ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   مدونات الأعضاء (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=236)
-   -   من الألف إلى الياء (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=501306)

سلمان الراشد 2014- 2- 22 04:48 AM

رد: من الألف إلى الياء
 






حياتي معها ستكون بلا شك أغلى من أنفاسي كلها
# لا إله إلا الله محمد رسول الله
# صلى الله عليه وسلم









سلمان الراشد 2014- 2- 22 05:45 AM

رد: من الألف إلى الياء
 







جزيرة العرب تضم بين جنباتها رجُلاً لم تجد له مثيلاً أبدا
إنه رسول الله محمد صلَ الله عليه وسلم
فأكثروا من الصلاة عليه يرحمكم الله

#متابعيني









سلمان الراشد 2014- 2- 22 05:48 AM

رد: من الألف إلى الياء
 






قِصتي مَعك بدأت مِنَ الهامِش ثُمَ أصبَحت مُجَلداً !

#مُتَابِعيني







سلمان الراشد 2014- 2- 22 06:28 AM

رد: من الألف إلى الياء
 



أحبك جداً إلى درجة لن يتخيلها نطاق عقلك
#صباحي_أنتي

#مُتَابِعيني






سلمان الراشد 2014- 2- 23 01:59 AM

رد: من الألف إلى الياء
 






تصبحوا على خير
#مُتَابِعيني







سلمان الراشد 2014- 2- 23 03:11 PM

رد: من الألف إلى الياء
 









ّّّ{ :(210)::(202): }ّّّ
التفكير بك ِ أرهَقني كثيراً







سلمان الراشد 2014- 2- 24 09:38 AM

رد: من الألف إلى الياء
 







حُبي لكِ هو ليس ضربً مِنَ الخيال ...{~









سلمان الراشد 2014- 2- 24 09:41 AM

رد: من الألف إلى الياء
 





لا إله إلا الله ّّّ محمد رسول الله
صلَ الله عليهِ وسلم









سلمان الراشد 2014- 2- 24 09:45 AM

رد: من الألف إلى الياء
 









لا إله إلا الله ّّّّ محمد رسول الله
صلَ الله عليهِ وسلم
#أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله
#أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله






سلمان الراشد 2014- 2- 24 09:58 AM

رد: من الألف إلى الياء
 





https://www.youtube.com/watch?v=yTqT1R_Lx3k

من أفضل و أجمل و أقوى المحاضرات الوعظية إلي سمعتها بحياتي
أتذكر أول مرة سمعتها كان بتاريخ 1422 أو 1423 يعني الشريط قديم بالمرة
أتمنى يعجبكم ,, و دعواتكم لي بالهداية و التوبة ( :






سلمان الراشد 2014- 2- 25 11:11 PM

رد: من الألف إلى الياء
 






الزواج ذلك الشيء الذي أشغلني
إلى أن وصلت لطبقة المجانين,, !

# متابعيني









سلمان الراشد 2014- 2- 25 11:18 PM

رد: من الألف إلى الياء
 








شريعة الزواج شريعة مقدسة و عبادة عظيمة
لها أجر من عمل بها و من أعان على نشرها
لكن الكارثة و الطامة الكبرى أن هناك ( فئة معينة ) من الناس
يحاربوا فكرة الزواج بطرق عديدة منها على سبيل المثال
لو تقدم الرجل للفتاة من أجل أن يتزوجها سيقول لك أباها بإن المهر إلي نريده منك
قيمته تبلغ أكثر من الـ60 ألف ريال !! الحقيقة من ناحية أنك تحارب الزواج بهذه الطريقة القبيحة ,,
فهذه معصية و بمعنى آخر أنك أنت سددت الباب بوجه هذا الرجل المحترم و من الحرام و أيضاً و من العار
أنك ترد الرجل و هو لا يعيبه شيء ( هذا في حالة أنه يستحق فعلاً هذه الفتاة وهي موافقة عليه )
هذه فتنة و أي فتنة أكبر من هذه المشكلة العويصة ,, اتقوا الله فينا معشر الرجال
اتقوا الله في الشباب زوجوا الشباب ,, الفتن و الشهوات بكل أشكالها ملئت في كل مكان
و أنتم المسؤولون أمام الله جل جلاله عن فعلكم هذا ,, اتقوا الله فينا ,, اتقوا الله في فتياتنا
أليس من الحكمة أننا نزوج فتياتنا و شبابنا من أجل أن نسد عليهم طريق الشيطان و مسالكه ؟؟
أصبحوا أبناء الغرب يلعبوا بنا كيفما أرادوا ,, أين خوفنا على عرضنا ,, أين نحن من أخواننا الصالحين
اقتدوا بهم و فعلوا كما يفعلون فهذه سنة حسنة و عبادة أمرنا الله بها و هي الزواج الحلال
أسمع و أرى كثيراً من الفتيات يتزوجن و أعمارهم لم تتجاوز العشرين عاماً !!
هكذا هي الطريقة الصحيحة هكذا يجب أن نساعد أجيالنا فهم ذخرنا بعد الله عز وجل











سلمان الراشد 2014- 2- 26 02:26 PM

رد: من الألف إلى الياء
 









يسعدلي مسائكم
#متابعيني













سلمان الراشد 2014- 2- 28 01:40 AM

رد: من الألف إلى الياء
 







مدري والله وش سالفة غيابك
لك أسبوع غايبة ,, يالله عسى المانع خير / =






سلمان الراشد 2014- 3- 2 05:45 AM

رد: من الألف إلى الياء
 




السلام عليكم
أسعد الله صباحكم
لا إله إلا الله محمد رسول الله صلَ الله عليه و سلم



سلمان الراشد 2014- 3- 5 06:22 AM

رد: من الألف إلى الياء
 





لا إله إلا الله محمد رسول الله صلَ الله عليه و سلم








سلمان الراشد 2014- 3- 11 04:26 PM

رد: من الألف إلى الياء
 





http://tweet4allah.com/q/271553/21/
هذا الرابط سيكون صدقة جارية عن أمي و عن كل أهلي المتوفين رحمهم الله




سلمان الراشد 2014- 3- 21 11:14 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
[IMG]https://fbcdn-sphotos-e-****************/hphotos-ak-ash3/t1.0-9/1043947_148734218649667_2032172876_n.jpg[/IMG]



صورة تحمل موسوعة من المشاعر الانسانية ، لـ طفلة صغيرة تلميذة تعتني بأخيها الصغير
في المدرسة لأن أمهما تعمل من أجل لقمة العيش , بختصار أنها ( أمومة الطفولة )

سلمان الراشد 2014- 3- 21 11:43 PM

رد: من الألف إلى الياء
 

طفل من بورما يحمي أخته بعد أن فقد أبويهما في هجوم خسيس لبوذيين متطرفين،
أتخيل أنه يهمس في أذنها مطمئنا: إن الله لن يضيعنا، صبرا أختاه فعما قليل سيأتي جيش المسلمين لإنقاذنا ..






سلمان الراشد 2014- 5- 28 07:31 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
كيف حالكم يا قميلين :16.jpg:

سلمان الراشد 2014- 5- 28 07:50 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
أهئ الأجمل مرورك أختي تموم .. يسعدني جداً متابعتك لي

سلمان الراشد 2014- 5- 28 07:54 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
يسعدلي جوا صباحكم اللطيف :004:

سلمان الراشد 2014- 5- 28 07:58 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
أنا كالممحاة , أحاول أن أنظف غبار زلاتي بنفسي
ذلك من أجل #قصة_الموت
لا إله إلا الله محمد رسول الله

سلمان الراشد 2014- 5- 28 08:00 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
#أذكر_الله_كثيراً
أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله

سلمان الراشد 2014- 5- 28 08:05 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
أنا طبعي أنزعج من الأصوات إلي يشوفها الناس هادية و أنا أشوف أنها مزعجة !
لا تستغربوا كذا هم بعض البشر

سلمان الراشد 2014- 5- 28 08:10 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
اممم أبي أعرف متى ينقرضوا أولاد بلاك بيري و آيباد و آيفون و سامسونج !
لأنهم فعلاً مزعجين بالمرة

سلمان الراشد 2014- 6- 25 11:03 AM

رد: من الألف إلى الياء
 


أقول كلمة للبنت إلي تحط مكياج كل يوم و هي طالعة للسوق :
بالله عليك أموت و أعرف أنتي ليه تتزيني للشباب و على أي أساس تتكشخين ولمن و ليه ؟
يابنت أتقي الله بنفسك مش ناقصين تفتنين خلق الله .. لا و تزعل بعد إذا أحد غازلها
يا شيخة أنتي وجهك صبغ في صبغ تقولين كأنك طالعة من دهانات جوتن !
وقفي عن القرف إلي أنتي تعيشين فيه و توبي لربك و أستغفري لذنبك
و لا تتزينين إلا للمناسبات بس غيرها لا

سلمان الراشد 2014- 12- 14 08:03 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
هاااااااااه 3 قلب بس ليه و كيف و شلون صار و سنعود بعد قليل ههههه
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .. كيف حالكم أحبابي طيبين إن شاء الله
الله يطول بعمركم و يوفقكم بدراستكم و يرزقكم من حيث لا تحتسب

سلمان الراشد 2014- 12- 14 08:07 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
كنت مرة بالبوفيه كان قدامي بحريني طلب و هيك و أنا لسى أستنى طلبي متى يخلص
عاد وقتها البحريني قبل لا يستلم طلبه قال للعامل اليمني أنت ألحين حطيت طماطم بالساندويج !
ههههههه أستاذ طمطوم قام يصفق راسه بالجدار لما سمعه يقول أسمه هههههه



سلمان الراشد 2015- 5- 14 04:01 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
الحياة المملة تعريفها = سقم مزمن

سلمان الراشد 2015- 5- 14 04:03 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
عدم وضوح الكلام مع الآخرين ربما يسبب مشاكل معقدة لا نهاية لها

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:19 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:21 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:23 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:24 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:24 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:29 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:30 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:47 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:48 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 08:51 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:02 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:03 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:05 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:07 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:08 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:10 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:17 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ أستغفر الله , أستغفر الله }

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:25 AM

رد: من الألف إلى الياء
 



صمت الأقلام .. يخط ما بقي من الحياة المجهولة

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:08 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه))؛ متفق عليه.

يعني أن الإنسان لا ينبغي له أن يعلق نفسه بالمال فيتطلع إليه أو يسأل؛ لأن ذلك يؤدي إلى ألا يكون له هم إلا الدنيا، والإنسان إنما خلق في الدنيا من أجل الآخرة، قال - تعالى
-: ﴿*وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*﴾ [الذاريات: 56]، وقال - تعالى -: ﴿*بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا***وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى*﴾ [الأعلى: 16، 17]، فﻼ ينبغي لﻺ‌نسان أن يعلق نفسه بالمال ولا يهتم به، إن جاءه من غير تعب ولا سؤال ولا استشراف نفس فيقبله، وإلا فﻼ
فكان ابن عمر - رضي الله عنهما - لا يسأل أحداً شيئًا، وإذا جاءه شيء من غير سؤال قبله، وهذا غاية ما يكون من الأدب، إلا تذل نفسك بالسؤال،
ولا تستشرف للمال وتعلق قلبك به.

وإذا أعطاك أحد شيئًا فاقبله؛ لأن رد العطية والهدية قد يحمل من أعطاك على كراهيتك فيقول: هذا الرجل استكبر، هذا الرجل عنده غطرسة، وما أشبه ذلك

●●● يتبع

سلمان الراشد 2015- 11- 26 09:33 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
لﻺ‌نسان أن يأكل من عل يده، ويتعفف عن السؤال، وأن يكتسب ويتجر؛ لقول الله - تعالى -: ﴿*هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ*﴾ [الملك: 15]؛ أي: في أنحائها، ﴿وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾؛ أي: ابتغوا الرزق من فضل الله - عز وجل.*﴿*فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*﴾ [الجمعة: 10]،*فقال: انتشروا في الأرض، وابتغوا من فضل الله، ولكن لا ينسينك ابتغاؤك من فضل الله ذكر ربك؛ ولهذا قال:*﴿*وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*﴾، ثم ذكر - رحمه الله - ما ثبت في صحيح البخاري أن داود - عليه السﻼم - كان يأكل من كسب يديه، وكان داود يصنع الدروع؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿*وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ*﴾ [الأنبياء: 80]، فكان حدادًا، أما زكريا فكان نجارًا يعمل وينشر ويأخذ الأجرة على ذلك، وهذا يدل على أن العمل والمهنة ليست نقصًا؛ لأن الأنبياء - عليهم الصﻼة والسﻼم - كانوا يمارسونها، ولا شك أن هذا خير من سؤال الناس، حتى إن الرسول - عليه الصﻼة والسﻼم - قال: ((لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره))؛ يعني: ويأخذ ما كسب منها:*خير له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه))، ولا شك أن هذا هو الخلق النبيل؛ ألا يخضع الإنسان لأحد


و الله الموفق . ( منقول )

سلمان الراشد 2015- 11- 26 10:00 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
إن الحديث السابق عن العمل و السعي إليه إنما هي رسالة أوجهها لهؤلاء القوم المتسولين الذين انخرطوا في هذه الممارسات المحرمة
شرعا قبل أن تمنع قانونا ، هؤلاء لم يخشوا من الله و لا من غضبه عليهم بل استحبوا جميعهم أن يقفوا أمام المساجد و الإشارات المزدحمة و بممرات الطرق لكي
يستغلوا عطف هذا و ذاك من أجل سرقة أموال الناس بالباطل !! و بكل وقاحة يبتكرون حيل جديدة لخداع الناس ، و من المخجل أن يعطي المتصدق هذا المتحذلق
بعض المال - بحسن نية - ، يجب علينا أن نتصدى لهؤلاء اللصوص المرتزقة الذين سرقوا ورب محمد عليه السلام مئات الآلاف من جيوب الناس ، فلو أن أحدهم
بحث عن عمل و اشغل نفسه به لكان خيرا له من ذلك المال الحرام الذي أخذه بغير وجه حق ، احذروا أيها الناس من هؤلاء فوالله إنهم لكاذبون دجالون ، لا تمدوا يد العون
لهم و تعينوهم على التسول و السرقة ، ومن أراد الصدقة فعليه بالمكاتب و الجمعيات الخيرية الموثقة ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد

سلمان الراشد 2015- 11- 27 03:17 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
اتفق العرب على الا يتفقوا :biggrin:

سلمان الراشد 2015- 12- 3 04:40 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
يقول أحدهم : من السهل أن تقتل القاتل لكن من الصعب أن تقتل فكرته :icon19:

سلمان الراشد 2015- 12- 3 04:51 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
هنالك أسئلة نحتاج فعلاً أن نضع تحتها 100 خط أحمر بالعريض ,,,
ألم تسألوا أنفسكم لماذا يتكلم الإعلام العربي في كل تغطياته عن من قتل في أوروربا و أمريكا ويصفهم
بـ "الأبرياء" بينما في نفس اللحظة لم يتكلم عن من قتل من المسلمين المشردين وكأنهم مغيبين وليسوا ببشر بل هم في نظرهم يعتبروا مجرد بهائم لا قيمة لهم ؟!!!

سلمان الراشد 2015- 12- 5 11:39 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
بكل بساطة عندما تركنا ديننا وقيمنا الإسلامية وتشبهنا بالمشركين و الكفار و التجئنا إليهم سلط الله علينا ذلا لن ينزعه حتى نعود إليه ، و إن الناظر في حال أمتنا الضعيفة من قتل و تشريد وتفرق وزهق للأرواح لم تأتي من فراغ بل أتت عندما تكالبت
علينا الأمم من كل جانب و من كل حدب وصوب ، إن هروبنا إلى الغرب الكافر و تحاكمنا إليه لم يأتي بنتائج حميدة بل سببت لنا
الدمار و الهلاك ، وما يحصل الآن بالشام و هجوم كل دولة عليها ما هي إلا والله حقل تجارب محض ، علينا أن نرجع للديننا و أن
نتمسك بثوابتنا الربانية ، و أن نعمل بما أنزله الله بالقرآن الكريم و أن لا ندير أظهرنا عليه ، و أن ننتهج بهدي سيد المرسلين صلى الله عليه و على آله وسلم و بسنة الخلفاء الراشدين و نعض عليها بالنواذج ، لا أن ننتظر أن يرضى عنا الغرب الملحد ،
فهم قد أثبتوا لنا أنهم لم يرقبوا في مؤمن إلا و لا ذما ، فالله الله بالتمسك بالدين و اعلموا أننا في آخر الزمان نسأل الله الثبات على هذا الدين ، اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ، اللهم مجري السحاب و مسبب الأسباب و هازم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزل الأرض من تحت أقدامهم و صلى الله على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

سلمان الراشد 2015- 12- 9 09:28 AM

رد: من الألف إلى الياء
 


الغربة وصفات الغرباء

في صحيح الجامع عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال -: يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر.

وفي صحيح الجامع أيضا عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال -: إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء.

وفي السلسلة الصحيحة عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباَ كما بدأ، فطوبى للغرباء »، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «الذين يَصلُحون إذا فسد الناس» وفي رواية أخرى في الصحيحة، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : «ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير، ومن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ».

ما أحرانا ونحن في زمان اشتدت فيه غربة الدين أن نتجول في رياض هذه الأحاديث النبوية الشريفة ونتلمس منها النور الهادي وسط دياجير الظلام، ونقف على جملة من الدروس والفوائد التي احتوتها هذه الأحاديث، والتي منها :


1- تحقق نبوءة النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ قد تحقق ما أخبر عنه تحققا بينا لا خفاء فيه فقد بدأ الدين غريبا ثم ظهر وعلا ثم ها نحن نشد غربته الثانية بأجلى صورها.

2- تشير الأحاديث إلى سنة إلهية ثابتة، وهي أن: أتباع الحق على مر الزمان هم القلة القليلة وأتباع الباطل هم الكثرة الكاثرة، قال - تعالى -: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) فالواجب على المسلم أن لا يغتر بالكثرة وأن لا يستوحش من القلة بل يتمسك بالحق حيث كان وعلى أي وصف كان أهله.

3- في الأحاديث تأصيل لمبدأ أن عظم الأجر مع عظم البلاء الذي أكدته نصوص كثيرة، وفيها بشارة عظيمة لمن يثبته الله على الدين، وهو مقتضى عدل الله وفضله. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريبًا أي الإسلام أن المتمسك به يكون في شر، بل هو أسعد الناس؛ كما قال في تمام الحديث: ((فطوبى للغرباء)). وطوبى من الطيب؛ قال - تعالى -: (طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنَ مَآبٍ) [الرعد: 29] فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبًا وهم أسعد الناس.
أما في الآخرة، فهم أعلى الناس درجة بعد الأنبياء - عليهم السلام -.
وأما في الدنيا، فقد قال - تعالى -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)[الأنفال: 64]. أي أن الله حسبك وحسب متبعك. وقال - تعالى -: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)[الأعراف: 196]، وقال - تعالى -: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر: 36]، وقال: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق: 2، 3]، فالمسلم المتبع للرسول، الله - تعالى - حسبه وكافيه وهو وليه حيث كان ومتى كان".

4- الحكمة الإلهية من ابتلاء المؤمنين بالغربة ظاهرة بينة وذلك ليميز الله الخبيث من الطيب وليعرف الصادق من الكاذب ويتبين المؤمن من المنافق، ويتساقط الأدعياء وأهل الباطل ويثبت أهل الحق، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل)، ولولا الفتن والابتلاءات لما انكشف هؤلاء.

5-
جاء وصف الغربة في الأحاديث عاما ليشمل كافة أنواع الغربة، غربة في الالتزام بأحكام الإسلام، وغربة في العقيدة، وغربة في الأخلاق والسلوك، وغربة في المفاهيم والتصورات، وغربة في التقاليد والعادات.
قال ابن القيم: "فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون، ولقلّتهم في الناس جداً سُمُّوا غرباء، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات. فأهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة -الذين يميزونها من الأهواء والبدع- منهم غرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة. ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً، فلا غربة عليهم، وإنما غربتهم بين الأكثرين".
وأقسى أنواع الغربة غربة الإسلام عند كثير من المتصدرين للدعوة والتعليم الشرعي حيث جعلوا من علمهم الشرعي شبكة لاصطياد المال والجاه و ليحظى المسلم بشرف الغربة لابد أن يتصف بصفات أهلها، ومن ذلك :

ما ذكره الإمام العلامة ابن القيم - رحمه الله - حيث قال :

أ- "ومن صفات هؤلاء الغرباء -الذين غبطهم النبي - صلى الله عليه وسلم - التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه، وإن كان هو المعروف عندهم، وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس، وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله، لا شيخ، ولا طريقة، ولا مذهب، ولا طائفة. بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده، وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده. وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقاً وأكثر الناس، بل كلهم لائم لهم. فلغربتهم بين هذا الخلق: يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم".
ب- ومن صفاتهم: أنهم يصلحون أنفسهم عند فساد الناس، ويصلحون ما أفسد الناس من السنة والدين وينهون عن الفساد في الأرض، وهي صفة الغرباء في كل زمان ومكان، قال - تعالى -: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين).

فالله نسأل أن يجعلنا منهم، وأن يوفقنا للاتصاف بصفاتهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
( منقول للإفادة )

سلمان الراشد 2015- 12- 9 10:33 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
سمعت هذه القصة قبل ثمان أو عشر سنوات من أحد المشائخ في شريط، فظلت تلك القصة منقوشة في ذهني، وكأنها من نسج الخيال، وما كنت لأصدق وقوعها بشكلها الحالي، لولا يقيني بأن الله تعالى على كل شيء قدير... والعهدة على الراوي.. وهي قصة مشهورة يحكيها أحد الدعاة/ إبراهيم الفارس.. ثم بعد هذه الفترة وقعت في يدي نشرة أو مطوية في مسجدي بالكويت هذا اليوم فقمت بقراءتها فعادت تلك المعاني تجول في نفسي، وقلت أنقلها لكم هنا لعل أحداً من الإخوة والأخوات يعرف كيف أن الله تعالى يصطفي من الناس من يُعلِّم عباده معاني الصبر والثبات على دينه مهما كانت الصعاب والملمات...
طبعا لعل أحدكم سمع القصة أو سمع عنها، أو قرأها، لكن من باب التذكير والإعادة، وأسلوب القصص أحد أساليب التأثير والإقناع، كما هو شأن القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.....
أترككم مع القصة...


المقدمة

أما هي فكانت فتاة روسية .. من عائلة محترمة .. لكنها ( ارثوذكسية ) شديدة التعصب للنصرانية
عرض عليها احد التجار الروس أن تصحبه مع مجموعة من الفتيات الى دولة خليجية لشراء أجهزة كهربائية وبيعها في روسيا
كان هذا هو الهدف المتفق عليه بين الرجل وهؤلاء الفتيات وعندما وصلوا الى هناك كشر عن انيابه وعرض عليهن ممارسة الرذيلة
وبدأ في تقديم الاغراءات لهن .. مال وافر .. علاقات واسعة الى ان اقتنع اغلب الفتيات بفكرته الا هذه الفتاة
كانت شديدة التعصب لدينها النصراني فتمنعت فضحك منها وقال لها انت في هذا البلد ضائعة ليس معك الا ماتلبسين من الثياب
ولن اعطيك شيئا وبدأ يضيق عليها .. أسكنها في شقة مع بقية الفتيات وخبأ جوازات سفرهن عنده وانجرفت الفتيات مع التيار
وثبتت هي على العفاف ولازالت هي تلح عليه كل يوم بأعطائها جواز سفرها وأرجاعها الى بلادها فيأبى عليها ذلك فبحث يوما في الشقة حتى وجدت جوازها فأختطفته وهربت
من الشقة خرجت الى الشارع لاتملك الا لباسها هامت على وجهها لاتدري اين تذهب لاأهل ولامعارف ةلامال ولاطعام ولامسكن أخذت المسكينة
تتلفت حائرة يمنة ويسرة وفجأة رأت شابا يمشي مع ثلاث نساء أطمأنت لمضهره فأقبلت عليه وبدأت تتكلم معه بالروسية فأعتذرمنها أنه لايفهم الروسية قالت هل تتكلمون الانكليزية؟
قالوا نعم فرحت وبكت وقالت انا أمرأة من روسيا قصتي كذا وكذا ليس معي مال وليس لدي مسكن أريد العودة الى بلادي أريد منكم فقط ايوائي ليومين او ثلاثة ايام حتى أتدبر امري مع اهلي واخوتي..
أخذ الشاب ( خالد ) يفكر في امرها ربما تكون مخادعة .. او محتالة .. وهي تنظر اليه وتبكي وهو يشاور امه وأختيه .. وفي النهاية أخذوها الى البيت وبدأت تتصل بأهلها
ولكن لامجيب الخطوط متعطلة في ذلك البلد وكانت تعيد كل ساعة الأتصال عرفوا انها نصرانية تلطفوا معها رفقوا بها .. احبتهم.. عرضوا عليها الأسلام ولكنها رفضت لاتريد بل لاتقبل النقاش في موضوع الدين اصلا لأنها من أسرة (ارثوذكسية) متعصبة تكره الأسلام والمسلمين
فذهب خالد الى مركز اسلامي للدعوة واحضر كتبا عن الاسلام بااللغة الروسية فقرأتها وتأثرت بها ومرت الأيام وهم يحاولون أقناعها حتى اسلمت وحسن اسلامها وبدأت تهتم بتعاليم الاسلام وتحرص على مجالسة الصالحات .. خافت ان ترجع الى بلدها فترتد الى نصرانيتها.

زواج

تزوجها خالد وكانت أكثر تمسكا من كثير من المسلمات ذهبت يوما مع زوجها للسوق فرأت أمرأة متحجبة قد غطت وجهها كانت هذه أول مره ترى فيها أمرأة متحجبة تماما فأستغربت من هذا الشكل وقالت خالد لماذا هذه المرأة بهذا الشكل ؟ لعل هذه المرأة مصابة بعلة شوهت وجهها فغطته ..
قال لا هذه المرأة تحجبت الحجاب الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده والذي امر به رسوله
فسكتت قليلا ثم قالت نعم هذا هو الحجاب الاسلامي الذي اراده الله منا قال لها وماأدراك قالت له انا الآن اذا دخلت أي محل تجاري لاتنزل أعين أصحاب المحلات عن وجهي .. تكاد ان تلتهم وجهي قطعة قطعة ..
أذن وجهي هذا لابد ان يغطى.. لابد ان يكون لزوجي فقط ..يراه ..أذن لن نخرج من هذا السوق حتى نشتريه فمن أين نشتريه ؟
قال لها استمري على الحجاب هذا كأمي وأخواتي قالت له لا بل أريد الحجاب الذي ارتضاه الله تعالي لنا .. مرت الأيام على هذه الفتاة وهي لاتزداد الا ايمانا وتمسكا بالدين واحبها جميع من حولها وملكت قلب زوجها ومشاعره .
وفي ذات يوم نظرت الى جوازها فأذا هو قد قارب الانتهاء ولابد ان يجدد والأصعب من ذلك.. انه لابد ان يجدد من المدينة نفسها التي تنتمي لها هذه المرأة أذن لابد من السفر الى روسيا والا سوف تعتبر اقامة هذه الفتاة غير نظامية .
قرر خالد السفر معها فهي لاتريد السفر من دون محرم .. ركبوا الطائرة التابعة للخطوط الروسية وركبت هي بحجابها الكامل..
وجلست بجانب زوجها شامخة بكل عزة .. قال لها خالد أخشى أن نقع في أشكالات بسبب حجابك قالت له سبحان الله تريد مني أن أطيع هؤلاء الكفرة وأعصي الله
لا والله فليقولوا ماشاءوا.
بدأ الناس ينضرون اليها وبدأت المضيفات يوزعن الطعام ومع الطعام الخمر وبدأ الخمر يعمل في الرؤؤس
وبدأت الألفاظ النابية توجه اليها من هنا وهناك فهذا يضحك والثاني يسخر ويقفون بجانبها ويعلقون عليها ..
وخالد ينظر اليهم لايفهم شيئا مما يقولون اما هي فكانت تبتسم قليلا وتترجم له مايقولون غضب الزوج ..
فقالت له لاتحزن ولايضيق صدرك فهذا أمر بسيط في مقابل ماجابهه الصحابة وماحصل للصحابيات من بلاء وابتلاء صبرت هي زوجها حتى وصلت الطائرة الى روسيا.

في روسيا

قال خالد نزلنا الى المطار كنت أظن اننا سنذهب الى بيت اهلها ونسكن عندهم ثم بعد ذلك ننهي اجراءاتنا ونعود لكن نظرة زوجتي كانت بعيدة قالت لي اهلي ارثوذكس متعصبون لدينهم فلا اريد ان اذهب الان..
لكن نستأجر غرفة ونبقى فيها وننهي اجراءات الجواز وقبيل السفر نزور اهلي
فرأيت أن هذا هو الصواب فوافقتها ...أستأجرنا غرفة وبتنا فيها ومن الغد ذهبنا الى أدارة الجوازات
دخلنا على الموضف فطلب الجواز القديم وصور للمرأة فأخرجت له صور بالأبيض والأسود
ولايضهر منها الا دائرة الوجه فقط .. فقال الموضف هذه صور مخالفة نريد صور ملونة يظهر فيها الوجه والشعر والرقبة كاملة .. فأبت ان تعطيه غير هذه الصور وذهبنا الى موضف ثاني وثالث وكلهم يطلبون صورا سافرة وزوجتي تقول :
لايمكن ان أعطيهم صور متبرجة ابدا .. فرفض الموضفون استقبال الطلب فتوجهنا الى المديرة الأصلية ..
فأجتهدت زوجتي بأقناعها وهي تأبى فأخذت زوجتي تلح عليها وتقول الا ترين صورتي الحقيقية وتقارنينها بالصور التي معك المهم رؤية الوجه....
الشعر قد يتغير هذه الصور تكفي .. والمديرة تصر على أن النظام لايقبل هذه الصور فقالت زوجتي أنا لن أحضر غير هذه الصور.. فما الحل ؟قالت لها المديرة لن يحل أشكالكم هذا
الا مدير الجوازات الأصلية الكبرى بموسكو فخرجنا من أدارة الجوازات.
فالتفتت الي وقالت لي ياخالد نسافر الى موسكو.. عندها قلت لها أحضري الصور التي يطلبون ولايكلف الله نفسا الا وسعها فأتقوا الله مااستطعتم وهذه ضرورة والجواز سيراه مجموعة من الأشخاص فقط للضرورة ثم تخفينه في بيتك الى ان تنتهي مدته ودعي عنك المشاكل لاداعي للسفر الى موسكو...
فقالت لا لايمكن أن أظهر بصورة متبرجة بعد أن عرفت دين الله سبحانه وتعالى.

في موسكو

أصرت علي فسافرنا الى موسكو وأستأجرنا غرفة وسكناها ومن الغد ذهبنا الى ادارة الجوازات دخلنا على الموضف الاول فالثاني فالثالث وفي نهاية المطاف اظطررنا للتوجه الى المدير الأصلي دخلنا عليه . وكان من أشد الناس خبثا
عندما رأى الجواز وأخذ يقلب الصور رفع رأسه الى زوجتي وقال لها من يثبت انك أنتي صاحبة هذه الصور,,
يريدها ان تكشف وجهها ليراها فقالت له قل لأحد الموضفات التي عندك او السكرتيرات تأتي وسأكشف وجهي لها وتطابق الصور أما أنت فلن تطابق الصور ولن أكشف لك وجهي .. فغضب الرجل وأخذ الجواز القديم والصور وبقية الأوراق.. وضم بعضها الى بعض والقاها في درج مكتبه الخاص ..
وقال لها ليس لك جواز قديم ولاجديد الا بعد أن تأتين لي بالصور المطلوبة ونطابقها عليك .
أخذت زوجتي تتكلم معه وتحاول أقناعه وهما يتكلمان بالروسية وأنا أنظر اليهما لاأفهم شيئا لكني غضبت ولا استطيع فعل شيء وهو يردد لابد من احضار الصور المطلوبة والمسكينة تحاول اقناعه ولكن لافائدة.

فسكتت وظلت واقفة وأخذت اعيد عليها واكرر ياعزيزتي لايكلف الله نفسا الا وسعها ونحن في ضرورة الى متى نتجول في مكاتب الجوازات قالت لي (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب) اشتد النقاش بيننا فغضب مدير الجوازات وطردنا من مكتبه..
خرجنا نجر خطانا وانا بين رحمة بها وغضب عليها .. ذهبنا لنتدارس الأمر في غرفتنا أنا أحاول اقناعها وهي تحاول اقناعي ..
الى ان أظلم الليل فصلينا العشاء وانا مشغول البال بهذه المصيبة ثم اكلنا ماتيسر ووضعت رأسي لكي انام.

كيف تنام ! ؟

فلما رأتني كذلك تغير وجهها وقالت لي تنام ياخالد قلت لها نعم أما تحسين بالتعب انتي قالت سبحان الله في هذا الموقف العصيب تنام .. نحن نعيش موقف يحتاج منا الى الجوء الى الله ..قم .
.فقمت فصليت ماشاء اله ان اصلي ثم نمت .
اما هي فكل ماانتبهت اليها اجدها تصلي وتدعي وتبكي الى ان طلع الفجر فأيقضتني وقالت لي فم لنصلي الفجر فقمت وتوضأت وصليت ثم نامت قليلا.
وبعدما طلعت الشمس أستيقضت وقالت لي هيا نذهب الى الجوازات..
فقلت لها نذهب الى الجوازات بأي حجة.. اين الصور؟ ليس معنا صور قالت لنذهب ونحاول .. لاتيأس من روح الله .. لاتقنط من رحمة الله ..فذهبنا ..
ووالله اول ماوطأت اقدامنا المكتب ورأوا زوجتي عرفوا شكلها من حجابها وأذا بأحد الموضفين ينادي أنت فلانه ؟ قالت نعم قال لها خذي جوازك فأذا هو مكتمل تماما .. بالصور المحجبة .. فأستبشرت والتفتت لي
وقالت الم اقل لك (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) فلما اردنا الخروج قال لنا الموضف لابد ان تعودوا الى مدينتكم التي جئتم منها وتختموا الجواز منها فرجعنا الى المدينة الاولى .. وانا اقول في نفسي لعلها فرصة لكي تزور اهلها فبل سفرنا.
وصلنا الى المدينة استأجرنا غرفة وختمنا الجواز.

ثم ذهبنا لزيارة اهلها .. وطرقنا الباب كان بيتهم قديما متواضعا يبدو الفقر على سكانه واضحا.. فتح الباب اخوها الكبير كان شابا مفتول العضلات .. فرحت المسكينة بأخيها
وكشفت وجهها وابتسمت .. ورحبت .. اما هو فأول ماراها.. تقلب وجهه بين فرح برجوعها سالمة .. واستغراب من لباسها الأسود الذي يغطي كل شيء .. دخلت زوجتي تبتسم وتعانق اخاها
ودخلت وراءها .. وجلست انا في صالة المنزل.. جلست وحيدا أما هي فدخلت داخل البيت أسمعها تتكلم بالروسية.. لم افهم شيئا لكنني لاحضت ان أن نبرات الصوت بدأت تزداد حدة .. واللهجة تتغير ..
والصراخ يعلو .. واذا كلهم يصرخون بها .. وهي تدافع هذا وترد على ذاك .. فأحسست أن في الأمر شر.. ولكنني
لاأستطيع أن أجزم بذلك لأنني لم افهم شيئا مما قالوا .. وفجأة بدأت الأصوات تقترب من الغرفة التي انا فيها .. واذا بثلاثة من الشباب يتقدمهم رجل كهل يدخلون علي .. توقعت في البداية أنهم سيرحبون بزوج أبنتهم..
وأذا بهم يهجمون علي كالوحوش .. واذا بالترحيب ينقلب الى لكمات .. وضربات .. وصفعات أخذت أدافع عن نفسي وأصرخ وأستغيث حتى خارت قواي .. وشعرت أن نهايتي في هذا البيت..
وأنا أتلفت حولي وأتذكر أين الباب الذي دخلت منه ؟ لأهرب.. قلما رأيت الباب .. قمت مسرعا .. وفتحت الباب وهربت .. وهم ورائي .. فدخلت في زحمة الناس حتى غبت عنهم .. ثم أتجهت الى غرفتي وكانت ليست ببعيدة عن المنزل..
وقفت أغسل الدماء عن وجهي وفمي .. نظرت الى نفسي .. واذا بالصفعات والضربات قدأثرت في جبهتي وخدي وأنفي ..وثيابي ممزقة .. حمدت الله الذي انقذني من اولئك الوحوش .. لكنني قلت أنا نجوت لكن ماحال زوجتي؟
أخذت صورتها تلوح أمام ناضري .. هل يمكن أن تتعرض هي أيضا لمثل هذه اللكمات والضربات ..أنا رجل وماكدت أتحمل .. وهي أمرأة فهل ستتحمل؟
أخشى أن تنهار المسكينة .

هل حان الفراق ؟

بدأ الشيطان يعمل عمله .. ويقول لي سترتد عن دينها .. ستعود نصرانية .. وتعود الى بلدك وحدك .. وبقيت حائرا .. ماذا افعل في هذه البلاد ؟ أين أذهب ؟ كيف اتصرف ؟ النفس في هذه البلاد رخيصه ..
يمكنك أن تستأجر رجلا لقتل آخر بعشرة دولارات.. أوه كيف لو عذبوها فدلتهم على مكاني .. فأرسلوا أحد لقتلي في ضلمة الليل .. أقفلت علي غرفتي وبقيت فيها خائفا حتى الصباح .. ثم غيرت ملابسي وذهبتت اتجسس الأخبار..
أنظر الى بيتهم عن بعد .. أرقبه وأتابع كل مايحصل حوله .. لكن الباب مغلق .. ظللت أنتظر .. وفجأة .. فتح الباب ..
وخرج منه ثلاثة من الشبان وكهل وهولاء الشباب هم الذين ضربوني .. يبدو من هيأتهم ومن لباسهم أنهم ذاهبون للعمل .. أغلق الباب وأقفل .. وبقيت ارقب وأنظر .. وأتمنى أن أرى وجه زوجتي .. ولكن لافائدة .. ظللت على هذا الحال ساعات..
وأذا بالرجال يقدمون من اعمالهم .. ويدخلون البيت .. تعبت فذهبت الى غرفتي .. وفي اليوم الثاني ذهبت أترقب .. ولم أرى زوجتي .. وفي اليوم الثالث كذلك .. يئست من حياتها وتوقعت انها ماتت من شدة العذاب .. أو قتلت .. ولكن لو ماتت على الأقل سيكون هناك حركة في البيت ..
سيكون هناك من يأتي للعزاء او للزيارة.. لكنني عندما لم أرى شيئا غريبا أخذت أقنع نفسي أنها مازالت حيه ..وأن اللقاء سيكون قريبا.

اللقاء

وفي اليوم الرابع لم أصبر على الجلوس في غرفتي .. فذهبت أرقب بيتهم من بعيد فلما ذهب الشباب مع أبيهم الى أعمالهم كالعادة .. وأنا أنظر وأتمنى أن أرى زوجتي .. وأذا الباب يفتح فجأة وأذا بوجه زوجتي يطل من ورائه...لما رأيتها بكيت ..
وأذا بها تلتفت يمنة ويسره .. نظرت الى وجهها فأذا به دوائر حمراء وكدمات ولباسها مخضب بالدماء.. فزعت من منضرها ورحمتها .. وأقتربت منها مسرعا .. نظرت اليها أكثر ..
فأذا الدماء تسيل من جروح وجهها .. واذا ثيابها ممزقة لم يبق منها الا خرقة بسيطة تسترها .. وأذا بأقدامها مربوطة بسلسلة وأذا بيديها مربوطة بسلسلة من خلف ظهرها ..لما رأيتها بكيت لم أستطع أن أتمالك نفسي .. ناديتها من بعيد.

ثبات ووصايا

فقالت لي وهي تدافع عبراتها وتئن من شدة عذابها .. أسمع ياخالد لاتقلق علي فأنا ثابتة على العهد .. ووالله الذي لاآله الا هو ان ماالاقيه الآن لايساوي شعرة مما لاقاه الصحابة والتابعون .. بل والانبياء والمرسلون .. وأرجوك ياخالد لاتتدخل بيني وبين أهلي وأذهب الآن سريعا ..وأنتظر في الغرفة .. الى أن آتيك أن شاء الله. ولكن أكثر من الدعاء وقيام الليل ..
أكثر من الصلاة .. ذهبت من عندها وانا أتقطع الما وحسرة عليها .. وبقيت في غرفتي يوما كاملا أترقبها وأتمنى مجيئها.. ومر يوم آخر وبدأ اليوم الثالث يطوي بساطه .. حتى أظلم الليل .. وأذا بباب الغرفة يطرق علي .. فزعت من بالباب؟
من الطارق ؟ أصبت بخوف شديد .. من الذي يأتي في منتصف الليل ؟ لعل أهلها علموا بمكاني لعل زوجتي أعترفت فجاءوا الي لقتلي .. أصبت برعب كالموت لم يبق بيني وبين الموت الا شعرة .. أخذت أردد قائلا من بالباب؟
لإاذا بصوت زوجتي يقول بكل هدوء أفتح الباب انا فلانة .. أضأت نور الغرفة فتحت الباب.. دخلت علي تنتفض على حال رثة .. وجروح في جسدها قالت لي بسرعه هيا نذهب الآن ..قلت وأنت على هذه الحال؟ قالت نعم بسرعه .. بدأت اجمع ملابسي وأقبلت هي على حقيبتها فغيرت ملابسها وأخرجت حجابا وعباية أحتياطية .. فلبستها .. ثم أخذنا كل مالدينا ونزلنا ..
وركبنا سيارة أجرة .. ألقت المسكينة بجسدها المتهالك الجائع المعذب على كرسي السيارة.
الى المطار

وأول ماركبت أنا .. قلت للسائق باللغة الروسية : الى المطار .. وكنت قد عرفت بعض الكلمات الروسية .. فقالت زوجتي لا..
لن نذهب للمطار الآن .. سنذهب الى القرية الفلانية قلت لماذا ؟ نحن نريد أن نهرب قالت : صحيح .. ولكن أذا أكتشف أهلي هروبي سيبحثون عنا في المطار .. ولكن نهرب الى قرية كذا .. فلما وصلنا تلك القرية ..
نزلنا وركبنا سيارة أجرة وذهبنا الى قرية أخرى .. ثم الى قرية ثالثة ثم الى مدينة من المدن كان يوجد بها مطار دولي .. حجزنا للعودة الى بلادنا وكان موعد الحجز متأخرا فأستأجرنا غرفة وسكناها .. فلما استقر بنا المقام في الغرفة ..
وشعرنا بالأمان نزعت زوجتي عباءتها فأخذت أنظر اليها .. ياالله ليس هناك موضع سلم من الدماء ابدا .. جلد ممزق ..دماء متحجرة .. شعر مقطع .. شفاه زرقاء .

قصة الرعب

سألتها مالذي حصل لك في البيت ؟ فقالت : عندما دخلت الى البيت جلست مع اهلي .. فقالوا لي ماهذا اللباس؟ فقلت لهم انه لباس الأسلام . قالوا ومن هذا الرجل ؟ فقلت لهم هذا زوجي .. أنا اسلمت وتزوجت هذا الرجل المسلم .. قالوا لايمكن هذا .
فقلت أسمعوا .. أحكي لكم القصة أولا .. فحكيت لهم القصة .. وقصة ذلك الرجل الروسي الذي أراد أن يجرني الى الدعارة .. وكيف هربت منه ثم التقيت بك .. فقالوا لي لو سلكتي طريق الدعارة أحب الينا من أن تأتينا مسلمة ..
ثم قالوا لي لن تخرجي من هذا البيت الا ارثوذكسية أو جثة هامدة .. ومن تلك اللحضة أخذوني وكتفوني .. ثم جاءوا اليك وبدأوا يضربونك .. وأنا أسمعهم يضربونك وأنت تستغيث وأنا مربوطة ..
وعندما هربت أنت رجع أخوتي الي وعاودوا سبي وشتمي ثم ذهبوا وأشتروا سلاسل وربطوني بها .. وبدأوا يجلدونني فأتعرض لجلد مبرح بأسواط غريبة وعجيبة ..
كل يوم يبدأ الضرب بعد العصر الى وقت النوم .. أما في الصباح فاأخواني وأبي في أعمالهم وأمي في البيت .. وليس عندي الا أخت صغيرة عمرها 15 سنة تأتي الي وتضحك من حالتي ..
وهذا هو وقت الراحة الوحيد عندي .. هل تصدق أنه حتى وقت النوم أنام وأنا مغمي علي ..يجلدونني الى أن يغمى علي وأنام ..وكانوا يطلبون مني فقط أن أرتد عن الأسلام وأنا أرفض وأتصبر ..
بعد ذلك بدأت أختي الصغيرة تسألني لماذا تتركين دينك ؟؟ دين أمك .. دين أبيك وأجدادك ..


يجعل له مخرجا

فأخذت أقنعها وأبين لها الدين وأوضح لها التوحيد ..فبدأت فعلا تشعر بالقناعه .. بدأت تتأثر.. بدأت صورة الأسلام أمامها تتضح ..ففوجئت بها تقول لي أنت على الحق ..هذا هو الدين الصحيح..هذا هو الدين الذي ينبغي أن التزمه أنا أيضا..
ثم قالت لي أنا سأساعدك .. قلت لها : أذا كنت تريدين مساعدتي دعيني أقابل زوجي ..فبدأت أختي تنظر من فوق البيت فتراك وأنت تمشي .. فكانت تقول لي أنني أرى رجلا صفته كذا وكذا .. فقلت لها : هذا هو زوجي .. فأذا رأيتيه فأفتحي لي الباب لأكلمه ..
وفعلا فتحت لي الباب فخرجت وكلمتك .. لكنني لم أستطع الخروج اليك لأنني كنت مربوطة بسلسلتين مفتاحهما مع أخي ..وسلسلة ثالثة مربوطة بأحد أعمدة البيت .. حتى لاأخرج مفتاحها مع أختي هذه ..لأجل أن تطلقني لأذهب الى الحمام ..
وعندما كلمتك وطلبت منك أن تبقى الى أن آتيك .. كنت مربوطة بالسلاسل .. فأخذت أقنع أختي بالأسلام حتى أسلمت .. وأرادت أن تضحي تضحية فوق تضحيتي ..وقررت أن تجعلني أهرب من البيت ..
في ذلك اليوم أعدت أختي لأخوتي خمرا مركزا ثقيلا فشربوا وشربوا الى أن سكروا تماما .. وأصبحوا لايدرون عن شيء مما حولهم ..
فأخذت أختي المفاتيح من جيب أخي وفكت السلاسل عني .. وجئت أنا اليك في ظلمة الليل ..
فقلت لها : وأختك ماذا سيحصل لها ؟ قالت : مايهم .. قد طلبت منها أن لاتعلن أسلامها الى أن نتدبر أمرها .. نمنا تلك الليلة ومن الغد رجعنا الى بلادنا ..
وأول ماوصلنا أدخلت زوجتي للمستشفى .. ومكثت فيها عدة أيام تعالج أثار الضربات والتعذيب . وهانحن اليوم ندعو لأختها أن يثبتها الله على دينه ..
( منقول للإفادة )

سلمان الراشد 2015- 12- 9 11:04 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 12- 9 11:28 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 12- 9 10:56 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
بسم الله الرحمن الرحيم


أحبتي في الله ، إن حديثنا السابق عن " الغربة والغرباء " و بعد ذكر قصة تلك الفتاة التي أسلمت مؤخرا نسأل الله لنا ولها الثبات على هذا الدين ، هي بالحقيقة قصة من بين عشرات القصص التي لم نعرفها و لم نسمع عنها ولكنها وقعت سواء شعرنا بها أم لم نشعر ، ولكن السؤال الذي أتعجب منه دائما وهو لماذا يوجد هناك الكثير إلا من رحم الله من العائلات التي تحارب وبكل صراحة التدين والإلتزام بشرع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ وكأنها فعلا تحارب الإسلام نفسه ، خذ من هذا المثال أيها القارئ الكريم حفظك الله ، إن قصر الرجل الصالح ثوبه اقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم تجد عائلته بشكل عام تهاجمه وتضيق عليه الخناق و تستهزء به بل ربما إن أطلق لحيته قد يتعرض للضرب و التعذيب النفسي و الصحي !! بل هذه الهجمات التي يفعلها أصحابها لم تسلم منها حتى الصالحات العفيفات ، و لماذا يا هذا لا تريد من الآخرين أن يطيعوا الله عز وجل على أكمل وجه يرضاه
جل جلاله من عباده ، إذا كنت أنت لا تحب الصالحين و لا الصالحات فهذا شأنك أنت ليس للآخرين علاقة فيه و لكن و أكررها بكل وضوح ، ولكن إذا كان قلبك يكره العبادات التي أمرنا الله بها ، عندها اعلم أن في قلبك مرض في قلبك نفاق ، راجع قلبك و تب إلى ربك قبل أن يحل عليك غضب الله تعالى و اعلم
أن الذي يحارب الصالحين و الصالحات ويعذبهم نفسيا وصحيا من قبل الأقارب خاااصة ومن الناس عامة
اعلم أن هؤلاء أولياء الله وخاصته من خلقه ، ما يدريك ربما أحدا من بينهم يكون فعلا ولي عند الله جل جلاله فعندما يرفع يديه للسماء مناجيا ربه بإن ينتقم ممن ظلمه و أهانه فعلم عندها أنه لا مناص لك من عقوبة الله ﻷنه سبحانه قد توعد بالحديث القدسي الصحيح بالوعيد الشديد و بمحاربته له ، فإنه قد جنى
على نفسه و لا ينفع الندم على ما فعلته بهؤلاء الضعفاء ، فنعوذ بالله من خسران الدنيا و الآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) حديث صحيح ... فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى و لا تؤذوا المتدينين لا تؤذوهم ، قاتل الله من آذاهم وحاربهم فهولاء أنقى الناس سريرة و أزكاهم دينا وخلقا فاللهم اجعلنا منهم ومعهم وبين أظهرهم و صلى الله على سيدنا محمد و آله وصحبه وسلم أجمعين و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

سلمان الراشد 2015- 12- 10 09:42 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
من طرائف أحاديث المذيعون عندما يشاركهم الإتصال أحد الزملاء المساندين للبرنامج ،،




المذيع : الآن أعزائي نأخذ اتصال من زميلنا الأستاذ فهد ( لا أعلم هل الاتصال يأخذك أم أنت تأخذه ) :cheese:


الأستاذ فهد : أهلا بك أخي الزميل أنور ونرحب بك و بالضيوف الكرام ونشكر كل من يسمعنا :tongue:


المذيع : أستاذنا لقد تحدثنا بالحلقة السابقة عن خدمات مكتبكم الموقر و الذي شهدنا انجازاته على الصعيد المحلي و الدولي ،
هل لك أن تكمل الحديث من فضلك .


الأستاذ فهد : نعم امممم ......... ؟


المذيع : زميلنا فهد هل تسمعني ؟


الأستاذ فهد : نعم أسمعك بوضوح الآن :oao:


المذيع : إذا تفضل .


الأستاذ فهد : نعم كنا نقول آخر حديثنا ........ او اي ااا بي طوووووووووووط :biggrin: هههه












هذا آخر انجازات الإذاعة اليومية ههه

سلمان الراشد 2015- 12- 14 01:25 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

سلمان الراشد 2015- 12- 15 01:43 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
في ناس أستغرب و أتعجب منهم كثير .. هو عمل لك مشكلة أو خطأ سواء كان متعمد أو لا ..
و بالأخير ما بيعتذر على إلي سواه !!!
من جد صحيح أنا لقيت ناس زي كذا أكثر من مرة و لا يفكر يعتذر ولو مجاملة على أخطاءه لـيه .. ؟
مدري يمكن يفكر إنه لازم يكون عزيز نفس أو شيء زي كذا .. سبحان الله
ترى الأعتذار من شيم المروءة و هذي تحتسب لك من ضمن صفاتك الحسنة و الخلق الحميد

سلمان الراشد 2015- 12- 15 01:56 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
عندي سؤال و أتمنى من أخواني و أخواتي يشاركوني في الإجابة عليه ... ر″
المهايطيين أو إلي بيهايط دائما أيش الحل أننا نوقفه عند حده برأيكم ؟
ǁ أنا بعرف أن الهياط هو عبارة عن مرض شبه مزمن عند بعض الناس لكن لابد أن نلقى حل له ǁ

سلمان الراشد 2015- 12- 15 02:00 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
ليه ما بقدر أشوف من زار صفحتي و أنا موجود ؟
أتمنى يا إدارتنا الموقرة أنكم ترجعون أيقونة المشاهدة مثل ما كانت سابقاً

سلمان الراشد 2015- 12- 16 08:04 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 12- 16 08:11 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
http://vb.noor-alyaqeen.com/imgcache/15997.imgcache.png

سلمان الراشد 2015- 12- 16 08:16 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 12- 16 08:45 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
بسم الله الرحمن الرحيم

التبيــان شرح نواقض الإســلام



للإمام المجدد
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب. رحمه الله

تأليف
سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
فك الله أسره

الطبعة السادسة
وقف لله تعالى


هذه النسخة متوافقه مع طبعة دار المسلم للنشر والتوزيع


بسم الله الرحمن الرحيم



مقدمة الطبعة السادسة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:

فهذه الطبعة السادسة لكتابنا ((التبيان شرح نواقض الإسلام)).
وقد زدت في هذه الطبعة بعض المسائل المهمة، لكثرة الجهل في هذا الزمان في توحيد العبادة، وحذفت ما ينبغي حذفه وكتبت ملحقاً آخر الشرح في التفريق بين تكفير الفعل وتكفير الفاعل لأن بعض الناس يخلط بين الأمرين فيرى التلازم بينهما، وهذا غلط كما ستراه موضحاً في الملحق.
والله المسؤول أن ينفع به، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
والحمد لله رب العالمين.

مقدمة الطبعة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول رب العالمين.
أما بعد؛ فقد طلب مني بعض الإخوان أن أشرح نواقض الإسلام العشرة التي ذكرها الإمام المجدّد لما اندرس من معالم الدين والإيمان شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى -، فأجبته إلى سؤاله؛ رجاء النفع به.

وقد نهجت في هذا الشرح منهج الوسط، فليس بالطويل الممل؛ لتقاصر الهمم عن قراءة المطولات، وليس بالقصير المخل؛ الذي لا يفي بالمعنى والمقصود، بل هو عوانٌ بين ذلك.
وأسأل الله أن يجعل عملنا صالحاً ولوجهه خالصاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


شرح نواقض الإسلام



قال -رحمه الله-: ((بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض)).



ابتدأ المصنف -رحمه الله- هذه النواقض بالبسملة؛ اقتداء بالكتاب العزيز، وتأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في مكاتباته ومراسلاته، فيُستحب البداءة بها في المكاتبات والمراسلات وغير ذلك مما دل عليه الدليل. ومثل البسملة التسمية؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبتدئ بها عند الأكل وإرادة الجماع، وغير ذلك مما هو معلوم لا يخفى.



قوله: ((اعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض)):



((اعلم)): فعل أمر مبني، وهو مبني على السكون، من العلم، وهو حُكْم الذهن الجازم المطابق للواقع؛ أي: كن متهيئاً لما يُلقى إليك من هذه النواقض؛ لعلك تفهمها وتدرك المراد منها؛ لتخرج من ظلمات الجهل إلى النور.

و((نواقض)): جمع (ناقض)، وهو اسم فاعل، واسم الفاعل لغير العاقل يُجمع على فواعل.

و((نواقض الإسلام)): هي مفسداته التي متى طرأت عليه؛ أفسدته، وأحبطت عمل صاحبه، وصار من الخالدين في النار.

ولذلك يجب على كل مسلم ومسلمة تعلُّم هذه النواقض، وإلاَّ؛ فالمسلم قد يقع فيها وهو لا يشعر؛ كما هو مشاهد من كثير ممن يدَّعي الإسلام فلا حول ولا قوة إلا بالله.



قوله: ((عشرة نواقض)):

هي أكثر من ذلك، ولكن الشيخ رحمه الله اختار هذه العشرة؛ لإجماع المسلمين عليها في الجملة؛ كما سيأتي إن شاء الله إيضاحه عند كل ناقض نذكره.

أو يقال: إن النواقض الكثيرة التي ذكرها الفقهاء في باب حكم المرتد مرجعها إلى هذه العشرة.

الناقض الأول من نواقض الإسلام


قال -رحمه الله-: ((الأول: الشرك في عبادة الله: قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)([1])، (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ(72))([2])، ومنه الذبح لغير الله، كمن يذبح للجن أو للقبر)).




ابتدأ الشيخ -رحمه الله تعالى- هذه النواقض العشرة بالشرك بالله، لأنه أعظم ذنب عُصي الله به، وهو هضم للربوبية، وتنقص للألوهية، وهو "تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله".

وكيف لا يكون أعظم ذنب عُصي الله به وقد جَعَلَ لله شريكاً في عبادته، وقد أوجده من العدم، وغذاه بالنعم؟!



والشرك ينقسم إلى ثلاثة أنواع:


1- شرك أكبر.

2- شرك أصغر.

3- شرك خفي.

وذهب العلامة ابن القيم رحمه الله إلى أن الشرك نوعان:

1- أكبر.

2- أصغر.


النوع الأول: الشرك الأكبر:

الشرك الأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة، وصاحبه إن لقي الله به؛ فهو خالدٌ في النار أبد الآبدين ودهر الداهرين.

قال الله -جل وعلا-: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)([3]).

وقال –تعالى-: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ(31))([4]).



ولذلك يقول المشركون من عُبَّاد قبور وغيرهم لآلهتهم في النار: (تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(98))([5]).

وهم لم يسووهم به في خلق ولا رزق ولا إحياء ولا إماتة إنما سوَّوهم به في المحبة التي هي لُبُّ العبادة، وكذلك التعظيم الذي هو قربة من أجل القربات وعبادة من أعظم العبادات؛ ولذلك ذمَّ الله الذين لا يعظمونه، فقال: (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً(13))([6])؛ أي: عظمة.



ولذلك نقول: إن الشرَّ كلَّه عائدٌ إلى الإشراك بالله جل وعلا.



والشرك الأكبر أنواعه كثيرة، مدارها على أربعة أنواع([7])، نذكرها مجملة مع شيء من البيان يكون مختصراً لئلا يطول بنا الكلام، مع أن طول الكلام في هذه المسائل أحسن وأقوم، ولكن لتقاصر الهمم نكتفي بما ينفع مع الاختصار.




النوع الأول: شرك الدعوة:


ودليله قوله -تعالى-: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ(65))([8]).

قال المصنف -رحمه الله- -تعالى- في "القواعد الأربع": "القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين؛ لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة, ومشركو زماننا شركهم دائماً في الرخاء والشدة".

وقال -رحمه الله- في مقدمة "القواعد الأربع": إذا دخل الشرك في العبادة؛ فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة، فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها، وأحبط العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار؛ عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك؛ لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة، وهي الشرك بالله".




النوع الثاني: شرك النية والإرادة والقصد:


والدليل قوله -تعالى-: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(16))([9]).

قال العلامة ابن القيم -رحمه الله -: "أما الشرك في الإرادات والنيات؛ فذلك البحر الذي لا ساحل له، وقل من ينجو منه، من أراد بعمله غير وجه الله، ونوى شيئاً غير التقرب إليه، وطلب الجزاء منه فقد أشرك في نيته وإرادته".




وجعل شرك النية شركاً أكبر محمول على من كانت جميع أعماله مراداً بها غير وجه الله، أما من طرأ عليه الرياء، فهو شرك أصغر، وسيأتي إن شاء الله إيضاحه.





النوع الثالث: شرك الطاعة:


وهي طاعة الأحبار والرهبان في معصية الله -تعالى-؛ كما قال –تعالى-: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(31))([10]).



ومما يفسر هذه الآية ويوضحها ما رواه الترمذي([11]) وغيره عن عدي بن حاتم: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ) الآية فقلت له: إنا لسنا نعبدهم! قال: "أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟" فقلت: بلى. قال "فتلك عبادتهم"، وسنده ضعيف، ولكن له شاهد عند ابن جرير([12]) موقوفاً من طريق حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري عن حذيفة وفي صحته نظر، ولكن تفسير الآية بما ذكر مشهور بين أهل التفاسير، ليس فيهم من يدفعه.




قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً - حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله - يكونون على وجهين:




أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله، فيتبعونهم على التبديل، فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله، اتباعاً لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل؛ فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركاً، وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم؛ فكان من اتبع غيره في خلاف الدين -مع علمه أنه خلافُ الدين- واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركاً مثل هؤلاء.



الثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام([13]) ثابتاً، لكنهم أطاعوهم في معصية الله، كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي؛ فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب" اهـ كلامه([14]).





النوع الرابع: شرك المحبة:


والدليل على ذلك قوله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) الآية([15]).

فالمشرك - لجهله بربه - تجده يحب الآلهة من الأصنام وغيرها كحب الله وأعظم من ذلك، تجده إذا انتُهِكَتْ، يغضب لها أعظم مما يغضب لله ويستبشر لها ما لا يستبشر لله.

قال -تعالى-: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)(45))([16]).



قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى-: وها هنا أربعة أنواع من المحبة، يجب التفريق بينها، وإنما ضلَّ من ضلَّ بعدم التمييز بينها:

أحدها: محبة الله، ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، فإن المشركين وعبَّاد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله.




الثاني: محبة ما يحبُّ الله، وهذه هي التي تدخله في الإسلام، وتخرجه من الكفر وأحبُّ الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة، وأشدهم فيها.



الثالث: الحب لله وفيه، وهي من لوازم محبة ما يحبُّ، ولا تستقيم محبة ما يحبُّ إلا فيه وله.

الرابعة: المحبة مع الله، وهي المحبة الشركية، وكل من أحب شيئاً مع الله، لا لله، ولا من أجله، ولا فيه؛ فقد اتخذه ندًّ من دون الله وهذه محبة المشركين" أهـ المقصود.



فهذه الأنواع الأربعة للشرك الأكبر كلها مخرجة من الإسلام؛ لأنها عبادات، وصرف العبادات لغير الله شرك كما قال –تعالى-: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117))([17]) فسمَّاهم الله كافرين؛ لدعائهم معه غيره.




ومن الشرك الأكبر أيضاً: الذبح لغير الله: لأن الذبح لله قربة له من أجل القربات؛ كما قال –تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(2))([18])، وقال-تعالى-: (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162))([19])؛ فالنسك هو الذبح.


فمن ذبح للأولياء أو للأصنام أو للجن - كما يفعله كثير من الجهلة في البلاد الجنوبية وفي بعض ضواحي مكة عند سكنى المنزل -؛ فقد خرج عن الإسلام، ودخل في دائرة الكفر والضلال، لصرفه عبادة من أجل العبادات لغير الله.



ومن ذلك: النذر لغير الله: فهو شرك أكبر؛ لأن النذر عبادة؛ كما قال -تعالى-: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ)([20])، وقال-تعالى-: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ)([21]).


فمن نذر لولي الشموع أو اللحوم وغيرهما؛ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه؛ لأنه لا يجوز النذر إلا لله، وصرفه لغير الله مناقض لما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم فما يفعله عباد القبور من أهل البلاد المجاورة وغيرها من النذر لمن يعتقدون فيه ضرًّا أو نفعاً شرك أكبر مخرج عن الإسلام، ومن قال: إن ذلك شرك أصغر؛ فقد أبعد النجعة وقفا ما لا علم له به، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.




ومن ذلك: الاستعاذة والاستغاثة: كل ذلك صرفه لغير الله شرك.





النوع الثاني: الشرك الأصغر:


وصاحبه إن لقي الله به؛ فهو تحت المشيئة على القول الصحيح إن شاء الله عفا عنه وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه، ولكن مآله إلى الجنة؛ لأن الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه في النار، ولكنه معرض للوعيد، فيجب الحذر منه.




ومن أنواع الشرك الأصغر: الحلف بغير الله: إن لم يقصد تعظيم المحلوف به، وإلا؛ صار شركاً أكبر.


وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك".

رواه أحمد، وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه وقال: "على شرط الشيخين"، وسكت عنه الذهبي، من حديث ابن عمر.





ومنه: يسير الرياء والتصنع للخلق:


وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، فسُئِل عنه؟ فقال: "الرياء". رواه أحمد وغيره من حديث محمود بن لبيد وسنده حسن.

فإذا كان الشرك الأصغر مخوفاً على الصحابة الذين مع النبي صلى الله عليه وسلم وأدركوا نزول الوحي؛ فعلى غيرهم من باب أولى ممن قل علمه وضعف إيمانه.



ولا يسلم المسلم من الشرك إلا بالإخلاص لله وبتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .



ولما ذكر العلامة ابن القيم -رحمه الله- شرك عُباد الشمس والقمر وعباد النار وغيرهم؛ قال: "وأما الشرك في العبادة؛ فهو أسهل من هذا الشرك، وأخف أمراً، فإنه يصدر ممن يعتقد أنه لا إله إلا الله، وأنه لا يضرُّ ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع إلا الله، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه ولكن لا يخص الله في معاملته وعبوديته، بل يعمل لحظ نفسه تارة، ولطلب الدنيا تارة، ولطلب الرفعة والمنزلة والجاه عند الخلق تارة، فلله من عمله وسعيه نصيب، ولنفسه وحظه وهواه نصيب، وللشيطان نصيب، وللخلق نصيب، وهذا حال أكثر الناس.




وهو الشرك الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبان في "صحيحه": "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة". قالوا: كيف ننجو منه يا رسول الله؟! قال: "قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم". فالرياء كله شرك.

قال-تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(110))([22]).



أي: كما أنه إله واحدٌ، ولا إله سواه؛ فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده، فكما تفرد بالإلهية يجب أن يفرد بالعبودية؛ فالعمل الصالح هو الخالي من الرياء المقيد بالسنة.

وكان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً"([23]).

وهذا الشرك في العبادة يُبطل ثواب العمل، وقد يعاقب عليه إذا كان العمل واجباً، فإنه يُنَزَّلُ منزلة من لم يعمله، فيعاقب على ترك الأمر؛ فإن الله سبحانه إنما أمر بعبادته عبادة خالصة.




قال -تعالى- (وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)([24]).

فمن لم يخلص لله في عبادته؛ لم يفعل ما أُمِرَ به، بل الذي أتى به شيء غير المأمور به، فلا يصح ولا يُقبل.

ويقول الله: "أنا أغنى الشركاء فمن عمل عملاً أشرك معي فيه غيري، فهو للذي أشرك، وأنا منه بريء"([25]).

وهذا الشرك ينقسم إلى مغفور وغير مغفور.." اهـ المقصود من كلامه رحمه الله –تعالى-.



والعمل لغير الله له حالات:

الحالة الأولى: أن يكون رياء محضاً، فلا يريد صاحبه إلا الدنيا أو مراآة المخلوقين؛ كالمنافقين؛ الذين قال الله فيهم: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إلا قَلِيلاً )(142))([26]).

فهذا العمل لا يشك مسلم بأنه حابط، وأن صاحبه يستحق المقت من الله جل وعلا.




الحالة الثانية: أن يكون العمل لله، ويشاركه الرياء، فهذا له حالتان:

أ- إما أن يشاركه الرياء من أصله.

ب- وإما أن يطرأ عليه.



فأما الأول؛ فالعمل حابط لا يقبل، ويستدل له بالحديث الذي خرجه مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري؛ تركته وشركه".

وأما إن طرأ عليه الرياء، واسترسل معه: فبعض العلماء يبطله بالكلية، وبعض العلماء يقول: إن استرسل معه؛ فله أجر إخلاصه وعليه وزر الرياء، وأما إن جاهد ودفعه؛ فهذا له نصيب من قوله –تعالى-: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41))([27]).

وأما مثلاً من جاهد في سبيل الله وله نية في أخذ المغنم؛ فهذا العمل فيه خلاف بين العلماء.

قال ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (2/163) بعد كلام سبق: "وهذا كمن يصلي بالأجرة؛ فهو لو لم يأخذ الأجرة؛ صلى، ولكنه يصلي لله وللأجرة، وكمن يحج ليسقط الفرض عنه ويقال: فلان حج، أو يعطي الزكاة، فهذا لا يُقبل العمل منه".




وقال ابن رجب رحمه الله: "نقص بذلك أجرُ جهاده، ولم يبطل بالكلية".

وقال رحمه الله([28]): "وقد ذكرنا فيما مضى أحاديث تدل على أن من أراد بجهاده عرضاً من الدنيا: أنه لا أجر له، وهي محمولة على أنه لم يكن له غرض في الجهاد إلا الدنيا".




فعلى هذا؛ هناك فرق بين من يجاهد مثلاً للذكر والأجر وبين من يجاهد للمغنم والأجر.




فالأول: ثبت فيه حديث أبي أمامة عند النسائي([29]) بسند حسن: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا شيء له", فأعادها عليه ثلاث مرات. يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا شيء له". ثم قال: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغِىَ به وجهه".

وأما الثاني: فقد قدمنا الكلام عليه، والله أعلم.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) النساء: 48.
([2]) المائدة: 72.
([3]) النساء: 48.
([4]) الحج: 31.
([5]) الشعراء: 97-98.
([6]) نوح: 13.
([7]) انظر "مجموعة التوحيد" (ص 5).
([8]) العنكبوت: 65.
([9]) هود: 15- 16.
([10]) براءة: 31.
([11]) ج 5/259.
([12]) جامع البيان 10/114.
([13]) كذا في "الفتاوى" وهو غلط مطبعي والصواب "بتحريم الحرام وتحليل الحلال".
([14]) "مجموعة الفتاوى" (7 /70).
([15]) البقرة: 165.
([16]) الزمر: 45.
([17]) المؤمنون: 117.
([18]) الكوثر 2.
([19]) الأنعام: 162.
([20]) الإنسان: 7.
([21]) البقرة: 270.
([22]) الكهف: 110.
([23])رواه أحمد في " الزهد " من رواية الحسن عن عمر وهو لم يسمع منه.
([24]) البينة: 5.
([25]) رواه: مسلم، وابن ماجة، والسياق قريب من سياق ابن ماجة.
([26]) النساء: 142.
([27]) النازعات: 40-41.
([28]) "جامع العلوم والحكم" (ص15).
([29]) النسائي [ 6 /52 ] من طريق معاوية بن سلاَّم عن عكرمة بن عمار عن شدّاد أبي عمار عن أبي أمامة به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع


سلمان الراشد 2015- 12- 16 09:45 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
الناقض الثاني من نواقض الإسلام





قال -رحمه الله-: ((الثاني :من جعل بينه وبين الله وسائط؛ يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم؛ كفر إجماعاً)).

أقول: إن هذا الناقض من أكثر النواقض وقوعاً وأعظمها خطراً على المرء، لأن كثيراً ممن يتسمى باسم الإسلام وهو لا يعرف الإسلام ولا حقيقته جعل بينه وبين الرب - جل وعلا - وسائط يدعوهم لكشف الملمات وإغاثة اللهفات وتفريج الكربات، وهؤلاء كفار بإجماع المسلمين؛ لأن الله -جل وعلا- ما أنزل الكتب وأرسل الرسل؛ إلا ليعبدوه وحده لا شريك له، ولكن أبى ذلك عباد القبور، وجعلوا وسائط يسألونهم جلب المنافع ودفع المضار، وجعلوا ذلك هو العبادة التي أمر الله بها، ومن أنكر عليهم شيئاً من ذلك؛ رموه بعدم تعظيم الأولياء والصالحين.


وهم بزعمهم الفاسد لا يسألون الله مباشرة تعظيماً منهم لله ويقولون: إن الله لا بد له من واسطة، كما أن الملك لا يُسأل إلا بواسطة الحجاب والله أولى بذلك من الملك.

فهم والعياذ بالله شبهوا الله بالمخلوق العاجز، ومن هذا الباب دخلوا، حتى خرجوا من الإسلام، وفي الكتاب والسنة مما يبطل قولهم ويقطع دابرهم كثير.




ومن تدبر القرآن طالباً للهدى ومؤثراً للحق، تبين له ذلك وتبينت له غربة الدين، وجهل كثير من الناس بدين رب العالمين.

فمن ذلك قوله -تعالى-: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)([1]).



وقال -تعالى-: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (57))([2]).

وقال -تعالى-: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107))([3]).

وقال -تعالى-: (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38))([4]).


وفي القرآن أكثر من ذلك مما يدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده، وعدم جعل الوسائط بينه وبين خلقه.

وقد قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186))([5]).

وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: ما شاء الله وشئت؛ قال: "أجعلتني لله عدلاً؟ ما شاء الله وحده([6])؛ لأن الواو في قوله: "وشئت"؛ تقتضي المساواة، والله جل وعلا تفرد بالإلهية، فيجب أن يفرد بالعبودية، ولا يساوى بأحد من خلقه في جلب نفع أو دفع ضرّ.


وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث العظيم الذي خرَّجه الترمذي وحسَّنه عن ابن عباس: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، وإذا سألت فاسأل الله ن وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلام، وجفت الصحف".


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ومع علم المؤمن أن الله ربُّ كل شيء ومليكه؛ فإنه لا ينكر ما خلقه الله من الأسباب؛ كما جعل المطر سبباً لإنبات النبات؛ قال -تعالى-: (وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ)([7])، وكما جعل الشمس والقمر سبباً لما يخلقه بهما، وكما جعل الشفاعة والدعاء سبباً لما يقضيه بذلك؛ مثل صلاة المسلمين على جنازة الميت؛ فإن ذلك من الأسباب التي يرحمه الله بها، ويثيب عليها المصلين عليه، لكن ينبغي أن يُعرف في الأسباب ثلاثة أمور:

أحدها: أن السبب المعين لا يستقل بالمطلوب، بل لابد معه من أسباب أخر، ومع هذا؛ فلها موانع؛ فإن لم يكمل الله الأسباب، ويدفع الموانع؛ لم يحصل المقصود، وهو سبحانه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس، وما شاء الناس لا يكون إلا أن يشاء الله.


الثاني: أنه لا يجوز أن يعتقد أن الشيء سبب إلا بعلم، فمن أثبت شيئاً سبباً بلا علم أو يخالف الشرع؛ كان مبطلاً، مثل من يظن أن النذر سبب في دفع البلاء وحصول النعماء، وقد ثبت في "الصحيحين" عن النبي صلى الله عيه وسلم أنه نهى عن الذر، وقال: "إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل".


الثالث: أن الأعمال الدينية لا يجوز أن يتخذ منها شيء سبباً، إلا أن تكون مشروعة؛ فإن العبادات مبناها على التوقيف، فلا يجوز للإنسان أن يشرك بالله فيدعو غيره، وإن ظن أن ذلك سبب في حصول بعض أغراضه، ولذلك لا يُعبد الله بالبدع المخالفة للشريعة، وإن ظن ذلك؛ فإن الشياطين قد تعين الإنسان على بعض مقاصده إذا أشرك، وقد يحصل بالكفر والفسوق والعصيان بعض أغراض الإنسان، فلا يحل له ذلك؛ إذ المفسدة الحاصلة بذلك أعظم من المصلحة الحاصلة به؛ إذ الرسول صلى الله عليه وسلم بُعثَ بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، فما أمر الله به، فمصلحته راجحة، وما نهى عنه؛ فمفسدته راجحة" اهـ كلامه([8]).



والمشركون في قديم الدهر وحديثه إنما وقعوا في الشرك الأكبر لتعلقهم بأذيال الشفاعة؛ كما ذكر الله ذلك في كتابه؛ والشفاعة التي يظنها المشركون أنها لهم هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن وأبطلها في عدة مواضع:



قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254))([9]).

وقال -تعالى-: (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ)([10]).

فهذه الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله، لأن الله - جل شأنه وعز سلطانه - أثبت الشفاعة في كتابه في عدة مواضع:

كما قال -تعالى-: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإِذْنِهِ)([11]).

وقال -تعالى-: (وَلا يَشْفَعُونَ إلا لِمَنِ ارْتَضَى)([12]).

وقال -تعالى-: (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً)([13]).

وقال -تعالى-: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى(26))([14]).




فعلى هذا؛ فالشفاعة شفاعتان:


أ- شفاعة منفية: وهي التي تطلب من غير الله.

ب- شفاعة مثبتة: وهي التي تطلب من الله، ولا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص، وهي زيادة على ذلك مقيدة بأمرين عظيمين:


الأول: إذن الله للشافع، كما قال -تعالى-: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإِذْنِه)([15]).

الثاني: رضا الرب عن المشفوع له؛ كما قال –تعالى-: (وَلا يَشْفَعُونَ إلا لِمَنِ ارْتَضَى)([16])؛ أي: قوله وعمله، أما المشركون؛ فتكون أعمالهم هباء منثوراً، فلا شفاعة لهم؛ معاملة لهم بنقيض قصدهم، فمن استعجل شيئاً قبل أوانه؛ عوقب بحرمانه.

* * * * *

ــــــــــــــــــــــــــ
([1]) سبأ: 22-23.
([2]) الإسراء: 56- 57.
([3]) يونس: 106- 107.
([4]) الزمر: 38.
([5]) البقرة: 186.
([6]) رواه أحمد (1 /213 و214) من حديث ابن عباس وسنده حسن.
([7]) البقرة: 164.
([8]) انظر الفتاوى [ 1 /137 -138 ].
([9]) البقرة: 254.
([10]) الأنعام: 51.
([11]) البقرة: 255.
([12]) الأنبياء: 28.
([13]) الزمر: 44.
([14]) النجم: 26.
([15]) البقرة: 255.
([16]) الأنبياء: 28.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع


سلمان الراشد 2015- 12- 16 10:33 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
الناقض الثالث من نواقض الإسلام


قال رحمه الله: ((من لم يكفر المشركين أو شك في كفره أو صحح مذهبهم))

لأن الله -جل وعلا- كَفَّرهم في آيات كثيرة من كتابه، وأمر بعداوتهم؛ لافترائهم الكذب عليه، ولجعلهم شركاء مع الله، وادعائهم بأن له ولداً، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيراً، وقد افترض الله -جل وعلا- على المسلمين معاداتهم وبغضهم.

ولا يحكم بإسلام المرء حتى يُكَفِّرَ المشركين، فإن توقّف في ذلك مع ظهور الأمر فيهم، أو شك في كفرهم مع تبينه؛ فهو مثلهم.

أما من صحح مذهبهم، واستحسن ما هم عليه من الكفر والطغيان؛ فهذا كافر بإجماع المسلمين؛ لأنه لم يعرف الإسلام على حقيقته، وهو: "الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله" وهذا والى أهل الشرك، فضلاً عن أن يكفرهم.

وفي "صحيح مسلم" من طريق مروان الفزاري عن أبي مالك سعد ابن طارق عن أبيه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله".

فلا يُكتفى بعصمة دم المسلم أن يقول: لا إله إلا الله، بل لا بد أن يضيف إليها الكفر بما يُعبد من دون الله، فإن لم يكفر بما يُعبد من دون الله، لم يحرم دمه وماله، والسيف مسلول عليه؛ لإضاعته أصلاً من أصول ملة إبراهيم. التي أمرنا باتباعها والسير على منهجها دونَ تمييع لها مسايرة لشهوات أعداء الله.


قال -تعالى-: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)([1]).

هذه هي ملة إبراهيم التي من رغب عنها، فقد سفه نفسه.

وقال -تعالى-: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)([2]).

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب قدَّس الله روحه: "وصفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها، وتبغضها، وتكفر أهلها، وتعاديهم"

وبهذا البيان يتبين لك ما عليه كثير من حكام البلاد التي تنتسب إلى الإسلام؛ لأنهم والوا أهل الإشراك، وقربوهم، وعظموهم، وجعلوا بينهم علاقات تدل على أنهم إخوان لهم، إضافة إلى ذلك أنهم عادوا أهل الدين وآذوهم وأودعوهم في السجون؛ فهل يبقى إسلام بعد هذا؟!".


قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51))([3]).

وقال -تعالى-: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ)([4]).

فلا بد لكل مسلم يدين دين الإسلام أن يُكَفِّرَ المشركين، وأن يعاديهم، وأن يبغضهم، ويبغض من أحبهم، أو جادل عنهم، أو ذهب إلى ديارهم من غير عذر شرعي يرضاه الله ورسوله.

وعلى المسلمين جميعاً أن يرجعوا إلى دينهم؛ فبه يحصل العز، وبه يحصل النصر، وبه تستقيم البلاد، وبه يحصل الفرقان بين أولياء الرحمن الذين ينصرون دينه وبين أولياء الشيطان الذين لا يبالون بما جرى على الدين إذا سلمت لهم مآكلهم ومشاربهم.

ويجب على جميع المسلمين أن يكون لهم أسوة بإبراهيم الخليل
صلى الله عليه وسلم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ(27))([5])؟!.


وعلينا أن نرجع إلى عقيدتنا وديننا ونمتثل أمر الله –جل وعلا – في حكمه في الكفار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(123))([6]).

وقال -تعالى-: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ)([7]).


وكلما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة؛ سلّط الله عليهم عدوهم، فلما أعرض كثير من حكام الدول عن تحكيم شرع الله ورضوا بالقوانين الوضعية الملعونة الملعون محكمها؛ تدهورت بلادهم وتشتتت، وسامهم العدو سوم العذاب من حيث لا يشعرون، لأن كثير من الرؤساء لا يهمهم إلا المحافظة على المناصب التي يتولونها، سواءٌ استعز الدين أم لا، مع أن العز والتمكين لا يكون إلا بالقيام بنصر هذا الدين؛ لأنه فرض لازم على كل من له قدرة وملكة يستطيع ذلك، ولكن أكثرهم لا يعلمون، وسبب ذلك بطانة السوء مع تقصير كثير من الدعاة إلى الله في التركيز على هذا الجانب. والله المستعان.
وليعلم كل مسلم أن الكفار يسعون سعياً شديداً، ويحرصون كل الحرص، على إبعاد المسلم عن دينه حسداً من عند أنفسهم، فإن لم ينتبه الغيور على دينه من هذه الرقدة؛ فسوف يعض أصابع الندم حين لا ينفع، وسوف يجني ثمرة فعله, "ومن لم يغزُ غُزِيَ"

ويجب على كل عالم وداعية وخطيب وإمام مسجد أن يبين للناس خطورة موالاة الكفار بالأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله، ويبين لهم خطورة الذهاب إلى ديارهم، أو استقدامهم إلى ديار المسلمين؛ لأن الله قطع الموالاة والصلة بين المسلم والكافر، حتى ولو كان أقرب قريب؛ كما قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الأِيمَانِ)([8]).

وقال -تعالى-: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)([9]).

وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ(1))([10]).

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه الشيخان من حديث أسامة: "لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم"؛ لئلا يقع بين المسلم والكافر علائق؛ حسم النبي صلى الله عليه وسلم المادة وقطع بينهما التوارث.

وقال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه:(لا يقتل مسلم بكافر)([11])،
وما ذاك إلا لهوان الكافر.


كيف لا، والله - جل وعلا يقول: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)([12])؟!.

وليعْلم كل مسلم أن الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم لن يصطلحوا مع المسلمين، ولن يسالموهم ويرضوا عنهم؛ حتى يتبع المسلمون ملتهم، ويحذوا حذوهم؛ كما قال -تعالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ
(120))([13]).


فهذا تهديد من الله ووعيد شديد على من اتبع دين الكفار، وأنه ليس له من دون الله ولي ولا تصير.

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمفارقة المشركين؛ لئلا يصير منهم، بل عظم الأمر وقال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين". قالوا: يا رسول الله! لِمَ؟ قال: "لا تراءى ناراهما"([14]).

وروى النسائي وغيره بسند جيد من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقبل الله من مشرك بعدما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين".

ونشكوا إلى الله -جل وعلا- غربة الدين، وتغير أحوال المسلمين فهم يسمعون هذه النصوص الصريحة المخيفة، ومع ذلك يذهبون إلى ديارهم، ويجلسون معهم، ويؤاكلونهم، ويضاحكونهم!

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك، وسكن معه، فإنه مثله".

رواه أبو داود من حديث سمرة بن جندب، وفيه ضعف، ولكن يشهد له ما تقدم.


أين ملة إبراهيم؟!

أين الحب والبغض في الله؟!

كل هذا لا يرفع به كثير من الناس رأساً.


ولله درُّ العلامة سليمان بن سمحان رحمه الله حيث يقول:


وَمِلَةُ إبْراهيمَ غُودرَ نَهْجُها ** عَفاءً فَأَضْحَتْ طامِساتِ المَعالِمِ
وَقَدْ عُدِمَتْ فينا وَكَيْفَ وقَدْ سَفَتْ ** عَلَيْها السَّوافِي في جمَيعِ الأقالِمِ
ومَا الدِّينُ إلاَّ الحُبُّ والبُغْضُ والوَلا ** عَلَيْها السَّوافِي في جمَيعِ الأقالِمِ
ومَا الدِّينُ إلاَّ الحُبُّ والبُغْضُ والوَلا ** كَذاكَ البرَا مِنْ كُلِّ غاوٍ وآثِمِ
وَلَيْسَ لَها مِنْ سالِكٍ مُتَمَسِّكٍ ** بِدينِ النَّبِيِّ الأبْطَحِيِّ ابنِ هَاشِمِ

فَلسْنا نَرى مَا حَلَّ بالدِّينِ وانْمَحَتْ ** بِهِ الِملَّةُ السَّمْحَاءُ إحْدى القَواصِمِ
فَنأْسَى عَلى التَّقصيرِ مِنّا وَنَلْتَجي ** إلى اللهِ في مَحْو الذُّنوبِ العَظائِمِ
فنَشْكوا إلى اللهِ القُلوبَ الَّتي قَسَتْ ** وَرانَ عَلَيْها كَسْبُ تِلْكَ المآثِمِ
أَلَسْنا إذا مَا جَاءَنا مُتَضَمِّخٌ ** بِأوْضارِ أهْلِ الشِّرْكِ مِنْ كُلِّ ظالِمِ
نَهُشُّ إلَيْهِمْ بالتَّحيَّةِ والثَّنا ** ونُهْرَعُ في إكْرامِهِمْ بالوَلائِمِ

قول الشيخ رحمه الله: "أو صحح مذهبهم": يدخل فيه ما يدعو إليه كثير من أهل هذا الزمان، ممن يدعون إلى الاشتراكية، أو يدعو إلى العلمانية، أو إلى البعثية؛ فهذه كلها فرق ضالة كافرة، وإن تسمى أصحابها باسم الإسلام؛ لأن الأسماء لا تغير الحقائق.


ونشكوا إلى الله ما حلَّ بنا في هذا العصر الغريب، فقد انقلبت الموازين فأصبح الكثير يتعاملون مع الأسماء دون المسميات ومع الدعاوي دون البينات. فعدو الله الذي يحارب الدين ليلاً ونهاراً سرًّا وجهاراً قد صار مؤمناً موحداً عند الجهال المغفلين وأهل الشهوات، بدعوى أنه يتلفظ بالشهادتين، وما يغني عنه تلفظه بالشهادتين وقد صار جنديًّا من جنود إبليس، وحرباً على هذا الدين بالنفس والمال فالله المستعان.

* * * * *
ــــــــــــــــــــــــ
([1]) الممتحنة: 4.
([2]) البقرة: 256.
([3]) المائدة: 51.
([4]) آل عمران: 28.
([5]) الزخرف: 27.
([6]) التوبة: 123.
([7]) التوبة: 5.
([8]) التوبة: 23.
([9]) المجادلة: 22.
([10]) الممتحنة: 1.
([11]) رواه البخاري (1/ 204 –فتح) من حديث أبي جحيفة عن علي به.
([12]) التوبة: 28.
([13]) البقرة: 120.
([14]) رواه: أبو داود، والترمذي، من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير به، ورواته ثقات، ولكن أعله الترمذي وغيره بالإرسال. وهو الحق ولكن يشهدله ما بعده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع

سلمان الراشد 2015- 12- 16 03:46 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
الناقض الرابع من نواقض الإسلام


قال رحمه الله: ((الرابع : ومن اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو حكم غيره أحسن من حكمه؛ كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه)).


المسألة الأولى:

أما المسألة الأولى، وهي: "من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه"، فهي مسألة عظيمة خطيرة، تردي بمعتقدها إلى الجحيم؛ لأن ذلك مصادمة للمنقول والمعقول.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة الجمعة:
"أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد".

أخرجه مسلم([1]) وغيره من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به.

فلا شك ولا ريب أن هدي محمد صلى الله عليه وسلم أكمل الهدي؛ لأنه وحي يوحى إليه؛ كما قال الله جل وعلا -: (إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى(4))
([2]).


ولذلك أجمع العلماء الذين يعتد بإجماعهم على أن السنة هي الأصل الثاني من أصول التشريع الإسلامي، وأنها مستقلة بتشريع الأحكام، وهي كالقرآن في التحليل والتحريم.

ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمر لما رأى معه كتاباً أصابه من بعض أهل الكتاب :" أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده؛ لقد جئتكم بها بيضاء نقية.." الحديث، أخرجه أحمد وغيره وفي إسناده مجالد بن سعيد قال عنه أحمد ليس بشيء وضعفه يحيى ابن سعيد وابن مهدي وغيرهما.


فشريعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة لجميع الشرائع، وهي أسهلها و أيسرها؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الأديان إلى الله الحنيفية السمحة". [حسن بشواهده] أخرجه أحمد في "المسند" [ح2107]، والبخاري في "الأدب المفرد" [ص108 ح287]، وفي "الصحيح" معلَّقًا، والطبراني في "الكبير" [11/227 ح11572]، وعبد بن حميد في "مسنده"
[ص199 ح569].


فكيف مع ذلك يكون هدي غيره أكمل من هديه، وقد جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: "والذي نفسي بيده؛ لو كان موسى بين أظهكم، ثم اتبعتموه وتركتموني ، لضللتم ضلالاً بعيداً" ؟!

والله جل وعلا - قد امتن على هذه الأمة بأن أكمل لها الدين وأتم عليها النعمة، وذلك بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم.

فقال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً) ([3]).

فما رضيه الله لنا؛ فنحن نرضاه؛ لأنه الدين الذي أحبه ورضيه وبعث به أفضل المرسلين.


قال الله -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الأِسْلام) ([4]).

وقال -تعالى-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ(85)) ([5]).

فكل من ابتغى غير هذا الدين؛ فهو من الكافرين.
المسألة الثانية:

وأما المسألة الثانية، وهي: "من اعتقد أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه"، فهذا كافر بإجماع أهل العلم، ومن هؤلاء الكفار الذين يفضلون أحكام الطواغيت الوضعية على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء كفار؛ لتفضيلهم أحكام أناس مثلهم -بل قد يكونون دونهم- على حكم رسول رب العالمين، الذي بعثه الله هدى للعالمين، وليخرج الناس من الظلمات إلى النور.

قال تعالى-: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(1)) ([6]).

وينبغي لكل مسلم ومسلمه أن يعلم أن حكم الله ورسوله مقدمٌ على كل حكمٍ، فما من مسألة تقع بين الناس؛ إلا ومردها إلى حكم الله ورسوله، فمن تحاكم إلى غير حكم الله ورسوله؛ فهو كافر؛
كما ذكر الله ذلك في سورة النساء :

فقال –تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً(60)) الآية إلى أن قال جل وعلا: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً(65)) ([7]).


أقسم الله جل وعلا - بنفسه أنهم لا يؤمنون حتى يستكملوا ثلاثة أشياء:

1- أن يحكموا الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور.

2- أن لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضى به.

3- أن يسلموا تسليماً كاملاً لحكمه.

وكيف يرضى العاقل أن تجري عليه أحكام المخلوقين التي هي نُحاتة أفكار وزبالة أذهان بدلاً من حكم الله الذي أنزله على رسوله،
ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ؟!

وكذلك أيضاً فإن أحكام المخلوقين مبنية على الظلم والجور
وأكل أموال الناس بالباطل.

وانظروا ماذا حل بكثير من الدول لما خرجوا عن حكم الله ورسوله، ورضوا بأحكام المخلوقين؟! الظلم ديدنهم، والباطل والفجور جارٍ بينهم؛ من غير منكر ولا نكير، نشأ على هذا الصغير، وهرِم عليه الكبير، حتى تغيرت فطرهم، فهم يعيشون معيشة بهيمية، وهكذا يعيش كل من خرج عن حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قال الله -تعالى-: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ(44))
([8]).

والحكم بما أنزل الله، واعتقاد أن حكم الرسول أحسن من حكم غيره: من مقتضيات شهادة أن (لا إله إلا الله)، ومن زعم أن حكم غير الرسول أحسن من حكم الرسول؛ فهذا لم يعرف معنى (لا إله إلا الله)، بل أتى بما يناقضها؛ لأن الانقياد شرطٌ من شروط هذه الكلمة العظيمة، التي بها قامت السماوات والأرض، ومن أجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، ومن أجلها شرع الجهاد، ومن أجلها افترق الناس إلى شقي وسعيد، فمن عرفها وعمل بها مستكملاً شروطها وأركانها؛ فقد تبرأ من حكم غير الله والرسول.

وقد تغيرت الأحوال، خصوصاً في هذا الزمان الذي يشبه أزمان الفترات، فاعتاضوا عن كلام الله ورسوله وحكم الله ورسوله بآراء اليهود والنصارى، الذين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، ورضوا بتحكيم آراء الرجال.

ولله در العلامة ابن القيم حيث يقول:

واللهِ مَا خَوْفِي الذُّنوبَ فإنَّها ** لَعَلى سَبيلِ العَفْوِ والغُفْرانِ
لكِنَّما أخْشى انْسِلاخَ القَلبِ عَنْ ** تَحْكيمِ هَذا الوَحْيِ والقُرْآنِ
وَرِضاً بِآراءِ الرِّجالِ وَخَرْصِها ** لا كانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ المَنَّانِ


فإلى الله المشتكى، وبه المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


ويدخل فيما تقدم من الكفر والضلال قول من يقول: إن إنفاذ حكم الله في رجم الزاني المحصن وقطع يد السارق لا يناسب هذا العصر الحاضر؛ فزماننا قد تغير عن زمن الرسول والدول الغربية تعيبنا في هذا!! فهذا المارق قد زعم أن حكم أهل هذا العصر أحسن من حكم النبي صلى الله عليه وسلم وأهدى سبيلاً.

وكذلك يدخل في ذلك من قال: إنه يجوز في هذا العصر الحكم بغير ما أنزل الله !! لأنه قد استحل محرماً مجمعاً على تحريمه. والله أعلم.

* * * * *

ـــــــــــــــــــــ
([1]) صحيح مسلم [ 6/153-نووي ]
([2]) النجم: 4.
([3]) المائدة: 3.
([4]) آل عمران: 19.
([5]) آل عمران: 85.
([6]) إبراهيم: 1.
([7]) النساء: الآيات 60-65.
([8]) المائدة: 44. قال شيخ الإسلام في الاقتضاء [ 1 208 ] [ وفرق بين الكفر المعروف باللام كما في قوله صلى الله عليه وسلم "ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة" وبين كفر منكر في الإثبات ] ا. هـ فالكفر المعرف بالألف واللام لا يحتمل في الغالب إلا الأكبر كقوله تعالى: (فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) فيمن حكم بغير ما أنزل الله، وما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه من قوله (كفر دون كفر) فلا يثبت عنه فقد رواه الحاكم في مستدركه (2/ 313) من طريق هشام بن حجير عن طاوس عن ابن عباس به وهشام ضعفه أحمد ويحيى. وقد خولف فيه أيضاً فرواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال سئل ابن عباس عن قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)) قال هي كفر، وهذا هو المحفوظ عن ابن عباس أي أن الآية على إطلاقها،وإطلاق الآية يدل على أن المراد بالكفر هو الأكبر إذ كيف يقال بإسلام من نحى الشرع واعتاض عنه بآراء اليهود والنصارى وأشباههم. فهذا مع كونه تبديلا للدين المنزل هو إعراض أيضاً عن الشرع المطهر، وهذا كفر آخر مستقل. وأما ما رواه ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس أنه قال (ليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وبكذا وبكذا) فليس مراده أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر. ومن فهم هذا فعليه الدليل وإقامة البرهان على زعمه، والظاهر من كلامه أنه يعني أن الكفر الأكبر مراتب متفاوتة بعضها أشد من بعض، فكفر من كفر بالله وملائكته واليوم الآخر أشد من كفر الحاكم بغير ما أنزل الله. ونحن نقول أيضاً: إن كفر الحاكم بغير ما أنزل الله أخف من كفر من كفر بالله وملائكته.. ولا يعني هذا أن الحاكم مسلم وأن كفره كفر أصغر، كلا بل هو خارج عن الدين لتنحيته الشرع، وقد نقل ابن كثير الإجماع على هذا، فانظر البداية والنهاية
[ 13 / 119 ].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع

سلمان الراشد 2015- 12- 17 10:44 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
الناقض الخامس من نواقض الإسلام


قال - رحمه الله -: ((الخامس : من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به ؛ كفر)).



وهذا باتفاق العلماء؛ كما نقل ذلك صاحب "الإقناع" وغيره.


وبغض شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم-سواء كان من الأقوال أو الأفعال- نوع من أنواع النفاق الاعتقادي الذي صاحبه في الدرك الأسفل من النار.
فمن أبغض شيئأً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أمراً كان أونهياً؛ فهو على خطر عظيم.

فمن ذلك ما يتفوه به كثير من الكتاب الملحدين الذين تغذوا بألبان الإفرنج، وخلعوا ربقة الإسلام من رقابهم من كراهيتهم لتعدد الزوجات؛ فهم يحاربون تعدد الزوجات بشتى الوسائل، وما يعلم هؤلاء أنهم يحاربون الله ورسوله، وأنهم يردون على الله أمره.

ومثل هؤلاء في الكفر والبغض لما جاء به الرسول من يكره كون المرأة ليست بمنزلة الرجل؛ ككرههم أن تكون دية المرأة نصف دية الرجل، وأن شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد، وغير ذلك؛ فهم مبغضون لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

"ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن.." الحديث، متفق عليه، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

فلذلك تجدهم يمدون ألسنتهم نحو هذا الحديث العظيم: إما بصرفه عن ظاهره، وإما بتضعيفه، بحجة أن العقل يخالفه، وإما بمخالفته للواقع.. وغير ذلك مما هو دال ومؤكد لبغضهم لما جاء به الرسول.

وهؤلاء كفار، و إن عملوا بمدلول النص، فهم لم يستكملوا شروط (لا إله إلا الله) لأن من شروطها: المحبة لما دلت عليه، والسرور بذلك، وانشراح الصدر، وهؤلاء ضاقت صدورهم وحرجت وأبغضوا ما دلت عليه وهذا هو عين فعل المنافقين، الذين يفعلون كثيراً من محاسن الشريعة الظاهرة لشيء ما، مع بغضهم لها.

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه؛ دخل الجنة"([1])، فقوله: "خالصاً من قلبه" خرج بذلك المنافق؛ لأنه لم يقلها خالصة من قلبه، إنما قالها ليعصم دمه وماله.


قال الله -تعالى- حاكماً بكفر من كره ما أنزل على رسوله: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(9) ([2]).

فالله جل وعلا - أحبط أعمالهم، وجعلها هباءً منثوراً؛ بسبب كراهيتهم ما أنزل على رسوله من القرآن الذي جعله الله فوزاً وفلاحاً للمتمسكين به، المؤتمرين بأمره، المنتهين عن نهيه.

وكل من كره ما أنزل الله؛ فعمله حابط، وإن عمل بما كره؛ كما قال –تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)
(28) ([3]).

وهذا من أعظم ما يخيف المسلم: أن يكون كارهاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد يكمن هذا في النفس، ولا يشعر به إلا بعد برهة من عمره، ولذلك ينبغي الإكثار من قوله: "يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك"؛ لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.


ومما ينبغي التنبيه عليه أن كثيراً من الناس قد تبين له منكراً ما، فيرفض القبول، ولا يقبل ما تقول؛ خصوصاً عند ارتكابه، فهذا لا يطلق عليه أنه مبغض لما جاء به الرسول دون تفصيل؛ لأنه قد لا يقبل الحق الذي جئته به، لا لأنه حق، ولكن لسوء تصرفك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلو جاءه غيرك، وبيَّن له نفس المنكر، لقبل وانقاد، أو أنه لا يقبل منك لما بينك وبينه من شيء ما، فهذا لا يسمى مبغضاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهناك من الناس من يُلزِمُ صاحب المعصية بما لا يَلْزَمُ، فيُلزِمُ حالق اللحية ومسبل الإزار وشارب الخمر مثلاً وغيرهم ببغض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمر بإعفاء اللحية وعدم الإسبال والنهي عن شرب الخمر، فيقول لهم: لولا أنكم تبغضون ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، لما فعلتم هذه المنكرات.

وهذا إلزام باطل؛ فهناك من الصحابة رضي الله عنهم من حصلت منه بعض المخالفات – كشرب الخمر مثلاً - ولم يلزمه أحد من الصحابة بذلك الإلزام، بل لما أُتى بشارب الخمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولعنه بعض الصحابة وقال: ما أكثر ما يُؤتى به! نهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن لعنه، وقال:
"إنه يحب الله ورسوله" ([4]).


وإلزام هؤلاء بذلك يقتضي إخراج أهل الكبائر من الإسلام، وهذا مخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة من أن أهل الكبائر تحت المشيئة: إن شاء الله عفا عنهم وإن شاء عذبهم على قدر جرمهم، ثم مآلهم إلى الجنة، والله أعلم.

* * * * *


ــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) رواه: أحمد (5 / 236)، وابن حبان (1 / 429) من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله، وسنده صحيح.
([2]) محمد: 8-9.
([3]) محمد: 28.
([4]) رواه البخاري (12 / رقم 6780 –الفتح) من طريق سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب به.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع

سلمان الراشد 2015- 12- 17 10:58 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
الناقض السادس من نواقض الإسلام

قال رحمه الله: ((السادس : من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم، أو ثوابه، أو عقابه؛ كفر، والدليل قوله –تعالى-: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)([1]).

الاستهزاء بشيء مما جاء به الرسول كفر بإجماع المسلمين، ولو لم يقصد حقيقة الاستهزاء؛ كما لو هزل مازحاً.

وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وغيرهم عن عبد الله ابن عمر؛ قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوماً: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء: أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء. فقال رجل في المجلس: كذبت! ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم


. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل القرآن. قال عبد الله: فأنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكبه وهو يقول: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونلعب، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (65) ([2]).

فقولهم: "إنما كنا نخوض ونلعب"؛ أي: إننا لم نقصد حقيقة الاستهزاء، وإنما قصدنا الخوض واللعب، نقطع به عناء الطريق، كما في بعض روايات الحديث، ومع ذلك كفَّرهم الله -جل وعلا-؛ لأن هذا الباب لا يدخله الخوض واللعب؛ فهم كفروا بهذا الكلام، مع أنهم كانوا من قبل مؤمنين.

وأما قول من قال: "إنهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أولاً بقلوبهم"؛ فقد رده شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وقال: "إن الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر، فلا يُقال: (قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) ([3])، فإنهم لم يزالوا كافرين في نفس الأمر"([4]).

فمن استهزأ بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ كالاستهزاء بالعلم الشرعي وأهله لأجله، وكالاستهزاء بثواب الله وعقابه، والاستهزاء بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من أجل أمرهم به أو نهيهم عنه، وكالاستهزاء بالصلاة سواء كانت نافلة أو فريضة، وكذلك الاستهزاء بالمصلين لأجل صلاتهم،وكذلك الاستهزاء بمن أعفى لحيته لأجل إعفائها، أو بتارك الربا لأجل تركه؛ فهو كافر.

والاستهزاء بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من صفات المنافقين؛ كما قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (36) ([5]).

وقد قسم غير واحد من أهل العلم([6]) الاستهزاء بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

أحدهما: الاستهزاء الصريح؛ كالذي نزلت فيه الآية وهو قولهم: "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء: أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء"، أو نحو ذلك من أقوال المستهزئين.

الثاني: غير الصريح: وهو البحر الذي لا ساحل له، مثل: الرمز بالعين، وإخراج اللسان، ومد الشفة، والغمزة باليد عند تلاوة كتاب الله أو سنة رسول الله r أو عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


ويجب على كل مسلم أن يصارم المستهزئين بدين الله وبما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو كانوا أقرب الناس إليه، وأن لا يجالسهم، لئلا يكون منهم؛ كما قال الله جل وعلا -: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) (140) ([7]).


فمن سمع آيات الله يكفر بها، ويستهزأ بها وهو جالس معهم مع رضاه بالجلوس معهم، فهو مثلهم في الإثم والكفر والخروج عن الإسلام؛ كما قال –تعالى-: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ) ([8])، أي: شبهاءهم ونظراءهم.
* * * * *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) التوبة: 65 – 66.
([2]) التوبة: 65.
([3]) التوبة: 66.
([4]) وقال رحمه الله في كتاب "الإيمان" (ص 273) على هذه الآية: (قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ...) الآية.
"دل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفراً، بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر، فبين أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه، فدل على أنه كان عندهم إيمان ضعيف، ففعلوا هذا المحرم الذي عرفوا أنه محرم ولكن لم يظنوه كفراً وكان كفراً كفروا به، فإنهم لم يعتقدوا جوازه".
([5]) المطففين: 29-36.
([6]) منهم الإمام محمد بن عبد الوهاب، كما في "حكم المرتد" (ص 105)، وحمد بن عتيق، كما في "مجموعة التوحيد".
([7]) النساء: 140 .
([8]) الصافات: 22.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع

سلمان الراشد 2015- 12- 17 11:26 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
الناقض السابع من نواقض الإسلام

قال رحمه الله: ((السابع : السحر، ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به؛ كفر، والدليل قول الله: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُر)
[80] )).

السحر يُطلق في اللغة على ما خفي ولطف مأخذه ودق.

ومنه قول العرب في الشيء إذا كان شديداً خفاؤه: "أخفى من السحر".

ومنه قول مسلم بن الوليد الأنصاري:

جعلت علامات المودة بيننا **** مصائد لحظ هن أخفى من السحر
فأعرف منها الوصل في لين طرفها
****
وأعرف منها الهجر في النظر الشزر

وتعريفه في الشرع: عُقدٌ ورقى يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين لتضر المسحور.

وقيل في تعريفه غير ذلك.

ولكن قال الشنقيطي رحمه الله: "اعلم أن السحر لا يمكن حدُّه بحد جامع مانع؛ لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته، ولا يتحقق قدر مشترك بينها يكون جامعاً لها مانعاً لغيرها، ومن هنا اختلفت عبارات العلماء في حدة اختلافاً متبايناً" [81].

ومن السحر الصرف والعطف :

فالصرف: صرف الرجل عما يهواه؛ كصرفه مثلاً عن محبة زوجته إلى بغضها.

والعطف: عمل سحري كالصرف، ولكنه يعطف الرجل عما لا يهواه إلى محبته بطرق شيطانية.

والسحر محرم في جميع شرائع الرسل.

فصل

تتعلق بالسحر عدة مسائل، نذكرها مع إردافها بشيء من أقوال العلماء؛ لأهمية هذا الباب، ولانتشاره في غالب أقطار الأرض. فنقول:

المسألة الأولى: هل للسحر حقيقة ؟

قد دل قوله جل وعلا: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) [82] على أن للسحر حقيقة، وإلا، لم يأمر الله بالاستعاذة منه.

وكذلك قوله تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) [83]، فهذه الآية تدل عل أن للسحر حقيقة تكون سبباً للتفريق بين المرء وزوجه.

ومما يدل أيضاً على أن له حقيقة: حديث عائشة - رضي الله عنها -: "أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحرَ، حتى إنه ليُخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، وأنه قال لها ذات يوم: أتاني ملكان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب. قال: من طبَّه؟ قال: لبيد ابن الأعصم في مشط ومشاطة، وفي جف طلعة في بئر ذروان". رواه الإمام أحمد والبخاري، ومسلم، وغيرهم.

وهذا القول هو قول أهل السنة، وعليه جمهور علماء المسلمين.

وذهب بعضهم إلى أنه لا حقيقة له، وهو مذهب المعتزلة المنعزلة عن الكتاب والسنة، واستدلوا بقوله تعالى: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [84]، ولم يقل: تسعى على الحقيقة, وقالوا: إن السحر إنما هو تمويه وتخيل وإيهام لكون الشيء لا حقيقة له، وأنه ضربٌ من الشعوذة!

قال العلامة ابن القيم رحمه الله [85]: "وهذا خلاف ما تواترت به الآثار عن الصحابة والسلف، واتفق عليه الفقهاء وأهل التفسير والحديث وأرباب القلوب من أهل التصوف، وما يعرفه عامة العقلاء، والسحر الذي يؤثر مرضاً وثقلاً وحلاًّ وعقداً وحبًّا وبغضاً وتزييفاً وغير ذلك من الآثار موجود تعرفه عامة الناس.." إلخ كلامه.

وقال القرطبي بعدما ذكر قول المعتزلة واستدلالهم: "وهذا لا حجة فيه؛ لأنا لا ننكر أن يكون التخيل وغيره من جملة السحر، ولكن ثبت وراء ذلك أمور جوَّزها العقل، وورد بها السمع:

فمن ذلك ما جاء في هذه الآية من ذكر السحر وتعليمه (يعني: قوله تعالى: (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ... الآية [86]))، ولو لم يكن له حقيقة؛ لم يمكن تعليمه، ولا أخبر أنهم يعلمونه الناس، فدل على أن له حقيقة.

وقوله تعالى في قصة فرعون: (وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [87]. وسورة الفلق، مع اتفاق المفسرين على أن سبب نزولها ما كان من سحر لبيد بن الأعصم".

ثم ساق الحديث - وقدمناه - ثم قال: "وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حل السحر: "إن الله شفاني" والشفاء إنما يكون برفع العلة وزوال المرض، فدل على أن له حقًّا وحقيقة، فهو مقطوع به، بإخبار الله تعالى ورسوله عن وجوده ووقوعه، وعلى هذا أهل الحل والعقد الذين ينعقد بهم الإجماع، ولا عبرة مع اتفاقهم بحثالة المعتزلة ومخالفتهم أهل الحق.." إلخ.

المسألة الثانية: في حكم الساحر:

اختلف العلماء رحمهم الله في الساحر: هل يكفر أم لا؟

ظاهر كلام المصنف رحمه الله أنه يكفر؛ لقوله تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) [88]، وهو مذهب الإمام أحمد رحمه الله ومالك وأبي حنيفة، وعليه الجمهور.

وذهب الشافعي رحمه الله إلى أنه إذا تعلم السحر، يقال له: صف لنا سحرك. فإن وصف ما يستوجب الكفر - مثل سحر أهل بابل من التقرب للكواكب، وأنها تفعل ما يطلب منها -؛ فهو كافر، وإن كان لا يصل إلى حد الكفر واعتقد إباحته، فهو كافر لاستحلاله المحرم، وإلا؛ فلا.

وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله: "التحقيق في هذه المسألة هو التفصيل: فإن كان السحر مما يُعظم فيه غير الله، كالكواكب والجن وغير ذلك مما يؤدَّى إلى الكفر؛ فهو كفر بلا نزاع، ومن هذا النوع سحر هاروت وماروت المذكور في سورة البقرة؛ فإنه كفر بلا نزاع؛ كما دل عليه قوله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [89]، وقوله تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) [90]، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) [91]، وقوله تعالى: (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) [92].

وإن كان السحر لا يقتضي الكفر؛ كالاستعانة بخواص بعض الأشياء من دهانات وغيرها؛ فهو حرام حرمة شديدة، ولكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر.

وهذا هو التحقيق إن شاء الله [93] تعالى في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء" اه كلامه رحمه الله.

واعلم أن الساحر على كلا الحالتين يجب قتله على القول الصحيح، لأنه مفسد في الأرض، يفرق بين المرء وزوجه، وبقاؤه على وجه الأرض فيه خطر كبير وفساد عظيم على الأفراد والمجتمعات ففي قتله قطع لفساده وإراحة للعباد والبلاد من خبثه، وسيأتي إن شاء الله أنه ليس بين الصحابة اختلاف في قتل الساحر.

المسألة الثالثة: في قتل الساحر والساحرة:

قد اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة على قولين:

القول الأول: وهو قول الجمهور: إنه يقتل، وبه قال مالك وأحمد رحمهما الله.

القول الثاني: إنه لا يقتل إلا إذا عمل عملاً يبلغ به الكفر، وهو قول الشافعي رحمه الله.

واحتج أصحاب القول الأول بأدلة:

# منها ما رواه الترمذي والحاكم وابن عدي والدار قطني وغيرهم من طريق إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن جندب؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حد الساحر ضربه بالسيف".

قال الترمذي: "لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث، والصحيح عن جندب موقوف".

قلت: وإسماعيل بن مسلم: قال عنه أحمد منكر الحديث وقال ابن معين ليس بشيء. وقال الذهبي: (متفق على تضعيفه).

# واستدلوا أيضاً بما رواه أحمد وغيره بسند صحيح عن بجالة؛ قال: "أتانا كتاب عمر قبل موته بسنة: أن اقتلوا كل ساحر, (وربما قال سفيان: وساحرة)، وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس، وانهوهم عن الزمزة. فقتلنا ثلاث سواحر.." الحديث [94].

# واستدلوا أيضاً بما جاء عن حفصة - رضي الله عنها - أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها.

وهذا الأثر رواه مالك في "الموطأ" وسنده منقطع، ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في "المسائل" والبيهقي عنها بسند صحيح، وصححه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في "كتاب التوحيد".

وهذا القول - وهو قتل الساحر مطلقاً - هو الصواب، ولا يُعلَم لعمر وجندب وحفصة - رضي الله عنهم - مخالف من الصحابة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر [95]، وقال: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" [96]، وهذا حديث صحيح.

وأما الذين قالوا: إن الساحر لا يقتل إذا لم يبلغ بسحره الكفر، فاستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة".
رواه: البخاري، ومسلم. وفي الاستدلال به نظر من وجوه كثيرة.

وأما عدم قتل النبي صلى الله عليه وسلم للبيد بن الأعصم، فهو خشية إثارة الفتنة، والله أعلم، مع أن بعض العلماء قال: هذا خاص بالذمي، والصواب أن الذمي والمسلم سواء في قتلهم.

المسألة الرابعة: حل السحر عن المسحور، وهي النشرة:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "حل السحر عن المسحور نوعان:
أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن
(وهو: لا يحل السحر إلا ساحر)، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.

والثاني: النشرة بالرقية والتعويذات والأدوية والدعوات المباحة؛ فهذا جائز".

أما ما رواه البخاري في "صحيحه" معلقاً: "عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته؛ أيحل عنه أو ينشر؟ قال لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع، فلم ينه عنه".

فهو محمول على نوع من النشرة لا محذور فيه؛ لأن الحديث قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سُئل عن النشرة: "هي من عمل الشيطان".

رواه أحمد في "مسنده" [97] وأبو داود من طريق أحمد عن عبد الرزاق حدثنا عقيل بن معقل سمعت وهب بن منبه يحدث عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وسنده حسن.

وأما الذهاب إلى السحرة والكهان والمنجمين والعرافين لسؤالهم فهذا جرم عظيم وخطأ كبير، يترتب عليه عدم قبول صلاة أربعين ليلة، لما روى مسلم في صحيحه (2230)
من حديث يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة".

وأما إن سألهم وصدّقهم فهو كافر بما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما رواه الحاكم (1/8) بسند صحيح من طريق عوف عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وروى البزار (2/443) بسند صحيح عن ابن مسعود موقوفاً " من أتى كاهناً أو ساحراً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

--------------------
[80] البقرة: 102.
[81] أضواء البيان: 4/444.
[82] الفلق: 4.
[83] البقرة: 102.
[84] طه: 66.
[85] "بدائع الفوائد" (2/227).
[86] البقرة: 102.
[87] الأعراف: 116.
[88] البقرة: 102.
[89] البقرة: 102.
[90] البقرة: 102.
[91] البقرة:102.
[92] طه: 69.
[93] أضواء البيان: 4/456.
[94] الحديث مخرج في "البخاري" ولكن في بعض النسخ ليس فيه: "اقتلوا كل ساحر" والأثر أخرجه أيضاً أبو داود؛ فليعلم.
[95] رواه: أحمد (5/399)، والترمذي (10/147 - تحفة الأحوذي).
[96] رواه الترمذي (1/169 – تحفة الأحوذي)، وقال: "حديث حسن صحيح غريب".
[97] (3/294).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع

سلمان الراشد 2015- 12- 17 12:54 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
الناقض الثامن من نواقض الإسلام؛

قال رحمه الله: ((الثامن :مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين،
والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
[98] )).

قوله: "المظاهرة"، أي: المناصرة.

ومظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين فتنة عظيمة قد عمت فأعمت، ورزية رمت فأصمت، وفتنة دعت القلوب فأجابها كل قلب مفتون بحب المشركين، ولا سيما في هذا الزمن، الذي كثر فيه الجهل، وقل فيه العلم، وتوفرت فيه أسباب الفتن، وغلب الهوى واستحكم، وانطمست أعلام السنن والآثار.

وعندي أن هذا كله بسبب الإعراض عن تعلم العلوم الشرعية، والإقبال على تعلم العلوم اليونانية والفلسفية، فلا حول ولا قوة إلا بالله، عاد المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، نشأ على هذا الصغير، وهرم عليه الكبير، فصاحب الحق اليوم غريب بين الناس، غريب بين أهله، إن طلب مساعداً، لم يجده، وإن طلب صاحب سنة، لم يحصله إلا بكلفة ومشقة، استحكمت غربة الإسلام، وعاد الإسلام غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء، الذين يصلحون ما أفسد الناس.

ومن ذلك [99] التحذير من مظاهرة المشركين على المسلمين ومعاونتهم؛ لأن مظاهرتهم ردة عن الإسلام.

وقد سُئل العلامة عبد الله بن عبد اللطيف عن الفرق بين الموالاة والتولي؟ فأجاب بأن التولي: "كفر يخرج عن الملة، وهو كالذَّبِّ عنهم وإعانتهم بالمال والبدن والرأي".

ولو أن المسلمين صاروا يداً واحده على هؤلاء الطغاة المجرمين، وتناصروا فيما بينهم وتعاونوا، لصار للإسلام والمسلمين شأن غير ما نحن فيه الآن، ولصار الكفار أذلاء، يدفعون الجزية كما كانوا يدفعونها للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه عن يد وهم صاغرون , ثم اعلم أنَّ إعانة الكفار تكون بكل شيء يستعينون به ويتقوون به على المسلمين من عَدَدٍ وعُدَد.

--------------------
[98] المائدة: 51.
[99] أي: الإصلاح.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع

سلمان الراشد 2015- 12- 17 01:26 PM

رد: من الألف إلى الياء
 


الناقض التاسع من نواقض الإسلام؛


قال رحمه الله: (( التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر)).

وذلك لتضمنه تكذيب قول الله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [100].

وأخرج أحمد وأبو داود والطيالسي والدارمي وغيرهم عن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا، ثم قال: "هذا سبيل الله" ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: "هذه سبل متفرقة، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه"، ثم قرأ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [101]. وأخرجه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد".

فمن رغب الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، أو ظن الاستغناء عنها؛ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.

وقد بوب الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في "فضل الإسلام" باباً عظيماً، فقال: "باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل
ما سواه".

ولا شك أن الكتاب يأمرنا بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعدم الخروج عن طاعته، بل إن الخروج عن طاعته من الأسباب الموجبة للنار؛ كما في "مسند أحمد" و"صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة؛ إلا من أبى". قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".

ثم ساق الشيخ رحمه الله قوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ... الآية) [102].

روى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة، فقال: أمتهوكون يا ابن الخطاب ؟! لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيًّا، واتبعتموه، وتركتموني، لضللتم".

وفي رواية: "ولو كان موسى حيًّا، ما وسعه إلا اتباعي". فقال عمر: رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبيًّا.

وهذا الحديث نص على أنه لا يسع أحداً الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم والأدلة على هذا كثيرة.

ولما كان الصحابة رضي الله عنهم أعلم الناس بالله، وأقوى الناس إيماناً؛ ما كانوا يعرفون غير اتباعه واحترامه وتوقيره واتباع النور الذي أنزل إليه، وما ذاك إلا لأن الله اصطفاهم لصحبة نبيه؛ فقد أخرج الإمام أحمد والبزار وغيرهما بسند حسن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: "إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسناً؛ فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً؛ فهو عند الله سيئ".

وافترض الله على جميع الناس طاعته، فمنهم من أطاع،
ومنهم من عصى.

وانقسمت الأمة إلى قسمين:

أ) أمة إجابة، وهم الذين أطاعوه واتبعوا النور الذي معه.
ب) وأمة دعوة، وهم الذين استكبروا عن طاعته ومتابعته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد كلام سبق [103]:
"ومن هؤلاء من يظن أن الاستمساك بالشريعة أمراً ونهياً إنما يجب عليه ما لم يحصل له من المعرفة أو الحال، فإذا حصل له؛ لم يجب عليه حينئذ الاستمساك بالشريعة النبوية، بل له حينئذ أن يمشي مع الحقيقة الكونية القدرية، أو يفعل بمقتضى ذوقه ووجده وكشفه ورأيه؛ من غير اعتصام بالكتاب والسنة، وهؤلاء منهم من يعاقب بسلب حاله حتى يصير منقوصاً عاجزاً محروماً، ومنهم من يعاقب بسلب الطاعة حتى يصير فاسقاً، ومنهم من يعاقب بسلب الإيمان حتى يصير مرتداً منافقاً أو كافراً معلناً، وهؤلاء كثيرون جدًّا، وكثير من هؤلاء يحتج بقصة موسى والخضر".

وقال رحمه الله بعد هذا الكلام بورقة: "وأما احتجاجهم بقصة موسى والخضر، فيحتجون بها على وجهين:

أحدهما: أن يقولوا: إن الخضر كان مشاهداً الإرادة الربانية الشاملة والمشيئة الإلهية العامة - وهي الحقيقة الكونية - فلذلك سقط عنه الملام فيما خالف فيه الأمر والنهي الشرعي، وهو من عظيم الجهل والضلال، بل من عظيم النفاق والكفر؛ فإن مضمون هذا الكلام: أن من آمن بالقدر، وشهد أن الله رب ك شيء؛ لم يكن عليه أمر ولا نهي وهذا كفر بجميع كتب الله ورسوله وما جاؤوا به من الأمر والنهي.. إلخ.

وأما الوجه الثاني: فإن من هؤلاء من يظن أن من الأولياء من يسوغ له الخروج عن الشريعة النبوية كما ساغ للخضر الخروج عن متابعة موسى، وأنه قد يكون للولي في المكاشفة والمخاطبة ما يستغني به عن متابعة الرسول في عموم أحواله أو بعضها، وكثير منهم يفضل الولي في زعمه - إما مطلقاً وإما من بعض الوجوه - على النبي؛ زاعمين أن في قصة الخضر حجة لهم.

وكل هذه المقالات من أعظم الجهالات والضلالات، بل من أعظم أنواع النفاق والإلحاد والكفر، فإنه قد عُلم بالاضطرار من دين الإسلام أن رسالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لجميع الناس؛ عربهم وعجمهم، وملوكهم وزهادهم؛ وعلمائهم وعامتهم، وأنها باقية دائمة إلى يوم القيامة، بل عامة الثقلين الجن والإنس، وأنه ليس لأحد من الخلائق الخروج عن متابعته وطاعته وملازمته ما يشرعه لأمته من الدين، وما سنه لهم من فعل المأمورات وترك المحظورات، بل لو كان الأنبياء المتقدمون قبله أحياء؛ لوجب عليهم متابعته ومطاوعته".

إلى أن قال رحمه الله: "بل قد ثبت بالأحاديث الصحيحة: أن المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام : إذا نزل من السماء؛ فإنه يكون متبعاً لشريعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

فإذا كان صلى الله عليه وسلم يجب اتباعه ونصره على من يدركه من الأنبياء؛ فكيف بمن دونهم؟!

بل مما يُعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا يجوز لمن بلغته دعوته أن يتبع شريعة رسول غيره؛ كموسى وعيسى؛ فإذا لم يجز الخروج عن شريعته إلى شريعة رسول فكيف بالخروج عنه والرسل..".

إلى أن قال: "ومما يبين الغلط الذي وقع لهم في الاحتجاج بقصة موسى والخضر على مخالفة الشريعة: أن موسى عليه السلام لم يكن مبعوثاً إلى الخضر، ولا أوجب الله على الخضر متابعته وطاعته، بل قد ثبت في "الصحيحين" أن الخضر قال له: يا موسى! إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه"، وذلك أن دعوة موسى كانت خاصة.

وقد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال فيما فضله الله به على الأنبياء؛ قال: "كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة".

فدعوة محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لجميع العباد، ليس لأحد الخروج عن متابعته وطاعته، ولا استغناء عن رسالته، كما ساغ للخضر الخروج عن متابعة موسى وطاعته؛ مستغنياً عنه بما علمه الله، وليس لأحد ممن أدركه الإسلام أن يقول لمحمد: إنني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، ومن سوغ هذا، أو اعتقد أن أحداً من الخلق الزهاد والعباد أو غيرهم له الخروج عن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ومتابعته؛ فهو كافر باتفاق المسلمين، ودلائل هذا في الكتاب والسنة أكثر من أن تذكر هنا.

وقصة الخضر ليس فيها خروج عن الشريعة، ولهذا؛ لما بين الخضر لموسى الأسباب التي فعل لأجلها ما فعل؛ وافقه موسى، ولم يختلفا حينئذ، ولو كان ما فعله الخضر مخالفاً لشريعة موسى، لما وافقه.." اه المقصود من كلامه رحمه الله، وفيه البيان الشافي في هذه المسألة العظيمة.

وبهذا يتبن أنه لا يجوز لأحد أن يدعي الخروج عن شريعة محمد، كما يدعيه غلاة الصوفية، ويفسرون قوله تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) [104]؛ أي: العلم والمعرفة، ويجوزون لمن حصل عنده علم ومعرفة الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويسقطون عنه التكاليف، وهذا كفر وخروج عن الإسلام باتفاق العلماء.

وما أحسن ما قاله العلامة ابن القيم في "نونيته":

فالكفر ليس سوى العناد ورد ما جاء الرسول به لقول فلان
فانظر لعلك هكذا دون التي قد قالها فتبوء بالخسران

فإذا كان رد ما جاء به الرسول كفراً، فكيف بالخروج عن شريعته بالكلية؟

فالله المستعان.

-------------------------
[100] الأنعام: 153.
[101] الأنعام: 153.
[102] النحل: 89.
[103] "الفتاوى" (11/418 –التصوف).
[104] الحجر: 99.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع

سلمان الراشد 2015- 12- 17 02:12 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
خاتمة

ونختم هذا الشرح بما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في "كشف الشبهات"؛ فإنه كلام، عظيم، يبين ما تقدم ويزيل اللبس والإشكال، لكثرة الواقعين فيه؛ لإعراضهم عن تعلم دينهم، وما أوجب الله عليهم.

قال رحمه الله: "لا خلاف أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا؛ لم يكن الرجل مسلماً.

فإن عرف التوحيد ولم يعمل به؛ فهو كافرٌ معاندٌ؛ كفرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه كثيرٌ من الناس؛ يقولون: هذا حق، ونحن نفهم هذا، ونشهد أنه الحق، ولكنا لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا؛ إلا من وافقهم.. أو غير ذلك من الأعذار، ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه إلا لشيء من الأعذار؛ كما قال تعالى: (اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً) [113] وغير ذلك من الآيات؛ كقوله: (يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) [114].

فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً وهو لا يفهمه أو لا يعتقده بقلبه؛ فهو منافق، وهو شر من الكافر الخالص: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) [115].

وهذا المسألة مسألة كبيرة طويلة، تتبين لك إذا تأملتها في ألسنة الناس، ترى من يعرف الحق ويترك العمل به، لخوف نقص دنيا أو جاه [116] أو مداراةٍ لأحد، وترى من يعمل به ظاهراً، لا باطناً فإذا سألته عما يعتقد بقلبه؛ فإذا هو لا يعرفه.
ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله:

أولاهما: قوله تعالى: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [117].

فإذا تحققت أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع الرسول صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه المزح واللعب؛ تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر أو يعمل به خوفاً من نقص مالٍ أو جاه أو مداراة لأحد أعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها.

والآية الثانية: قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ) [118].

فلم يعذر الله من هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان، وأما غير هذا؛ فقد كفر بعد إيمانه، سواء فعله خوفاً أو طمعاً أو مداراة أو مشحة بوطنه أو أهله أو عشيرته أو ماله أو فعله على وجه المزح أو لغير ذلك من الأغراض؛ إلا المكره؛ فالآية تدل على هذا من وجهين:

الأول: قوله: (إلا مَنْ أُكْرِهَ): فلم يستثن الله تعالى إلا المكره، ومعلوم أن الإنسان لا يكره إلا على الكلام أو الفعل، وأما عقيدة القلب؛ فلا يكره عليها أحد.

الثاني: قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ): فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يمن بسبب الاعتقاد أو الجهل أو البغض للدين أو محبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظًّا من حظوظ الدنيا، فآثره على الدين، والله سبحانه أعلم".

---------------------

[113] التوبة: 9.

[114] البقرة: 146.

[115] النساء: 145.

[116] وهذا كثير في زماننا وقد والله وصل الأمر إلى ما هو أعظم من ذلك فترى من يحارب أهل التوحيد والاتباع ويتقرب إلى أسياده بذمهم وشكايتهم لئلا يقطعو عنه الرشاء ومع ذلك يزعم الإيمان ويظهر التأسف على من نابذ أعداء الله وتقرب إلى الله بمقتهم فقد جمع مع النفاق التفريط في التوحيد وإهمال حقوقه فالله المستعان.

[117] التوبة: 66.
[118] النحل: 106 - 107.
ملحق

إذا علم ما تقدم من النواقض التي تحبط الأعمال وتجعل صاحبها من الخالدين في النار، فليعلم أن المسلم قد يقول قولاً أو يفعل فعلاً قد دل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على أنه كفر ورده عن الإسلام، ولكن لا تلازم عند أهل العلم بين القول بأن هذا كفر وبين تكفير الرجل بعينه.

فليس كل من فعل مكفراً حكم بكفره؛ إذ القول أو الفعل قد يكون كفراً، لكن لا يطلق الكفر على القائل أو الفاعل إلا بشرطه؛ لأنه لا بد أن تثبت في حقه شروط التكفير، وتنتفى موانعه؛ فالمرء قد يكون حديث عهد بإسلام، وقد يفعل مكفراً ولا يعلم أنه مكفر، فإذا بُيِّنَ له؛ رجع وقد ينكر شيئاً متأولاً أخطأ بتأويله.. وغير ذلك من الموانع التي تمنع من التكفير.

وهذا أصل عظيم، يجب تفهمه والاعتناء به؛ لأن التكفير ليس حقًّا للمخلوق، يكفر من يشاء على وفق هواه، بل يجب الرجوع في ذلك إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، فمن كفّره الله ورسوله، وقامت عليه الحجة؛ فهو كافر، ومن لا فلا.

وفي "الصحيحين" وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت؛ أوصى بنيه؛ فقال: إذا أنا مُتُّ؛ فأحرقوني، اسحقوني، ثم ذروني في الريح في البحر، فو الله، لئن قدر عليَّ ربي؛ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً". قال: " ففعلوا ذلك به، فقال للأرض أدى ما أخذت. فإذا هو قائم، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: خشيتك يا رب (أو قال مخافتك)! فغفر له بذلك".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الفتاوى" (3/ 231): فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذُرِّي، بل اعتقد أنه لا يُعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه، فغفر له بذلك، والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أولى بالمغفرة من مثل هذا".

وقال رحمه الله في "المسائل الماردينية": (ص 71): وحقيقة الأمر في ذلك: أن القول قد يكفر كفراً، فيطلق القول بتكفير صاحبه، فيقال: من قال كذا؛ فهو كافر، لكن الشخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها".

والحاصل أن مذهب أهل التحقيق التفريق بين تكفير الفعل وبين تكفير الفاعل، وكذلك الأمر في التبديع هناك فرق بين تبديع القول أو الفعل وبين تبديع القائل أول الفاعل فليس كل من فعل بدعة صار مبتدعاً.

ومن نظر في سيرة السلف؛ عرف حقيقة هذا القول، وعلم أن مذهبهم وهذه طريقتهم، ورأى ما هم عليه من العدل والإنصاف وقول الحق والحرص على هداية الخلق، لما خصهم الله به من العلم النافع والعمل الصالح، وهذا هو الواجب على جميع الخلق:
أن يكون قصدهم بيان الحق وإزهاق الباطل مع العدل والإنصاف؛
ليكون الدين كله لله
* * * * *
أنتهى كلام المؤلف الشيخ العلامة المحدث سليمان ابن ناصر العلوان
فك الله أسره
و الحمدلله الذي وفقنا للنشر و نسأل الله أن ينفع به الناس كافة
إنه ولي ذلك و القادر عليه سبحانه وتعالى
و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين


سلمان الراشد 2015- 12- 18 04:43 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
التوبة مع الله جل في علاه
هي ليسة بضاعة نشتريها من المتجر ، أو نأخذها من البائع
*******


إنما هي إخلاص قلب و تأنيب ضمير ورسالة اعتراف و اقرار أنك يابن آدم مذنب مقصر غير مبالي
بدينك بعقيدتك و بأعمالك الصالحة ،


هي أيام وربما ساعات قليلة و لا نعلم بعدها هل نكون أحياء أو نسكن مع الأموات ؟


أعد للسؤال جوابا يا عبد الله و يا أمة الله


__________


أرواحنا لا يملكها إلا خالقها ، فتقوا الله و اعملوا للدار الآخرة

سلمان الراشد 2015- 12- 20 01:46 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
كل حديث خرج من قلب صادق
فهو أجدر أن يصل إلى آذان الناس و أفئدتهم
************
إذ أن الصدق يشعر به صاحبه , حتى إن كذبه الآخرون
فهو غير مبالي بما قالوه و لا ما سيقولوهــ ..

سلمان الراشد 2015- 12- 20 04:04 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
ليس من الضروري أن تلتفت لجروح الماضي
فكلنا سوف نأخذ من حياتنا النصيب الأوفر

سلمان الراشد 2015- 12- 22 11:28 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
نشيدة / علام الأنحناء
*************
يا أُمـتي ـ والحُزْنُ يَـعـصِرني ـ علامَ الإنحناءْ!
ما بالُ رحلَتِكِ انتهت وخلـعتِ ثوبَ الكبرياءْ!
لو كان يُسْعِفُني البكاءُ لـمُـتّ مـن فَـرْط الـبـكاءْ
يـا أُمّـتـي هـل يصـبحُ الأعـداءُ يـومـاً أصدقاءْ؟
رَبـّاهُ مـاذا قـد دهـانَـا كـيـفَ ذلّ الأنـقِــيــاءْ؟!
لـكـأَنّـمـا الأمـجـادُ شِـيـدتْ دُونما بذلِ الدّماءْ!
قِـفْ يـا زمـانـي سـاعـةً واذكـر زمـانَ الأقـوياءْ
كم جَـلْـجَـلَ الحـقّ المبـينُ وطافَ أنحاء الفضاءْ؟
كـم طـهّـرَ الإسـلامُ أجـساداً وجمّـعـهـا الإخـاءْ؟
الـسّـقْـمُ دَبّ بـأُمـةٍ تـركـتْ دروبَ الأنـــبــيـاءْ
لـو يـعـلـمُ الـوسـنانُ مِـنّا أن في التّقْوى شِـفاءْ
لاسـتـيـقـظَ اللّيْثُ الهصورُ وسارَ في جَيْشِ الفِداءْ
قـُـمْ يـا رعـيلَ الـيـومِ وارفَـعْ مـا تهـدّم من بناءْ
هـذي مُـصيـِـبَـةُ أُمّـتـي ولـعـلّـنـا نَـجِـدُ الــدّواءْ
إنْ طـالَ لـيـلُ الآمـلـيـنَ فَسَوفَ يُسْفـر عَن ضياءْ
هَـلاّ رَفـعـنا بالـدّعـاء أكـفّــنـا نـحـو الـسّـمـاءْ
وَمَـضَـتْ رواحِـلُـنَـا عـلـى دَرْبِ الـبطولةِ والفِداءْ
يـكـفـي مـن الـتـاريـخِ عاراً أن يـسـودَ الأشـقـياءْ

سلمان الراشد 2015- 12- 27 08:28 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 12- 28 05:00 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
مظاهر البذخ و الإسراف الشيطاني ( الهياط )
كثيرة جداً و توجد أمثال الحقيقة نخجل من ذكرها هنا في هذا المقام
هؤلاء الذين استخدموا أموال الله تبارك وتعالى ونعمه بالباطل ليسوا إلا حمقى مغفلين و سفهاء العقول سذج
أضف على ذلك أنهم كفروا بنعمة الله بكل بجاحة وعلانية فتراهم يصرفون الملايين الملايين على مهرجاناتهم
التافهة الفارغة المملة " مزايين الأبل , مزايين تويوتا هايلكس , مزايين أجمل خروف , مزايين أرقام مميزة إلخ "
هؤلاء نسأل الله أن يهديهم , لأنّ إن لم يهتدوا فوالله إن عقاب الله علينا لهو قريب و لكم في القرآن الكريم
قصص و عبرة يا أولي الألباب ..
افيقوا من غفلتكم حسبنا الله عليكم

سلمان الراشد 2015- 12- 29 12:38 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
أكره لغة هي ...




الوداع

سلمان الراشد 2015- 12- 29 12:48 AM

رد: من الألف إلى الياء
 


بعض الناس اشغل نفسه و أهله بختبارات الدنيا
*
*
*
*
و تناسى المسكين اختبارات الآخرة إلي راح يوقف فيها لوحده ويحاسب لوحده و يمسك كتابه لوحده ويدخل سواء الجنة أو النار لوحده
فاستعدوا لها بارك الله فيكم

سلمان الراشد 2015- 12- 29 09:14 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يقولون التقييم زين و كذا :biggrin:

سلمان الراشد 2015- 12- 29 11:42 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
.
.
.
.
شرايكم بالفهاوة زينة مو ؟
:biggrin:

سلمان الراشد 2015- 12- 31 09:14 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
.
.
.
.
.
أشكرك أخوي سلمان , ما تقصر يابعدي يالسمي
الله يرفع قدرك عالتقييم :004::106:

سلمان الراشد 2015- 12- 31 09:17 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
أنتم نفر مرة مرة كويسين :lllolll:

سلمان الراشد 2015- 12- 31 04:32 PM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 12- 31 04:34 PM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 12- 31 04:40 PM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2015- 12- 31 04:46 PM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2016- 1- 3 09:19 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
.
.
.
.
بعض الأعضاء الله يهديهم , أسم مدونته جملة طولها متر في متر ! ترفقوا الله يوفقكم

سلمان الراشد 2016- 1- 4 08:44 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
الله يستر هاليومين الأخبار ماهي بطيبة
عساها تعدي على خير , مع إني أشك بهالشيء

سلمان الراشد 2016- 1- 4 10:08 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2016- 1- 4 10:08 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2016- 1- 4 10:19 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 1 والزوار 1)
.
.
.
.
.
أشكرك على طيب مرورك عزيزي


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 05:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه