ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > ساحة طلاب وطالبات الإنتظام > ملتقى طلاب الانتظام جامعة الإمام عبدالرحمن (الدمام) > ملتقى كليات العلوم والأداب - جامعة الإمام عبدالرحمن > منتدى كلية الآداب بالدمام
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

منتدى كلية الآداب بالدمام منتدى كلية الآداب بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية الآداب بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 2012- 4- 7   #11
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

تسلموون ي قلبي ..

حاظرين لخدمه اجياال المستقبل:58545: >>>>>خفو علينا ي طيوور الجنه ههههههههههههههههههههههه


موفقين اجمعين
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 4- 13   #12
Fatma.Q
أكـاديـمـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 91777
تاريخ التسجيل: Mon Oct 2011
المشاركات: 14
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 0
Fatma.Q will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: مكتبات
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
Fatma.Q غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

-

المحاضرات الاخيرة !!! توصل عالمنتدى ولآ تغيرت طريقة الدكتورة :/
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 7   #13
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

يب يب عالمنتدى سوري طولت عليكم كانت عندي مشكله بالانترنت

المحاضرات الباقيه كلها صارت عندي
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 7   #14
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

المحاضرة السابعة والثامنة
موازنة بين سينية البحتري ومعارضة أحمد شوقي لها



مفهوم المعارضة
المعارضة هى فن شعرى يحاكى فيه الشاعر شاعرا آخر فى إحدى قصائده ويلتزم وزنه وقافيته ويتتبع معانيه.وقد عارض شوقي قصيدة البحتري التي مطلعها :
صنت نفسي عما يدنس نفسي
-وشوقي في معارضته يثبت أن المتذوق للعمل الأدبي بطول صحبته لأعمال الأدباء الكبار ينتقل من التقدير إلى الاستمتاع حتى يصل إلى المحاكاة حينما تتوفر دواعي الإلهام والموهبة .


سينية البُحتري :


البحتري يصف إيوان كسرى
التعريف بالشاعر :
هو أبو عبادة ، الوليد بن عبيد ، والبحتري لقب عرف به الشاعر نسبة إلى أحد أجداده " بحتر" ، ولد بمنبج قرب حلب بسوريا عام 204هـ ، اتصل بأبي تمام فتأثر به وأكتسب منه فصاحة اللسان وجمال الأسلوب ، ذهب إلى بغداد واتصل بالخلفاء والوزراء ومدحهم وخاصة الخليفة المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان ، وتوفي عام 284هـ ، برع البحتري في الوصف والغزل ..



¢مناسبة النص :
زار البحتري إيوان كسرى ، وهو قصر الأكاسرة بالمدائن جنوب بغداد إثر مقتل الخليفة المتوكل ، فأعجب به أشد الإعجاب ، واستلهم من بنائه الضخم ، ومن الرسوم الرائعة على جدرانه سينيته هذه والتي اشتكى فيها من ضيقه وهمومه وتصبر بآثار كسرى والفرس


النص:
1-- صُنْتُ نَفسي عَمَّا يُدَنِسُ نَفْسي وتَرَفَّعْتُ عن جَدا كل جِبْسِ
2-وتماسَكتُ حينَ زَعزَعني الدَّهـ ـرُ التماساً منه لتَعْسِي ونَكْسي
3-حَضَرَتْ رَحْلِيَ الهُمومُ فوجَّـ ـهتُ إلى أبيضِ المدائنِ عَنْسي
4- ذَكَّرتْنيِهُمُ الخُطوبُ التّوالي ولقد تُذْكِرُ الخطوبُ وتُنْسي
5- لو تراهُ عَلِمْتَ أنّ اللّيالي جَعَلَتْ فيهِ مأتماً بعدَ عُرْسِ
6-فإذا ما رأيتَ صورةَ أنطاكِيّـ ـةَ ارتَعْتَ بينَ رومٍ وفُرْسِ
7- والمنايا مواثِلٌوأنوشِرْ وانَ يُزجي الصّفوفَ تحت الدِّرَفْسِ
8-وعراكُ الرِّجالِ بينَ يَدَيْهِ فـي خُفوتٍ مِنْهُم وإغماضِ جَرسِ
9- تَصِفُ العينُ أَنَّهم جِدُّ أحياءِ لَهُم بَيْنَهُمُ إشارةُ خُرْسِ
10-يَغْتلي فيهمُ ارتيابيَ حتّى تَتَقَرَّاهُمُيَدايَ بِلَمْسِ


المفردات :




¢2- زعزعني : حركني بشدة ، نكسي : إذلالي




¢3- (رحلي : (الرَّحْلُ : كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع وغيره ، الهموم : الأحزان ، أبيض المدائن : المراد عاصمة الفرس وهي تتألف من مدائن عدة ، عنسي : ناقتي ..


¢
4-الخطوب : مفردها الخَطْبُ وهو الحال والشأن والأمر الشديد ،

¢التوالي: المتتابعة





¢5- مأتماً ( أَتَمَ ) : الجماعة من الناس في حزن ..جمع مَآتِم ، عرس : الزفاف والتزويج ..جمع أعراس ..


¢


6-أنطاكية : أنطاكية مدينة عريقة وكبيرة تقع في جنوب تركيا وتبعد عن الحدود السورية بنحو 30 كيلومترا ، ارتعت :فزعت

¢
7- المنايا: مفردها المنيّة وهي الموت ، مواثِلٌ :ماثلة وشاخصة وقائمة ، أنو شِروان : من أشهر ملوك الفرس ، يزجي :يرسل ويوجه ، الدّرفس : العلم أو الراية ..
¢
8-عراك : قتال ، خفوت : هدوء وسكون ، إغماض : خفاء ، جرس : الخفي من الصوت ..
¢
9-- جِدّ : لم يهزل ، خرس : مفردها أخرس وهو من انعقد لسانه عن الكلام
¢ ..
10- يغتلي ( غلو ) : يتعاظم ، ارتيابي ريب: الشك ، تتقرّاهم: تتّبعه لتتحقق منه ..







شرح الابيات والافكار الرئيسه في القصيدة:





- في البيتين 1-2 الفخر بالنفس




¢1- يفتخر الشاعر بنفسه حيث أنه حفظ نفسه من كل ما يسيء إليه ويلوث سمعته ، فقد ترفع عن طلب العطاء من الجبان اللئيم ..



2- وقد أراد الدهر أن يذله ويقهره لكننه تماسك أمام عوادي الدهر وقابلها بخلق قوي وعزم راسخ ..












¢1- صنت : حفظت ، يدنس : يوسخ ، جدا ( جدو) : العطاء ، جبس : اللئيم الجبان..






- في البيتين 3-4 سبب رحيل الشاعر للمدائن

¢3-يبين الشاعر سبب رحيله حيث كثرت الهموم عليه وكثرت أحزانه لمقتل الخليفة المتوكل ووزيره مما جعله في ضيق من العيش ؛ فدفعه ذلك إلى توجيه ناقته للمدينة البيضاء ليسرِّي عن نفسه بعض ما فيها من الأحزان ..


¢4- وإن أحداث الدهر والمعاناة التي يعانيها الشاعر في معيشته ومقتل المتوكل ووزيره دفعته لتذكر مصير هؤلاء القوم ، فلا عجب فإن المصائب منها ما يذكرك ومنها ما ينسيك


الأبيات من 5-10 وصف لإيوان كسرى :


¢5- يصف الشاعر إيوان كسرى الذي من يراه يوقن بأن الأيام والليالي قد جعلت الحزن سمة له بعد أن كانت لا تفارقه الأفراح.

¢
6- وقد امتلأ القصر باللوحات الجدارية الجميلة التي تصور حروب ومعارك الفرس مع الروم وقد شد انتباه الشاعر مشهدا على جدار القصر يمثل معركة دائرة بين الروم والفرس ويصفها وصفا دقيقا.
¢
7-وقد شُخِص فيها الموت وعنف اللقاء ، ويظهر فيها أنوشروان وهو يوجه جنوده ويدفعهم تحت رايته .
¢
8- وتدور رحى المعركة بين المقاتلين في سكون وهدوء وصوت خفي ، يكاد الشاعر يسمع صوت جرسا خافتا مبهما لا وضوح فيه من شدة إتقان الصورة.






¢9- فالعين بكل ما تراه من حركة تكاد تقر أنهم أحياء ولكنهم يستعملون بينهم لغة الإشارة.






10- تعاظم شكي في هذه اللوحة حتى ظننت أنهم أحياء بالفعل ، مما دفعني إلى لمسهم بيدي حتى أتأكد من كونها صورة لا حقيقة.


شوقي يعارض سينية البحتري






التعريف بالشاعر :









شاعر مصري عربي ، جركسيالأصل ، تعلم تعليمه الثانوي بالقاهرة ودرس الحقوق في فرنسا أعجب بالشعر الأموي والعباسي وتمثل أشعار البحتري وعارض الكثير من القصائد على نهج الإحيائيين ..



نفي لإسبانيا ( برشلونة ) وعاد لمصر وقد اتسعت جوانب ثقافته ما بين العربية والتركية والفرنسية ، وفي عام 1927 بويع أميرا لشعراء العرب.


وقد نظم شوقي في معظم الأغراض الشعرية القديمة كما برع في الشعر الوطني والديني والاجتماعي









¢جو القصيدة :









نفي أحمد شوقي إلى الأندلس ومر بقصر الحمراء فهاجت الذكرى في نفسه فكتب هذه القصيدة



وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها مستوحيا قصيدته هذه من سينية البحتري






¢


¢4- وعظ : نصح ، إيوان كسرى : قصر كسرى ، شفتني : وعظتني ، عبد شمس :







¢5-يرعني ( روع ) : يفزعني ، ثرى : التراب الندي ، قرطبي : نسبة إلى قرطبة ، لمست : أحسست وشعرت ، عبرة : جمعها ( عبرات) وهي العظة.





¢6-أنيس : المُؤانِسُ، وكلُّ ما يُؤْنَسُ به. وما بالدار أَنيسٌ، أي أحد ، محس : من يحسّ بالحياة ..





7- الحادثات : مفردهاحادثة وهي الأمور العظيمة أو المصائب ، النّعي ( نعي ) : الناعي، وهو الذي يأتي بخبر الموت ، عرس : الزفاف للتزويج ..





¢8-مرمر : الرُخامُ ، كلّةُ : غير حادة ، لينات : اللين ضد الخشونة وهو الناعم الأملس ، المجس : موضع اللمس.





¢9-كتائب : مفردها كتيبة وهي الجيش ، صم : لا يسمعون ، حفاظ : الدفاع عن المحارم ، موكب الدفن : الجنازة ، خرس : لا يتكلمون ..





¢10- نعشا : : سرير الميِّت، سمِّي بذلك لارتفاعه. فإذا لم يكنْ عليه ميّت فهو سرير، والمراد السفن ، العرش : سريرُ الملك ..





¢11- فاتك ( فوت) : الفوات والترك عن جهل ، التفات : الإكثار من التلفت ، التأسي (أسي ) : التجمّل والتصبّر ..


شرح الأبيات والأفكار الرئيسة للنص :







¢1-الأبيات من 1-3 الحنين والشوق للوطن :





1- إن مرور الأيام وتعاقب الليل والنهار يجعل الإنسان ينسى ما تقادم عهده من أحداث ، فأرجو منكما يا رفيقي أن تذكراني بأيام الصبا الجميلة ، وما كنت أشعر به من سعادة وسرور ، وأنا أمرح بأرض مصر الحبيبة ..





2-وأرجو منكما يا صديقيّ أن تسألا مصر الحبيبة الغالية ، هل نسيها الفؤاد أو غابت صورتها لحظة عن الوجدان ، أو تمكن الزمان من علاج ذلك القلب الذي جدّ به الشوق إليها ، فاندمل الجرح وشفي ذلك القلب ؟









3- ومما يدعو إلى العجب أن يحرمنا الاستعمار الإقامة بأرضنا ، والتمتع بخيراتها ، ويحتلها هو ومن جاء معه من جنود الغرب ، وكأننا بلابل حرمت من أشجارها التي تربت ونشأت فيها ، ولتتمتع بها طيور غريبة مختلفة الأنواع والأجناس ..




¢2- الأبيات من 4-5 (قصر الحمراء أثار في نفسه الأشجان(




-التمس البحتري العبرة والعظة في إيوان كسرى ، وشاعرنا مثله وعظته قصور الأندلس التي أقامها العرب المسلمين من القدم ..




¢
- لم يفزعه فيما رأى بقرطبة سوى الحال الذي كانت عليه والواضح من خلال القصور والحدائق والبساتين وما آل إليه العرب فيها مما أكسبه العظات الكثيرة


















¢3- الأبيات 6-8 (وصف حال قصر الحمراء)



6-يتحسر الشاعر على مجد العرب الذي اندثر، فيرى قصر الحمراء لم يعد بهإنسان ، ولا يستشعر لأصحابه حياة فيه ..





7- فقد أتت المصائب المتوالية عليه ومشت في أرجائه وكأنها تحمل خبر وفاة مجد العرب فيها بعد أن كانوا يحيون فيها ..





8- فترى في القصر كتل من الرخام وقد مثلت عليها الأسود لكن أظافرها أصبحت غير حادة وصار ملمسها ناعم من بعد الخشونة ..






¢4- الأبيات 9-11 وصف خروج العرب من الأندلس

¢
9-فقد خرج المسلمون منها تاركين حضارتهم لا يملكون فعل شيء للدفاع عن محارمهم وكأنهم يسيرون في جنازة ساكتين صامتين ..







¢10- خرجوا منها مستقلين السفن وكأنها نعوشهم والتي كانت في عهد آبائهم تستخدم في إقرار الحكم لهم وإبراز قوتهم ..





11- فإذا فات الإنسان عن جهل أن يعود ويتأمل ماضيه فلن يجد ما يعينه على التجمل والتصبر على ما يصيبه ..






حين نوازن بين هاتين القصيدتين ، فإننا نوازن بين القديم والجديد ، فنجد أن البحتري يفخر بنفسه ويعبر عن ذاته ويستحضر العبرة والعظة مما آل إليه الفرس ، بينما نجد شوقي يمزج بين الذاتية والتجربة العامة ، وهو يستلهم التراث ، ويتذكر ويقول الحكمة التي تنم عن فكر عميق وتأمل دقيق ؛ لذا تفوق شوقي على البحتري ..


اتفق الشاعران في إحساسهما بالألم ؛ فشوقي يتألم لضياع مجد العرب وتراثهم في الأندلس ، والبحتري يتألم لضياع إيوان كسرى ، إلا أن عاطفة شوقي وإحساسه بالمرارة أكثر وأشد إيلاما وعمقا ..

كلاهما أجاد في التعبير ، وكذلك أجادا في التصوير ..

الأفكار بين القصيدتين :







¢


نرى البحتري يبين سبب الألم والحزن الذي أصابه ، ثم ذهابه للمدائن للتسري ، ووصفه إيوان كسرى الذي يدل على مصير الفرس وأخذ العبرة من كل ذلك . كما رأينا شوقي يبدأ قصيدته بالحنين للوطن ، ثم تعرض للتاريخ وعبره واصفا قصر الحمراء والذي يدل على المصير الذي لحق بالمسلمين وخروجهم من الأندلس مطرودين ..

فنجد الأفكار عند كليهما فيها ترابط وعمق ، واضحة لا تعقيد فيها ولا غموض ، وقد مال الشاعران إلى التحليل والتعليل ، وبالرغم من تعدد الأفكار عندهما إلا أن أفكار البحتري يربطها خيط واحد وهو أخذ العبرة والعظة من أثار السابقين ، بينما أفكار شوقي يربطها رابط واحد وهو الحنين إلى الوطن والأمل في العودة إليه ..
العاطفة في القصيدتين :







¢



سيطر على كلا الشاعرين عاطفة الحزن والألم ؛ فشوقي يتألم لضياع مجد العرب وتراثهم في الأندلس ، والبحتري يتألم لضياع إيوان كسرى ، إلا أن عاطفة شوقي وإحساسه بالمرارة أكثر وأشد إيلاما وعمقا .. وقد كان لهذه العاطفة أثرها في التعبير والتصوير ..


الصور والأخيلة :




لقد عبر الشاعران عن عواطفهما بصورة دالة جميلة معبرة كان للبحتري الفضل في ابتكارها فنجد البحتري يصف تبدل حال الإيوان ( لو تراه علمت أن الليالي جعلت فيه مأتما من بعد عرس ) ويقلده شوقي في الصورة ( مشت الحادثات في القصر مشي النعي في دار عرس (



ونجد الصور عندهما جزئية جاءت لتوضيح الفكرة وإبراز العاطفة ويميل الشاعران فيها إلى التشخيص والنصان مليآن بالاستعارات والتشبيهات .كقول البحتري :( الليالي جعلت فيه مأتما ) استعارة مكنية شبه الليالي بالإنسان وحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهو ( جعلت ) ..وقوله :( المنايا مواثل ) استعارة مكنية شبه المنايا بالإنسان وحذف المشبه به وأتى بما يدل عليه ( مواثل


وسر جمالها التشخيص ، وهي تدل على الرعب الذي أضفته الصورة في نفس الشاعر







¢وكانت أبيات شوقي لا تقل ثراء عن أبيات البحتري من حيث الصور الجزئية أو الاستعارات كقوله :





¢وعظ البحتري إيوان كسرى) : استعارة مكنية حيث شبه الإيوان بالواعظ الناصح وحذف المشبه به وأتى بما يدل عليه ) وعظ(.


)شفتني القصور) : استعارة مكنية حيث شبه القصور بالواعظ الناصح وحذف المشبه به وأتى بما يدل عليه شفتني







(خرج القوم في كتائب صم عن حفاظ كموكب الدفن خرس ) تشبيه تمثيلي حيث شبه خروج المسلمين من الأندلس لا يستطيعون عمل شيء لأنفسهم ، بالذين يسيرون في جنازة صامتين لا يستطيعون تقديم شيء لأنفسهم ..


الألفاظ والأساليب بين القصيدتين :

لغة الشاعرين جزلة فخمة ، وقد أحسن الشاعران في اختيار الألفاظ التي تعبر عن المعاني ، فقد استخدما ألفاظا متجانسة مع بعضها كقول البحتري (جبس) فغرابة الكلمة جعلتنا ندرك ترفعه عما حوته من معنى الدناءة وما تضمنته من بخل ولؤم ، وهي أشد وقعا من غيرها لتصوير العواطف وإيجاد التوازن الموسيقي ، فالألفاظ بصفة عامة سهلة موحية ملائمة للجو النفسي كما أن العبارات جاءت محكمة عندهما .وقد تفنن شوقي في انتقاء ألفاظه كاختياره لفظة (اختلاف) لفظة دقيقة تدل على التعاقب باستمرار ، وهي أجمل من انقضاء التي تدل على الانتهاء.
أما الأساليب
بالنسبة للقصيدتين : نوّع الشاعران فيهما بين الأساليب الخبرية التي توحي بالحزن كقول البحتري (حضرت رحلي الهموم)*و كقول البحتري (( صُنْتُ نَفسي عَمَّا يُدَنِسُ نَفْسي ) أسلوب خبري الغرض منه التقرير ، وكذلك في (وتَرَفَّعْتُ عن جَدا كل جِبْسِ ) ، وهو يجري مجرى الحكمة ..) وقد استخدم شوقي هذه الأساليب الخبرية للأغراض نفسها فقد ورد لديه أسلوب خبري يفيد استمراره في الحزن كقوله (مشت الحادثات ) وكقوله : (شفتني القصور من عبد شمس ) ولم يخلُ أيضا أسلوب شوقي من الخبرية التقريرية كقوله :( وإذا الدار ما بهاأنيس ) ، ( وإذا القوم ما لهم من محس ) أسلوب خبري الغرض منه التقرير







¢و قد وجدت أيضا الأساليب الإنشائية التي تثير الذهن وتحرك المشاعر وتشرك السامع والقارئ مع الشاعر في أفكاره ومشاعره كقول شوقي : (اذكرا لي عهد الصبا وأيام أنسي ) إنشائي أمر الغرض منه الالتماس


¢وكقوله : (الأسلوب في (وسلا مصر) أمر الغرض منه الالتماس
وفي قوله : ( هل سلا القلب عنها ) إنشائي استفهام الغرض منه النفي. وقوله : (أحرام على بلابله الدوح ) أسلوب إنشائي, استفهام , الغرض منه الإنكار ،








¢والبيت يجري مجرى المثل وكما يلاحظ القارئ شوقي في هذه الأبيات المختارة أكثر من الأساليب الإنشائية لأن الواقعة على النفس أشد حيث نفي من وطنه مكرها ورأى في البلد الذي نفي إليه أثار إخوته المسلمين وقد نفوا مكرهين كذلك فناسب ذلك تنوع الأساليب الإنشائية التي تساهم في تلوين التجربة ونقلها للقارئ بعكس الأساليب الخبرية التي تسير في رتابة أكثر من الإنشائية وي الأنسب للبحتري في نقل التأسي على تجربة لا ينتمي إليها حقيقة كشوقيٍ ..



الموسيقى







تأثر شوقي بالبحتري في هذا الجانب على عادة شعر المعارضات حيث التزم شوقي بموسيقى البحتري الخارجية والداخلية المتمثلة في :


الموسيقى الخارجية :





أ- الوزن الواحد وزن بحر الخفيف ، والقافية الموحدة ..





ب- التصريع في مطلع القصيدة ..




ج- الميل إلى استخدام حرف السين المكسور في القافية والذي يتلائم مع الصوت الحزين الهادئ





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 7   #15
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

المحاضرة التاسعة والعاشرة

قصة نظرة
التعريف بالكاتب

¢ولد يوسف إدريس- أشهر كتّاب القصة القصيرة - في محافظة الشرقية 19 من مايو سنة 1927 م وتخرج في كلية الطب سنة 1952 - وترك الطب من أجل القصة القصيرة ،وقد أصدر ثلاث عشرة مجموعة قصصيّة أولها : {أرخص الليالي} سنة 1954 التي عالج فيها المشكلة السكانية ومن هذه المجموعة قصته {نظرة} . ومن أشهر أعماله القصصيّة أيضاً مجموعة {جمهورية فَرَحات} و{آخر الدنيا} و{حادثة شرف} و{قاع المدينة} وغيرها، تميزت قصص يوسف إدريس بوجود شخصيات لم تظهر من قبل في القصة المصرية، وهذه الشخصيات تتمثّل في الفلاحين الفقراء والعاملين والعاطلين والعاملين الهامشيين والموظّفين الصِّغار وأطفال وصبية ومُراهِقين في المدارس . وتوفى أول أغسطس سنة 1991.
نظرة
«كانَ غريبًا أنْ تسألَ طفلةٌ صغيرةٌ مثلُها إنسانًا كبيرًا مثلي لا تعرِفُه في بساطةٍ وبراءَةٍ أنْ يُعَدِّلَ من وَضْعِ ما تحمِلُهُ ، وكانَ ما تحمِلُهُ معقَّدًا حقًّا ففوقَ رأسِها تستقرُّ " صِينيَّةُ بطَاطِسَ بالفُرْن "، وفوقَ هذه الصِّينيَّةِ الصغيرةِ يَسْتَوِى حَوْضٌ واسعٌ من الصَّاجِ مفروشٌ بالفطائِر المخبوزةِ، وكانَ الحوضُ قد انزلقَ رَغْمَ قَبْضَتِها الدقيقةِ التي اسْتَماتَتْ عليه حتَّى أصبحَ ما تحملُه كلُّه مهدَّدًا بالسُّقوطِ لَمْ تَطُلْ دهشَتِي وأنا أُحَدِّقُ في الطفلةِ الصغيرةِ الحَيْرَى ، وأسرَعْتُ لإنقاذِ الحِمْلِ ، وتلَمَّسْتُ سُبلاً كثيرةً وأنا أُسَوِّي الصينيةَ ، فيميلُ الحوضُ ، وأعَدِّلُ من وَضْعِ الصَّاجِ فتميلُ الصينيةُ ، ثمَّ اضبِطُهُما معًا ، فيميلُ رأسُها هيَ ولكنني نجحْتُ أخيراً في تثبيتِ الحِمْلِ، وزيادةً في الاِطْمِئنَانِ، نَصَحْتُها أن تعودَ إلى الفُرْنِ، وكانَ قريباً، حيثُ تتركُ الصاجَ وتعودُ فتأخذُه . ولستُ أدرِى ما دارَ في رأسِها فما كنتُ أَرَى لها رأسًا وقد حَجبَهُ الحِمْلُ. كلُّ ما حَدثَ أنَّها انتظرتْ قليلاً لتتأكَّدَ مِنْ قبضتِها ثم مضَتْ وهى تُغَمْغِمُ بكلامٍ كثيرٍ لم تَلْتِقِطْ أُذُنِي منه إلاكَلِمَة"سِتِّي".


ولَمْ أحَوِّلْ عينَيَّ عنها وهي تخترقُ الشارعَ العريضَ المزدَحِمَ بالسياراتِ ، ولا عنْ ثوبِها القديمِ الواسعِ المُهَلْهَلِ الذي يشبِهُ قطعةَ القماشِ التي ينظَّفُ بها الفُرنُ ، أو حتَّى عن رجلَيْها اللتَيْنِ كانَتا تطلانِ من ذيلِهِ المُمَزَّقِ كمِسمارَيْنِ رفيعَيْن ورَاقبْتُها في عَجبٍ وهى تُنْشِبُ قدَمَيْها العاريتَيْنِ كمخَالبِ الكتْكُوتِ في الأَرْضِ، وتهتزُّ وهى تتحرَّكُ ثم تنظُرُ هُنَا وهُنَاكَ بالفَتحاتِ الصغيرةِ الدّاكنةِ السوداءِ في وَجْهِها، وتخطُو خُطواتٍ ثابتةً قليلةً وقد تتمايَلُ بَعْضَ الشَّيءِ، ولكنَّها سُرْعانَ ما تَسْتأنِفُ الـمُضِىَّ ... رَاقبْتُها طويلاً حتى امتصَّتْنى كلُّ دقيقةٍ من حَركاتِها، فقد كُنْتُ أتوقَّع في كلِّ ثانيةٍ أن تَحْدُثَ الكارثةُ. وأخيراً استطاعَتِ الخادمةُ الطفلةُ أن تخترِقَ الشارعَ المزدحِمَ في بُطْءٍ كحكمةِ الكبارِ.
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 7   #16
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

شرح المفردات


¢يعدل : يسوّي.
¢تغمغم : تتحدث بكلام غير واضح .
¢ستّي : كلمة عامّية مصرية محرفة من سيدتي .
¢أحدّق : أنظر بدقة .
¢استأنفت : بدأت .
¢تدهمنى : تفاجئني .
¢المنكمش : أي المنقبض النحيل .
¢مخالبها الدقيقة : أي أصابع قدميها الصّغيرة .
¢تخترق : تعبر.
¢المهلهل : الممزق .
¢تنشب : تدخل وتثبت .
¢ الفتحات الصّغيرة : أي العيون الصغيرة.
¢امتصّتنى : أي جذبتني وشدتني.
¢دقيقة : حركة صغيرة .
¢ ابتلعتها الحارة : أي أخفتها .
¢تنحرف : تميل إلى الحارة .
الفكرة – المغزى
الفكرة :هذه القصة القصيرة (نظرة) تدور حول خادمة صغيرة عائدة من الفرن , وهى تحمل فوق رأسها صينية فيها بطاطس وفوقها حوض أكبر منها فيه فطائر , وكان الحوض ينزلق ويكاد يسقط رغم قبضتها الرقيقة فطلبت من الكاتب أن يعدل على رأسها ما تحمله فنصحها أن تعود إلى الفرن حيث تترك الصاج وتعود ثانياً لتأخذه ولكنها صممت على حملهما معاً فساعدها ومضت فى طريقها.. ولكنها قبل أن تدخل الحارة ألقت نظرة طويلة على الأطفال الذين يلعبون بالكرة لتسعد ولو للحظة بمشاهدتهم .
المغزى : تسليط الضوء على جانب من جوانب الحرمان والقهر والفقر الذي تعيشه تلك الطبقات المطحونة التي تمثلها الطفلة, فهي فئة محرومة مظلومة لا يرحمها المجتمع ولا يهتم بها أو يشعر بمعاناتها, وحثنا الكاتب من خلال تصرفه على ضرورة تقديم العون لهم والاهتمام بهم ..
الحبكة

جاءت الحبكة في قصة (نظرة) حبكة عضوية متماسكة لها دورها في تنمية الخط الدرامي للقصة , بدأت بالشعور الغريب من شخص الكاتب لموقف الخادمة الصغيرة التى تطلب منه مساعدتها فى حمل الصاج فوق الصينية ونجاحه فى تلك المحاولة , ثم تسارع الحدث وتحول إلى لقطات تتابعت إلى درجة شدت الأنفاس عندما اخترقت الطفلة الشارع المزدحم بالسيارات , وتمايلت بعض الشئ لثقل الحمل ,وتوقع الكاتب بحدوث الكارثة. ولكن الحل كان بحكمة الكبار التي اتصفت بها الطفلة فثبتت حملها ,ووقفت تراقب الأطفال وهم يلعبون , ثم كانت نظرتها التي ألقتها على الأطفال قبل أن تتابع طريقها حلاً لعقدتها لأنها حققت جزء من حلمها عندما نظرت إلى الأطفال وهم يلعبون , ولكننا لو أمعنا النظر لوجدنا أن العقدة الحقيقية بدأت بعد أن ألقت الطفلة النظرة التي تكاد تكون قاتلة , فالطفلة قد ابتلعتها الحارة, هل اختفت الطفلة كما نفهم من الوهلة الأولى ؟ أم ماذا ؟
الشخصيات

أولاً : الشخصية الأساسية :فالخادمة الطفلة هي الشخصية المحورية التى تدور حولها الأحداث , وهي نامية متطورة لم يذكرالكاتب شيئاً عن حياتها، بل اكتفى بتلميحات تدل على فقرها وضعفها ، وعدم رعايتها صحياً واجتماعياً، والمتأمل في هذه الشخصية يسمع آهات مخنوقة وعميقة ترجمها الصراع الداخلي المنبعث عن تمزقها بين رغبتها في أن تعيش طفولتها مثل باقي الأطفال وبين مجتمع اغتال حلمها وحملها فوق رأسها ما لاطاقة لها به, عبرت عن ذلك بكلمة ( ستى)هذا المفهوم الذي جعلالناس بين ( سيد ) و( مسود ). والكاتب اعتمد طريقة السرد الوصفي ليدلل على معاناتها فلم يجعلها شاكية تردد شكواها فى إسراف, والنظرة التي غُيبت بعدها كان لها بالغ الدلالة على رحلة البؤس التي ستبدأها بعد أن ( ابتلعتها الحارة ) وقد أتقن الكاتب في رسمها حتى كأنها بدت شخصية تلفح وجوهنا بمعاناتها إذ ركز على :
1 - حركة نحسها في :(تخترق ـ تنشب ـ تهتز ـ تتحرك ـ تنظر ـ تخطو ـ تتمايل )
2 - صوت نسمعه في : (صوت السيارات ـ وصوت الخطوات) .
3 - لون نراه في :(ثوبها القذر ـ عيونها الداكنة السوداء)
أبعاد الشخصية الأساسية

البعد الخارجي : يصف شكل الشخصية الرئيسة وهي الطفلة الصغيرة والفقيرة , يداها نحيلتان وكذلك ثوبها الممزق الذي يكشف عن رجليها النحيلتين ,.........
البعد الداخلي:رصدالكاتب ماراه في نفس الطفلة الصغيرةوماتعانيه من ظروف قاسية جعلتها تعمل كخادمة في عمر الزهور وهي تنظر بحسرة وألم الى أطفال في مثل عمرها يلعبون ويمرحون وبينما هي تشقى للحصول على لقمه العيش
البعد الاجتماعي : يصور الكاتب حالة الطفلة التي أجبرت على العمل كخادمة , وأنها لم تعش طفولتها التي تستحقها .

ثانياً : الشخصية الثانوية :
-أالأطفال الذينخلعوا أحذيتهم بإرادتهم ليلعبوا.
-بالكاتب الذي كان راوياً للقصة لم يبدِ رأياً ,ولم يعلقْعلى حدث , ولم يتحدث بلسانه , وكان كالمصباح الكاشف الذى أوضح المعاناة ولم يطغَوجوده بما يهدم البناء الفني ويمزق النسيج المحكم للقصة، وجاءت شخصيته انعكاساً للشخصية المحورية وظلاً لها .
البيئة
وإذا كان الكاتب قد أولى عناية كبيرة لوصف بطلة القصة ( الطفلة) فإنه لم يغفل الفضاء الذي كانت تتحرك فيه هذه الشخصية المثيرة . لقد بدا المكان ( الشارع )صاخباً لينسجم مع الصخب العاطفي المقرون بتحرك الفتاة فالشارع الذي شهد معاناتها بدا عريضاً مزدحما بالسيارات .مما يعطيه دلالة واضحة في القصة . ولو أن الشارع بدا غير ذلك لما تحقق المغزى من الأحداث. بمعنى أن المكان كان يلعب دور المعاكس لرغبات طفلة تنوء بحمل ثقيل خلال عودتها من الفرن إلى بيت سيدتها.
أما الزمان فإنه يبدو أكثر تعقيداً. إن الأحداث مسندة إلى الزمن الماضي . بحيث تهيمن الأفعال الماضية على كل مراحل السرد.وبالرغم من أن كل مشاهد القصة مرت في وقت وجيز من ذلك الصباح غير المحدد بدقة , فإن الانطباع العام السائد يبقى في كون الزمن غير مرتبط بهذا المشهد فحسب وإنما هو زمن مستمر مادامت الطفلة مسخرة , ومادامت سيدتها متمادية في استغلال براءتها . وما دام الكبار يغتصبون براءة الصغار. وقد كان لبداية القصة نوع من الإيحاء لهذا التقابل بين عالم الكبار القائم على الاستغلال وعالم الطفولة إنسانا كبيراً مثلي ) , يظهر ذلك منذ الجملة الأولى:( كان غريبا أن تسأل طفلة صغيرة مثلها ....)لأن الكبار هم الذين كانوا سبب بلائها.
من جماليات الصورة البلاغية

من خلال التمعن في نص القصة وجدنا أن الطباق غلب على المحسنات البديعية التي أوردها الكاتب , فما دلالة ذلك ؟
(طفلة صغيرة ـ وإنساناً كبيراً ),(أعدل ـ فتميل), (تترك ـ تأخذه) , (تنشب ـ تهتز),(هنا ـ هناك), (واقفة - يتابع )، (تتوقف – تمضى) طباق يؤكد المعنى ويقسرهبضده .
(أضبطهما معاً ـ فتميل رأسها هى)مقابلة تؤكد المعنىوتوضحه .

غلب على القصة أسلوب القصروالإطناب والتوكيد , فما دلالة ذلك ؟
1- القصر:(غريبا أن تسأل طفلة صغيرة .), (ففوق رأسها يستقر) ,(وزيادة فى الاطمئنان نصحتها أن تعود إلى الفرن)(ما كنت أرى لها رأسا ) , ( لم تلتقط أذني منه إلا كلمة ستي ) , (وقبل أن تختفى شاهدتها ), ( فقد كنت أتوقع فى كل ثانية أن تحدث الكارثة) ,(وفوق هذه الصينية يستوى),(وأخيرا استطاعت الخادمة)
2- الإطناب : (بساطة ـ براءة ), (وضع ما تحمله ـ كان ما تحمله ) ,( كان ما تحمله معقدا حقا ففوق رأسها تستقر)( وكان قريباً ) , ( تتوقف ولا تتحرك ), ( كل شىء على ما يرام الحوض والصينية فى أتم اعتدال).
3- التوكيد : ( قد انزلق ) ,( ما تحمله كله) , ( يميل رأسها هي ),
(قد حجبه الحمل) ,(أنها انتظرت قليلا).
( سبلا): جاءت جمعاًلتدل على الكثرة مما يؤكد صعوبة ضبط الحمل .

تناوبت الصور البلاعية بين كناية وتشبيه واستعارة لتعمق الإحساس بالمعنى وتوحي به بدل التصريح المباشر , فما دلالة ذلك ؟ وماأهميته ؟
- (قبضتها الدقيقة) :كناية توحى بصغر الفتاة ونحافتها
- ( استماتت عليه ) : كناية عن شدة الإمساك بالحمل
- ( وقد حجبه الحمل) : كناية عن صغر رأسها ,
- ( لم أحول عيني عنها ) : كناية عن حرصه وخوفه على الطفلة ومراقبته لهايوحى بصعوبة المرور بصعوبة المرور,
- ( ثوبها القديم المهلهل): كناية عن الفقر الشديد .
- (الفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها) : كناية عن عينيها الصغيرتين, وفيها تشبيه أيضاً .
- (رجليها اللتين كانتا تطلان كمسمارين رفيعين) : تشبيه يدل على الضعف والهزال ويوحي بالفقر الشديد .

- قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض) : تشبيه يدل على فقرها وهزالها وتشبثها بالأرض حتى لا تنزلق أقدامها.
- (مخالب كتكوت)استعارة توحى بالضعف والنحافة 0
- (امتصتني كل دقيقة من حركاتها ): كناية عن شدة المتابعة والإشفاق عليها ، وفيها استعارة مكنية، حيث شبه نفسه بماء يُمتص .
-( تخترق الشارع في بطء كحكمة الكبار) : تشبيه يدل على حسن تصرفها وفيه توضيح وإيحاء بالخبرة .
-( ثوبها الذي يشبه قطعة القماش التي ينظف بها الفرن) : تشبيه يدل على منتهى القذارة ويوحي بالإهمال وعدم العناية من (ستها).
- (ابتلعتها الحارة): استعارة مكنية ، تصور الحارة حيواناً ضخماً يبتلعها وتوحي باختفائها .

مقومات القصة القصيرة

أ- مبدأ الوحدة تمثل في :
1 - وحدة { الموقف } الذي هو الأساس في بناء القصة القصيرة ؛ إذ اختار لها العنوان كلمة واحدة هي "نظرة" التي تدل على نظرة الخادمة الطفلة إلى الأطفال الذين هم في مثل سنها يمرحون ويضحكون
2- وحدة { الانطباع } التي يريدها الكاتب ؛ فقد كشف العنوان عن نظرة الكاتب إلى الطفلة من ناحية ، وإلى الواقع الاجتماعي من ناحية أخرى ، وهو يستهدف التلميح إلى قضايا هذه الطبقة المطحونة .
3 - وحدة {الشخصية } ؛ فليس فيها إلا شخصية الخادمة الطفلة ، أما الكاتب فيقوم بدور الراوي للأحداث والأطفال فلا تاثير لهم في سير الأحداث.
4 - وحدة { الفكرة } ، وهي المعاناة التي تعانيها الطفلة ، وما يجب أن نفعله نحوها .
(ب) - مبدأ التكثيف والتركيز :
تحقق التكثيف والتركيز والاقتصاد في الوصف ، وعدم الثرثرة في السرد ؛ حيث نرى الكاتب قد عبر عن معاناة الطفلة بكلمة واحدة هي : " ستي " ولم يتحدث عن تاريخ حياتها و لا نشأتها ولا حتى عن يوم كامل في حياتها .
(ج) - مبدأ تفاصيل الإنشاء :
فلقد ترابطت القصة و أحكم بناؤها واتضح عنصر التشويق في الحركة النامية المتطورة مع حركة الطفلة التلقائية .

ملامح شخصية الكاتبمن خلال القصة :
دقة الملاحظة - النزعة الإنسانية - حب الإصلاح - سعة الثقافة - القدرة على التعبير بشجاعة.
الخصائص الفنية لأسلوبه :
(أ) السهولة والوضوح واستخدام بعض الألفاظ العامية
(ب) الإيجاز والتركيز
(جـ) التحرر من قيود الصنعة.
(د) البراعة في رسم اللوحات الكلية
(هـ) القدرة على تسلسل الأحداث وترابطها

التقييم

1- بيني كيف ارتبط عنوان القصة " نظرة " بمغزى القصة .
2- بم نصح الكاتب الطفلة؟ وماذا كان موقفها ؟ وما دلالته ؟
3- هل أثر التفصيل والإطناب في القصة على مبدأ التركيز في القصة القصيرة ؟ عللي لما تقولين .
4- ضعي للقصة نهاية أخرى من خلال تغيير بعض أحداثها محافظة على الفكرة دون تغيير.

الواجب الجماعي


¢ الحمامة والثعلب ومالك الحزين .. " من قصص كليلة ودمنة ” :
زعموا أن حمامة كانت تفرخ في رأس نخلة طويلة ذاهبة في السماء، فكانت الحمامة تشرع في نقل العش إلى رأس تلك النخلة، فلا يمكن أن تنقل ما تنقل من العش وتجعله تحت البيض إلا بعد شدة وتعب ومشقة, لطول النخلة وسحقها، فإذا فرغت من النقل باضت ,ثم حضنت بيضها، فإذا فقست وأدرك فراخها جاءها ثعلبٌ قد تعاهد ذلك منها لوقت قد علمه بقدر ما ينهض فراخها، فيقف بأصل النخلة فيصيح بها ويتوعدها أن يرقي إليها , فتلقي إليه فراخها. فبينما هي ذات يوم قد أدرك لها فرخان , إذ أقبل مالك الحزين فوقع على النخلة, فلما رأى الحمامة كئيبة حزينة شديدة الهم , قال لها مالك الحزين: "يا حمامة! ما لي أراكِ كاسفة اللون سيئة الحال؟ فقالت له: " يا مالك الحزين!إن ثعلباً دهيتُ به كلما

¢كان لي فرخان جاء يهددني ويصيح في أصل النخلة، فأفرق منه , فأطرح إليه فرخي" قال لها مالك الحزين: "إذا أتاكِ ليفعل ما تقولين فقولي له:" لا ألقي إليك فرخي! فارقَ إلي وغرر بنفسك! فإذا فعلت ذلك وأكلت فرخي، طرت عنك ونجوت بنفسي". فلما علمها مالك الحزين هذه الحيلة طار فوقع على شاطئ نهر, فأقبل الثعلب في الوقت الذي عرف، فوقف تحتها، ثم صاح كما كان يفعل,فأجابته الحمامة بما علمها مالك الحزين. فقال لها الثعلب:" أخبريني من علمك هذا؟" قالت: "علمني مالك الحزين". فتوجّه الثعلب إلى مالكاً الحزين على شاطئ النهر، فوجده واقفاً, فقال له الثعلب: "يا مالك الحزين! إذا أتتك الريح عن يمينك فأين تجعل رأسك؟" قال: "عن شمالي".قال: "فإذا أتتك عن شمالك فأين تجعل رأسك؟"
قال: "أجعله عن يميني أو خلفي". قال:" فإذا أتتك الريح من كل مكان وكل ناحية فأين تجعله؟" قال: "أجعله تحت جناحي".قال: "وكيف تستطيع أن تجعله تحت جناحك؟ ما أراه يتهيأ لك".قال: "بلى"
قال: "فأرني كيف تصنع, فلعمري يا معشر الطير, لقد فضلكن الله علينا؛ إنكن تدرين في ساعة واحدة مثلما ندري في سنة، وتبلغن ما لا نبلغ، وتدخلن رؤوسكن تحت أجنحتكن من البرد والريح. فهنيئاً لكن !فأرني كيف تصنع!" فأدخل الطائر رأسه تحت جناحه ,فوثب عليه الثعلب مكانه فأخذه فهمزه همزة دقت عنقه. ثم قال:" يا عدوي نفسه، تُرى الرأي للحمامة، وتعلمها الحيلة لنفسها، وتعجز عن ذلك لنفسك، حتى يتمكن منك عدوك، ثم أجهز عليه فأكله.
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 7   #17
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

شرح المفردات


¢يعدل : يسوّي.
¢تغمغم : تتحدث بكلام غير واضح .
¢ستّي : كلمة عامّية مصرية محرفة من سيدتي .
¢أحدّق : أنظر بدقة .
¢استأنفت : بدأت .
¢تدهمنى : تفاجئني .
¢المنكمش : أي المنقبض النحيل .
¢مخالبها الدقيقة : أي أصابع قدميها الصّغيرة .
¢تخترق : تعبر.
¢المهلهل : الممزق .
¢تنشب : تدخل وتثبت .
¢ الفتحات الصّغيرة : أي العيون الصغيرة.
¢امتصّتنى : أي جذبتني وشدتني.
¢دقيقة : حركة صغيرة .
¢ ابتلعتها الحارة : أي أخفتها .
¢تنحرف : تميل إلى الحارة .
الفكرة – المغزى
الفكرة :هذه القصة القصيرة (نظرة) تدور حول خادمة صغيرة عائدة من الفرن , وهى تحمل فوق رأسها صينية فيها بطاطس وفوقها حوض أكبر منها فيه فطائر , وكان الحوض ينزلق ويكاد يسقط رغم قبضتها الرقيقة فطلبت من الكاتب أن يعدل على رأسها ما تحمله فنصحها أن تعود إلى الفرن حيث تترك الصاج وتعود ثانياً لتأخذه ولكنها صممت على حملهما معاً فساعدها ومضت فى طريقها.. ولكنها قبل أن تدخل الحارة ألقت نظرة طويلة على الأطفال الذين يلعبون بالكرة لتسعد ولو للحظة بمشاهدتهم .
المغزى : تسليط الضوء على جانب من جوانب الحرمان والقهر والفقر الذي تعيشه تلك الطبقات المطحونة التي تمثلها الطفلة, فهي فئة محرومة مظلومة لا يرحمها المجتمع ولا يهتم بها أو يشعر بمعاناتها, وحثنا الكاتب من خلال تصرفه على ضرورة تقديم العون لهم والاهتمام بهم ..
الحبكة

جاءت الحبكة في قصة (نظرة) حبكة عضوية متماسكة لها دورها في تنمية الخط الدرامي للقصة , بدأت بالشعور الغريب من شخص الكاتب لموقف الخادمة الصغيرة التى تطلب منه مساعدتها فى حمل الصاج فوق الصينية ونجاحه فى تلك المحاولة , ثم تسارع الحدث وتحول إلى لقطات تتابعت إلى درجة شدت الأنفاس عندما اخترقت الطفلة الشارع المزدحم بالسيارات , وتمايلت بعض الشئ لثقل الحمل ,وتوقع الكاتب بحدوث الكارثة. ولكن الحل كان بحكمة الكبار التي اتصفت بها الطفلة فثبتت حملها ,ووقفت تراقب الأطفال وهم يلعبون , ثم كانت نظرتها التي ألقتها على الأطفال قبل أن تتابع طريقها حلاً لعقدتها لأنها حققت جزء من حلمها عندما نظرت إلى الأطفال وهم يلعبون , ولكننا لو أمعنا النظر لوجدنا أن العقدة الحقيقية بدأت بعد أن ألقت الطفلة النظرة التي تكاد تكون قاتلة , فالطفلة قد ابتلعتها الحارة, هل اختفت الطفلة كما نفهم من الوهلة الأولى ؟ أم ماذا ؟
الشخصيات

أولاً : الشخصية الأساسية :فالخادمة الطفلة هي الشخصية المحورية التى تدور حولها الأحداث , وهي نامية متطورة لم يذكرالكاتب شيئاً عن حياتها، بل اكتفى بتلميحات تدل على فقرها وضعفها ، وعدم رعايتها صحياً واجتماعياً، والمتأمل في هذه الشخصية يسمع آهات مخنوقة وعميقة ترجمها الصراع الداخلي المنبعث عن تمزقها بين رغبتها في أن تعيش طفولتها مثل باقي الأطفال وبين مجتمع اغتال حلمها وحملها فوق رأسها ما لاطاقة لها به, عبرت عن ذلك بكلمة ( ستى)هذا المفهوم الذي جعلالناس بين ( سيد ) و( مسود ). والكاتب اعتمد طريقة السرد الوصفي ليدلل على معاناتها فلم يجعلها شاكية تردد شكواها فى إسراف, والنظرة التي غُيبت بعدها كان لها بالغ الدلالة على رحلة البؤس التي ستبدأها بعد أن ( ابتلعتها الحارة ) وقد أتقن الكاتب في رسمها حتى كأنها بدت شخصية تلفح وجوهنا بمعاناتها إذ ركز على :
1 - حركة نحسها في :(تخترق ـ تنشب ـ تهتز ـ تتحرك ـ تنظر ـ تخطو ـ تتمايل )
2 - صوت نسمعه في : (صوت السيارات ـ وصوت الخطوات) .
3 - لون نراه في :(ثوبها القذر ـ عيونها الداكنة السوداء)
أبعاد الشخصية الأساسية

البعد الخارجي : يصف شكل الشخصية الرئيسة وهي الطفلة الصغيرة والفقيرة , يداها نحيلتان وكذلك ثوبها الممزق الذي يكشف عن رجليها النحيلتين ,.........
البعد الداخلي:رصدالكاتب ماراه في نفس الطفلة الصغيرةوماتعانيه من ظروف قاسية جعلتها تعمل كخادمة في عمر الزهور وهي تنظر بحسرة وألم الى أطفال في مثل عمرها يلعبون ويمرحون وبينما هي تشقى للحصول على لقمه العيش
البعد الاجتماعي : يصور الكاتب حالة الطفلة التي أجبرت على العمل كخادمة , وأنها لم تعش طفولتها التي تستحقها .

ثانياً : الشخصية الثانوية :
-أالأطفال الذينخلعوا أحذيتهم بإرادتهم ليلعبوا.
-بالكاتب الذي كان راوياً للقصة لم يبدِ رأياً ,ولم يعلقْعلى حدث , ولم يتحدث بلسانه , وكان كالمصباح الكاشف الذى أوضح المعاناة ولم يطغَوجوده بما يهدم البناء الفني ويمزق النسيج المحكم للقصة، وجاءت شخصيته انعكاساً للشخصية المحورية وظلاً لها .
البيئة
وإذا كان الكاتب قد أولى عناية كبيرة لوصف بطلة القصة ( الطفلة) فإنه لم يغفل الفضاء الذي كانت تتحرك فيه هذه الشخصية المثيرة . لقد بدا المكان ( الشارع )صاخباً لينسجم مع الصخب العاطفي المقرون بتحرك الفتاة فالشارع الذي شهد معاناتها بدا عريضاً مزدحما بالسيارات .مما يعطيه دلالة واضحة في القصة . ولو أن الشارع بدا غير ذلك لما تحقق المغزى من الأحداث. بمعنى أن المكان كان يلعب دور المعاكس لرغبات طفلة تنوء بحمل ثقيل خلال عودتها من الفرن إلى بيت سيدتها.
أما الزمان فإنه يبدو أكثر تعقيداً. إن الأحداث مسندة إلى الزمن الماضي . بحيث تهيمن الأفعال الماضية على كل مراحل السرد.وبالرغم من أن كل مشاهد القصة مرت في وقت وجيز من ذلك الصباح غير المحدد بدقة , فإن الانطباع العام السائد يبقى في كون الزمن غير مرتبط بهذا المشهد فحسب وإنما هو زمن مستمر مادامت الطفلة مسخرة , ومادامت سيدتها متمادية في استغلال براءتها . وما دام الكبار يغتصبون براءة الصغار. وقد كان لبداية القصة نوع من الإيحاء لهذا التقابل بين عالم الكبار القائم على الاستغلال وعالم الطفولة إنسانا كبيراً مثلي ) , يظهر ذلك منذ الجملة الأولى:( كان غريبا أن تسأل طفلة صغيرة مثلها ....)لأن الكبار هم الذين كانوا سبب بلائها.
من جماليات الصورة البلاغية

من خلال التمعن في نص القصة وجدنا أن الطباق غلب على المحسنات البديعية التي أوردها الكاتب , فما دلالة ذلك ؟
(طفلة صغيرة ـ وإنساناً كبيراً ),(أعدل ـ فتميل), (تترك ـ تأخذه) , (تنشب ـ تهتز),(هنا ـ هناك), (واقفة - يتابع )، (تتوقف – تمضى) طباق يؤكد المعنى ويقسرهبضده .
(أضبطهما معاً ـ فتميل رأسها هى)مقابلة تؤكد المعنىوتوضحه .

غلب على القصة أسلوب القصروالإطناب والتوكيد , فما دلالة ذلك ؟
1- القصر:(غريبا أن تسأل طفلة صغيرة .), (ففوق رأسها يستقر) ,(وزيادة فى الاطمئنان نصحتها أن تعود إلى الفرن)(ما كنت أرى لها رأسا ) , ( لم تلتقط أذني منه إلا كلمة ستي ) , (وقبل أن تختفى شاهدتها ), ( فقد كنت أتوقع فى كل ثانية أن تحدث الكارثة) ,(وفوق هذه الصينية يستوى),(وأخيرا استطاعت الخادمة)
2- الإطناب : (بساطة ـ براءة ), (وضع ما تحمله ـ كان ما تحمله ) ,( كان ما تحمله معقدا حقا ففوق رأسها تستقر)( وكان قريباً ) , ( تتوقف ولا تتحرك ), ( كل شىء على ما يرام الحوض والصينية فى أتم اعتدال).
3- التوكيد : ( قد انزلق ) ,( ما تحمله كله) , ( يميل رأسها هي ),
(قد حجبه الحمل) ,(أنها انتظرت قليلا).
( سبلا): جاءت جمعاًلتدل على الكثرة مما يؤكد صعوبة ضبط الحمل .

تناوبت الصور البلاعية بين كناية وتشبيه واستعارة لتعمق الإحساس بالمعنى وتوحي به بدل التصريح المباشر , فما دلالة ذلك ؟ وماأهميته ؟
- (قبضتها الدقيقة) :كناية توحى بصغر الفتاة ونحافتها
- ( استماتت عليه ) : كناية عن شدة الإمساك بالحمل
- ( وقد حجبه الحمل) : كناية عن صغر رأسها ,
- ( لم أحول عيني عنها ) : كناية عن حرصه وخوفه على الطفلة ومراقبته لهايوحى بصعوبة المرور بصعوبة المرور,
- ( ثوبها القديم المهلهل): كناية عن الفقر الشديد .
- (الفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها) : كناية عن عينيها الصغيرتين, وفيها تشبيه أيضاً .
- (رجليها اللتين كانتا تطلان كمسمارين رفيعين) : تشبيه يدل على الضعف والهزال ويوحي بالفقر الشديد .

- قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض) : تشبيه يدل على فقرها وهزالها وتشبثها بالأرض حتى لا تنزلق أقدامها.
- (مخالب كتكوت)استعارة توحى بالضعف والنحافة 0
- (امتصتني كل دقيقة من حركاتها ): كناية عن شدة المتابعة والإشفاق عليها ، وفيها استعارة مكنية، حيث شبه نفسه بماء يُمتص .
-( تخترق الشارع في بطء كحكمة الكبار) : تشبيه يدل على حسن تصرفها وفيه توضيح وإيحاء بالخبرة .
-( ثوبها الذي يشبه قطعة القماش التي ينظف بها الفرن) : تشبيه يدل على منتهى القذارة ويوحي بالإهمال وعدم العناية من (ستها).
- (ابتلعتها الحارة): استعارة مكنية ، تصور الحارة حيواناً ضخماً يبتلعها وتوحي باختفائها .

مقومات القصة القصيرة

أ- مبدأ الوحدة تمثل في :
1 - وحدة { الموقف } الذي هو الأساس في بناء القصة القصيرة ؛ إذ اختار لها العنوان كلمة واحدة هي "نظرة" التي تدل على نظرة الخادمة الطفلة إلى الأطفال الذين هم في مثل سنها يمرحون ويضحكون
2- وحدة { الانطباع } التي يريدها الكاتب ؛ فقد كشف العنوان عن نظرة الكاتب إلى الطفلة من ناحية ، وإلى الواقع الاجتماعي من ناحية أخرى ، وهو يستهدف التلميح إلى قضايا هذه الطبقة المطحونة .
3 - وحدة {الشخصية } ؛ فليس فيها إلا شخصية الخادمة الطفلة ، أما الكاتب فيقوم بدور الراوي للأحداث والأطفال فلا تاثير لهم في سير الأحداث.
4 - وحدة { الفكرة } ، وهي المعاناة التي تعانيها الطفلة ، وما يجب أن نفعله نحوها .
(ب) - مبدأ التكثيف والتركيز :
تحقق التكثيف والتركيز والاقتصاد في الوصف ، وعدم الثرثرة في السرد ؛ حيث نرى الكاتب قد عبر عن معاناة الطفلة بكلمة واحدة هي : " ستي " ولم يتحدث عن تاريخ حياتها و لا نشأتها ولا حتى عن يوم كامل في حياتها .
(ج) - مبدأ تفاصيل الإنشاء :
فلقد ترابطت القصة و أحكم بناؤها واتضح عنصر التشويق في الحركة النامية المتطورة مع حركة الطفلة التلقائية .

ملامح شخصية الكاتبمن خلال القصة :
دقة الملاحظة - النزعة الإنسانية - حب الإصلاح - سعة الثقافة - القدرة على التعبير بشجاعة.
الخصائص الفنية لأسلوبه :
(أ) السهولة والوضوح واستخدام بعض الألفاظ العامية
(ب) الإيجاز والتركيز
(جـ) التحرر من قيود الصنعة.
(د) البراعة في رسم اللوحات الكلية
(هـ) القدرة على تسلسل الأحداث وترابطها

التقييم

1- بيني كيف ارتبط عنوان القصة " نظرة " بمغزى القصة .
2- بم نصح الكاتب الطفلة؟ وماذا كان موقفها ؟ وما دلالته ؟
3- هل أثر التفصيل والإطناب في القصة على مبدأ التركيز في القصة القصيرة ؟ عللي لما تقولين .
4- ضعي للقصة نهاية أخرى من خلال تغيير بعض أحداثها محافظة على الفكرة دون تغيير.

الواجب الجماعي


¢ الحمامة والثعلب ومالك الحزين .. " من قصص كليلة ودمنة ” :
زعموا أن حمامة كانت تفرخ في رأس نخلة طويلة ذاهبة في السماء، فكانت الحمامة تشرع في نقل العش إلى رأس تلك النخلة، فلا يمكن أن تنقل ما تنقل من العش وتجعله تحت البيض إلا بعد شدة وتعب ومشقة, لطول النخلة وسحقها، فإذا فرغت من النقل باضت ,ثم حضنت بيضها، فإذا فقست وأدرك فراخها جاءها ثعلبٌ قد تعاهد ذلك منها لوقت قد علمه بقدر ما ينهض فراخها، فيقف بأصل النخلة فيصيح بها ويتوعدها أن يرقي إليها , فتلقي إليه فراخها. فبينما هي ذات يوم قد أدرك لها فرخان , إذ أقبل مالك الحزين فوقع على النخلة, فلما رأى الحمامة كئيبة حزينة شديدة الهم , قال لها مالك الحزين: "يا حمامة! ما لي أراكِ كاسفة اللون سيئة الحال؟ فقالت له: " يا مالك الحزين!إن ثعلباً دهيتُ به كلما

¢كان لي فرخان جاء يهددني ويصيح في أصل النخلة، فأفرق منه , فأطرح إليه فرخي" قال لها مالك الحزين: "إذا أتاكِ ليفعل ما تقولين فقولي له:" لا ألقي إليك فرخي! فارقَ إلي وغرر بنفسك! فإذا فعلت ذلك وأكلت فرخي، طرت عنك ونجوت بنفسي". فلما علمها مالك الحزين هذه الحيلة طار فوقع على شاطئ نهر, فأقبل الثعلب في الوقت الذي عرف، فوقف تحتها، ثم صاح كما كان يفعل,فأجابته الحمامة بما علمها مالك الحزين. فقال لها الثعلب:" أخبريني من علمك هذا؟" قالت: "علمني مالك الحزين". فتوجّه الثعلب إلى مالكاً الحزين على شاطئ النهر، فوجده واقفاً, فقال له الثعلب: "يا مالك الحزين! إذا أتتك الريح عن يمينك فأين تجعل رأسك؟" قال: "عن شمالي".قال: "فإذا أتتك عن شمالك فأين تجعل رأسك؟"
قال: "أجعله عن يميني أو خلفي". قال:" فإذا أتتك الريح من كل مكان وكل ناحية فأين تجعله؟" قال: "أجعله تحت جناحي".قال: "وكيف تستطيع أن تجعله تحت جناحك؟ ما أراه يتهيأ لك".قال: "بلى"
قال: "فأرني كيف تصنع, فلعمري يا معشر الطير, لقد فضلكن الله علينا؛ إنكن تدرين في ساعة واحدة مثلما ندري في سنة، وتبلغن ما لا نبلغ، وتدخلن رؤوسكن تحت أجنحتكن من البرد والريح. فهنيئاً لكن !فأرني كيف تصنع!" فأدخل الطائر رأسه تحت جناحه ,فوثب عليه الثعلب مكانه فأخذه فهمزه همزة دقت عنقه. ثم قال:" يا عدوي نفسه، تُرى الرأي للحمامة، وتعلمها الحيلة لنفسها، وتعجز عن ذلك لنفسك، حتى يتمكن منك عدوك، ثم أجهز عليه فأكله.
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 7   #18
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

المحاضرة الحاديه عشر
قصيدة المســـاء
خليل مطران

دَاءٌ أَلَــــــمَّ فخِلْـــتُ فيهِ شِفَــائي من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَـائي
يَــا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتــَبَدَّا بي ، ومَـــا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَــاءِ
قَلْـــبٌ أَذَابَتـــْهُ الصَّبَــابَةُ وَالجَـوَى وَغِــلاَلَــةٌ رَثَّــتْ مِـــنَ الأَدْوَاءِ
إِنّــِي أَقَمــــْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُــنَى في غُــــرْبَةٍ قَالُـوا : تَكُونُ دَوَائي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا أَيُلَطِّفُ النِّــــيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
عَبَـــثٌ طَـــوَافِي في البــــلاَدِ ، وَعِلَّةٌ في عِلــــَّةٍ مَنــــْفَايَ لاسْتِشْفَـاءِ
مُــــتـَفَــرِّدٌ بصَبَــــابَتي ، مُــــتَفَرِّدٌ بكَــــــآبَتي ، مُـــــتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْـــرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي فَيُجيبُني برِيَــاحِهِ الهَــوْجَـــاءِ
ثَـــــاوٍ عَلَى صَخْـــرٍ أَصَمَّ، وَلَيْتَ لي قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْـــرَةِ الصَّمَّـــاءِ
يَنْتَابُهَا مَـــــوْجٌ كَمَـــوْجِ مَكَــارِهِي وَيَفتُّهَـــا كَالسُّقْـــمِ في أَعْضَــائي
وَالبَحْــرُ خَفّــَاقُ الجَــوَانِبِ ضَائِـقٌ كَمَدَاً كَصَدْرِي سَـــاعَـةَ الإمْسَـاءِ
تَغْشَى البَرِيَّــــةَ كُــــدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَـــا صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَـــائي
يَا لَلْغُرُوبِ وَمَــــا بــهِ مِـنْ عِـــبْرَةٍ لِلْمُسْتَهَـــامِ ! وَعِــــبْرَةٍ لِلـرَّائي !
أَوَلَيْسَ نَزْعَـــاً لِلنَّهَـــارِ ، وَصَرْعَـــةً لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِــمِ الأَضْــــوَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ طَمْـــسَاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَـــاً لِلشَّــكِّ بَيْنَ غَــلائِلِ الظّلْمَـــاءِ ؟
أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُـــودِ إلَى مَـــدَىً وَإِبَـــادَةً لِمَعَالِــــمِ الأَشْيَــــاءِ ؟
حَتَّى يَكُـــونَ النُّــــورُ تَجْدِيدَاً لَهَا وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْــثِ عَوْدُ ذُكَـاءِ
وَلَقَدْ ذَكَــرْتُكِ وَالنَّهـَـــارُ مُــــوَدِّعٌ وَالقَـلْبُ بَيْنَ مَهَــــابَــةٍ وَرَجَـاءِ
وَخَــوَاطِـــرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِـرِي كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَــــابِ إزَائي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً بسَنَى الشُّعَــاعِ الغَـارِبِ المُتَرَائي
وَالشَّمْسُ في شَفَـقٍ يَسِيلُ نُضَـــارُهُ فَــوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِـــلاَلَ غَـمَـامَتَيْنِ تَحَــــدُّرَاًوَتَقَطَّرَتْ كَــالدَّمْعَةِ الحَمْــــرَاءِ
فَكَـــأَنَّ آخِــرُ دَمْعَةٍ لِلْكَــوْن ِ قَـدْ مُزِجَتْ بــآخِرِ أَدْمُـعِي لرِثَـــائي
وَكَأَنَّني آنَـسْــتُ يَــوْمِـي زَائِــــلاً فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَـــــائي


التعريف بالشاعر

ولد خليل مطران سنة 1872م في بعلبك من أسرة عربية أصيلة ،
وكانت أمه فلسطينية تحب الأدب ، وتقرض الشعر
وقد أجاد العربية والتركية والفرنسية .
وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1892م
ولذلك لقب بشاعر القطرين ، وقد عمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات (شكسبير ) ، توفي سنة 1949م
وهو رائد ( المدرسة الرومانسية ) في الشعر العربي المعاصر ، وله ديوان شعر مطبوع كما كانت تربطه صداقة وثيقة بكل من شوقي وحافظ.

ولد خليل مطران سنة 1872م في بعلبك من أسرة عربية أصيلة ،
وكانت أمه فلسطينية تحب الأدب ، وتقرض الشعر
وقد أجاد العربية والتركية والفرنسية .
وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1892م
ولذلك لقب بشاعر القطرين ، وقد عمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات (شكسبير ) ، توفي سنة 1949م
وهو رائد ( المدرسة الرومانسية ) في الشعر العربي المعاصر ، وله ديوان شعر مطبوع كما كانت تربطه صداقة وثيقة بكل من شوقي وحافظ.

مذهبة الشعري

إن مـطران كان على دراية واعية بتقاليد الشعر العربي الموروثة ،
قادراً على مجاراته . كون مطران لنفسه اتجاهاً شعرياً أو فلسفه في فهم غاية الشعر ،
وأهميته في تصوير معاناة الشعوب ومحاربة الظلم والبؤس
اللذان أحسهما وعاشهما في حياته الخاصة ، كما عايشهما في وطنه وفي أمته .
ويعد مجددا من أهم المجددين في نوعية الشعر وبناء القصيدة ، والاحتفاظ بالأداء الصحيح ، الخالي من الضعف ، البعيد عن التفكك ، حيث جاءت قصائد مترابطة الأجزاء ، مكتملة العناصر ، متحدة الموضوع ، فقصائده نابعة من نفسه ، مصورة لمشاعر ، معبرة عن معاناته .
تأثر الشاعر بعدة عوامل داخلية وخارجية تظهر في اتجاهاته الشعرية
العوامل الخارجية :
عاش في بيئة محبة للشعر وللأدب ناهيك بأن عمله في الترجمة أكسبه ثقافة عالمية واسعة ، وعايش مطران مدرستين معروفتين وتأثر بهما : المدرسة البرناسية التي تعتني باللغة من منطلق مبدأ الفن للفن ، والمدرسة الرومانسية التي تعتمد الوجدان و الميل إلى الطبيعة والتعلق بها بغلاف حزين كئيب كما هو واضح في القصيدة .
العوامل الداخلية :
تأثر بعوامل نفسية وحياتية ، إذ نشأ منذ صغره محباً للجمال والطبيعة ، كارهاً الظلم ، والتسلط ، والقهر ، متميزاً بحس مرهف ، وحب للحرية ، و ولوع بالعلم والثقافة .
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 7   #19
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

المحاضرة الحاديه عشر
قصيدة المســـاء
خليل مطران

دَاءٌ أَلَــــــمَّ فخِلْـــتُ فيهِ شِفَــائي من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَـائي
يَــا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتــَبَدَّا بي ، ومَـــا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَــاءِ
قَلْـــبٌ أَذَابَتـــْهُ الصَّبَــابَةُ وَالجَـوَى وَغِــلاَلَــةٌ رَثَّــتْ مِـــنَ الأَدْوَاءِ
إِنّــِي أَقَمــــْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُــنَى في غُــــرْبَةٍ قَالُـوا : تَكُونُ دَوَائي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا أَيُلَطِّفُ النِّــــيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
عَبَـــثٌ طَـــوَافِي في البــــلاَدِ ، وَعِلَّةٌ في عِلــــَّةٍ مَنــــْفَايَ لاسْتِشْفَـاءِ
مُــــتـَفَــرِّدٌ بصَبَــــابَتي ، مُــــتَفَرِّدٌ بكَــــــآبَتي ، مُـــــتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْـــرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي فَيُجيبُني برِيَــاحِهِ الهَــوْجَـــاءِ
ثَـــــاوٍ عَلَى صَخْـــرٍ أَصَمَّ، وَلَيْتَ لي قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْـــرَةِ الصَّمَّـــاءِ
يَنْتَابُهَا مَـــــوْجٌ كَمَـــوْجِ مَكَــارِهِي وَيَفتُّهَـــا كَالسُّقْـــمِ في أَعْضَــائي
وَالبَحْــرُ خَفّــَاقُ الجَــوَانِبِ ضَائِـقٌ كَمَدَاً كَصَدْرِي سَـــاعَـةَ الإمْسَـاءِ
تَغْشَى البَرِيَّــــةَ كُــــدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَـــا صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَـــائي
يَا لَلْغُرُوبِ وَمَــــا بــهِ مِـنْ عِـــبْرَةٍ لِلْمُسْتَهَـــامِ ! وَعِــــبْرَةٍ لِلـرَّائي !
أَوَلَيْسَ نَزْعَـــاً لِلنَّهَـــارِ ، وَصَرْعَـــةً لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِــمِ الأَضْــــوَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ طَمْـــسَاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَـــاً لِلشَّــكِّ بَيْنَ غَــلائِلِ الظّلْمَـــاءِ ؟
أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُـــودِ إلَى مَـــدَىً وَإِبَـــادَةً لِمَعَالِــــمِ الأَشْيَــــاءِ ؟
حَتَّى يَكُـــونَ النُّــــورُ تَجْدِيدَاً لَهَا وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْــثِ عَوْدُ ذُكَـاءِ
وَلَقَدْ ذَكَــرْتُكِ وَالنَّهـَـــارُ مُــــوَدِّعٌ وَالقَـلْبُ بَيْنَ مَهَــــابَــةٍ وَرَجَـاءِ
وَخَــوَاطِـــرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِـرِي كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَــــابِ إزَائي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً بسَنَى الشُّعَــاعِ الغَـارِبِ المُتَرَائي
وَالشَّمْسُ في شَفَـقٍ يَسِيلُ نُضَـــارُهُ فَــوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِـــلاَلَ غَـمَـامَتَيْنِ تَحَــــدُّرَاًوَتَقَطَّرَتْ كَــالدَّمْعَةِ الحَمْــــرَاءِ
فَكَـــأَنَّ آخِــرُ دَمْعَةٍ لِلْكَــوْن ِ قَـدْ مُزِجَتْ بــآخِرِ أَدْمُـعِي لرِثَـــائي
وَكَأَنَّني آنَـسْــتُ يَــوْمِـي زَائِــــلاً فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَـــــائي


التعريف بالشاعر

ولد خليل مطران سنة 1872م في بعلبك من أسرة عربية أصيلة ،
وكانت أمه فلسطينية تحب الأدب ، وتقرض الشعر
وقد أجاد العربية والتركية والفرنسية .
وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1892م
ولذلك لقب بشاعر القطرين ، وقد عمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات (شكسبير ) ، توفي سنة 1949م
وهو رائد ( المدرسة الرومانسية ) في الشعر العربي المعاصر ، وله ديوان شعر مطبوع كما كانت تربطه صداقة وثيقة بكل من شوقي وحافظ.

ولد خليل مطران سنة 1872م في بعلبك من أسرة عربية أصيلة ،
وكانت أمه فلسطينية تحب الأدب ، وتقرض الشعر
وقد أجاد العربية والتركية والفرنسية .
وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1892م
ولذلك لقب بشاعر القطرين ، وقد عمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات (شكسبير ) ، توفي سنة 1949م
وهو رائد ( المدرسة الرومانسية ) في الشعر العربي المعاصر ، وله ديوان شعر مطبوع كما كانت تربطه صداقة وثيقة بكل من شوقي وحافظ.

مذهبة الشعري

إن مـطران كان على دراية واعية بتقاليد الشعر العربي الموروثة ،
قادراً على مجاراته . كون مطران لنفسه اتجاهاً شعرياً أو فلسفه في فهم غاية الشعر ،
وأهميته في تصوير معاناة الشعوب ومحاربة الظلم والبؤس
اللذان أحسهما وعاشهما في حياته الخاصة ، كما عايشهما في وطنه وفي أمته .
ويعد مجددا من أهم المجددين في نوعية الشعر وبناء القصيدة ، والاحتفاظ بالأداء الصحيح ، الخالي من الضعف ، البعيد عن التفكك ، حيث جاءت قصائد مترابطة الأجزاء ، مكتملة العناصر ، متحدة الموضوع ، فقصائده نابعة من نفسه ، مصورة لمشاعر ، معبرة عن معاناته .
تأثر الشاعر بعدة عوامل داخلية وخارجية تظهر في اتجاهاته الشعرية
العوامل الخارجية :
عاش في بيئة محبة للشعر وللأدب ناهيك بأن عمله في الترجمة أكسبه ثقافة عالمية واسعة ، وعايش مطران مدرستين معروفتين وتأثر بهما : المدرسة البرناسية التي تعتني باللغة من منطلق مبدأ الفن للفن ، والمدرسة الرومانسية التي تعتمد الوجدان و الميل إلى الطبيعة والتعلق بها بغلاف حزين كئيب كما هو واضح في القصيدة .
العوامل الداخلية :
تأثر بعوامل نفسية وحياتية ، إذ نشأ منذ صغره محباً للجمال والطبيعة ، كارهاً الظلم ، والتسلط ، والقهر ، متميزاً بحس مرهف ، وحب للحرية ، و ولوع بالعلم والثقافة .
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 7   #20
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 30
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 54
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

مناسبة القصيدة


في عام 1902 مرض مطران إثر تجربة حب فاشلة ،
فأشار عليه بعض الأصدقاء أن يذهب إلى ضاحية مكس في الإسكندرية للاستشفاء ، وكان يعاني من ألم في قلبه بسبب الحب إلى جانب مرضه الجسدي ، فانتقل من القاهرة إلى الإسكندرية للاصطياف والاستشفاء ،
ظانا أن هذا يشفيه من علته ، لكن شجونه تضاعفت ، فأخذ يبث شكواه في هذه القصيدة الرائعة إلى البحر ، واصفاً غروب الشمس ، مقارناً حالته بحال المساء في أسلوب شعري تميز بقوة العاطفة ، وصدق الوجدان !

.. معاني الكلمات ..

داءٌ ألــم فــخــلـتُ فيـه شِـفــائي مــن صبوتي فتضاعفت بــرحــائي

صبوتي : شدة الشوق ، برحائي : الشدة والمشقة وخص به بعضهم شدة الحمى فإذا اشتدت الحمى فهي البُرحاء
يــا للضعيفين اســتبــدا بي ومـــا في الظلم مــثل تحــكــم الضعفاء
قلب أذابـته الصبـــابــة والجـوى وغــــلالـــــة رثـت مـــن الأدواء
الصبابة : الشوق وقيل رقته وحرارته ، والجوى : تطاول المرض والهوى الباطن ، وغلالة : شعار يلبس تحت الثوب

إني أقـــمت على التعــلة بالـمنى في غـــربــة قــالـوا تكـون دوائي
التعلة: التلهي بشيء عن شيء
إن يشف هذا الجسم طيب هوائها أيـلـطـف الـــنيران طــيبُ هواءِ؟
عــبــثُ طـــوافي في البــلادِ وعلةٌ فـي عــلَــةِ مــنفــاي لاستشْفاءِ
مُــتـفـــردٌ بصبــابـتي مــتـفــردٌ بكـــآبــتـي مُــتـفــردٌ بعنـــائِي
شاك الى البحر اضطراب خواطري فيجيبُنِي بريــاحِــه الـهـوجــاءِ
الريح الهوجاء : سريعة الهبوب ، وشديدة الهبوب .

ثــاوٍ على صـخــرٍ أصمُ وليت لي قلبـــاً كهذي الصخــرة الصماء
ثاو : مقيم ، والصماء : الشديدة الصلبة الملساء


ينْتابهــا مـــوج كمــوج مكارهيويفتها كــالسقْمِ في أعْضــــائيِ
ينتابها : يصيبها مراراً وتكراراً ، ويفتها : يحطمها وينهيها


والبحــــرُ خفاقُ الجوانب ضائقٌ كمداً كصدْري ســـاعة الإمساء
كمداً : الحزن والغم الشديد


تغْشى البريًـــةَ كـــدرةٌ وكــــأنْها صـعدتْ إلى عيني من أحشائِي
الكدرة : ما نحا نحو السواد والغبرة
ا لَلْغُرُوبِ وَمَــــا بــهِ مِـنْ عِـــبْرَةٍ لِلْمُسْتَهَـــامِ ! وَعِــــبْرَةٍ لِلـرَّائي !
المستهام : شديد الحب ، وعبرة : بفتح العين دمعة ، وبكسرها فائدة وعبرة ودرس في الحياة

أَوَلَيْسَ نَزْعَـــاً لِلنَّهَـــارِ ، وَصَرْعَـــةً لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِــمِ الأَضْــــوَاءِ ؟
نزعاً: موتاً ونهاية ، وصرعة : الصرعة الطرح على الأرض

أَوَلَيْسَ طَمْـــسَاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَـــاً لِلشَّــكِّ بَيْنَ غَــلائِلِ الظّلْمَـــاءِ ؟
أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُـــودِ إلَى مَـــدَىً وَإِبَـــادَةً لِمَعَالِــــمِ الأَشْيَــــاءِ ؟
حَتَّى يَكُـــونَ النُّــــورُ تَجْدِيدَاً لَهَا وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْــثِ عَوْدُ ذُكَـاءِ
عود ذكاء : الذكاء اسم علم للشمس ، والمقصود رجوع الشمس بعد الغياب


وَلَقَدْ ذَكَــرْتُكِ وَالنَّهـَـــارُ مُـوَدِّعٌ وَالقَـلْبُ بَيْنَ مَهَـابَةٍ وَرَجَـاءِ
وَخَوَاطِـرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِـرِيكَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي

كلمى : جريحة ، دامية السحاب : السحابة الحمراء

وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً بسَنَى الشُّعَــاعِ الغَـارِبِ المُتَرَائي

مشعشعاً: ممزوجاً ، السنى : الضوء ، الغارب المترائي : الذي يميل للغروب ولا يزال بعضه يتراءى ويظهر

وَالشَّمْسُ في شَفَـقٍ يَسِيلُ نُضَـــارُهُ فَــوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ

النضار : الذهب ، العقيق : الياقوت أحجار كريمة لونها أحمر والمراد السحاب الأحمر ، والذرى : السحب المرتفعة كالجبال السوداء .

مَرَّتْ خِـــلاَلَ غَـمَـامَتَيْنِتَحَــــدُّرَاًوَتَقَطَّرَتْ كَــالدَّمْعَةِ الحَمْــــرَاءِ

غمامتين : سحابتين ، وتقطرت : سالت قطرات


فَكَـــأَنَّ آخِــرُ دَمْعَةٍ لِلْكَــوْن ِ قَـدْ مُزِجَتْ بــآخِرِ أَدْمُـعِي لرِثَـــائي
وَكَأَنَّني آنَـسْــتُ يَــوْمِـي زَائِــــلاً فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَـــــائي

آنست : أبصرت .
.. تحليل الأفكار ..

المقطع الأول .. تحدث الشاعر عن ( نار الشوق وآلآم المرض والغربة !! )
لقد عبرَّ في حسرة غالبة ، ويأس مطبق عن خيبة أمله في أن مرض الجسم سيشغله عن معاناة النفس .. لقد تضاعفت معاناته من الأمرين كليهما : آلام الجسد ومعاناة النفس ، وتعجب من تحكم الضعيفين : الجسم والعاطفة في كيانه ، وتأثيرهما على فكرة وعقله ، وهو حزين ، لأن عمره قد ضاع . وأصبح وحيداً يكابد لوعة الشوق والحب ولا أحد يشاركه حزنه

¢المقطع الثاني ..نجد ( شكوى الشاعر للبحر وانعكاس مشاعره على الطبيعة )
¢فقد جاءت الرياح مضطربة رداً على اضطرابه وعلى مشاعره المضطربة ، وقد أقام على صخرة صماء تمنى أن يكون له قلب مثلها حتى لا يشعر بالألم ولوعة الفراق ، ولكنها كانت تعاني من البحر الهائج الذي يأتي بشدة ليفتتها كم تفتت الأسقام والأمراض جسده ، والبحر أيضاً مضطرب وضائق وكله حزن كصدره وقت المساء ، لأنه الوقت الذي يعمه الهدوء وتلفه السكينة .
.. تابع تحليل الأفكار ..

¢المقطع الرابع والأخير ..يخاطب محبوبته مؤكدًا امتزاج مشاعره بمظاهر الكون الحزينة الباكية ساعة الغروب وأن الكون كله ساعة الغروب مرآة لمعاناته .. فهو قد تذكرها لما رأى منظر الغروب ورأى النهار يودع الكون ليحل المساء محله وقلبه حينئذ مابين الخوف والرجاء . إن مشاعره وخواطره أصبحت جريحة كالسحاب الذي تعلوه حمرة الشفق ، و الدمع ظل ينهمر من عينيه ، مشعشعاً مثل الشعاع الآخذ في الزوال مع غروب الشمس ، والأشعة الذهبية أخذت تتراءى له من منظر الغروب ، ووراءها شفق في حمرة العقيق ومرتفعات تدنو منها خيوط الظلام ! لقد مرت الشمس وسط سحابتين وكأنها دمعة حمراء يذرفها الكون لوداع النهار ، بل هي آخر دمعة يذرفها لرثائه ، وامتزجت بدموعه لتشاركه أحزانه .. هذه المناظر كلها تصور نفسه ؛ لقد أحس أن هذا اليوم هو آخر يوم في حياته ، وأن كل الذي يعانيه انعكس على الطبيعة كالمرآة تمامًا..!!
.. مدى ترابطها فكرياً ..

بدأ الشاعر هذه الأبيات عن عيشه في الإسكندرية للاستشفاء بناء على نصيحة بعض أصدقائه ، ولكنه في البيت الثاني يشك في قدرة هواء الإسكندرية على شفائه جسماً وقلباً، فلما زادت الآلام في البيت الثالث سقط في مستنقع اليأس الذي وصفه في الأبيات من الرابع إلى السابع ... وهذا دعاه للشكوى للبحر ، وتجاوبه معه ، ومشاركته الطبيعة آلامه ، ثم خص الطبيعة وحالها وقت الغروب ، وما أثاره الغروب في نفسه من خواطر الفراق والموت ، المتمثل في موت الشمس وتشييع
جثمانها وبكاء الكون الممتزج ببكاء الشاعر ... مما يعني أن الأبيات سلسة مترابطة من حيث الأفكار

الألفاظ والعبارات ..


في القصيدة ألفاظ موحية دالة ، متخيرة تؤدي المعاني في دقة ، وتدل على أن الشاعر يزنها بميزان دقيق ، ويضعها في مواضعها التي لا يحسن فيه غيرها. ومنها على سبيل المثال لا الحصر ..أن تكرار الصبوة ، والصبابة ، أذابته ، ويفتها، وتكرار لفظ الدمع والدمعة الحمراء ، وآخر دمعة وآخر أدمعي ،ونحوها لما تدل عليه من شدة معاناة آلام الهوى والحزن ، وألفاظ تصور قمة اليأس من مثل : عبث وعلة في علة ، كآبتي ، عنائي ، مآتم.. وهكذا !
وفي البيت الأول يوحي العطف بالفاء بتتابع المواقف ، وتوالي المفاجآت ... داء ألم فخلت .. فتضاعفت برحائي....
مما يشعر بأنه كان يعلق أملا عريضا على رحلته الاستشفائيه في إزالة معاناته النفسية ،
فجاءت النتائج مخيبة لأماله مضاعفة لمأساته .


¢ومن هذا القبيل أيضا تكرار بعض الصيغ والعبارات التي تدل على شدة إحساس الشاعر بمعانيها وتأثيراتها . فهو عندما يصور حاله في حرمانه وشقاءه في غرامه يختار صورا تمثل ذلك ، وتضاعف الإدراك له ، وتعمق الإحساس بخسارته ، وتعلقه بالوهم أو ما يشابه الوهم . انظر إلى كلمة (التعلة ) التي توحي بالآمال الكاذبة ، وكلمة (قالوا ) وهي بمعنى : زعموا لتوحي بالشك في فائدة هذه الرحلة !!
وأيضا صيغة الوصف باسم الفاعل المتكررة في الأبيات : متفرد......شاك إلى البحر.... ثاو على صخر أصم..... كلها ذات إيحاءات معبرة تصور ثبات اهتياج الخاطر، وتمكن الحيرة ، واستحكام البلاء ، وضياع الامل

¢وتأمل( شاك ) و( اضطراب خواطري) و( ثاو ) و(ينتابها ) و(مكارهي ) و( السقم) و ( ضائق) و( كمدا ) و( كدرة ) يطالعك جو نفسي كئيب يلف الشاعر من كل جانب كما أن تخصيص ضيق الصدر بساعة الإمساء طبيعة بشرية منذ القدم فالمساء ينذر بقدوم الليل الذي يهجم على القلوب بجيوش الهموم . وقد تردد ذلك في شعر امرئ القيس حيث يقول :
وليل كموج البحر أرخى سدوله علــــي بأنواع الهموم ليبتلى

¢ثم انظر إلى حسن التقسيم في هذه الجمل المتناسقة : ( متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد
¢بعنائي ) لتجد الموسيقى واضحة ، وإضافة كل منها إلى ياء المتكلم للإيحاء بأنه ألمٌ خاص ، ثم تكرار كلمة متفرد لتوكيد هذا الشعور بالألم ...
¢وفي المقطع الأخير أيضًا جاءت الألفاظ موحية بالحزن مثل ( عبرة ، نزعا ، صرعة ، مآتم ، كلمى ، دامية ، دمعة،رثائي ) وكلها تتعاون في التعبير عن آلام الشاعر .
.. الأسلوب ..

مزيج من التقرير والتصوير ،أغلبه خبري لتقرير المعنى، والإنشائي قليل يتمثل في: أيلطف النيران طيب هواء؟ استفهام للنفي والاستبعاد. ليت لي قلبا كهذي الصخرة الصماء تمني يصور قوة المعاناة .. يا للغروب ! نداء للتعجب، أو ليس نزعاً للنهار وصرعة للشمس ؟ أو ليْس طمسا لليقين ...؟ أو ليس محوا للوجود ..؟ كلها جمل استفهامية للتقرير ، تؤدي دورها في شد القارئ وإثارة المشاعر ، وإبراز معاناة الشاعر .... !
وعلى الرغم من حرص الشاعر على الألفاظ الموحية المعبرة جاءت بعض الألفاظ قلقة في مكانها مثل : أحشائي دون قلبي أو صدري ، وإزائي جاءت حشوا ؛ لأن كلمة ( تجاه نواظري ) أدت المعنى ، ولكن استدعتها القافية ليس إلاّ ! وبعض الكلمات لم تلائم الجو النفسي للقصيدة مثل : الذهب ، و الياقوت الأحمر ...!

.. عاطفة الشاعر ..
تسيطر على القصيدة عاطفة واحدة هي عاطفة الحزن والألم التي جاءت قويه عميقة ، محققه بذلك وحدة الجو النفسي ، وقد كانت ثائرة مهتاجة، أضفت على عباراته طابعها الغاضب المحبط ؛ إذ يدرك عقله الواعي أسباب مصابه ، ودواعي تعاسته ، ولكن يستعصى على قلبه الواله أن يطاوع العقل في التعزي أو يوافقه على السلوان !! وهي تقرير للواقع الذي لا يتعلق صاحبه بالوهم ، ولا يحلق في آفاق الخيال، يتقبل اليأس في راحة ويتجرع الإحباط حيث لا مكان للأمل،ويصاحب العناء حيث لا مطمع له في الراحة !

.. الصور ..

أسهمت الصور في رسم معاناة الشاعر، فالقلب شيءٌ صلب يذوي ، واستبدادُ البدن والعاطفة به كاستبدادِ الظلمة ، ولوعةُ
الحب وعذابُه وحرقتُه نيرانٌ تكادُ تحرقه، والبحرُ إنسانٌ يتجاوب معه ، وحزين تخفق أمواجه حزنا وللصخرة قلب ، والموج يفتها بأمواجه ، والسواد الذي يغطي الكون إنما هو شيء مما يملأ صدره من هم ، وللنهار روح تُنزع ، والشمس كالإنسان تُصرع وتموت، وتُشيع أضواء الغروب جثمانها ، والخواطر والسحاب كلمى ودامية ، والشفق كالذهب .. وهي - أي الشمس -كالدمعة الحمراء يذرفها الكون لوداع النهار ، والكون كله مرآة لمعاناته ..!!
وهذه الصور بلا شك تدل على خيالٍ خلاق واسع ، قادر على تصوير المعاناة ، ونقلها للقارئ بدقة !

.. الموسيقى ..

ظاهرة وخفية :
الظاهرة في القافية همزة مكسورة مشبعة بالياء أحياناً تعبر عن الجو النفسي الحزين والقلب الكسير الحزين ،
والخفية في التناغم بين: الألفاظ الموحية ، والعبارات الجميلة ، والمعاني السامية ، والصور الرائعة، والعاطفة الصادقة .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاضرات تذوق ادبي د/ وضحى القحطاني الله حيني^ـ^ منتدى كلية التربية بالدمام 3 2012- 4- 30 07:48 PM
[ سنهـ تحضيري ] : الوصيه تذوق ادبي with nfsi منتدى كلية التربية بالجبيل 0 2012- 3- 3 10:08 PM
[ سنهـ تحضيري ] : تذوق ادبي د / بثينه with nfsi منتدى كلية التربية بالجبيل 5 2012- 3- 2 01:43 PM
قصة لمسلم دخل الكنيسة وجعل كل من فيها يسلم بسؤال واحد ؟ فراشة حائرة ملتقى المواضيع العامة 4 2011- 10- 1 12:49 AM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 06:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه