المحاضــــــــــرة الثامنة
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أرأيتم لو أن نهرآ بباب
أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات , ماتقولون ؟ أيبقى ذلك من درنه شيئآ , قالوا : لا يبقى ذلك من درنه
شيئآ . قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا .
س1 ~ لماذا بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم حديثه بهذه الصيغة الأستفهاميه ؟
ج1~ بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة الاستفهامية لمزيد من الأثارة والتشويق ولفت الانتباه
والتركيز من التلقي .
س2~ مالغرض البلاغي الذي أفاد الاستفهام ؟
ج2~ التقرير - نريد الاثبات والنفي
فالرسول صلى الله عليه وسلم يطلب من صحابته الجواب على سؤاله .
س3 ~ لما وضع الاستفهام موضع الفعل في قوله : (( لو أن نهرآ بباب احدكم )) ؟
ج3 ~ الفعل الأول : فعل الشرط . والثاني : جواب الشرط لو جاء محمد لأكرمتك
لو دخلت على اسلوب الاستفهام ولم تدخلل على فعل .
- الجملة الأستفهامية وقعت موقع فعل الشرط لفظ ( لو ) يقتضي أن يدخل على الفعل وأن يجاب , ولكنه وضع
الأستفهام موضعه تأكيدآ أو تقريرآ ,, والتقدير لوثبت نهر’ صفته كذا لمابقي كذا .
س4~ لماذا أستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ ( نهر ) مع انه ليس من معالم الطبيعة الصحراويه ؟ وبم يوحي ؟
ج4 ~ ربط الرسول صلى الله عليه وسلم ربطآ بالثقافة الأسلامية في أذهان الصحابة حيث تستدعي
مخيلاتهم أنهار الجنة والتي حدثهم عنها القرآن الكريم , وبذلك نقلهم ببلاغته الى أستدعاء التعابير القرآنية
عن الانهار .
يوحي هذا اللفظ بمعاني الرقة والصفاء والعذوبة والعظمة .
س5 ~ ماذا أفاد التعبير بكل من : ( الباء في قوله : بباب , يغتسل , درنه ) ؟
ج5 ~ الباء : توحي الباء بمعنى الالتصاق , حيث تصور نهرآ لايجهد المسلم بعده , إذ هو قريب’’ من بابه حتى
كأن الدار تجري من تحتها الأنهار .
يغتسل : تصور لنا أغتسال يورث النشاط ويزيل الدرن , كما يخيل لنا التعبير بصيغة المضارع يدل على أمرين :
1- أستحضار صورة الأغتسال حتى كأنها ماثلة أمام الأعين .
2- يدل على التجدد الاستمراري , لأن الوضوء يحث طرفي النهار زلفآ من الليل .
درن : أما التعبير بقوله ( درنه ) فتصوره بشيء منفر يؤذي الإنسان بقاءه إذا هو مشين’’ فوق جسمه .
س6 ~ ماذا أفاد الأضافة في قوله : ( كل يوم ) ؟
ج6 ~ أفاد أضافة لفظ ( كل ) الى ( يوم ) : الدلالة على اتصال النعيم ودوامه .
س7 ~ مانوع ( من ) في قوله : ( من درنه ) ؟
ج7 ~ ذهب فريق من العلماء الى كون ( مِنْ ) زائدة , ويبعد كونها تبعيضية أي : تفيد التبعيض أي بعض الوسخ ,
والظاهر أنها بيانية .
س8 ~ المشار إليه في قوله : (( ذلك )) ؟ ولما عرف المسند إليه بأسم الاشارة في قوله (( ذلك من درنه
شيئآ )) ؟؟
ج8 ~ المشار إليه هو الاغتسال , وعرف المسند إليه ( ذلك ) بالاشارة : للدلالة على التعظيم . ( أثر حسي
وأثر معنوي ) .
س9 ~ لما نكر ( شيئآ ) ؟
ج9 ~ أفادت النكرة هنا التعميم , أي أن الاغتسال في النهر خمس مرات في اليوم لن يبقى أي شي من
الوصخ مهما كان قليلاً .
س10 ~ لما اعاد او كرر في الجواب قوله : ( يبقى ذلك من درنه شيئاً ) ؟
ج10 ~ لم يقتصر الصحابة في الجواب على لفظ ( لا ) ولكنهم أعادوا وكرروا لفظ السؤال للتأكيد والمبالغة في
نفي الذنوب .
س11 ~ أغنت الفاء في قوله ؛ (( فذلك مثل الصلوات الخمس )) عند الاطناب , وضحي ذلك ؟
ج11 ~ أي : أذا تكرر ذلك عندكم فهو مثل الصلوات .
س12 ~ لم كرر اسم الأشارة : (( ذلك )) ؟ أكثر من مره ؟
ج12 ~ تأكيد الرد وشدة الأيصال بين الهيئتين (( المشبه والمشبه به ))
س13 ~ لما أسند المحو الى الله دون الصلاة في قوله : (( يمحو الله بها الخطايا )) ؟
ج13 ~ لأن الصلاة وإن كانت هي السبب المباشر فيمحو الخطايا , اذا هي تفيد لأوامر الله ,عز وجل , و مايتعلق
بها من الوضوء وقراءة للقرآن ودعاء وخضوع وتذلل إلا أن المرجع والمال في المغفرة لله تعالى , وليس للعمل .
س14 ~ مافادة التعبير بصيغة منتهى الجموع في قوله : (( الخطايا )) ؟
ج14 ~ ليبين مقدار ماتفعله هذه الصلوات التي لم تنل منا الاهتمام الكافي ويبين أيضآ مقدار غفلتنا عن نهر
من النور , لايزال درنآ فحسب عن البدن وأنما يمحو أثامآ وخطايا تغمر العبد التارك فتقذف به في النار .
س15 ~ وضحي الصورة التشبيهية في الحديث الشريف مع بيان الغرض من التشبيه ؟
ج15 ~ في هذا الحديث تشبيه تمثيلي حيث يشبه الصلوات التي تطهر العبد من أقذر الذنوب حتى لاتبقي له
ذنباً إلا أسقطته وكفرته , بنهرٍ جارٍ يغتسل فيه المرء المتدنس بالأقذار المحسوسة في بدنه وثيابه فطهره الماء
الكثير .
- الغرض من التشبيه :-
تقرير حال المشبه , لأن صفة المشبه ومقداره معلومان ولكن أريد بالتشبيه التأكيد على اتصاف المشبه
بالصفة ( وجه الشبه ) وتحقيقها له .
(( تم بحمد الله سبحانه وتعالى ))