عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 2- 14   #13
غزاله القرشي
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية غزاله القرشي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 48865
تاريخ التسجيل: Sat Feb 2010
المشاركات: 5,839
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 52314
مؤشر المستوى: 168
غزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
غزاله القرشي غير متواجد حالياً
رد: الشعر العباسي..

المحاضرة الثالثة عشرة


(أبو فراس الحمداني- الشريف الرضي) تناولنا في المحاضرة السابقة الشاعر العباسي: أبو العلاء المعري.
وعرضنا لحياته ونشأته وشعره.
وتحاول هذه المحاضرة أن تقف على شاعرين من شعراء العصر العباسي ألا وهما: أبو فراس الحمداني، والشريف الرضي.
• أبو فراس الحمداني:حياته ونشأته:
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، ولد سنة عشرين وثلاثمائة للهجرة أو إحدى وعشرين وثلاثمائة للهجرة في منبج في الموصل.
لقد عاش أبو فراس في عصر كان مليئاً بالاضطرابات السياسية والأدبية،يموج بالفتن والإزعاج، ويضطرب بالغارات والحروب ،... فكان شاعرنا عنوان الفتوة والفخر وفارس الهجاء ....فهو عربي أصيل النزعة والروح، متأثر بالقومية الدينية ، له من الفتوة والطموح ما يجعله في مصاف الشعراء الخالدين والعباقرة الأفذاذ.
وهو أحد فرسان الدولة الحمدانية في حلب وشجعانها الأفذاذ المعدودين، وكان أحد الموصوفين بفصاحة المنطق وبلاغة القول وكرم اليد والنفس، قضى سني شبابه في حومانة القتال وبين قراع السيوف، وكان عفيف اللسان جواداً، ولأنه أمير مترف، فهو لم يتكسب بشعره.
أسره:
أسر أبو فراس مرتين من قِبل الروم، ففي المرة الأولى لم يطل أسره وافتداه سيف الدولة، أما في المرة الثانية طال به الأسر أكثر من أربع سنوات.
وكان أبو فراس خلال أسره يرسل الشعر الرقيق في غياث سيف الدولة وتحريضه على فكه من الأسر، وعرفت قصائده التي كتبها في أسره بالروميات، وهي ذات طابع خاص من الحنين والشوق والإحساس بالغربة والوحدة. وقتل أبو فراس، في ضيعته سنة357هـ، وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين.
رأي النقاد فيه:
قال عنه الثعالبي:“فرد دهره وشمس عصره أدباً وفضلاً وكرماً ونبلاً ومجداً وبلاغةً وبراعةً وفروسيةً وشجاعةً، وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة والمتانة، ومعه رواء الطبع وسمة الظرف وعزة الملك“.
ويقول عنه الزركلي في الأعلام:“أبو فراس الحمداني أمير شاعر فارس وهو ابن عم سيف الدولة وله وقائع كثيرة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه....جرح في معركة الروم فأسروه سنة 351هـ فامتاز شعره في الأسر برومياته“.
شعره:
قال أبو فراس الشعر في الأغراض المختلفة: كالغزل والرثاء والعتاب والفخر والحرب، وكان شعره سجلاً حافلاً صادقاً لحياته وأحاسيسه ومشاعره وعواطفه وخاصة مديحه وفخره وحماسياته.
يتميز شعره بالصفاء لفظاً والجزالة أسلوباً والوضوح معنىً، وهو بعد ذلك بعيد عن الصنعة والتكلف،ولم يتناول أبو فراس الأغراض الدينية.
إذا تأملت شعره في جميع الفنون في جزالته ومتانته وعذوبته وسلاسته وانسجامه وأخذه بمجامع القلوب وجمعه لأنواع المحاسن التي تطلب من الشعراء علمت انه ليس في شيء من المبالغة اقترانه إلى ملك الشعراء امرئ القيس ومساواته للمتنبي .
فلقد احتل شعر أبي فراس مركزاً رفيعاً وشهرة عظيمة، فهو مجموعة عواطف صادقة تعبر عن شعور حقيقي، جزل الأسلوب، سلس العبارة، تنقاد إليه القوافي بغير تكلف،وتنشال عليه المعاني متزاحمة في غير معاناة، لذا جاء خالياً من المبالغات والإسفاف، ونم عن ذوق سليم، وطبع رائق، وروح سامية.
لقد ترجمت أشعاره إلى اللغة الألمانية، وله ديوان شعر جمعه ابن خالويه المتوفى سنة370هـ، وأعيد طبعه مراراً.
تلك هي صفحة من حياة الشاعر العظيم أبي فراس الحمداني، مليئة بالإحساس طافحة بالأماني، وقد أثبت لنا بجدارة فائقة شعره الفذ بما ينطوي عليه من جمال الأسلوب وسمو المعاني، ودقة التفكير ورقة اللفظ، وحسن الانسجام، وبلاغة القول وجزالته.
خصائص شعر الروميات:
نظم أبو فراس خلال أسره ما يعرف بالروميات، ذاع صيتها وبلغ بها أعلى ما يبلغه شاعر من الشعر العاطفي بما فيها من حنين وشوق وذكريات وأحداث وآمال وآلام.
فالروميات صورة حية لنفسية الشاعر الأسير، وبرز فيها:
أ‌- حنين إلى الوطن.
ب‌- إباء وبطولة.
ج- وفاء ابن بار بأمه.
د- كتمان محب يعرف قيمة نفسه وقيمة من يحب .
ه- ألم صادق لعزة جُرحت من الأسر. و- عتاب وشكوى وتذكير بمواقف.
الشريف الرضي:
هو أبو الحسن الشريف الرضي ، ولد ببغداد سنة 359هـ. ينحدر من أسرة عريقة النسب، نشأ في بيت علم وشرف، ودرس علوم الدين والعربية على أبيه وعلى غيره من من علماء بغداد في ذلك الحين.عاش في القرن الربع للهجرة في ظل الخلافة العباسية. توفي سنة 406هـ.
شعره:
كان الشريف الرضي يقول الشعر؛ ليرضى هوايته، ويعبر عن انفعالاته النفسية، ويُظهر مكانته في المعرفة، ولذلك لم يطرق أبواب الشعر إلا في هذه النواحي، ولذا نرى أن شعر الفخر يحتل جزءاً كبيراً من ديوانه.
ثم نجد الشريف الرضي ذا عاطفة رقيقة، شديد الولع بالحب والجمال، كثير التغزل، ثم هو رجل تربطه بالناس روابط الصداقة؛ فنجده ينظم أصدقائه ومراسلاتهم وهو ما يسمى بـ (الإخوانيات).
ونجد أن باب الرثاء يحتل جزءاً من شعره، كما رثى من فقد من أصدقائه.
ونتيجة لأنه لم يتكسب بشعره لذا قل عنده المديح، وهذا لا يعني أنه لم يمدح أحداً قط، فقد مدح بعض الخلفاء ممن تربطه بهم روابط الصداقة، ولكن هذا المدح لم يقصد به التكسب.
وفي مدحه نلمح نزعة اعتزازه بشخصيته.
وأجمع المؤرخون أن الشريف الرضي أشعر قريش.
وشعره حسن الانتقاء للألفاظ، ويحسن تأليفها في انسجام ومتانة، رفيع في التعبير وطريقة الاختصار الذي يغلب على التعبير العربي ، فهو يختصر الصور الشعرية اختصاراً، فهو حين يصور يذكر الخطوط العريضة ، ولا يحاول أن يذكر الأجزاء.
أثاره:
من أثاره:
1- رسائله في ثلاثة مجلدات.
2- مجازات الأثار النبوية.
3-تلخيص البيان في مجازات القرآن.
4- حقائق التأويل في متشابه التنزيل.
5- نهج البلاغة.
6- سيرة والده الطاهر.
7- ديوان شعره.
أغراضه الشعرية:
المدح: ومن يطالع مدائحه يجد روح الشمم والإباء مبثوثة في ثنايا ديوانه. فلا أثر للتذلل فيها ، ومنها قوله:
عَطْفاً ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، فإنّنَا في دَوْحَةِ العَلْيَاءِ لا نَتَفَرّقُ
الغزل: فيبدوا أن الشريف كان رقيق العاطفة، فهو لا ينظم في الغزل مقلداً على عادة الشعراء في بدء قصائدهم، ولكنه كان ينظم للتعبير عن حاجة في نفسه على التغني بالحب والجمال، ولا يعني هذا أنه كان يحيا حياة غزله. من غزله:
يا ظَبيَةَ البَانِ تَرْعَى في خَمَائِلِهِ ليَهنَكِ اليَوْمَ أنّ القَلبَ مَرْعَاكِ
المَاءُ عِنْدَكِ مَبْذُولٌ لشَارِبِهِ ولَيسَ يُرْوِيكِ إلاّ مَدمَعي البَاكي
الفخر: وفخر الشريف الرضي لا يقل قوة ومتانة عن غزله، فهو يحتل المكان الأوفر من شعره، ولا غرو فهو سليل بيت النبوة ، نشأ مزهواً بفخر المتنبي، مترسماً خطاه في كثير من الأحيان.
له شعر غني بمعاني الفخر والإعزاز، حافل بذكر مآثر آبائه في السلم والحرب، يقول:
أنَا ابنُ السّابِقِينَ إلى المَعَالي إذا الأمَدُ البَعيدُ ثَنَى البِطَاءَ
إذا رَكِبُوا تَضَايَقَتِ الفَيَافي وَعَطّلَ بعضُ جمعِهِمُ الفضَاءَ
الرثاء: أما في الرثاء، فقد تميز شعر الشريف ببراعته في هذا الباب، ويبدو تفجعه عميقاً وإخلاصه مشهوداً فيمن فقد من أفراد أسرته أو من الخلفاء والملوك والكتاب والأصدقاء والعلماء، من ذلك قوله:
فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمّلي وَنَسِيتُ فيكِ تَعَزُّزي وَإبَائي
كانت تلك شذرات من سيرة الشريف الرضي وشعره، وفي الديوان الكثير من القصائد الحسان والمقاطع الجميلة التي تعد من جوامع الكلم.