ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

وعن "هياط" النساء أحدثكم !!

لست أود أن أستل قلمي عليهن! ولا كتبت لأفتح جبهة على جنس دون آخر؛ ذلك أن الخُلق المستهجن مرفوض، سواء صدر من رجل أو امرأة، لكنني وأنا أتابع هذه الحملة المحمودة على كل ما يعني التفاخر و(الهياط) تذكرت أن المجتمع النسائي يعاني منذ زمن ليس بالقصير ذلك! لكنه (هياط) من نوع آخر، أدى بالبعض منهن للتنازل عن مبادئ، كانت لا تقبل النقاش!خاصة على مستوى الدين والخُلق والالتزام..

ولنكن منصفين؛ فالمجتمع النسائي أميل للظهور بشكل متقن وجميل وحديث (وكل شيء!)

من مجتمع الرجال الأخف تأثراً بالكلام، وردات الفعل، وماذا سيقول الناس عنهم ؟

يمكنني القول إنه في الآونة الأخيرة قفز مجتمع الطبقة المتوسطة والعامة إلىهذا السباق والتنافس،

وأصبحت تتطاير كلمات لم تكن مألوفة لديهن، ولا هن قادرات عليها !!

فمثلاً في الحفلات النسائية المتنوعة، كحفلات الزواج، وقبلها الشبكة والحناء، وحفلات النجاح، ومؤخراً الطلاق ! واستقبال المواليد، وغيرها، يحدث فيها من البذخ والإسراف واستعراض الغنى والكرم

(الذي في غير محله) ما يطول الحديث عنه.. ولا بد أن تبتكر المحتفِلة وعائلتُها ما لا يمكن أن يكون لدى الأخريات، ويسعين لحفل لا يُنسى على المستويات كافة، من مكان الاحتفال إلى زينته وإعداده ومواد الطعاموالورود الطبيعية والمغنيات، وحتى الفطور الصباحي!! والكلام في هذا التنافس و(الهياط) كثير، وكثير جداً، وقد فاض الحديث عنه، ولا يزال يتعاظم دون حل.. والموجع أنه يرهق ميزانية الأُسر،

ويوقعها في الديون و(الجمعيات) الكثيرة!!

أما لو حدثتكم عن الماركات العالمية (الغالية) التي أشعلت التنافس بينهن، وحفظنها رغم صعوبة نطق الباريسية منها بالذات على ألسنتهن! لعجبتم كثيراً!والمشكلة أن الطلب من الإنترنت أعجوبة الأعاجيب عند بعضهن! وما إن تستقر القطعة لديها حتى يبدأ مسلسل التفاخر والتباهي وترديد ثمنها الباهظ، رغم أنه يمكن أن تكون مقلدة وليست أصلية! وهي هكذا لا تشعر بالثقة فيما تلبس ويلبسأطفالها إلا إذا كانت ماركة، وعلامتها واضحة !!

و(الهياط) الغريب الذي سقطت فيه النساء مؤخراً بشكل عجيب، حتى أصبحت وجوههن كوجه واحد مستنسخ؟! أعني صناعة الجَمال، التي أوقعتهن في محظور تغيير خَلْق الله تعالى، بين تقطيع الأنوف، وتوسيع العيون، وتوصيل الشعر، ونتف الحواجب، وغيرها! ولا ننسى (التنفيخ) والشد! إذ أصبحن يقدمن عليها بكل جرأة في سبيل الجَمال، رغم أن بعضها يعرِّض حياتهن للخطر، كشفط الدهون وعمليات تكميم وقص المعدة.. وكلها تحتاج لمبالغ هائلة، وتحتاج إليها الواحدة منهن كل فترة؛ فهو لا يدوم !!

الحقيقة، إن صور التباهي والتفاخر لدى النساء كثيرة ومتنوعة، وتؤثر سلباً على ميزانية الأُسرة، ومبادئ وفكر النشء أيضاً، خاصة أنها تتطور من جيل إلى جيل.. نحتاج إلى وعي من المجتمع، وارتقاء فكر النساء لما هو أفضل وأثمن.. وحزم من رب الأسرة، وعدم الغفلة عما يحدث في بيته، وحماية النساء من خطر التقليد وتسرُّب العادات غير الجيدة.

ولكل المتفاخرين والمتباهين نقول :

ليتكم تتصدقون بهذا المال، فإن ثقلت نفوسكم فلتشتروا الحمائم وتطيِّروها بعيداً عن الغلابة !

بقلم منيرة آل سليمان

صحيفة سبق

( منقول للإفادة )