ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - محاضرات الشعر العربي الحديث 1+2+...+4+5 إلى آخره تعاوني جميعاً بتنزيل المحاضرات

ضجيج الألفاظ الخلابة عند علي محمود طه

أجمع النقاد العرب على أن يكون الشعر معجمه الخاص ووقفوا الشعراء الذين يجددون أويغيرون في اللغة بالمرصاد بل كأنه كان يظهر من حين لآخر من يجد عن القول من أمثال أبو العتاهية الذي كان يحاول أن يتجاوز عن اللغة الكلاسيكية القديمة إلى لغة جديدة مشتقة من لغة الحياة اليومية.

كذالك خطا كل من أبو تمام وأبن الرومي خطوة أخرى بلغة الشعر فملئه بالأحتجاجات و التعليلات والأساليب المنطقية .

التجديد في الألفاظ وموقف القدامى:

أزدهرت حركة نقدية واسعة فرجال الفكر والفلسفة يضيفون في صف هذا التجديد بينما يقف رجال اللغة والنحو وروايات الشعر إلى المحافظة إلى ما سموه بعود الشعر وأن يظل الشعر على صورته القديمة في ألفاظه الموروثة ومعانيه المحفوظة واستجابت كثرة الشعراء لهذة النزعة المحافظة .

في الأندلس(أسبانيا)\ظهرت مجموعة المجددين إلا أنهم لاقوا هجوماَ عنيفاَووصف شعرهم بأنه زجل وليش شعراَ.

في أوروبا\وجد الكلاسيكيون الذين يدعون إلى المحافظة على التراث وكذلك وجد الرومانسيون من أمثال:وردزوورث الذي دعا إلى هجر الموضوعات القديمة والتمسك بالموضوعات الحياة الحاضرة ولغة الحديث اليوم.

قضية اللفظ والمعنى:

الشعر ليس شكلاَ خارجياَ ورن وقافية وألفاظ خاصه وإنما هو التجربة الروحية التي تمر بها نفس الشاعر ولا بأس أن تكتب التجربة في لغتها للحقيقة أو لنقل في لغة بسيطة كذلك التي يتفاهم بها أفراد الشعر.

لغة علي محمود طه:

يستخدم شاعرنا ألفاظ يجتهدون حين يقرأونه أو يسمعونه ولكن الغريب فيها أنها تتكرر حتى ليضف الأنصاف أن الشاعر يحفظ مجموعة من الألفاظ لا يزال كلما حاول نظم قصيدة أن ينظمها بعضها مع بعض فشعره شراب موسيقي فيه جنال وفيه هذا الطعم المغري ومن هنا كثر المعجبون بالشاعر حيث يشع في ألفاظه الحلم الشعري وينتشر ذلك الضباب الهائم المليء بالأشباح

أنه يهتم بالألفاظ أهتماما خاصا حتى اتصبح خصائصه الفنيه في مجملها خصائصا لفظيه رنين صاخب واذا أمعنا النظر في ذلك الرنين فأننا لا نجد فكرا بعيدا ولا معنى عميقا وإنما نجد الألفاظ التي تضغط على أعصابنا بجمال ألحانها وألنغامها وقلما نجد عنده شيء يمتع عقولنا ولكنه ألفاظها موحيه تؤثر في أسماعنا. منذ ظهر الفلاسفه والسوفسطائيون والناس يحاولون تحديد

مصطلحاته أما الأدب وخاصة الشعر فقد اللفظيه والمنطقيه هدفها دائما السيطره على الألفاظ بحيث نقول ما يفهمه الناس .

ثقافة علي محمود طه :

يبدو أن ثقافة شاعرنا كانت محدوده جدا وخاصة في النواحي العقليه وكان يريد أن يكون مجددا وكان قد ثقف شيئا من الشعر العربي ونتيجة كل هذا أن اعتنى عنايه شديده بلغته الشعريه وما تنشر من ضباب موسقى يغلب العقول والقلوب فهو يركز على الأصوات والألحان أوما يمكن أن نسميه الأنفعالات الموسيقيه دون أن تكون لتلك الموسيقيى إي معاني عميق أو تجارب نفسيه دقيقه لذا يخلو شعره من التجربه النفسيه بمعناها الصحيح ومع ذلك فهو من حين شعراء العصر الحديث اللذين يمثلون هذا الجانب اللفظي معتمدا على ما تحمله ألفاظه من رنين لاحد له ولا نهايه.

لقد استطاع أن يؤلف لنفسه معجما شعريا مضيئا حقا يملك من خلاله رصيدا من الفكر أو الفهم للحياه ولا الخبره النفسيه ولا الروحيه لكنه ينثر من حولنا ذلك الضباب الساحر يقول في أغنية الجندول في كرنفال فنيسيا.

أين من عيني هاتيك المجالي** يا عروس البحر ياحلم الخيال

أين عشاق سمار الليالي** أين من واديك يا مهد الجمال

موكب الغيد وعبدا الكرنفال** وصدى الجندول في عرض القنال

بين كأس يشتهي الكرم غمرة **وحبيب يتمنى الكأس ثغرة

ألتقت عيني به أول مرة** فرقت الحب من أول مرة

مربي مستضحكاَ قرب ساقي** يمزج الراح بأقداح رقاق

قد قصدنا على غير أتفاق** فنظرنا وابتسمنا للطلاق

ويقول:

ذهبي الشعر شرفي السمات** مرح الأعطاف حلو اللفتات

أنا من ضيع في الاوهام عمره** نسي التاريخ أو أنسي فكره

غير يوم لم يعد يذكر غيره** يوم أن قابلته أول مره

فنحن لا نجد تجربة شعورية حقيقية وإنما تظهر الألفاظ في شكل أسلاك وعقود صاغها هذة الصياغة اللفظية العريقة بتلك الألفاظ التي تتسع السحر والخيال والضباب.

الألفاظ عروس البحر-عروس الخيال-سمار الليال-موكب الغيد-عيد الكرنفال

وربما المعنى الوحيد الذي يلفت النظر في هذة الأغنية هي قوله أنا من ضيع في الأوهام عمره .

وقج أصبح هذا الأتجاه اللفظي وكأنه مذهب من المذاهب الفنية وهو مذهب قد نجح على الأقل في شعر علي محمود طه بدليل كثرة المعجبين به.

وفي قصيدتة كليوا بترا نجد ألفاظاَ شعرية بديعة ولكننا لا نستطيع أن نتمثل شخصية كليوا بترا لسبب بسيط وهو أن الشاعر لم تتضح في نفسه صفات حقيقية لشخصها.

أما قصيدته الموسيقية العمياء الي يتكلم فيها عن فتاة أجنبية شاهدها في إحدى المطاعم بالقاهرة تعزف على رأس فرقة موسيقية وكانت الفتاة ضريرة وجميلة يصورها لنا الشاعر بنفس ألفاظه ذات البريق دون يبين أي جانب منشخصية تلك الموسيقية لا جانب انساني ولا جانب نفسي وقد كان يستطيع أن يقف عند شكلتها ويجعلها محور القصيدة ويحاول أن يستخدم بعض الأفكار كأن يخلق لها أبصار ببصيرتها حيث استكملت ما فقدته بموهبتها الفنيه.

ولكنه لم يفكر في شيء من ذلك ولذا فهو لم يستطع أن ينفذ إلى العقول والقلوب بسبب سطحية التناول .

يقول في قصيدته الموسيقية العمياء:

أرى الأقدار يا حسناء **مثوى جرحك الدامي

أراها موضع السهم **الذي سدرة الرامي

إليك الكون فأشتفي** جمال الكون باللمس

خذي الأزهار في كفيك** الأشواك في نفسي

والحقيقة أننا لسنا في حاجة إلى ثروة لفظية ولا معاجم فعندنا منها تراث ضخم ولكننا حتماَ محتاجون إلى من يصون الكون والنفس الإنسانيه ويمثلون لنا أحاسيسهم في قصائد تصور لنا حقائقنا العامة تصويراَ له مغزى حتى ولو استخدموا لغة بسيطة قريبة من لغة الحياة اليومية.

بنات الا عندها هذي المحاضرة تتأكد من الابيات تشوف فيها اخطاء؟
دعوااااااااااااااااااااااتكم :119: