أيّها الشعر , أنت مثل البنت التي جاءت إلى العالم , والعالم كُله ينتظر صبيَّاً , أنت مثلها حين ولدت وكأنها بولادتها تقول :
[ أنا أعرف أنكم لاتنتظروني , وأعرف أن ليس فيكم حتى الآن من يحبّني , ولكن دعوني أكبر وأتفتّح ,دعوني أسرّح شعري وأغنّي أغنية , عندئذ سترون أنّ ليس في العالم كله من يجرؤ فيدّعي أنه لا يحبّني ]


بلدي - رسول حمزاتوف .

كثير من الحزن يسكن ضلوعي وإستعذت ونمت
وتجنبت الحنين بمرقدي/ وإنقطعت آخبآره .. !




أهذريبك ..

تمآدى هالحزن لين إكتشفته دآخلي ينسآب
وشعرت إن الحديث إن مرني عيآ يطآوعني !





أهذريبك ..

كسى صوتك حزن , مامرته فرحة ولا قد صآر
وشعرت إنك رحلت وبآقي آحلامك بدآخلنا ..




آهذريبك ..

كلمآ إستبآح الموت آصدقآء آبي , آخآف كثيراً , فالموت لايحترمنآ هنآك ..
إعتآد آبي مزآولة الفقد , ولم نعتده , ورغم ذلك بقي صوته حتى الآن , شآحب عند كل موت .. !

يتجدد الموت يـ آبي ..
هكذا قلت له , نظر إلي طويلاً , ومضى دون آن يتحدث .. !

يخيفنا الموت في قريتنآ , هو يأخذ كل شيء , ولايترك خلفه سوى ماتبقى من ذكريآت .

لم آتحدث إلي آمي ليلة البآرحة , إكتفينا بالنظر قليلاً , فالموت في قريتنا يشعر بنآ , ونخشى أن يفتقد آحدنا الآخر .
نخبئ كل شيء , حتى يغآدرنا منكسرين .

إختص الموت منآزلنآ بالمفآجآت , فالآخرون يحترمون الموت آكثر , ولذلك هو لايعيرهم آي إهتمآم .


الموت في قريتنآ , طآئر بلا جنآحين , يزور بلا سآبق معرفة , فينتشر الحزن .

الهآربون لاوجوه لهم حين يخبئهم الحزن .



آهذريبك ..

يـَـ صحبتي ..
يـَـ صحبتي ..

من فيكم اللي ماشعر , بالحزن بــ آخر ضحكتي .. ؟!






آهذريبك ..

لا تْلحقيني شرهة النآس وآغيب
مبطي وآنا من بّدْ ربعي حيآوي !





آهذريبك ..

شوفي لنا , حزن مامر , الشوآرع , ونآم
شوفي لنآ , وجه , مآطآع الليالي , قهر

البآرحة , يوم كنتي , في عيوني , كلام
حآولت آخبي وطآحت دمعتيك وَ ظهر





آهذريبك ..

مشى , بعض الكلام بغيبة عيونك عن آشعآري
ولامرّ الدفآتر من رحلتي , عْلم / عن , حبري !





آهذريبك ..

آتْذكّره , وَ تتساقط الذآكرة , نآٍس ..
وآقول ليته جرح , وآكتب , عشآنه

البارحة , كآن الحزن , وجه قرطاس
يوم الحبر , بضلوع , صدري , آمآنة






آهذريبك ..

هزي , جذور , آروآحنا , يـ الامآكن
يمكن يطيح من التعـب وجه الاحزآن

مـو مشكلة لـو نزعـج الحـزن , لكـن :
المشكلة لو يزعج الحزن , الانـسآن





آهذريبك ..

الموت لاينتظر آحداً في قريتنآ ..
وَ في كل مرة كنآ نتسآبق فيهآ معه , كآنت خطوآته تصل قبل الجميع ..

يغيضني الموت عندمآ يتجدد يــ آبي ..
وَ في كل ليلة يختطف فيهآ روحاً , كنت آعجز تماماً عن البكآء ..



توفي هذآ الصبآح ..
هكذآ هآتفني , وَ كنت في نفس المكآن ..



اللهم إغفر له , وَ إعفو عنه , وَ آكرم نزله , وَ وسع مدخله , وَ نقهِ من الذنوب والخطآيا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ..
اللهم آمين ..

مجآلس العزآء ..
هي آصدق من يشعر بالموت ..
وَ كلمآ كآن الفقد كبيرآ , كلمآ شعرنآ بهآ بــ الإختنآق ..

تتشآبه ملامحنآ هنآك يــ آبي ..
وَ في كل مرة يجتمعون النآس فيهآ , يتكآثر الحزن ..


كل مجآلس العزآء , بلا لون , بلا طعم , وَ برآئحة موت فقط ..

يمة ..
لو لـ آلحزن صدرٍ , تمنيت آضمه ..
و لو لـ الشقآ خطوة , آبفتح لهآ بآب

اللي ستر دمعه عـن النآس , كـمه ..
وش يستر جروحه وَ هي مالها ثيآب



يمة ..
لاتفتحين البآب ..
والله بيمر الموت , ويغيّب الآحبآب ..



يمة فتحت البآب من سكر البآب
هذي سنة وَ آنا آسآل الناس يمة

اللي ستر جرحه عن النآٍس بثيآب
وش يستره لو بلل الدمع , كمه !



يمة ..
وش تستر آشعآري ..
وهذآ الحزن عآري ..
شوفي لنا جلباب ..
خآيف يمر الموت , ويعرّي الآحبآب ..








آهذريبك ..

غادرنا ..
تاركين نيّة الرّجوع ذابلةً تحت وسائدنا الحالمة
وعلى رفوف المكتبة الأولى
تاركين الرائحة أمانةً في عنق القميص
و يد الأم على ركبتها الحارة كَجبين طفولتنا
تاركين الشجرة خلفنا و كل العصافير عليها ..
تاركين صورنا ، غير نقية تماماً ، في محافظ الأخوة
والأمل في عيون الأب تركناه واقفاً على رؤوس أصابعه
كوردةٍ في مزهرية ..
تاركين ضحكاتنا على الشاطئ فارغةً
كملابس من لم يقصد البحر ليغرق ..
والأصدقاء الذين عادوا بكامل ضحكاتهم للبيوت
تركنا عنآوينهم , بلا رسائل أو صورٍ جديدة لنا , على شواطئ جديدة
نحن المستيقظون فزعاً بجانب أقراصنا المهدئة
سارعت أيدينا لصفع قلوبنا
حالما اكتشفنا أننا لم نأخذ معنا شيئاً في حقائبنا الكثيرة ."


" الرجفة التي يُحدثها عصفورٌ , بغصن نحيل , عندما بغتةً يطير ..
الرجفة التي يحدثها عصفور , بِغصن نحيل , عندما بغتةً يحِط ..
الرّجفة عِندما الفظُ اسمك ،
الرّجفة عندما أسمعه ."


" الغصن الذي صَار مقبض سكّين
في المطبخ الآن ،
يقطع ثمار ذات الشجرة التي قُطِع منها ! "






بيسآن خيربك .

كل النهآيآت وآحدة , وإن إختلفت ..
وآنا غريب عنكم , وآنتم لاتعلمون عني شيئاً , وآنا عندمآ آغيب لن يفتقدني آحدٌ سوى قلمي ..

سأفتقدكم , وحتماً سأفتقد حزني ..

فإن كنت آكتب , فـ لآنني من حزن ..
وَ إن كنت آتنفس , فـ لأنني في دهآليز الاختنآق ..
وَ إن كنت آملك عيناً لاتجري فيهآ الدموع , فذلك لانني كنت آتخذ من البحر صديقاً ..

كل طرق الرحيل تتشآبه عند الودآع ..
وآنا رآحل ..

وكل رحيل لاتبرره الدموع , سينسى ..

وَ الكتآبة لاتبقى , وَ الحزن لايستمر ..
و أنآ كمآ تعلمون لا آجيد شيئاً غير ذلك .. !






آهذريبك ..

كل سكرآت الموت طآهرةً يــ آبي , والموت ظالم , وآنآ كلمآ إستبآح الموت قريتنآ , آعود إلى آحزآنيَ من جديد ..
يتتبعنآ الموت يــ آبي , وكلمآ شعر بوحشة الفقد بين جنبآت آروآحنآ , كلمآ آطل برآسه من بعيد ..

الحزن لايكفي , والفقد موجع , والليل كسآئر شوآرعنآ , لم يعد سآتراً لــ آحزآن الغربآْء ..



مآت جدي , وآنا الان لم آعد آملك شيئاً , حتى آخشى من فقدآنه ..


اللهم آنسه في وحشته ..
اللهم آنسه في وحشته ..
اللهم آنسه في وحشته ..

واللي فقد له روح ..
و صوّت لهآ ..
و ماتلتفت كن الحكي ماهو لهآ ..

وَ ..

مرت عليه بـ ليلة الحزن وتقول ..
لايزعجك هذآ الغيآب .. يمكن يكون آحسن لهآ ..

تدرين / من مرت علي , الكتآبة ..
وإنآ آتجآهل نبرة الحزن / لابآن ..

مآني بحآجة حرف وآقرى عذآبه
آنآ بحآجة صدر وبحآجة إنسآن !




آهذريبك ..

تعزويت الرحيل ومرت الخطوة عيون النآٍس
وَ تمنيت الشوآرع تبتسم / لاترتبك عيني !




آهذريبك ..

و لا آظن الشعر لامرت بيوته بيرد النآس
و لا آظن الحزن لامرني ليلة بيرآعيني !



آهذريبك ..

كل الابتسآمآت تغفو , عندمآ يتلبسهآ الحزن ..




آهذريبك ..

بـ وجه أمي عندمآ يقترب من الدعآء ..
بـ أبي عندما يدنو من الموت ..
بـ حزن صوت آخي عندمآ يفتقد الحيآة ..
بـ كل كراهية تحملها آختي للرآحلين ..

بـ مثل هذا أحارب القلق ..



آهذريبك ..

وَ آجي من طين ..
آزخرف لك حكآيآت الوجع ,
...... تدرين !
أنآ يــ سيدة كل الدفآتر ..
........... تعبت آكتب ولا تقرين .. !




آهذريبك

وَ لــ آن الغربآء لايلتقون كآنت الجنة ..



آهذريبك ..

كيف لايشعر آقربهم إلى قلوبنآ بذلك حينمآ نضيق ..



آهذريبك ..

تخاف تبوح .. ؟
أنآ قبلك شعرت إن الحكي هذآ : كثير جروح ..
وقدرت آسكت
وتخطتني سوآلف ضيق :
تعيش بصمت ..
وإذآ مر الحزن كآنت : على " صدري " تجي وتروح !






أهذريبك ..

يُدمي هذا " الليل " قلوبنا ثم يمضي ..



أهذريبك ..

لم يكن الموت يوماً مشكلةً بـ النسبة لي , أنا أعلم جيداً أنني سأموت ..
كل مافي الأمر أنني مازلت أبحث عن طريقةٍ جيدة لـ أقنع أمي بكل ذلك ..




آهذريبك ..

كزّيت هذا الحزن لو نفسي تْجوع ..
وشلون نفسي حزنها "صرت أكزّه ؟

هزيت جفن البارحة " طاحت دموع
رغم إني سكرّت الجفن قبل آهزّه !






آهذريبك ..

أخبريني كيف يكون الحزن جميلاً عندما تغيبين , كيف يكون البكاء لوحده شبيهاً بالمطر , وكيف تكون الحياة كلها بـ إتجاه واحد وإليك ..



آهذريبك ..

هذا الضحك ليس سوى فرحةٍ يتيمة , تخاف علينا الحزن عندما تزول / فـ تعود .. !



آهذريبك ..

أنا أصدق اللي تخون الدمع عينه و يطيح .. !