عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 2- 14   #12
غزاله القرشي
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية غزاله القرشي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 48865
تاريخ التسجيل: Sat Feb 2010
المشاركات: 5,839
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 52314
مؤشر المستوى: 168
غزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
غزاله القرشي غير متواجد حالياً
رد: الشعر العباسي..

المحاضرة الثانية عشرة


( أبو العلاء المعري) تناولنا في المحاضرة السابقة الشاعر العباسي: المتنبي.
وعرضنا لحياته ونشأته وشعره.
وتحاول هذه المحاضرة أن تقف على شاعر آخر من شعراء العصر العباسي ألا وهو: أبو العلاء المعري( رهين المحبسين).
• مولده ونشأته:
هو أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي.
الشاعر الفيلسوف.
ولد في معرة النعمان سنة 363هـ. والمعرة بلدة قريبة من حلب، وإليها نسب.
نشأ في بيت علم معروف. فأبوه من العلماء، وجده وأبو جده وجد جده كلهم تولوا قضاة المعرة.
أصيب بالجدري وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره، فكف بصره.
بقي المعري نحواً من سبعة وثلاثين عاماً يشارك في الحياة وينظم الشعر ويؤلف ويعلم حتى استفاضت شهرته.
ثقافته:
وقد كان ذكياً شديد الذكاء، فلم تمنعه عاهته عن الدرس، فدرس العلوم التي تدرس في عصره من فقه ونحو وأدب، وجعل يتابع بنهم كتب الأدب القديمة من أدبية وتاريخية.
درس على أبيه وعلى بعض المشايخ من علماء المعرة، وقد ساعده مركز عائلته على هذا الدرس.
ثم تثقف كثيراً من العلوم والآداب بصورة خاصة، وأخذ يقول شعراً جيداً، ولما اشتد ساعده رحل إلى أنطاكية واللاذقية وطرابلس لطلب العلم ومنها إلى بلاد الشام، واتصل بالرهبان.ويقال إن اتصاله بالرهبان هيأ له أن يدرس الفلسفة اليونانية.
المعري في بغداد:
بلغ أبو العلاء المعري السادسة والثلاثين من عمره، وقد يمم بغداد حاضرة الخلافة العباسية وقبلة الطامحين، ففتن بها ومال إليها، كما يقول:
كَلِفْنا بالعِراق، ونحنُ شَرْخٌ، فلم نُلْمِمْ به، إلاّ كُهولا
ونتيجة لأن المعري كان كثير الاعتداد بشخصيته، لم يتملق للرؤساء، ولم يمدح أحداً منهم، ولذلك لم يجد منهم التفاتاً، وأدى هذه إلى تبرمه في إقامته في بغداد، وبينما هو على هذه الحالة، إذ أتاه كتاب من أهله يخبره بمرض أمه، فوجم أبو العلاء،
اضطرم باله وساءت حالته، فلم يبق أمامه إلا أن عزم على الرحيل
وهنا اندفع أبو العلاء يودع بغداد وداعاً يفيض وفاءً ويتدفق حزناً ولوعةً،وفي ذلك يقول:
إذا نأتِ، العِراقَ، بنا المَطايا ، فلا كُنّا، ولا كان المَطِيّ
على الدّنيا السلامُ، فما حياةٌ، إذا فارَقْتُكمْ إلاّ نَعِيُّ
لقد غادر شاعرنا بغداد، بعد إقامة دامت سنة وأربعة أشهر، ولكنه وصل المعرة وقد توفيت والدته، ولدى وصوله المعرة، اعتزل الناس وجلس في بيته لا يغادره وسمى نفسه (رهين المحبسين).
أسباب عزلة أبي العلاء المعري:
1- الاضطراب الذي أصاب عصره:
الانقلاب السياسي الذي كان يسود الشام في عصر أبي العلاء قد بلغ درجة أثرت على أخلاق الناس عامة، وجعلت الناس لا يأمنون على أنفسهم وأموالهم. وقد ساعد هذا الاضطراب التزام أبي العلاء الاعتزال عن الناس.
2- عاهته:
كانت عاهة أبي العلاء المعري سبباً في كرهه الحياة والناس، فالأعمى عادة يسيء الظن بالناس، ودائماً ما يفسر سلوك الناس تفسيراً يبَّغض إليه الناس.
3- اطلاعه على نظريات الفلاسفة:
لعل اطلاعه على نظريات الفلاسفة وحيرتهم في تفسير غاية الحياة، جعله يكره الحياة والناس ويعتزلهم.
كل هذه العوامل وغيرها مجتمعة جعلته يعتزل الناس نيفاً وأربعين سنة.
ولكن انعزاله لا يعني انقطاعه عن العمل، بل كان منزله مقصد طلاب العلم والمعرفة من كل الآفاق. فقضى هذه السنين بالدرس والتدريس.
شاعريته:
بدأ أبو العلاء يقرض الشعر وهو في الحادية عشرة من عمره، وقد نيف على الثمانين وما ترك القريض وما أعرض عنه.
ولأبي العلاء ثلاثة دواوين فقط وهي: سقط الزند والدرعيات واللزوميات .
وهو في الشعراء والحكماء والمفكرين والمؤلفين واللغويين من كبارهم، مارس أكثر المعارف التي اشتمل عليها عصره.
شعره:
حين نعرض لشعر أبي العلاء نستطيع أن نقسمه إلى قسمين: الشعر الذي قاله في شبابه قبل أن يعتزل الناس، وهو شعر قاله في فترة تبلغ نحواً من خمس وعشرين سنة، وقد جُمع في ديوان خاص يسمى ( سقط الزند) وقد طبع هذا الديوان غير مرة.
ثم شعره في الفترة التي اعتزل فيها الناس، وقد جُمع في ديوان خاص يعرف بـ ( اللزوميات)أو( لزوم ما لا يلزم).
ولم يكن إنتاج أبي العلاء يقتصر على الشعر، بل ولج باب النثر، وله في ذلك تصانيف كثيرة.
خصائص شعر المعري في الفترة الأولى:
وهو شعر يسوده التقليد في الطريقة والأسلوب، ولهذا نراه ينحو منحى القدماء فهو يبدأ بالغزل أو بذكر النوق والمطايا التي تحمله إلى ممدوحيه إذا شاء المدح، وفي مدحه أيضاً لا يعدو أن يذكر الصفات التي اعتاد الشعراء أن يسبغوها على ممدوحيهم من شدة بأس وشكيمة إلى غير ذلك .
وغزله فيها غزل متكلف ظاهر الصنعة، فهو يحذو حذو أبي تمام في اصطناع البديع، وحذو المتنبي في التزام المقابلة والمبالغة. يقول:
ألا في سبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعلُ: عَفافٌ وإقْدامٌ وحَزْمٌ ونائِلُ
تُعَدّ ذُنوبي، عندَ قَوْمٍ، كثِيرَةً، ولا ذَنْبَ لي إلا العُلى والفواضِل
خصائص شعره في الفترة الثانية من حياته:
ويغلب على شعره في هذه الفترة سيطرة العقل وسعة الخيال .
يمثل الشعر في هذه الفترة شعر اللزوميات أو لزوم ما لا يلزم، ويختلف عن شعره في الطور الأول بانصرافه عن الأسلوب الشعري التقليدي وعن مواضيع الشعر التي يطرقها الشعراء عادة، فليس في شعره مديح ورثاء وغزل كما نراه في شعره في طور الشباب، وإنما كان يدور هذا الشعر حول التأملات في الحياة والموت والأديان، وهذه التأملات أشبه ما تكون بخواطر الفلاسفة منها بخواطر الشعراء، وكان ينظمها أبو العلاء في شعره.
وعندما تقرأ شعر اللزوميات تجده ناقماً ثائراً على كل معتقد، ويتحدى كل تقليد في الحياة، ترى جواً صاخباً مشوناً بالثورة الجامحة والتشاؤم المقيت، فهو بمعظمه لا يثير العواطف ولا يحرك الخيال بقدر ما يخاطب العقل ويدعو إلى التفكير وإطالة النظر فيه.
وقد أحاط أبو العلاء هذه التأملات بإطار من الألفاظ العربية والتعابير المعقدة، وقيد قوافيها بقيود التزمها لا يُلزم الشاعر لزومها.
خصائص شعره في الفترة الثانية من حياته:
ويغلب على شعره في هذه الفترة سيطرة العقل وسعة الخيال .
يمثل الشعر في هذه الفترة شعر اللزوميات أو لزوم ما لا يلزم، ويختلف عن شعره في الطور الأول بانصرافه عن الأسلوب الشعري التقليدي وعن مواضيع الشعر التي يطرقها الشعراء عادة، فليس في شعره مديح ورثاء وغزل كما نراه في شعره في طور الشباب، وإنما كان يدور هذا الشعر حول التأملات في الحياة والموت والأديان، وهذه التأملات أشبه ما تكون بخواطر الفلاسفة منها بخواطر الشعراء، وكان ينظمها أبو العلاء في شعره.
وعندما تقرأ شعر اللزوميات تجده ناقماً ثائراً على كل معتقد، ويتحدى كل تقليد في الحياة، ترى جواً صاخباً مشوناً بالثورة الجامحة والتشاؤم المقيت، فهو بمعظمه لا يثير العواطف ولا يحرك الخيال بقدر ما يخاطب العقل ويدعو إلى التفكير وإطالة النظر فيه.
وقد أحاط أبو العلاء هذه التأملات بإطار من الألفاظ العربية والتعابير المعقدة، وقيد قوافيها بقيود التزمها لا يُلزم الشاعر لزومها.
كما أن للفلسفة والعلوم الطبيعية تأثير كبير في الشعر العربي، وقد وجدنا لأبي العلاء الكثير من النفثات الفلسفية وهي موزعة في قصائده.
وفاته:
اعتل رهين المحبسين في أوائل شهر ربيع الأول سنة441هـ ومات في اليوم الثالث من علته، تاركاً وصيته أن يكتبوا على قبره: ”هذا جناه أبي عليَّ وما جنيت على أحد“.
ويروى أنه عندما مات وقف على قبره أربعة وثمانون شاعراً يرثونه، ولمدى سبعة أيام أقام مقرئو المعرة على قبره يتلون القرآن حتى أتموه مائة ختمة.