السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يومكم جميل
أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً"، وقال: " استكثروا فيه (أي في رمضان) من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء لكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غناء لكم عنهما، فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار".
وقال: " بئس الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويصدّ عنها الفقراء".
وقال: " الصيام جنّة (وقاية) ما لم يخرقها، قيل: بم يخرقها؟ قال: بكذبٍ أو نميمة".
كل هذا يبين لنا أن أمام من يريد الاغتنام والمنافسة فرصاً كثيرة، تتراوح ما بين قيام الليل وقراءة القرآن وذكر الله وغض البصر عن النظر المحرم، وكف الجوارح عن كل فعل مستنكر، وصلة الأرحام، وبر الوالدين والإحسان إلى الجيران والأصدقاء، والمبادرة إلى أداء الزكوات والتصدق على المساكين والفقراء..
نعم.. كل هذا ميدان لمن أراد حقيقة أن يجعل من رمضان ساحة غنيمة ومنافسة، يبذل من أجلها وقته وجهده وماله، وينتظر في نهاية الشهر أن يكون ممن قال عنهم رسول الله: " ويغفر لهم (أي للصائمين) في آخر ليلة من رمضان. قبل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يوفّى أجره إذا قضى عمله".
ويبقى السؤال:
- ما هي الغنيمة والرصيد الذي حصّله من تنافسوا في رمضان على اكتساب المآثم و تضييع الوقت والانغماس في اللغو واللهو والسهو عما يفيد؟
الجواب يتلخص في قول النبي عليه السلام:
" بَعُدَ من أدرك رمضان ولم يغفر له".
وقوله: " الشقي من حرم في رمضان رحمة الله عز وجل".
أجارنا الله من أن نكون من هؤلاء الغانمين الخاسرين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنه يحسنون صنعاً، آمين