عرض مشاركة واحدة
قديم 2010- 1- 18   #2
طمطم احمد
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 42766
تاريخ التسجيل: Sun Dec 2009
المشاركات: 125
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 100
مؤشر المستوى: 60
طمطم احمد will become famous soon enoughطمطم احمد will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: المستوى الأول
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
طمطم احمد غير متواجد حالياً
رد: محاضرات البلاغة النبوية

المحاضرة الثانية




س/ ما الأصول والأركان التي قام عليها صرح البلاغة النبوية؟
أو/ ما خصائص البلاغة النبوية؟
1/ القصد والإيجاز ومعناه إن تجتمع المعاني الكثيرة من الكلام في ألفاظ قليلة تقل عن عدد الكلمات المتعارف عليها بين الناس في عادات خطابية وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لجوامع الكلم" وقد سلم كلامه صلى الله عليه وسلم بهذا الإيجاز من الإطناب المؤدي للسامع إلى السآمة والملل ومن الوقوع في العيب والخطأ وهذا مخالف لسائر كلام البلغاء فانك إذا نظرت في تصاريف كلامهم فلن تجد فيهم من يسلم من اللجوء إلى فنون من الإطناب والتنبؤ يستعين بها على توضيح المعنى المراد واليك طائفة من الأحاديث القصار التي تخرج مخرج الحكمة الشاردة والمثل السائد كقوله صلى الله عليه وسلم"إنما الإعمال بالنيات" وقوله"الدين النصيحة" وقوله"الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور متشابهات" وقوله" الناس معادن".
2/ استيفاء المعنى إذا كان الإيجاز مطلبا بلاغيا ساميا فان اللجوء إليه كثيرا يؤدي لأرباب الأدب والفصاحة إلى الوقوع في الخلل والاضطراب ومن ثمة يخرج الكلام غير وافٍ للمعنى بخلاف كلام سيد الفصحاء فان الإيجاز ليس مخلا بالمعنى باستيفاء المعنى المراد حتى يخرج الكلام حسن التركيب والمظهر والرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من التقصير في الهداية والإرشاد ولولاه لما كانت السنة النبوية على ما هي عليه من تقرير الشرائع وتحرير القواعد ووقع الأصول والضوابط.
3/ نصاعة الألفاظ فنجد ألفاظ الحديث النبوي واضحة لكل احد خالصة من كل بشاعة وعيب فلا نجد فيها ما يخل بشروط الفصاحة في المفرد بل تحقق فيها تلك الشروط وزيادة حتى استوت على عرش البيان وتبوأت المحل الأسمى من البلاغة.
إن الألفاظ التي يوردها أهل الغريب من الألفاظ الوحشية المستعصية على الفهم فردّ عليها من احد وجهين:
الأول: إن كثيرا من هذه الألفاظ لم تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أهل الغريب تتبعوها بالشرح والبيان ولم يتكلفوا عناء التثبت من صحتها إذا لم يمن ذلك من مرامهم.
الثاني: إن هذه الألفاظ الصعبة التي صح نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتكلم بها فعلا كان مردّها بسبب اختلاف أحوال المخاطبين فقد كان منهم أعراب موغلون في البداوة وأصحاب منغمسون في رقة الحضارة فخاطب كل طائفة من هؤلاء بما يوافق حاله.
4/ موافقة مراد المخاطب, إذا كانت البلاغة هي مراعاة حال المخاطب فان الكلام النبوي كان يتناسب مع أحوال المخاطبين به لتحصل على أعلى درجات الإفهام فهو عندما يخاطب ملكا من ملوك الأرض تجده يقول" سلام على من اتبع الهدى أما بعد فأني ادعوك بدعاية الإسلام: اسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فأن توليت فان عليك إثم الاريسين" وحين يخاطب بعض أطفال المسلمين يقول" يا أبا عمير ما فعل النغير" فإذا تدبرت مافي الحديث الأول فستجد فيه من الفخامة والجزالة حتى كأنه كلماته صواعق منزلة تقرع رأس عظيم الروم بينما في ألفاظ الحديث الثاني من الرقة والحنان حتى لكأنها تطرب فؤادك بعذوبتها.
5/ عدم التكلف, فقد راعى صلى الله عليه وسلم في كلامه البيان للنص القرآني والإرشاد إلى خير الدنيا والآخرة وهذان الأمران لا يجتمعان مع التصنع والتكلف والتفاصح وكذلك لايوجد في كلامه شيء من الصناعة اللفظية المتكلفة وإنما كان يتكلم عن روية وسلاسة طبع وكذلك السجع النبوي فهو سجع بالغ السلاسة والعذوبة لان الرسول صلى الله عليه وسلم ينسب إلى منوال الفواصل القرآنية ويهتدي بضيائها.
6/ التخلص من العيوب البلاغية فقد كان كلامه صلى الله عليه وسلم مبرأ من العيوب البيانية التي لا يكاد يسلم منها متكلم وانك مهما استطعت فلن تستطيع أن تجد في كلامه هجنة أو ضعفا ومهما قدرت فلن تقدر على أن تستخرج منه ركاكة أو إسفافا كما ترفّع كلامه عن جفاء البداوة وغلظتها وعن ضعف الحضارة وركاكتها فقد استمد من الأولى(البداوة) جزالتها وفصاحتها واستقى من الثانية(الحضارة) رقتها وعذوبتها لذا جاء كلامه جزلا في رقة متينا في عذوبة قويا في لطف.
7/ السبق إلى بعض التراكيب , إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المحل الأسمى من البيان والفصاحة فليس بمستبعد أن يسبق أصحاب البلاغة إلى تعبيرات لم يسبق إليها ولم تتهيأ لغيره فمما تفرد بالسبق إليه قوله صلى الله عليه وسلم "لايلدغ المؤمن من حجر مرتين" وقوله صلى الله عليه وسلم" حمي الوطيس" أي اشتدت الحرب وقوله"الحرب خدعة"

س/ ما الطريقة التي اعتمدها في أداء دراسته وتبليغ دعوته للناس؟
الطريقة تقريرية بمعنى توضيح المبهم وتكميل الناقص وترسيخ المعلومة في الذهن وتثبيتها في النفس.

س/ماالمظاهر والأسس التي تقوم عليها هذه الطريقة(التقريرية)؟
1/ جانب لفظي,, صفاء اللفظ ووفائه إفرادا وتركيبا وذلك بان يتوافر فيه شروط فصاحة الكلمة أو الكلام.
2/ جانب معنوي,, وضوح المعنى وظهور المغزى.
3/ جانب التشويق والإيقاظ,, وسائل التشويق والإيقاظ ومنها القول ولا يصل إليه إلا البلغاء ومنها الحسي وذلك بان يكون كلامه صلى الله عليه وسلم بحركة حسية أو إشارة أو فعل مما يكون له ابلغ الأثر في ترسيخ المعلومة في النفس.
  رد مع اقتباس