الموضوع: السنة التحضيــرية محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012- 3- 9
الصورة الرمزية شاكيرا
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 8253
المشاركـات: 33
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

مرحباا صبايا ..

هذي اول ثلاث محاضرات للدكتوره منال بسيوني ..النظريه

البااقي راح انزلهم اذاا ارسلتهم لي ...

بالتوفيق يااارب



المقدمـة

قحطت البادية في أيام هشام بن عبد الملك ، فقدمت عليه العرب ، فهابوا أن يكلموه ، وكان فيهم درواس بن حبيب ، وهو ابن ست عشرة سنة ، له ذؤابة ، وعليه شامتان ، فوقعت عين هشام بن عبد الملك عليه ، فقال لحاجبه : ما شاء أحدٌ أن يدخل عليَّ إلاَّ دخل حتى الصبيان ، فوثب درواس حتى وقف بين يديه مطرقاً ، فقال : يا أمير المؤمنين إن للكلام نشرًا وطيًا ، وإنه لا يعرف ما في طيه إلاَّ بنشره ، فإن أذن لي أمير المؤمنين أن أنشره نشرته ، فأعجبه كلامه ، وقال له : انشره لله دَرُّك ، فقال : يا أمير المؤمنين إنه أصابتنا سنونٌ ثلاث : سنة أذابتِ الشحم ، وسنة أكلتِ اللحم ، وسنة دقَّت العظم ، وفي أيديكم فضول مال ، فإن كان لله ففرقوها على عباده ، وإن كانت لهم ، فعلام تحبسونها عنهم ؟ ، وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم ، فإنَّ الله يجزي المتصدقين ، فقال هشام : ما ترك الغلام لنا في واحدة من الثلاث عذرًا ، فأمر البوادي بمئة ألف دينار ، وله بمائة ألف درهم ، ثم قال : ألا حاجة ؟ قال : ما لي في خاصة نفسي دون عامة المسلمين ، فخرج من عنده وهو من أجل القوم !
هكذا كان للكلمات – التي هي اللبنة الأولى لفن الأدب – فعل السحر الذي يدفع المتلقي إلى نوع من الاستجابة العملية إزاءها ، ولقد تعددت استجابات المتلقين إزاء العمل الأدبي ، فمنهم من تقف استجابته عند حد الانفعال بالعمل ومشاركته للأديب في انفعالاته ، ومشاعره وأحاسيسه ، ومن المتلقين من ينزع إلى نوعٍ من الاستجابة الظاهرة ، ويسلك سلوكاً عملياً نحو أداء عملٍ ما كأن يعمل ، أو يبني ، أو يزرع ، أو يشن الحرب ، أو يرتكب جرماً ، أو يخفض أجنحة السلام بين الأفراد أو الشعوب . إلى غير ذلك من مظاهر تُرى وتشاهد .

والتذوق الأدبي يرتبط ارتباطاً عضويًا باللغة ؛ لأنها مادة الأدب ، ولهذه اللغة وظيفة شعرية فنية ، تنعكس في لونٍ من التعبير الجميل تتوافر فيه ألوان من الصنعة وجماليات النظم، والتصوير الفني ، وهذه هي : لغـة الأدب التـي يستخدمهـا الأدبـاء والمبدعـون ؛ لنقـل انفعـالاتهم ، وتصـوير أحـاسيسهم ومشاعرهم ، والتعبير عن رؤاهم وأفكارهم بحيث يثيرون في المتلقي أحاسيس تدفعه للتأثر، ومشاركتهم إبداعهم .

والتذوق الأدبي في أرقى معانيه يعني :
« قدرة الفرد على إدراك نواحي الجمال والقبح في العمل الأدبي مما يجعله يقبل على قراءة عملٍ ما أو النفور منه وفقاً لحظ هذا النص من مقومات الجمال . »

وانطلاقاً من أهمية هذا الموضوع الشائق والمهم لكل التخصصات والمستويات جاء تدريس هذا المقرر؛ لإكساب الدارس ملكة التذوق الأدبي الرفيع ، وليأخذ بيده ليكون قادرًا على تذوق النصوص وتحليلها .

* * *

أولاً - ( الأدب : مفهومه ووظائفه )
الأدب من الفنون الجميلة التي تهدف إلى إحداث الفائدة والمتعة على حدٍ سواء في نفس الملتقي والتأثير فيه .... فما معنى الأدب وما هي وظائفه وما هي فنونه ؟

أولاً : مفهوم الأدب :
تطورت كلمة الأدب شأنها في ذلك شأن الكائن الحي بتطور الأمة , حيث انتقل معنى هذه الكلمة من المعنى المادي ، وهو الدعوة إلى الطعام إلى معنى معنوي وهو التهذيب والتحلي بمكارم الأخلاق , حتى استقرت الكلمة على مدلولها الحالي , وهو الكلام البليغ المؤثر في نفس السامع أو القارئ , يقول ابن منظور : »الأدب مصدر قولك أدب القوم يأدِبُهم -بالكسر- أدبًا إذا دعاهم إلى طعامه , والآدبُ الداعي إلى الطعام ، قال طرفة بن العبد :
نحن في المشتاة ندعو الجفلى لا ترى الآدب فينا ينتقر
والمأدُبة التي يصنع لها هذا الصنيع ، والمأدبة : هو الطعام الذي يصنعه الرجل , ويدعو إليه الناس » هذا هو المعنى الحسي للكلمة ، ثم تطورت الكلمة إلى معنى معنوي , تمثل في الدعوة إلى التحلي بمكارم الأخلاق , والاتصاف بالخلال الحميدة . وبذلك صار معنى الأدب الذي يتأدبُ به الأديبُ من الناس , سمي أدبًا لأنه يأدب الناس إلى المحامد , وينهاهم عن القبائح , ونجد أن مدلول الكلمة في عصر بني أميّة زاد إلى هذا المعنى التهذيبي معنى آخر ، وهو المعنى التعليمي , حيث أُطلق على طائفة من المعلمين اسم المؤدبين , وهم الذين يعلمون أبناء الخلفاء والأمراء أصول الثقافة العربية الرفيعة من شعر ، وحكم ، وخطب ، ونوادر , علاوة على تعليمهم الأنساب العربية , وأيام العرب في الجاهلية والإسلام , ثم ضيق العلماء مدلول كلمة الأدب حتى قصروها على علوم اللغة العربية , حيث عنوا به ثمانية علوم ، وهي : النحو واللغة والتصريف والعروض والقوافي وصنعة الشعر وأخبار العرب وأنسابهم . ولقد تطور هذا المفهوم حتى أصبح علمًا على هذا الفن , الذي هو :
أو : ( التعبير الجميل عن تجربة صادقة مؤثرة في الآخرين )
والمراد بالتجربة هنا ما يجده الأديب في نفسه من عاطفة صادقة ؛ ينبض بها قلبه , أو فكرة ملحة يعتمل بها عقله , أو قضية من القضايا ينشغل بها وجدانه .

* * *
ثانيًا : وظائف الأدب :
للأدب مجموعة من الوظائف التي يؤديها سواء للفرد والمجتمع ، وهي كالآتي :
1- الوظيفة النفسية :
إنَّ الأديب حين يبدع عمله الأدبي فإنه يسعى إلى التنفيس عن عواطفه بفن القول ، أما المتلقي أو المتذوق للعمل الأدبي فإنه يقرأ الأعمال الأدبية لإشباع حاجاته النفسية , فتحقق له السكينة والإحساس بالراحة . لمشاركة المبدع أو المرسل في مشـاعره وإحسـاساته , فيفرح لفرحه , ويحزن لحزنه , يشاركه آماله وتطلعاته
2- الوظيفة الجمالية :
إن طرب المتلقي واستمتاعه بأي عمل أدبي إنما هو استجابة لمؤثرات فنية تثير ملكاته الفكرية والشعورية , وتبعث خبرته الجمالية , فإذا هو ينفعل بالكلمة الجميلة , والعبارة العذبة , والشعور الصادق , والتوازن الصوتي الرشيق المعبر عن المعنى , فإبداع الأديب هو الذي يبعث الخبرة الجمالية والمتعة لدى المتلقي أو المتذوق من خلال حسن وصف المبدع للأشياء , إذن الأدب باعث لمكامن الجمال النفس .
3- الوظيفة الاجتماعية :
يفترض أن يكون الأدب صورة صادقة لمجتمعه , وبذلك كان المتلقون حين يقرؤون أدباً لا يقرؤونه وحده ، إنما يقرؤون أنفسهم ومن حولهم ، وكأنهم يعيشون أحاسيسهم وأحاسيس مجتمعهم ؛ كما أن للأدب دورًا رئيسًا في بناء الإنسان وبناء المجتمع على حد سواء , فكم من كبوة تعرضت لها الأمة العربية والإسلامية وكان الأدب فيها باعثاً لها , وناهضًا للعزائم , ومشجعًا على تخطي العقبات والزلات ..وكم من المشاكل والقضايا الاجتماعية شارك الأدب في لفت النظر إليها ومناقشتها ..إذن الأدب ذاتي غيري في الوقت نفسه ؛ فهو ذاتي في صدوره عن صاحبه وفي تعبيره عن أحاسيسه ومشاعره , وهو غيري في تصويره لمشاعر الجماعة التي ينتمي إليها بما تحمله من قيم خلقية و اجتماعية وثقافية .
4- الوظيفة التاريخية :
للأدب علاقة وثيقة بالتاريخ ، والأدب تاريخ , ولكنه تاريخ من نوع خاص , إنه تاريخ لحياة أمـة من الأمم , وقد تأخذ الصلـة بين الأدب والتـاريخ عـدة صـور وضحَّها ( أحمد هيكـل ) في الآتي :
1-كتابة التاريخ في قالب أدبي , بأن يعرض التاريخ بلغة أدبية جذابة شائقة مؤثرة وممتعة , فيعرض هذا التاريخ في شكل رواية تاريخية .
2- استخدام بعض مادة هذا التاريخ القديم في كتابة عمل أدبي جديد ؛ إما لاستنهاض الهمم , أو لنقد واقع مُزرٍ , ولعل أبرز مثال على ذلك : مسرحية السلطان الحائر, فقد التقط المؤلف موقفًا تاريخيًا للفقيه عز الدين بن عبد السلام , الذي عاش أيام المماليك , وأفتى بأن المملوك لا تصح ولايته على الأحرار , وأن الحق يجب أن يعلو , حيث لا شيء ولا أحد فوق هذا الحق أو القانون .
3- الجمع بين الصورتين السابقتين , بحيث أن المبدع يعرض التاريخ في شكل أدبي أولاً , ثم يعقبه بالإدلاء برأيه , ولعل أوضح مثال على ذلك : مسرحية كليوباترة لأمير الشعراء أحمد شوقي حيثُ عرض لسيرة هذه الملكة شعرًا ، وحاول أن يجد مبررًا لأفعالها التي بدت غير لائقة بها وبمكانتها
الرفيعة ، وأنها إنما كانت حيلاً سياسية ، وتضحيات من أجل عرض مصر وكرامة الوطن .
4- استحضار بعض الشخصيات ، أو الأماكن ، أو الأحداث ، وتوظيفها توظيفًا أدبيًا بحيث يكون رمزًا ، أو تلميحًا ، أو تذكيرًا ، وأوضح مثال لذلك :(مأساة التاريخ) للشاعر عبدالرحمن العشماوي فقد تحدث فيها عن مقتل عمر بن الخطاب بطريقة شاعرية جميلة .
وللأديب أن يتعامل مع المادة التاريخية تقديمًا أو تأخيرًا ، أو حذفًا لبعض جزئيـاتها إذا كانت لا تضيف لعملـه الأدبـي شيئـاً بشـرط:
- أن تكـون له رؤى وأطروحـات يريد طرحها .
- وأن يأتي بالموثوق منها ، ويبتعد عن الروايـات الضعيفـة التي تشـوه الحقائق ...
كل هذا يتم بلغة أدبية راقية ، وبالتالي : يتحقق للأدب متعته وفنيته ، وللتاريخ قدسيته وحرمته .
5- الوظيفة التعليمية :
1- تخفيف أذهان الطلاب من أثقال الدراسة العقلية ، و صرامة التعاريف والقوانين ، والضوابط ، والحدود ، والرسوم ، والتقاسيم ، ونحو ذلك من مقومات الدراسة العلمية الجافة .
2- الإسهام في تنمية المهارات اللغوية لدى الدارسين ، من خلال الإلقاء الجيد المعبر الذي يتطلب مجموعة من المهارات كإخراج الصوت من مخرجه السليم ، و إعطائه حقه من التفخيم والترقيق ، وتنويع الصوت وتنغيمه تبعاً للحالة النفسية والموقف الذي يتطلبه ، فضلاً عن القراءة في وحدات فكرية مكتملة المعنى . ويمكِّن الطالب من مواجهة الجمهور ، فيكسبه الجرأة والشجاعة فضلاً عن أن هذه القراءة الجهورية تمكن المعلم من ملاحظة العيوب النطقية والصعوبات ، فيقوم بعلاجها ..
3- إكساب الطلاب ثروة لغوية تمكنهم من التعبير , كما يكسبهم مجموعه من الأساليب والتعبيرات التي يوظفونها في أحاديثهم أو في كتاباتهم .
4- تنمية التذوق الأدبي ، فهو يعين الطلاب على فهم النصوص الأدبية وتحليلها , كما يدربهم على النقد العلمي الموضوعي عن طريق التمييز بين الأساليب المختلفة . وهذه الملكة لا تحصل بمعرفة طائفة من القواعد والقوانين ، ولكنها تحصل بقراءة الجيد من المنظوم والمنثور، والتفطن إلى خواص الحسن والقبح في العمل الأدبي .
5- غرس القيم في نفوس الناشئة , من خلال تقديم النماذج والمثل العليا التي تدعو إلى التحلي بالفضائل والبعد عن الرذائل لما يتضمنه الأدب من حكم وأمثال وعبر .

والأدب يحدث تأثيرًا في نفس القارئ أو السامع , ويتمثل في ثلاثة جوانب رئيسة هي :
 الجانب المعرفي أو العقلي .
 الجانب الوجداني أو النفسي .
 الجانب الأدائي أو السلوكي .
أما عن الجانب المعرفي أو العقلي فإن الأدب يعد مادة ثرية لإكساب الطلاب خبرات وتجارب مختلفة , تجارب وخبرات أصحابها الذاتية أو الموضوعية , فتزيد رصيده المعرفي والثقافي و القيمي عن
طريق إطلاعه على روائع الأعمال الأدبية .

التعديل الأخير تم بواسطة شاكيرا ; 2012- 3- 9 الساعة 01:15 PM سبب آخر: .
رد مع اقتباس