ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   مدونات الأعضاء (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=236)
-   -   من الألف إلى الياء (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=501306)

سلمان الراشد 2016- 12- 7 03:36 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
المرأة بين قيادة السيارة وقيادة البعير !

كتبه الدكتور صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي

بسم الله الرحمن الرحيم


يمارَس اليوم على المجتمع ضغط إعلامي مكثف يهدف إلى أن يستسيغ قيادة المرأة للسيارة، ويدع الممانعة.
طرحٌ مكرر مملول يمسك بناصيته فئة من الصحفيين والإعلاميين يسلكون فيه مسلكين معا: تعمد المغالطة، وقد أحسنوا تطبيق مبدئهم المعهود: اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس!
وتشويه المانعين وتبغيضهم في نفوس الناس، ونبزهم بثقافة الممانعة، وثقافة الشك، وثقافة التخوف من كل جديد!
عبارات رنانة جوفاء، وإقناع عاطفي لا أكثر!
هذا الموضوع قد حسمه العلماء الراسخون منذ سنوات وأبانوا عن حكمه، وهم المرجع في هذه النوازل دون ريب (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). وأولو الأمر ههنا: العلماء.
وأيم الله إنهم ليخافون على المرأة وليس منها ..
ويدركون أن تمكينها من القيادة يعني أن حقا سُلب منها، وليس حقا أُخذ لها.
ولن أزيد في هذه الأسطر عن كشف شيء من المغالطات التي تطرح ..
قالوا: إن المرأة لم تُمنع في العهد النبوي من قيادة البعير، فلِم تمنعوها من قيادة السيارة، والصورتان متشابهتان؟!
نعم .. ربما قادت المرأة البعير، وكانت -في الوقت نفسه- ترخي ذيلها شبرا بل ذراعا! (جامع الترمذي 1731) فلم لا تذكرون الصورة كاملة؟
كانت المرأة تقود البعير حينما كانت النساء -إذ ذاك- كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية (سنن أبي داوود 4101) أيضا لم تذكروا الصورة كاملة!
كانت المرأة تقود البعير والحال أنها كانت أحرص ما تكون مباعدة عن الرجال؛ حتى إن النساء كن يقمن بعد الصلاة مباشرة إذا سلم الإمام قبل أن يدركهن الرجال (سنن النسائي 1333) فكيف ستُطبق هذه الصورة عند الإشارات ومواقف السيارات؟!
كانت المرأة تقود البعير ولم يكن هناك من يمكن أن يحتك ببعيرها أو يصدمه أو \"يسقط\" عليه!
كانت المرأة تقود البعير وكان المجتمع طاهرا .. معافى من الشباب الطائش الذي لا هم له إلا معاكسة النساء وري ظمأهم منهن!
كانت المرأة تقود البعير ولم تكن فيه مظاهر سلبية محزنة؛ فلم تكن دور الرعاية والسجون تشكو من آلاف الهاربات من أسرهن والمتورطات في قضايا أخلاقية أو تعاطي مخدرات!
لم تكن تُعرف رائدات \"الإرجيلة\" اللاتي تزخر بهن المقاهي، ولم يصل عدد المدخنات في المجتمع إلى مليون ومائة ألف مدخنة!
كانت المرأة تقود البعير ولم ترتفع حينها أصوات تنادي -صراحة أو مواربة- باطراح الحجاب والمساواة بالرجل، والاضطلاع بما يضطلع به .. كانت المرأة مرأة، والرجل رجلا.
كانت المرأة تقود البعير ولم يكن ثمة حوادث سير ولا إشارات مرورية ولا مواقف سيارات مكتظة ولا شوارع مزدحمة، ولا ورش صيانة ولا محلات زينة ولا نقاط تفتيش ولا رخص قيادة .. لم يكن شيء من ذلك البتة يعرض الحرة المصونة إلى خلطة مقيتة بالرجال وسقوط حاجز الحياء بينها وبينهم، والله تعالى يقول: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب).
كانت المرأة تقود البعير ولم تكن تضطر إلى الوقوف وسط الطريق أو على قارعته لتكون نهبا لأعين الرجال؛ لعطل أو \"بنشر\" أو انتظار رجل أمن يفصل في حادث.
كانت المرأة تقود البعير ولم يكن ثمة أدنى خادش لحيائها ورقتها وأنوثتها.
كانت المرأة تقود البعير وخروجها منضبط؛ تعرف حدوده ودواعيه وأنه مرتبط بالحاجة (الحقيقية وليست المدعاة) ..
كانت تحقق قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن) ..
كانت تستحضر جيدا قوله عليه الصلاة والسلام: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) (جامع الترمذي 1173)، وقوله: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) (البخاري 5096، ومسلم 2740).
إنه قياس فاسد .. أغفل قرائن الأحوال والظروف المحيطة؛ فأشبه القياس الآخر: (إنما البيع مثل الربا).
إن النظر المنصف سيقود إلى أن قيادة المرأة ستصطدم بالقاعدة الشرعية: (وقرن في بيوتكن)، وأجهل الناس بالعواقب يدرك أن فتح المجال للنساء أن يقدن يعني أنهن سيخرجن لكل صغيرة وكبيرة، ولحاجة ولغير حاجة، ودونكم شريحة كبيرة من الشباب الذين لا شغل لهم إلا أن يجوبوا الشوارع وإلى آخر الليل .. فهل نتوق إلى رؤية فتياتنا في الوضع نفسه!
بل إنني أزعم أن قيادة المرأة للسيارة ستثمر مشكلات متراكبة، بل تغييراً للنمط الاجتماعي للبلد برمته .. وهذا ما يرومه البعض وإن أنكروا.
إن ذلك يعني العلاقة الندية بين الرجل والمرأة، والإسلام جاء بعلاقة تكاملية بينهما، وليس التسوية والندية.
إنه يعني تملص الرجل من مسئولياته ..
وأن تواجه المرأة أعباء الحياة وحدها .. وقد كانت من قبل كالملكة التي يُحتفى بها، ورَجُلها سائق لها؛ شأنها شأن الملوك والكبراء ..
إنه يعني أن تسقط كل الحواجز والستر بين الرجل المرأة، كما الحال في المجتمعات الأخرى .. أي أنه سينفتح باب \"لتطبيع\" المنكر! وإن حاول المغالطون ستر الشمس بالغربال.
سنراها في كل دائرة، وتراجع كل معاملة! إذ ما الفرق حينها بينها وبين الرجل؟
سنشاهد تصدع أركان الأسرة ونشوء بذور الشك فيها ..
سندرك حينها أن معدل الطلاق يزداد .. فعند أدنى منافرة بين المرأة وزوجها لن يمنع كثيرا منهن مانع أن يدرن المفتاح ويتركن البيت والزوج والأولاد خلفهن .. سيطبقن ما يشاهدنه في المسلسلات!
لا تقولوا \"ضوابط\"! هذا الذر للرماد في العيون لم يعُد ينفع.
أي ضوابط هذه التي ستطبق على مئات الآلاف -وربما أكثر- من النساء اللاتي يصعب التعامل معهن، والتحقق من توفر الضوابط فيهن؟!
ولنكن صرحاء: كم نسبة الضوابط التي تقرر في قضية اجتماعية عملية كبرى ويتم تطبيقها بالفعل؟
إذن لا تستخفوا بعقولنا .. ولا تختزلوا منهجكم في هذه القضية التي تزعمون فيها الشفقة على المرأة ..
إنها سهامٌ تتوالى، ولم يعُد الأمر خفياً. إن طاولة البحث عندكم متسعة: قيادة المرأة، وجه امرأة، عورة المرأة، سفر المرأة، مساواتها بالرجل، اختلاطها به .. إنه مشروع متكامل، ولسنا أغبياء!
ومن مغالطات هؤلاء أنهم يصورون الصورة هزلية مضحكة! إنهم يتندرون بأن العلماء يحرمون أن تجلس على كرسي وتدير مفتاحاً وتمسك مقوداً وتضغط على دواسة! هكذا بكل سذاجة؟!
ارتقوا في طرحكم يا هؤلاء؛ فحينما منع العلماء قيادتها منعوها نظراً للمفاسد المترتبة عليها.
والنظر إلى المآلات وعواقب الأمور مسلكٌ شرعيٌ رشيد، وإن حاول الجهال تشويهه وإظهاره بوجه قبيح.
بل هو شأن العقلاء ..
وأحزم الناس من لو مات من ظمأٍ لم يقرب الوِرد حتى يعلم الصَدَرا
إن النظر في المباح الذي يكون ذريعة إلى الشر من حيث التقييد أو المنع أصلٌ أصيل في الشريعة، يقوم على عشرات الأدلة الصريحة.
وإن تمييز أصلح المصلحتين بحيث يقدم أعلاهما، وأفسد المفسدتين بحيث يرتكب أدناهما: خاصيةٌ لأهل العلم لا يشركهم فيها غيرهم.
ورضي الله عن الصديقة الفقيهة عائشة إذ قالت: (لو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد) (البخاري 869 ومسلم 445)، فليت شعري ماذا ستقول لو أدركت زماننا، وجابت أسواقنا، وشاهدت فتياتنا!
قالوا: قيادتها السيارة تعني درء مفسدة استقدام السائقين وما يجلبه ذلك من شرور.
مغالطة أخرى .. فالبيوت تعج بالشباب، وبيد كل منهم مفتاح سيارة، ولم يستغن المجتمع عن السائقين؛ فهل سنستغني عنهم بقيادتها؟!
وهل استغنت دول الخليج عنهم ونساؤهن يقدن؟!
بل إنني أقول: إن عدد العمالة سيزداد بزيادة عدد الورش ومراكز الصيانة مع كثرة السيارات -بقيادتهن- والحوادث!
وما كنا نخشاه من السائقين على النساء سنضيف إليه خشيتنا -أيضا- من هؤلاء العاملين، والمرأة المسكينة تتجول في \"الصناعية\" وتقف بينهم، وهي تسأل وتفاوض وتشرح وتنتظر!
لا تقولوا سيتولى هذا بدلا عنها محرمها .. لأننا سنقول: أنتم تفرضون أن لا رجل لها! وعلى فرض وجوده .. فمن عجز عن إيصال زوجته لحاجتها سيكون أشد عجزا في إصلاح عطل مكيف أو تغيير إطار أو انتظار في الوكالة لصيانة الدورية!
قالوا: حرمتم قيادتها غيرةً عليها؛ فأين غيرتكم وهي تخلو بالسائق ويخلو بها في هذه الحجرة الضيقة (السيارة)؟!
مغالطة أخرى! ومن قال بجواز خلوتها بالسائق أصلا؟! فالعلماء منعوا من هذا وهذا ..
ثم إنه لا داعي للمشاغبة في قالب النصح والغيرة .. فإنها لو قادت سنعاني مشكلتين لا مشكلة واحدة!
فهل سيضمن لنا دعاة القيادة أن لن تركب امرأة مع سائق البتة؟!
قالوا: المرأة قد تضطر لإيصال ابنها إلى المستشفى في ساعة متأخرة من الليل .. فأين الرحمة في قلوبكم؟
حسنا .. لا رجل في البيت! ولا جيران حوله! ولا إسعاف يصل إليه! أين تعيش هذه المرأة وصبيها أيها \"الرحماء\"؟! أي تلاعب بالعقول هذا؟!
وهل لديكم إحصائية بوفيات الأطفال نتيجة عدم قيادة المرأة للسيارة خلال عشرات السنين التي خلت؟!
ثم: هل يجوز أن تكون الحالات الاستثنائية أصلا يُبنى عليه؟
بمعنى: هل سنقول بجواز أكل الميتة مطلقا لأن الإنسان قد يكون في حالة نادرة لو لم يأكلها سيموت؟! هل يقول عاقل بهذا؟
أخيرا أقول: إن سُلم أن في قيادة المرأة خيرا وحلا لمشكلات بعضهن .. فإن مفسدتها لعموم المجتمع أكبر .. ولا يكاد يخلو مظهر من مظاهر الشر من بعض خير في أعطافه، والعبرة بالغالب؛ والله تعالى أثبت منافع للخمر والميسر؛ لكنه قال: (وإثمهما أكبر من نفعهما).

وختاما .. أستطيع أن ألخص الصراع على هذه القضية في مجتمعنا بأنه خلاف منهجي بين فريقين .. فريق يريد أن يحافظ المجتمع على بقية من صفائه ونقائه ودفئه .. ويضع نصب عينيه قوله تعالى: (ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) ..
وفريق آخر يريد شيئا آخر .. (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما).
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


وكتبه: د. صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة


منقول للإفادة

سلمان الراشد 2016- 12- 7 04:31 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
النقابُ فضيلةٌ .. يا فضيلةَ الشيخ!
(تعليقا على منع شيخ الأزهر السابق سيد طنطاوي ارتداء النقاب)


بسم الله الرحمن الرحيم


"هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟
يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ، وَحُكْمُ الْأَئِمَّةِ المضلين"
عمر بن الخطاب


ليس بمستغرب أن يحارب الفضيلة حاكم طاغٍ أو فاجر لاهٍ، أو يشمئزَّ كافر من منظر امرأة متسترة، أو يتضجرَ فاسق من مشهد فتاة منقَّبة، فقد تكرر ذلك سابقاً ولاحقاً، فمما مضى، نشرت جريدة (الجمهورية 20\4\1978) في الذكرى السبعين لموت قاسم أمين ما نصه: (ولما تولى سعد زغلول زعامة الشعب في عام 1919، اشترط على السيدات اللواتي يحضرن لسماع خطبه أن يزحن النقاب عمّا سمح الله به من وجوههن، وكانت هذه أول مرحلة عملية للسفور.)

وتقول فاطمة عصمت زكريا: (وبعد تعيينه وزيراً ]أي زغلول[ أراد مجموعة من النساء المصريات في القاهرة أن يجتمعن به لأمر من الأمور، فدخل عليهن، وبُهت إذ فوجئ بأنهن يسدلن الحجاب على وجوههن، فرفض الدخول والاجتماع بهنَّ إلاّ أن يكشفنْ وجوههن، فأبين ذلك، ولم يحصل الاجتماع.)

لكن مما يؤسَف له أن يصدرَ الإنكار على المنقبات العفيفات، اللاتي هنّ أولى وأحق بمزيد احتفاء وإكرام من كل عاقل -ولو لم يكن مؤمنا - لكونهنّ اخترنْ أعلى درجات الستر، وأكمل حالات العفة = من عالمٍ له وزنه في المؤسسة الدينية الرسمية، ومكانته المعتبرة في العلم، يُرجى من مثله الذب عن حياض الشريعة وحماية أعراض المسلمات، والحفاظ على شعائر الدين، حين يصف (شيخُ الأزهر) النقابَ بأنه مجرد عادة لا علاقة لها بالدين، وأعلن عزمه على منعه بالمعاهد الأزهرية، ويصدر مجلس إدارته قرارً بذلك!!

وليس المقصد التعرض لشيخ الأزهر (بذاته)، أو الحديث عن (شخصه)، أو تتبع (عثراته)، فهو وإن زلّ في عبارة، أو أخطأ في تصرف يعتبر من علماء المسلمين الذين يجب أن تحفظ لهم المكانة، وترعى لهم الحرمة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ليس من أمتي من لم يجلّ كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه))[1]

إنما مرادي التحذير من هذه الزلة خشية أن يحدث بها تضليل لعامة المسلمين وأشباههم من غير الدارسين للفقه الإسلامي، الذين يتبعون أهل العلم ويأخذون بأقوالهم دون تمحيص، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ويل للأتباع من عثرات العالم...)[2]

وحتى لا ينتهزها أعداءُ الفضيلة والإسلام، والأنظمةُ الجائرة لمحاربة الحجاب، وفتنةِ المؤمنات، ورميِ المسلمين بالتهم الباطلة.
ولأن دعاة السفور سيجدون فيها فرصة لتمرير أفكارهم وأطروحاتهم، ويحتجون بها في دعوتهم إلى التبرج والاختلاط، لجعل ذم النقاب إحدى مراحل مشروعهم التغريبي، وخطوة لمحاربة الحجاب، والتضييق على المحجبات للوصول إلى تمييع الدين، ونشر الرذيلة، وهدم معالم الفضيلة، ونبذ تعاليم الشريعة، ووصفها بعدم مناسبتها للأوضاع المعاصرة، بدعوى عدم مواكبة العصر )وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (

قد دلت جميع الشرائع السماوية، والفطر السوية على تفضيل التستر على العري، وتقديم الاحتشام على التبرج، وجاءت الشريعة الإسلامية الغراء بتكريم المرأة وحثها على دواعي العفة والحشمة، وإبعادها عن أسباب الاختلاط والسفور، وحفظها من أسباب الفتنة، وجعلت الحياءَ شعبةً من شعب الإيمان.
في قوله تعالى: )وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ([3] قال د. سيد طنطاوي (صاحب قرار منع النقاب) في تفسيره (الوسيط):
(أي: طلباً للعفة، للإشعار بأن الاحتشام والتستر، خير للمرأة حتى ولو كانت من القواعد).

ولا خلاف عند أهل العلم أن ستر المرأة المسلمة لوجهها بسدل الخمار عليه أو لبس النقاب الشرعي عبادة وقربة لله تعالى أجمع على مشروعيتها علماء المسلمين سلفاً وخلفاً، قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: (وأجمعوا أنّ لها أن تسدل الثوب على وجهها من فوق رأسها سدلاً خفيفاً تستتر به عن نظر الرجال إليها).[4]

حتى العلماء الذين يرون جواز كشف الوجه يفتون بأن ستره أفضل، وبخاصة عند خشية الفتنة، بل أنَّ د. طنطاوي –نفسه- نص في (تفسيره الوسيط) على أن القول بتغطية الوجه (بالنقاب أو غيره) واجبٌ شرعيٌّ من صميم الدين والعبادة هو من كلام العلماء وليس من عادات الناس المحدثة، فقال في تفسير قوله تعالى: )وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا([5] ما نصه: (وقال بعض علمائنا: إن المرأة إذا كانت جميلة، وخِيْف من وجهها وكفيها الفتنة، فعليها ستر ذلك).
وأي فتنة تردي إلى الشهوات أشد مما تعيشه المجتمعات في هذا الزمان ؟!

وليس المقصد تقرير وجوب ستر الوجه -مع أنَّ النصوص دلت على أن القول الصحيح هو وجوب ستر وجه المرأة- بل ظاهر كلام الشيخ طنطاوي -نفسه- يدل على ذلك، فقد قال في تفسير قول الله تعالى )يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ([6] ما نصه: (والجلابيب: جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها.
والمعنى: يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترا تاما، من رؤوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدا عن مكان التهمة والريبة).

إنما أقصد التأكيد على أنّ ستر الوجه كاملاً قول معتبرٌ في الشريعة، وإن اختلفوا في استحبابه أو وجوبه، فهو إن لم يكن واجباً شرعاً فإنه -قطعاً- من أزكى الفضائل عقلاً وعرفاً، ولم ينقل عن أحد من علماء المسلمين أنه قال بكراهية ستر الوجه والنقاب، فضلاً عن تحريمه أو تجريم من فعله.
فكيف بمن اعتبره بدعة أو عادة يجب محاربتها والقضاء عليها؟!
وكيف يتأتّى لعالم يرأس صرحاً من صروح العلم، ويعتبر من علماء الإسلام المعتبرين، إنكار أمرٍ شرعيٍّ متفقٍ على مشروعيته، وإن أُختلف في حكمه، أم كيف يُحظَرُ كِتاب يدعو إلى ارتداء النقاب، ويقرر وجوب ستر الوجه، مع أنه أمر شرعي!
بل أن كتاب (التفسير الوسيط) لطنطاوي -الذي يقرّرُ فيه مشروعية ستر الوجه - يدرَّسُ للطالبات في المعاهد الأزهرية!!

ومما لا يدع مجالاً للشك في مشروعية تغطية الوجه ولبس النقاب الشرعي، التزام الصحابيات رضي الله عنهنّ به، ولبسهنّ له في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك قالت: (فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمّرت وجهي بجلبابي(

ولذلك نهين عن تغطية الوجه بالنقاب حال الإحرام، والاكتفاء بسدل الغطاء على الوجه عند وجود الرجال، كما أخرج ابن أبي شيبة في المصنف: (كَانَ يَنْهَى النِّسَاءَ عَنِ النِّقَابِ، وَهُنَّ حُرُمٌ، وَلَكِنْ يُسْدِلْنَ الثَّوْبَ عَنْ وُجُوهِهِنَّ سَدْلًا)[7]

وفي البخاري عن ابنِ عُمَرَ قَالَ: قال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : ((وَلاَ تَنْتَقِبُ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلاَ تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْن)) وهذا يدل على أن غير المحرمة يشرع لها أن تنتقب ،وليس معناه النهي عن تغطية الوجه، بل هي مأمورة بذلك حتى حال الإحرام في مجامع الرجال؛ ولكن بدون نقاب لكونه من محظورات الإحرام ، وهذا ما فهمه نساء الصحابة رضي الله عنهنّ، فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : (كُنَّا نُغَطِّي وُجُوهَنَا مِنَ الرِّجَالِ، وَكُنَّا نَتَمَشَّطُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْإِحْرَامِ)[8]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا، أَسْدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ)[9]

بل إنَّ كشف الوجه أولى بأن يوصف بأنه عادة من العادات، وليس النقاب. قال ابن جزي الكلبي المالكي رحمه الله (ت741) في تفسير قوله تعالى: )يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ([10] : (كان نساء العرب يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء، وكان ذلك داعياً إلى نظر الرجال لهن، فأمرهن الله بإدناء الجلابيب ليستر بذلك وجوههن.)

فضلاً عما يترتب على كشف الوجه من مفاسد، في زمن تفشى فيه الانحلال، وتلاشت كثير من مظاهر الحياء، وأصبح التبرج عادة كاد ألا ينكرها أحد، لا تقارن بما يُدَّعى من مفاسد النقاب.

ووقوع بعض المنقبات في أخطاء، أو تستر بعضهنّ وراء النقاب - مع ندرة ذلك - لا يجوز أن يحملنا على محاربته أو الدعوة إلى إلغائه والتحذير منه، فلو كان الأمر كذلك لوجب التحذير من الصلاة لوقوع بعض المصلين في الكبائر، وتظاهر البعض بإقامتها لتحقيق مآربه!
مع ذلك كله، فأعداد المنقبات في ازدياد -ثبتهنَّ الله- مما يبشر بإقبال على الستر والفضيلة، وإعراض عن التبرج والسفور حتى إنه خرجت دراسة تكشف أن عدد المنقبات في مصر -مثلاً- بلغ 17 % من تعداد نساء مصر أي أن عدد المنقبات يصل الى 9 ملايين منقبة تقريباً.
فماذا ينقم شيخ الأزهر من فتاة منقبة إلا أنها رغبت في مرضاة ربها، وحرصت أن تكون نموذجاً للعفة والحشمة والصلاح، وسترت وجهها عن أعين الناظرين، حفاظاً على حيائها عند دخول شيخِ أعرقِ جامعة إسلامية ووفدِه المرافق، وهل تصرفه مع الفتاة - ولو افترضنا أنها أخطأت - صواب؟!!

وبأي حق يتهكم بها ويتنقص من خلقتها، وهل هذا أسلوب دعوي أو أبوي أو حتى إنساني؟!
وهل من الأدب تقريعها علانية والإغلاظ عليها مع صغر سنها ورقة مشاعرها؟!
وما الذي أباح له شرعاً أن يسخر من شكلها ويقلل من جمالها ويحرجها أمام الملأ؟!
ومتى كان تلفظه نحو معلمة متخصصة في العلم الشرعي وردّه عليها أسلوباً علمياً للبيان؟!
ولو فرضنا - جدلاً - أنه عادة فما الذي يمنع منها وأي ضرر في تقيدها بعادة اختارتها لنفسها؟!!
وأين هذه الغضبة المضرية عن العاريات والمجاهرات بمخالفة أمر الله في الأسواق والطرقات؟؟!

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء((
نسأل الله الثبات على الحق وحسن الخاتمة.


والله ما خوفي الذنوب فـإنها *** لعلى طريق العفو والغفران
لكنما أخشى انسلاخ القلب من *** تحكيم هذا الوحي والقرآن
ورضا بآراء الرجال وخرصها *** لا كان ذاك بمنة الرحمن


حميدان بن عجيّل الجهني.
ذو الحجة 1430

---------------------------------
[1] حسنه الألباني في صحيح الجامع5443
[2] جامع بيان العلم: 1877
[3] سورة النور: 60.
[4] التمهيد: 15 / 108
[5] سورة النور: 31
[6] الأحزاب: 59
[7] 14329
[8] أخرجه الحاكم 1668 وصححه، ووافقه الذهبي، وابن خزيمة وقال الأعظمي: إسناده صحيح
[9] أخرجه أحمد (24021 ) وضعفه الألباني.
[10] سورة الأحزاب: 59



منقول للإفادة

سلمان الراشد 2016- 12- 10 01:06 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
معركة برلين ( الحرب العالمية الثانية 1945 م )
......................
......................
العريف كنتاريا يرفع العلم السوفيتي على الرايخستاغ بعد الاستيلاء عليه

سلمان الراشد 2016- 12- 11 04:13 PM

رد: من الألف إلى الياء
 

الحرب الإعلامية على الإسلام وأهله

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ:
هذه الكلماتُ كانت سبباً لإسلامِ رجلٍ. كما في حديثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الذي رواه مسلم في صحيحه، أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ - أي الجنِ - ،
فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: (لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ)، فَلَقِيَهُ فَقَالَ: (يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ فَهَلْ لَكَ ؟).

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. أَمَّا بَعْدُ) فَقَالَ: (أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ)، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ : (لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ قَامُوسَ الْبَحْرِ – أي وَسَطَهُ و لُجَّتَهُ -) .. هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَبَايَعَهُ. أيها الأحبة: إن الحروبَ الإعلاميةكانت ولا زالتْ من أعظمِ الوسائلِ المُستخدمةِ في تشويهِ الإسلامِ والمسلمينَ. ولما كانت وسائلُ الإعلامِ في ذلك الزمانِ هو الناسُ وما يتناقلونَه من الأخبارِ. فلم يكنْ عندَ ضمادٍ وهو الرجلُ العاقلُ شكٌ في جنونِ النبيِ صلى الله عليه وسلم بسبب ما سمعَه من سفهاءِ مكةَ، حتى أنه أشفقَ عليه وجاءَ ليرقيَّه مع أنه لم يرَه من قبلُ. ولم يسمعْ منه شيئاً. فهل رأيتُم تأثيرَ الإعلامِ على العقولِ؟ . ولقد تعددتْ وسائلُ كفارِ قريشٍ في تشويهِ صورةِ النبيِ عليه الصلاةُ والسلامِ حتى لا ينتشرَ الخيرُ الذي جاءَ به. فمنهم من قالَ إنه كاهنٌ. ومنهم من قالَ إنه مجنونٌ. ومنهم من قالَ إنه شاعرٌ. كما قالَ تعالى: (فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِن وَلاَ مَجْنُون* أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ). ومنهم من قالَ إنه ساحرٌ. ومنهم من قالَ إنه كذّابٌ. (وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ). وحيثُ إن هذا الخلافَ قد يُضعفُ أثرَ هذا التشويهِ. كان لا بُدَّ من عقدِ مؤتمرٍ إعلاميٍ لتوحيدِ التُهمةِ حتى يُصدِّقَها الناسُ. فعَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة اِجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانَ ذَا شَرَفٍ فِيهِمْ وَقَدْ حَضَرَ الْمَوْسِمُ - أي الحجُ -، فَقَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ هَذَا الْمَوْسِمُ، وَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ سَتَقْدَمُ عَلَيْكُمْ فِيهِ وَقَدْ سَمِعُوا بِأَمْرِ صَاحِبِكُمْ هَذَا فَأَجْمِعُوا فِيهِ رَأْيًا وَاحِدًا، وَلَا تَخْتَلِفُوا فَيُكَذِّبَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَيَرُدَّ قَوْلُكُمْ بَعْضُه بَعْضًا. فَقَالُوا: وَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ فَقُلْ وَأَقِمْ لَنَا رَأْيًا نَقُول بِهِ. قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ قُولُوا لِأَسْمَعَ. قَالُوا: نَقُولُ كَاهِنٌ .. قَالَ: مَا هُوَ بِكَاهِنٍ. قَالُوا: فَنَقُولُ مَجْنُونٌ. قَالَ: مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ. قَالُوا: فَنَقُولُ شَاعِرٌ. قَالَ: مَا هُوَ بِشَاعِرٍ. قَالُوا: فَنَقُولُ سَاحِرٌ. قَالَ مَا هُوَ بِسَاحِرٍ. قَالُوا: فَمَاذَا نَقُولُ؟. قَالَ: وَاَللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ لَحَلَاوَة، فَمَا أَنْتُمْ بِقَائِلِينَ مِنْ هَذَا شَيْئًا إِلَّا عُرِفَ أَنَّهُ بَاطِلٌ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ أَنْ تَقُولُوا هُوَ سَاحِرٌ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ بِذَلِكَ (راجع سيرة ابن هشام والبداية والنهاية لابن كثير). يا أهلَ الإيمانِ: إن الحربَ الإعلاميةَ قد يكونُ أثرُها أشدُ من الحربِ بالسلاحِ؛ لأنها تُغيرُ الأفكارَ والقناعات،
وتُثيرُ الفتنَ والشُبهاتِ. فكم قلَّبتْ من حقائقَ. وكم زيّفتْ من وقائعَ. حتى كأننا نرى فيها مصداقَ قولِه عليه الصلاةُ والسلامُ: (إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ،
وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ) رواه أحمد والبيهقي وصححه الشيخ شاكر وغيره. ويكثرُ في أزمنةِ الفتنِ تحريفُ الأخبارِ، والطعنُ في الأخيارِ، والحَمَلاتُ الآثمةُ من المنافقينَ والكفارِ.
كما قالَ تعالى: (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ). بل قد يتعدى الأمرُ إلى أكبرِ من ذلك، وهو أن يتظاهرَ البعضُ بالإسلامِ والبعضُ بالاستقامةِ والصلاحِ.
ثُم يرتّدُ الكفارُ .. وينتكسُ المنافقونَ .. ليُشككوا الناسَ في الدينِ. وأنه لولا خللٌ فيه لما رجعَ هؤلاءِ المُثَقفونَ والمفكرونَ. وصدقَ اللهُ تعالى: (وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ
وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) .. فلا تتخيلُ بعدَ ذلك تلك الهالةُ الإعلاميةُ. من لقاءاتٍ فضائيةٍ. ومقابلاتٍ صحفيةٍ .. في الانتقاداتِ والعيوبِ التي يزعمونَ أنهم نقموها على الدينِ وأهلِه. ويبقى البعضُ في صفوفِ
الصالحينَ ليطعنَ فيهم. ويعيبَ عليهم. فيعتقدُ من يسمعَه أنه أعلمُ الناسِ بهم. وأنه المطلّعُ على خفاياهم. قالَ رجُلٌ في غَزْوَةِ تَبوك: مَا رَأَيْنا مِثْلَ قُرّائِنا هَؤلاءِ أرغَبَ بُطوناً، ولا أَكْذَبَ ألَسُناً، ولا أجْبَنَ عندَ اللِّقاءِ
- يَعني الرسولَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَصْحَابَهُ القُرَّاءَ-، فقالَ له عَوْفُ بنُ مالكٍ: كَذَبْتَ ولَكِنَّكَ مُنَافِقٌ، لأُخْبِرَنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ .. فَذَهبَ عوْفٌ إلى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ
فَوجَدَ القُرْآنَ قَدْ سَبَقَهُ .. (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) سورة التوبة. فَجَاءَ ذَلَكَ الرَّجُلُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَدْ ارْتَحَلَ وَرَكِبَ ناقَتَهُ. فقالَ: يا رَسُولَ اللهِ إنَّما كُنَّا نَخُوضُ ونَتَحَدَّثُ حَدِيثَ الرَّكْبِ نَقْطَعُ بِهِ عَناءَ الطَّرِيقِ، قالَ ابْنُ عُمَر: (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ متعلِّقاً بِنِسْعَةِ ناقَةِ رَسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – أي زمامِها -
وإِنَّ الحِجَارةَ تَنْكُبُ رِجْلَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ، فيقولُ لَهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرتُمْ بعْدَ إيمَانِكُم) ما يَلْتَفِتُ إِليْهِ وما يَزيدُهُ عَلَيْهِ
(رواه الطبري والطبراني وغيرهما مرفوعا وموقوفا، وضعفه عدد من العلماء). ومما يُلاحظُ في وسائلِ الإعلامِ وله الأثرُ الكبيرُ على تغييرِ وِجهةِ نظرِ المجتمعاتِ. هو إظهارُ بعضِ الصورةِ. وذكرُ جُزءٍ من الخبرِ. مما يفهمُه الناسُ على الجانبِ السيءِ. كما حدثَ في زمنِ الخليفةِ الراشدِ عثمانَ بنِ عفانَ رضيَ اللهُ عنه. جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ الْبَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا. فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ، قَالَ: فَمَنْ الشَّيْخُ فِيهِمْ؟، قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ؟، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟، قَالَ نَعَمْ. قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ. (رواه البخاري). هذا هو الجانبُ السيءُ الذي نشرَه المنافقونَ لتشويهِ صورةِ الخليفةِ ويُثيروا الناسَ عليه. فما هو الجزءُ الثاني من الصورةِ؟ .. وما هو الجانبُ الآخرُ من الخبرِ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ،
أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ). وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ
بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ. وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ
مَكَانَهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ:
هَذِهِ لِعُثْمَانَ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَا الْآنَ مَعَكَ). ولقد أدركَ فرعونُ أهميةَ الإعلامِ في صدِ الناسِ عن دعوةِ موسى عليه الصلاةُ والسلامُ. فبدأ بتصريحٍ كاذبٍ للملأِ يتهمُ فيه موسى باتهاماتٍ باطلةٍ.
قالَ (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ). ثُم أرادَ أن يُثبتَ للناسِ زيفَ دعوةِ موسى عليه السلامُ بما اعتادَ من استخدامِ السحرةِ وسحرِ أعينِ الناسِ عن الحقيقةِ ..
فقالَ لموسى: (فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى) سورة طه 58.. فأجابَه موسى: (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) سورة طه 59. (فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ).
ولكم أن تتخيلوا أيُ كيدٍ كانَ تحتَ يدِ فرعونَ. فجمعَه كلَه بما فيهم السحرةُ لأجلِ القضاءِ على موسى ودعوتِه على مرأى ومسمعٍ من الناسِ الذين اجتمعوا ليروا هذا البثَ المباشرَ في الصراعِ بين الخيرِ والشرِ.
وبينَ الحقِ والباطلِ .. فما الذي حصلَ ؟ (وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ) سورة الأعراف 113. فاحتفى فرعونُ بالسحرةِ وأكرمَهم. (قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ)؟ .. (قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ). وعندما اجتمعَ الناسُ (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) سورة الأعراف 115 . وهكذا بعضُ وسائلِ الإعلامِ في هذا الزمانِ، يسحرونَ أعينَ الناسِ بما يبثونَه من معلوماتٍ مكذوبةٍ . وحقائقَ مقلوبةٍ . وصورٍ مقطوعةٍ. ومقاطعَ مغلوطةٍ. لتشويِه صورةِ الحقِ وأهلِه. وصدقَ اللهُ تعالى: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ) سورة طه.. فالحذرَ .. الحذرَ .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) سورة الحجرات. اللهم أرِنا الحقَّ حقًا وارزقنا اتباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابَه، اللهم جنبنا الفواحشَ والفتنَ ما ظهرَ منها وما بطنَ، اللهم انصر إخوانَنا المجاهدينَ في كلِّ مكانٍ، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا يا رحمنُ، اللهم فكّ أسرَ المأسورينَ مِن المسلمينَ، نفّس كُروبَهم، ثبّت قُلوبَهم، فرّج همومَهم، ارحم غربتَهم، آنس وحشتَهم، اللهم لا تجعلْ لكافرٍ على مؤمنٍ سبيلاً.


منقول للإفادة


سلمان الراشد 2017- 1- 5 01:55 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
ما عاتب المرء اللبيب كنفسه
و المرء يصلحه الجليس الصالح

سلمان الراشد 2017- 1- 9 10:00 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
لا خير في من لا يكسب المال ليكف به وجهه , ويؤدي به أمانته.

سلمان الراشد 2017- 1- 18 11:53 AM

رد: من الألف إلى الياء
 

سلمان الراشد 2017- 1- 23 02:00 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك ,
اما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس

سلمان الراشد 2017- 1- 25 04:22 PM

رد: من الألف إلى الياء
 
الحريديم هي طائفة يهودية ، تطبق الطقوس الدينية وتعيش حياتها اليومية وفق "التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية" وهي وفق هذا المعنى طائفة يهودية أصولية وقد أطلقت عليها الصحافة الإسرائيلية أسم "أمهات الطالبان"
وكلمة "حريديم" هي جمع لكلمة "حريدي" وتعني "التقي" وربما يكون الاسم مشتق من الفعل "حرد" الموجود في اللغة العربية بمعنى اعتزل أو اعتكف. والحريديم يرتدون عادة أزياء يهود شرق أوروبا وهي معطف أسود طويل وقبعة أسودان وبالإضافة إلى "الطاليت" وهو شال خاص بصلاة اليهود غالبا ما يكون أبيض اللون في زواياه الأربع "التزيتزيت" وهي مجموعة خيوط طويلة من الصوف مجدولة ومعقودة بطريقة خاصة
ويرسل رجال الحريديم ذقونهم حتى تصل إلى صدورهم، وكذلك يرسلون شعورهم وتتدلى من خلف آذانهم خصلات شعر مجدولة. تتشابه نساء الحريديم في ملابسهن إلى حد كبير جدا مع النساء المسلمات الأصوليات , إذ ترتدي الكثير من نساء الحريديم لباسا يكاد يطابق البرقع الذي ترتديه النساء المسلمات .
فقد كتب جون روبرت في موقع your jewish news المختص بأخبار اليهود في العالم ومقره في ولاية كاليفورنيا الأمريكية عن نساء هذه الطائفة "أنهن كن دائما فخورات بلباسهن المحتشم.. الذي يسمى فرومكا frumka " يطلق عليه البعض أسم "برقع طائفة الحريديم " “Haredi burka sect” وتعليقا على الموضوع قال الحاخام الحاخام بنيزري لموقع your jewish news أن الطائفة اعتمدت هذا اللباس "بسبب مخاوف بشأن حالة تدهور الحياء في المجتمع اليهودي المتشدد" قال الحاخام بنيزري.
ويذكر أن اليهود الحريديم يتحاشون قدر الإمكان التحدث بالعبرية إذ يعتبرون العبرية لغة مقدسة يفضل تجنب استخدامها، ويستخدمون بدلا منها لغة أخرى تسمى "اليديشية" وهي حسب موسوعة ويكيبيديا "لغة يهود أوروبا، نمت خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من لغات عدة منها الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية . يتحدثها ما يقارب 3 ملايين شخص حول العالم، أغلبهم يهود أشكناز" و"اليديشية تستخدم الحروف العبرية في الكتابة ولكنها تختلف عنها في نفس الوقت
ومن أهم سمات الحريديم التمسك بشكل تام بالشريعة اليهودية "الهالاخاه" الأرثوذكسية وترفض إعادة النظر في الشرائع والتقاليد اليهودية الدينية. وهم يفضلون نوع خاص من المدارس الدينية اليهودية يدعى "اليشيفات" يتم فيها تعليم الدين التقليدي والشريعة والتلمود. ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم الدنيوية عند الحاجة فقط، من أجل إنقاذ الحياة (مثل الطب) أو من أجل كسب الرزق. أما دراسة الأدب، والفلسفة وغيرها، فمرفوض عند اليهود الحريديين.
وهم يتحفظون بقوة وقلما يستخدمون التكنولوجيا وتطبيقاتها مثل التلفزيون، الحاسوب، الهاتف النقال إلخ. ويتمسكون رجالا ونساء باللباس التقليدي، وخاصة باللباس الذي كان شائعا لدى اليهود في شرقي أوروبا قبل القرن الـ 20 الذي تحدثنا عنه سابقا. واليهودية الحريدية موجودة في مدينة القدس (في حارة "مئة شعاريم" مثلا وفي حارات يهودية أخرى)، في مدينة بني براك المجاورة لمدينة تل أبيب من جانبها الشرقي وفي بعض حارات مدينة نيويورك. ولا علاقة لليهود الحريديم بالصهيونية عند تأسيسها، بل عارضها الكثير منهم بشدة في مراحلها الأولى إذ اعتبروها حركة علمانية تهدد الحياة اليهودية التقليدية .
أما اليوم فمعظمهم يؤيدون دولة إسرائيل ويتعاونون معها، باستثناء مجتمعات معينة مثل حركة "ناطوري كارتا" ما زالت معارضة بشدة لمؤسسات الدولة وترفض التعاون معها. ويذكر أن أحد قادة ناطوري كارتا الحاخام موشيه هيرش كان معارضا لقيام دولة إسرائيل، وكان هو جماعته الصغيرة يحرقون أعلام إسرائيل في "يوم استقلال إسرائيل" وكان موشيه هيرش مقربا من الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي عينه وزيرا لشؤون اليهود في السلطة الوطنية الفلسطينية وكان مستشارا له أيضا.

-------------------------------------------------
-------------------------------------------------
-------------------------------------------------
-------------------------------------------------
تم نقله للإفادة

سلمان الراشد 2017- 2- 12 11:42 AM

رد: من الألف إلى الياء
 
اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات ساخرة وكوميدية، بعد أن انتشرت صور لنمور سيبيرية بدينة في حديقة صينية للنمور.
وتظهر الصور ولقطات الفيديو النمور وهي تمشي ببطء بسبب وزنها الزائد أو تستلقي بسبب “التخمة”
-------------------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------
----------------------------------------------------------------
تم نقل الموضوع للإفادة


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 10:01 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه