جاءه الإلهام ليكتب عن الحزن والأمل
فأراد رسمَ صورةِ تلك الحزينة
ليمنحها الخلاصَ في خياله.. من خياله
ويكافِئَها لجمالها
يرسمها جميلةً فاتنةً كأجملِ ما تكونُ النِّساء
بيضاء أو سمراء
بشعر أسود "برونيت" أو أشقر أو كستنائي
أو حتى أحمر مصبوغ بشقاوة
ممشوقةَ القوام رشيقة
بلا عيب.. بلا أيِّ عيب
ما هذا الجبنُ
أمثلُ هذهِ تحملُ همَّ حزنها
فقط أوقفها أمام المرآة
واجلِبْ لها الميزان
وقطعةَ حلوى
واسمع تلك الضحكات
إن كنتَ ذلك الكاتبَ المقدام
أسعِدْ تلك السمينة إن استطعت
تلك التي هَمُّها لم يتسعْ لهُ قلبها
فانساب إلى جسمها دهونا
من هاجم حزنُها جمالَها
فحزِنَت لجمالها فزادته هجوما
لم يكتب أحد فيها شعرَ مواساة
فاصطبرتْ بالسمن وبالسكر.. وأكثر
خلِّص تلك التي تخلَّى عنها الجميع.. حتى في الخيال
تلك التي إنْ أغمضَت تذكرتْ همَّها
وإن فتحت عينَها رأت همَّها ملتصقا بها
التي لو فكر كاتبٌ يوما أن يذكرها فسيكون ذلك للضحك عليها
تلك التي توقِنُ أن الحزن منها مكروه
والغضبَ منها مكروه.. وثقلَ الدمِ مكروهٌ مكروه
لن يقبل أحدٌ منها إلا الضحك والوجهَ الهشَّ البَش
وكأنها بائع.. أو مهرجٌ
بعكسِ صاحبَة القدِّ الميَّاس، فكلُّ ما ذُكِرَ مَحمودٌ مِنها مَحمود
ما أصعبَ أن تَكونَ مع هذه الحزينة في خندقٍ واحد
هل تجرؤ؟