عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 12- 31   #46
المرور السري
أكـاديـمـي ذهـبـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 40230
تاريخ التسجيل: Tue Nov 2009
المشاركات: 680
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 792
مؤشر المستوى: 65
المرور السري is a splendid one to beholdالمرور السري is a splendid one to beholdالمرور السري is a splendid one to beholdالمرور السري is a splendid one to beholdالمرور السري is a splendid one to beholdالمرور السري is a splendid one to beholdالمرور السري is a splendid one to behold
بيانات الطالب:
الكلية: علم اجتماع
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: المستوى الأول
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
المرور السري غير متواجد حالياً
رد: اسئلة واجوبة لمادة النظام الاجتماعي في الاسلام

المحاضرة الثانية النظام الاجتماعي في الاسلام
الانسان في الإسلام , أسس بناء المجتمع وعناية الإسلام به , سمات المجتمع الإسلامي , تقوية الروابط الاجتماعية.
أسس بناء المجتمع
(1) الإنسان .
(2) الروابط الاجتماعية.
(3) الضبط الاجتماعي.
(4) الأرض

الأساس الأول : الإنسان
عنى الإسلام بالإنسان الفرد عناية لا مثيل لها، بغية أن يهيئه ليكون الأساس الأول


الأساس الثاني : الروابط الاجتماعية
ويرى بعض الباحثين أن هذه الروابط منها ما هو علاقات اجتماعية، مثل الصداقة والمصاهرة، ومنها ما هو عمليات اجتماعية أشد تعقيداً من سابقتها، مثل الجوار والصراع. ومنهم من يقسم هذه الروابط إلى فطرية كالقرابة، وإلى مكتسبة كالجوار .

الأساس الثالث : الضبط الاجتماعي
يسمي علماء الاجتماع هذا الذي أشرنا إليه، بالضبط الاجتماعي، ويعني ضرورة الوعي بشعور الآخرين ،ومراعاة حقوقهم وانتهاج سلوك يتأثر بهذا الوعي وهذا السلوك.

الأساس الرابع : الأرض

لقد بحث النبي r منذ وقت مبكر عن أرض يقيم بها هو وأصحابه، لينشئ مجتمعاً خاصاً، فقصد أهل الطائف فلم يجيبوه، ثم عرض دعوته على أهل المدينة، فاستجاب أهلها الكرام لدعوته، وفتحوا أبواب مدينتهم أمام الرسول r وجموع المسلمين من كل مكان، فكانت الهجرة من أعظم أحداث التاريخ الإسلامي على الإطلاق، لأنها هيأت الأرض ووفرت المناخ المناسب لإقامة مجتمع إسلامي مستقل ومتميز، فبدأت معالم هذا المجتمع
لقد تضمن القرآن الكريم ربطاً بين إقامة الأحكام الشرعية وبين التمكين في الأرض حين قال تعالى: ) الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور (ِ[سورة الحج آية :41].


عناية الإسلام بالمجتمع :
الاسس المشتركة بين المجتمعات
التميز من جهتين :
الأولى : الصبغة الإسلامية
الثانية : ما أوجده من مواصفات , واعتبارات تجاه الاسس .

سمات المجتمع الإسلامي
(1) انه مجتمع ملتزم بالشرع .
(2) انه مجتمع جاد . المظهر الاول : العلم النافع - المظهر الثاني : العمل الصالح
(3) انه مجتمع متسامح .
(4) انه مجتمع آمن . ( طريق الفرد – طريق المجتمع – طريق العقوبات )
(5) انه مجتمع متناصح .
(6) نه مجتمع تسوده المساواة .
(7) انه مجتمع متراحم .
(8) مجتمع مطيع لأولي الأمر .

السمة الأولى : أنه مجتمع ملتزم بالشرع:
نعني بهذه السمة، أن للمجتمع الإسلامي مرجعيته العليا ـ وهي الوحي بشقيه –الكتاب و السنة – يصدر عنها المجتمع في كل تصرفاته، فهي التي تدير شؤون أفراده وتحكم تصرفاتهم ، وهذا من مقتضيات الاستخلاف في الأرض: ) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُواْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( [النور آية:51].


السمة الثانية أنه مجتمع جاد:
في المجتمع الإسلامي مظاهر عدة تشهد على أنه مجتمع جاد لا مكان فيه لصغائر الأمور وسفاسفها، ويمكن أن نعد الحرص على العلم النافع والسعي إلى العمل الصالح، أبرز مظهرين يتضح من خلالهما جدية هذا المجتمع.

1- المظهر الأول: العلم النافع:
إن العلم النافع هو كل علم يحقق مرضاة الله تعالى ويجلب النفع لعباده، فالمجتمع الإسلامي يرحب بهذا العلم ويهيئ المناخ المناسب له، لأنه الوسيلة الفاعلة لتحقيق مقاصد ثلاثة يحرص المجتمع عليها وهي توجيه التفكير، وإصلاح العمل، وإيجاد الوازع النفسي .

المظهر الثاني العمل الصالح:
يتبع العلم النافع العمل الصالح إذ أنهما متلازمان، ولا يتصور انفصالهما، إذ لا يكون العمل صالحاً ما لم يبن على علم نافع، ولهذا قدَّم الله تعالى الأمر بالعلم على الأمر بالعمل في قوله تعالى: ) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ( [سورة محمد آية :19] ، ولا قيمة لعلم نافع، ما لم يتبعه عمل صالح، فقد ذم الله تعالى هذا الانفصام النكد في قوله سبحانه: ) كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ ([سورة الصف آية:3].

السمة الثالثة: أنه مجتمع متسامح:
التسامح في اللغة: مصدر سامحه إذا أبدى له السماحة القوية، لأن صيغة التفاعل هنا ليس فيها جانبان، فيتعين أن يكون المراد بها المبالغة في الفعل، مثل: عافاك الله، وأصل السماحة: السهولة في المخالطة والمعاشرة، وهي لين في الطبع في مظان تكثر في أمثالها الشدة.
فالسماحة بمفهومها الواسع، صفة مصاحبة لتصرفات أفراد المجتمع الإسلامي، فهم بعيدون عن الانفعالات، حذرون من المشاحنات، معرضون عن التجاوزات، وهذا ما تقتضيه الأخوة في الدين.

السمة الرابعة: أنه مجتمع آمن :
لقد تحققت صفة الأمن هذه للمجتمع الإسلامي بعدة طرق :
أولها :عن طريق سلامة منهج الفرد
ثانيهما :عن طريق المجتمع: فما المجتمع الإسلامي
ثالثها :عن طريق العقوبات


أسباب تقوية الروابط الاجتماعية
أ ـ تشريع صلاة الجماعة والجمعة والعيدين والجنازة:
أولاً : صلاة الجماعة :
فالصلاة هي الصلاة فرداً كانت أو جماعة بأركانها وواجباتها، بيد أن فضل التجمع ورغبة الإسلام في استمراره، جعل صلاة الجماعة أفضل بسبع وعشرين درجة).

ثانياً : صلاة الجمعة:
أوجب الشارع الحكيم صلاة الجمعة على الرجال الأحرار المقيمين، ذلك أن هؤلاء من تناط بهم المسؤوليات داخل المجتمع، وهم أصحاب القرار فيه، كل في مجاله، ورغب في حضورها لمن سواهم من النساء والأطفال.

إن تكرار هذا المشهد المبارك كل أسبوع، وما يحمله من هدايات دينية واجتماعية، يوضح لنا لمَ توعد النبي r المتخلفين عن صلاة الجمعة بأن يكونوا ممن ختم الله على قلوبهم ومن الغافلين، في حين أن بعض أعداء الإسلام لم يغفل عن أثر صلاة الجمعة في تقوية المسلمين حين قال لن نتغلب على المسلمين ما دام فيهم القرآن الكريم وصلاة الجمعة .

ثالثاً : صلاة العيدين:
إن من تمام الحكمة في هذه الصلاة، أن شرع الرسول r لها خطبة يعرض فيها الخطيب لقضايا اجتماعية يحسن عرضها في هذا الاجتماع العام، وكان النبي r يخص النساء في هذه الخطبة بحديث خاص مما يؤكد أثر المرأة في المجتمع).

رابعاً : صلاة الجنازة:
وجعلها فرض كفاية على المجتمع، وقد رغب الرسول r فيها كثيراً، وبما يتبعها من مشي إلى المقبرة، ومشاركة في دفن الميت، واستغفار له، فقد قال r: ( من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً، وكان معها حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط ).

ب ـ تشريع الإسلام للواجبات الاجتماعية الخاصة تقوية الروابط الاجتماعية :
عمل الإسلام على تقوية الروابط الاجتماعية بتشريع العديد من الواجبات الخاصة في دائرة الإنسان المحيطة به مباشرة، ومن ذلك ما يلي:

أولاً ـ بر الوالدين وطاعتهما:
جعل الإسـلام برَّ الوالديـن قولاً وفعلاً وخاصة الأم لضعفها ووفرة عاطفتها - فرضَ عين على كل ابن وابنة



ثانياً ـ صلة الأرحام والإحسان إليهم:
الأرحام هم: أقارب الإنسان من جهة أبيه أو أمه، كأعمامه وعماته وأخواله وخالاته وأبنائهم جميعا . وقد أوجب الله تعالى برَّهم وحبَّهم والتعاطف معهم، ودعا إلى صلتهم بالكلمة الطيبة والهدايا، وإمدادهم بأنواع الخير والمعروف، ومواساتهم في كُرُباتهم، كما حرَّم إيذاءهم ونهى عن مجافاتهم ولو كانوا غير مسلمين،

ثالثاً ـ الإحسان إلى الجيران وتجنب إيذائهم:
الجيران هم: من يساكنوننا في الحي، ولو كانـوا على بُعْدِ أربعين داراً كما ورد عن عائشة رضي الله عنها (، وكما أن الجار يكون في السكن فقد يكون في العمل.

والجيران على ثلاث درجات كما تدل عليه النصوص الشرعية العامة: جار له حق واحد، وهو الجار الكافر، له حق الجوار، وجار له حقان، وهو الجار المسلم، له حق الجوار وحق الإسلام، وجار له ثلاثة حقوق، وهو الجار المسلم ذو الرحم، له حق الجوار وحق الإسلام وحق الرحم.


ج ـ دعوة الإسلام إلى أسباب التآلف الاجتماعي العام تقوية للروابط الاجتماعية:
أولاًـ إفشاء السلام:
معناه: نشره وتعميمه على الناس بالصيغة المأثورة: ( السلام عليكم )
والبدء بالسلام سنة من سنن الإسلام، والحكمة منه: بذل الأمان

ثانياًـ توقير الكبار والعطف على الصغار

د ـ دعوة الإسلام إلى الأخلاق الفاضلة تقوية للروابط الاجتماعية:

صنف بعض الباحثين المعاصرين الأخلاق في خمسة أقسام على النحو التالي:
1ـ الأخلاق الفردية: كالصبر، والعفة، وضبط النفس...
2ـ الأخلاق الأسرية: كبرِّ الوالدين، والإحسان للزوجة، وصلة الأرحام...
3ـ الأخلاق الاجتماعية: كإفشاء السلام، وعيادة المريض، والوفاء بالعهد، والجد في العمل، والإصلاح بين المتخاصمين، وإماطة الأذى عن الطريق...
4ـ الأخلاق المتصلة بحق الله تعالى: كالصدق مع الله تعالى، والقيام بحقوقه، وشكره على نعمه، ومناصرة دينه، وحسن التوكل عليه...
5ـ أخلاق الدولة: كالرفق بالرعية، والعمل بالشورى، وحماية النفوس والأعراض والأموال، وتحرِّي المصالح العامة، والوفاء بالمعاهدات .
هذا، ومن المكارم الأخلاقية المهمة التي دعا إليها الإسلام ما يلي:

أولا ـ الصدق:
هو التزام الحقيقة دائما، ظاهراً وباطناً، في الأقوال والأفعال

ثانياً ـ الحياء:
عرفه الجرجاني بأنه: انقباض النفس من شيء، وهو نوعان: نفساني خلقه الله في عامة الناس، كالحياء من كشف العورة، وإيماني يمنع المؤمن من فعل المعاصي خوفاً من الله
تعالى (. والحياء غير الخجل المذموم الذي هو ضعف في النفس.



ثالثاًـ البشاشة وطلاقة الوجه:
هي من الصفات التي تدل على حسن في الخلق، واعتدال في المزاج، وسلامة في الصحة النفسية، كما أنها من أهم الأسباب التي تقربك من الناس، وتوثِّق علاقتك بهم، وتكسبك محبتهم وثقتهم، وبها يتعاشر أهل الجنة

رابعاًـ المداراة والتلطُّفُ بالآخرين:
المداراة هي: التلطف بالإنسان للحد من ضرره، وهي من الدَرْءِ والدفع، أو من المداورة والمجاراة للوصول إلى الخير . والمداراة علامةٌ على بُعْدِ النظَرٍ، وسَعَةِ


خامساً: أخلاق أخرى دعا إليها الإسلام وأخلاق حذر منها:
هناك قيم إنسانية وأخلاق فاضلة أخرى ـ لا تقل أهمية عما سبق بيانه ـ دعا إليها الإسلام أيضاً، ومن ذلك: طيب الكلام، والتواضع، والأمانة، والحلم، والكرم، والعدل، والإحسان، والإيثار، ومواساة الآخرين، وتركُ المراء والجدالِ، والقناعةُ، وبذلُ الجاه والمعروف للآخرين، وإغاثة الملهوف، والإصلاح بين الناس، والأمر بكل خير وبر، والنهي عن كل إثم وشرٍّ...
وفي مقابل ذلك حذر الإسلام ونهى عن كل خلق لئيم سيئ، يسخط الله تعالى، ويجلب الشرور والآثام على صاحبه، ويضر بالمجتمع، ويفقده الأمان والاستقرار، ويفسد الحياة العامة، ومن ذلك:السرقة، والزنى، والرشوة، والخيانة، والشح، والكِبْر، والتجسس على الناس، وسوء الظن بهم، والنميمة، وكثرة الحلف، ونشر الإشاعات، واليأس من رحمة الله... والأصل في عموم ما سبق من الأخلاق الحسنة وضدها قول الله تـعـالى : )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(]النحل : 90[ .


هـ ـ تشريع الإسلام للتكافل الاجتماعي تقوية للروابط:
العاجزون الذين لا يستطيعون العمل لمرض أو شيخوخة، أو القادرون الذين لا يجدون عملاً، أو لا يكفيهم دخلهم لتحقيق معيشة لائقة بهم، أو الذين أضرَّت بهم الحروب والكوارث، فلم يتركهم الإسلام لأنياب الفاقة والحاجة، بل شرع لهم العديد من التدابير الحاسمة في التكافل الاجتماعي لرعايتهم والنهوض بهم، وتأمين الحياة المعيشية اللائقة بهم، وبعض هذه الوسائل هي على سبيل الوجوب والفرض، وبعضها الآخر على سبيل الترغيب والندب، وبيان هذا فيما يلي:

أولاً: تشريع فريضة الزكاة:
الزكاة: إعطاء نسبة مخصوصة لمستحقها

ثانياً: تشريع زكاة الفطر:
هي واجبة على كل مسلم، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، عنده قوتُ يوم العيد

ثالثاً: تشريع النفقات الواجبة:
فرض الإسلام لبعض الأقرباء أنواعاً من النفقات يلزم دفعها إليهم عن طواعية واختيار، فإن امتنع أقرباؤهم الأغنياء عن أدائها، أُلزموا بها جبراً عن طريق القضاء. ونشير هنا إلى نوعَيْ هذه النفقات الواجبة على النحو التالي:

النوع الأول: النفقة على الزوجة: هي واجبة بالاحتباس لا بالفقر،

النوع الثاني: النفقة على الأقارب:هي واجبة على الرجل الموسر لوالديه وأولاده وأقربائه المحتاجين

رابعاً: تشريع واجبات مالية أخرى تكافلية:
حرص الإسلام على تحقيق أكمل صورة من التكافل الاجتماعي، وذلك حين أوجب تشريعات مالية أخرى على المسلمين من مثل: النذور، والكفارات، والهَدْي الواجب في الحج، والأضاحي ـ وهي واجبة عند الحنفية ـ ودية القتل الخطأ على العاقلة(العصبة)، والمواريث ونحوها مما تقوم عليه منظومة التآلف والتكافل الاجتماعي في الإسلام من أجل سد الخلل قدر الإمكان.

خامساً: تشريع الصدقات التطوعية:
لم يقتصر الإسلام في تشريع ما يحقق التكافل الاجتماعي على الزكاة والنفقات الواجبة، بل عضَّد ذلك بالدعوة إلى البذل الاختياري المفتوح دون حدود، وذلك من خلال ما يعرف بالصدقات التطوعية: النقدية والعينية، التي يبذلها المسلم للفقراء والمحتاجين ونحوهم، ابتغاء ثواب الله تعالى ورضوانه، قال الله تعالى: )الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(]البقرة:274[.

هذا، ويقسم العلماءُ الصدقاتِ التطوعية إلى أنواع، منها ما يلي:
النوع الأول: الصدقة النافلة المطلقة: يجوز أن تكون نقدية أو عينية، كطعام أو كساء أو علاج أو أدوات، قليلة أو كثيرة، وهي لا ترتبط بزمان ولا مكان، وفيها يصدق قول النبي r: " إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه، فيُربِّيها لأحدكم... " .

النوع الثاني:الصدقة الجارية: هي: الوقف، ومعناه: تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة. أي: التنازل عن ملكية ذات المال لله تعالى، من أجل أن ينتفع به الناس، وذلك كوقف المساجد ولوازمها، والمدارس والمكتبات والمسـتشفيات والبيوت والمزارع ومياه الشـرب وغيرها، قال النبي r: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " .

النوع الثالث: الوصايا: هـي تبرعات مالية مضافة إلى ما بعد الموت
النوع الرابع:العواري والمنائح والقروض الحسنة والأعطيات والهدايا والهبات: هي من صور التكافل الاجتماعي وأعمال البر والإرفاق، التي يُقصَد بها التيسير على الآخرين، وتفريج كرباتهم، والتحبُّب إليهم، طمعاً في ثواب الله وحده وحسن جزائه

و ـ دعوة الإسلام إلى الحوار والجدال بالتي هي أحسن تقوية للروابط:
وبيان ذلك في النقاط التالية:

أولاً: الإسلام دعوة عالمية

ثانياً:اعتماد الإسلام طريق الحوار الحسن في تبليغ رسالته: اعتمد الإسلام في عرضه لدعوته أسلوب المجادلة بالتي هي أحسن، وجعل ذلك فريضة لا يسع المسلم تركها

وإن الهدف من الحوار، هو التوصل إلى بيان الحقيقة الكبرى

ثالثاً:حقيقة الحوار وأقسامه ولوازمه: الحوار والجدل، والمحاورة والمجادلة، ألفاظ متقاربة المعاني اللغوية، ويراد بها: المناقشة والمناظرة والمراجعة في الكلام. ومنه الآية: )قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما(] المجادلة : [.

وهي في الاصطلاح: تبادل وجهات النظر بين طرفين أو أكثر، في جو هادئ، لإحقاق قولٍ و تخطئة غيره، دون تسفيه رأي المخالف.

وقد قسم العلماء الحوار والجدل قسمين: ممدوح ومذموم، فالأول الممدوح: ما يوصل إلى الحق بأسلوب صحيح مناسب. وأما الثاني المذموم: فما لا يوصل إلى الحق، وقد تصاحبه المغالطة أو الانفعال، ويؤدي إلى الكراهية والضغينة.

والنوع الأول من الجدل مشروع، بل هو فرض محْكَم غير منسوخ، يجب استصحابه والالتزام به في أي حوار؛ للآية: )وَلاَ تُجَادِلُواْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ(
]العنكبوت : 46[. وتأمل أداة الحصر في الآية: ( إلا بالتي هي أحسن ). أما النوع الثاني: فهو حرام منهي عنه، لمآلاته العقيمة الضارة، وفيه ورد حديث: ( إنَّ أبغضَ الرجال إلى الله ، الألدَُّ الخَصِم ).

هذا ومن لوازم الجدل ومتطلبات الحوار والمناظرة ما يلي(:
الإيمان العميق بما يدعو إليه ويُناظِر فيه: وذلك لئلا يشمله قوله تعالى: )أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ(] البقرة : 44[ .

2ـ العلم بقضية الحوار ومعرفتُها معرفة تامة: وإلا كان الحوار بغير علم، وهو مذموم للآية : )فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ(]آل عمران:66 [.

3ـ التزام الهدوء والسكينة والبعد عن الانفعال: كما في محاورة النبي r ـ الآنفة ـ للشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى، والأصل في هذا قوله تعالى: )ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ(]النحل : 125[.

الحرص على الوصول إلى الحق ونصرته: وذلك لقوله r: " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حُمْر النَّعَم" .

استقامة السلوك والتخلق بالخلق الحسن: إذ لا خير فيمن لا يوافِق حالُه مقالَه، قال الله تعالى عن نبيه شعيب: )وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ(] هود : 88[.

6ـ إحسان الظن بالطرف الآخَر واحترامه: وهذا مما يسهل الوصول إلى قلبه وتملكه وإقناعه، قال الله تعالى: )يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ(]الحجرات : 12[. وقالت عائشة رضي الله عنها: "أمَرَنا رسول الله r أن نُنُزِّل الناس منازلهم". ويؤكد هذا ما فعله النبي r مع عدي بن حاتم t في قصة إسلامه، حيث صَحِبَه إلى بيته وأكرمه، ودعاه وحاوره فأسلم(.