2020- 8- 26
|
|
مشرفة سابقة بإدارة الاعمال
|
|
|
|
فلينظر الإنسان إلى طعامه
بسم الله الرحمن الرحيم
ارتبط مفهوم الطب القديم بالخرافة والدجل لأسباب كثيرة، منها الاعتماد على ما يرويه الأجداد، وعدم البحث عن الحقيقة، وقلة المصادر، وعدم فهم حقيقة الطب القديم وكيفية العلاج والتداوي به.
لذلك سأتحدث عن نظرية الطب اليوناني التي بدأت منذ آلاف السنين، والتي طرأ عليها بعد الإسلام بعض التغييرات لتتناسب مع ديننا ومعتقداتنا.
تعتمد النظرية على أربعة عناصر هي:
الحرارة، البرودة، الرطوبة، واليبوسة.
نظرية الطب اليوناني
«الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة هي أصل تكوين الأشياء الجسمانية. ازدوج البرد مع الرطوبة فصار ماء، ولذا كان الماء أول المخلوقات الجسمانية والعناصر الأرضية. ازدوجت الحرارة مع اليبوسة فصارت نارًا. ارتفعت النار لخفتها ورسب الماء لثقله ، فصار بينهما تضاد وتباعد ونتج عنه الهواء، فحرك الباري الهواء بقدرته فصار ريحًا، وحرك الريح الماء حتى تلاطمت أمواجه وأرغى زبده، وصار الزبد طبقات بعضها فوق بعض، فجمد بالقدرة فصار ترابًا وأرضًا.
الماء رطب ثقيل سيال، والنار حارة يابسة خفيفة، والهواء حار رطب لطيف، والتراب بارد يابس، هي الأخلاط الأربعة وطبائع كل شيء في الكون من بينها الإنسان».
علم الأمزجة والفرق بين الطبائع
علم الأمزجة والطبائع من أهم المباحث الطبية منذ القدم، يعتمد هذا العلم على تحليل الصفات الجسدية والمزاجية والحالة النفسية التي يمر بها الإنسان، وفي الحالات المرضية يكون التحليل لتشخيص الحالة واكتشاف العلاج لها بمخالفة طبيعة الحالة المزاجية في المأكل والملبس والحمام وتغيير البيئة.
فقد يمر الإنسان بأحد الأمراض العارضة كالاكتئاب أو النسيان أو غيرها من الأمراض مما يغير صفاته الجسدية والنفسية، فمثلاً في الاكتئاب يميل الشخص لكونه سوداوي الأفكار، تكثر الأهوال في منامه والوسوسة في يقظته، كما تتغير بشرته لتكتسب لوناً رمادياً ويميل للحدة وربما الانعزال! في هذه الحالة في علم الأمزجة يسمى مزاجه سوداويًا (بارد يابس).
ويمكن علاجه في علم الأمزجة بتغيير البيئة من مكانه للأماكن الدافئة والمريحة، وتغيير الملبس كلبس الحرير مثلًا؛ الذي يبهج النفس، وتغيير طعامه للأطعمة والأعشاب الحارة اليابسة كالخزامى.
وأما باختلاف الفئة العمرية فمثلاً تختلف صفات الشيخ الكبير وأطباعه الباردة والهادئة عن الطفل الصغير الذي يميل للمرح والحركة والنشاط، ففي الشيخوخة يميل الشخص للمزاج البلغمي أما في الصبا فيميل للمزاج الدموي، ومن هنا نرى الاختلاف واضحاً جلياً في طبعه وأمراضه وأفكاره.
|