عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 2- 14   #11
غزاله القرشي
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية غزاله القرشي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 48865
تاريخ التسجيل: Sat Feb 2010
المشاركات: 5,839
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 52314
مؤشر المستوى: 168
غزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
غزاله القرشي غير متواجد حالياً
رد: الشعر العباسي..

المحاضرة الحادية عشرة
(المتنبي) تناولنا في المحاضرة السابقة شاعراً من شعراء العصر العباسي، وهو:أبو العتاهية، ووقفنا على حياته ونشأته وشاعريته وشعره.
ونحاول في هذه المحاضرة أن نلقي الضوء على شاعر آخر من شعراء العصر العباسي ، وهو الشاعر المعروف: المتنبي.
مولده:
ولد الشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي في محلة كندة بالكوفة. وقد أجمع الرواة أن تاريخ مولده هو سنة303هـ.
أصله نشأته:
عربي الأصل، نشأ في أسرة فقيرة، ويعرف أبوه بعبدان السقا، كان عمله سقاية الماء في محلة كندة.
وفاته: قتل المتنبي هو وابنه وغلامه في رمضان سنة354ه.
حياته:
تردد في أقطار الشام يمدح أمراءها وأشرافها حتى اتصل بالأمير سيف الدولة الحمداني ، فحسن موقعه عنده وأحبه وقربه وأجازه الجوائز ، وكان يجري عليه كل سنة ثلاثة آلاف دينار خلا الإقطاعات والهدايا المتفرقة .
ثم وقعت وحشة بينه وبين سيف الدولة ففارقه وقدم مصر ومدح كافوراً الإخشيدي فأجزل صلته وخلع عليه ووعده أن يبلغه كل ما في نفسه .
وكان أبو الطيب قد سمت نفسه إلى تولي عمل من أعمال مصر فلما لم يرضه هجاه وفارقه وسار إلى بغداد. وتنقل بين البلدان يمدح الأمراء والوزراء، فمدح ابن العميد ، ومدح عضد الدولة.
وفي بغداد سنة أربع وخمسين وثلاث مئة تعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه ، فقتل المتنبي ومن معه.
العوامل المؤثرة في ثقافته وفي شعره:
1- مدارس العلويين:
أرسله والده إلى مدارس العلويين في الكوفة ليتعلم فيها القراءة والكتابة مع فريق من أشراف العلويين.
2- دكاكين الوراقة ومقابلته للعلماء والباحثين:
أخذ يختلف على دكاكين الوراقين لمطالعة بعض الكتب والكراريس.
وكانت هذه الحوانيت منتدى للأدب، يقصدها العلماء والأدباء والباحثون ، فلابد أنه كان يلقى كثيراً منهم ويتصل بهم. وطبيعي أن تلك الحوانيت هي التي مهدت للمتنبي ثقافته الأولى.
3- ذكاؤه الحاد.
ساعده ذكاؤه الحاد أن ينهل من كل تلك العلوم والمعارف ، فيروى أنه كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ.
4- ذهابه إلى البادية لتيقن اللغة العربية.
ذهب للبادية وأقام فيها سنتين لتقويم لسانه وتعلم اللغة.
5- تأثره بفلسفة أبي الفضل.
رحل إلى الكوفة وفيها تأثر بأبي الفضل الذي تفقه في الفلسفة اليونانية.
ادعاء المتنبي للنبوة:
ذهبت بعض الروايات إلى ادعاء المتنبي للنبوة، والذي يمكن ملاحظته على تلك الروايات أن الذين يرونها أشخاص مجهولون، وأن رواياتهم قد تناقلتها الأفواه، فزادت فيها ونقصت، ولكننا نجد أن الرواة المعلومين ممن اتصلوا بالمتنبي وشرحوا شعره، أو ممن جاءوا بعده، وعنوا عناية كبيرة بشعره، لا يذكرون لنا شيئاً عن هذه النبوة كابن جني وأبي العلاء المعري.
كما أن المتنبي قد أنكر بطرق عدة ادعاءه النبوة، وأن ابن جني صديق المتنبي يذكر أنه إنِّما لُقِّب بالمتنبي لقوله:
أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ
مَا مُقامي بأرْضِ نَخْلَةَ إلاّ كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ
شاعريته:
لعب المتنبي دوراً كبيراً في الشعر العربي، فقد طرق أبواب الفنون الشعرية المعروفة، ولم يكن في وقته من يساويه في فنونه التي جمع فيها من الأدب فنوناً، وذلك أنه ضرب في كل شيء منه بسهم وافر. وكان يتخذ شعره صناعة، فلا يقوله ارتجالاً، ولا يندفع مع سجيته، وقد أجاد وأبدع في شعره سواء من ناحية الخيال والأسلوب.
ويظهر أن ذكاءه الحاد ونفسيته العالية ساعداه كثيراً على التحليق في شعره بين كثير من الشعراء الذين عاصروه.
والمتصفح لديوانه يجد أن شعره يتصف برقة وصدق لهجة وبراعة تركيب وروعة معان.
فهو شاعر متقد العاطفة، مرهف الحس، تطالعنا في شعره صور مغرية جذابة تأخذ بمعاقل القلب.
وكان المتنبي من أبعد الشعراء صيتاً في هذه الحقبة الزمنية.
فنونه الشعرية:
تفوق المتنبي في أغراض معينة منها: المدح والفخر، والهجاء والحكمة والرثاء والوصف .
وكان أبو الطيب كثير المبالغة في شعره. وكان فخوراً بشعره، لا يرى في الشعراء من يوازيه، وقد ساءه من سيف الدولة أن يساويه بغيره وهو الشاعر الكبير الذي يحب سيف الدولة حباً صادقاً، فعاتبه على ذلك، ودعاه إلى التمييز بين الشحم والورم، والنور
والظلمة، وأن يقدر مكانه الرفيع بين الأدب والشعر، قائلاً:
وَمَا الدّهْرُ إلاّ مِنْ رُواةِ قَصائِدي
إذا قُلتُ شِعراً أصْبَحَ الدّهرُ مُنشِدَا
وَدَعْ كلّ صَوْتٍ غَيرَ صَوْتي فإنّني
أنَا الطّائِرُ المَحْكِيُّ وَالآخَرُ الصّدَى
وربما كان المتنبي وحده الشاعر الذي حضر الحروب في هذه الحقبة، وحارب في جيش سيف الدولة، وذاق لذة النصر ومرارة الهزيمة، وقال أحسن الشعر العربي الذي قيل في وصف الحرب من قبل ومن بعد، ويكفيه أنه استطاع أن ينشد بمجلس سيف الدولة على رؤوس حساده:
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
ألخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ
ويذهب الدكتور عبد الوهاب عزام إلى أن قصائد المتنبي في وصف حروب سيف الدولة الداخلية والخارجية تفوق الملاحم اليونانية واللاتينية والهندية والفارسية؛ فهو الشاعر الذي وصف وقائع ذلك العصر وحوادثه الجسام وجلائل الحروب والأعمال وصفاً دقيقاً في قصائد حماسية رائعة.فمن أقواله في السيف:
إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
تعقيب:
فالمتنبي بحر متلاطم الأمواج لا زال شاغل الناس ومالئ الدنيا ومدد الشعراء وتنازُع الباحثين على مدارج العصور.