ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - اسئلة اختيار من متعدد ( نظرية المعرفة ) , قوم ِ تعاونو ما ذلـو

|| خلآصة المحآضرة الخامسة ||

إمكان المعرفة ~
إمكان المعرفة هو سؤال عن جوهر المعرفة ومضمونها، وهو الحقيقة - أي هل يمكننا أن ندرك الحقيقة؟ وهل المعرفة ممكنة؟ وهل في وسع الإنسان أن يعرف شيئا؟
* أول من بدأ البحث في مسألة إمكان المعرفة هم الفلاسفة اليونان، وتحديدا الذين عرفوا بالسفسطائيين أو الشكاك. وهؤلاء الفلاسفة (كانوا ينكرون قطعية المعارف الانسانية )
* بيرون / صاحب المذهب لاشكي عند اليونان، لقب بإمام الشكاكين
* فلاسفة المسلمين ومتكلموهم / بحثوا في إمكانية المعرفة، وقد جعلوا مداخل كتبهم في العلم، وفي إثبات العلم والحقائق.

يمكن تحديد ثلاثة اتجاهات أساسية عند الحديث عن مسألة إمكان المعرفة ~
1) فريق شك شكا مطلقا في إمكان المعرفة.
2) فريق يرى يقينية المعرفة، وهم الاعتقاديون أو الدغمائيون.
3) فريق ثالث يرى أنه بإمكان الانسان أن يصل على معرفة متناسبة مع قدراته الحسية والعقلية، وهم النسبيون.

مذهب الشك في إمكان المعرفة ~
1- الشك المطلق:
* الصراع والتضارب بين المتناقضات الفلسفية في الفكر اليوناني كان سببا لبلبلة فكرية وارتياب جذري، انتهت بهم على إنكار جميع الركائز الفكرية للإنسان، وإنكار المحسوسات والبديهيات.
* أول من ظهر على يديه هذا المذهب هو / بيرون أو فيرون .
* جاء السوفساطئون وأنكروا وجود مقياس ثابت للحقائق، ورأوا امتناع وجود حقيقة مطلقة، وشكوا في كل شيء فعاشوا تناقضا بين وجودهم وتصوراتهم .
* هذه المدرسة تنكر إمكان معرفة طبيعة الأشياء، وترى أن المعرفة الحسية والعقلية ليس لها قدرة تعريفنا بالحقيقة وإيصالنا إليها لأن المعرفة - في رأي هذه المدرسة - تتأسس على الإدراك الحسي، والحواس خادعة لا تقود إلى معرفة يقينية؛ وحتى النظر العقلي - عند الفيرونيين - يتأسس على الحس فمعرفته حسية غير مباشرة ومن ثمّ يكون أولى أن ينطبق عليه ما ينطبق على الحس
* كان شكهم شكا مذهبيا (مطلقا)

2- الشك المنهجي:
* لا يعتبر الشك غاية في ذاته، بل يعتبر الشك وسيلة ليتوصل من خلاله إلى غاية أخرى وهي بلوغ اليقين
* يرجع هذا الشك في جذوره التاريخية إلى / الفيلسوف اليوناني سقراط
* أرسطو ومدرسته المشائية / رأى أن اليقين المنطقي يجب أن يقوم على الشك كمنهج في فحص الأفكار والتأكد من قابليتها للتعميم .
* عرف الشك المنهجي في حقل المعرفة الإسلامية عند المعتزلة .
* أبو حامد الغزالي فقد سلك طريق الشك بحثا عن اليقين : من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في العمى.
* ديكارت : من أكثر الفلاسفة تأكيدا على ضرورة الشك كمنهج في التفكير
* الشك المنهجي هو التمهيد الضروري للمنهج.
* يعتبر الفيلسوف التجريبي ديفد هيوم / من فلاسفة الشك المنهجي، الذي سماه بالشك العلمي.
* أصحاب الشك المنهجي قد اتخذوا من الشك سبيلاً إلى اليقين، وهو عملية اختيارية هدفها إفراغ العقل مما فيه من معلومات سابقة قد تكون عرضة للمغالطة وعدم التأكيد، وذلك لتهيئة العقل لدراسة الأمور دراسة موضوعية غير متأثرة بالمفاهيم الشائعة والأخطاء المألوفة.
القيمة العلمية للشك المنهجي /
الشك منهجي يحفز الإنسان للبحث، والنظر، والتدقيق؛ ليشمل العلوم النظرية والتجريبية كافة، سواء تلك التي تولدت عن الفلسفة، واستقلت عنها، أو تلك التي نشأت مستقلة بذاتها.

مجــالات الشــك ~
(مطلق - منهجي)
- الشك المطلق هو شك في أصل المعرفة وإمكانيتها لذا يُسمى (بالمعرفي) لإنكاره إمكان المعرفة أو (الفلسفي والمذهبي) لكونه مذهباً فلسفياً يعتقد صاحبه بانتفاء موضوع المعرفة، واستحالة إدراكها،
- الشك المنهجي بوصفه منهجاً للبحث عن الحقيقة لذا سُمي أيضاً (بالعلمي) وهو لا ينتقص من يقينية أصحابه بوجود حقيقة يمكن معرفتها

مجالات الشك المطلق /
أ- الشك في الحقيقة التي هي موضوع المعرفة، وهو شك في وجودها.
ب-الشك في إمكان معرفة الحقيقة (إن وجدت).
ج- الشك في إمكان إبلاغ المعرفة أو تداولها.
مجالات الشك النسبي /
أ) الشك في طبيعة المعرفة
ب) الشك في مصادر المعرفة
ج) الشك طريق إلى اليقين
د) تأسيس العقيدة بين الفطرة والشك والنظر
* الإمام الجويني يرى أن أول واجب على المكلف هو النظر - وهو رأي المعتزلة
* يرى الإمام الإيجي أن المعرفة تتقدم وطريقها النظر ومن ثم يكون واجباً، ولكن لا يرى النظر هو السبيل الوحيد إلى المعرفة فقد تحصل بالإلهام، والتصفية، والتعليم، ولكنه قد يكون السبيل الوحيد لمن وقع في الشك .
* شيخ الإسلام ابن تيمية يرى أن للفطرة أثراً أساسياً في معرفة الله، ثم من حصل له الشك ولم يكن من سبيل لدفعه سوى النظر؛ يلزمه النظر - فهو يوافق رأي الإيجي - كما يرى الشك أمراً عارضاً علاجه النظر - وفـي ذلك يوافـق القاضي عبد الجبار
* الشك إذن تتعدد صوره ومجالاته من كلّي إلى جزئي، ومن مطلق إلى نسبي، فيصل في قمته إلى درجة إنكار الحقائق الموضوعية، وفي أدنى منازله يكون شكاً في وسيلة من وسائل تحصيل المعرفة أو أداة من أدواتها

موقف الفكر الإسلامي من الشك المطلق (المذهبي) ~
* الشك المطلق هو الشك المبني على إنكار المعرفة اليقينية

1-علاقة الشك المطلق بإمكان المعرفة /
الحديث عن موقف الفكر الإسلامي من الشك المطلق، هو حديث عن الموقف من إمكان المعرفة - بالضرورة - لطبيعة العلاقة بين الشك المطلق وإمكان المعرفة

الوجود وإمكان معرفته (التصور الإسلامي للموجودات) /
* الفكر الإسلامي يقف موقفاً مغايراً لهذا التصور , يقرر استنادا إلى القرآن وجوداً مستقلاً للأشياء خارج نطاق الذات المدركة
إذ يقول تعالى: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) [النحل: 8].
فهذا الخلق الرباني موجود من حولنا أحاط به إدراكنا أو لم يحط

تنقسم الأشياء إلى ~
1- عالم الشهادة
2- عالم الغيب
اختصاص الله تعالى بالعلم المطلق (غيب وشهادة).

2- الأساس القرآني لإمكان المعرفة /
* القرآن يحمل الشواهد التي تؤكد على إمكان المعرفة وإدراك الحقائق على وجه اليقين، بمصادر وأدوات
(وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين)[المائدة: 83]
(وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) [النجم: 28]
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) [البقرة: 269]
(وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين) [الجاثية: 32].
* أبان القرآن العلاقة بين الشك واليقين، والعلم والظن
قوله تعالى: (وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما) [النساء: 157].

* القرآن يحض على طلب العلم الراسخ والمعرفة اليقينية، ويدعو إلى نبذ الظنون، والشك، والتوهم ما أمكن ذلك، والنصوص الحاضة على العلم، والتفكر، والتأمل كثيرة في كتاب الله تعالى، وسنة نبيه e
* من أدوات المعرفة التي أشادت بها النصوص (الاجتهاد في الرأي) و(الاستنباط) المبني على أسس النصوص وأصولها

مذاهب التيقن ~
* يسمى التيقن أيضاً بالاعتقادي، أو اليقيني، أو القطعي، أو النزعة التوكيدية، أو الإيقانية .
* الاعتقاديون في المصطلح المعاصر هم أنصار المذهبين العقلي والتجريبي تحديداً .

أ. اليقينية (الدوغمائية) العقلانية:
إمكانية وصول العقل على معارف أولية قائمة بذاتها، لا يعتريها الخطأ والنسبية، كالمعارف الرياضية التي تثبت بداهة.
ب. اليقينية (الدوغمائية) التجريبية:
تعبر عن مواقف التجريبيين الذين اكدوا إمكان المعرفة عن طريق التجربة

المذهب النسبي (النقدي) ~
* يتفق النسبيون مع القائلين بإمكان المعرفة ووجود الحقيقة. ولكن هذه الحقيقة أو المعرفة الإنسانية لا تعدو ان تكون معرفة نسبية، بمعنى أنها ليست خالصة من الشوائب الذاتية وليست مطلقة
* انشتاين / من اشهر دعاة المذهب النسبي في إمكان المعرفة.
* يعتبر كانط رائداً لهذا المذهب، وهو يعتمد على فكرة التأليف بين العقل والأشياء، أو بين الذات والموضوع.
* نسبية المعرفة كما يراها أصحاب هذا المذهب، تعني أننا لا نستطيع أن نعرف كل شيء، فإذا عرفنا بعض الأشياء لن نستطيع أن نحيط بها إحاطة تامة

إنتهـــت