عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012- 11- 24
سمورة2012
أكـاديـمـي
بيانات الطالب:
الكلية: الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: دراسات اسلامية
المستوى: المستوى السابع
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 49860
المشاركـات: 21
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 125162
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2012
المشاركات: 53
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 48
سمورة2012 will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
سمورة2012 غير متواجد حالياً
ملخصات التحرير الاداري من الاولى الى الحادية عشر

ارجو منكم دعوة ان الله يوفقني في الدارين
المحاضرة الاولى
التحرير الاداري
مفهوم التحرير الاداري
مقدمة
يعد التحرير الاداري من انجز وسائل الاتصال وتعتبر الطرق الاداريه اهم اداة لنقل المعلومات في التحرير الاداري
يعتبر التحرير الإداري من بين المواضيع التي تهم الطالب بل وبالأخص الموظف الإداري التي تمكنه من التراسل الإداري التي تمكنه من التراسل الاداري وتجسيد المعلومات في الوثائق وتاخذ شكل مطبوعات ورسائل وتقارير وبيانات,وسنتطرق في هذا المبحث إلى تقديم منهجية واضحة المعالم لتحرير الرسالة الإدارية وذالك من خلال إبراز بعض الجوانب والتقنيات المنهجية للتحرير الإداري سنفرغها في قالب متفرع إلى أربعة مطالب كالأتي :
المطلب الأول : مفهوم التحرير الإداري
أولا : لغة : حرر يحرر تحرير أي كتب , وتحرير الكتاب وغيره تقويمه.
وتحرير الكتابة : إقامة حروفها وإصلاح السقط والسقط هوا لخطأ في القول والحساب والكتابة
هو لغة مشتقة من حرر أي أطلق صراح الفكرة أو إعطاء الحرية للتعبير
ثانيا : اصطلاحا :
تعني الإنشاء والكتابة , ويمكن تعريفه "مجموع الوثائق التي تحررها الإدارة بواسطة موظفيها , وتستعملها كوسيلة اتصال بغيرها من المصالح الإدارية الأخرى , وكذالك للقيام بعملياتها المختلفة بغية الوصول إلى الهدف المسطر لها".
ولقد فضل المؤلف تسميتها بالمراسلات الإدارية لشموليتها إذ تتناول بالدراسة الوثيقة الإدارية وكيفية معالجتها (طريقة الكتابة ) أما التحرير فقد يقتصر على طريقة الكتابة والبراعة في عرض الموضوع من خلال ترتيب أجزائه وإبراز نتائجه.
فالمراسلات الإدارية كونها من وسائل الاتصال المباشر لا يكمن الاستغناء عنها نظرا لأهميتها في الحياة اليومية والعصرية , ولقد أستخدم الأولون الرسالة فكانت هي الأداة الوحيدة التي تنقل الخبر وتعلم أو تبلغ المخاطب بها عن الأوضاع أو المواقف , بل وقبل ظهور الرسالة المكتوبة كانت هناك أنواع جمة من التراسل والتواصل ولعل أهم الأمثلة الحمام الزاجل أو عن طريق الخيول التي يقودها فارس الذي يسافر من منطقة إلى منطقة لإيصال الخبر...
ولكن بتطور وسائل الاتصال والإعلام ظهرت أنواع جديدة من الاتصالات ولعل أهمها الهواتف اللاسلكية والأعلام الآلي والانترنت وغيرها من وسائل الاتصال
.
ثالثا : أهمية التحرير الإداري
مازالت الوثائق الإدارية المكتوبة عموما والرسالة الإدارية على وجه الخصوص وزنها الكبير , نظرا لأهميتها في الحياة العملية واليومية فنجدها صارت من الوثائق الإدارية الغالبة في الاستعمال وتتدرج أهميتها تبعا للمهام التي تتضمنها والتي يمكن ترتيبها على النحو الأتي :
1-
الوسيلة الغالبة في اتصال وفي نقل المعلومات :
للمراسلات الإدارية مكانة خاصة في النشاط الإداري فهي من بين الوسائل الغالبة والجارية العمل والتعامل بها في العلاقات الإدارية فيجب على مستعملها حسن استعمالها ,كما تعتبر من بين أهم العوامل التي تساهم في نجاح أي تنظيم إداري , نقل المعلومات وإيصال الحقائق إلى الأشخاص المعنيين بأي أمر , بالإضافة إلى حسن استغلال الثروة اللغوية والدقة في التعبير , كما أنها تعتبر وسيلة تلبي حاجات التبليغ الأساسية( ).

2-
أنها مادة عمل وميدان للتطبيق :
إن الإلمام بقواعد التحرير أمر ضروري وهذا من اجل التحرير السليم والتحكم في المضمون كما إن الموظف عليه إيجاد هذه القواعد حتى يتسنى له إيصال ونقل المعلومات إلى المخاطب بها كما يفهمها هو –المسؤول- فأهميتها العملية تشمل كل من العاملين بالإدارة والمتعاملين معها ,فإذا كان كلاما بينهم متبادلا بالكلمة يسمى اتصالا ,آما إذا كان بالكتابة فتسمى مراسلة أو مكاتبة .
3 -
أن لها دلالة مادية في الإثبات :وذالك على أساس أن الوثائق الإدارية أوراق رسمية وأن الكتابة هي أقوى الأدلة في الإثبات وتكون لصورتها الرسمية خطية كانت أو فوتوغرافية حجة بالقدر الذي تكون فيه مطابقة للأصل( )
كما أنها تثبت هوية صاحبها وذالك من خلال الوثائق المرفقة بها وذالك من ناحية الكفاءة ...
4-
تسيير الحركة الإدارية في مؤسسة ما أو شركة بالإضافة إلى أنه بسيط الاستعمال , قليل التكاليف هل الحفظ والرجوع إليه عند الحاجة أداة سهلة للتواصل والتخاطب والتداول .

المطلب الثاني: خصائص التحرير الإداري
يتميز التحرير الإداري بجملة من الخصائص يتصل بعضها بالتنظيم الإداري وما يترتب عنها من احترام التسلسل الإداري (التدرج الرئاسي) وما يتعلق به كالتحلي بروح المسؤولية والحيطة والحذر ثم المحافظة على سر المهنة وهذه الخصائص يجب أن تتوفر في الموظف الإداري أو أي شخص معني بهذا النوع من التحريرات أو المراسلات .
وهذه الخصائص عبارة عن قواعد تنظيمية يجب احترامها , وهذه القواعد هي جزء من مجموعة الضوابط الإدارية التي تحكم التنظيم الإداري وتحدد العلاقة بين الرئيس والمرؤوس سواء من أعلى أو من أسفل على النحو الأتي :
1-
احترام التسلسل الإداري :
يقوم التنظيم الإداري في الدولة على أساس التسلسل الإداري – التدرج أو السلم الإداري – وهذا الأخير يتخذ شكل هرم يتجزأ إلى عدة أجزاء من الأعلى إلى الأسفل وفقا للقاعدة القانونية الأعلى يسود الأدنى ( ).
ولابد من الإشارة إلى قاعدة أخرى يجب التقيد بها عندما يتعلق الأمر بالمراسلة الداخلية وهي احترام السلم الإداري,وذلك يعني أنك إذا واجهت رسالة إلى احد رؤسائك الأعْليْن ,فلابد من أن تطْلع عليها رِؤسائك المباشرين للإعلام وللإدلاء بالرأي في فحواها عندما يستدعي الأمر ذلك , ويعبر عن ذلك على النحو الآتي ,في عنصر المرسل إليه( ) :

إلى السيد مدير التربية ,بوساطة السيد مفتش التعليم الأساسي , بوساطة السيد مدير التربية ...الأساسية نموذج رقم : 01
إلى السيد مدير الشركة الوطنية للكهرباء والغاز , بوساطة مدير الموظفين , بوساطة رئيس مصلحة الوسائل العامة نموذج رقم 02
إلى السيد مدير المالية , بوساطة رئيس مصلحة المحاسبة نموذج رقم :03

2-
المسؤولية والحذر :إن مبدأ المسؤولية هو أساس التحرير الإداري , ويقصد بها هنا سلطة اتخاذ القرار مع تحمل نتائجه , والأصل أن رئيس المؤسسة أو مديرها هو المسؤول الأول عن التنفيذ السليم للمهام التي أسندت إليه في إطار نشاط مؤسسته طبقا للقاعدة " حيث تكون السلطة تكون المسؤولية ", لكن قد يتغيب المدير لمانع ما أو يفوض بعضا من صلاحياته إلى أحد مساعديه لكثرة مهامه ,فيحدث أن يتعدى هذا الأخير الصلاحيات المفوض فيها تفويض توقيع مكتوب أو غير مكتوب, فهنا يجب التمييز بين ما إذا كان الخطأ شخصيا و به تنعقد مسؤولية المفوض إليه على أساس الخطأ أو كان مصلحيا فتتحمله الإدارة .
وقد ينتفي الخطأ الشخصي والمرفقي معا حين تطغى المصلحة العامة بضروراتها ومقتضياتها فهنا تكون المسؤولية على أساس نظرية المخاطر مما يدخل في موضوع القانون الإداري.
وعليه فيجب مراعاة مبدأ المسؤولية عند التحرير ومن التوجيهات المقدمة في هذا الإطار عدم استعمال ضمير الجمع "نحن" بل نستعمل ضمير المفرد دون ذكر الضمير
فأقول مثلا : يشرفني ...,أعلمكم ...,.قررت ....., لاحظت ..,الخ
بدلا من : يشرفنا .., نعلمكم ..., قررنا ..., لاحظنا .., ..الخ
وأما الحذر فهو الحيطة والتحفظ فحتى لا يتحمل المرؤوس المسؤولية يجب عليه أن يكون حذرا وبصيرا, فلا يغتر بنفسه بل عليه أن يترك الكلمة الأخيرة لمن بيده اتخاذ القرار وعليه أن يختار العبارات الخفيفة واللطيفة مع شيء من التحفظ بدلا من إثباتات صريحة ويمكنه أن يستعمل العبارات التالية : يبدو لي....في رأيي....يظهر مما سبق ...يتضح من ذلك...
3-
واجب المحافظة على سر المهنة :
تدخل هذه النقطة ضمن دراسة واجبات الموظف إلا أن لها علاقة وطيدة بالتنظيم ككل وبمبدأ المسؤولية خاصة إذ يجب على الموظف أن يحافظ على سر المهنة , فلا يوزع أو يطلع الغير خارج ضرورات مصلحته على أي عمل أو أي شيء مكتوب أو خبر يعرفه شرط ألا يكون ذلك على حساب الإعلام الإداري , كما يمنع من إفشاء وثائق المصلحة أو إتلافها دون ترخيص مكتوب من رئيسه الإداري ( ).

المطلب الثالث : مميزات الأسلوب الإداري
إن استعمال الرسالة في الحياة المهنية اليومية أصبح الأمر شائعا ,لأنها وسيلة تلبي حاجات التبليغ الأساسية فالرسالة في واقع الأمر ما هي ألا مجموعة من المعلومات تأتي في شكل موضوعي وفق نظام محكم من التمحيص والدقة وان تحرير الوثائق الإدارية بتعدد أنواعها واختلاف طبيعتها تحتاج إلى الإلمام بقواعد الكتابة وتعابيرها أو بمعنى أخر سلامة الأسلوب وصحته ’وللأسلوب معنى آخر أعم وأشمل ’ إذ يقصد به الطريقة التي يستعملها المحرر في اختياره للمفردات تركيبها وترتيبها بالصيغ التي من خلالها ينقل لغيره الفكرة أو الأفكار التي يريد التعبير عنها أو إبلاغها.
ونستخلص من هذا أن الأسلوب الإداري متميز عن الأساليب الأخرى كالأسلوب الأدبي
وسندرج هذه المميزات فيما يلي :
1-
الموضوعية :
أن الإدارة العامة ليست شخصا عاديا يتصرف وفق مزاجه وهواه بل هي تنظيم جماعي بشري هادف .
أن وجود الإدارة العامة يعطي للمراسلة نوعا من الأهمية والجدية والمكانة ويطبعها بالطابع الرسمي ,فالإدارة من خلال القيام بأعمالها المختلفة , تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة ويجب أن يتجسد ذالك في كتاباتها ,وبعبارة موجزة على المحرر الابتعاد عن النزعة الفردية ويلتزم الحياد والعواطف .
وعليه يجب إبعاد العبارات التالية عن التحرير : يسرني .., في انتظار قراءتكم..., في انتظار ردكم..., يطيب لي أخاطبكم بصفتي مسئوولا ......الخ
ويفضل استعمال العبارات التالية : يشرفني ..., لي الشرف..., ألتمس ... , أرجو .., يأسفني....الخ.
2-
الوضوح والبساطة : حين يقوم المحرر بكتابة مراسلة إدارية ما يجب أن يضعه أمام عينيه الأشخاص المخاطبين بها والذين يختلفون في مستوى إدراك مضمون ما كتب , وعليه أن يترجم أفكاره ويعبر عنها ببساطة ودون غموض وتجنب الكتابة على ضوء الكلام ,فلا نكتب كما نتكلم وذالك حتى يفهم المخاطبون بها محتواها فهما جيدا وحتى وعليه أن يترجم أفكاره ويعبر عنها ببساطة ودون غموض وتجنب الكتابة على ضوء الكلام ,فلا نكتب كما نتكلم وذالك حتى يفهم المخاطبون بها محتواها فهما جيدا وحتى إن أجبرنا على استعمال مصطلحات قانونية أو فنية يجب الاختيار الأكثر بساطة والجاري العمل بها وفقا للقاعدة " خاطبو الناس على قدر عقولهم" وعليه دائما يجب طرح السؤال التالي : من أراسل ولمن أكتب وماذا أكتب ؟( )
كما يجب أن تكون مقنعة وذات استمالة وهذه الأدوات ينبغي أن تكيف على حسب الوضع الذي تتصل به , وعلى حسب المكانة الاقتصادية والاجتماعية للشخص المتلقي ,ولابد من مراعاة حسن استعمال القواعد المضبوطة الخاصة بتقديم البلاغ فهي تسهم إلى حد بعيد في جعله مقنعا ولتسهيل فهم الرسالة ينبغي الاهتمام بجانب الشكل والعرض ,مثل نوعية الكتابة من حيث وضوحها ومراعاتها لقواعد الصرف والنحو والبلاغة والإملاء وقواعد الترقيم .
ولعل ما يجعل أي بلاغ مكتوب أقدر على النفاذ وأعظم نجوعا هو التقيد بما يلي :
-
يستحسن أن يكون نص البلاغ متألفا من ألفاظ سهلة ومتداولة وعبارات موجزة
-
تجنب الألفاظ الغريبة والكلمات المستحدثة التي لم يشع بعد استعمالها.
-
ينبغي تجنب الخيال مما قد يسبب لبسا في المعنى وغموضا فيه.
-
كما يجب أن تكون لغة الرسالة الإدارية لغة سهلة مألوفة في مستوى لغة الصحف والمجلات أو أرقى منها قليلا بمعنى أن المحرر الإداري اذ لم يكن مدعوا إلى تجويد معانيه وتنميق أساليبه فإنه مطالب بالتعبير بدقة عب البلاغ الذي يرغب في إيصاله , وان يكون ملما بالمصطلحات الإدارية ذات المدلول الدقيق.
3-
الإيجاز والدقة :
يقصد بالإيجاز فن التعبير عن فكرة معينة بأقل ألفاظ ممكنة وذلك دون تطويل ممل ولا تقصير مخل وعليه يجب استعمال جمل قصيرة قدر الإمكان على أن تكون كاملة ودالة هذا من جانب , ومن جانب أخر يجب أن تكون الكتابة معبرة بحيث لا تتضمن المراسلة ألفاظا يمكن أن تفهم منها عدة معاني موجهة لمفاهيم مختلفة , كما يجب تحاشي التكرار وعليه لا أقول:
-
مراسلتكم لليوم الثاني من الشهر الماضي ..
-
مراسلتكم للرابع أكتوبر من العام الحالي
بل أقول : مراسلتكم ليوم الثاني أكتوبر 1995 أو مراسلتكم بتاريخ 4 أكتوبر 1995 ( ).
كما يجب تجنب الإطناب والحشو لأنها من الصفات المرفوضة في الرسالة ذات الطابع الإداري , لذلك ينبغي أن يسوغ كل معنى وجوده فيها , فالإيجاز إذا هو الصفة التي يجب أن يلتزم بها المحرر لكن الإيجاز المطلوب , لا ينبغي أن يصل إلى حد الإخلال بالمعنى .
بالإضافة إلى أن الرسالة يجب أن تنفرد بموضوع واحد , فإذا كان علينا ان نراسل جهة واحدة في مواضيع متعددة,فينبغي أفراد رسالة واحدة لكل موضوع ( ).
4-
المجاملة :
تعتبر المجاملة كخاصية من خصائص الأسلوب الإداري شكلا من أشكال الاحترام ونجدها بكثرة في احترام السلم الإداري وهي مفهومان
أ- مفهوم عام وواسع : حين ترتبط بالمراسلة ككل ومثالها المراسلات الإدارية المصلحية
ب- مفهوم ضق : حين نربطها بصيغة الخاتمة التي يطلق عليها العبارة الأخلاقية أو عبارة الاحترام اللباقة أو اللطافة , مثالها المراسلات الإدارية ذات الطابع الشخصي .
ومهما كانت طبيعة المراسلة فيجب استعمال كلمات لطيفة ومهذبة حتى نترك الأثر الطيب لدى المخاطب بها وذالك حتى في حالة رد سلبي كرفض طلب توظيف وفي مثل هذه الحالة نستعمل العبارات التالية :
يؤسفني ..., لا يمكنني في الحال ...,يبدو لي متعذرا الآن .., أرى انه ليس من الحكمة ..., يبدو لي من غير الملائم( )
بالنسبة إلى " يؤسفني " إذا كانت الرسالة تحمل خبرا سيئا للغاية , وأما إذا كان الخبر دون ذالك في السوء فيستحسن أن تبدأ بدون عبارة مجاملة : لقد قررت مؤسستنا إيقاف استعانتنا بمصالحكم التقنية ..
أما إذا كانت الرسالة موجهة من أعلى إلى أسفل : كأن ترد من مدير إلى احد مستخدميه وفي هذه الحالة نستعمل عبارات بديلة مثل : يطيب لي , يسعدني
إذا كانت تحمل خبرا سارا مثل ترقية المرسل إليه مثلا . ويستحسن أن تبدأ بدون العبارات الاستهلالية في الحالات الأخرى مثل : لقد تقرر تعيينكم عضوا في لجنة التحقيق في قضية...
بالإضافة إلى وجود مميزات أخرى ونجيزها فيما يلي :
-
التجرد: ليس ثمة مكان لكل الألفاظ وكل العبارات غير الموضوعية أو العامية أو المبتذلة أو المثيرة للانفعال في الأسلوب الإداري, بل وحتى النسق الصوتي يجب أن يتسم بالجدية والرسمية. ( )
خامسا : مرتكزات التحرير الإداري
يرتكز التحرير الإداري على شيئين أساسيين :
1) أسس عملية و خصوصيات ترتبط بتحرير و تقديم كل وثيقة إدارية
2) مبادئ و مقومات و ضوابط
و تتمثل هذه الضوابط و المقومات فيما يلي :
1) القدرة على الكتابة و الإنشاء في لغة التواصل

2) المعرفة الإدارية و القانونية
3) معرفة أصول و قواعد و تقنيات الأتصال داخل الإدارة

4) الإلتزام بخصائص و مميزات الأسلوب الإداري , و أستعمال الصيغ و المصطلحات الإدارية المتداولة
سادسا : تصنيف الوثائق المكتوبة
تصنف الوثائق المكتوبة الى صنفين :
1) الصنف الأول : إخباري , يعتمد مضمونه على وصف و نقل الوقائع و الأحداث
2) الصنف الثاني : إجرائي , يتجسد مضمونه في الإجراءات التشريعية و التنظيمية و التدابير و القواعد الإجرائية المتعارف عليها داخل كل إدارة .

سابعا : حصر المحررات
تنحصر المحررات في ثلاثة أشياء
1) المراسلات
تلجى اليهاالادارة عندما تريد التعامل اوالاتصال او المخاطبه مثل الرسالة اوالاعلام المذكرةاو البلاغ او البرقيةاو الاستدعاء الى اخرة
2) الوثائق بالوثائق الرد الادارية كتقرير اوعرض حال او المحضر

تتعلق بتلاحداث الادارية ونشاطتها وهي تعرف
3) النصوص

تعتبر وسيلة من وسائل تعتمد عليها الادارة اثناء ممارسة نشاطها القانوني اتجاة الاشخاص كمرسوم اوقرار اوالمقرر






المطلب الرابع : صيغ التحرير الإداري

تجدر الإشارة إلى أن الأسلوب الإداري المستعمل في المراسلات الإدارية يتنوع بتنوع موضوع مستوى المحرر , غزارة أفكاره وكذالك الشخص المرسل إليه كما يتأثر بالمحيط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي السائد.
ويختلف أسلوب الكتابة حسب وجهة الإدارة فإذا كانت تسلطية وجدنا هذه الصيغ والتعابير في شكل أوامر وبالمقابل قد تكون الإدارة حيادية تعمل بموضوعية وتراعي الجانب الإنساني في علاقاتها وحتى من خلال مراسلاتها .
ويمكننا ترتيب هذه الصيغ التي تتنوع بتنوع الموضوع وبنيته , ثقافة المرسل وشخصية المرسل اليه يمكن ترتيبها على النحو الأتي :
صيغ التقديم 1-: ويقصد بها تلك العبارات التي تستهل بها الرسالة الإدارية و المستعملة من المحرر عند الشروع في الكتابة ,هذه الصيغ تمهد القارئ إلى المضمون .
وهذه العبارات تتجسد في كلمة : يشرفني التي يجب استعمالها مرة على الأكثر إما في بداية أو وسط الرسالة ,وتنقسم هذه الصيغ بدورها إلى :

أ- صيغ التقديم بدون مرجع : وتستعمل في مقدمة المراسلة وتتنوع بحسب ما إذا كانت المراسلة صاعدة أو نازلة ومن العبارات المستعملة : يشرفني أن أعلمكم / أن أطلب رأيكم / أن أرسل إليكم / أن أتعهد أليكم / آمركم / أرجو /أن أدعوكم
بعض العبارات المستعملة من الموظف المرؤوس :
يشرفني أن أحيطكم علما / يشرفني أن أعرض عليكم / يشرفني أن أقترح عليكم / يشرفني أن أقدم لكم / ألتمس
يشرفني أن أحيل عليكم / يشرفني أن أبعث إليكم./ أعترف...
ب- صيغ التقديم بمرجع :
تستعمل هذه الصيغ في مقدمة المراسلة و تذكر بالمرجع المستند إليه وتأتي العبارات المستعملة على النحو الأتي :
-
ردا على رسالتكم رقم..... .المؤرخة في ........ والمتعلقة بـ .............. , يشرفني ......
-
ردا على طلبكم المؤرخ في ....... والمتعلق بــ ......... , يشرفني أن.................
-
بناء على ...... رقم ..... المؤرخ في .... والمتضمن ...... , يشرفني أن .....
2 -
صيغ العرض والمناقشة :
وهي تلك المرتبطة بالموضوع وهذه الأخيرة تتنوع بتنوع الموضوع المعالج ومستوى المحرر وغزارة أفكاره ويمكن ترتيبها على النحو الأتي :
أ- الصيغ المستعملة من الرئيس الإداري :- قررت أو سأتخذ قرارا من... / لاحظت أو ألاحظ .../ كان يجب عليك أو من الواجب عليك ..../ سأتخذ موقفا ما...
ب- الصيغ المستعملة من موظف مرؤوس :
-
أعتقد .../ أسمح لنفسي .../ ل أستطيع إلا.../ عليك بإفادتي بكل ../ يرجع لي أو أرى من صلاحياتي ...
جـ- بعض صيغ الترتيب :
أولا : ................., / ثانيا : ................,/ ثالثا : ................
من جهة ......../ من جهة أخرى ......../ وبتالي ....../ بصفة رئيسية ..../ بصفة ثانوية .........
-
نظرا .../ وبالمقابل ..... / بالإضافة إلى ..... / فضلا عن ....فإن ........, الخ من الصيغ .
د- صيغ تقديم الحجج والمبررات :
ولابد للتأكيد على مضمون الرسالة يدعم النص بمجموعة من الحجج وهذه الأخيرة يجب أن تصاغ كالأتي:
-
تطبيقا للنصوص التنظيمية المتعلقة بـ .........
-
حسب ما تضمنته المذكرة المؤرخة في …………. والمتعلقة ب………..( )
3-
صيغ الخاتمة :تختلف عبارات الاحترام بحسب اختلاف مركز المرسل إليه والعبارة المثلى التي تختم بها الرسالة الإدارية هي العبارة التي يتبوأها المرسل إليه ويجب على المحرر عدم التملق فيها أي احترام السلم الإداري بين المرسل والمرسل إليه .
وتختلف بحسب الحالات التالية : - نده إلى نده .
-
من أعلى إلى أسفل .
-
من أسفل إلى أعلى .

عبارات الاحترام الحالات المختلفة

أرجو أن تتفضلوا سيدي, بقبول تحياتنا الخالصة
وتقبلوا سيدي , عبارة مشاعر التقدير
تفضلوا سيدي , بقبول التحيات السامية

من نده إلى نده
تقبلوا سيدي , ضمانات خالص الاعتبار
تقبلوا سيدي , عبارة مشاعرنا الطيبة .
تقبلوا تحياتنا الخالصة
من أعلى إلى أسفل (إداريا)
وتفضلوا سيدي , بقبول مشاعر الاحترام والوفاء .
وتفضلوا سيدي بقبول اخلص التحيات.
وتفضلوا سيدي , بقبول تحيات الاحترام
من أسفل إلى أعلى

أما بالنسبة إذا كانت المراسلة مع امرأة فيجب مراعاة مايلي :
إذا راسلت امرأة رجل : فلا ينبغي لها أن تضمّن عبارة الاحترام في رسالتها شيئا عن مشاعرها , فهذا ليس لائقا وأفضل
عبارة يمكن أن تختم بها رسالتها مثلا : تفضلوا سيدي بقبول تحيات التقدير....
إذا راسل رجل امرأة : لا يجب أن تتضمن المشاعر بل يكتفي بالتحيات الخالصة أو عبارة التقدير .
أما إذا كانت بين امرأتين : ويكون التعبير كالأتي: مشاعر التقدير , مشاعر الوفاء .
أمّا بخصوص إلغاء التحيات الختامية:
فلقد جرت العادة في الكثير من الإدارات إلغاء التحيات الختامية إلغاء كاملا , عندما يتعلق الأمر بمراسلة داخلية بين الرؤساء والمرؤوسين , فإذا كتب احد المرؤوسين إلى رئيسه في السلم الإداري , فإنه لا يختم رسالته بالتحيات الختامية المعهودة وكذالك الحال بالنسبة للرئيس .
وهذه العادة ل تخلّ بعلاقات الاحترام التي تربط بين المستخدمين في المؤسسة الواحدة , ولا تحمل في طياتها أدنى قدر من التحقير , وإنمّا تقطع الطريق على الذين يرغبون في الترقي عن طريق التملق والإفراط في المجاملة .( )



المحاضرة الثانية
التحرير الاداري
الاخلاق الاسلامية في العمل
مقدمة
فللأخلاق أهميَّة بالغةٌ في حياة الإنسان؛ لما لها من أثرٍ كبيرٍ في سلوكه وما يصدر عنه من أفعال، ولأنَّ سلوك الإنسان مُوافِق لما هو مستقرٌّ في نفسه من معانٍ وصِفات، فكلُّ صفةٍ تظهر في القلب يَظهَر أثرُها على الجوارح، فأفعال الإنسان موصولةٌ دائمًا بما في نفسه من مَعانٍ وصِفات صلةَ فروعِ الشجرة بجذورها الضاربة في باطن الأرض.
وعليه يمكن القول: إنَّ صَلاح أفعال الإنسان مُرتَبِطٌ بصَلاح أخلاقِه؛ لأنَّ الفرع بأصله؛ فإذا صلَح الأصل صلَح الفرع، وإذا فسَد الأصل فسَد الفرع؛ يقول - تعالى -: ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ﴾ [الأعراف: 58].
وتُمثِّل الأخلاق ركنًا أساسًا في حياة الإنسان فردًا وجماعة، وضرورةً إنسانيَّة لازمة لحياة المجتمعات، وبدونها يُصبِح الإنسان ذئبًا يعدو على أخيه الإنسان، ولا يمكن عندئذٍ إقامة حياة اجتماعية سليمة.
وللأخلاق في الإسلام مكانةٌ عظيمة جِدًّا؛ فهي جوهر الإسلام ورُوحه السارية في جميع جوانبه، وهي أحد أقسام الأحكام الشرعيَّة الثلاثة التي شرعها الله لعِباده المسلمين[2]، ولهذه المكانة العظيمة دلائل كثيرة يَضِيق المقام عن ذكرها هنا[3].
وكما عُنِي الإسلام بالأخلاق عُمومًا، فقد عُنِي أيضًا بأخلاق العمل خصوصًا كما سيتبيَّن - إن شاء الله - من خِلال النصوص الشرعيَّة التي ستَرِدُ معنا لاحِقًا.
وهذا البحث المُوجَز إنما هو إضاءات سريعة تُسلِّط الضوء على أبرز ما شرعه الإسلام من أخلاقٍ في جوانب العمل المتعدِّدة.
وقد اشتَمَل البحث على:
مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة.

التمهيد
أولاً: تحديد مصطلحات البحث:
1- الأخلاق:
"الأخلاق" في اللغة العربيَّة: جمع "خُلُق"، وهو بضم الخاء واللام: السجيَّة والطبع، والمروءة والدِّين[4].
وأمَّا "الخُلُق" في اصطِلاح العلماء، فقد عرَّفه الغزالي بأنَّه: "هيئة في النفس راسِخة، عنها تصدُر الأفعال بسهولةٍ ويسرٍ، من غير حاجةٍ إلى فكرٍ ورَوِيَّة، فإنْ كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلاً وشرعًا سُمِّيت تلك الهيئة خلقًا حسنًا، وإنْ كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سُمِّيت الهيئة التي هي المصدر خلقًا سيئًا[5].
وعرَّفه الأصفهاني بأنَّه: "اسمٌ للهيئة الموجودة في النفس التي يصدر عنها الفعل بلا فكر"[6].
كما عرَّفه ابن القيِّم بأنَّه: "هيئة مُرَكَّبة من علومٍ صادقة وإرادات زاكية، وأعمالٍ ظاهرة وباطنة مُوافِقة للعدل والحكمة والمصلَحة، وأقوال مطابقة للحق، تصدر تلك الأقوال والأعمال عن تلك العلوم والإرادات، فتكسب النفس بها أخلاقًا هي أزكى الأخلاق وأشرفها وأفضلها"[7].
2- العمل:
"العمل" في اللغة العربية: المهنة والفعل، وجمعه أعمال، و"العامل": هو الذي يتولَّى أمور الرجل في ماله وملكه وعمله، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ﴾ [التوبة: 60]، وهم السُّعاة الذين يَأخُذون الصدقات من أربابها[8].
و"العمل" في الاصطِلاح: هو كلُّ نشاطٍ جسمي أو عقلي يقوم به الإنسان بهدف الإنتاج في مؤسَّسة؛ حكوميَّة كانت أو خاصَّة، أو في حرفة أو مهنة[9].
والعمل بهذا المفهوم الشُّمولي لفظٌ واسع الدلالة، تدخُل فيه مفاهيم ألفاظ كثيرة، هي: الوظيفة، والحرفة، والمهنة.
فالوظيفة: هي العمل الذي يقوم به الموظف في القِطاع الحكومي أو الخاص الذي ينتَمِي إليه في مجالات العمل الكتابي أو العمل الإداري ونحوه.
والحرفة: هي العمل اليدوي والبدني الذي يُمارِسه الحرفي في الورشة أو المصنع أو الخدمة في البيوت ونحوها، وليس بالضرورة أنْ يكون إتقان مَهارات هذا العمل الحرفي عن طريق الدراسة النظريَّة المكثَّفة، بل يُمكِن اكتِساب ذلك عن طريق تكرار المشاهَدة والتجرِبة.
وأمَّا المهنة: فهي عملٌ يشغَله العامل بعد أنْ يتلقَّى دراسةً نظرية كافية وتدريبًا عمليًّا طويلاً في مراكز علميَّة أو معاهد وجامعات متخصِّصة، فالمهنة تتطلَّب مجموعةً من المهارات والمعارِف النظريَّة والقواعد التي تُنظِّم العمل بها[10]، كمهنة الطب والهندسة والتعليم.
وبناءً على ما تقدَّم يمكن القول بأنَّ كلَّ وظيفةٍ عملٌ، وكلَّ حرفة عملٌ، وكل مهنة عمل.
3- أخلاق العمل:
يُراد بها هنا: مجموعة المبادئ والمُثُل والقِيَم الفاضلة التي حَثَّ الإسلام على تَمَثُّلها والالتِزام بها في أداء العمل.
ثانيًا: أهميَّة العمل ومكانَته في الإسلام:
للعمل في الإسلام مكانةٌ كبيرة ومنزلة رفيعة؛ حيث ينظر الإسلام إليه نظرةَ احتِرام وتكريم وإجلال، ولذلك مظاهر كثيرة في دين الله، أبرزها ما يلي:
أولاً: أنَّ الإسلام قرن العمل بالجهاد في قوله - سبحانه -: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20].
ثانيًا: أنَّه اعتَبَر العمل جهادًا، فقد رُوِي أنَّ بعض الصحابة رأوا شابًّا قويًّا يُسرِع إلى عمله، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فردَّ عليهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: ((لا تقولوا هذا؛ فإنَّه إنْ كان خرَج يسعى على ولده صِغارًا فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان))[11].
بل إنَّ عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه - يفضِّل العمل والكسب على الجهاد؛ حيث يقول: "لَأَنْ أموت بين شعبتي رَحلِي أَضرِب في الأرض أبتغي من فضل الله أَحَبُّ إليَّ من أنْ أُقتَل مُجاهِدًا في سبيل الله؛ لأنَّ الله - تعالى - قدَّم الذين يضرِبون في الأرض يبتغون من فضله على المجاهدين"[12]، يعني في قوله - تعالى - في الآية الآنِف ذكرُها ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20].
ثالثًا: أنَّ الإسلام جعَل الإرهاق والإجهاد من العمل من مُكفِّرات الخطايا والذنوب؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفورًا له))[13].
رابعًا:أنَّ الله - سبحانه - خفَّف على عِباده قِيام الليل من أجْل انشِغالهم بالعمل بالنهار؛ حيث يقول - تعالى -: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20].
خامسًا: أنَّه - سبحانه - جعَل العمل سنَّة أنبيائه ورسله بالرغم من انشِغالهم بالدعوة إلى الله وتبليغ رسالته إلى أممهم وأقوامهم؛ يقول - سبحانه -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾ [الفرقان: 20]، يقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية: "أي: يبتَغُون المعايش في الدنيا... وهذه الآية أصلٌ في تناوُل الأسباب وطلَب المعاش بالتجارة والصناعة وغير ذلك"[14].
وقد عَمِلَ آدَم في الزراعة، وكان إبراهيم بزازًا، ونوح نجارًا وكذا زكريا، كما كان لقمان خياطًا وكذا إدريس، وكان موسى راعيًا[15]، وأخبر - سبحانه - عن داود - عليه وعليهم جميعًا أفضلُ الصلاة وأَتَمُّ التسليم - أنَّه كان يصنع الدروع؛ فقال - تعالى - عنه: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 80]، وقال أيضًا: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سبأ: 10 - 11]، وقد أخبر نبيُّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه كان يعمَل برعي الأغنام؛ حيث يقول: ((ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم))، فقال أصحابه: وأنت؟ قال: ((نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة))[16]، كما كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخرج إلى الشام للاتِّجار بمال خديجة - رضي الله تعالى عنها.
لذلك كلِّه حثَّ الإسلام على العمل والسعي في طلَب الرزق؛ يقول - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، ويقول أيضًا: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10]، يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "رُوِي عن بعض السلف أنَّه قال: مَن باع واشترى في يوم الجمعة بعد الصلاة بارَك الله له سبعين مرَّة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10]"[17]، ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما أكل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده))[18]، ويقول أيضًا: ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلةٌ فإن استَطاع ألاَّ يقوم حتى يغرسها فليفعلْ))[19].
وقد فقه صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذلك، فاجتَهدوا في العمل لكسب الرزق؛ حيث رُوِي أنَّ أبا بكرٍ كان بزازًا، وكان عمر بن الخطاب يعمل بالأدم (الجلد)، وكان عثمان بن عفَّان يعمل بالتجارة، وقد أجر علي بن أبي طالب نفسه أكثر من مرَّة ليكسب قوت يومِه[20].
وكان عبدالرحمن بن عوف يعمَل في البز، وكذا طلحة بن عبيدالله، وكان الزبير بن العوَّام وعمرو بن العاص خرازين، وعمل خبَّاب بن الأرتِّ حدادًا، وقام سعد بن أبي وقاص بصنع النِّبال، وعمل عثمان بن طلحة خيَّاطًا، وغيرهم كثيرٌ من الصحابة، وكذا التابعين - رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين[21].
أخلاق العمل في الإسلام
توطئة:
العمل في الإسلام مرتبطٌ بالأخلاق ارتباطًا وثيقًا؛ لأنَّ القِيَم والأخلاق الإسلاميَّة هي التي توجِّه العمل الوجهة الصحيحة، كما سنرى - إن شاء الله - في الصفحات التالية.
وعندما تأمَّلتُ في مجموعة المبادئ والقِيَم الخلقيَّة التي حثَّ الإسلام على تمثُّلها في أداء العمل وجدتُ أنَّه يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات؛ الأولى منها في طبيعة العمل، والثانية في العامل نفسه، والثالثة في رب العمل.
ولذا جعلتُ كلَّ مجموعةٍ منها في مبحثٍ مستقلٍّ، وذلك على النحو التالي:
المبحث الأول: الأخلاق في طبيعة العمل:
لقد جاء الإسلام بكثيرٍ من القِيَم الخلقيَّة التي ينبغي على أطراف العمل الالتزام بها، ولعلَّ من أبرز هذه القِيَم ما يلي:
1- مشروعية العمل:
إذا كان الإسلام يحفِّز على العمل، ويدفَع الناس إليه لكي يعيشوا في كرامةٍ وعزَّة، ويترك الحريَّة لهم في اختِيار أيِّ عملٍ بدني أو ذهني يخدم المجتمع، ويدفع بالأمَّة إلى طريق التقدُّم والرُّقي في كافَّة المجالات، فقد جعَل الإسلام العمل المشروعَ من أبرز المبادئ التي ينبغي أنْ يقوم عليها طلب الرزق، فالواجب على كلِّ مسلم تحرِّي العمل المشروع المباح واجتِناب جميع الأعمال التي نهى عنها الإسلام وحذَّر منها؛ يقول - تعالى - مُوجِّهًا لذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، ويقول - تبارك وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267].
"فالمسلم مُطالَب بأنْ يأكُل من حَلال، وإذا أنفق فعليه أنْ يُنفِق من طيِّبات ما كسب، ولا يتحقَّق ذلك إلا بأنْ يكون العمل الذي اختاره وعَمِلَ فيه مشروعًا قد أباحَه الإسلام"[22].
ويعني ذلك أنَّه لا يجوز للمسلم أنْ يعمل في أيِّ عملٍ يعدُّه الشرع معصية، كما أنَّه لا يجوز له أنْ يعمل عملاً يُؤدِّي إلى مفسدة، وهو ما يُطلَق عليه في العرف الحديث "الكسب غير المشروع" أو "العمل غير اللائق".
"وخلاصة آراء الفُقَهاء في مشروعيَّة العمل والكسب الحلال: أنَّ عمل المسلم وكسبه يجب أنْ يكونَا من وجهٍ مشروع، فعلى المسلم أنْ يتحرَّى وجوه العمل والكسب قبل الإقدام عليها، فإنْ وجدَه عملاً حَلالاً طيبًا عمل فيه، وإنْ كان عملاً مشبوهًا أو غلب عليه الحرام فعليه اجتنابه"[23].
كما أنَّ الإسلام حرَّم كلَّ عملٍ من شأنه إهلاكُ العامل أو إلحاق الضرر به، وذلك وفق قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، وقد قصَد الشارع الحكيم بذلك حفْظ الضروريَّات الخمس للإنسان وأوجب حمايتها، وهي: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والنسل.
ولكي تتحقَّق حماية هذه الكليَّات الضروريَّة والمحافظة عليها، اعتَبَر الإسلام أنَّ كلَّ عملٍ يخلُّ بها أو يؤثِّر عليها أو يكون سبيلاً إلى ذلك من الأعمال المحرَّمة التي يجب على المسلم اجتنابها والبعد عنها، ومن جملة هذه الأعمال المحرَّمة العملُ في صنْع الأصنام، وإنتاج الخمر، والعمل بالقمار، والميسر، والربا، والرشوة، والسحر، وتربية الخنازير، والسرقة، وقطع الطريق، والتغرير بالناس وخداعهم، وكذا الأعمال التي تؤدِّي أو تُعِين على فعل الحرام، أمثال: جمع العنب أو بيعه لِمَن يجعله خمرًا، وبيع السلاح لِمَن يُحارِب المسلمين أو يهدِّد أمنهم، والعمل في أندية وملاهي فساد الأخلاق والاعتداء على الأعراض[24].
2- إبرام عقدٍ للعمل:
شرع الإسلام إبرامَ عقدٍ للعمل بين العامل وربِّ العمل، يتمُّ الاتِّفاق فيه على أمورٍ مهمَّة جدًّا، تَضمَن تحقيق العدل بين طرفي العقد، واجتناب التنازُع والخصام بينهما، وهي:
أ- بيان نوع العمل وحجمه.
ب- بيان المدَّة أو الزمن المشروط للعمل.
ج- تحديد أجرة العمل.
وجعَل الإسلام أساس هذا العقد ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1]، والتزامًا بصفات المؤمنين المذكورة في قوله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8].
والحكمة من الأمر بالوفاء بالعقد هنا ترجع إلى أنَّ العقد شريعة المتعاقِدين فيما لا يُخالِف الشرع، فهو الضابط الذي يَحكُم العلاقة بين الطرفين، ويجعَلُها تسير في طريقٍ مأمون العثار، وهو الذي يحدِّد حقوق وواجبات كلٍّ منهما تحديدًا واضحًا، فتبقى العلاقة بينهما في إطارها الأخلاقي الصحيح[25].
3- إسناد العمل إلى مَن تَتوافَر فيه الكفاية له:
يوجِّه الإسلام إلى عدَم إسناد العمل إلا لِمَن تتوافَر فيه الأهليَّة والكفاءة لهذا العمل؛ يقول - تعالى - على لسان يوسف - عليه السلام -: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]، فعبَّر بقوله: "إني حفيظ عليم" عن توافر الكفاءة فيه لتولِّي خزائن أرض ملك مصر، ويقول - سبحانه - على لسان ابنة الرجل الصالح شعيب حين طلبت من أبيها استِئجار نبيِّ الله موسى - عليه السلام -: ﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، فعبَّرت بقولها: "القوي الأمين" عن توافر الكفاءة فيه للعمل عند أبيها في رعي الماشية والقيام على شؤونها.
ولَمَّا طلب أبو ذرٍّ - رضِي الله عنه - من النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ يستعمِلَه في الولاية ضرَب بيده على منكبه ثم قال: ((يا أبا ذرٍّ، إنَّك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة، إلاَّ مَن أخَذَها بحقِّها وأدَّى الذي عليه فيها))[26].
فأبو ذرٍّ هنا لا تنقصه الأمانة، فهو صحابي جليل من صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإنما الذي ينقصه الكفاءة، وهو ما أشار إليه - عليه الصلاة والسلام - بقوله: ((يا أبا ذرٍّ، إنَّك ضعيف))، والمقصود أنَّ في طبع هذا الصحابي الجليل لينًا ورقة لا تناسب ما تقتَضِيه الولاية من قوَّة وشدَّة تُرهِب الظالم المعتَدِي وتردعه عن الاعتداء والظلم.
وقد جعَل - صلَّى الله عليه وسلَّم - من علامات الساعة إسناد العمل إلى مَن ليس له بأهل؛ حيث قال حينما سُئِل: متى الساعة؟: ((إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهلِه فانتظر الساعة))[27].
وقد راعى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحابته الكرام هذا الأمرَ فيما يخصُّ الولايات والمسؤوليات، فوضعوا كلَّ عامِلٍ في مكانه المناسب، ومن ذلك على سبيل المثال: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - اختار معاذ بن جبل - رضِي الله عنه - ليوليه القضاء في اليمن؛ لفقهه ورجاحة عقله، واختار مصعب بن عمير - رضِي الله عنه - ليكون داعية الإسلام في المدينة؛ لحكمته وعلمه وحسن أسلوبه، واختار عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه - عامِلاً على الصدقات؛ لحزمه وعدله، واختار خالد بن الوليد - رضِي الله عنه - قائدًا للجيش؛ لمهارته وحنكته العسكرية، واختار بلالاً - رضِي الله عنه - لبيت المال؛ لزهده وتَقواه وحسن تَدبِيره، واختار أبو بكرٍ - رضِي الله عنه - زيدَ بن ثابت - رضِي الله عنه - لمهمَّة جمعِ القرآن؛ لعلمه وقوَّة حفظه...
فيجب أنْ يكون معيارُ اختِيار العامل وتوظيفه هو أهليَّته لهذا العمل، لا قرابته من المسؤول أو صداقته، أو وجود مصلحة شخصيَّة في اختياره وتقديمه على غيره، أو نحو ذلك من المعايير الزائفة.
إنَّ الأمَّة التي تَشِيع فيها المحاباة والوساطات، وتَعبَث فيها المصالح الشخصيَّة بالمصالح العُليَا لها، فتَتجاهَل أقدارَ الأكفاء وتُهمِلهم وتقدِّم عليهم مَن دونهم - لا شكَّ أنَّ ذلك سيُولِّد لديها اضطرابًا، ويُوجِد عندها ضعفًا وعجزًا يدبُّ في أوصالها ومختلف مؤسَّساتها، ويُعِيق تقدُّمها ونموَّ اقتصادها ويضعها في آخر الرَّكب بين الأُمَم.
4- التكليف بالمستَطاع من الأعمال:
من مَزايا دينِ الإسلام أنَّه لا يُكلِّف بأمرٍ يشقُّ على الناس القيام به؛ يقول - تعالى -: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، ويقول: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7]، ويقول أيضًا: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وينبغي من هذا المنطلق ألا يُكلَّف العامِل بعملٍ يؤدِّي قيامُه به إلى هلاكه أو إلحاق الضرر به، فضلاً عمَّا يشقُّ عليه القيام به.
وقد أكَّد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ذلك فقال: ((إنَّ إخوانكم خَوَلُكم جعلَهم الله تحت أيديكم، فمَن كان أخوه تحتَ يده، فليُطعِمه ممَّا يأكل، وليُلبِسه ممَّا يلبَس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلَّفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم))[28].
يقول ابن حجر - رحمه الله - في تعليقه على الحديث: "ويلتَحِق بالرقيق مَن في معناه من أجير وغيره"[29].
5- أداء الواجبات قبل المطالبة بالحقوق:
ومن المبادئ والقِيَم الخلقيَّة التي ينبغي الالتِزام بها في طبيعة العمل الحرصُ على أداء الواجبات قبلَ المطالَبة بالحقوق، فهذا ما ينبغي أنْ يكون عليه خُلُقُ المسلم في علاقته ببني جنسه، سواء كان عاملاً أم رب عمل أم أي طرف من أطراف عقد العمل، فيبدأ أولاً بأداء ما عليه من واجبات، ثم يُطالِب بعد ذلك بحقوقه المشروعة، ذلك أنَّ الواجب الذي يؤدِّيه أيُّ طرفٍ من أطراف العقد هو في الحقيقة حقٌّ للطرف الآخر.
ولو التزم أطراف العقد بهذا المبدأ الخلقي زالت أسباب الخلاف والنِّزاع بينهم، وسادَتْ روح التعاون والإخاء في أجواء العمل، ممَّا سيكون له الأثر الإيجابي الفاعل في سرعة إنجاز العمل وكميَّته وجودته.
ولقد أكَّد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على هذا المبدأ الخلقي في تقريره حقوق الله - عزَّ وجلَّ - وحقوق عباده؛ حيث صَحَّ عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال لمعاذ بن جبل - رضِي الله عنه -: ((يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟))، قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((أنْ يُعبَد الله ولا يُشرَك به شيءٌ))، قال: ((أتدري ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك؟))، فقال: الله ورسوله أعلم، قال: ((ألاَّ يعذِّبهم))[30].
المبحث الثاني: الأخلاق في العامل نفسه:
لقد جاء الإسلام بكثيرٍ من القِيَم الخلقيَّة التي ينبغي على العامِل أنْ يلتَزِم بها ويحرص عليها في أداء عمله، بغضِّ النظر عن نوع الوظيفة أو الحرفة أو المهنة التي يُزاوِلها، بحسبان هذه القِيَم صفات أخلاقيَّة ومبادئ إسلامية واجبة على كلِّ مسلم مهما كان موقعه من العمل الذي يُمارِسه، ولعلَّ من أبرز هذه القِيَم ما يلي:
1- القوة:
"القوَّة" في اللغة العربية: نقيض الضعف[31]، وتُستَخدَم تارةً بمعنى القدرة كما في قوله - تعالى -: ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾ [البقرة: 63]، وتارةً أخرى بمعنى التهيُّؤ الموجود في الشيء، نحو أنْ يُقال: النوى بالقوَّة نخلٌ؛ أي: متهيِّئٌ ومترشِّح أنْ يكون منه ذلك.
وهذه القدرة تكون في البدن، وهي قوَّة حسيَّة؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾ [فصلت: 15]، وتكون أيضًا في القلب وهي قوَّة معنويَّة، كما في قوله - تعالى -: ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ [مريم: 12][32]، "أي: تعلَّم الكتاب بجدٍّ وحرص واجتهاد"[33].
وينبغي أن يتَّصِف العامل بصفة القوَّة الحسيَّة والمعنويَّة؛ ليكون مُؤَهَّلاً للعمل الذي يقوم به، وذلك بأنْ يتَّخذ جميع الوسائل والأساليب المشروعة التي تجعَلُه قويًّا في بدنه وجاهزيته للعمل وقويًّا في جدِّه واجتهاده، وقويًّا في معلوماته ومهاراته وفي إدراكه لاحتِياجات ومتطلَّبات العمل الذي يَرغَب في القِيام به؛ ليُحَقِّق أقصى درجات الخدمة للمنتَفِعين من هذا العمل؛ ولذا جاء وصْف موسى - عليه الصلاة والسلام - على لسان ابنة الرجل الصالح شعيب بـ"القوي الأمين".
وتختَلِف محددات "القوة" ومعاييرها من عملٍ إلى آخَر، وذلك بحسب طبيعة هذا العمل والقدرات الذاتيَّة اللازمة للقِيام به، يقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "والقوَّة في كلِّ ولاية بحسبها؛ فالقوَّة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب، وإلى القدرة على أنواع القتال، والقوَّة في الحكم بين الناس ترجع إلى العمل بالعدل الذي دَلَّ عليه الكتاب والسنَّة، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام، والأمانة ترجع إلى خشية الله، وألاَّ يشتري بآياته ثمنًا قليلاً، وترك خشية الناس[34].
2- الأمانة:
وهي من أهمِّ الأخلاق التي يجب أنْ يتَّصِف بها العامل؛ لأنها من الدِّين، ولثقلها أبَت السماوات والأرض والجبال حَمْلَها وحمَلَها الإنسان، كما قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72]، ووَرَد في القرآن الكريم ما يؤكِّد أهميَّة هذا الخُلُق الكريم في العامل في أكثر من موضع، من ذلك على سبيل المثال قولُه - تعالى -: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، وقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58].
ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُؤَكِّدًا على أهميَّة الأمانة: ((لا إيمان لِمَن لا أمانة له))[35]، ويقول كذلك: ((أدِّ الأمانة إلى مَن ائتَمنَك، ولا تخن مَن خانَك))[36].
"والأمانة في نظَر الإسلام واسعة الدلالة؛ فهي ترمز إلى معانٍ شتَّى، مناطها جميعًا شعور المرء بتبعته في كلِّ أمرٍ يُوكَل إليه، وإدراكه الجازم بأنَّه مسؤولٌ عنه أمامَ ربه على النحو الذي فصَّلَه الحديث الكريم: ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته؛ فالرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتها، والخادم في مال سيِّده راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته))[37] [38].
وللأمانة هنا معانٍ وصورٌ كثيرة، منها:
1- أنْ يحرص العامِل على وقت العمل، وأنْ يستثمره في سرعة إنجاز العمل الموكول إليه، وأداء واجبه كاملاً في عمله؛ مصنعًا كان أو مزرعة أو متجرًا أو مكتبًا أو غيره، وعدم إضاعة الوقت وتبديده في الانشِغال بأمورٍ لا علاقة لها بالعمل، سواء كان ذلك داخل مقرِّ العمل أو خارجه، ويقتضي ذلك منه أنْ يرعى حقوق الناس التي وُضِعت بين يديه؛ فليس أعظم خيانة من رجل تولَّى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعَهَا.
2- أنْ يجتنب في أداء عمله الغشَّ بكافَّة أشكاله وصُوَرِه، فهو محرَّم شرعًا؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن غشَّنا فليس مِنَّا))[39].
3- ألاَّ يستغلَّ موقعه في العمل لجرِّ منفعة شخصيَّة له ولقرابته وصداقته، أو للاستِيلاء على المال العام بطُرُق ملتويَة، أو لصرف العهدات الماليَّة ونحوها في غير ما خُصِّصت له، أو للتكسُّب المادي غير المشروع؛ كتلقِّي الهدايا والرَّشاوَى مقابل خدمات وتسهيلات للمُهدين أو الراشين.
يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن استعمَلناه على عملٍ فرزقناه رزقًا، فما أُخِذَ بعد ذلك فهو غلولٌ))، وفي روايةٍ أخرى: ((مَن استعملناه منكم على عملٍ فكتمنا مخيطًا فما فوقَه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة))[40].
ويقول - عزَّ وجلَّ - عن هذا الغلول: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 161].
ويَروِي الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي حميدٍ الساعدي - رضِي الله عنه - أنَّه قال: استعمَل النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلاً من بني أسدٍ يُقال له: ابن الأَتبِيَّة على صدقة، فلمَّا قدم قال: هذا لكم وهذا لي، فقام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على المنبر فحَمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال: ((ما بالُ العامل نبعَثُه فيأتي يقول: هذا لك وهذا لي؟ فهلاَّ جلَس في بيت أبيه وأمِّه فينظر أيُهدَى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيءٍ إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته؛ إنْ كان بعيرًا له رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة تَيْعَرُ))، ثم رفَع يديه حتى رأينا عفرتي إبطَيْه وقال: ((ألاَ هل بلغت)) ثلاثًا[41].
وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنَّه قال: "لعن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الراشي والمرتشي"[42].
4- المحافظة على أدوات العمل وأجهزته ومعدَّاته ووسائله، وعدم استِخدامها أو تسخيرها لقضاء مصالح شخصيَّة ومنافع ذاتيَّة، للعامل أو لمعارفه وأصدقائه ومَن له مصلحة معهم؛ ذلك أنَّ هذه الأدوات والأجهزة والمعدَّات أمانة عند العامل أيًّا كان عمله، وسيُحاسَب يوم القيامة إنْ فرَّط في المحافظة عليها، وقد تقدَّم معنا حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته)).
5- المحافظة على أسرار العمل وكتمانها، فذلك من الأخلاق الحميدة التي حَثَّ عليها الإسلام، وجعَل لها ثوابًا جزيلاً وفضلاً عظيمًا عند الله وفي حياة الناس.
وهذا الخُلُق الكريم من أقوى أسباب النجاح، وأدوم لصلاح الأحوال وتحقيق الطموحات، يقول الماوردي: "اعلم أنَّ كتمان الأسرار من أقوى أسباب النجاح، وأدوم لأحوال الصلاح"[43].
ويقول أبو حاتم البستي: "مَن حصَّن بالكتمان سِرَّه تَمَّ له تدبيرُه، وكان له الظَّفَر بما يُرِيد، والسلامة من العيب والضَّرَر، وإنْ أخطَأَه التمكُّن والظَّفَر"[44].
ولا يقدر على هذا الخلق النبيل إلا مَن اتَّسَمت شخصيَّته بقوَّة الصبر والوفاء والأمانة، وكان من أصحاب العزائم القويَّة، يقول علي بن أبي طالب - رضِي الله عنه -: "سِرُّك أسيرُك، فإن تكلَّمتَ به صرتَ أسيره"[45].
ويقول عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله -: "القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كلُّ امرئٍ مفتاح سرِّه"[46].
ويقول أبو حاتم البستي: "والحازم يجعل سرَّه في وعاء، ويكتمه عن كلِّ مستودع، فإن اضطرَّه الأمر وغلَبَه أوْدَعَه العاقل الناصح له؛ لأنَّ السرَّ أمانة، وإفشاءَه خيانة"[47].
وقد ورَد في القرآن الكريم الأمر بحفْظ السر ضمنًا في آية الوفاء بالعهد؛ لأنَّ السرَّ من العهد؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، ولذا نبَّه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أحد أمرائه في العراق - وهو أبو عبيد بن مسعود الثقفي - إلى هذا الخلق الكريم بقوله: "وأحرز لسانك ولا تفشينَّ سرَّك؛ فإنَّ صاحب السر ما يضبطه متحصن لا يُؤتَى من وجهٍ يكرهه، وإذا ضيَّعه كان بمضيعة"[48].
فينبغي على العامل المحافظةُ على أسرار عمله، ولأنَّ إذاعة هذه الأسرار قد تترتَّب عليها كثيرٌ من الأضرار على طبيعة العمل نفسه، وكذا على المُرتبِطِين بالعمل موظفين وعاملين ومراجعين، ولا شكَّ أنَّ بعض معاملات المراجعين تحوي أسرارًا لا يحسن اطِّلاع الناس عليها، ممَّا يتعلَّق بأمورٍ شخصية ومسائل عائليَّة خاصَّة هي ملكٌ لأصحابها.
3- إتقان العمل:
من القِيَم الخلقيَّة المهمَّة في مجال العمل والإنتاج إحسانُ العمل وإتقانُه، ذلك أنَّ الإسلام يَحُضُّ على إتقان العمل وزِيادة الإنتاج، ويعدُّ ذلك أمانة ومسؤوليَّة، فليس المطلوب في الإسلام مجرَّد القيام بالعمل، بل لا بُدَّ من الإحسان والإجادة فيه وأدائه بمهارة وإحكام؛ فذلك مدعاة لنَيْل محبَّة الله ومرضاته - سبحانه - يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله يحبُّ إذا عمِل أحدُكم عملاً أنْ يُتقِنه))[49]، ويقول أيضًا مُرَغِّبًا في هذا الخُلُق الفاضل وحاثًّا عليه: ((إنَّ الله كتَب الإحسان على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قتلتم فأحسِنُوا القِتلَة، وإذا ذبحتم فأحسِنُوا الذبح، وليُحِدَّ أحدكم شفرتَه وليُرِح ذبيحته))[50].
ومن إتقان العمل: شعورُ العامل بالمسؤولية تجاه ما يُوكَل إليه من عمل، وحسن رعايته لعمله، وتطويره، والإسراع في إنجازه، وبذْل الوسع والطاقة في اجتِناب الوقوع في الأخطاء في أداء العمل وإنتاجه، وألاَّ يفرِّق بين عمله في قطاع حكومي أو مؤسَّسة خاصَّة وعمله لخاصَّة نفسه، فهو مُطالَب بإتقان العمل وإجادته وإحسانه سواء كان له أو لغيره.
وممَّا يُعِين على إتقان العمل:
أ- أنْ يختار العمل الذي يُناسِبه ويستطيع أداءَه بكفاءة ومقدرة، فمن غير المناسب أنْ يختار عملاً لم يُؤَهَّل له ولا يستطيع أداءَه.
ب- أنْ يعرف العامل متطلَّبات العمل ومستلزماته؛ كي يَتمَكَّن من الوَفاء بها على الوجْه الأمثل.
إنَّ إتقان العمل وأداءَه بصدقٍ وإخلاص إنما يَزِيد من الإنتاج وينمي الاقتصاد، وهذا يَعُود بالنَّفع والفائدة على العامل نفسه، وعلى ربِّ العمل، وعلى المجتمع كذلك.
4- الإخلاص:
من لَوازِم الأمانة الإخلاص في العمل وعدم التهاوُن به؛ لأنَّه لا يمكن القِيام بالعمل على أكمل وجهٍ وأحسنه إلاَّ إذا تحقَّق فيه الإخلاص من العامل نفسه؛ فالإخلاص هو الباعث الذي يحفِّز العامل على إتقان العمل، ويدفعه إلى إجادَتِه، ويُعِينه على تحمُّل المتاعب فيه، وبذْل كثيرٍ من الجهد في إنجازه، وتوافر هذا الخلق الكريم في العامل من العوامل الرئيسة التي تَحُول دون وقوع الخلل والانحِراف عن الطريق الصحيح في أداء العمل، فهو بمثابة صمام الأمان ضدَّ الفساد بكلِّ صوره وأشكاله.
ومن معاني الإخلاص وصوره المتعدِّدة وجودُ الرقابة الذاتيَّة في العامل، ومبعث هذه الرقابة إحساسُ العامل واستِشعاره بأنَّ الله - تعالى - يرى سلوكه وكلَّ تصرُّفاته في أداء عمله، وأنَّه سائله عنها ومُجازِيه عليها يوم القيامة؛ يقول - تعالى -: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13 - 14]، ويقول: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7 - 8]، ويقول كذلك: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52].
إنَّ صلاح النيَّة وإخلاصَها لله - تعالى - يرتفع بمنزلة العمل الدنيوي البحت فيجعله عملاً صالحًا مُتَقبَّلاً له الأجر العظيم عند الله - عزَّ وجلَّ - يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من مسلمٍ يغرسُ غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكُل منه طيرٌ أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة))[51].
فعلى العامل في مجال عمله أنْ يجعل كلَّ ما يكتبه وما يحسبه وما يكدُّ فيه عقله ويتعب فيه يده - عملاً صالحًا يقصد به مصلحة البلاد والعباد، ورضا رب العباد؛ ليكون من عباد الله المخلصين الذين أثنى الله - تعالى - عليهم في محكم كتابه الكريم، وينبغي عليه ألاَّ يجعل إخلاصَه في عمله وجده فيه على قدر ما يَتقاضاه من مرتَّب شهري، أو حوافز ماديَّة ومعنويَّة.
5- الالتزام بأنظمة العمل:
ومن الأخلاق الإسلاميَّة الفاضلة التي يجب على العامل الحرصُ عليها والتحلِّي بها الالتزامُ بأنظمة العمل ولوائحه وقوانينه المحدَّدة، فذلك مقوم من مقومات العمل، وعاملٌ رئيسٌ من عوامل النجاح فيه؛ ولذا كلَّما تَمَّ الالتِزام بهذه الأنظمة والقوانين انعَكَس أثرُ ذلك على الإنتاج في العمل وزيادته واستمراريَّته لصالح الفرد والجماعة.
ويدخُل ضمن الالتِزام بأنظِمة العمل أمورٌ كثيرة، منها:
أ- الالتِزام بأَوقات العمل والمحافظة عليها، فذلك من أهمِّ واجبات العمل التي تنصُّ عليها الأنظِمة والقوانين؛ فيجب احترام مواعيد العمل الرسميَّة والتقيُّد بها في الحضور والانصِراف، وعدم التغيُّب عن العمل إلا لضرورة أو لظرف قاهر، وعدم الانشغال في أثناء وقت العمل بأمورٍ ومصالِحَ شخصيَّةٍ لا علاقة لها بالعمل.
إنَّ عدم الالتِزام بأوقات العمل والمحافظة عليها يُعَدُّ إخلالاً بأنظمة العمل ولوائحه، ونقضًا لمقتضيات عقد العمل الذي تَمَّ الاتِّفاق عليه بين أطراف العمل، والله - تعالى - يدعو عباده المؤمنين إلى الوفاء بعقودهم وشروطهم، حيث يقول - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].
ب- طاعة المسؤولين، فطاعة العامل التامَّة لرئيسِه المباشِر في أيِّ مجالٍ من مجالات العمل فيما يخدم العمل ويطوِّره ويَزِيد الإنتاج ويحسنه خلقٌ كريم ينبغي التحلِّي به؛ يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، إلا أنَّه يُشتَرط في هذه الطاعة أنْ تكون بالمعروف، بحيث لا يَتجاوَب العامل أو الموظَّف مع رئيسه إلا بما يُرضِي الله - سبحانه وتعالى - ولا يُسخِطه؛ لأنَّه كما قال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الله - عزَّ وجلَّ))[52].
ج- التعاون في الأداء، فالتعاون بين عموم المسلمين على البر والتقوى خلقٌ رفيع دعا إليه الإسلام ورَغَّب فيه؛ حيث يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[53].
ومن صُوَرِ التعاون الذي حَثَّ عليه الإسلام: تعاونُ العاملين فيما بينهم في أداء العمل فيما يُحَقِّق النفع والخير للعامِلين، ويُفعِّل أنظمةَ العمل وقوانينه، ويحقِّق الفائدة والتطوير لهذا العمل.
6- الالتزام بأداء الواجبات الشرعية:
ومن الأخلاق الفاضلة والصِّفات الحميدة في العامل التزامُه بأداء الواجبات الشرعيَّة، وقيامُه بالعبادات المفروضة التي أوجب الله على عباده المؤمنين القيامَ بها، وعلى رأسها أداءُ الصلوات المفروضة جماعةً، وصيام شهر رمضان؛ ويقول - تعالى -: ﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [إبراهيم: 31]، ويقول أيضًا: ﴿ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ﴾ [الحج: 78]، ويقول كذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
ويستلزم أداء هذه الواجبات الشرعيَّة اجتِناب جميع المحرَّمات والمعاصي المُوجِبة لغضب الله - سبحانه - وسخطه وعقابه.
والالتزام بهذا المبدأ الخلقي يَعُود بالكثير من الآثار الإيجابيَّة النافعة على العامل في أداء عمله، من حيث تحقيق رضا الله - سبحانه - ونيل تسديده وتوفيقه[54]، وتحقيق البركة في العمل والرزق، وتحقيق الطمأنينة والسكون، والاستِقرار النفسي والصفاء الذهني لدى العامل، وترسيخ كثيرٍ من القِيَم الخلقيَّة المطلوبة في أداء العمل؛ كالأمانة والإخلاص وإتقان العمل، وإيجاد روح المحبَّة والتآلف بين العاملين في مقرِّ العمل.
7- حسن التعامُل مع المراجعين:
ينبغي على العامل أن يُحسِن التعامُل مع المُراجِعين له لإنجاز معاملاتهم التي بين يديه، وذلك باتِّباع ما يلي:
أ- احترامهم واللُّطف معهم والرِّفق بهم، فهذه من الخِصال الحميدة التي حَثَّ عليها الإسلام ضمن طائفةٍ من الأحاديث النبويَّة الصحيحة، منها قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((الراحمون يرحمهم الله - تعالى - ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء))[55]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لا يرحَم الناس لا يرحمه الله))[56]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تَواضَع أحدٌ لله إلا رفَعَه))[57]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله يُحبُّ الرِّفق في الأمر كله))[58]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أيضًا: ((إنَّ الرِّفق لا يكون في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانَه))[59]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كذلك: ((اللهم مَن ولي من أمر أمَّتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومَن ولي من أمر أمَّتي شيئًا فرفق بهم فارفق به))[60].
إنَّ القسوة والجفاء والغلظة طبعٌ سيِّئ يُنكِره الإسلام وينهى عنه؛ لأنَّه جَفافٌ في النفس لا يرتبط بمنطق ولا عدالة، وأمَّا الرفق والرحمة فهما من دلائل الإيمان والتقوى؛ ولذا يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ﴾ [الأعراف: 156 - 157]، ويقول أيضًا مُمتَدِحًا عبادَه المؤمنين تمسُّكهم بهذا الخلق الكريم: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54]، و﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29].
كما أنَّ الرحمة صفةٌ من صفات الفعل لله - تعالى - وقد جعَل منها جزءًا يَتراحَم الخلق بها فيما بينهم[61]، يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((جعَل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسَك عنده تسعةً وتسعين جزءًا وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يَتراحَم الخلق حتى تَرفَع الفرس حافرها عن ولدها خشيةَ أن تُصِيبه))[62].
ب- البَشاشَة وطَلاقة الوجه عند لِقائِهم وطيب الكلام معهم، فهذا الخلق الكريم مصدرٌ عظيم للنجاح في العمل، وسببٌ في تكوين مجتمع راقٍ متحابٍّ مُتكافِل؛ ولذا عُنِي به المربُّون المُصلِحون، ودعا إليه القرآن الكريم في قوله - تعالى -: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء: 53]، وفي قوله أيضًا: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، وفي قوله كذلك: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجر: 88].
كما دَعَتْ إليه السنَّة النبويَّة في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا ولو أنْ تلقى أخاك بوجهٍ طلق))[63]، وفي قوله: ((اتَّقوا النار ولو بشقِّ تمرة، فمَن لم يجد فبكلمةٍ طيِّبة))[64]، وفي قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أيضًا: ((الكلمة الطيِّبة صدقة))[65].
ج- الإحسان إليهم، وذلك بتقديم المشورة والنُّصح لهم في كلِّ أمرٍ يَخُصُّ مُعامَلاتهم، واختِيار أفضل الخِيارات المُتاحَة لهم، وسرعة إنجاز أمورهم ومعاملاتهم، والمبادرة إلى تقديم كلِّ خدمة مُمكِنة لهم؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن نفَّس عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا نفَّس الله عنه كُربة من كُرَبِ يوم القيامة))[66].
د- احتِمال الأذى، والعفو والصَّفح عمَّن أخطأ منهم، فالعامل يمرُّ عليه - غالبًا - فئاتٌ شتَّى من المراجعين، منهم المتعلِّم والجاهل، ومنهم الكبير الناضج والصغير الطائش، ومنهم الكريم واللئيم، فعليه أنْ يُوَطِّن نفسه على احتِمال الأذى منهم في أدائه عملَه، والحلم عليهم، والعفو والصَّفح عمَّن قد يصدر منه شيءٌ من الطيش والسَّفَه أو السلوك الخاطئ؛ وذلك امتثالاً لأمر الله - عزَّ وجلَّ - بهذا، واحتِسابًا للأجر العظيم عنده - سبحانه - يوم القيامة.
يقول - تعالى - في الحثِّ على هذا الخلق الكريم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، ويقول: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85]، ويقول أيضًا: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 237]، ويقول كذلك: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]، ويُخبِر - سبحانه - عن محبَّته لأصحاب هذا الخلق ويَعُدهم من المُحسِنين؛ حيث يقول في معرض المدح لهم: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134].
ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مبيِّنًا الأجرَ العظيم الذي ينتظر أهل العفو والصفح يوم القيامة: ((مَن كظَم غيظًا وهو يستطيع أنْ ينفذه دَعاه الله على رؤوس الخلائق يومَ القيامة حتى يخيِّره في أيِّ الحُورِ شاء))[67]، وعن عبادة بن الصامت - رضِي الله عنه - أنَّه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا أُنبِّئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع الدرجات؟))، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: ((تحلم على مَن جهل عليك، وتعفو عمَّن ظلمك، وتُعطِي مَن حرمك، وتصل مَن قطعك))[68].
وعن عقبة بن عامرٍ - رضِي الله عنه - أنَّه قال: لقيتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخذتُ بيده وقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال، فقال: ((يا عقبة، صِلْ مَن قطعك، وأَعْطِ مَن حرمك، وأَعرِض عمَّن ظلمك))، وفي رواية: ((واعفُ عمَّن ظلمك))[69].

المحاضرة الثالثة
التحرير الاداري
المبحث الثالث: الأخلاق في رب العمل:
وكما جاء الإسلام بالكثير من القِيَم الخلقيَّة التي ينبَغِي على العامل أن يلتَزِم بها، جاء أيضًا في المقابل بقِيَم خلقيَّة أخرى ينبغي على ربِّ العمل الالتزام بها، والحرص عليها في علاقته بالعامل وكفالة حقوقه المشروعة، سواء أكان ربُّ العمل هذا فردًا، أم مؤسسة خاصَّة، أم قطاعًا حكوميًّا، أم غير ذلك، ولعلَّ من أبرز هذه القِيَم ما يلي:
1- دفع أجرة العامل:
الأجر والأجرة في اللغة: الجزاء على العمل[70].
وهي في الاصطلاح: "العِوَض الذي يدفعه المستأجِر للمؤجر في مُقابِل المنفعة التي يأخذها منه"[71].
والأجرة هي أحد أركان عقد العمل، والعِوَض الذي يستحقُّه العامل مقابل ما يبذله من جهدٍ ووقتٍ لأداء العمل.
ومن أهمِّ الحقوق التي ينتَظِرها العامل من ربِّ العمل بعد أدائه ما كلف به هو إعطاؤه حقَّه من الأجرة دون بخسٍ ولا منَّة.
وقد أمَر الإسلام بإعطاء الأجير أجرَه فوْر انتهائه من أداء عمله؛ حيث يقول - عزَّ وجلَّ - بشأن المراضع: ﴿ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾ [الطلاق: 6]، ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أعطوا الأجير أجرَه قبل أنْ يجفَّ عرقه))[72].
وتوعَّد - عزَّ وجلَّ - مَن مَنَع أجرة العامل أو أنكرها بالمخاصَمة يوم القيامة؛ حيث يقول - سبحانه - في الحديث القدسي: "ثلاثةٌ أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أُعطِي بي ثم غدَر، ورجل باع حُرًّا فأكل ثمنَه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يُعطِه أجره"[73].
ومتى ما أدَّى العامل عمَلَه فقد أصبح أجرُه دينًا لدى ربِّ العمل، وأمانة في عنقه يجب عليه الوفاء بها كاملةً دون تأخيرٍ أو مُماطَلة، فهو مُؤتَمَنٌ عليها، سواءً كانت هذه الأجرة يوميَّة أم أسبوعيَّة أم شهريَّة، أم مبلغًا مقطوعًا، تم الاتِّفاق على دفعه بعد إنجاز العمل المطلوب؛ يقول - عز وجل -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، كما أنَّ إعطاء العامل أجرته بعد استِيفاء المنفعة منه يَدخُل ضمن الوفاء بعقد العمل المتَّفَق عليه بين الطرفين، وقد تقدَّم الأمر بالوَفاء بالعقود في قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].
2- العدل والإحسان:
العدل مبدأٌ من المبادئ الأساسيَّة في الإسلام، بل هو سِمَةُ الإسلام، وميزان الاجتماع الإنساني، وعليه يقوم بناء الجماعة، وكلُّ عمل لا يقوم على العدل لا بُدَّ أنْ يضطرب ويختلَّ مهما كانت قوَّة التنظيم فيه.
إنَّ إقامة العدل بين الناس هو الغاية من إرسال الله الرسلَ وإنزاله الكتب، يقول - تعالى -: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ [الحديد: 25].
وممَّا يدلُّ على أهميَّة العدل ووجوبه أنَّ الله - سبحانه - نزَّه نفسه عن الظلم فقال: ﴿ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [ق: 29]، بل إنَّه - سبحانه - حرَّمَه على نفسه وعلى عباده، فقال في الحديث القدسي: "يا عبادي، إنِّي حرَّمت الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تَظالَمُوا"[74].
وجاء الأمر بالعدل في آياتٍ كثيرة في كتاب الله؛ منها: قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ﴾ [النحل: 90]، وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ﴾ [النساء: 135]، وقوله: ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾ [النساء: 58].
ووعَد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - المُقسِط العادل بالجزاء الحسن يوم القيامة؛ حيث قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ المُقسِطين عند الله على منابر من نورٍ عن يمين الرحمن - عزَّ وجلَّ - وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلُّوا))[75].
والعدل في الإسلام: وضعُ الشيء موضعَه، وأن يَنال كلُّ إنسان ثمار عمله ويتحمَّل تبعة فعله.
وللعدل والإحسان هنا من قِبَل رب العمل صور كثيرة؛ منها:
1- المساواة بين العمال في حسن التعامل وفي بذْل الحقوق، دون تمييزٍ بينهم في ذلك من غير مُبرِّر شرعي منطقي، فإنَّ العدل يقتَضِي المساواة بين المتماثِلَيْن، إلاَّ أنَّه ينبغي أنْ يقول للمحسن منهم: أحسنت، ويُكافِئه على هذا الإحسان، ويقول للمُسِيء: أسأت، ويُعاقِبه على هذه الإساءة إذا كانت مقصودة متعمَّدة، وألاَّ يساوي بين المُحسِن والمُسِيء في الحوافز والعلاوات والترقيات ونحوها، بل يُعطِي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه.
2- المساواة بين العمَّال في التكليف بالأعمال، من حيث حجمها وطاقة الإنتاج فيها، مع مراعاة الفروق الفردية بينهم والتفاوت في الطاقات والإمكانات والقدرات المهاريَّة.
3- تولي النظر في مظالم العمَّال، وتفقُّد أحوالهم، وإنصاف المظلوم من الظالم منهم، وتخليص إدارة العمل من مرض المحسوبيَّة والفساد الإداري، ودفعها نحو النزاهة والاستقامة.
4- التناسب بين حجم العمل المطلوب وأجرته، لقوله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ [الأعراف: 85]؛ أي: "لا تنقصوهم أموالهم"[76]، ولتحذيره - سبحانه - من سوء عاقبة بخس الناس أشياءهم، حيث يقول: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 1 - 6].
وكما يكون التطفيف في الكيل والميزان يكون من أمور أخرى غيرها تشمل بخس العامل حقَّه من الأجرة، فالمطفِّف - كما يقول الطبري - المقلِّل حقَّ صاحِب الحق عمَّا له من الوفاء والتمام، وأصل ذلك من الشيء الطفيف، وهو النَّزر القليل[77].
5- عدم تكليف العامل من الأعمال بأكثر من المتفق عليه في عقد العمل.
6- الالتزام بالموضوعية في تقييم أداء العامل.
7- منحه حقَّه من الإجازات الاعتياديَّة والاضطراريَّة.
8- منحه فترة زمنية مُناسِبة لأداء الواجبات الشرعيَّة في مقرِّ العمل.
ولالتزام ربِّ العمل بخلق العدل والإحسان آثارٌ إيجابيَّة حسنة على العمل وأطرافه؛ حيث يُقوِّي ذلك مشاعر العامل نحو المؤسَّسة التي يعمل فيها، وينمي روح انتِمائه إليها، وسيدفعه بالتالي إلى بذل أقصى جهده لرفع مستوى الأداء والإنتاج.
3- التواضع:
التواضع فضيلة خلقيَّة محمودة مطلوبة، ورَد الحثُّ عليها والنهي عن ضدِّها في كثيرٍ من النصوص الشرعيَّة؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18]، ويقول أيضًا: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37].
يقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: "يقول - تعالى -: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾ [الإسراء: 37]؛ أي: كبرًا وتِيهًا وبَطَرًا، متكبِّرًا على الحق، ومتعاظمًا في تكبُّرك على الخلق، ﴿ إنك ﴾ في فعلك ذلك ﴿ لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً ﴾، بل تكون حقيرًا عند الله ومُحتَقَرًا عند الخلق، مبغوضًا ممقوتًا، قد اكتَسَبت شرَّ الأخلاق، واكتسبت بأرذلها، من غير إدراكٍ لبعض ما تَرُوم[78].
ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تَواضَع أحدٌ لله إلا رفَعَه))[79]، ويقول عبدالله ابن مسعود - رضِي الله عنه - تبعًا لذلك: "مَن تواضَع لله تخشُّعًا رفَعَه الله يوم القيامة"[80].
ويتأكَّد الالتِزام بخلق التواضُع بصفةٍ خاصَّة في تعامُل ربِّ العمل مع مرؤوسيه من عمَّال وأُجَراء، ويدخل في ذلك: مجالستهم، والتبسُّط في الحديث معهم، ومشاركتهم همومهم الوظيفيَّة، وتفقُّد متطلَّباتهم وحاجاتهم وتفهُّمها، والسعي إلى توفير سُبُل الراحة لهم، وعدم الاحتِجاب عنهم؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن ولاَّه الله - عز وجل - شيئًا من أمر المسلمين فاحتَجَب دون حاجتهم وخلَّتهم وفقرهم، احتَجَب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره))[81].
إنَّ التعالي والغرور والكبر من قِبَل المديرين وأرباب الأعمال مرضٌ سلوكي نفسي قبل أن يكون مرضًا وظيفيًّا، يجعلهم لا يرَوْن خلل أنفسهم، ناهيك عن السعي إلى سدِّ عيبها وتقويم اعوجاجها، كما أنَّه يؤدِّي - غالبًا - إلى تفشِّي الكراهية والحقد بينهم وبين العمال، ويَحُول دون التواصل الفعال معهم.
4- احترام العامل وتقدير كرامته الإنسانية:
لقد كفَل الإسلام لكلِّ إنسان كرامته الإنسانية؛ فقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]، وأقرَّ مبدأ الأخوَّة بين المؤمنين؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وجعَل المعيار الوحيد للتفاضُل بينهم هو مستوى التقوى والتديُّن، فلا يكرم أحد منهم ولا يفضل على غيره إلا بالتقوى؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا فضلَ لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر - إلاَّ بالتقوى))[82].
والعامل مهما كان مستواه التعليمي أو المهني أو الاقتصادي أو الاجتماعي له شأن مهم وأثر بالغ في حياة المجتمع الذي يَعِيش فيه؛ فعلى كاهله يقوم النشاط اليومي، فهو عضو فعَّال في المجتمع أيًّا كان النشاط الذي يُزاوِله، أو المجال الذي يعمل فيه، كما أنَّه ورب العمل كلٌّ منهما يُتِمُّ رسالة الآخر، فهو يحتاج إلى تأمين مصدرٍ للعيش والرزق بالأجر الذي يتقاضاه، ورب العمل يحتاج إلى إنجاز العمل وإتقانه، وكلاهما يحقِّق تطلُّعات المجتمع في الإنتاج والرُّقِيِّ، وغاية الأمَّة في الرخاء والأمن بكافَّة مجالاته المتعدِّدة.
ولذا فمن أبرز الأخلاق التي ينبَغِي على رب العمل الحرصُ عليها والالتِزام بها: احتِرام العامل وتقدير كرامَته الإنسانية، ومُعامَلته بالرِّفق واللين، واجتناب كلِّ سلوك أو تصرُّف يتضمَّن مهانة أو مذلَّة له، ولرب العمل في رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأسوة والقدوة الحسنة في معاملة العمَّال؛ فعن أنس بن مالكٍ - رضِي الله عنه - أنه قال: "خدَمتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عشْر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لمَ صنعتَ؟ ولا: ألا صَنعت؟"[83].
وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدعو إلى حسن الخلق، حيث يقول: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا))[84]، ويقول: ((أثقل شيءٍ في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن))[85]، ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كذلك: ((إنَّ الله يحبُّ الرِّفق في الأمر كلِّه))[86]، ويقول أيضًا: ((إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانَه))[87].
ومن المعلوم أنَّ التزام رب العمل بهذا المبدأ الخلقي يؤدِّي - غالبًا - إلى بَثِّ الرُّوح المعنويَّة في نفوس العمَّال والأُجَراء؛ من حيث حماسهم لعملهم واهتِمامهم به، وإتقانهم له، وإظهارهم لروح المُبادَرة والابتِكار فيه، وامتثالهم للتعليمات والتوجيهات الصادرة من قيادتهم في المؤسسة التي يعملون فيها.
5- توفير الرعاية الصحيَّة للعامل ووقايته من أخطار العمل:
ومن المبادِئ التي ينبغي على أرباب العمل الحرصُ عليها في علاقتهم مع العمَّال: توفير الرعاية الصحيَّة الشاملة لهم، وتأمين العلاج اللازم والفحْص الطبي الدوري - ولا سيَّما في الأعمال المهنيَّة التي تتطلَّب ذلك - ونحو ذلك ممَّا يحقِّق لهم الرِّعاية الصحيَّة المطلوبة.
كذلك اتِّخاذ كُلِّ الاحتِياطات الوقائيَّة المناسبة لحماية العمَّال من أخطار العمل وإصاباته المختلفة، ومن ذلك على سبيل المثال:
أ- توفير أماكن واسعة لأداء العمل، وتوفير الإضاءة الجيِّدة فيها، والتهوية السليمة، ودرجة حرارة مناسبة.
ب- التثقيف الصحي والتوعية الوقائية للعامل.
ج- توفير وسائل ومُعِدَّات الإسعافات الطبيَّة الأوليَّة في مقرِّ العمل.
د- توفير الوسائل الكافِيَة لمنْع الحريق ومُعِدَّات الإطفاء المناسبة.
هـ- توفير ما يحتاج إليه العمَّال في الوِرَش والمصانع ونحوها من موادَّ ومُعِدَّات وملابس تَقِيهم من الأخطار التي تُحِيط بأجواء العمل المهني؛ كتأمين القفَّازات والأقنعة والخوذات والأحذية الواقية.
و- التخلُّص من النفايات والأبخرة والغازات السامَّة والمواد الضارَّة بالصحَّة المتولدة في المصانع من العمليَّات الصناعيَّة المتنوِّعة.
علمًا بأنَّ لكلِّ مجالٍ من مجالات العمل متطلبات سلامة خاصَّة به، ووسائل حماية تَحفَظ للعامل صحَّته، وتَقِيه من إصابات العمل وأخطاره. أنواع النصوص في اللغة العربية وخصائصها

النصوص غير الأدبية :

1-
النص المعلوماتي .
2-
النص السردي .
3-
النص التفسيري .
4-
النص الإرشادي .
5-
النص الإقناعي .
6 –
النص النقاشي .

النصوص الأدبية :

1 -
نصوص شعرية.
2 -
نصوص نثرية :
أ -قصة.
ب - مسرح.
ج- مقالة.
د - رواية.
النصوص المعلوماتية

أهم خصائصالنصوص المعلوماتية :


1-
اللغة تميل إلى التعميم والموضوعية والحيادوالوضوح .
2-
الابتعاد عن لغة المشاعر والمجاز والرمز.
3-
استخدام الفعلالمضارع أو الماضي وأحياناً استخدام الفعل المبني للمجهول .
4-
الاعتماد علىمصطلحات خاصة بالموضوع الذي يدور حوله .
5-
الاعتماد على الحقائق العلمية بشكلأساسي .
6-
استخدام الأرقام والإحصاءات .
7-
كثرة الأوصاف للأشخاص والأماكنوالأشياء .
8-
لا يتمُّ الترتيب فيها زمنياً .
9-
تنظيم النص يشمل جملاًافتتاحية عامة يتبعها وصف أكثر تفصيلاً .
10-
استخدام العناوين والعناوينالفرعية ، وتقسيم النص إلى فقرات لتنظيم عرض المعلومات .
11-
استخدام الرسوموالصور أحياناً لتوضيح النص .

النصوص التفسيرية


أهم خصائص النصوص التفسيرية :

أ- منحيث البناء :

1 -
تقدّم تفسيرا لظاهرة علمية أو اجتماعية أو أدبية ،ولذلك فهي تقدم إجابة عن أسئلة تبدأ بكيف ؟ أو لماذا ؟
2 -
تنظم النصوصالتفسيرية على شكل مقالة تتألف من مقدمة وعرض وخاتمة.
3 -
تكون المقدمة على شكلسؤال يوضح الموضوع الذي تفسره المقالة .
4 -
يضم العرض شرحا وتفسيرا أو عدةتفسيرات للظاهرة المطروحة :
الظاهرة

تفسير 1 ______تفسير 2 ________تفسير 3

5 -
تضم الخاتمة تلخيصا لمضمون النص وفكرته الرئيسة.
6 -
توظيف الرسومات والصور التوضيحية والجداول والإحصاءات في بعض الأحيان للتوضيحوتقريب الفكرة للقارئ .
7 -
تحوي حقائق علمية ، وقد تشتمل على آراء شخصية .

ب- من حيث اللغة :

1-
استخدام الجملالفعلية الطويلة التي تتكون من السبب والنتيجة .
2-
تستخدم الأفعال المضارعة وقدتستخدم المبني للمجهول.
3-
ألفاظها مستقاة من الواقع غالبا وتمتاز بالوضوحوالدقة وقد توظف التعبيرات والصور الفنية لتقريب الفكرة من القارئ.
4-
توظفأدوات ربط معينة للربط بين الجمل التفسيرية مثل ) ولهذا ، كي ، حتى ، لأنه ، ولذلك، من أجل ، وعندما ، حينئذٍ ، وقتئذ ، عندئذ ،لما ...).
5-
تستخدم بعض المصطلحاتالخاصة بالظاهرة التي تفسرها ، وخاصة إذا كانت ظاهرة علمية .

ويشكلٍ عام يتسم النص التفسيري بما يلي :
1-
جمل عامةلتقديم الموضوع .
2-
خطوات إقناعية مرتبة لشرح وتفسير ما يحدث وأسبابه.
3-
الكتابة دائما في المضارع وقد يستخدم المبني للمجهول.
4-
الاستخدام الدائمللأسلوب غير المباشر .
5-
استخدام أدوات الربط للدلالة على التعاقب.
6-
استخدام العلاقات المنطقية أو السببية.
النصوص الإرشادية

أهم خصائصالنصوص الإرشادية:

1-
تقدّم النصوص الإرشادية الإجرائية إرشاداتمرتبة ومتسلسلة لكيفية تنفيذ أو إجراء أو عمل ما.
2-
ترتب منطقيا بحيث يسهل علىالقارىء تنفيذ الإرشادات والتعليمات بدقة.
3-
غالبا ما تستعين بالصورة والرسومالتوضيحية.
4-
تستخدم لغة واضحة دقيقة مستقاة من واقع الموضوع الذي تدورحوله.
5-
توجّه إلى القراء جميعا دون تحديد،لذلك فهي تبتعد عن الألفاظ التيتعبر
عن خصوصية مشاعرية،وتميل إلى صيغة محايدة مثل الفعل المبني للمجهول.
(
يُوضع،يُلصق ،يُلوث ) أو الأمر ( ضعْ ،الصقْ ،لوّنْ ) أو المضارع المعبر عن الجماعةمثل : ( نضعُ ،نلصقُ ،نلونُ ) .
6-
استخدام أدوات الربط المناسبة.
7-
استخدامضمائر الخطاب.
8-
تخلو لغة النصوص الإرشادية من استخدام لغة المجاز والصّورالفنية والتشبيهات
النصوص الإقناعية

أهم خصائص النصوص الإقناعية:

*
هي نصوص يهدف مؤلفوهاإلى التأثير في القارئ وإقناعه بوجهة نظر معينة في موضوع ما ، وقد يأتي النصالإقناعي على شكل مقالة أو خطبة أو قصيدة أو ملصق دعائي ( إعلان ) .
والنصوصالإقناعية توظف تقنيات ووسائل عديدة للتأثير في القارئ ،وإضفاء المصداقية علىخطابها ومن ذلك :

1-
إيراد المعلومات والوثائق .
2-
الإشارة إلى آراءالخبراء والعلماء .
3-
تقديم حجج منطقية وعقلانية.
4-
إيراد الأمثال والحكموالآيات والأحاديث .
5-
الرد على الاعتراضات المحتملة عند المعارضين .
6-
توظيف اللغة الفنية والبلاغة ، من مثل :
أ - التشبيهات والصور المعبرة .
ب - الترادف والجناس والسجع والطباق .
ج - الإشارات الرمزية.
د - الأساليباللغوية المتنوعة كالنداء والاستفهام والتوكيد.
7-
استخدام أسلوب الترغيبوالترهيب مثلا: الجنة والنار والموضوعات الدينية.


النصوص الإقناعية من حيثُ البناءُ غالباً ما تستخدم :

1.
الجمل الطويلة نسبياً لأنها تتضمن تفسيراً أو ذكرا للأسبابوالنتائج .
2.
أدوات الربط الخاصة بالسبب والنتيجة من مثل (ولهذا ، من أجل ،ولأنه، وحينها ، وعندئذ ، ولأني.........)
3.
توظيف اللغة المحكية وخاصة فيالإعلانات والملصقات الدعائية ومن الأساليب التي يستخدمها الإعلان للإقناع .
vالشعار.
vاللغة الإيقاعية .
vاللهجة العامية (أحياناً ) .
vالألوان ؛مثلا : الأصفر للمرض ، والأخضر للصحة ،والأحمر للخطر.
4.
الرموز التاريخية ، مثلالباب المغلق لانعدام الأمل ، والمفتاح للأمل .
5.
التركيز على العام لا الخاصمثل السيارات لا سيارة معينة .
6.
الإكثار من الفعل المضارع .
7.
استخدام ضميرالمخاطب
8.
استخدام أفعال الأمر وأدوات النفي والنهي في الإرشادية .
النصوص النقاشية :

أ - من حيث البناء :

1.
تدور حول قضايا جدلية تحتمل عدةآراء ووجهات نظر في قضية بعينها ..
2.
تنقسم النصوص النقاشية إلى

*
مقدمة : تبين موضوع النقاش .
*
عرض : يتضمن توضيحا لوجهات النظر المتعارضة فيالقضية التي يدور حولها النقاش .ورأي كل طرف ورده على الرأي الآخر .
*
وخاتمة :تقدم موازنة بين الآراء وقد تتضمن تغليبا لرأي على الآخر .

3.
النصوصالنقاشية قريبة الشبه من حيث السمات اللغوية بالنصوص الإقناعية لأنها تتضمن وجهاتنظر تحاول كل منها التأثير على القارئ وإقناعه برأيها، ويمكننا أن نلخص سماتهااللغوية كالآتي:
1-
الجمل الطويلة المركبة ( غالبا ما تكون تفسيرية ) .
2.
استعمال كلمات تعبر عن أسلوب المقابلة .
3.
توظيف العبارات الموحية .
4-
توظيف الترادف والتقابل والمشترك اللفظي .
5-
استخدام أدوات ربط تعبر عنعلاقة سببية ( لأن،عندئذ ، ولهذا السبب، ولذلك ،في حين ) .
6-
استخدام الفعلالمضارع .
7-
استخدام الحوار .

8-
تعمد النصوص النقاشية إلى توظيف وسائلإقناع متعددة ، منها :
أ- التعبيرات الموحية : التشبيهات ، والأساليب اللغويةالمتنوعة كالتوكيد والاستفهام .
ب- الأقوال المأثورة والقصص والحكاياتالتاريخية.
ج- التجارب الشخصية.
د- الاستناد إلى نتائج الإحصاءات والدراسات .
هـ -الاستشهادات بآراء العلماء المختصين .
و- الإجابة عن اعتراضاتمحتملة.
النصوص الوصفية :

1-
هي نصوصنثرية أو شعرية تهتم بوصف الأشخاص أو المشاهد والأماكن.
2-
قد تنهج نهجاً أدبياًفنياً ، فتصف الشخص أو المكان بلغة مجازية وتوظف الخيال وقد تنهج نهجا واقعيامباشرا بعيدا عن الخيال.
3-
غالباً ما تكون النصوص الوصفية مقاطع من نصوص أشملوأعم فقد تكون جزءا من قصة أو رواية أو مسرحية ،لكننا نجد أن الوصف غرض من أغراضالشعر العربي قد تدور حوله القصيدة بأكملها.
4-
يمكن تلخيص وصف الأشخاص ضمنالمخطط التالي :
الشخصية



المظهر والهيئة ---- وصف داخلي ----- الصفات المعنوية ----- المهنة

5-
وصف المكان .

6-
ويمكن أن نقسمالمكان من حيث التأثير النفسي إلى قسمين :
آمن ---- موحش .
النصوص السردية:


وأهم هذهالنصوص القصة


*
ونلحظ وجود ما يلي في القصة :
1-
الشخصيات وخاصةالشخصية الرئيسية .
2-
دور الراوي الرئيسي في القصة وقد يكون مشاركاً بالأحداثوقد لا يكون.
3-
وسائل التشويق الظاهرة في القصة .
4-
الحوار الداخليوالخارجي في القصة .
5-
الصور الفنية ولغة المجاز.
6-
تأثيرات الثقافةوالبيئة الظاهرة في القصة .
7-
الوصف المعبر .
8-
الأساليب المستخدمة مثلالسخرية والفكاهة .
9-
العبارات الموحية .
10-
ترتيب الأحداث وتسلسلها : بداية وعقدة وذروة ونهاية وحل .
النصوص الشعرية :


وقد تكون من الشعر العمودي أومن الشعر الحر.
من سمات الشعر بشكل عام :

1-
استخدام لغة شعرية تختلف عنلغة النثر ( كلمات ذات إيقاع موسيقي).
2-
استخدام العبارات الموحية .
3-
استخدام المفارقة والدهشة .
4-
المشتركات اللغوية : الطباق والترادف والمشتركاللفظي ....
5-
عمق الدلالات في النص .
6-
معالجة فكرة محورية (الغرض ) مثل : المدح ،الذم ، الفخر ، الهجاء ، الوصف ،الغزل ،......إلخ .
7-
استخدام الصورالفنية .
8-
قد يكون نوع النص الشعري قصصياً أو إقناعياً أو وصفياً .

يختلف شعر التفعيلة عن الشعر العمودي بعدة فروق منها :

أ- اعتمادشعر التفعيلة على وحدة التفعيلة بدلا عن البحر العروضي كما في الشعر العمودي .
ب- وحدة الموضوع بشكل عام في شعر التفعيلة بينما قد تتفرع الوحدة في الشعرالعمودي .
ج- كثرة الرموز والتناص والإشارات الثقافية والتاريخية في شعرالتفعيلة بينما تقل في الشعر العمودي .
د- تنوع القوافي في شعر التفعيلة بينماتكون القافية واحدة ( غالباً ) في الشعر العمودي .
هـ - لغة شعر التفعيلة قريبةمن الواقع بينما قد تكون لغة الشعر العمودي بعيدة عن الواقع .
المحاضرة الرابعة
التحرير الاداري
انواع التحرير الاداري

المطلب الأول: الرســـائل الإداريـة
الفرع الأول : الرسائل الإدارية المرفقية
الفرع الثاني : الرسائل الإدارية ذات الطابعالشخصي
المطلب الثاني: التـقريـر
المطلب الثالث: المـحضر
المطلب الرابع: البـرقيات

المطلب الأول : الرسائل الإدارية
تعرف الرسالة الإداريةبأنها وثيقة رسمية محررة باسم الموقع إن كانت شخصية وباسم المرفق العام أو المؤسسةإن كانت إدارية ( )
وبمعنى آخر هي التي يبعث بها موظف في إدارة أو شركة أو تبعثبها إدارة إلى جهة أخرى لأمور تخص العمل يطلب فيها مرسلها أمرا أو يرد على طلب أويستفسر عن قضية ( )
كتابة المرسلات الادارية: هي من اهم وسائل الاتصال الكتابي التي يلجى اليها الجهات سواء كانت حكوميه او خاصة لاتصال بالغير وهي وسيلة يلجى فيها المتعاملون مع ذلك الجهات الاتصال
* خطابات
* تقارير
* مذكرات
* تعاميم
* قرارات
* محاضر إجتماعات

الخطابات
الخطاب الجيد كهم ان يتسم بالاختصار والوضوح والسهولة والذوق ولاباقة وتصنيف الرسالة اوالخطاب حسب الموضوع الذي يتعامل معه
اعداد الخطابات الرسمية
الخطابات وسيلة الايصال الرسالة بشكل مكتوب يحرر الموظف يوميا عددا من الخطابات المتعلقة بسير العمل
مميزات الخطاب الجيد
يتعيَّن أن يكون الخطاب الجيدواضحًا ودقيقًا وشاملاً ومختصرًا ومتَّسمًا باللطف. وأول خطوة نحو إعداد خطاب جيد،هي تحديد ما ترغب في ذكره في الرسالة، ثم وضع قائمة بالموضوعات التي تود التحدثعنها والقيام بترتيبها، ثم تحديد الكيفية المثلى لترجمة أفكارك إلى كلمات. قد يكونمن المفيد كتابة مسوَّدة لوضع الكلمات على الورق. وأخيرًا ارجع إلى المسّودة للتأكدمن سلامة تركيب الجمل الطويلة ذات التراكيب المعقدة، وقم بصياغة كل عبارة بأسلوبيسهل على القارئ فهمه.
تأكد من صحة كافة التعابير الواردة في الخطاب، ويلاحظ أنالشركات التجارية تقوم يوميًا بتحرير خطابات لمجرد تصحيح أخطاء في خطاباتهاالسابقة، وتصبح مثل هذه الخطابات الإلحاقية غير ضرورية، إذا ما تحرى المحررون الدقةفي صياغة خطاباتهم السابقة.
وعلى كاتب الخطاب أن يتأكد من أن المرسل إليه عرفموضوع الخطاب وأن الرسالة تحتوي على كل ما يرغب المرسل إليه في معرفته، إذ إن إغفالموضوع واحد من شأنه أن يؤدي إلى اللبس. وإذا كان القصد من الخطاب تحديد موعد، فيجبذكر المكان والتاريخ والوقت.
قل ما تريد قوله فقط، ففي كثير من الأحيان، تزدحمالخطابات بعبارات مطولة، وتعابير مملّة، وتفاصيل غير ضرورية تؤدي إلى إضعاف أثرالخطاب. ادخل مباشرة في موضوع الخطاب مستعملاً لغة طبيعية وواضحة وسلسة.
كما أننبرة الرسالة لا تقل أهمية عن لغتها. وبوجه عام، اجعل أسلوبك وديًا مؤدبًا، وركزعلى النقاط التي تهمّ قارئ الخطاب.
أجزاء الخطاب/
يتكون الخطاب من ستة أجزاءأساسية هي: 1ـالترويسة 2ـالعنوانالداخلي 3ـالاستهلال 4ـمتن الخطاب 5ـالخاتمة 6ـالتوقيع.

الترويسة/
تحتوي الترويسة فيالخطابات الرسمية على عنوان محرّر الخطاب والتاريخ. وتقع الترويسة في أعلى الخطاب،وتتكون عادة من ثلاثة أسطر. يبين السطر الأول الشارع الذي يقطن فيه كاتب الخطاب،أما السطر الثاني فيبين اسم المنطقة والرمز البريدي، بينما يظهر تاريخ تحرير الخطابفي السطر الثالث. ومعظم الخطابات الشخصية لا تحتوي على عنوان مُرسل الخطاب ولكنهادائمًا تحدد تاريخ تحرير الخطاب.
تقوم المؤسسات الكبيرة بطبع أوراق تحمل ترويسةثابتة، تتضمن اسم المؤسسة وعنوانها ورقم هاتفها. كذلك يشمل بعضها اسم أو وظيفة محررالخطاب أو إدارته أو قسمه.
العنوان الداخلي/
يبرزالعنوان الداخلي اسم وعنوان المرسل إليه، وفي العديد من الخطابات الرسمية، يكتبالعنوان الداخلي في ثلاثة أسطر. يكون اسم المرسل إليه في السطر الأول وعنوان الشارعفي السطر الثاني، وفي السطر الثالث يتم تحرير الرمز البريدي. ويجب أن يشتمل العنوانالداخلي في الخطابات الموجهة إلى موظف على وظيفته واسم المنشأة، كما تجب كتابةالأسماء والوظائف كاملة. إلا أن هنالك اختصارات تُستخدم عادةً وهي على وجه الخصوص: الأستاذ، سعادة، معالي، الأستاذة.
يوضع السطر الأول من العنوان الداخلي أسفلالتاريخ بسطرين على الأقل. ويُكتب العنوان الداخلي في أي خطاب رسمي، على حين أنكتابته في الخطابات الشخصية تكون اختيارية.
الاستهلال/
ويُطلَق عليه أيضًا التحية. يجب أن يبدأالاستهلال أسفل العنوان الداخلي بسطرين على الأقل. وأكثر الاستهلالات شيوعًا فيالخطابات الرسمية تجمع بين اللقب والاسم الأخير، كأن تقول حضرة الأستاذ فلان أوسعادة الدكتور فلان. وإذا كان المخاطب غير معروف أو كان الخطاب مرسلاً لشركة، فإنالخطاب يُسَتهل بعبارة سعادة الأستاذ أو الأستاذة. أما أصدقاؤك فخاطبهم بالاسمالأول أو الكنية كأن تقول : أخي محمد أو أختي العزيزة أم عبدالله، واستخدم فاصلةبعد التحية في الخطاب الرسمي أو الخطاب الشخصي.
متنالخطاب/
ويتضمن موضوع الخطاب الرئيسي. يبدأ متن الخطاب المطبوع على الآلةالكاتبة بنحو سطرين بعد الاستهلال. ويجب أن يترك فراغ مقداره سطر واحد بين فقرةوأخرى.
الخاتمة/
إذا كان الاستهلال يرحب بالقارئ،فإن الخاتمة تودِّع القارئ عند نهاية الخطاب. ويجب أن يكون كل من الاستهلالوالخاتمة متناسبين في درجة الرسمية.
الخطاب الذي يستهل بسعادة الأستاذ تكونخاتمته المخلص لكم. وفي بعض البلدان، كالولايات المتحدة الأمريكية تعد عبارات مثلالمخلص لكم أو المخلص، مناسبة كخاتمة للخطاب. أما إذا استهل الخطاب بعبارة المكرمالأستاذ أو المكرمة السيدة فإن الخاتمة تكون بكل وفاء. والواقع أن تعبير المخلص لكمأو المخلص لكم حقًا هي الأنسب في أمريكا وغيرها من الدول الناطقة بالإنجليزية. وفيالخطابات غير الرسمية، يكون من المناسب استعمال عبارة خالص الود أو أطيب التمنيات. أما إذا استهلت الرسالة بتعبير عزيزي فإن الخاتمة تكون المخلص لكم أو مع أحرالتمنيات. وتوضع الخاتمة على مسافة سطرين أسفل متن الخطاب وتنتهي بفاصلة.
التوقيع/
هو اسم محرر الخطاب ويكتب باليد تحت الخاتمة. وفيالخطابات المطبوعة على الآلة الكاتبة يجب أن يكون اسم محرر الخطاب مطبوعًا علىمسافة أربعة أو خمسة أسطر أسفل الخاتمة، على أن يتم التوقيع بخط اليد بين الخاتمةوالاسم. ويمكن أن يضيف محرر الخطاب لقبه بين قوسين. وفي بعض البلدان حلّت كلمةالآنسة محل كلمة السيدة حيث تفضل العديد من النساء هذا اللقب لأنه لا يكشف الحالةالاجتماعية للمرأة، يمكن أن تضيف المرأة في تلك البلدان اسم الزوج بين قوسين بعداسمها القانوني، كأن تكتب محمد علي وتحتها (السيدة محمد علي) بين قوسين. وتقوم بعضالشركات بكتابة اللقب المهني لمحرر الرسالة أو الإدارة في السطر التالي للاسم كمايُقرن اسم الشركة أحيانًا باسم محرر الخطاب.
الشكل:
يتوقف شكل الخطاب على الكيفية التي يتم بها ترتيبالأجزاء الستة للخطاب في الصفحة. والشكلان المستخدمان بكثرة هما الإكليشيه ونصفالإكليشيه ويُستخدم كلا الشكلين في الخطابات الرسمية والخطابات الشخصية علىالسواء.
الخطاب الكامل الإكليشيه/
الشكل الأسهلوالأسرع في الطباعة. وتبدأ طباعة كل أجزاء الخطاب الإكليشيه من الهامش الأيمن فيالعربية. ولا يترك فراغ عند فقرة جديدة ويفصل الفقرات فراغ مقداره سطرواحد.
الخطاب نصف الإكليشيه/
أقل رسمية من الكاملالإكليشيه وتوضع الترويسة في أعلى يمين الخطاب. ويُطبع كل من الخاتمة واسم محررالخطاب في وضع رأسي مع الترويسة. وتبدأ كل أجزاء الخطاب الأخرى من الهامش الأيمن فيالعربية مع ترك فراغ عند بدء فقرات جديدة. وكما هو الحال بالنسبة للخطاب الإكليشيه،يفصل بين الفقرات سطر إضافي في الخطاب نصف الإكليشيه.

القرارات الإداريةالحكومية:
عند كتابتك لقرار إداري اتبع الآتي:
1.
اكتب الترويسةكما في الرسالة الحكومية الخارجية.
2.
اكتب عبارة " قرار إداري" إذا كان صادر منأي إدارة ، أو مدرسة.
3.
اكتب الحيثيات النظامية وهي اللوائح والنظم التي استندإليها القرار وتنسق هذه الحيثيات على شكل فقرات عادية.
4.
اكتب عبارة " يقرر مايلي" أو " يقرر ما يأتي " أو" قررنا بما هو آت" ... الخ وتكتب بخط واضح أو تحتها خطفي منتصف الصفحة يأتي بعدها علامة التوضيح (:).
5.
اكتب جسم القرار ويتكون منفقرات مرقمة بألفاظ دالة على أرقام حسابية (أولاً، ثانياً، ثالثاً، ... الخ).
6.
اكتب وظيفة موقع الرسالة واسمه واترك فراغاً بينهما لتوقيعه ويكون ذلك في الجهةاليسرى السفلى من الورقة.
10.
اكتب الرموز (الأحرف الأولى من الاسم) للناسخ وذلكلسهولة التعرف عليه عند تحديد بعض المسؤوليات.
7.
اكتب الجهات التي توجه لهاالصور.

التعاميم الإداريةالحكومية:
عند كتابتك تعميم يستخدم ترويسة الرسائل الرسمية للجهة .واتبع الآتي:
1.
اكتب الترويسة كما في الرسالة الخارجية.
2.
اكتب عبارة "تعميم إداري " أو تعميم لـ..." ( ثم تذكر الجهات التي ترغب إرسال التعميم لها ).
3.
اختر كتابة التعميم على شكل الرسالة الخارجية أو المذكرة الداخلية أوالتعميم من خلال استخدام الرقم والتاريخ الموجودين في ترويسة الرسائل الحكومية .
4.
اكتب جسم
التعميم وتوقيع صاحب الصلاحية كما في الرسالةالخارجية.
المذكرات
تمثل نوع من التقارير صغيرة الحجم عادة ماتتعدى صفحة اوصفحتين وهي شائعة الاستخدام في مختلف المنشاءت والمنظمات والمذكرات تتعاملون مع عدد كبير من الموضوعات مثل توصيات اوتوصيل معلومات لمن يشغلون المناصب الادارية الاعلى وقد تعرض المشكلة ويقترح كاتب المذكرة حل لها وقد يتعرض لموقف معين ويرفع كاتبة لرئيس طلبا منه لتوجيها
اعداد التقارير
التقارير تشكل عنصر مهم اساسي في عمليةالاتصال الاداري وتكون توقف كفاية التقارير ونجاحها في تحقيق الهدفمنها في المام كاتب التقرير بالمبادى الاساسية لاتصال التي تعينة على نقل المعنى الى ذهن القارى بوضوح وايجاز وفي الواقع الامر تسجيل نشاط اوظروف قائمة لحل المشكلات
مزايا التقرير
1-هي وسيلة فعالة لتوصيل البيانات
2-المصادر الدائمة لمعلومات
3-اقتصادية للغاية يمكن تداولها بتكلفة معتادة لانها عبارة عن صفحة اوصفحتين فيها تلخيص لموضوع المراد اوحل المشكلة
4-العون في فهم المسائل المطروحة للبحث
انواع التقارير
يمكن تصنيفها حسب الشكل اوالهدف وفيما يلي بعض من هذه الانواع
المذكرات
تستخدم المذكرات بكثرة كوسيلة من وسائل الاتصال وتبادل البيانات بين الوحدات والجهات وقد زادت اهميتها نسبة لتوسع طبيعة العمل
الظروف التي يفضل فيها استخدام المذكرات
1-هي نقل البيانات التي تتطلب تسجيل دائم لحفظها والرجوع اليها عند الحاجه
2- نقل البيانات التي يمكن نقلها عند وقوع اخطاء شفويا كالاحصائيات والتفاصيل
3-نقل نفس البيانات لعدد كبير من الافراد
4-تسجيل القرارات التي يتخذها الاداريون
5-تاكيد او تسجيل القرارت التي يصل اليها الاداريون فيما بينهم
يجب توفر بعض الخصائص في المذكرات
1- مناقشة موضوع واحد
2-الخلو من الشكليات مثل عنوان المرسل الية الى اخرة
3- بيان اسماء المرسل والمرسل الية بالموضوع في اصل المذكره
التخطيط وتنظيم المذكرة
1-يبداء التخطيط لكتابة مذكرة بعد معرفة المحتوى الاداري الاعلى التي سترفع الية المذكرة
2-يجمع البيانات والحقائق عن الموضوع الذي يتضمنه المذكرة
3-يضع الكاتب المذكرة للقارئين المذكرة نصب عينيه وذلك باستخدام لغة مناسبة وقدر كبير من الوضوح ليساعد القارى للمذكرة على استيعاب محتوها بسهولة
4-يستخدم الكلمات المناسبة لكتابة المذكرات بدون تطويل ممل اوتقصير مخل بالمعنى
5-عرض المعلومات الواردةبالمذكرة باسلوب يسير لتسهيل قراتها عن طريق تقسيم المذكرة الى بنود كل بند يتضمن فكرة او معلومة معينةاو يكون هناك تسلسل في الافكار والبيانات التي تعرضها المذكرة
6- استيفاء المذكرة لكل المعلومات المطلوبه للقارى وعدم حاجته للرجوع الى مصادر اخرى للحصول على المعلومات الافي الحالات الملحه
7-فصل راي الكاتب الشخصي عن المسائل التي تعرضها المذكرة من حقائق ومعلومات
8-العمل على التخلص من الاخطاء الغويةوالنحوية والهجاء
9-تضمين المذكرة في نهايتها وتوجيهها المطلوب واتخاذ الازم نحوها بدقة
10- اجراء المراجعة في الكتابة لاكتشاف الاخطاء قبل ارسال المذكرة
11- الاهتمام بالاخراج والكتابة الجيدة
التقرير
كتابة التقرير
يجب ان تتوفر في الكاتب الصورة عن الموضوع الذي يريد الكتابة فيه وذلك بحيث الابعاد والتفاصيل المطلوبة والفترة الزمنية المسموح بها لاعداد التقرير والموعد المحدد لتسليم التقرير حتى يتمكن الكاتب التقرير من تكوين الصورة الواضحة فانه من الضروري ايجاد ايجابات الوافية لتساؤلات التي يجب ان يسئلها نفسه مستخدم ادوات الاستفهام التالية
1-من \لتحديد الجهة التي سيرفع اليها التقرير
2-ماذا\لتحديد المعلومات المتوافرة من لدى تلك الجهة والمعلومات الاضافية التي تريدها
3-لماذا\ لتحديد الغرض الذي يستدعي كتابة التقرير
4-كيف\ لتحديد الشكل الذي سيقدم فية التقرير من حيث التفاصيل
5-متى\ لتمديد الفترة الزمنية المتاحة لكتابة وتقديم التقرير
6- اين\ لتحديد مكان تقديم التقرير وتحديد المعينات اذاء لزم الامر
ان هذه التساؤلات والاجابة عليها تعين الكاتب لتقرير وتبين لة الموضوع بابعادة المختلفة وتمكنة من معرفة وتحديد المعلومات المتوفرة لديه وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد المعلومات الاضافية ومصدرها ومن ثم القيام بجمعها وتوفيرها قبل الشروع في كتابت التقرير الغرض من كل هذاء اعداد تقرير متكامل مستوفي لكل الشروط وفي حالات جمع المعلومات من المصادر المختلفة كالوثائق اوالملفات اواستيفاءها من الافراد فانة ينبغي عدم الاعتماد على الذاكرة كما انة من الضروري فحص المعلومات لتاكد من صحتها قبل الاخذ بها وتصنيفها تمهيد لتفسير واستخلاص النتائج
تصميم التقرير
يقصد بذلك الصورة والشكل النهائي الذي يقدم بة التقرير وتلعب الصورة التي يقدم بها التقرير دور كبيرفي الانطباع الذي يخرج بة قارئ التطبيق فقارئ التقرير يروقوه العمل المنظم والمتقن ويستفز مشاعرة غير ذلك
وعلى الرغم من اختلاف اهداف التقارير واغراضها الى ان هنالك بعض العناصر التي تحتوي عليها معظم التقارير
صلب التقرير
عبارة عن ذلك الجزء لتقرير تعرض فيه الحقائق والجوانب التفصيلية في البحث ومايتصل بها من تحرير هذا الجزء من التقرير يتطلب اعداد وجهد كبير من قبل كاتب التقرير وبالنسبة لاهمية هذا الجزء فان المعلومات التي فيه ينبغي ان تتبع التسلسل المنطقي ليسهل عملية الرجوع الى اية فقرة فيه
خاتمة التقرير
تحتوي الخاتمة على مايلي
1- النتائج وهي الموشرات المستخلصة والدلالات المنطقية المبنية على الحقائق التي وردت في صلب التقرير
2- التوصيات\هي الاقتراحات والحلول البديلة التي يقدمها كاتب التقرير لاختيار منها لمعالجة الامر
3- الملاحق\يخصص هذا الفصل لغرض المعلومات التي لاحاجة لعرضها في صلب التقرير ولكن يمكن الافائدة منها كمرجع يدعم بعض البيانات الاحصائية والوثائق وخرائط التوضيح 0000الخ
الترقيم
لسهولة الرجوع الى جزء من التقرير وترقيم التقرير ترقيم متسلسل ويشمل الترقيم الاقسام الرئيسية والفقرات كذلك حيث يمكن استخدام الترقيم العددي والابجدي
مثال الترقيم العددي 1-2-3 او اولا-ثانيا-ثالثا
الترقيم الابجدي ابجد هوز حطي كلما ا-ب-ج-د-ه
كيفية التدقيق على التقرير
ان الغرض الاساسي من التدقيق هو جعل المسودة مطابقة ومناسبة لاحتياجات القارئ ولتاكيد القدر الكافي من المراجعة اوتدقيق
يجب مراعاة مايلي
1-هل يسود التقرير كل الواقع في التفاصيل المطلوبة
2-هل دعمت كل النتائج والحائق المطلوبة
3-هل منح التقرير التركيز المطلوب لكل موضوع من موضوعات التقرير
4-هل تم التحقق من صحة كل البيانات
5-هل عرضت المعلومات بوضوح وبتسلسل منطقي
6- هل عرفت كل المصطلحات تعريفا جامعا ومانعا ومطردا ومنعكسا
التعريف الجامع\يجمع كل افراد النوع
المانع\يمنع بقية الافراد التي لاتدخل في التعريف ان تدخل في التعريف
الاطراد\ان يجمع كل افراده
الانعكاس\يمنع غيره من الافراد ان تدخل ضمن التعريف
7-هل هناك ضرورة لاعادة النظرفي عرض البيانات
8- هل هي من صلب التقرير وصفها كبيانات مساعدة في الملاحق
هذا وتهدف هذه الاسئلة لتحقيق الصفات الاساسية لتقرير

* خصائص التقرير الجيد
أ- الوضوح
يعني ذلك القدرة في اختيار الالفاظ وفهم مستوى القارئ الذي يوجه اليه التقرير او الامر وهي تسهم في ذلك استخدام الالفاظ السهله ,والبعد عن استخدام المصطلحات ,التماسك والترابط بين الالفاظ والفقرات ,والترتيب المنطقي والزمني ,وتاكيد الافكار الهامة , وملخص في بداية التقرير,وتوضيح العلاقة بين الافكار العادية والجديدة ,وتوضيح التشابه والاختلاف بين الافكار,والحقائق الواردة في التقرير,تاكيد الافكار باستخدام الحروف الكبيرة ووضع خطوط تحت العبارات او استخدام الالوان او استخدام الخرائط والرسوم
ب- الإيجاز
وهوضرورة اساسية لنجاح التقرير يساعد القارئ على الالمام بمحتويات التقرير في اقل وقت ويعتمد الايجاز على مايلي
1-مبدئ وحدة الفكرة حتى لايتشتت ذهن القارئ من تقديم فكرته اواكثر من ذلك
2- الالفاظ والتعبيرات الموجزة
3-الايجاز في الفقرات
ج- الإقناع
هناك حاجة ماسة الى تقرير الحقيقة لاقناع القارئ للوصول الى الاقناع يجب اتباع المبادئ التالية
1-الامانة وعدم التحيز في ذكر الحقائق
2- العرض السليم لبيانات
3-الموضوعية
محاضر الاجتماع
المحضر
نص يضم مادار في اجتماع وعادة يقوم امين السر بتدوين محضر الاجتماع ويركز فيه على الامور التالية
1-تحديد موعد انعقاد الاجتماع ورقم الاجتماع وزمن الاجتماع واليوم والتاريخ والمكان والهدف من الاجتماع
2-الحضور والغياب وجدول اعمال الاجتماع
3-محضر الاجتماع يتضمن مناقشة وشرح المواضيع التي تم تحديدها في جدول الاعمل ثم اتخاذ القراربها
4-تسجيل المداخلات والقضايا التي تتطرق لها الاعضاء
5-تلخيص المناقشات وذلك على شكل نقاط وتدوين خلاصة الافكار والمقترحات والملاحظات والتوصيات
6-تسجيل وقت انتهاء الاجتماع مثل انتهاء الاجتماع عند الساعة00والتصديق على المحضر أي اخذ تواقيع الحاضرين على ماتفق عليه منقرار
7- المهارات الواجب توافرها في كاتب الاجتماع
1-مهارة الاستماع والانصات الجيد
2-مهارة التركيز
3-الالمام التام بقواعد اللغوية والاملائية
4- التمتع بمهارة الخط الجيد والواضح
5- الالمام بطبيعة الموضوعات التي تناقش في الاجتماعات
8-يرعى في كتابة محضر الاجتماع الصياغة الجيدة والاختصار
إعداد و كتابة كتابة محاضر الإجتماعات تأخذ الخطوات التالية
1) يجب إثبات المواعيد و تاريخ إنعقاد الإجتماع
2) يتم تسجيل الحضور
3) قراءة أجندة الإجتماع
4) الإحتفاظ بنسخة من محضر الإجتماع السابق
5) أن يكون المحضر موجزا
6) ضم كل التقارير و المذكرات الى محضر الإجتماع

) التركيز على المهام التي يتم التكليف بها
8) آلية اتخاذ القرارات
9) إستكمال البيانات اللازمة عقب إنتهاء الإجتماع مباشرة


التعديل الأخير تم بواسطة سمورة2012 ; 2012- 11- 24 الساعة 06:07 PM