ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - المستوى السابع المهام الفصلية لمقرر النظريات الاجتماعية

حدّد/ حدّدي - من خلال ما درستم- المفاهيم البارزة التي قام عليها الإطار التصوّري
لنظريّة البنائيّة الوظيفيّة.
لنظريّة البنائيّة الوظيفيّة. نعني بذلك مجموعة المفهومات التي يتردد استخدامها في إطار البنائية الوظيفية ، وعلى الرغم من أن مفهوما البناء والوظيفة باعتبارهما مفهومين رئيسين في هذا الإطار قد دخلا على يد كومت وسبنسر ...
إلا أن البنائية الوظيفية شهدت نمو إطار تصوري يضم مفهومات مثل النسق والنظام والدور والقيم والمعايير وغيرها من المفاهيم التي ترتبط بمفهوم البناء من ناحية.
ومن ناحية أخرى شهدت ظهور مفهومات مثل الوظيفة الظاهرة والوظيفة الكامنة والبدائل الوظيفية والمعوقات الوظيفية والوظيفة الميسرة وغيرها

1- مفهوم البناء الاجتماعي والمفهومات ذات الصلة:
يذكر روبرت ريدفيلد أن من استخدموا مفهوم البناء الاجتماعي لم يستخدموه بمعنى واحد، ويبدو أنهم يستخدمون عدة أفكار أو تصورات مختلفة بشأنه مثل
أ- النسق الاجتماعي social system : ويعني النسق بأبسط معانيه العلائقية أو الارتباط أو التساند وحينما تؤثر مجموعة وحدات وظيفية بعضها في بعض فإنه يمكن القول أنها تؤلف نسقاً .
ذلك الذي يتسم بخصائص معينة ويستطيع مفهوم النسق الوفاء بكثير من متطلبات التحليل الوظيفي ، ولعل أهمها أنه يمكننا على مستوى التجريد من التعرف على النشاطات المختلفة والخصائص المتميزة للمجتمع ككل، فالمجتمع ذاته يوصف بأنه نسق اجتماعي متفاعل.
ب- النظام الاجتماعي Social institution : استخدم مالينوفسكى مصطلح النظام للإشارة إلى الجماعة الاجتماعية وهو يدافع عن ما يسميه عزل النظم عن بعضها البعض، وكل نظام يؤدى في الواقع وظيفة اجتماعية على الأقل.
أو بعبارة أخرى يشبع حاجة اجتماعية مستترة ، وإذن من الممكن تقسيم النشاط الثقافي العام للمجتمع إلى وحدات تنظيمية متميزة، بحيث يطلق على كل وحدة من هذه الوحدات مصطلح النظام.
وهذه النظم هي العناصر الثقافية المنعزلة التي تخضع للبحث والدراسة العلمية ، فدراسة النظم تشتمل على الثقافة بوصفها الجهاز الذي يواجه إشباع الحاجات والملزمات الوظيفية المتعددة.
وكان رادكليف براون يرى أن ما اصطلح على تسميته بالنظم الاجتماعية ما هي إلا صور منتظمة للعلاقات المتبادلة مثل الأسرة والدين والحكومة والقانون وهي تمثل وحدات التحليل السوسيولوجي ويستطرد براون في تعريف النظم في ضوء المعايير الاجتماعية والقيم.
ج- الدور الاجتماعي Social role: يعد مفهوم الدور مفهوما محوريا سواء لفهم النتائج أو الآثار أو لفهم مكونات البناء الاجتماعي ، فالدور هو الوظيفة بمعنى أنه السلوك الذي يؤديه الجزء من أجل بقاء الكل.
وتشكل أنماط العلاقات الاجتماعية بين الأدوار الشخصية جوهر البناء الاجتماعي وبالمثل تشكل أنماط العلاقات بين النظم الاجتماعية المفهوم الأشمل لبناء المجتمع ككل.
د- نسق القيم Value system : ويشير إلى القيم التي يتبناها المشاركون في النسق الاجتماعي كموجهات سلوكهم، وهذه القيم هي المسئولة عن التوازن والوحدة ، كما أنها تحقق التماسك وتمنح الفعل الاجتماعي شكلاً وتعطيه معنى.

2- مفهوم الوظيفة الاجتماعية والمفهومات ذات الصلة
يذهب رادكليف براون إلى أن وظيفة النظام هي الدور أو الإسهام الذي يقدمه الجزء من أجل النسق الاجتماعي ككل.
وكان ميرتون قد أضاف تعريفاً شهيراً للوظيفة حيث قال: أنها تلك النتائج أو الآثار التي يمكن ملاحظاتها والتي تؤدى إلى تحقيق التكيف والتوافق في نسق معين.
وطور ميرتون بعد ذلك مجموعة من التصورات بدأها بالتفرقة بين الوظائف الظاهرة والكامنة، ودعمها بمفهوم البدائل الوظيفية واختتم إسهامه بمفهوم المعوقات الوظيفية كأداة لفهم التغير الاجتماعي.
أ‌- الوظائف الظاهرة والوظائف الكامنة Manifest & Latent:
قدم ميرتون تفرقة واضحة وتمييزاً قاطعاً بين الوظائف الظاهرة والكامنة وهو تمييز أشار إليه ضمنا بعض الدارسين الآخرين.
فالوظائف الظاهرة تشير إلى النتائج الموضوعية التي تحدثها سمة اجتماعية أو ثقافية معينة، تلك النتائج التي تفرض على الأفراد تبعيتها أو التكيف معها، فهي إذن نتائج يتوقع الأفراد حدوثها، أما الوظائف الكامنة فتشير إلى النتائج غير المقصودة وغير المقررة.
ولتوضيح ذلك نقدم فيما يلي المثال الذي استعان به ميرتون نفسه : فالوظيفة الظاهرة للاستهلاك الاقتصادي هي الانتفاع بينما يعد تحقيق الهيبة وتأكيد المكانة العليا- على حد تعبير فيبلن- أحد الوظائف الكامنة لهذا الاستهلاك.
ب- البدائل الوظيفية Functional alternatives : وعندما حاول ميرتون مناقشة موضوع الجهاز السياسي كشف بجلاء عن أهمية مفهوم البدائل الوظيفية ، وتكمن أهمية هذا المفهوم في التحليل حينما نتخلى عن التسليم بفكرة الوظيفية .
حيث أن فكرة الوظيفية ينطوي عليها بناء اجتماعي معين، ومعنى ذلك أنه يتعين علينا ألا نسلم مثلا بأن الجهاز السياسي يمثل الوسيلة الوحيدة لمواجهة حاجات معينة مثل رجال الأعمال والطموحين من أفراد المستويات الاجتماعية الدنيا.
إذن فمفهوم البدائل الوظيفية يركز الاهتمام على مدى التنوع الممكن في الوسائل التي تستطيع أن تحقق مطلبا وظيفياً، وبذلك فهو يذيب ذاتياً ما هو موجود بالفعل وما هو محتم أيضا .
ج- المعوقات الوظيفيةDysfunctions : وفي هذا الصدد يستخدم ميرتون مفهوم المعوقات الوظيفية والذي يشير إلى النتائج التي يمكن ملاحظتها والتي تحد من تكيف النسق أو توافقه.
فالتفرقة العنصرية مثلاً قد تكون معوقا وظيفيا في مجتمع يرفع شعار الحرية والمساواة ويوضح ميرتون أهمية هذا المفهوم حيث يقول: أن مفهوم المعوقات الوظيفية بما يتضمنه من ضغط وتوتر على المستوى البنائي يمثل أداة تحليلية هامة لفهم ودراسة الديناميات والتغير.