عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 2- 14   #14
غزاله القرشي
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية غزاله القرشي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 48865
تاريخ التسجيل: Sat Feb 2010
المشاركات: 5,839
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 52314
مؤشر المستوى: 168
غزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
غزاله القرشي غير متواجد حالياً
رد: الشعر العباسي..

المحاضرة الرابعة عشرة


(خصائص الشعر العباسي وقضاياه ونقده) تناولنا في عدة محاضرات بعض أعلام الشعر العباسي: بشار، أبو نواس، أبو العتاهية، أبو العلاء المعري، المتنبي،، أبو فراس الحمداني، الشريف الرضي.
وعرضنا لحياتهم وشاعريتهم، وأغراضهم الشعرية، وخصائص شعرهم،....
ونحاول في هذه المحاضرة أن نبين بعض خصائص الشعر العباسي، وبعض قضاياه.
• خصائص الشعر العباسي:
أولاً- رقة العبارة:
يمكن القول إن ألفاظ الشعر العباسي وعباراته جاءت متأثرة بالعصر بما فيه من: حضارة، وثقافة، ورقي.
فأصبح الشاعر يصف الخمر وشاربها ومقدمها، ويصف الطبيعة من حدائق وبساتين،... بدلاً من أن يصف الأطلال.
فانعكس ذلك على ألفاظهم وعباراتهم فجاءت محملة بالرقي والتطور.
ثانياً- التفنن في المعاني:
لم يركن الشاعر العباسي إلى المعاني التي استخدمها الشعراء الجاهليين أو الإسلاميين أو الأمويين، بل أخذ يولد المعاني السابقة ويأتي بمعان جديدة تتناسب مع روح العصر، وأخذ الكلام يفتح بعضه بعضاً.
ثالثاً- التوفر على البديع اللفظي:
توسع العباسيون في استخدام علم البديع، وتفننوا فيه، وكثر التأليف فيه؛ فهذا ابن المعتز ألَّف كتاب: (البديع ).
فيعد أدباء العصر العباسي هم من ابتكروا علم البديع.
رابعاً- التجديد في الموضوعات:
أخذت موضوعات الشعر القديمة تجدداً واسعاً في معانيها، فقد أخذت تعرض بصورة أدق وأعمق، وأخذت تدخل عليها إضافات كثيرة.
ولم يقف الشاعر العباسي عند ذلك فقد أخذ ينمّي بعض جوانب هذا الشعر حتى لتخرج منه فروع جديدة كثيرة.
ففي مجال المدح:
وفي مثالية الشيم الرفيعة التي كان يصف بها الشعراء ممدوحيهم،
فقد تناول الشعراء العباسيون هذه الشيم شيمة شيمة، وأخذوا يفردونها بمقطوعات أو قصائد، يجردونها لها محللين، ومفكرين ملاحظين، فقطعة في تصوير الكرم، وقطعة في تصوير الحلم وقطعة في تصوير الحياء، وقطعة في تصوير العفة، وقطعة في تصوير الصبر والتنفير من اليأس.
كما عدل بعض الشعراء العباسيين عن الوقوف على الأطلال إلى الوقوف على القصور، ومنهم من استبدل وصف الصحراء بوصف الخمر وشاربها ومقدمها،...
وفي مجال الهجاء:
فقد وسعوا معاني الهجاء وما فيه من أخلاق مذمومة، فتناولوها هي الأخرى بالبسط والتفصيل منفصلة عن أشعار الهجاء.
وقد وقفوا طويلاً عند واجبات الأخوة والصداقة واختيار الإخوان والأصدقاء، وفي ذلك يقول أبو العتاهية:
احذر الأحمقَ أن تصحبه إنَّما الأحمقُ كالثوب الخَلَقِ
الخَلَق: البالي.
وفي مجال الوصف:
فقد أكثر الشعراء العباسيون من وصف الأمطار والسحب، كما أكثروا من وصف الرياض وخاصة في فصل الربيع حين تتبرج الطبيعة بمناظرها الفاتنة.
ونرى أن شعراء كثيرين منهم يعنون بوصف مظاهر الحضارة العباسية المادية وما يتصل بها من الترف في الطعام والتأنق في الملابس والثياب، ووصف القصور وما حولها من بساتين وما يجري فيها من الظباء والغزلان، وأكثروا من وصف الحيوانات والطير والحشرات.
وفي مجال المراثي:
اتسع الشعراء العباسون بمراثيهم حتى شملوا بها الطير والحيوان والبساتين والمدن، وكان منهم من يبكي في مقدمات مدائحه أحياناً الشباب في بيت أو أبيات قليلة.
كما برعوا في تصوير عواطفهم ومشاعرهم في حالة فقد عزيز عليهم.
وفي مجال الشعر التعليمي:
فقد دفع رقي الحياة العقلية في العصر العباسي إلى استحداث هذا النوع من الشعر الذي يقوم على نظم بعض القصص والعلوم والمعارف أو بعض السير والأخبار.
خامساً- التجديد في الأوزان والقوافي:
نتيجة لاتساع موجة الغناء في العصر العباسي فكان لابد من البحث عن أوزان جديدة تناسب الشعر الغنائي وموجة الغناء.
فلم يلبث الشاعر العباسي أن حاول النفوذ إلى أوزان جديدة، وإذا هو يكتشف وزنين ، وهما وزنا المضارع والمقتضب.
واكتشف الشاعر العباسي أيضاً وزن المتدارك أو الخبب.
كما جددوا في القوافي مستحدثين ما سموه باسم المزدوج والمسمَّطات.

قضايا الشعر العباسي:
بقيام الدولة العباسية في أوائل القرن الثاني الهجري أخذت الحياة العربية تبتعد تدريجياً عن البداوة وتدنو من الحضارة. وكان ذلك بفعل ما طرأ على المجتمع العربي من تغيرات سياسية واجتماعية وفكرية.
وقد ظهر في القرن الثاني طائفة من الشعراء تأثروا أكثر من غيرهم بمظاهر الحضارة العباسية الجديدة وعُرفوا“ بالشعراء المحدثين“.
فهؤلاء تلقفوا الشعر من القرن الأول صحيحاً قوي العبارة، جزل التراكيب، تغلب عليه روح البداوة القديمة في المنهج والصياغة والمعنى والخيال.
وقد شعروا بحكم تحضرهم أن احتذاء القدماء في شعرهم احتذاء تاماً يتنافى مع روح العصر الذي يعيشون فيه، ومن ثَمَّ راحوا يطوعونه لأغراضهم ويجددون فيه.
ولما كان القدماء قد سبقوهم إلى كل شيء في الشعر من حيث فنونه ومعانيه وأساليبه، فإنهم قصروا تجديدهم على ديباجة الشعر وصياغته، وعلى التعبير عن بعض النزعات والرغبات الحبيسة التي وجدت في حرية المجتمع العباسي وروح التسامح.
ومن ثَمَّ ظهرت بعض القضايا الخاصة بالشعر وبالنقد وإن كانت قد تداولت من قبل ، فإنها تبدوا وكأنها جديدة التناول ومن هذه القضايا: ( عمود الشعر، اللفظ والمعنى، السرقات الشعرية ، القدماء والمحدثون، الشعوبية، السخرية ،.....).
نقد الشعر العباسي:
والمتتبع لحركة النقد في القرن الثاني الهجري يرى أنها قائمة على نشاط اللغويين والنحويين، ووجهوها اتجاهين:
أحدهما:
امتداد للنقد الجاهلي والإسلامي مع شيء من التطوير.
الثاني:
الاتجاه العلمي في النقد وتمثل في جمع الحجج والأدلة والتأليف، كتأليف كتاب:“جمهرة أشعار العرب“ للقرشي، و“طبقات الشعراء“لابن سلام الجمحي.
وإذا ألقينا نظرة على ميدان النقد في القرن الثالث الهجري رأينا أن هناك أربع طوائف من النقاد لكل منها منهاجُها الخاص ومقياسها الذي تقيس به الشعر وتحكم عليه.
فهناك طائفة اللغويين والنحاة، وطائفة الشعراء المحدثين، وطائفة العلماء الذين أخذوا بحظ يسير من المعارف الأجنبية، وطائفة من أخذوا من القديم من اللغويين ولكنهم عُنوا أكثر منهم بالمحدثين.