتسبن إلى طبقات عليا بسبب الإجهاد الذهني وعجزهن عن إرضاع أطفالهن ورعايتهم ومدهم بالغذاء الصحي.
د- وعليه قرر سبنسر أنه كلما ازداد ما بذله الفرد من جهود لتأكيد ذاته ووجوده ونجاحه ضعفت جهوده في الإنجاب والخلف.
هـ- وبناء على ذلك تنبأ سبنسر بأن مشكلة تزايد السكان ستختفي مع ما يصاحبها من شرور أخرى مادام الإنسان ينشد الرقي ويبذل جهودا كبيرة في سبيل ذلك.
وتمتاز أفكار سبنسر بأنها تمثل عملا نظريا مكتمل البناء، واستندت إلى عوامل التطور الاجتماعي في تفسير نمو السكان وتحقيق التوازن بين أفراده في المجتمع، ومع ذلك كانت هناك بعض الملاحظات النقدية على هذه الأفكار منها:
- أنه برغم حرص سبنسر على تدعيم فروضه بناء على شواهد من الواقع، إلا أنه أغفل عددا آخر من الشواهد التي تخالف هذا الفرض وهي أن الخصوبة المتناقصة لا ترجع إلى تغيرات فسيولوجية في بناء الإنسان بقدر ما ترجع إلى الرغبة والاختيار في تحديد حجم الأسرة باستعمال ما وفره العلم الحديث من وسائل حديثة لضبط النسل.
- وأن هناك عوامل أخرى غير التعليم تؤثر في القدرة على الإنسال، ذلك أن المرأة التي نالت قدرا من التعليم لابد أن تكون قد تجاوزت أهم فترات خصوبتها والتي تتميز بها المرحلة العمرية (من 20-30)سنة.
2- كوارد جيني:
مفكر اجتماعي إيطالي اهتم بدرجة كبيرة بدراسة التغير السكاني باعتباره مؤشرا على تطور وتغير المجتمع.
وقد عرض جيني قضاياه النظرية في مؤلفه (أثر السكان في تطور المجتمع) عام 1912 والتي يمكن تلخيصها على النحو التالي:
أ- سلم بأن المجتمع يمر بمراحل ثلاث، هي النشأة والتكوين والتقدم والازدهار والاضمحلال والفناء.
ب- افترض أنه في كل مرحلة من مراحل تطور وتغير المجتمع يمكن أن نلاحظ خصائص محددة تميز نمو السكان ونتائج تترتب على هذا النمو تؤثر في مختلف جوانب المجتمع.
ج- ثم أخذ يبحث عن الشواهد الواقعية التي تؤكد الارتباط بين نمو السكان وتغير المجتمع فلاحظ:
1- مرحلة النشأة:
المجتمعات في مرحلة النشأة والتكوين تتميز بمعدل خصوبة مرتفع. وكان يصاحب ذلك النمو السكاني عدم وجود اختلافات اجتماعية واضحة بين سكانه وفئاته إلى طبقات مثلا، ولكن نتيجة لما كان يترتب على الخصوبة المرتفعة من زيادة في حجم السكان وكثافتهم بدأ ينعكس أثر ذلك على بناء المجتمع وأخذ يصاحبه تباين في الأوضاع الاجتماعية واختلاف في الطبقات.
2- مرحلة التقدم والازدهار:
وفيها يحدث تناقص في الخصوبة ويقل عدد السكان وينتعش الاقتصاد ويرتفع مستوى المعيشة وتعم الرفاهية ويطرد التصنيع وتنمو المدن وتزدهر التجارة. كما تزدهر الفنون والموسيقى والأدب ويشعر المجتمع بالسعادة والاطمئنان على مستقبله ويصبح أكثر ديمقراطية.
3- مرحلة الاضمحلال والفناء:
وفيها يقل عدد السكان في المناطق الريفية نتيجة لنمو التصنيع والتوسع في هجرة العمالة من الريف إلى الحضر. مما يؤدي إلى إهمال الأرض الزراعية وسؤ حالة الفلاحين، وقلة الطلب على الصناعات في المدينة وزيادة الإنتاج على الاستهلاك فتحل الأزمات الاقتصادية ويزداد التعارض بين أحوال الطبقات العمالية في المدن والطبقات العليا وتزداد حالة المجتمع سوءا واضمحلالا مما قد يعجل بفنائه واختفائه إلا إذا لجأ المجتمع إلى الهجرة وإيجاد المستعمرات الجديدة.
3- الكسندر كارسوندز:
باحث انجليزي اهتم بدراسة الظواهر السكانية وعرض قضاياه النظرية في مؤلف له بعنوان (سكان العالم) وهي:
1- يسلم بأن السكان في أي مجتمع إما أن يكونوا قلة أو كثرة أو عند حد أمثل.
2- ثم يفترض أن هناك علاقة بين حجم السكان وبين موارد الثروة في المجتمع سواء أرض زراعية أو ثروة معدنية أو غيرها.
3- ثم أخذ يحصر الأدلة على صحة افتراضه بالنظر إلى حقيقة دخل الفرد في المجتمع والمترتب على موارد الثروة به.
4- وبناء على هذه الشواهد يذهب إلى أنه يمكن استخلاص مقياس يمكن بواسطته التعرف على مستوى القلة أو الكثرة أو المثلى الذي قد يصل إليه السكان ويتمثل في أنه إذا كان متوسط دخل الفرد آخذا في الزيادة دل هذا أن عدد السكان في هذا المجتمع عند حد القلة، أما إذا كان متوسط الدخل في حالة استقرار كان عدد السكان عند الحجم الأمثل، وإذا كان المتوسط متجها نحو الهبوط تدريجيا فإن عدد السكان يكون عند حد متزايد.
4- كنجزلي ديفز:
عالم اجتماع أمريكي أعار موضوع السكان جانبا كبيرا من اهتماماته، ووضع عدة مؤلفات ومقالات في هذا الصدد، وعرض قضاياه النظرية في مقاله (نظرية التغير والاستجابة في التاريخ الديموجرافي الحديث) وتعد نظريته من أكثر نظريات المدخل المحافظ حرصا على التمسك بفكرة التوازن. ويمكن أن نلخص أهم قضاياه النظرية على النحو التالي:
1- يرفض ديفز النظريات التي تحاول تفسير التغير الاجتماعي بالرجوع إلى عامل واحد فقط كالعامل الاقتصادي مثلا أو العامل الثقافي. ويرى أن المجتمع يميل دائما نحو التوازن بين عدد السكان ومتطلبات البناء الاجتماعي أي الموارد التي يجب تخصيصها للمحافظة على البناء الاجتماعي، أو بعبارة أخرى لتحقيق الأهداف الدينية والتربوية والفنية والترفيهية والسياسية التي يرمي إليها المجتمع.
2- ثم يفترض أنه إذا اختل هذا التوازن يميل السكان إلى التكيف مع هذه الظروف من خلال استجابات متنوعة كتأخير سن الزواج أو الالتجاء إلى الإجهاض أو إلى تنظيم الأسرة. وقد تحدث استجابة السكان على مراحل متعددة كأن يلجأوا في بادئ الأمر إلى تأخير سن الزواج، ثم يلجأوا مثلا إلى الإجهاض، وفي مراحل تالية يلجأوا إلى تنظيم الأسرة أو التعقيم.
3- ويحاول ديفز تطبيق نظريته على التطورات السكانية التي حدثت في الدول المتقدمة وأهم هذه الظروف هبوط المواليد. ويرى أنه يتمثل في إمكانية الاستفادة من الرفاهية المتزايدة ومن الفرص الجديدة المتاحة فتزداد بالتالي تكاليف التنشئة الاجتماعية التي تهدف إلى إعداد الطفل للاستفادة من هذه الفرص الجديدة.
ويمكن القول أن نظرية دافيز تعد نظرية استاتيكية غير دينامية، لأنها إذا كانت قد استوعبت بعض جوانب الواقع واستمدت منه الشواهد التي تؤكد افتراضاتها، إلا أنها أغفلت جانبا آخر من جوانب الواقع له أهميته في الوصول بالنظرية إلى أعلى مستوى من التجريد، ونعني به جانب الواقع الذي تشهده المجتمعات النامية في العالم الثالث والذي يختلف جوهريا عما شهدته المجتمعات المتقدمة من ظروف التنمية.