ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   مكتبة الملتقى (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=71)
-   -   مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ] (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=294585)

بيان باراس 2012- 2- 11 08:03 PM

مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://img06.arabsh.com/uploads/image/2012/02/11/0c3e404864f3.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

فهد عامر الأحمدي



http://upload.wikimedia.org/wikipedi..._Al-Ahmadi.jpg



فهد عامر الأحمدي هو كاتب سعودي صاحب عامود حول العالم في جريدة الرياض. بدأ كتابة المقالة في جريدة المدينة، وفي 17 أغسطس 1991 نشر أول مقال له بعنوان "انف.جار سيبيريا"[1] قبل أن ينتقل إلي جريدة الرياض وينشر أول مقال له في 21 سبتمبر 2000,[2] ولا يزال كاتباً يومياً في جريدة الرياض.[3]


http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df356.gif

حياته

ولد فهد عام 1966، في المدينة المنورة في حي العطن الشعبي المناهز للمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. [3] نشأ في منزل جدته لأمه والتي تنتمي لأسرة الصقعبي من سبيع في البدائع، مما دفع من حوله مبكرا إلى مناداته "فهد الصقعبي" إثر التصاقه بجدته وولعه بها. زوجته طبيبة أطفال وله من الأبناء ولدان وبنتان[بحاجة لمصدر].
كان مولعاً بالقراءة منذ بداياته، وكان لا يفارق الكتب حتى أنه كان يضع كتاباً ثقافياً في بطن الكتاب المدرسي ليتظاهر أمام أهله بالمذاكرة. التحق بعدة جامعات في تخصصات مختلفة. ولكنه لم يحصل على البكالوريوس. وكان يقضي وقتاً طويلاً في مكتبة الجامعة.


http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df356.gif


تعليمه

درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الشهداء في المدينة المنورة, ثم المرحلة المتوسطة في مدرسة ابن خلدون بالمدينة المنورة ثم المرحلة الثانوية، ودرس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، تخصص (جيولوجيا) ثم تحوّل إلى (الحاسب الآلي)، ثم ترك الجامعة دون الحصول على شهادة البكالوريوس.[بحاجة لمصدر]
ثم أنتقل للدراسة في جامعة هاملن في مانيسوتا الأمريكية، ولكنه لم يكمل دراسته وعاد.[بحاجة لمصدر]

المصدر : ويكيبيديا الموسوعة الحرة


http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df356.gif


سيرة فهد الأحمدي
بقلم: عبدالله المغلوث – جريدة الوطن السعودية
ارفع يدك إذا كنت تريد أن تصبح كاتبا ناجحا. لن أدعك ترفعها طويلا. فسيرة الزميل الكاتب المتألق فهد الأحمدي، ستقطفها وتجعلها تسبح على لوحة المفاتيح أو على أقرب ورقة أمامك.
ولد فهد عام 1969، في المدينة المنورة في حي العطن الشعبي المناهز للمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. نشأ في منزل جدته لأمه والتي تنتمي لأسرة الصقعبي التي تعود جذورها إلى منطقة القصيم (وسط السعودية)، مما دفع من حوله مبكرا إلى مناداته”فهد الصقعبي” إثر التصاقه بجدته وولعه بها.
عندما خرج إلى الشارع وجد نفسه بالقرب من موقف كبير للسيارات في الحي الذي يقطنه يدعى” موقف السبق”، والذي كان محطة للحجاج والمعتمرين من كافة أنحاء المعمورة لالتقاط سيارات الأجرة قبل انتشار الحافلات.
فاختلط بالعديد من الجنسيات في سن مبكرة فأصبح منفتحا مبكرا لا يستنكر، لا يشجب، بل يتأمل، ويصغي، ويكبر بسرعة.
احتكاكه بالعالم شجعه على العمل في محل لبيع الأدوات المنزلية يمتلكه عمه ووالده ،الذي يعمل ممرضا، أمام المسجد النبوي. خطف في المحل كلمات وجملاً عديدة من شفاه الأجانب الذين يتقاطرون بوفرة إلى المحل. تردد الحجاج والمعتمرين على المنزل الذي يقطنه طور لغاته الأجنبية، حيث كانت العديد من الأسر في المدينة ومكة تؤجر غرفا في منازلها للقادمين من أصقاع العالم إثر عدم توفر فنادق وشقق تستوعبهم.
درس الابتدائية في مدرسة الشهداء الزاخرة بالتاريخ. أحب الكتب. واقتنى في سن العاشرة كتاب أدب الرحلات في التاريخ، ومذكرات هتلر . انتقل إلى متوسطة ابن خلدون. وفيها تعلق بالكتب أكثر. فانصرف عن المناهج. يبرر:”لم نلتق”. كانت المرحلة الثانوية مأهولة بالحيرة. ازداد ارتباطه بالكتاب، وابتعاده عن المناهج والمدرسة، فقد كان يضع كتاب النحو وفي بطنه كتابا آخر احتيالا على أسرته. فطالما قال له أهله عندما يرونه وهو يقرأ:”ما شاء الله عليك. تذاكر طوال 24 ساعة”.
بعد المرحلة الثانوية دخل عدة جامعات داخلية وخارجية. درس في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة تخصصي الجيولوجيا، والحاسب الآلي دون أن يحصل على البكالوريوس. ثم حزم حقائبه وحلمه إلى جامعة هاملن في مانيسوتا الأمريكية. لم يكمل فيها أيضا. فقد كان يداوم في المكتبة.
قرر أن يغادر أمريكا ويعود إلى الوطن برفقة فكرة حالمة تهمس في أذنه قائلة:” ستجد وظائف عديدة دون شهادة. فأنت مثقف ومجتمعك بحاجة إليك”.
لم تكن أكثر من مجرد فكرة حالمة. فالوطن لم يقدر موهبته وهو لا يحمل شهادات ووثائق. أيضا، والده كان مأهولا بخيبة الأمل. فهو يعتقد أن عودة ابنه بددت حلمه، وماله الذي أنفقه عليه، كونه لم يكن مبتعثا على حساب أي جهة. جلس فهد عاطلا عن العمل والفرح عامين وهما90 و91.
وخلال إحدى رحلاته المكوكية لجدة بحثا عن عمل، وهربا من حزن أبيه، والناس في المدينة المنورة الذين نهبوه أسئلة عن مستقبله وحلمه حط ركابه وأناخ قلقه في كافتيريا شعبية. استوقفته فيها جملة موجزة خلال حديث بين مصريين. فقد كان أحدهما يقول للآخر:” اللي تغلب بو العب بو”. أي استثمر ما تفوز به. تلك العبارة دارت في رأسه طويلا حتى جعلته يتساءل قائلا:” ماذا لدي لأستثمره وأفوز من خلاله؟”. لم يجد فهد غير المعلومات والثقافة التي اكتسبها من قراءة مئات الكتب والمقالات. خرج من الكافتيريا محاصرا بالعبارة السابقة والرغبة في ترجمتها من خلال بضاعته(الثقافة)، لكنه سأل نفسه مجددا:”من يشتري الثقافة والمعلومة؟”.
لم يطل تفكيره. لاحت فكرة مراسلة الصحف في أفقه رغم أنه لم يفكر قبل ذلك بالكتابة. فلم تعبره هذه الفكرة أبدا قبل ذلك.
راسل الصحف السعودية لمدة عام ونصف دون أن يرد عليه أحد حتى أجاب عليه رئيس تحرير صحيفة المدينة وقتئذ، الأستاذ محمد حسني محجوب وطلب مقابلته على ضوء الخطاب الذي بعثه والمقالات التي أرفقها معه. ومن فرط سعادة الأحمدي بالاتصال ذهب إلى جدة، حيث المركز الرئيس للصحيفة، في نفس اليوم رغم أنه للتو قد عاد للمدينة المنورة. ويتذكر فهد أن الأستاذ محجوب لم يبد حماسة كبيرة لاستكتابه مباشرة. فقد كان يحاول بلباقة كبيرة الاعتذار عن ضمه لقائمة المتعاونين مع الصحيفة كونه جاء حديثا لصحيفة المدينة قادما من صحيفة عكاظ وبحاجة إلى مزيد من الوقت قبل اتخاذ قرار بشأنه إثر الملفات الغفيرة التي تحيط به آنذاك. وخلال الاجتماع دخل الزميل الأستاذ جمال خاشقجي، الذي كان يعمل في المدينة وقتئذ، واستمع إلى جزء من الحوار بينهما قبل أن يقول للأستاذ محجوب:”لمَ لا نجربه؟” وبالفعل اقتنع رئيس تحرير المدينة بالفكرة وباركها.
وحينها بدأ فهد بكتابة زاوية يومية في المدينة بعنوان”حول العالم”. يقول:” عملتُ مجانا لمدة ستة أشهر. لكن كنت سعيدا و مدينا للصحيفة التي فتحت صدرها لي”.
وكانت أول مكافأة يحصل عليها من المدينة ألفي ريال. وارتفعت المكافأة مع مرور الوقت إلى ستة آلاف ريال. وكتب في المدينة كمتعاون لمدة 10 سنوات. وكانت مقالته تتكون من نحو 500 كلمة.
في عام 2000 تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس تحرير صحيفة الرياض، الأستاذ تركي السديري. وأبدى السديري خلال الاتصال رغبته في انتقاله إلى صحيفة الرياض وأشار إلى أن الصحيفة سوف تعطيه ضعف المكافأة التي يحصل عليها من المدينة رغم أنه لا يعرف حجمها، إيمانا بموهبته.
وقد نقل الزميل فهد العرض إلى الزملاء في المدينة، وانتظر إجابتهم لمدة 40 يوما من”باب الوفاء” على حد قوله قبل أن ينقل أمتعته ومقالاته إلى صحيفة الرياض التي أصبح حاليا أحد عناصرها المهمة.
الأحمدي لا يملك شهادة دكتوراه، لكن يملك موهبة حقيقية، وتجربة مطرزة بالكفاح والفشل والشغف جعلت مقالاته تستلقي على الصفحة الأخيرة لإحدى أهم الصحف المحلية في المملكة. فربما تحقق أنت وأنتِ ذات النجاح أو أكثر من خلال المزيد من الإصرار والطموح.



http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df356.gif


هنا سيتم نقل مقالات الكاتب فهد عامر الاحمدي بصحيفة الرياض
[يوميا ]

وبإمكان الجميع المشاركة في النقل

http://s.alriyadh.com/img_s/24/24d14...a_w82_h103.jpg

http://up.3dlat.com/uploads/12882830937.gif

[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

فواز بن ناصر 2012- 2- 12 10:34 AM

رد: مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض[ يوميا ]
 
موضوع قيم , وسوف يحوي القيم في جنباته ..

فهد عامر الأحمدي ... ابن العطن !
كاتب فذ يعتمد على المعلومة ..
...
بالنسبة لي فأنا من المتابعين له , ولكن هذا ليس معناه أنني موافق لكل ما يكتب !
..
جهد تشكرين عليه أختى ( انفجار ) بارك الله في ..
..
قبل يومين أرسل لي أن له مؤلفات ( كتابان تقريباً ) في دار طويق ! سوف ابحث عنها وأشتريها بإذن الله
..
الله يجزك الف خير

فواز بن ناصر 2012- 2- 12 10:43 AM

رد: مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض[ يوميا ]
 
وهذا أول مقال له يوضع هنا

( قناعاتك الشخصية ليست أفكاراً مقدسة)

النتيجة التي تتوصل إليها بنفسك تبدو مقنعة أكثر من التي يتوصل إليها غيرك..
والرأي الذي يتبلور في جمجمتك يزيح تلقائيا كافة الآراء التي تتشكل خارجها..
فهناك ترابط وثيق بين ما نتوصل إليه، وبين ما نقتنع بصحته ونؤمن بصوابه .. فحين تفكر بنفسك (وتقلب الأمور برأسك) ستنتهي حتما إلى نتيجة ذاتية تتبناها بإخلاص - وتدافع عنها بشدة مهما بدت ساذجة أو خاطئة لغيرك.. وإصابتك بالعمى حيالها ناجم من وجودك في موقف مزدوج يجعلك بمثابة الخصم والحكم، البائع والمشتري، المشرع والناقد - الطباخ ومن يحكم على الطبخة - وبالتالي يختل لديك ميزان الحكم والنقد السليم !!

وعدم تنبهنا لهذه المفارقة هو سبب استمرارك في ارتكاب الأخطاء وتساؤلك بعد فوات الأوان "كيف كنت غبياً لهذه الدرجة؟" أو "كيف لم أتنبه لهذا الأمر في ذلك الوقت؟" ..

وللخروج من هذه الورطة يجب أن تملك قدرا كبيرا من التواضع الفكري والنقد الذاتي وأهمية الاستماع للآراء المخالفة.. كما يجب أن تنظر لقناعاتك الشخصية كاجتهادات يمكن تعديلها - واحتمالات يمكن تغييرها - دون خجل أو تردد أو دفاع متشنج..

وأمر كهذا لابد أن يحسب لصالحك كون مستوى التعصب للرأي - والقناعة بعصمة الأفكار الذاتية - يخف لدى الانسان كلما ارتفع حظه من العلم والذكاء والتجربة والخبرة .. لهذا السبب تجد الغرور والغطرسة والاعجاب بالرأي منتشرا بين العوام وصغار السن وأنصاف العلماء ، في حين يخف لدى الكبار والعظماء والمتبحرين في العلم والمعرفة ..

قارن مثلاً تمسك من حولك بآرائهم الشخصية - ودفاعهم الشرس عنها - مع رجل بمستوى الإمام أحمد بن حنبل الذي يقول: (كلامنا رأي فمن جاءنا بخير منه تركنا ماعندنا الى ماعنده) أو أنس بن مالك (كل يُؤخذ منه ويُرد إلا صاحب هذا القبر) أو الإمام الشافعي (إذا صح الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط) أو بلال بن سعد (إذا رأيت الرجل معجباً برأيه فقد تمت خسارته)!!

ورغم اعترافي بصعوبة تعديل ونقض آرائك الشخصية ، إلا أن إصرارك عليها قد يصل بك الى مرحلة القناعة بوحدانيتها وعصمتها من الخطأ .. وهذه القناعة هي المسؤولة عن صنع "الطاغية" بمجرد توفر فرصة التسلط وكبح الأصوات المعارضة (فالطغاة يظهرون بمجرد احتكارهم للسلطة في كل مجال / سواء في الحكم والسياسة أو المؤسسة والإدارة) !!

.. وحين تراجع التاريخ تجده متخماً بحوادث حرق الكتب واضطهاد المفكرين ومكافحة الأفكار المغايرة لمجرد حماية رأي وحيد أو تيار صغير يملك سلطة البقاء وكبت الأصوات.. غير أن ممارسة كهذه هي في حقيقتها (قمة الغباء) كونها تخرج من دماغ واحد فقط يتصرف بطريقة "الخصم والحكم، البائع والمشتري، المُشرع وصاحب المصلحة "..

وفي المقابل تصبح (قمة الذكاء) مشاركة الآخرين في أفكارهم وتقبل انتقاداتهم وغربلة آرائهم واختيار الأفضل منها - بصرف النظر عن هوية وموقع صاحبها- !!

... لهذا السبب أعتقد شخصياً أن أعظم ما يدرسه الطلاب في كليات الطب - ليس التشريح أو علم الأمراض أو طرق التشخيص - بل أهمية أخذ "رأي آخر" عند الشك في تشخيص أي مرض.. ولهذا السبب تجد الطبيب (الأمين على مرضاه) لا يتردد في استشارة زميل آخر، ولا يتحرج من الأخذ برأي طبيب أقل سناً وتجربة !!

وأنت بدورك ؛ تذكر دائما أن في جمجمتك دماغا واحدا لا يختلف عن أدمغة الآخرين سوى بهامش بسيط (صعودا أو هبوطا في سلم الذكاء).. والحل الأمثل لتوسيع مداركك ومضاعفة ذكائك (لثلاث وأربع وخمس مرات) هو استشارة الآخرين ومشاركتهم عقولهم ورؤية الحياة من وجهة نظرهم!!

وسواء كنت رئيسا أو مرؤوسا تذكر دائما - ماشرحته في بداية المقال - من أن اقتناعنا بالنتائج (لمجرد توصلنا إليها) من أعظم عيوب التفكير البشري...

... وبكلام آخر ..
... لا تلعب في نفس الوقت دور الخصم والحكم ، البائع والمشتري ، المُشرع والمستفيد.. الطباخ ومن يحكم على جودة الطعام .

فهد عامر الأحمدي
جريدة الرياض


فنوُ * 2012- 2- 12 03:22 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
لماذا لا ننام واقفين ؟

فهد عامر الأحمدي

سمعت منذ طفولتي أمثالاً كثيرة عن النوم من بينها:

"نوم الظالم عبادة" و "نايم نومة الملوك" و "الذيب ينام وقلبه ماينام" و"البومة تنام وعيونها مفتوحة" ... وكذلك "ينام نوم البغل" و "ماتنام البقرة مع الحصان" !!

وما لاحظته شخصيا أن معظم هذه الأمثلة إما ترتبط بكمية النوم أو عمقه أو تأثره بمحيطه..

خذ كمثال المثل الأول الذي يوحي بمحاسن النوم الطويل للظالم والطاغية

والثاني الذي يوحي بالثقة والطمأنينة (ويذكرنا بقول مرسول كسرى: عدلت فأمنت فنمت)..

أما الثالث فيتعلق بحالة النوم السطحي والحذر من النوم العميق (وأرى أنه يتعلق بالدولفين أكثر من الذئب)..

أما البومة فتشترك مع البطريق (وطيور كثيرة) في بقاء أعينها مفتوحة حتى أثناء نومها...

أما وصف نوم أحدهم بنوم "البغل" أو "البقرة" فكنت أظنه يتعلق بطول فترة النوم والمبالغة فيها حتى اكتشفت أنه (على العكس تماما) يتعلق بقلة النوم والاستيقاظ لأطول فترة ممكنة.. فالبغل ومعه الحصان لا ينامان لأكثر من 3 ساعات في اليوم.. أما البقرة فتكتفي ب4 ساعات وتظل مستيقظة حين تحشر مع مخلوق مختلف (الأمر الذي يفسر عجزها عن النوم مع الحصان)!!

وفي المقابل هناك مخلوقات تقضي معظم حياتها نائمة لدرجة تتساءل لماذا خلقت أصلا!؟

.. فالدب الكسلان مثلا ينام لأكثر من 20 ساعة ولا يستيقظ إلا لتناول الأوراق والأغصان القريبة.. وكذلك القوارض والقنافذ والفئران البنية تنام لنفس الفترة في أماكن مظلمة ومحشورة .. أما الأسد ملك الغابة ؛ فاتضح أنه ليس ملكاً (ولا يعيش في الغابة) بل مخلوق كسول نذل ينام لأكثر من 14 ساعة ولا يستيقظ إلا لمعاشرة اللبوات وأكل ماتصطاده من فرائس .. وبين هؤلاء وهؤلاء يقع الإنسان الذي ينام 8 ساعات في المتوسط ويقضي ثلث حياته (مسطحا) فوق السرير..

ولكن لماذا هذا التفاوت بين المخلوقات؟

.. لماذا يحتاج الأسد ل 14 ساعة في حين يكتفي الحصان ب3 ساعات فقط؟

.. لماذا ينام الدب الكسلان لأكثر من عشرين ساعة في حين تكتفي الأبقار ب4 ساعات فقط!؟

.. لماذا لا ينام الإنسان (الأكثر ذكاء) أقل من الفيلة والخيول.. أو لا ينام مثلها (واقفا)؟

... لا يوجد جواب مؤكد ولكن لوحظ ارتباط هذه الظاهرة بعوامل فضفاضة مثل: حجم المخلوق، وحاجته للطعام، وطبيعة المناخ، وما إن كان مفترساً أم ضحية...!!

فالثدييات الصغيرة مثلا (كالفئران والقوارض) تنام أكثر من الكبيرة (كالفيلة والأبقار)!!

والمخلوقات العاشبة (كالفيلة والأبقار) تنام أقل من المفترسة (كالأسود والضباع)!!

والحيوانات المفترسة (التي لا تخشى أحدا) تنام "نومة الملوك" مقابل طرائد تخشى التهامها في أي لحظة (كالغزلان والظباء التي بالكاد يغمض لها جفن) !!

أضف لهذا قد يجبر المناخ المتطرف بعض المخلوقات كالسناجب والقنافذ والخفافيش والدببة على الدخول في حالة سبات طويل تتجاوز بفضله البرودة الشديدة وشح الغذاء وانقطاع الأمطار...!!

وما أراه غريبا بالفعل هو أن يتعلق طول النوم بكل هذه العوامل (والغرائز البدائية) في حين لا يرتبط أبدا بسلم الذكاء أو حجم الدماغ أو مستوى الملكات الذهنية لدى المخلوقات!!

فالإنسان مثلاً يقع في قمة الذكاء وضخامة الدماغ ومع هذا ينام أكثر من الحصان، وأقل من الفئران، وتتأثر ملكاته الذهنية في حال انخفضت ساعات نومه..

وبعد الإنسان يأتي في سلم الذكاء الدولفين والشمبانزي والفيل التي تملك أنماطا غير متشابهه من النوم.. فالدولفين لا ينام تقريبا (كي لا يغرق) ويكتفي بإغلاق أجزاء من دماغه للراحة.. وفي المقابل ينام الشمبانزي لعشر ساعات عميقة والفيل لأربع ساعات سطحية في وضعية الوقوف (كونه يشترك مع الحصان في امتلاك نظام شد في الركبة يمنعه من السقوط)!!

... وكل هذه التقاطعات والاختلافات تجعل من الصعب تحديد أسباب تفاوت فترات النوم لدى المخلوقات رغم اشتراكها - في النهاية - بحاجتها للسقوط فيه والخضوع لسلطانه..

سبحان من لا تأخذه سنة ولا نوم!!

بيان باراس 2012- 2- 13 11:45 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
الأقدام التي نسيناها

فهد عامر الأحمدي

اختراعات كثيرة غيرت حياتنا وطريقة عيشنا في مقدمتها السيارة.. فالسيارة احتلت شوارعنا وضخمت مدننا ونظمت شوارعها بالطريقة التي تناسبها. وهي لم تكتف بذلك بل غيرت حتى أجسادنا وطريقة حياتنا والأمراض التي تصيبنا.. ولا يمكن إدراك حجم هذه التغييرات إلا بمقارنة حال الانسان والمجتمعات قبل/ وبعد انتشار السيارة؛ ففي الماضي كانت أقدامنا هي وسيلة مواصلاتنا الأساسية، وبالتالي لم يكن بإمكان المدن التوسع لأكثر من قدرتنا على المشي لبضعة كيلومترات في اليوم.. فالناس في الماضي كانوا يولدون ويعيشون ويموتون ضمن دائرة لا يزيد قطرها على عشرة كيلومترات ولا يعرفون غيرهم على بعد خمسين كيلومترا.. وكما يصعب علينا هذه الأيام الالتقاء بسكان الكواكب الأخرى - بسبب المسافات الضوئية الهائلة التي تفصل بيننا - كان يصعب على الحضارات القديمة الالتقاء والتواصل بسبب المسافات الشاسعة التي تفصل بينهم على كوكب الأرض، لدرجة كان الفراعنة والبابليون لا يعلمون بوجود بشر غيرهم في بقية العالم!

هذا بخصوص الجغرافيا والتركيبة المدنية، أما بخصوص الصحة والبنية الجسدية؛ فتسببت السيارة في كسلنا وعزوفنا عن المشي ونسيان قدمين رافقتنا منذ بدء الخليقة.. وهذا التغير - الذي يعتبر طارئا على جسم الانسان - تسبب في تفشي السمنة وانتشار البدانة والإصابة بالسكري والقلب وأمراض الشرايين.. فالمشي لا يعني فقط الانتقال من نقطة لأخرى، بل ومحاسن صحية ونفسية كثيرة يصعب حصرها (ولكن يمكن نيلها خلال ثلاثين دقيقة في اليوم)..

ولضيق المساحة سأخبرك مباشرة بأبرز منافع المشي في حال فكرت بالعودة إليه واستعادة قدميك كوسيلة مواصلات:

فالمشي مثلا يقوي قلبك ويحرك دورتك الدموية وينشط عملياتك الحيوية بطريقة تخفض نسبة إصابتك بأمراض القلب والبدانة وانسداد الشرايين (والحد الأدنى هنا كيلومتر واحد في اليوم)!

والمشي لا يحرق فقط السعرات الحرارية، بل ويحسن أيضا من مستوى التأيض (أو فعالية حرق الطعام) وبالتالي تتضاعف حسنته فيما يتعلق الأمر بتخفيض الوزن.

وفي حال نجحت بتخفيض وزنك بنسبة 7% سينخفض تلقائيا احتمال إصابتك بالسكري (النوع الثاني الشائع بين الناس) بنسبة 56%!!

والمشي الدائم يحسن المزاج ويطرد الكآبة وينشط الذهن بفضل تنشيطه للدورة الدموية وحثه على إفراز الإمفيتامينات الطبيعية في الدماغ (وهي مواد تقوم بتحفيز المخ والجهاز العصبي)!

كما يلعب دورا مهما في تقوية العظام، وكتلة العضلات، ومرونة الأربطة كون أجسادنا تعمل على تقوية الأعضاء التي تقوم بجهد أكبر من غيرها (وتتجاهل ما نتجاهل نحن استعماله)!!

وكما تتسبب السمنة والكسل في تداعي الأعضاء (والتسريع في هرمها وشيخوختها) يقوم المشي بدور معاكس حيث الاستخدام المنتظم للأعضاء يطيل من عمرها وفترة شبابها!!

والمشي لا يساعدك فقط على التخلص من الشحوم، بل ويصقل جسدك ويزيل كرشك ويقيم ظهرك وعمودك الفقري (خصوصا حين تمشى وكأن فوق رأسك كأس ماء)!!

أضف لكل هذا أن المشي بحد ذاته فعل طبيعي وآمن وأسهل من أي رياضة يمكن ممارستها.. ناهيك عن عدم حاجته لأجهزة أو مواقع خاصة!!

وصدقني حين أخبركم بأنك لم تعد تمشي كما يُفترض منذ عشرة وعشرين وثلاثين عاما. وستفهم قصدي بشكل أفضل حين تبدأ بممارسته وتكتشف صعوبة تركه مجددا (ليس فقط لمحاسنه الصحية والنفسية) بل ولأنك أصبحت مدمنا حقيقيا على الإمفيتامينات الطبيعية التي يفرزها في دماغك!

فواز بن ناصر 2012- 2- 13 10:50 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
ملاحظة : إذا قرأت بعض مقالات الأستاذ فهد , فكأنك تتابع فيلم سينمائي غربي !!
..

( أحاسيس خارقة 1-2 )

هناك أمور لا يمكن تأكيدها أو إعادة اختبارها أو إثبات وجودها في المعمل؛ ومع هذا يمكن (ترجيح) وجودها بسبب كثرة الشهادات حولها وتكرار حدوثها مع عدد كبير من الناس..

فالتخاطر مثلا من الظواهر الخارقة التي يصعب اثباتها علميا ولكن جميعنا مر بها لمرة على الأقل في حياته. ومن خلال تراكم الشهادات اتضح أن قوة التخاطر (أو التليباثى) تزيد بين المتقاربين عاطفيا أو جسديا، كالزوجين المتحابين والتوائم المتشابهة والأم وأولادها...

وفى مقالنا هذا سنهتم بالعلاقة الخفية (والخارقة للعادة) التي تربط بين الأم وأبنائها وتجعلها تشعر (عن بعد) بأي خطر يحيط بهم أو مكروه قد يتعرضون له..

وبالطبع جميعنا يعرف قصصا من الواقع عن أمهات يملكن مثل هذا الاحساس، أتمنى سماعها منكم بنهاية المقال.. ولكن ؛ حتى ذلك الحين ؛ أرغب بمشاركتكم بكتاب جميل يدعى "أمهات عجيبات" يضم اكثر من خمسين حادثة عن أمهات تنبأن بما سيقع لأطفالهن أو شعرن (عن بعد) بما هم فيه من محنة ...

وأول قصة أوردها المؤلف (براد ستيجنر) كانت عن أم تدعى باربرا ميريل من منسوتا كانت كلما نظرت إلى طفلها روبن (البالغ من العمر شهرين فقط) تشعر بخطر يعتري صحته . ورغم ان طبيب العائلة الدكتور تشيرستي أكد لها مرارا أن طفلها سليم لايعاني من أي علة الا أن شيئا بأعماقها كان يرفض التسليم برأيه. وخلال شهر واحد عرضت طفلها على أربعة أطباء مختلفين فقرروا جميعهم ان الطفل سليم ويتمتع بصحة ووزن مثاليين !

ولكن هل اقتنعت باربرا؟ .. زوجها لورنس أصبح على يقين بإصابتها بنوع من الوسواس، واختلف معها كثيرا حين قررت السفر لرؤية طبيب متخصص يدعى جوزيف ليبكا. وفى النهاية أكد الدكتور جوزيف صدق مخاوفها واكتشف إصابة روبن الصغير بتشوه نادر في القلب وقرر إجراء جراحة سريعة لإنقاذ حياته...

ومما قاله الدكتور جوزيف للمؤلف: "حالة روبن نادرة من الصعب اكتشافها بالطرق المعتادة؛ ولولا إصرار باربرا لتوفي الطفل في ظرف أسبوعين" !!

أما القصة الثانية فعن أم تبلغ من العمر 32 عاما تدعى جنجر مكارثي شعرت فجأة أن ابنتها سوف تعاني من مكروه في مدرستها الداخلية.. وبدون حتى أن تفكر بالاتصال هاتفيا ركبت سيارتها وأسرعت للمدرسة وفى رأسها شعور قوي بأن ابنتها تنادي عليها. وحين وصلت أخبروها أن ابنتها أصيبت بألم حاد في معدتها وحولوها إلى المستشفى.. وحين وصلت كانت الممرضات يحاولن الاتصال بها فأخذنها بسرعة إلى حيث ابنتها فظلت بجانبها حتى تحسنت وأخذتها الى البيت..

وفى الطريق قالت لها سوو الصغيرة "ماما، حين كنت أتألم بشدة كنت أغمض عيني وأطلب حضورك بسرعة"!

فأجابتها مبتسمة: "وفي كل مرة كانت تصلني رسالتك ياحبيبتي"...
أما الدكتورة لويزا راين التي تدير مختبر علم النفس الشهير في جامعة ديوك فتجمعت لديها قصص كثيرة عن الاحساس الخارق الذي يربط الأم بأطفالها.. ومن القصص التي ذكرتها لمؤلف الكتاب حالة أم من واشنطن رأت في المنام أن شهابا ضخما يسقط على سرير طفلها الذي ينام في الغرفة المجاورة ويقضي عليه. وعلى الفور تركت فراشها وذهبت لغرفة الطفل وحملته بين ذراعيها وعادت به الى غرفتها ووضعته بينها وبين زوجها . وما ان استلقت على فراشها مجددا حتى سمعت صوت ارتطام هائل وزجاجاً يتكسر في كل اتجاه فسارعت مع زوجها لاستكشاف ماحدث فصعقت حين رأت النجفة الضخمة (المعلقة فوق سرير الطفل) قد سقطت وساوته بالأرض !!!
..

فواز بن ناصر 2012- 2- 13 10:53 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
هل تريد أن تكون شبيه الأستاذ فهد عامر الأحمدي ؟

إذا أردت أن تكون مثله فعليك بقراءة جميع مقالاته , وتحليلها , وشراء جميع الكتب الذي يذكرها , وحاول أن تعرف شخصيته من خلال مقالاته ومحاضراته ... الخ

...

أحاسيس خارقة ( 2-2 )
من القصص التي وردت في كتاب أمهات عجيبات للمؤلف (براد ستيجنر) ماحدث للسيدة جينا ديلاتوس التي ذهبت لزيارة أقاربها على بعد مئات الأميال من منزلها. وفى الساعة الثالثة من صبيحة أحد الأيام استيقظت وهي تشعر بأن النيران تحيط بها من كل جانب .. وتطلب الأمر منها وقتا كي تدرك أن ماشعرت به لم يكن إلا كابوسا مخيفا وأن النيران التي رأتها لم تكن في غرفتها بل في منزلها البعيد فتملكها شعور طاغ بالخوف على أطفالها.. وعلى الفور سارعت بالاتصال بمنزلها لعلها تجد من يطمئنها .. وبعد محاولات مضنية رد على الهاتف أصغر أبنائها (فرانك) الذي كان يسعل بشدة، ويستنجد بها : "ماما المنزل مليء بالدخان" ...
عندها أدركت أن حريقا ما على وشك الوقوع فتمالكت أعصابها وقالت له: "لابأس يافرانكي افتح نافذة الغرفة وأيقظ والدك".. فرمى الطفل السماعة وذهب لينفذ ما أمرته به، وبقيت هي تنتظر لنصف ساعة على الأقل قبل أن يرفع زوجها السماعة ويخبرها ان كل شيء تحت السيطرة وأن حريقا صغيرا اندلع حين نسي أحد الأطفال جاكيته فوق السخان وأن المنزل كان سيحترق لولا اتصالها ... الذي لم يفهم له سببا...
أما أكثر القصص غرابة وأصعبها على التصديق فهي تلك التي تؤكد على بدء العلاقة بين الأم وابنها منذ فترة .. الحمل ..!!
فحين كانت إليزابيث راندول حاملا للمرة الأولى، كانت ترى حلما جميلا يتكرر عليها في فترات متقاربة .. كانت ترى نفسها تسير بين أحواض الزهور وتمسك بيدها طفلة جميلة وخلفهم تعزف إحدى الفرق موسيقى عذبة.. وبعد ولادة طفلتها ليزا انقطع الحلم ونسيته طوال خمس سنوات حتى أقيم في بلدتهم معرضا للزهور أصرت ليزا على حضوره. وبالفعل ذهبتا لزيارة المعرض وفي أحد الأجنحة رأت نفس الطريق التي كانت تراه في منامها وتذكرت على الفور حلمها القديم والدهشة تملأ كل كيانها..
... في تلك اللحظة بالذات سألتها ليزا : "ماما ، ألم نكن هنا من قبل" ؟
= أما قصتنا الأخيرة فتذكرنا بما قاله ابن القيم الجوزيه في كتابه "الروح" عن إمكانية التلاقي بين أرواح الأحياء والأموات....
فتحت عنوان "قبلة الوداع" أورد المؤلف قصة الأب جون كارلسون الذي بقي ساهرا في المستشفى بجانب والدته لثلاث ليال متتالية.. فأمه العجوز كانت تحتضر بسبب حالة متأخرة من السرطان وكان يخشى إن تركها لأي سبب أن تتوفى وهو بعيد عنها؛ وفي إحدى الفترات التي فاقت فيها رجته أن يذهب ليرتاح في بيته ويعود إليها في اليوم التالي.. وبعد إلحاح شديد وافق على طلبها، ولكن على أن يعود إليها بعد ثلاث ساعات فقط. وحين وصل لمنزله لم يستطع تمالك نفسه فغط في نوم عميق لمدة طويلة حتى استيقظ فجأة على وضع خلط بين الحلم واليقظة.. فقد رأى والدته بكامل صحتها تقترب من سريره وتطبع على خده قبلة عذبة وتقول له مبتسمة "إلى اللقاء حبيبي" .. وعلى الفور اتصل بالمستشفى ؛ ولم يفاجأ حين أخبروه أن والدته توفيت قبل ثوان وهي تردد نفس الجملة!!
... أعزائي..
من يعرف قصصا حقيقية من هذا النوع فليخبرني بها على موقع الزاوية الإلكتروني .. فأنا أنوي العودة مجددا للموضوع، ولكن هذه المرة من خلال تجاربكم الشخصية ومروياتكم المحلية ...
..

فواز بن ناصر 2012- 2- 13 10:56 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
محاضرات الأستاذ فهد عامر الأحمدي .. في نادي القراء في جامعة الملك سعود

بعنوان ( اقتصاد المعرفة )

http://www.youtube.com/watch?v=9rkbCFVMxmA

بيان باراس 2012- 2- 14 08:24 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
أبشع تجارة يمكن التغاضي عنها

فهد عامر الأحمدي

في فضاء الانترنت الخفي.. وفي مدن الصفيح الفقيرة.. وتحت خط الفقر القاسي؛ تنتشر تجارة الأعضاء البشرية وبيع الأجنة المجهضة.. تجارة في ظاهرها طوعية وإنسانية وفي باطنها استغلال بشع لحاجة المعطي وظروف المتلقي.. في أفغانستان مثلا تجد أشخاصا يفتقدون لأطرافهم أو كِلاهم أو قرنيات أعينهم لأنهم ببساطة باعوها على سماسرة يصدرونها للخارج. وفي قرى الفلبين الفقيرة لا يبيع الآباء بناتهم فقط، بل وكِلاهم التي تصدر خلال 24 ساعة الى أوروبا والصين. وفي الهند والبرازيل وكمبوديا وبوليفيا وغرب إفريقيا يختطف الأطفال - أو يباعون من قبل ذويهم - ويصدرون للخارج كقطع غيار مجمدة.. والمخجل فعلا أن المجتمعات الثرية المستوردة تتجاهل مصدر هذه الأعضاء، أو تكتفي بشهادة استيراد طبية يمكن توفيرها بسهولة.
والأمر لا يقف عند هذا الحد بل يتجاوزه الى المتاجرة بالأجنة المجهضة والمشيمة الخاصة بها.. والأجنة المجهضة مفضلة طبيا كون بصمتها الوراثية لم تتخصص بعد وبالتالي يمكن زرعها كي تتخصص داخل الجسم دون رفضها من قبل جهازه المناعي. ويتم التركيز على المشيمة بالذات كونها منجم ذهب للخلايا الجذعية (التي تنشأ منها جميع الأعضاء البشرية) وأصبحت تحفظ في بنوك متخصصة في أوروبا وأمريكا، ويتم استغلالها لعلاج أمراض كثيرة بدءا من السكري والفشل الكبدي الى الشلل الرعاشي وضعف المناعة وخرف الشيخوخة.
وحين زاد العرض على الطلب - وتعددت الأمراض التى يمكن للأجنة علاجها - ظهرت عصابات تشتري الأجنة المجهضة أو تستأجر الأمهات الفقيرات للحمل (فقط) من اجل الإجهاض.. وأذكر أنني قرأت قبل فترة بسيطة عن إعدام الصين لخمسة أشخاص باعوا 180 جنيناً للخارج.. وفي الأرجنتين تم القبض على تنظيم سري يعمد الى إقناع الأمهات الفقيرات بالحمل (مقابل مبلغ مجز) ثم الإجهاض قبل اكتمال نمو الجنين.. وتضطر كثير من النساء في العالم الثالث للمشاركة في هذه التجارة المحرمة بدافع من الفقر والحاجة، وأحيانا لمجرد الرغبة في الحصول على المال كما في روسيا واليابان وأوروبا الشرقية.
وفي أوروبا يعد استيراد المشيمات من الخارج عملا قانونيا باعتبارها مستخلصة بطريقة قانونية وطبية سليمة.. وتعد فرنسا اكبر مستورد لمشيمات الأجنة وبقايا الدم السُري من شرق أوروبا والعالم الثالث.. فهاتان المادتان بما تحتويانه من خلايا جذعية غير متخصصة تعتبران مادة أساسية في صنع كريمات تجديد البشرة وإعادة الشباب. والقانون في فرنسا لا يعارض استيراد هاتين المادتين ولا يهمه كيفية الحصول عليهما طالما تأتيان من "الخارج"!!
أما في الولايات المتحدة فقد تتبع برنامج دايتلاين شخصيات سياسية معروفة ذهبت الى شرق آسيا لتلقى علاجات "جينية" تعيد الشباب وتحمي من عته الشيخوخة. ولم يكن الأمر ليحظى باهتمام واسع لولا ان مقدمي البرامج أجروا مقابلات مباشرة مع بعض الأمهات اللواتي "حملن من اجل الإجهاض" في كمبوديا ومنامار. وبسبب ردود الفعل الغاضبة رفض حينها وزير الصحة لويس سلفيان تخصيص دعم تقدم به معهد الصحة القومي للتوسع في دراسة استغلال الخلايا الجينية في العلاج!!
المعضلة الأخلاقية أن بيع الأعضاء وتجارة الأجنة (مهما بدت لنا بشعة ومحرمة) يمكن التغاضي عنها وتختلف النظرة إليها حين يتعلق الأمر بحياة المتلقي نفسه.
بكلام آخر؛ في حال كنت مريضا أو على وشك الموت هل ستسأل عن مصدر العضو المزروع أو ترفض تلقي علاج يعتمد على خلايا الأجنة المجهضة!؟
حسنا.. وماذا لو كان المريض ابنك أو ابنتك؟!


:000:

بيان باراس 2012- 2- 15 05:19 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
اللؤلؤة الصينية

فهد عامر الأحمدي

كنتُ أعتقد أن الانجليز هم أكثر شعوب العالم ولعاً بالمراهنات والمقامرات حتى تجولت في الصين عام 2011 وأدركتُ أن الصينيين لا يقلون عنهم هوساً وجنوناً . فرغم أن المقامرة ممنوعة رسميا هناك - لسبب وجيه - لايزال الصينيون يراهنون في كل مكان، وعلى أشياء لا تخطر على البال .. ففي احدى الحدائق رأيت مجموعة تقامر على بطة في الماء هل تنعطف ذات اليمين أم ذات اليسار.. ومجموعة من العجائز يتراهنون على مكعبات ترميها امرأة عمياء على الأرض .. في حين تحداني مرافقي الصيني ما إن كان ذلك الطفل (الذي يحبو أمام والديه) سيعود أولا لوالده أم لوالدته !!
وحين كنتُ في شنغهاي صعدت لناطحة سحاب تدعى جن ماو - لمشاهدة المدينة من الأعلى - فوجدت خمس فتيات يقفن خلف طاولة لبيع الهدايا التذكارية.. ولفت انتباهي حينها وجود أصداف بحرية حية داخل حوض زجاجي فسألت إحداهن عنها فقالت "صدف حقيقي داخله لؤلؤ طبيعي" فاستغربت وقلت "ومن يضمن أنني سأجد اللؤلؤة بعد فتح الصدفة؟" ابتسمت وقالت بكل ثقة "أؤكد لك وجود لؤلؤة داخل أي صدفة تختارها" فقلت "حسنا وكم ستكلف؟" قالت "مجانا" (وحين يقول لك الصيني مجانا يستحسن أن تبالغ في الحذر) !!
ورغم أنني لم أصدقها إلا أنني لم أقاوم فكرة اقتناء صدفة تتضمن لؤلؤة طبيعية ؛ فكررت عليها السؤال "متأكدة أنها مجاناً!؟" قالت "أؤكد لك فهي تأتي مع قيمة التذكرة" وهكذا اخترت أكبر صدفة وأخرجتها بنفسي من الحوض.. وحين فتحتها وجدت داخلها لؤلؤة جميلة لم أصدق - رغم تأكيداتها - أنني سأحصل عليها دون مقابل!!
... ولكن قبل أن أغادر بلؤلؤتي الثمينة أخرجت لي شيئا آخر صعب علي مقاومته ...
أخرجت سلسلة فضية اقترحتْ علي (شبكها) في اللؤلؤة لصنع قلادة جميلة ؛ فسألتها "وكم ستكلفني السلسلة؟" قالت "مئة فقط" فوافقت بلا تردد كون المائة يوان لا تساوي أكثر من 59 ريالا.. ورغم أنها بدأت في ثقب اللؤلؤة إلا أنني بقيت مشككاً في نيتها وبقيت بداخلي منتظراً نهاية اللعبة!!
وحين انتهت من خرم اللؤلؤة قدمتها لي كقلادة جميلة وقالت بابتسامة أجمل: "مائة دولار لو سمحت" .. قلت: "ماذا؟ ماذا؟ من أتى على ذكر الدولار".. قالت: "أخبرتك أن اللؤلؤة مجانا ولكن السلسلة بمائة دولار"، قلت بصرامة: "لم تقولي مئة دولار بل قلت مائة فقط"، قالت "ولكنك سائح والسياح يتعاملون بالدولار"، قلت بحدة: "وهل يبدو من لون شعري وعيني أنني من أمريكا"..
وهكذا وضعت القلادة على الطاولة وأصررت على الدفع باليوان .. وفي النهاية وافقت على مضض فأعطيتها 100 يوان فقط (وهذا بالمناسبة أمر آخر لم أفهمه في الصين حيث يمكنهم النزول معك لأدنى سعر تطلبه دون أن يخسروا شيئا بالفعل)!!
... المهم هو ما حصل بعد استلامي للؤلوة ووضعها في جيبي .. فما أن ابتعدت عن الطاولة بخطوتين حتى انفجرت صاحباتها بالضحك (والسخرية منها) في حين فتحت هي محفظتها بغضب وبدأت بإعطائهن بعض الدولارات..
منعني فضولي من الابتعاد كثيرا فعدتُ وسألتها: لماذا يضحكن عليك ويأخذن مالك؟! لم تجبني من فرط غضبها، ولكن احدى زميلاتها قالت بسعادة : نحن نتراهن دائما على السياح بهذه الطريقة؛ إن استطاعت أخذ المبلغ بالدولار ندفع لها نحن، وإن فشلت وأصر السائح على الدفع باليوان تدفع هي لنا بالدولار!!
حينها فقط تذكرتُ الفيلسوف الألماني نيتشة الذي عاش فترة من حياته في إنجلترا وكان دائم التردد على مقهى صغير في لندن . وكان كلما جلس على الكرسي يخرج جنيهاً معدنياً ويضعه أمامه على الطاولة . وحين ينتهي من تناول قهوته ويقرر الذهاب يعود لأخذ الجنيه ووضعه في جيبه مجددا .. ومرة بعد مرة تنبه النادل لهذه الحركة فسأله : سيدي لماذا تضع القطعة النقدية أمامك كلما حضرت وتعيدها لجيبك كلما ذهبت ؟ فأشار نيتشة إلى مجموعة من السادة الإنجليز في المقهى وقال: لأنني سأمنحها لك في اليوم الذي لا يتحدثون فيه عن المراهنات وسباقات الخيل!!
... ومازالت اللؤلؤة في (جيبي) تذكاراً لانتصاري الوحيد في الصين!!

فواز بن ناصر 2012- 2- 19 11:27 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
هل يعيش العرب في العصور المظلمة؟!

مثل البشر تمر الأمم بدورات تبدأ بالطفولة والشباب وتنتهي بالكهولة والشيخوخة.. ورغم إمكانية وصولها لمرحلة الشيخوخة والاحتضار إلا أنها نادرا ما تموت أو تختفي بالكامل.
وحين تتأمل التاريخ تكتشف أن لكل أمة عصرا ذهبيا تزدهر خلاله العلوم والأفكار ويمتد فيه تأثيرها الثقافي والعسكري على بقية الأمم.. وقد تستمر على هذا الوضع لعدة قرون قبل أن تدخل في طور الاحتضار وتسيلم زمام المبادرة لأمة أخرى "وتلك الايام نداولها بين الناس".
والعجيب أن فترة الازدهار - لأي أمة - تعد قصيرة مقابل عصور الظلام والاحتضار.. ففترة الازدهار الأخيرة في أوروبا أقصر من عصور الظلام التي عاشت فيها لأكثر من 700 عام. وفي حين بلغ الازدهار العربي أوجه في عصر الأمين والمأمون دخلنا بعدها في عصور ظلام طويلة مازالت - رغم مظاهر الربيع العربي - مستمرة حتى الآن!!
والحقيقة الأخيرة تدعوني للتساؤل إن كنا (كعرب) مازلنا نعيش في عصور ظلام فريدة من نوعها تتعلق بنا وحدنا؟!
فعصور الظلام في نظري تعني الفقر العلمي والانغلاق الثقافي وسيطرة الأفكار الخرافية وغياب روح المبادرة والإبداع ناهيك عن عجز الأمة العربية عن إنتاج احتياجاتها الخاصة.
صحيح أن عصورنا المظلمة تختلف (من حيث انفتاحنا الجغرافي وتبنينا لمظاهر العصرنة الحديثة) عما حدث قديما في أوروبا والصين واليابان - التي انغلقت على نفسها لقرون - ولكن عجزنا يتضح حين نتصور حالنا ومآلنا دون وجود أمم الأرض الأخرى!!
فأوروبا مثلا دخلت في عصور الظلام بعد انهيار الامبراطورية الرومانية (في القرن السادس الميلادي) حتى بدأ عصر التنوير في ايطاليا (في القرن الثالث عشر للميلاد).. وخلال هذه الفترة سيطرت الأفكار الخرافية واختفت الروح الإبداعية وحبس الأوروبيون أنفسهم داخل قوقعة الجغرافيا والتاريخ ونظرة الكنيسة الأحادية.. وفي الوقت نفسه تقريبا ازدهرت الحضارة العربية التي دخلت عصرها الذهبي بين ولادة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (في القرن السادس الميلادي) وحتى تدمير المغول لبغداد (في منتصف القرن الثالث عشر).. وخلال هذه الفترة امتد نفوذ الأمة العربية الى الصين شرقا وفرنسا غربا قبل أن تضعف بالتدريج، ثم تنهار تماما أمام جحافل المغول الذين رموا نفائس المخطوطات العربية في نهر دجلة عام 1256!!
ومن يومها مايزال العرب يعانون من مظاهر التبعية والاعتياش على إبداعات الأمم الأخرى.. فرغم مظاهر العصرنة التي نعيشها - ورغم استعمالنا للكمبيوتر وسفرنا بالبوينج - إلا أنها مجرد مظاهر استهلاكية نعجز عن إبداعها أو صنعها أو الإضافة إليها.. ورغم أن "عصرنا المظلم" يملك وجها مخادعا (يوحي به انفتاحنا الجغرافي وتراجع مظاهر الفقر والأمية) إلا أننا في الحقيقة لا نملك أي مساهمة فعلية في جعبة الانجازات العصرية - ناهيك عن قيادة الأمم الأخرى كما كان حالنا زمن الأمويين وصدر الدولة العباسية.
وفي الحقيقة؛ يمكن بسهولة فضح مظاهر العصرنة التي نعيشها بمجرد تخيل موقفنا في حال تخلت عنا كافة الأمم والشعوب الأخرى على كوكب الأرض.. ماذا يحدث لنا في حال هاجرت شعوب الأرض (مثلا) الى كوكب آخر وتركتنا وحيدين مع علومنا النظرية؟.. من أين نأتي أبناء هذا الجيل بطعامنا ولباسنا وشرابنا وأدويتنا وأجهزتنا ومحطات التحلية والكهرباء - وجميع التقنيات التي نستعملها - ناهيك عن الخبرات الأجنبية والتحديثات التي تطرأ على العلوم والتخصصات الجامعية؟!!
ألا يقدم هذا دليلا على ضعف مساهمتنا العملية والتقنية وعيشنا بالتالي في "عصور مظلمة" خاصة بنا وحدنا؟
..

فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض . الأحد 27 ربيع الأول 1433هـ - الموافق 19 فبراير 2012م - العدد 15945

بيان باراس 2012- 2- 21 11:23 AM

التاريخ: 2012-02-16
 
خيال صعب علينا تطبيقه
فهد عامر الأحمدي

حين نراجع روايات الخيال العلمي القديمة نكتشف فيها نبوءات مدهشة عن انجازات تقنية تحققت في عصرنا الحاضر.
خذ على سبيل المثال رواية (رحلة إلى القمر) للفرنسي جول فيرن وكيف تنبأت بتفاصيل الهبوط على سطح القمر قبل مئة عام من حدوثه فعلا.. أما الأديب البريطاني ج. ويلز فتنبأ في أكثر من رواية باختراع الهاتف والتلفزيون والقنبلة النووية ومكيف الهواء والاستنساخ وهندسة الجينات.
ولكن من جهة أخرى؛ لاحظ أن نفس الأدباء الذين نجحوا قبل مئة عام بالتنبؤ باختراع الغواصة والجوال توقعوا أيضا عيشنا لأربع مئة عام واستعمالنا للسيارات الطائرة قبل نهاية القرن العشرين (وهو ما لم يتحقق حتى عامنا هذا 2012).
أما الكاتب البريطاني آرثر كلارك (الذي تنبأ بظهور أقمار الاتصالات الفضائية) فتنبأ أيضا بظهور مدن فضائية تدور حول الأرض بحلول عام 2001.. ورغم ان فيرن الفرنسي تنبأ بالهبوط على سطح القمر إلا انه (في صلب روايته) يعزو هذا الإنجاز إلى اكتشاف مادة مضادة للجاذبية توضع تحت الأجسام فتجعلها تطفو بلا ثقل.. وهو ما لم يكتشف حتى الآن.
أما كاتب الخيال الروسي أناتولي فارشافسكي فتنبأ جازما بانتقال البشر عبر موجات الأثير بمجرد دخولهم فى كبسولة زجاجية تحول أجسادهم الى جسيمات ذرية تنتقل عبر الامواج اللاسلكية (وهي الفكرة التي تحولت الى فيلم سينمائي بعنوان الذبابة)!!
ومن النبوءات العلمية التي كان صعب تحقيقها هذه الأيام:
استنساخ الديناصورات، والاختفاء عن الأبصار، والاتصال بكائنات فضائية، وبناء مدن تحت البحر، وإضاءة سيبيريا بمرايا عملاقة، واستيلاد العباقرة بهندسة المورثات، وإعادة الموتى بعد تجميدهم، وإمكانية تغيير الطقس، واستنساخ الانسان، واستعمار المريخ، وزراعة قيعان البحار، وظهور حكومة عالمية موحدة في نيويورك و و و...
وبطبيعة الحال التنبؤ العلمي ليس حكرا على كتاب الخيال العلمي وحدهم؛ فحين اطلق الروس أول قمر اصطناعي (عام 1957) شعر الامريكان بالمهانة فأعلن الرئيس الامريكي جون كينيدي أن الامريكان سيحققون قصب السبق في الهبوط على القمر واكتشاف أول علاج للسرطان.. وقد افلحوا في الأولى وفشلوا في الثانية!!
وفي بداية التسعينيات اجتمع قادة أوروبا (في مؤتمر يدعى يوريكا) لبحث سبل اللحاق بالركب العلمي في أمريكا واليابان وأعلنوا جملة من الانجازات العلمية التي يتوجب تحقيقها في أوروبا في العشرين عاما القادمة (واليوم تحقق جزء منها فقط)!
وفي عام 1971 نشر المؤرخ "ألفين توفلر" كتابا بعنوان "صدمة المستقبل" حاول فيه التنبؤ بحالنا في القرن الجديد بعد عام 2000.. ورغم الحداثة النسبية للكتاب، ورغم توثيقه من خلال استفتاء خبراء مايزال معظمهم على قيد الحياة؛ ضم الكثير مما لم يتحقق هذه الأيام.. ففي هذا الكتاب نقرأ مثلا عن روبرت وايت رائد جراحة الأعصاب في امريكا الذي تنبأ أنه بحلول عام 2000 ستتاح زراعة "الرأس" ونقل أدمغة البشر (!)، وقال عالم الاحياء الدكتور روبرت سنشمير ان هندسة الجينات ستتيح في عام 2000 وقف الشيخوخة وإطالة العمر (!)، أما جين جاكوب رئيس شركة ibm للكمبيوتر فقال عام 2000 ستكون أجهزة الكمبيوتر قادرة على التفكير بنفسها بعد عشرة أعوام من الآن (وبطبيعة الحال لم يحدث شيء من هذا حتى عامنا الحالي 2012)!!
ولأن التنبؤ العلمي ليس حكرا على كتاب الخيال العلمي، أدعوكم أنتم لطرح توقعاتكم - على موقع الرياض الإلكتروني - بخصوص أبرز التقنيات التي ستظهر مستقبلا اعتمادا على ما نعرفه ونستعمله هذه الأيام؟
فما هي توقعاتكم مثلا بالنسبة للآيفون 5 أو الجيل القادم للانترنت؟


التاريخ: 2012-02-16

بيان باراس 2012- 2- 21 11:26 AM

التاريخ: 2012-02-20
 
اختراع بشري يدعى القُبلة
فهد عامر الأحمدي

رأيت قبل أيام منظرا (مخلا بالآداب) تسبب في كتابتي لهذا المقال.. فأثناء مروري بقنوات التلفزيون شاهدت قردا يقبل آخر - وسأفترض أنها والدته - الأمر الذي جعلني أحدث نفسي سرا: كنت أعتقد أن الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يُقبل غيره؟
ليس هذا فحسب؛ بل ذكرتني هذه اللقطة بمقال قديم بعنوان "الوحيد الباكي" قلت فيه إن الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يذرف الدموع بناء على العاطفة والمشاعر الجياشة.. ثم اكتشفت أن التماسيح تفعل ذلك أيضا.. ولكن لتغسل عيونها من بقايا الوحل.
أما بخصوص القبلة؛ فشكلت لي اللقطة السابقة موقفا محيرا كوني كنت أعتقد أن الانسان ليس فقط الوحيد الذي يُقبل بدافع العاطفة، بل والوحيد القادر على فعل ذلك بفضل شفتيه المقلوبتين، فالدلافين والطيور والأسماك لا تملك شفتين تتيحان لهما فعل ذلك.
غير أن الوضع يبدو مناسبا لقردة الشمبانزي كونها - من جهة - تتمتع بشفتين مقلوبتين يمكنهما التقبيل، ومن جهة أخرى تملك مشاعر حنونة تجاه أطفالها والمجموعة التي تعيش بينها.
وبطبيعة الحال لا يمكن الاحتكام الى التاريخ حين يتعلق الأمر باختراع القُبلة وسنة انتشارها بين الناس.. ولكن المؤكد أن الفعل ذاته قديم ومتأصل بدليل وجود رسومات تعود لأكثر من أربعة آلاف عام تصور مظاهر تقبيل جماعي في شمال الهند.. كما كشفت حفريات بومبي (المدينة الايطالية التي دفنها بركان فيزوف) عن هياكل عظمية كانت في وضع التقبيل قبل طمرها بالرماد.. أضف لهذا؛ يعرف معظمنا قصة الاعرابي الذي شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن والحسين فاستنكر ذلك وقال: إن لي عشرة من الصبيان ما قبلت منهم أحدا.. فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم: مَن لا يَرحَم لا يُرحَم، وفي رواية: وما أَملكُ إنْ كان الله نزَع منْ قلْبكَ الرّحْمة!!
ورغم أن للعلماء تفاسير شتى بخصوص دوافع التقبيل (من بينها ذكريات الرضاعة الأولى) إلا أن تفسيري الشخصي للقبلة يعتمد على الترتيب التالي:
في البداية تظهر لدينا مشاعر جياشة وعواطف قوية تجاه الطرف الآخر.. وبالتالي نشعر بضرورة التلامس معه والالتصاق به بقوة (كما يحدث حين تلتقي بابنك الغائب منذ مدة).. ولأن شفتي الانسان تملك قدرا هائلا من النهايات العصبية الحساسة تصبح هي الأقدر على تقديم قدر أكبر من الرضا وإرواء الغليل (فتشعر بضرورة لصق شفتيك بخده ووجنتيه).. ويتضاعف الاحساس بالرضا ويصبح الشعور أقوى بين المحبين حين تتلاصق الشفايف وتتلاقى نهاياتها العصبية الحساسة.
واليوم أصبح مؤكدا أن القبلة تهيئ الجسم والدماغ لمراحل فعل تالية أعمق وأكبر.. فهي مثلا مسؤولة عن إطلاق المزيد من مادة الدوبامين (التي تقوم بعمليات النقل العصبي) وبالتالي مضاعفة حجم المشاعر التي نكنها للشخص الآخر.. وبتكرار الفعل يتولد نوع من السعادة والإدمان على تقبيل هذا الشخص بالذات عطفا على مستوى اللذة والرضا التي تعلمناها سابقا.
أضف لهذا؛ تساهم القبلة في كسر الحواجز الشخصية ومشاعر النفور الجسدية بحيث يتقبل الجنسان (بعدها) أي مظاهر وأفعال يقدم عليها الطرف الآخر.. وهو ما يرجح رأي من قال بأن القبلة الحميمية هي مقدمة الزنا والمقصودة في قوله تعالى "ولا تقربوا الزنا".
وفي الحقيقة؛ مجرد تفاوت مستويات القبلة دليل على ارتباطها بقوة وتنوع العواطف البشرية.. فهي تتدرج بين مجرد تلامس سريع بين الخدين (كما يحدث بين الضيوف الذين يتلاقون لأول مرة) إلى القبلة السريعة والخفيفة بالشفتين (كالتي يطبعها الابن على رأس والده أو خد والدته) انتهاء بالقبلة الطويلة والعميقة التي يتبادلها الزوجان سرا.
وهذه الأخيرة لا تتسبب فقط بانتقال أعداد هائلة من البكتيريا بين الطرفين (حيث يحتوي كل مليمتر مكعب من اللعاب على 100 مليون كان بكتيري) بل وأيضا تحفز الدماغ على ضخ المزيد من مادة الدوبامين والهرمونات الجنسية في الجسم!!
وهو مالا يفعله الشمبانزي..


التاريخ: 2012-02-20

بيان باراس 2012- 2- 25 07:33 PM

التاريخ: 2012-02-22
 
(اللا شيء) أعظم اكتشافات الإنسان
فهد عامر الأحمدي

في هذا المقال أريد منك التنبه جيدا لما يوجد بين قوسين.. ففي لحظة تجلّ اكتشفت أن (اللا شيء) هو أعظم وأكبر من (كل الأشياء) التي نعرفها.. ففي أي مجال تتأمله تكتشف أن "اللا شيء" هو القطاع الأكبر، والمقابل الأعظم والأكثر غموضا لكل ما هو موجود وملموس ونعلم بحقيقته.
فإذا أخذنا الرياضيات كمثال سنكتشف أن الصفر هو أكثر رموزها أهمية ودقة في التعبير.. فرغم أنه (لا شيء) إلا أن وجوده يعطي قيمة (لكل شيء) في حين أن أي رقم يقسم عليه يصبح (لا شيء).. فبدون الصفر لا يمكن تحديد خانات الأعداد وتوثيق المعادلات، ولا يمكن لعلم الرياضيات والهندسة والحساب الاستمرار والتطور.
أيضا لا ننسى نظام الأعداد الثنائي الذي تعتمد عليه البرمجيات والأجهزة الإلكترونية الحديثة.. فهذا النظام "ثنائي" لأنه يعتمد على رقمين فقط هما (الصفر) الذي يعني عدم وجود جهد أو إشارة كهربائية، والرقم (واحد) الذي يدل على وجود جهد أو اشارة كهربائية.. ومن خلال ترتيب التناوب بينهما يُبرمج المهندسون الشرائح والدوائر الكهربائية!!
أما في مجال الفلك فهناك ما يدعى (المادة السوداء) التي تشكل 90% من مادة الكون ولا يمكن رؤيتها أو رصدها بأي وسيلة.. فحين تنظر الى السماء فى ليلة صافية لا ترى غير النجوم والشهب المنيرة، اما بقية الكون فمليء بمادة مظلمة غير مرئية لا نعرف عنها إلا القليل.. وهي بمثابة (اللا شيء) الذي لم يكن ليعرف العلماء بوجوده لولا تأثيراته الجذبية على الأجرام السماوية.
غير أن "المادة السوداء" ضعيفة وقليلة الكثافة لدرجة يعد (الفضاء) خاليا من أي مادة يمكن للأصوات الانتقال خلالها.. وهذا يعني أن (الصمت) هو الصفة الأبرز في الكون لدرجة لن يسمعك أحد حتى لو صرخت في أذنيه بأعلى صوتك.. ولأنه لا يوجد شيء في الفضاء يسير فيه الضوء إلى (ما لا نهاية).. أو حتى يرتطم بشبكية عينك!!
وإذا انتقلنا الى عالم الخلق والوجود نكتشف أن الخروج من (العدم أو اللا شيء) هي الفكرة التي تستند عليها الأديان والأساطير لتفسير ظهور الموجودات.. وهذه الفكرة العجيبة يؤكدها اليوم علماء الفلك من خلال نظرية الانفجار العظيم التي تؤكد انبثاق الكون من نقطة (اللا شيء) التي تشكل بعدها الوجود وتبلور من خلالها الزمان والمكان!!
وإذا تركنا مقاييس الكون الهائلة ودخلنا إلى عالم الذرة غير المرئي نكتشف أن أعظم مكوناتها فراغ هائل يشكل فيه (اللا شيء) حجمها الأكبر.. فحسب المقاييس الذرية تملك الذرة فراغا يفوق ما يفصل بين الشمس والكواكب حولها.. وبالتالي يمكن للإلكترونات والنيوترونات الدوران حول نواة الذرة دون أن تتصادم مع بعضها!
ويذكر عن أرسطو انه قال (الطبيعة تكره الفراغ) وهذه الحقيقة نلاحظها في كافة المظاهر حولنا من انسياب الماء في الأرض، الى الثقوب السوداء في السماء، ومن الضغط الاسموزي في جذوع الأشجار إلى التوالد المفرط للمخلوقات التي تنتقل لأراض جديدة (كالقارة الاسترالية التي تكاثرت فيها الجمال والأرانب والثعالب.. والانجليز.. بطريقة مدهشة)!!
وفي الإجمال نلاحظ أن ما يعلمه الانسان لا يقارن مع (اللا شيء) الذي يجهله ولم يكتشفه حتى الآن.. حتى التشريعات السماوية تخبرنا بأن الأصل في (جميع الأشياء) الإباحة باستثناء المحرم بنص صريح؛ فجميع الأشربة في الإسلام حلال ماعدا الخمر، وجميع اللحوم مباحة ماعدا الخنزير، وجميع الأشياء طاهرة ماعدا التي ورد نص بنجاستها.
أما أعظم مراتب (اللا شيء) في نظري فهو انجذاب العقل البشري لفراغات الأفكار والأسئلة المعلقة وشغفه الدائم بالانتقال من خانة اللا شيء إلى (شيء) يمكن فهمه ولمسه والتأكد من وجوده.. وهذا الاستفزاز الذهني هو ما دعاني قبل سنوات لكتابة مقال - ليس عن أعظم الاكتشافات العلمية - بل عن أعظم مانجهله ولم نكتشفه بعد..
أيها السادة: إن صحت مقولة أرسطو السابقة (الطبيعة تكره الفراغ) سأضيف عليها بكل تواضع (وتسارع لملئه على الدوام).

التاريخ: 2012-02-22

بيان باراس 2012- 2- 25 07:35 PM

التاريخ: 2012-02-25التاريخ: 2012-02-25
 
علاقة الفطنة بالبطنة
فهد عامر الأحمدي

أعتقد أنني اكتشفت في لحظة إلهام لماذا يتمتع المُحبون والمفكرون وعشاق الهموم بأجساد نحيلة وقوام ممشوق.
فدماغ الانسان آلة خارقة تستقطع 25% من الأوكسجين والسكر والسعرات الحرارية التي يستهلكها الجسم.. واليوم اتضح أن كثرة التفكير تستدعي حرق المزيد من كل ذلك.. رغم أن الدماغ ذاته لا يشكل سوى واحد على خمسين من وزن الإنسان!!
وإن كان صحيحا أن الدماغ العادي يعمل بمتوسط 2916 فكرة بالساعة (كما تشير احدى الدراسات) تخيل كم تبلغ سرعته - ومعدل استهلاكه للطاقة - لدى عاشق متيم، أو فقير مهموم، أو مفكر يحمل هم الأمة!!
ومن جهة أخرى لاحظ أن مستوى الذكاء - لدى المخلوقات - لا يعتمد على حجم الدماغ بل على نسبة وزنه للجسم؛ فدماغ الفيل والدولفين مثلا أكبر من دماغ الانسان ولكن هذا لا يعني أنهما أكثر منه ذكاء.. فدماغ الانسان يشكل 2,5% من وزنه ويتفوق على كافة المخلوقات من حيث نسبته لحجم الجسد (في حين لا يشكل دماغ الدولفين سوى 0,94% من وزن جسمه ودماغ الفيل 0,15% فقط)!
وهذا يعني أن الانسان يملك مادة دماغية أكبر (تفيض عن حاجة جسده) يستغلها في التفكير والإبداع في حين تنشغل أدمغة المخلوقات الضخمة في إدارة ومراقبة أجساد كبيرة تفوقها بأشواط!!
وبناء على هذه النسب أتساءل إن كانت البدانة وزيادة الوزن (لدى الانسان) تستقطع قدرا أكبر من إمكانيات الدماغ الذهنية، وفي المقابل؛ إن كانت الرشاقة وانخفاض الوزن تعملان على "الاقتصاد" في قدرات الدماغ وبالتالي ظهور "الفائض" منها كمزيد من الذكاء والفطنة!؟
أعترف مقدما أن العلاقة قد لا تكون كاملة أو مطلقة (بدليل أن كثيرا من السمان يتفوقون في سلم الذكاء) ولكننا في نفس الوقت يصعب علينا إنكار وجود ترابط جزئي بين التخمة والتناحة، والبدانة والبلادة، وصعوبة التركيز بعد تناول الوجبات الكبيرة والدسمة.. وما يؤكد هذه الملاحظة وجود أحاديث نبوية وحكم محكية وأمثلة شعبية تربط بين البطنة والفطنة، والبدانة وسرعة البديهة.
فقد وردت مثلا أحاديث نبوية كثيرة - بدرجات مختلفة - ترجح هذا الجانب مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (البطنة تُذهِبُ الْفِطنَة) و(القلب ينتحل الحكمة عند خلو البطن..) و(من قل طعامه، صح بدنه، وصفا قلبه..) و(لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلوب تموت كالزرع إذا كثر عليه الماء) و(ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه..) و(إياكم والبطنة فإنها مفسدة للبدن ومورثة للسقم ومكسلة عن العبادة)!!.. أما لقمان الحكيم فقال لابنه: يا بني الشبع يمنعك من نظر الاعتبار، ويمنع لسانك عن الحكمة، ويثقلك عن العبادة.. وقال علي رضي الله عنه: من اقتصد في أكله كثرت صحته وصلحت فكرته، وأيضا: من قل أكله صفا فكره.. كما جاء في الطب النبوي أن حكيما سئل: بما تدرك الحكمة؟ فقال: بقلة الأكل. وسئل طبيب: بما تنال الصحة؟ قال أيضا: بقلة الأكل.
واليوم يخبرنا الأطباء أن كثرة الأكل لا تتسبب فقط في السمنة (وقصر العمر) بل وتؤثر على ملكاتنا الذهنية بشكل مباشر.. فقد اتضح مثلا أن من يتمتعون بوزن مرتفع يعانون من الخرف والزهايمر بنسبة تفوق المتوسط ب15%.. وهناك دراسة من مركز مايو كلينك الطبي تشير الى أن المسنين الذين يستهلكون سعرات حرارية مرتفعة تزيد لديهم مخاطر الإصابة بنوع من فقدان الذاكرة يدعى ضعف الإدراك المعرفي.. وهناك اعتقاد بين أطباء الأعصاب أن الإسراف في الأكل يحفز بروتينات التوتر في الدماغ ويسرع من تآكل الخلايا وفقد الذاكرة بسببها!!
على أي حال؛ حتى لو افترضنا عدم وجود علاقة بين البدانة والفطنة، أو كثرة الأكل وسرعة البديهة؛ تبقى هناك مخاطر صحية مؤكدة تتسبب بها السمنة والإفراط في تناول الطعام (نعرفها كلنا).. ومقالي هذا مجرد محاولة لإضافة "العامل الذهني" للمخاطر المحتملة!!

التاريخ: 2012-02-25

بيان باراس 2012- 2- 26 07:01 AM

التاريخ: 2012-02-26
 
أين نبحث عن الحقيقة؟
فهد عامر الأحمدي

الإنسان في حالة بحث دائم عن الحقيقة والمصدر الصحيح ..
والحقيقة ذاتها واقع جليّ وواضح لا يختلف حوله الناس، ولا يفسرونه بطرق مختلفة.. فرغم كل خلافاتنا البشرية لا يختلف اثنان على حقيقة مثبتة كدوران الأرض وسرعة الصوت وتكون الماء من الأوكسجين والهيدروجين..
وفي المقابل تزدهر الأساطير والخزعبلات حين تغيب الحقائق الجلية والمسلّمات العلمية ويستعيض عنها الناس بالاعتقادات الموروثة والفرضيات غير المجربة..
وحين نراجع التاريخ نكتشف أن الانسان كان يخطيئ بنسبة 90% في بحثه عن الحقيقة ومصادرها الصحيحة .. فقد كان يبحث عنها مثلا لدى كبار السن، ورجال الدين، والكتب المقدسة، والأفكار المتوارثة، والجهات المرجعية، وما أجمع عليه الناس، وما ألفوا وجوده، وما أثبته العلم والمنهج التجريب..
- ودعونا نأخذها بالتفصيل:
= فالمجتمعات البشرية بحثت عن الحقيقة لدى كبار السن كونهم الأكثر خبرة وحكمة وتجربة وتمرساً في الحياة.. ووصل الأمر في المجتمعات البدائية درجة عبادة الأسلاف واللجوء إليهم بعد وفاتهم. وكان البحث عن الحقيقة لدى كبار السن يبدو ناجحاً كونهم الأكثر علماً بالماضي وتمرساً بالحاضر والأقدر على توقع المستقبل (الذي لن يختلف على أي حال عما حدث في الماضي)!!
= أيضاً يبحث الناس عن الحقيقة لدى رجال الدين باعتبارهم الأكثر علماً وقداسة ، ولا يفترضون منهم غير قول الحقيقة والصواب.. ومن جهتهم ؛ لا يتردد رجال الدين في تأكيد هذه المنزلة في كل مناسبة - حيث أعلن الفاتيكان منذ عام 1870 عصمة البابا من الخطأ ، وقال الخميني لأتباعه "لاتكلفوا أنفسكم عناء البحث وافعلوا ما يأمركم به آيات الله والمراجع المعصومة"!!
= أيضا أن يبحث الناس عن الحقيقة في كتبهم المقدسة.. ورغم أن الحقيقة المستخلصة منها لا تقبل الجدل بالنسبة لأصحابها؛ إلا أنها تُرفض غالبا من أتباع الديانات الأخرى..... أضف لهذا أن الكتب السماوية الصحيحة ذاتها لا تدعي تضمنها ل(كافة الحقائق) بل على العكس تشجع أتباعها على البحث عنها بأنفسهم بدليل قوله تعالى {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فانْظُرُوا كيْفَ بَدَأ الخلقَ...
= أما (الجهات المرجعية) فالمقصود بها الشخص المسؤول أو الأكثر خبرة وشهرة في مجاله.. فالناس تصدق - على الأقل في الظاهر - الحكام والزعماء ومن يملك زمام السلطة.. كما يلجأون للأشخاص الأكثر خبرة (كهوامير الأسهم) أو الأكثر شهرة (كالفنانين والنجوم) أو الأكثر قرباً (كالوالدين والأجداد) ويتناقلون نصائحهم كمسلّمات وحقائق...
= والنقطة الأخيرة بالذات تذكّرنا بدور "الموروث" كمصدر للحقيقة.. فالآراء القديمة والأفكار الموروثة تلبس ثوب القداسة بمرور الزمن وتزداد رسوخاً جيلا بعد جيل لدرجة يصعب نقضها أو تقديم بديل لها.. وليس أدل على هذا من تمسك البعض بآراء فقهية كانت في الماضي محل خلاف (ورحابة صدر) وأصبحت في الحاضر تملك رسوخاً وقدسية تصل لحد تكفير من يخالفها...
= أيضا يجنح الإنسان لتبني "الحقائق" التي اتفق عليها المجتمع منذ ولادته.. فرغم أن شهادة المجموعة أقوى من شهادة الفرد ؛ إلا أن إجماع الناس ذاته قد يكون مستقىً من مصدر فردي وحيد يحتمل الصواب أو الخطأ.. وحين يولد الانسان في ظل ما اتفق عليه الناس لا يشك أبدا في صحة مايتداولونه ويأخذ إجماعهم كمسلّمات وحقائق...
= أيضا هناك علاقة قوية بين ما نألفه وما نصدق به كحقيقة.. فكلما زادت لدينا أواصر الألفة وطول العشرة - حيال أمر ما - تمسكنا به ورفعناه لمرتبة الحقائق.. وسواء حدث هذا مع أمر بسيط (كالتعصب لموديل سيارة معينة) أو أمر كبير (كرأيك في قيادة النساء للسيارات) ستلاحظ أنك تدافع في أعماقك عما نشأت عليه وألفت وجوده لدرجة قد تتورط في إضفاء ثوب العلم والقداسة عليه..
= وأخيرا هناك العلم التجريبي أو المنهج العلمي الذي لا يمنحك أي حقيقة قبل تجربتها والتأكد منها.. فمعظم المصادر السابقة لا تقدم (حقائق) بل تصورات مسبقة، وفرضيات غير مجربة، وظنوناً لا تغني عن الحق شيئاً.. وهو بعكسها ؛ لا يدعي تقديم إجابات نهائية أو كاملة بل يعتمد على مبدأ "لنجرب ونرى ماذا يحدث".. وحين تراجع التاريخ تكتشف أن الطفرة العلمية والصناعية الحديثة لم تحدث إلا بعد أن تبنت البشرية "المنهج العلمي" الذي (رغم ظهوره في صدر الإسلام على يد جابر بن حيان) تبنته أوربا وخرجت بفضله من عصور الظلام!!
- وقبل انتهاء المقال اسمحوا لي بتلخيص إجابتي على عنوان المقال:
... تعثر على الحقيقة حين تتأمل اختلافات الناس في مصادرها .<

التاريخ: 2012-02-26

بيان باراس 2012- 2- 27 12:54 PM

التاريخ: 2012-02-27
 
خادم الحرمين.. راعي الحوار الأول
فهد عامر الأحمدي

تشرفت يوم الجمعة الماضي بالسلام على خادم الحرمين الشريفين ضمن وفد الأعضاء المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني التاسع (تحت عنوان: الاعلام السعودي الواقع وسبل التطوير).
وكان حديثه معنا - حفظه الله - أبويا لطيفا خاليا من الرسميات والتكلف والديباجة المعهودة لدى معظم الرؤساء.. بل كان عظيما في تواضعه حين قال: أنا منكم وإليكم وأنا بدون الشعب السعودي لا شيء.. وكان كريما ومشجعا حين قال: أنتم من بدأ فكرة الحوار المحمود بين الناس (ونحن نعرف أنه هو من بدأ بفكرة الحوار وأنشأ من أجلها مؤسسة وطنية خاصة).
أما الكلمة التي أسعدت الجميع وأكدت سلامة وتجذر مبدأ الحوار فكان قوله حفظه الله: وأنا شخصيا لمست أثر الحوار حتى بين أفراد الأسرة الواحدة بين الأخ وأخته، والأم وأبنائها.. بعد أن كان كل حوار ينتهي سابقا إما باستعمال الحصى أو العصا أو إخراج الفرد..!
وفي الحقيقة؛ هذا هو المغزى النهائي للحوار الراقي بين كافة أطياف المجتمع.. فالهدف من الحوار ليس الوصول لقناعة موحدة (كما يتصور البعض) بل في تبنيه وتربية أبنائنا عليه كأسلوب للتعايش والتفاهم بين كافة الأطراف.. فالاختلاف في الآراء والأفكار من سنن الله في خلقه (ويوجد حتى بين الأشقاء وأفراد الأسرة الواحدة) ولكن المهم هو أن لا يتحول هذا الخلاف الى شقاق ونزاع وخصومة وعنف.
وهذا المعنى السامي نلمسه في آيات قرآنية كثيرة موجهة من الله سبحانه وتعالى (لمن؟) إلى سيد الخلق والناس أجمعين مثل قوله تعالى «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» و»أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين».. بل وحتى في صلب دعوته وتبليغ الكفار بدين الله «فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر».
أضف لهذا هناك أحاديث صحيحة - وأقوال عظيمة - تحث على الحوار وتنهى عن الجدال (حتى حين نكون على حق) كونه يسبب الأحقاد ويورث الضغائن وينتهي بخصومات مؤكدة.. فالمصطفى صلى الله عليه وسلم قال: «ما ضل قوم بعد أن هداهم الله إلا أوتوا الجدل»، وقال أيضا «أول ما عهد إلي ربي ونهاني عنه بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر ملاحاة الرجال».. وجاء عن أنس بن مالك قوله: ليس هذا الجدل من الدين في شيء.. وقال لقمان لابنه: يا بني لا تجادل العلماء فيمقتوك ولا الجهال فيحسدوك.. وقال بلال بن سعد: إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته!!
المؤسف أن البعض منا مايزال عاجزا عن التفريق بين الاثنين، فيخلط النقاش بالتهديد، ويسعى للتغيير باستعمال العنف والتهديد، ويهاجم حامل الرسالة بدافع مسبق أو قبل تحليل الرسالة ذاتها!!
وما نتمناه كلنا هو أن يشيع أدب الحوار ووعي الناس بالفرق بين الاختلاف والعداوة.. بين التذكير والإجبار.. بين رأينا الشخصي ومصادرة آراء الآخرين وحقهم في التفكير.
صحيح أنني قد أختلف معك ولكن لماذا أعاديك!؟ وقد أذكرك ولكن لا أملك حق إجبارك أو السيطرة عليك!! وقد نصل لقناعتين مختلفتين، ولكن لماذا نحمل الحصى والعصا أو نلجأ للشتائم والإقصاء!!
ومرة أخرى؛ ليس المهم أن نتفق بل أن نستمر في التحاور.. فالهدف الأسمى لأي حوار هو أن ينتهي (ليس الى رأي واحد يتفق عليه الجميع) بل الى قلب واحد يتسع لكافة الأفكار وأطياف المجتمع..
«وَلَوْ شَاءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلفين»..

التاريخ: 2012-02-27

بيان باراس 2012- 2- 29 10:16 AM

التاريخ: 2012-02-29
 
أسهل لغة في العالم
فهد عامر الأحمدي

سألني أحد الأصدقاء مؤخرا: ما هي أسهل لغة يمكن تعلمها؟
ابتسمت وقلت: سؤال غير وجية على الإطلاق.. قال مستغربا: ولماذا؟
قلت: لأن تعلم أي لغة لا يجب أن يتعلق بالأبسط والأصعب، ولا حتى بالأكبر والأصغر، بل بالأكثر انتشارا وتداولا بين شعوب العالم المختلفة.. فلو سألتني مثلا عن أكثر اللغات أهمية في التواصل هذه الأيام لأجبتك بلا تردد "الانجليزية".. فرغم أنها ليست اللغة الأكبر في العالم حيث تتفوق عليها المندرين الصينية والأسبانية اللاتينية - ورغم أنها ليست اللغة الأكثر سهولة - حيث تجاوزت مفرداتها المليون - إلا أنها الأكثر انتشارا وتداولا بين شعوب العالم المختلفة.. فهي لم تعد فقط لغة العلوم والتجارة والعلاقات الدولية، بل تحولت الى (لغة أفراد) يلجأ إليها عامة الناس وملايين المواطنين حول العالم، بحيث يمكنك في كوريا مصادفة رجل من المكسيك فتتحدثان باللغة الانجليزية مع سائح فنلندي!!
أما بخصوص "أبسط لغة في العالم" فأعتقد أن الأمور تصبح نسبية وتعتمد أولا على هوية لغتك الأم.
فأبسط لغة في نظري هي التي تربطها علاقة تاريخية بلغتك الأم وتملك معها جذورا ومفردات مشتركة.
وبما أنك الآن تقرأ هذا المقال ب"اللغة العربية" سيسهل عليك تعلم اللغة الفارسية والعبرية والتركية والأردية والمالاوية والأمهرية - بل وحتى الآرامية والكنعانية القديمة ان أردت.
فاللغات الفارسية والتركية والكردية والأردية والمالاوية (في اندونيسيا وماليزيا) أخذت كثيرا من مفرداتها ومصطلحاتها من اللغة العربية.. كما أنها تكتب مثلنا من اليمين لليسار وتستعمل الحروف العربية - رغم أن المالاوية والتركية استبدلتا الأبجدية العربية بالأبجدية اللاتينية في النصف الأول من القرن العشرين.
أما اللغة العبرية (في اسرائيل) والأمهرية (في الصومال) والآرامية (التي كان يتحدث بها السيد المسيح وشارفت الآن على الانقراض) فتعد سهلة بالنسبة لنا كونها تملك جذورا تاريخية مشتركة مع اللغة العربية؛ التي تفرعت معها من اللغة السامية الكبرى!!
وتفرع اللغات الكبرى ظاهرة تاريخية تتيح لمن ينحدر من أي عائلة لغوية كبرى تعلم شقيقاتها بسهولة (ومثال ذلك العائلة اللاتينية والجرمانية والسلافية والأفريقية الوسطى والهندوربية الأكثر قدما).
فكما تفرعت اللغة السامية القديمة الى العربية والعبرية والقبطية والأمهرية والآرامية؛ تفرعت اللغة اللاتينية القديمة (التي كانت حتى فترة قريبة لغة العلم والأدب في أوروبا) الى اللغات الفرنسية، والإيطالية، والأسبانية، والبرتغالية.. في حين تفرعت الجرمانية القديمة إلى الألمانية والانجليزية والنرويجية والسويدية الحديثة.
وهذا يعني أن المواطن النرويجي يمكنه تعلم اللغة الانجليزية بسهولة، والمواطن الايطالي اللغة الأسبانية والفرنسية البرتغالية بسهولة أكبر، بل اكتشفت أن مواطني هذه الدول يمكنهم التفاهم بشكل أفضل مما نفعل نحن مع بعض اللهجات العربية (وأبحث في الانترنت عن مقال سابق بعنوان: اللهجة المغربية هل تحولت للغة مستقلة!؟).
وقبل نهاية المقال دعونا نلخص بسرعة إجابتنا على أول سؤال:
أبسط لغة في العالم هي اللغة الأقرب للغتك العربية من حيث الجذور التاريخية (كاللغة العبرية) أو المفردات المشتركة (كاللغة الفارسية).
أما أهم لغة فهي الانجليزية عطفا على استخدامها كلغة تفاهم بين شعوب العالم وامتلاكها النسبة الأكبر من الإرشيف العلمي والمحتوى الإلكتروني في فضاء الانترنت!!
ولك أن تنسى كل هذا وتتذكر أن "الابتسامة" هي اللغة التي يفهمها الجميع.

التاريخ: 2012-02-29
:rose:

فواز بن ناصر 2012- 3- 1 12:36 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
في كتابه الأول من سلسلة حول العالم
فهد الأحمدي.. الكتابة بذهنية العصر!

http://s.alriyadh.com/2012/03/01/img/082682914993.jpg
غلاف حول العالم
سؤال.. ليس كبقية الأسئلة! ذلك السؤال الذي يقول عنه الزميل الكاتب فهد عامر الأحمدي بأنه سؤال طارده طوال العشرين عاما الماضية.. وكلما سمعه بدأ بسرد أعذار كثيرة لا تقنع السائل، الذي يتحول عطفا على إجابات الأحمدي إلى دور الناصح حول أهمية الخطوة التي تترتب عليها الإجابة الفعلية لذلك السؤال.. السؤال الذي يصفه الأحمدي بأنه ورغم شعوره بالامتنان لكل من يطرح عليه ذلك السؤال، لكونه نابعاً من شعور السائل بأهمية المقالات التي يكتبها صاحب مقالة (حول العالم) التي يؤكد كل من سأله على ضرورة حفظها في كتاب يحمل الاسم.. ومع أن الأحمدي قدم الإجابة الفعلية على سؤال عقدين من الزمن إلا أنه يصف هذه الاستجابة بالإجابة المتأخرة التي لا يمكن أن تكون إجابة دونما أعذار إلا عندما تتحول لديه مشروعا تأخر لأسباب.. فمن جهة لم يسمح انشغال الأحمدي بالزاوية اليومية بالتفرغ لإخراج كتاب، إلى جانب انطباعه عن سوق النشر المحلي الذي لم يكن مشجعا له على تبني هذا المشروع ، الذي يعتبره من قبيل التأليف طلبا للأجر من الله.. إلا أن المفارقة التي زادت من تأخر الإجابة تتمثل في ضخامة المادة المكتوبة وتراكمها عاما بعد عام، مما صعب عملية مراجعتها وتبويبها وتصنيفها في كتب مستقلة.
كانت هذه إجابة فهد عامر الأحمدي على سؤال قرائه ومحبيه ومريديه كان يطارده طيلة العشرين عاما الماضية الذي كان يتكرر نصا ( لماذا لا تصدر مقالاتك في كتاب؟) حيث كان القراء يجمعون بين بعدين خلال العقدين الماضيين، أولهما الإلحاح المتكرر من القراء وجمهور الأحمدي في كل المناسبات، أما الثاني إجماعهم على أن تخرج مقالات الأحمدي في كتاب من منظور أنها عملة مقالية قل ما يجدها القارئ عند كتاب المقالة، عطفا على ما تستحقه لكونها مقالات (حية) مسايرة لروح العصر ولإيقاعه المعرفي.. والتي جاءت في كتاب (حول العالم) الكتاب رقم (1) في إحدى وخمسين وثلاث مئة الصادر عن دار طويق للنشر والتوزيع، مشتملا على (70) مقالا سبق نشرها صحفيا، والتي جاءت مرتبة في سبع مجموعات ، الأولى منها جاء بعنوان: أسرار دولية، أما الثانية فعن: أحلام غيرت التاريخ، وجاءت الثالثة بعنوان: ظواهر طبيعية خارقة، بينما حملت الرابعة عنوان: اقتصاديات خفية، أما الخامسة فعن: عجائب الشعوب القديمة، بينما حملت المجموعة السادسة عنوان: أنت في المستقبل، أما آخر المجموعات فجعلها الكاتب بعنوان: الفراسة.

أما عن حكاية هذا الكتاب يقول الأحمدي: يتضمن هذا الإصدار بوصفه الكتاب الأول 70 مقالا من بين 650 مقالا ظهرت منذ عام 1991م ومع هذا فأنا علي أ ي حال لست نادما على هذا التأخر كوني أؤمن بأهمية الوصول إلى (سن النضج) وتوفر قدر مناسب من التجربة والخبرة لأي مؤلف.. وبين يديك الآن أول كتاب ينشر في حلة جديدة متضمنا (أوائل) المقالات التي نشرت صحفيا.. فهذا الكتاب ليس مجرد مقالات (كومت) على بعضها البعض، بل نتيجة جهد وتنسيق استمر لفترة طويلة خلالها التوسع في كل موضوع، وإضافة معلومات حديثة ومفصلة ظهرت بعد نشر المقال الأصلي أول مرة ، مما جعل كل مقال يبدو أكبر من المساحة المعتادة لزاوية (حول العالم) اليومية.
ويمضي الأحمدي في وصف الجهد الذي بذله بعد مرحلة الإضافة والتحديث في المعلومة والتوسع في تفاصيل المقالة مما يجعلها مقالة جديدة كتبت لتنشر اليوم.. يصف المرحلة التالية لهذه الخطوة بأنها تتمثل في تقسيم المقالات إلى المجموعات التي خرج بها الكتاب، والتي جاءت من منطلق الحرص – أيضا – على أن يقدم الأحمدي لقرائه أفضل ما لديه، الأمر الذي جعله يقوم بعملية انتقائية لكل مجموعة، حيث اختار أفضل 10 مقالات لكل مجموعة.. هادفا من خلال هذا الترتيب إلى إتاحة الفرصة للبدء بأي مجموعة تناسب ميول القارئ.. مؤملا أن يكون الكاتب قدم من خلال كل مجموعة بعد هذا الجهد العلمي والحرص في نوعية المقال وفيما اختار من أجود وأعمق ما وجده بين مقالاته في كل مجال أن تصل في نظر القارئ كل مجموعة إلى مستوى كتيبات مستقلة متخصصة أرادها أن تكون في موسوعة مصغرة.


ويضيف صاحب مقالة (حول العالم) في هذا السياق قائلا: ستبقى بطبيعة الحال بعد ظهور هذا الكتاب مقلات كثيرة، سأبدأ قريبا بنشرها تباعا ضمن سلسلة متخصصة.. وبعكس هذا الكتاب ستكون الكتب القادمة متخصصة في مجالات مستقلة، وقائمة بذاتها كالعلوم والغرائب والرحلات والاقتصاد والطب وما وراء الطبيعة.. الخ، ففي المجموعة الثانية التي حملت عنوان: أحلام غيرت التاريخ؛ ضمت عشرة موضوعات جاءت على النحو التالي: أحلام الأمم، نبوءات عظيمة، أحلام تحدث غدا، أحلامنا المشتركة، إبداع النائمين، إبداع من العالم الآخر، لقاء على جسر لندن، ما قبل الكارثة، مركز التنبؤات المنامية، الحلم ب(إبرفان) حيث ندج الانسجام المتكلم والمتناغم في المعنى نفسه في سياقات هذه المجموعة من الكتاب التي تتناول أبرز الأحلام التي غيرت التاريخ عبر أفضل عشرة مقالات انتقاها الأحمدي لقرائه بعناية، وأدخلها عدة مراحل علمية من الانتقاء فالتوسع ثم العمق وإثراء المقالة معرفيا من خلال ما تتضمنه من معلومات وحقائق ووقائع بحيث يتحول معها المقال من مقال صحفي إلى كتاب مقالي بطريقة علمية تظهر في مضامين المقالات وفي أساليبها لغة ودلالة وتنوعا في تقديمها، الأمر الذي يبرهن على ما اختطه الكاتب لصناعته في هذا الكتاب.
أما في مجموعة (أنت في المستقبل) فتحفل هذه المجموعة بعشرة مقالات متناغمة في سياق تكاملي يعضد بعضها بعضا مشكّلةّ لوحة استشرافية للمستقبل، والتي حوت المقالات التالية: استشفاف المستقبل، مهن المستقبل، إنجازات القرن القادم، ملامحك في المستقبل، البكتيريا غذاؤك غدا، خيال اليوم.. حقيقة الغد، الطب في الربع الأول، الشوارع المندفعة، سيارة المستقبل، آخر اختراعات البشر.. هكذا يجد القارئ نفسه في تطواف مشوق من عنوان إلى آخر، ومن زواية مستقبلية إلى شرفة أخرى يطل القارئ من خلالها إلى المستقبل من خلال اختيارات تشكل قواسم مشتركة لكل القراء ولمختلف شرائحهم.. فلك أن تجد ملامسة المقال الأول لكل منا في استشفافه للمستقبل في عصر التفجر المعرفي، المندمجة في ثورة تكنولوجية اتصالية هائلة! ولك أيضا أن تسأل نفسك: كم من القراء الذين يهمهم معرفة ماذا ستؤول إليه المهن في المستقبل؟! سؤال يشغل ذهن كل ساع في مناكبها.. كما أن غذاءنا في المستقبل والشوارع التي ربما سرنا في بعضها ذات يوم، والسيارات التي ربما أدركنا ملامحها القادمة في عصر يتميز بإيقاعه السريع.. كل هذه لا يمكن أن يختلف قارئان على مدى أهميتها لكل إنسان يعي أهمية الغذاء وما تقوم به الدول من استراتيجيات لتوفيره لشعوبها، وشارع المستقبل محط اهتمام المشاة ناهيك عن مستخدميه بسيارات المستقبل التي ستكون تكنلوجيتها مقتبسة من تقنية الطائرات الحربية تحديدا.
يقول الأحمدي في سياق التعرف على ماهية الكاتب الحقيقي بعيون القراء المعتبرين بقراءاتهم الناقدة الواعية، عندما بدأ مشواره في الكتابة الصحفية، والذي طرح عليهم سؤالا من قبيل اطمئنان القلب وطمأنة المداد والذي يقول فيه: دار النقاش في بداياتي مع الكتابة الصحفية مع مجموعة من المعلمين عن الكتابة والكتاب، ولأن الموضوع يهمني أكثر من غيري طرحت عليهم السؤال التالي: من هو برأيكم الكاتب الجيد؟ وطبيعي أن تختلف الآراء باختلاف الشخصيات والميول.. فمنهم من رأى أن الكاتب الجيد من يجيد بليغ الكلام وتطويع المفردات، ومنهم من رأى أنه صاحب الأسلوب السهل الذي يفهمه الجميع، ومنه من كان وواقعيا وقال: الكاتب الجيد هو من يوافق ميولي وأفكاري الشخصية، وقال الرابع.. والخامس.. والسادس.. وقد تكون جميع هذه الآراء صحيحة في حال نظرنا إليها ك(عناصر) صغيرة في حال ما اجتمعت في شخص واحد غدا كاتبا جيدا..
هنا نلاحظ البدايات التي تكشف قدرة الكاتب وبحثه عن كل ما يعلي من شأن صناعته والتي تظهر لنا ن خلال ما يمكن تسميته (حلقة نقاش) مع الأصدقاء أو المهتمين، أو حتى ما يمكن وصفه بأسلوب (العصف الذهني) أمام مسألة تأتي من الأهمية بمكان.. إذ كأننا بالزميل الأحمدي في هذه المناقشة يستطلع من خلالها عينة من القراء لاستطلاع آرائهم قبل زمن (التفاعلية) والتي تظهر من خلال تعليقات القراء على مقاله (حول العالم) في صاحبة الجلالة (الرياض) والذين يشكلون يوميا مع كل مقال.. وإليك ما حدث ختاما لنقاش الأصدقاء عن الكاتب الحقيقي.. إذ يقول الأحمدي: لسبب ما علق في رأسي جواب مميز اتخذته بعد ذلك كمبدأ في جميع كتاباتي فقد قال أحدهم: الكاتب الجيد حين أقرأ له وأترك كتابه جانبا، أشعر أنه أضاف لرصيدي فكرة مبتكرة أو معلومة جديدة، أو رأيا يستحق الطرح.. وإلا لماذا ادفع المال لقراءة مواضيع مكرورة أو ذكريات لا تهم سوى أصحابها!! وبناء عليه أن وافقت صاحبنا هذا الرأي، لا أعدك فقط بمغادرة هذا الكتاب وقد استفدت شيئا جديدا.. بل وأعدك أن تواجه ذلك في كل صفحة من صفحاته.
ختاما.. لقد كان لتجربة الأحمدي وبلوغه "سن النضج" الذي تجاوزه منذ سنوات إلى "سن النبوغ" أن يقدم مقالاته في حلة مختلفة، وكأنك تقرأ المقال جميعه لأول مرة! بلغة سهلة ممتعة ممتنعة مباشرة، جمع فيها الكاتب بين مستويين من اللغة المستوى الإعلامي من جانب، ومستوى اللغة العلمية من جانب آخر، إلى جانب العرض المشوق للأفكار، في أسلوب يقوم على الإيجاز وحسن التقسيم، ووضح العبارة، والحس الدقيق في انتقاء الكلمة المعبرة الموحية بما تكتنزه من دلالات.. إضافة إلى البعد عن الاطناب والإسهاب والانقياد خلف الاستطراد رغم التنوع الإثرائي الذي يتنقل فيه القارئ عبر المقالة من زاوية إلى أخرى.. حيث تندمج "المعلومة" الجديدة ب"المعرفة" في التعاطي معها على مستويات إداركية مختلفة، إلى جانب ما تتميز به موضوعات المجموعات السبع التي حفل بها هذا الإصدار من مشاركتها اهتمامات أغلب شرائح القراء في هذا العصر على مختلف أطيافهم المعرفية ومشاربهم الفكرية، متخذة من التنوع في أساليب تقديمها محرضا على القراءة بدافعية قلما نجدها عند كتاب اليوم في مثل هذا السياق المعلوماتي المعرفي.. عبر تفرد يمتلكه الأحمدي في استدعاء مخيلة القارئ بطريقة يدعمها التسلسل والتدرج وتقديم براهين تتحول إلى محركات للتحليق بخيال القارئ إلى فضاءات الأفكار التي يعرضها الكاتب بمداد أبعد ما يكون عن التكلف، الأمر الذي يجعل من هذه المقومات الكتابية الإبداعية وغيرها تؤكد ما يمتلكه الأحمدي من خبرة معرفية، وتجارب حياتية، وأدوات كتابية تجعله يطوف بقارئه "حول العالم" منجزا بذلك رهانه الذي وعد فيه القراء بأن يقدم لهم في كل صفحة شيئا جديدا.. إلا أنه استطاع أن يقدم في كل سطر معلومة.. وفي كل مقطع معرفة.. ليصل بالقارئ إلى قراءة ما بعد المقال!
....
قراءة - محمد المرزوقي . جريدة الرياض . الخميس 8 ربيع الآخر 1433هـ - 1 مارس 2012م - العدد 15956

فنوُ * 2012- 3- 3 10:36 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
النكتة مرآة الشعب

فهد عامر الأحمدي
كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات يبدأ صباحه بتقرير تقدمه المخابرات عن آخر النكات التي قيلت فيه .. وهذه العادة كما أرى تنم عن ذكاء كبير كون النكات الشعبية تعبر دائما عما يريد الشعب قوله بطريقة مبطنة .. والنكتة السياسية بالذات تعد ترمومترا يظهر مستوى الرضا والسخط الشعبي وتعبر بجلاء عن هموم البسطاء والمسحوقين ممن يصعب عليهم المصارحة أو التعبير عن آرائهم بطريقة ديمقراطية …

ومن المعروف أن جمع النكات (وتحليلها) أحد المهام التي تقوم بها سفارات الدول الأجنبية . فوسائل الإعلام الوطنية ليست موثوقة من قبل المخابرات الأجنبية كونها لا تعبر إلا عن رأي الدولة في حين تعبر النكتة عن رأي الشعب وهمومه اليومية . وأيام الحرب الباردة لم تكتف السفارة الأمريكية في موسكو بجمع وتحليل النكات الروسية ؛ بل وتتلقى من واشنطن "نكات رسمية" لبثها في المجتمع الروسي كأحد وسائل التحريض ..

أما في وطننا العربي فيرتفع مستوى النكتة السياسية عقب الثورات والنكبات والهزائم والحروب ..

· فحين قامت الانتفاضة مثلا تداول الفلسطينيون نكاتا ساخرة مثل اصدار شارون قرارا بالقبض على "كل طفل يصحو مبكرا باعتباره من النشطاء" .. وحين انتهى الجيش الاسرائيلي من تدمير غزة اصدر الجيش قرارا مفاده : " على آخر جندي يغادر غزة إطفاء النور" …

· وقبل غزو العراق سأل بوش وزير دفاعه رامسفيلد : هل خطة الحرب جاهزة ؟ فرد عليه : نعم سيدي الرئيس سنقسم العراق الى ثلاث مناطق رئيسية : عادي ، وسوبر ، وخالي من الرصاص!

· وحين وقع الغزو سأل أحد العراقيين الآخر : خبرني كيف العائلة؟ ثم تذكر أن الأمريكان قصفوا منزل العائلة وقتلوا أفرادها فاستدرك وقال : ياترى لساهم بنفس البيييت !؟

· وحين قبض الأمريكان على صدام حسين بعث هذا الأخير برساله لأسامة بن لادن يقول فيها : سلم نفسك للأمريكان "الشغلة" طلعت كشف أسنان وبس …

· ويذكر أن رئيس دولة عربية فقيرة زار السعودية فأمر الملك بإنزاله في قصر الضيافة فاقترب من الملك وهمس في أذنه : " ياليت تخليها بدل سكن" …

· ويحكى أن رئيس دولة خليجية صغيرة زار الصين فسأله الرئيس الصيني : كم عدد الشعب لديكم؟ فقال : 150 ألفاً ، فضحك الرئيس الصيني وقال : بس ، ياراجل كان جبتهم معاك يتسلوا ..

· أما السودانيون فيتندرون كثيرا على غباء الجنوبيين ؛ ومن ذلك أن جنوبياً حكم عليه القاضي بشهرين سجناً فقال : "عليك الله تخليها شهر عشان الشهر الجاي ماشي جنوب" …

· ومن النكات الأردنية أن الإسرائيليون حين احتلوا القدس عام 1967 وقعوا مع الأردنيين اتفاقية تتضمن اقتسام حائط المبكى .. ففي حين يمكن لليهود أخذ الحائط ، يمكن للأردنيين البكاء براحتهم !

· أما اللبنانيون فيدعون أنه حين توغل الجيش الإسرائيلي في لبنان عام 1982 تحرك الجيش اللبناني وأبدى رغبته في تطوع جنود يجيدون تحضير ( الأرجيلة ) ..

· أما المصريون فيجزمون أن شارون حين دخل في غيبوبة أراد الاسرائيليون استنساخه فطلع لهم خنزير .. وحين أرادوا استنساخ الخنزير طلع لهم شارون …



· أما النكتة التالية فتجدها بتحويرات بسيطة في معظم الأقطار العربية .. فأحد المواطنين العرب قرر أن يسكر من كثرة الهموم ، وحين ثمل خرج للشارع وهو يهتف : زكريا حمار ، زكريا حمار ، فقبضت عليه المخابرات وحكمت عليه بالسجن ثلاثين عاما .. عشرة لأنه خرج في مظاهرة / وعشرة لأنه أخطأ باسم الرئيس / وعشرة لأنه كشف سرا من أسرار الدولة …

· وعلى ذكر المخابرات العربية : يحكي أن رؤساء المخابرات الأمريكية والروسية والعربية تحدوا بعضهم البعض فأطلقوا غزالا في الغابة فأحضرته المخابرات الأمريكية في أربع ثوان ، والروسية في خمس ثوان ، فيما تأخرت المخابرات العربية 6 ساعات .. وحين ذهبوا للبحث عنهم وجدوهم يضربون حمارا ويطلبون منه الاعتراف بأنه غزال …

فنوُ * 2012- 3- 6 03:15 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
محظوظات .. بعد الطلاق
فهد عامر الأحمدي
يقول أحد أصدقائي إن هناك شيئين لا يمكن أن تتحملهما المرأة في الرجل : بخله الشديد ، وخيانته لها .. وحين يجتمع الاثنان في أي زوج تطلب الزوجة الطلاق …

هذه "المعادلة" تذكرتها اليوم بعد اطلاعي على قصة امرأة أردنية عاشت مع زوجها (البخيل جدا) لمدة 30عاماً . فرغم حالته الرثة ومظهره المتواضع إلا أنه تمكن من بناء ثروة كبيرة (لا يعلم بها أحد غيره) بفضل مواهبه التجارية من جهة وبخله الشديد من جهة أخرى .. وبعد أن كبر ابناؤه وبناته - واستقل كل منهم في بيت خاص - قرر الزواج من فتاة صغيرة . ولأنه أضاف للبخل خيانة العشرة طلبت منه زوجته الطلاق رغم تقدم سنها ومعارضة أهلها . وحين رفض طلبها وكلت محاميا لطلب الخلع في المحكمة مبدية استعدادها لإعادة المهر كاملا (!!) .. وهنا فقط بدأ الزوج يلين ووافق على الطلاق ولكن محامي الزوجة لم يستطع الحضور في الموعد الأول -كما لم تستطع الزوجة الحضور في الموعد الثاني - .. وفي الموعد الثالث حضرت الزوجة والمحامي ولكن الزوج - هذه المرة - لم يحضر … وبعد طول انتظار اكتشفوا أن الزوج مات قبل ساعتين من حضوره للمحكمة وترك خلفه ثروة طائلة (كان نصيبها منها 9ملايين دينار كونها ماتزال على ذمته)!

… وقصة أم هشام مع زوجها البخيل ذكرتني بقصة امرأة اسبانية تعمل مدرسة رسم انفصلت عن زوجها وخرجت من المنزل خالية الوفاض باستثناء لوحة زيتية أهدتها لها والدتها في يوم زفافها . وحين انتقلت الى غرفة جديدة علقت اللوحة (أمامها) وغدت تتأملها باستمرار . وذات ليلة - وفي لحظة إلهام - قامت رغيتا ايسترادا لتفحص اللوحة وتبلور لديها شك بأنها أصيلة تستحق مبلغا كبيرا (رغم أن والدتها اشترتها من سوق الخردة بمبلغ زهيد) . وفي اليوم التالي عرضتها على خبراء الرسم في اكاديمية مدريد للفنون الجميلة فعلمت ان اللوحة من أبرز الأعمال المفقودة للفنان ايرنستو غارمي (تلميذ بيكاسو) ولا يقل سعرها عن ثلاثه ملايين يورو !!!

… ورغم أن الرجال يتداولون قصصاً كثيرة عن "نحس الزوجات" إلا أن الواقع يثبت أيضا وجود نسبة مساوية من "نحس الأزواج" .. فقبل فترة بسيطة قرأت خبرا عن عائلة امريكية خسرت منزلها وممتلكاتها لرابع مرة خلال الأربعين عاما الماضية ؛ ففي عام 1978خسر الزوجان توم وكارولين والاس منزلهما بسبب اعصار ، وفي عام 1993في فيضان مدمر ، وحين استقرا في نيواورلينز دمر اعصار كاترينا منزلهما الثالث ، وقبل ايام فقط دمر حريق ضخم منزلهما الرابع .. وفي النهاية اتهمت كارولين زوجها توم بأنه "رجل منحوس" فهجرته وذهبت لتعيش وحدها في شقة صغيرة .. وحينها لم تسلم من اللوم والعتاب كونها تركت زوجها المسن بعد أربعة عقود من الزواج (خصوصا أن أحدا لم يصدق مسألة النحس هذه) .. ولكن يبدو أن كارولين كانت تعرف زوجها أفضل من الجميع ؛ فبعد أربعه أيام فقط من انتقالها للشقة الجديدة فازت بسبعة ملايين دولار في مسابقة اليانصيب لولاية المسيسيبي!!

… وبطبيعة الحال ليست كل النساء سعيدات الحظ مثل كارولين ورغيتا وأم هشام ؛ فهناك امرأة فرنسية (منحوسة جدا) تدعى بريجيت لوسيان عانت من بخل زوجها وسكره الدائم لمدة عشرين عاما .. وذات ليلة عاد الزوج إلى منزله في حالة سكر شديد وضربها بعنف قبل أن يذهب لينام . وبعد ساعات من الأفكار السوداء قررت قتله وهو نائم فأفرغت في جسده خمس رصاصات ثم اتصلت بالشرطة غير آبهة بما سيحصل .. المفارقة هنا أن زوجها توفي بذبحة صدرية قبل إطلاق النار عليه فحوكمت ب "إعدام رجل ميت"!
:106:

فواز بن ناصر 2012- 3- 6 04:40 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
لن أصدقه حتى لو سمعته مجدداً (1-2)

الاحتلال الأمريكي للعراق كانت له دوافع دينية خاصة لدى اليمين المحافظ في أمريكا.. وهذه الحقيقة هي التي جعلت أوروبا تنأى عن المشاركة فيها كما حدث في الحرب الأولى التي ساهمت في تحرير الكويت (خصوصا حين لمست حقيقة الدوافع الدينية والحجج الإنجيلية التي قدمتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش).

وكان الصحفي الفرنسي جان كلود موريس الذي عمل مراسلا حربيا لصحيفة (لوجورنال دو ديماش) قد نشر كتابا تضمن المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي بوش الابن والرئيس الفرنسي جاك شيراك بهذا الخصوص.. وهي مكالمات مسجلة كان يجريها بوش لاقناع شيراك بالمشاركة في الحرب التي شنها على العراق عام 2003 بذريعة القضاء على (يأجوج ومأجوج) الذين ظهروا في الشرق الأوسط كما تنبأت بذلك التوراة والأناجيل الأربعة!!

ويقول المؤلف موريس في مستهل كتابه (الذي يحمل نفس العنوان):

إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة دمار شامل فأنت واهم جدا، فالدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل الأوروبي العلماني وتخالف جميع المبادئ والتوقعات السياسية والمنطقية.. فالرئيس الأمريكي السابق كان من اشد المؤمنين بالخرافات الدينية البالية والكتب اللاهوتية القديمة ويجنح بخياله الكهنوتي المضطرب إلى استخدام بعض العبارات التوراتية المريبة في خطاباته مثل: (القضاء على محور الأشرار)، و(بؤر الكراهية)، و(قوى الظلام)، و(ظهور المسيح الدجال)، و(شعب الله المختار)، و(الهرمجدون)، و(فرسان المعبد)، وادعاء تلقي رسائل مشفرة من (الرب)..

وكان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك (العلماني بطبيعته) قد كشف للمؤلف الدوافع الحقيقية للغزو الأمريكي قائلا: تلقيت في البداية مكالمة من الرئيس بوش في مطلع عام 2003 طلب فيها انضمام الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار "يأجوج ومأجوج" الذين يختبئون في بابل القديمة، وأصر على الاشتراك معه في حملته التي وصفها بالحملة الإيمانية ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل..

ويقول (شيراك): هذه يا مورس ليست مزحة فقد صعقني بهذه الخزعبلات السخيفة التي أستغرب كيف يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم، ولم اصدق حينها ان يكون بهذا المستوى من السطحية والتفاهة، ويحمل هذه العقلية المتخلفة، ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصبة.. وحينها فقط أدركت أن الصهيونية لم تكن فقط أنشودة مسيحية بل أصبحت حركة سياسية!!

أيضا؛ كانت دهشة شيراك كبيرة حين قال له بوش في مكالمة أخرى أنه تلقى وحيا من السماء لإعلان الحرب على العراق، لأن يأجوج ومأجوج انبعثا هناك وينويان تدمير الغرب المسيحي.. وحينها شعر شيراك بالخجل والفزع من هذا التبرير ولم يصدق أن قناعات بوش الدينية ستقوده لشن معركة حقيقية على ارض الواقع.. ولكنه أصبح متأكدا من ذلك حين أصبح يعيد تكرار مثل هذه الإشارات في مؤتمراته الصحفية والسياسية..

وفي فصل آخر يذكر المؤلف أن جاك شيراك اقتنع بأن بوش واقع تحت تأثير تربيته التوراتية فقرر معرفة ما تحدثت به التوراة عن يأجوج ومأجوج.. وهكذا اختار استشارة البروفيسور (توماس رومر) أحد فقهاء اللاهوت في جامعة لوزان السويسرية الذي أكد له ان يأجوج ومأجوج ورد ذكرهما فعلا في سفر التكوين في نص يقول: سيخرج يأجوج ومأجوج من العراق ويقودان جيوشا جرارة لتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود، وعندئذ ستهب قوة عظمى لحماية اليهود، في حرب يريدها الرب، وتقضي عليهم في معركة نهائية وفاصلة... ثم يتابع المؤلف: إن التيار المسيحي الذي ينتمي إليه بوش هو الأكثر تطرفا في تفسير العهد القديم، وتتمحور معتقداته حول معركة هرمجدون الفاصلة (في مرج ابن عامر في فلسطين) وأنها آخر معارك التاريخ التي ستهيئ الأرض للنزول الثاني للمسيح وقيادته المؤمنين.. ضد الكافرين.. قبل قيام القيامة..

وللكتاب بقية..

..
فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 13 ربيع الآخر 1433هـ الموافق 6 مارس 2012 - العدد 15961


..
تعليق بسيط على المقال
مقال الأستاذ فهد اليوم يثبت لنا نظرية ( المؤامرة ) التي ينكرها كثير من العلمانية والليبرالية ومن هم على شاكلتهم !!
رجاء
أرجو من الأخت ( القائدة انفحار ) بخبرتها العريقة , أن تزودنا بالكتب التي تتعلق بنظرية المؤامرة ( تورييييط )

بيان باراس 2012- 3- 9 11:02 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
^
ولا يهمك اخ فواز ان لقيت بإذن الله ادرجها لكم ..
اخ فواز و قطة شرسة"الافنان" اشكركم جدا على الاضافات
لا حرمت تواجدكم وحضوركم المميز :106:

بيان باراس 2012- 3- 9 11:04 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
لن أصدقه حتى لو سمعته مجدداً (2-2)
فهد عامر الأحمدي

في الجزء الأول من هذا المقال استعرضت قسما من المكالمات التلفونية التي كان يجريها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك لإقناعه بالانضمام لقوات التحالف (ومحاربة يأجوج ومأجوج الذين سيخرجون في نهاية الزمان من أرض بابل لتدمير وطن اليهود قبل أن تهب لنجدتهم الأمم المسيحية الكبرى لخوض معركة هرمجدون النهائية)..
وكلا الجزئين يعتمدان على كتاب يحمل نفس العنوان للصحفي الفرنسي (جان كلود موريس) يفضح فيه الدوافع الدينية المريبة التي حملت الإدارة الأمريكية السابقة على غزو العراق..
وكانت مجلة لونوفيل اوبسرفاتور الفرنسية قد حذرت من تنامي هذه العقيدة المتطرفة وذكرت - قبل كتاب موريس - أن الرئيس بوش اتصل بالرئيس الفرنسي شيراك لحثه على مؤازرته في غزو العراق وقال له بالنص: اسمع يا صديقي لقد أخذت على عاتقي تخليص العالم من الدول المارقة والشريرة، وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة لخوض معركة هرمجدون هناك!!
ومعركة هيرمجدون - في عرف التيارات المسيحية المحافظة - ليست فقط آخر معارك التاريخ، بل وعقيدة دينية وفلسفة إيمانية.. ناهيك عن فصلها نهائيا بين الأمم المؤمنة والكافرة استعدادا ليوم الحساب..
والتيارات المتطرفة في أمريكا لا تؤمن فقط بحتمية وقوعها بل وتمهد لها وتهيئ الأجواء لحدوثها في المكان الذي تنبأت به كتب التوراة والانجيل..
وهي تملك دوافع سياسية واضحة وتقتطع من كتب التوراة والانجيل والتلمود وأسفار التكوين وحزقيال ما يؤيد وجهة نظرها في ضرورة إخضاع الشرق وغزو أرض بابل (باعتبارها الموقع الذي ستجتمع فيه الأمم الكافرة ويخرج منه يأجوج مأجوج في نهاية الزمان)..
وهذه العقيدة الخطيرة تغلغلت في 1200 كنيسة انجليكانية في أمريكا ووصلت بالفعل الى البيت الأبيض من خلال رؤساء يمينيين مثل ريغان وبوش الأب والابن.. وكانت المنظمات الظلامية (حسب تعبير المؤلف) قد جندت 80 ألف قسيس و20 ألف مدرسة دينية و200 كلية لاهوت ومئات المحطات التلفزيونية لنشر عقيدة (الهرمجدون) وإقناع الناس وتلاميذ المدارس بحتمية وقوع المنازلة الكبرى في الشرق الأوسط في المستقبل القريب..
ومنذ الثمانينيات أصبح مألوفا سماع هذه الكلمة تتردد في وسائل الإعلام وأحاديث الرؤساء ورجال السياسة في واشنطن..
فالرئيس رونالد ريغان مثلا صرح خمس مرات باعتقاده بقرب حلول المعركة قبل انتهاء ولايته وقال عام 1980: "نحن من الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون".. وكانت أمنيته الضغط على الزر النووي لبدء الحرب التي يعتبر انفجارها شرطاً مسبقاً لتحقق نبوءات التوراة.. وحين فاز برئاسته الثانية، قال رئيس مجلس الشيوخ جيمس ميلز: كنت اجلس بقرب ريغان في احتفال التنصيب فسألني سؤالا غير متوقع: هل قرأت الفصلين 38 و39 من سفر حزقيال؟ فأكدت له أنني ترعرعت في أسرة مؤمنة بالكتاب المقدّس. عندئذ شرع بتكرار المقاطع التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج، وقال إن المقصود منها توجيه ضربة لروسيا التي يختبئون فيها.. ثم قال: إن النبي حزقيال رأى في العهد القديم المذبحة التي ستدمر عصرنا.. ثم تحدث عن تحول ليبيا إلى دولة شيوعية وأن في ذلك إشارة إلى قرب يوم الهرمجدون المجيد!!
ورغم أن تأثير هذه الفكرة خف في واشنطن أثناء ولاية كلينتون؛ إلا أنه عاد بقوة مع دخول بوش الابن الى البيت الأبيض.. وفي حين اعتقد ريغان أن روسيا ستقود محور الشر في معركة هرمجدون اعتقد بوش الأب وبوش الابن أنها "أرض بابل" التي دمرت مملكة اليهود القديمة وتنبأت التوراة بالانتقام منها في آخر الزمان (وإن كنت أرى التفسيرات هذه الأيام تتحول نحو إيران وباكستان بعد انسحابهم من العراق)!!
وفي نهاية الكتاب يقول المؤلف الفرنسي:
"من المؤسف أن نرى كوكب الأرض في الألفية الثالثة تتحكم به تعاليم دينية بالية يصدق بها قادة يتحكمون بالأزرار النووية..."

بيان باراس 2012- 3- 9 11:05 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
نهاية النقود عام 2022
فهد عامر الأحمدي

قبل سنوات طويلة كتبت - في صحيفة المدينة - مقالا تنبأت فيه باختفاء النقود الورقية عام 2012.
ورغم فوات الموعد - ورغم تداول الأوراق النقدية حتى اليوم - إلا أنني اعتبر جزءا كبيرا من النبوءة تحقق بالفعل.. فنحن اليوم مثلا نستعمل بطاقات الائتمان بكثرة، ونحول أموالنا عبر الكمبيوتر والصرافات، وأصبحت حساباتنا في البنوك مجرد "نبضات الكترونية" تنتقل بلحظة حول العالم، دون اعتبار للمسافات أو اختلاف الأوقات أو مواعيد الفتح والإغلاق!!
وحين زرت كوريا وهونغ كونغ قبل ثلاثة أعوام رأيت خاصية تنبأت بها في ذلك المقال.. ففي حين كنت أنتظر في محلات البقالة - كي أحاسب بالنقود الورقة أو البطاقة الائتمانية - كان أهل البلد يكتفون بوضع هواتفهم النقالة أمام عدسة ليزر لخصم قيمة السلعة دون العودة للبائع (ومازلت محتارا؟ كيف يتم تحديد قيمة السلع الموجودة داخل الكيس)!!
على أي حال دعونا نأخذ القصة من بدايتها:
فمن المعروف أن البشر كانوا يعتمدون على تبادل السلع والمنافع قبل اختراع النقود الورقية.. فشعيب مثلا زوّج ابنته لموسى مقابل رعيه للغنم لثماني سنوات: "قال إنّي أريد أن أنكحك إحدى ابنتيّ هاتين على أن تأجرني ثماني حججٍ".. وكي لا يتحول تبادل السلع الى مجرد غطاء ربوي قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الذهب بالذهب ربًا إلا هاء وهاء، والبرّ بالبرّ ربًا إلا هاء وهاء، والتّمر بالتّمر ربًا إلا هاء وهاء، والشّعير بالشّعير ربًا إلا هاء وهاء).
وبعد وفاة الرسول الكريم بثلاث مئة عام اخترع الصينيون الأوراق النقدية التي أثارت استغراب الرحالة الايطالي ماركو بولو (الذي لم يفهم كيف يستبدل الصينيون سلعهم المفيدة بأوراق بالية زهيدة).. وفي ذلك الوقت لم يكن هناك اختلاف واضح بين النقود الورقية والشيكات المصرفية حيث كان كلاهما يحرران من جهة ضامنة.. وهناك مخطوطات تثبت أن بعض الصكوك التي كانت تصدر في بغداد يتم دفعها في الصين، ثم يقوم من يدفع قيمتها بإعادتها إلى بغداد ليسحب قيمتها مرة أخرى (مثل أي شيك معتمد هذه الأيام)!!
ورغم استمرار النقود الورقية؛ ظهرت في عشرينيات القرن الماضي بطاقات الائتمان.. وكانت في البداية تستخدم لشراء الوقود من محطات البنزين في أمريكا، ثم بدأت بعض المتاجر تتحد ضمن كرت واحد.. وفي عام 1958 أصدرت شركة "أمريكان إكسبريس" بطاقة تضمن قيمتها في كافة المتاجر.. وحين حققت نجاحا كبيرا أصدر بنك أوف أمريكا بطاقة عالمية باسمه تحول اسمها لاحقا إلى visa.
أما ثالث أهم اختراع بعد النقود والبطاقات فهو (التحويلات الإلكترونية) التي حولت النقود الى مجرد أرقام مضيئة على الشاشة.. فثورة الاتصالات الحديثة أتاحت - ليس فقط تسهيل شرائنا ببطاقات الائتمان واستعمالها عبر النت - بل وحولت النقود الورقية الى "نبضات إلكترونية" يتم تناقلها بسرعة الضوء دون الحاجة للمسها باليد أو رؤيتها بالعين!!
وبالجمع بين ثورة الاتصالات وتخزين الأرصدة بطريقة الكترونية بدأنا نقلص من حمل الأوراق النقدية (خصوصا فيما يتعلق بالمبالغ الكبيرة) الأمر الذي يمهد لاختفائها تماما.. وليس أدل على سيرنا بهذا الاتجاه من وجود 840 مليون بطاقة ائتمان في أمريكا ل(300 مليون نسمة) و67 مليون بطاقة في بريطانيا ل(59 مليون نسمة) في حين مايزال العدد منخفضا في السعودية حيث يوجد 3 ملايين بطاقة ل(27 مليون نسمة)!!
ولاحظ أن الجزء المهم في هذه البطاقات هو الشريط المغناطيسي أو الشريحة الإلكترونية التي تحتفظ برصيدك ورموزك الخاصة.. وهذا يعني إمكانية حشر الشريحة ذاتها داخل المحفظة أو القلم أو سلسلة مفاتيح أو ضمن هاتفك الجوال، بل أتوقع مستقبلا زرعها تحت جلدك بحيث تحمل رصيدك أينما ذهبت!!
أيها السادة: ليس لدي أدنى شك في أننا نعيش آخر عصور النقود الورقية..
كل ما في الأمر أنني سأؤجل نبوءتي عشر سنوات أخرى إلى عام (2022)!!


بيان باراس 2012- 3- 9 11:06 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
علتك يقررها موقفك
فهد عامر الأحمدي

أمراض السرطان المختلفة تأتي اليوم في مقدمة أسباب الوفاة في العالم.. ورغم تقدمنا الطبي الكبير إلا أننا مازلنا نخوض معها معركة خاسرة يؤكدها ارتفاع نسبة الإصابة بين الأجيال الجديدة. وحين نتأمل طبيعة حياتنا المعاصرة نكتشف تناولنا كميات كبيرة من المواد الصناعية والكيميائية والحافظة والمكررة.. ناهيك عن تعرضنا لشتى أنواع الملوثات الغذائية والبيئية والإشعاعية وتعاملنا الدائم مع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية.. ومع كل هذه المؤثرات يفترض ألا نستغرب من ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان بل من عدم إصابتنا به أصلا على سياق من قال: أتعجبين من سقمي؟.. صحتي هي العجب!
وفي حين كانت الحكومات الغربية تغدق الأموال على المختبرات ومراكز الأبحاث لاكتشاف علاج ناجع ونهائي للسرطان؛ عاش في ألمانيا طبيب عجوز حقق نجاحا خارقا بفكرة بسيطة.. وما يحيرني فعلا هو عدم تبني أساليبه بشكل كامل حتى اليوم..
هذا الطبيب يدعى رايك جييد هايمر الذي من بين 6270 مريضا عالجهم عاش منهم 6000 لأكثر من أربع سنوات رغم حالتهم المتقدمة. ونسبة النجاح هذه تعتبر عالية ومرتفعة جدا إذا علمنا أن معظم حالات السرطان المتأخرة تنتهي بالوفاة خلال فترة قصيرة نسبيا..
ويعود نجاح الدكتور هايمر الى حادثة قاسية مر بها شخصيا؛ فقد تمتع طوال عمره بصحة جيدة حتى فجع عام 1978 بمقتل ابنه الوحيد بالرصاص. وخلال الاسابيع القليلة التالية بدأ يشعر بألم في بطنه زادت حدته مع الأيام. وبعد الكشف عليه اتضحت إصابته بسرطان الأمعاء فخطر بباله (أن الصدمة أو الفاجعة التي مر بها وراء إصابته بهذا الداء). وهكذا وضع لنفسه برنامجا للعلاج يعتمد - بجانب الأدوية المعروفة - على التصالح مع نفسه ونسيان الماضي والعودة للسكينة والسلام.. فقد اقتنع بأنه بمجرد تغيير موقفه (من وفاة ابنه) سيوفر لنفسه فرصة أكبر للنجاة ومقاومة المرض. ورغم غرابة الفكرة إلا أنه حقق نجاحا سريعا حيث بدأت الخلايا السرطانية بالتراجع ثم الاختفاء تماما.. وحين شفي تماما راجع ملفات 15000 مريض في مستشفيات ألمانيا فوجد أن 90% منهم بدأت إصابتهم بعد حادثة مفجعة أو مصيبة استمرت طويلا. وهكذا وضع برنامجا لعلاج مرضى السرطان يعتمد على أسلوبين متوازيين.. الأول: استعمال العلاجات المعروفة لعلاج المرض، والثاني: إقناع المريض بأهمية الهدوء والسكينة لتخفيف قوة وعنفوان الخلايا السرطانية..
ورغم سخرية زملائه المتخصصين (خصوصا أنه يصف مسكنات القلق لمرضى السرطان وينصحهم بالإكثار من السكينة والصلاة وزيارة الكنيسة). ولكن العجيب أنه كان يحقق نسبة شفاء تجاوزت المعدلات المعروفة وكان مرضاه - من أصحاب الحالات المتقدمة - يعيشون لفترة أطول..
وفي الحقيقة لو أن الدكتور هايمر اكتفى بهذا الاكتشاف لعد رائدا في مجاله؛ إلا أنه (توسع كثيرا) ووضع جدولا ربط فيه بين العضو المصاب والحالة النفسية التي أثرت بالمريض.. فحسب هذا الجدول (مثلا) يظهر سرطان البنكرياس لدى من عانوا بكثرة من التوجس والتوتر العائلي.. ويظهر سرطان الرئة بسبب الخوف من المستقبل والتفكير الدائم بالموت.. ويظهر سرطان الثدي بسبب الصراعات الزوجية المستمرة أو القلق الدائم على أحد الأبناء (......)!!
ويقول الدكتور هايمر أنه اكتشف هذه العلاقات من خلال مراجعته لآلاف الحالات والربط بين مسببات الأزمة والأعضاء المصابة.. وهو لا ينكر أهمية العوامل الوراثية أو المادية (مثل دور التدخين في سرطان الرئة) إلا أنه يعتبرها عوامل جزئية بدليل عدم إصابة كل المدخنين بسرطان الرئة!!
ورغم أن الدكتور هايمر لم يفرض منهجا واضحا - أو علما دقيقا - الا أنه ترك قناعة بأهمية العامل النفسي في زيادة أو خفض معدلات السرطان. وحاليا أصبح مؤكدا أن للعقل (وموقف الانسان) تأثيرا قويا على الخلايا السرطانية وكيفية تفاعل جهاز المناعة معها!
... وتفاءلوا بالخير تجدوه...

بيان باراس 2012- 3- 9 11:07 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
نحو ميثاق شرف للإعلاميين السعوديين
فهد عامر الأحمدي

حرية التعبير واستقلالية وسائل الإعلام من أساسيات العمل الإعلامي الناجح والمحترف.. ونظرية "الحرية الصحفية" ظهرت في بريطانيا عام 1688 ثم انتشرت إلى أوروبا وأمريكا وبقية العالم.. وترى هذه النظرية أن من حق المواطن نشر ما يعتقد انه صحيح عبر وسائل الإعلام وترفض مبدأ الرقابة والحجب ومصادرة الفكر بأي شكل وحجة..
ومن أهدافها أيضا قيام الصحف ووسائل الإعلام بمراقبة الحكومة والأجهزة العاملة في خدمة المجتمع من أجل كشف العيوب والفساد ومواقع النقص والخلل (ومن هنا دعيت الصحافة بالسلطة الرابعة بجانب السلطة التشريعية والقانونية والتنفيذية في الدول الديمقراطية)..
وبناء عليه لا يجوز أن تمتلك الحكومات أياً من وسائل الإعلام أو تفرض أي نوع من السلطة والرقابة عليها، وفي المقابل يفترض بوسائل الاعلام الاكتفاء ماديا من خلال المبيعات والاشتراكات والدعاية والإعلان التي يجب أن يفهمها المتلقي كأنشطة تجارية مدفوعة الثمن!!
ورغم قناعتي الشخصية بحرية الصحافة واستقلالية الإعلام، إلا أن الحرية التي نراها في الصحف البريطانية مثلا لا تناسبنا بشكلها المطلق.. ولكنني أيضا لا أرى جواز التنصل منها تحت هذا العذر وأقترح (كما ذكرت في مؤتمر الحوار الوطني الأخير) أن يحاكي إعلامنا المحلي القاعدة الشرعية التي تفيد بأن الأصل في الأشياء الإباحة مالم يكن هناك نص بالتحريم.. بمعنى أن حرية الإعلام يجب أن تكون هي الأصل الذي يُمنح لجميع الأطراف والتيارات، ولا يتم تقييدها إلا بثلاثة محرمات فقط لا يجوز المساس بها هي: الثوابت الدينية/ الوحدة الوطنية/ والإباحية والابتذال!
.. ولأن حرية التعبير تتطلب إلغاء كافة القوانين - التي تقيد حرية الإعلام - يفترض في المقابل وجود "ميثاق شرف" يتقيد به جميع العاملين في مجال الصحافة والإعلام من كتاب ودعاة وصحفيين ومعدين ومراسلين ومحررين..؛ فالحرية لا تعني تخلي الإعلامي عن مسؤوليته، والاستقلالية لا تعني اقتحام حريات الآخرين، والحق في التعبير لا يعني الحق في مصادرة آراء وأفكار الآخرين..
ولخلق توازن بين المطلبين (الحرية والمسؤولية) يُفترض إلغاء كافة القوانين المقيدة لحرية الإعلام ، وفي نفس الوقت تقيد الإعلاميين ب"ميثاق شرف" يلتزمون به ويقسمون عليه كما يقسم الأطباء ورجال الأمن قُبيل انخراطهم في ميدان العمل !!
والفرق بين "القانون الصحفي" و"ميثاق الشرف الإعلامي" هو أن الأول رسمي، ومُسبق، ومُقيد، وشامل، ويمكن محاكمة الإعلامي عليه.. في حين يتميز الثاني بقوته المعنوية وسلطته الأخلاقية وتشهيره بالمخالفين له - ولا يمنح الحصانة لأي كان عند تعرضه للثوابت السابقة - ..
.. ومن البنود التي أتمنى وجودها في ميثاق الشرف الخاص بالإعلاميين السعوديين مايلي:
1- أمانة الإعلامي في النقل والرصد، والتجرد من التعصب والميول.
2- عدم إخفاء أو حجب الحقيقة عند معرفته بها.
3- عدم المساس بثوابت الدين ووحدة الوطن.
4- عدم التدليس والتزوير والمبالغة والتسطيح أو التلاعب بالحقائق بأي شكل من الأشكال.
5- التوازن في التقديم، ومنح فرص متوازية لكافة الأطراف في القضية.
6- الوعي بقيم المجتمع، واحترام قيم المجتمعات والثقافات الأخرى.
7- احترام عقل المتلقي وعدم السخرية أو الاستهزاء بمعتقداته الشخصية.
8- الوضوح والصراحة مع المتلقي عند تقديم الآراء الشخصية، وعدم صياغتها كحقائق.
9- إخبار المتلقي بمصادر المعلومات التي يوردها، مالم يكن في ذلك ضرر على المصدر.
10- عدم استغلال المهنة لمصلحة شخصية أو قبول المال والهدايا أو الخدمات مقابل النشر.
11- عدم خوف الإعلامي من العقاب أو بحثه عن الثواب لدى أصحاب المصالح والنفوذ.
12- نقد وتحليل الرسالة ذاتها دون إساءة أو تجريح لحاملها.
13.- السمو في الكتابة والمضمون وعدم الإسفاف والابتذال أو الإغراق في العامية.
14- الاعتراف بالخطأ عند وقوعه وتوضيح الصواب في حال توفره.
15- عدم امتناعه عن نشر الحقائق (إلا) في حال الإضرار بالوطن أو تعريض حياة الناس للخطر.
16- وأخيراً؛ القسم على تنفيذ كل ما سبق "كما يقسم الأطباء والسفراء ورجال الأمن" ..

بيان باراس 2012- 3- 9 11:08 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
القناعة كنز لا يكفي
فهد عامر الأحمدي

الثراء هو الحلم الذي يفشل معظم الرجال في تحقيقه.. ومثل كل الرجال حلمت أنا بالثراء في سن مبكرة واشتريت من أجل ذلك كتبا كثيرة (بدءا من كيف تصبح ثريا في خمسة أيام؟، حتى كيف تجمع عشرة ملايين قبل سن الأربعين؟)..
ورغم أنني توقفت منذ سنوات عن شراء هذا النوع من الكتب (خصوصا حين اكتشفت أنها لا تحقق الثراء لغير مؤلفيها) لم أقاوم شراء كتاب صدر مؤخرا بعنوان (أهم 50 كتابا عن الرخاء) يختصر كل النصائح المهمة في هذا المجال.. وهذه المرة لم أشتره لمنافسة الوليد بن طلال؛ بل لأنني لمحت أسماء اقتصادية مهمة على غلافه الخارجي مثل: أندرو كارنيجي وآدم سميث ووارن بافييت ودونالد ترامب.. إلى نهاية الخمسين مؤلفا..!!
على أي حال؛ قد لا تكون هذه الكتب نجحت في رفع رصيدي في البنك، ولكنها نجحت في رفع مستوى فهمي بآليات الثراء وأسرار النجاح والسمات المشتركة بين رجال الأعمال (وإن كنت مهتما بهذا الجانب ابحث في الانترنت عن مقال سابق بعنوان: أعظم 10 عادات تميز الأثرياء)..
أما الجزء المحبب لنفسي - في هذه النوعية من الكتب - فهو السير الشخصية للعصاميين وكيف بدأوا من الصفر أو انتقلوا من خط الفقر الى خط الثراء بفضل فكرة جديدة أو ابداع غير مسبوق..
لهذا السبب إن سألتني عن كتابي المفضل فسأختار بلا تردد كتاب جارك المليونير أو (Millionaire Next Door) من تأليف توماس ستانلي وويليم دانكو، الذي حقق نسبة مبيعات عالية وأتى لثلاث سنوات متتالية في المركز الأول كأكثر الكتب مبيعا في امريكا!!
وهو كتاب لا يهتم بتقديم النصائح بل بتشريح شخصيات الأثرياء وإيضاح الفوارق والسمات المشتركة بينهم.. فالمؤلفان يشيران منذ البداية الى حقيقة ان الأثرياء العصاميين لا تبدو عليهم مظاهر الثراء ولا تنطبق عليهم الصورة التي نرسمها نحن للأغنياء.. أصحاب المداخيل المرتفعة (ومن ورث المال دون عناء) هم من تنطبق عليهم هذه الصورة كونهم يعشقون المظاهر ويحيطون أنفسهم بسمات الغنى والثراء.. أما الأثرياء العصاميون فلا يهتمون بالمظاهر المترفة ويركزون جهودهم على تحقيق قدر مرتفع من الثراء والأمان المالي..
فالمؤلفان يفرقان بين ورثة المال والمداخيل المرتفعة، من جهة، وبين العصاميين ورجال الأعمال الذين صعدوا من الصفر من جهة أخرى.. فالثري العصامي يعيش بمستوى يقل عن دخله الحقيقي ولديه فائض غير معلن يكفيه للعيش بلا عمل لسنوات عديدة. أما أصحاب المداخيل المرتفعة والرواتب العالية فيعيشون بأسلوب مرفه قد يفوق دخلهم الحقيقي وبالتالي قد ينهارون فجأة ان توقف هذا الدخل، في حين لا يملك ورثة المال ما يكفي من الحرص للحفاظ عليه أو الخبرة لزيادته!!
لهذا السبب لا يحدد المؤلفان مبلغا معينا يمكن بعده إلصاق صفة الثراء بشخص ما؛ بل يهتمان بمفهوم القدرة على جمع المال ومراكمة الثروة (او ما يطلقون عليه اختصارا PAW). فأمام الناس قد يبدو شخصان في مستوى واحد من الثراء والرفاة ويسر الحال؛ ولكن احدهما أكثر خبرة ومهارة ويراكم رصيده باستمرار؛ في حين وصل الآخر الى نهاية حياته المهنية أو استنزف ثروته الموروثة وأصبح بالكاد يحافظ على المستوى الذي ورط نفسه فيه!!
ومظاهر التواضع التي تبدو على الأثرياء العصاميين لا تعني انهم بخلاء او لا يمتعون انفسهم؛ ولكنهم فقط لا يرون داعيا للتمظهر وشراء سيارة فخمة كل عام أو لبس ساعة رولكس في حين يمكن لساعة سيكو تأدية الغرض.. فحين لا يبدو العصاميون (كالمليونيرات) فلأن هذا أسلوب عمل وطبيعة حياة أصبحوا بسببه أثرياء/ لا العكس!
.. والآن..
دعنا نعود إليك وإسعافك بهذه النصيحة المجربة:
إن عجزت عن تأليف كتاب يضمن لك الثراء؛ كرر كل مساء: القناعة كنز لا يفنى.. القناعة كنز لا يفنى.. القناعة كنز لا يفنى.. حتى يأتيك النوم مصدقا هذه الخرافة أو حالما بالكنز ذاته كما قال الشاعر:
إذا تمنيت بت الليل مغتبطاً
إن المنى رأس مال المفاليس!!

بيان باراس 2012- 3- 13 09:14 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
نهاية الطيران المدني
فهد عامر الأحمدي

صناعة الطيران تطورت بسرعة الصوت خلال فترة قصيرة.. وتحديداً منذ اخترع الأخوان رايت أول طائرة بدائية عام 1903 وحتى أطلق سلاح الجو الأمريكي أول طائرة اخترقت حاجز الصوت عام 1947!!
... الغريب فعلاً هو ماحصل بعد هذا التاريخ حيث تراجع الطيران المدني (بدل أن يتقدم) عن فكرة نقل المسافرين بسرعة تفوق الصوت..
وأقول "تراجع" لأن الكونكورد حاولت بإخلاص ولكنها مثل شقيقتها الروسية توبوليف144 خرجت من الخدمة نهائيا بسبب ضعف العوائد وارتفاع تكاليف الصيانة.. فرغم أن كلا الطائرتين تجاوزتا حاجز الصوت بمرتين (2400 كلم بالساعة) إلا أن الطائرة الروسية لم ينتج منها أصلا غير طائرتين، في حين اقتصر استعمال الكونكورد على الخطوط الفرنسية والبريطانية وعلى خط نيويورك فقط!!
وفي عام 2007 تراجع الطيران المدني نهائيا حين قررت بريطانيا وفرنسا إلغاء مشروع الكونكورد بشكل كامل (في حين استمرت الطائرات العسكرية بتحقيق سرعات متزايدة وصلت لعشرة أضعاف سرعة الصوت).. وكان قرار الإلغاء متوقعاً قبل هذا التاريخ بفترة طويلة بسبب ارتفاع قيمة التذاكر وكلفة الصيانة الأمر الذي جعل الكونكورد غير عملية في مجال الخدمة المدنية.. أضف لهذا أن اختراق أي جسم لسرعة الصوت (الذي يساوي تقريباً 1200 كم في الساعة) جعل دول كثيرة ترفض استقبالها كون موجات الصوت تتسبب في اهتزاز المباني وتكسير الزجاج.. وحين بلغت سن الشيخوخة وتحطمت واحدة منها بالفعل بعد اقلاعها من باريس أطلقت عليها رصاصة الرحمة وحول ما تبقى منها الى متاحف الطيران حول العالم !!
... وفي الحقيقة، مشروع الكونكورد بأكمله كان مجرد رد فعل متسرع على السيطرة الامريكية في مجال الطيران المدني، فخلال الستينات بدا واضحاً أن هذه الصناعة أصبحت أمريكية يصعب منافستها. ففي ذلك الوقت كانت طائرات البوينج والماكدونالد عصب الأساس لمعظم خطوط الطيران في العالم. ولكسر هذا الاحتكار فكر البريطانيون باقتحام مجال جديد تماما هو "النقل المدني الأسرع من الصوت". واقترحوا حينها على الفرنسيين الدخول معهم كشريك فيما اتضح لاحقاً أنه أكثر مشاريع الطيران خسارة وخيبة أمل.. فطائرة الكونكورد تستهلك كميات كبيرة من الوقود، وتحمل عدداً أقل من الركاب، وتحدث ضوضاء يصعب تحملها. ورغم أنها تقطع المسافة الى نيويورك في 3 ساعات فقط (مقارنة ب 7 ساعات للبوينج والإيرباص) إلا أن تذكرة الذهاب فقط تكلف الراكب "4167" دولاراً ومع هذا لا تغطي ثمن الوقود الذي تستهلكه.. وهكذا بعد سنوات طويلة من الأبحاث والخسائر تمخض مشروع الكونكورد عن ثماني طائرات فقط تستخدمها خطوط الطيران الفرنسية والبريطانية من والى نيويورك فقط!!
واليوم، يقول خبراء الطيران إنه كي تنجح طائرة مدنية تفوق سرعة الصوت يجب أن تحمل ضعف الركاب الذين كانت تحملهم الكونكورد، وتستخدم وقودا أرخص من البوينج، وتقطع مسافات أطول من الأيرباص، وتملك تقنية خاصة بتخفيف الضجيج!!
.. ولصعوبة الجمع بين هذه المزايا تخلى الأوروبيون نهائيا عن فكرة السرعة الخارقة (مع حمل عدد أقل من الركاب) لصالح حمل عدد أكبر من الركاب بسرعة تقل عن الصوت.. وبفضل هذه الرؤية المختلفة ظهرت الإيرباص380 (أكبر طائرة ركاب في العالم) التي تستوعب أكثر من 600 راكب بسرعة تناسب الرحلات المدنية قدرها 900 كلم بالساعة !!


بيان باراس 2012- 3- 13 09:16 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
إنجليزي ده يامرسي؟!
فهد عامر الأحمدي

شكسبير مسؤول عن ابتكار 700 كلمة وتركيبة لغوية في مسرحياته التي كتبها باللغة الانجليزية.. ومنذ وفاته مازالت هذه اللغة تستقبل عشرات الكلمات الجديدة التي تظهر في قاموس أكسفورد - ويمكنك العثور عليها بنهاية كل عام بإدخال التالي في جوجل:New Words Added To The Oxford Dictionary
ففي الطبعة الثالثة مثلا أضيف للقاموس 2000 كلمة جديدة، وفي آخر طبعة 400 كلمة، وفي عام 2011 وحده 16 كلمة (من أكثرها شعبية Retweet التي تعني إعادة مشاركة رسائل تويتر مع الآخرين)!!
- على أي حال؛ قبل الدخول في صلب الموضوع أود منك التفريق بين قدرة أي أمة على ابتكار كلمات جديدة، وبين قدرة الوسط الفني على ابتكار تراكيب عامية - ومواقف لفظية - تصبح مشهورة على ألسنة الناس..
فابتكار كلمات جديدة أمر يعتمد على حيوية الثقافة وإبداع الأمة التي تقف خلف اللغة ذاتها، أما ابتكار التراكيب العامية والجمل اللفظية فأمر تلقائي ومعتاد وتتساوى فيه الأمم الحية، والنائمة..
ففي حين وصلت مفردات الانجليزية اليوم الى (مليون كلمة) لم نضف نحن العرب للغتنا شيئا يذكر منذ وفاة الجاحظ وعبدالحميد الكاتب وتسطير "لسان العرب".. أما بخصوص التراكيب العامية فأعتقد أن مسرحياتنا العربية لا تقل مهارة عن مسرحيات شكسبير في خلق جمل وألفاظ يعشقها الناس ويدخلونها ضمن قواميسهم اليومية وتصبح بمثابة لزمات (أو آفيات) تسمعها في أي شارع عربي!!
ولا أخفي عليكم.. خطرت ببالي فكرة هذا المقال بعد زيارة سريعة للقاهرة سمعت خلالها أكثر من جملة عامية اقتبست من أفلام ومسرحيات كوميدية. فمجرد أن تخبر أحد المصريين مثلا بأن اسمك "شفيق" حتى يجيبك بطريقة محمد نجم في مسرحية عش العصافير "شفيق ياراجل".. وما أن تقول بحسن نية "متعودة" حتى يكمل "داااايماً" على طريقة عادل إمام في مسرحية شاهد ما شفش حاجة..
وعادل إمام بالذات من أكثر الفنانين الذين خلقوا لزمات عامية وجمل كوميدية اشتهرت على ألسن الناس.. ومن جمله الظريفة التي سمعتها كثيرا في الشارع المصري:
"في سااااعة الفسق"، "أنتا وآكل زفر ياحمد"، "العلم لا يكيل بالبدنجان"، "بعد 14 سنة خدمة ثانوي بتقولي أأقف"..
ولاحظ أن معظم هذه الجمل أتت ضمن مسرحية مدرسة المشاغبين (التي يقف خلفها مؤلف غير معروف يدعى علي سالم) والتي أراها مسؤولة عن أكبر نسبة من اللزمات.. أو الآفيات حسب تعبير إخواننا المصريين..
فبالإضافة لجمل عادل إمام السابقة هناك جمل مشهورة قالها سعيد صالح في نفس المسرحية مثل:
"هو الناس مش معادن!؟"، "سنتنتنضم الاذاعات المحلية"، "المقررات في بيروت سهللللة بشكل"، "مرسي الزناتي أتهزم يا رجاله"..
أما زميلهم يونس شلبي فبالإضافة إلى أنه "مابيجمعش" طرح سؤالا بريئا جدا - ومشهور جدا - لدرجة ظهوره في أفلام وإعلانات كثيرة... "انجليزي ده يا مرسى؟".
أما معلمتهم سهير البابلي فرغم جديتها طرحت سؤالا عميقا يتساوى أمامه الفلاسفة وضعاف العقول..."تعرف إيه عن المنطق؟".
وخارج إطار هذه المسرحية هناك الكوميدان القزم محمد هنيدي الذي اشتهرت له آفيات لطيفة مثل:
"هوه أنا متجوز صندل"، و"الفيلم ده كان قصة ولا شوية مناظر"، التي تحولت الى جملة مأثورة يستخدمها النقاد للتفريق بين الأفلام الجيدة والهابطة..
أما فؤاد المهندس فله جُمل سوداوية تتطلب المرور بذات الموقف مثل: "القانون ما بيعرفش زينب"، و"سيبيه يمسكها يافوزية"، و"صحيح بلد بتاع شهادات"، (وأذكر أنني اقتبست الجملة الأخيرة كمقدمة لمقال يتحدث عن تعلقنا نحن بحرف الدال)!!
لا أخفي عليكم أنني كنت أبتسم طوال كتابتي لهذا المقال.. ليس فقط لأنني أستحضر في ذاكرتي كل هذه المواقف الطريفة، بل ولأننا أمة توقفت عن إبداع الكلمات الرائدة (وفشت غلها) في ابتكار المواقف الكوميدية الساخرة..

بيان باراس 2012- 3- 13 09:17 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
ألفت سيدها لدى الباب
فهد عامر الأحمدي

كل من ربّى الحمام في صغره يعرف كيف يعود إليه مهما ابتعد به مشتريه الجديد.. وكل من ربط قططه الأليفة في كيس دقيق - ورماها بعيدا عن المنزل - يفاجأ بعودتها في اليوم التالي ونومها قرب الباب.. وهذان مجرد مثالين على ارتباط الحيوانات بالمكان وموهبتهما البرية والجوية (وحتى البحرية في حال تحدثنا عن الأسماك) في العودة للموطن الأول!!
ولكن؛ في حين ترتبط القطط الأليفة بالمكان (وتظل فيه حتى لو انتقل أهل الدار) يرتبط الكلب بالإنسان ويهجر المكان برفقة صاحبه أينما انتقل (ولهذا سُمي أوفى صديق للانسان)..
ولأننا في السعودية نادرا ما نربي الكلاب الوفية - بعكس الحمام وربما القطط - لا ندرك كثيرا مهارتها في التعرف على أصحابها، وقدرتها على قراءة أفكارهم، وتوقع عودتهم قبل وصولهم للمنزل بوقت طويل..
وكان البرفيسور روبرت شيلدراك من جامعة كامبردج قد ألف كتابا جميلا بعنوان سبع تجارب قد تغير العالم (Seven Experiments That Could Chang the World) كان من ضمنها تنبؤ الكلاب الأليفة بقرب وصول سيدها للمنزل. فلو سافر رب البيت مثلا لفترة طويلة ثم تحرك باتجاه المنزل سيشعر به قبل وصوله بخمس او ست ساعات؛ ويتضح ذلك من خلال رغبته الملحة في الخروج والانتظار عند الباب او من توتره ودورانه حول نفسه او من إصراره على البقاء عند الباب أو المدخل!!
ويقول شيلدراك انه قبل نشر الكتاب كتب عن هذه الظاهرة في مجلة Members’ Research فاستلم اكثر من مئة رسالة يؤكد اصحابها وجود هذه الموهبة في حيواناتهم. ومن الرسائل الطريفة التي وصلته رسالة من سيدة في تكساس تقول:
زوجي رجل أعمال كثير السفر. وحين يقرر العودة للمنزل يتعمد عدم الاتصال بنا ظنا منه ان وصوله المفاجئ سيشكل مفاجأة جميلة للأطفال. غير ان الاطفال اصبحوا يعرفون متى سيعود من خلال تصرفات كلبهم الصغير جيتي.. واليوم لم يعد حضور زوجي يشكل مفاجأة كبيرة لنا.. بل انه الوحيد الذي لا يعلم (بأننا نعلم) متى سيعود!
وهذه الموهبة جزء من الإحساس الخارق المسمى بالحاسة السادسة والتي اتضح أنها أكثر قوة في الحيوانات مما لدى الانسان.. ففي الإنسان قد تظهر هذه الحاسة بطريقة مفاجئة وغير منتظمة مما يصعب اخضاعها للدراسة. أما في الحيوانات فيمكن دراستها بسهولة نظرا لقوتها وانتظام تكرارها بحيث يمكن رصدها بسهولة!!
ويبدو ان الاحاسيس الخارقة في الحيوانات تتجاوز نطاق التنبؤ بعودة سيدها الى قدرتها على التنبؤ بانفجار البراكين ووقوع الزلازل وقرب حدوث الكوارث الطبيعية (كما حدث في تسونامي سومطرة حيث هربت معظم الحيوانات الى عمق الجزيرة قبل مقدم الأمواج بوقت قصير).. أضف لهذا تملك القدرة على شم الأورام تحت الجلد وتحديد مكامن المياه تحت الأرض/ كما يمكن تدرب الكلاب على شم كل شيء تقريبا من المخدرات والقنابل الى الأورام والخلايا السرطانية.. وكما يمكن للحيوانات الأليفة العودة الى منازلها من مسافات بعيدة جدا كما يمكن للطيور الهجرة فوق المحيطات ثم العودة إلى اعشاشها بعد عام أو عامين - في حين تعود أسماك الحنكليس من المحيطات الى الأنهار كي تتزاوج في ذات الموقع التي ظهرت فيه كبيوض لأول مرة.. وهناك اليوم من يعتقد (كالبرفيسور شيلدراك) أن قدرة الكلاب على توقع عودة أصحابها أو تتبع المجرمين من مسافات بعيدة لا يعود لحاسة الشم لديها بل لقدرتها على الإحساس بتحركات الانسان وقراءة افكاره علي بعد أميال!!
.. ليس هذا فحسب؛ إذ سبق وكتبت شخصيا عن موقف شخصي حدث لي مع حمام لندن جعلني أتساءل إن كانت هناك علاقة تخاطر كونية بين حيوانات العالم مجتمعة؛ فقبل أعوام طويلة سافرت الى لندن وقررت زيارة ميدان الطرف الأغر.. وهذا الميدان معروف بكثرة الحمام فيه وعدم خوفه من السياح وتسابقه لتناول الحب من أيديهم. أما بالنسبة لأخوكم في الله ما أن وضعت قدمي في الميدان حتى طار أغلب الحمام. وكان موقفا محرجا جدا حيث نظر الجميع باتجاهي فارتبكت وعدت أدراجي..
وإلى اليوم مازلت أتساءل:
من أخبر الحمام في لندن أنني كنت - في المدينة - لا أرى حمامة إلا قذفتها بحجر!!

بيان باراس 2012- 3- 13 09:17 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
ألفت سيدها لدى الباب
فهد عامر الأحمدي

كل من ربّى الحمام في صغره يعرف كيف يعود إليه مهما ابتعد به مشتريه الجديد.. وكل من ربط قططه الأليفة في كيس دقيق - ورماها بعيدا عن المنزل - يفاجأ بعودتها في اليوم التالي ونومها قرب الباب.. وهذان مجرد مثالين على ارتباط الحيوانات بالمكان وموهبتهما البرية والجوية (وحتى البحرية في حال تحدثنا عن الأسماك) في العودة للموطن الأول!!
ولكن؛ في حين ترتبط القطط الأليفة بالمكان (وتظل فيه حتى لو انتقل أهل الدار) يرتبط الكلب بالإنسان ويهجر المكان برفقة صاحبه أينما انتقل (ولهذا سُمي أوفى صديق للانسان)..
ولأننا في السعودية نادرا ما نربي الكلاب الوفية - بعكس الحمام وربما القطط - لا ندرك كثيرا مهارتها في التعرف على أصحابها، وقدرتها على قراءة أفكارهم، وتوقع عودتهم قبل وصولهم للمنزل بوقت طويل..
وكان البرفيسور روبرت شيلدراك من جامعة كامبردج قد ألف كتابا جميلا بعنوان سبع تجارب قد تغير العالم (Seven Experiments That Could Chang the World) كان من ضمنها تنبؤ الكلاب الأليفة بقرب وصول سيدها للمنزل. فلو سافر رب البيت مثلا لفترة طويلة ثم تحرك باتجاه المنزل سيشعر به قبل وصوله بخمس او ست ساعات؛ ويتضح ذلك من خلال رغبته الملحة في الخروج والانتظار عند الباب او من توتره ودورانه حول نفسه او من إصراره على البقاء عند الباب أو المدخل!!
ويقول شيلدراك انه قبل نشر الكتاب كتب عن هذه الظاهرة في مجلة Members’ Research فاستلم اكثر من مئة رسالة يؤكد اصحابها وجود هذه الموهبة في حيواناتهم. ومن الرسائل الطريفة التي وصلته رسالة من سيدة في تكساس تقول:
زوجي رجل أعمال كثير السفر. وحين يقرر العودة للمنزل يتعمد عدم الاتصال بنا ظنا منه ان وصوله المفاجئ سيشكل مفاجأة جميلة للأطفال. غير ان الاطفال اصبحوا يعرفون متى سيعود من خلال تصرفات كلبهم الصغير جيتي.. واليوم لم يعد حضور زوجي يشكل مفاجأة كبيرة لنا.. بل انه الوحيد الذي لا يعلم (بأننا نعلم) متى سيعود!
وهذه الموهبة جزء من الإحساس الخارق المسمى بالحاسة السادسة والتي اتضح أنها أكثر قوة في الحيوانات مما لدى الانسان.. ففي الإنسان قد تظهر هذه الحاسة بطريقة مفاجئة وغير منتظمة مما يصعب اخضاعها للدراسة. أما في الحيوانات فيمكن دراستها بسهولة نظرا لقوتها وانتظام تكرارها بحيث يمكن رصدها بسهولة!!
ويبدو ان الاحاسيس الخارقة في الحيوانات تتجاوز نطاق التنبؤ بعودة سيدها الى قدرتها على التنبؤ بانفجار البراكين ووقوع الزلازل وقرب حدوث الكوارث الطبيعية (كما حدث في تسونامي سومطرة حيث هربت معظم الحيوانات الى عمق الجزيرة قبل مقدم الأمواج بوقت قصير).. أضف لهذا تملك القدرة على شم الأورام تحت الجلد وتحديد مكامن المياه تحت الأرض/ كما يمكن تدرب الكلاب على شم كل شيء تقريبا من المخدرات والقنابل الى الأورام والخلايا السرطانية.. وكما يمكن للحيوانات الأليفة العودة الى منازلها من مسافات بعيدة جدا كما يمكن للطيور الهجرة فوق المحيطات ثم العودة إلى اعشاشها بعد عام أو عامين - في حين تعود أسماك الحنكليس من المحيطات الى الأنهار كي تتزاوج في ذات الموقع التي ظهرت فيه كبيوض لأول مرة.. وهناك اليوم من يعتقد (كالبرفيسور شيلدراك) أن قدرة الكلاب على توقع عودة أصحابها أو تتبع المجرمين من مسافات بعيدة لا يعود لحاسة الشم لديها بل لقدرتها على الإحساس بتحركات الانسان وقراءة افكاره علي بعد أميال!!
.. ليس هذا فحسب؛ إذ سبق وكتبت شخصيا عن موقف شخصي حدث لي مع حمام لندن جعلني أتساءل إن كانت هناك علاقة تخاطر كونية بين حيوانات العالم مجتمعة؛ فقبل أعوام طويلة سافرت الى لندن وقررت زيارة ميدان الطرف الأغر.. وهذا الميدان معروف بكثرة الحمام فيه وعدم خوفه من السياح وتسابقه لتناول الحب من أيديهم. أما بالنسبة لأخوكم في الله ما أن وضعت قدمي في الميدان حتى طار أغلب الحمام. وكان موقفا محرجا جدا حيث نظر الجميع باتجاهي فارتبكت وعدت أدراجي..
وإلى اليوم مازلت أتساءل:
من أخبر الحمام في لندن أنني كنت - في المدينة - لا أرى حمامة إلا قذفتها بحجر!!

فواز بن ناصر 2012- 3- 14 12:43 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
^
طبعاً أصبحت من عادتي التعليقات على مقالات الأستاذ فهد , وهذا ليس من عبث بل ؛ لأننا من مدينة واحدة تربينا تحت ظروف واحدة ولا فرق بين وبينه إلا ( 9 ) سنوات !!
..
تعليقي على هذا المقال : أن أغلب من عاش بالمدينة المنورة من أطفال ومراهقين ورجال قد ربى الحمام , وهناك هوس في هذه الهواية بين ذكور أهل المدينة المنورة , وأنا من ربيته عشر سنوات , كانت من أفضل عشر سنوات مرت علي في حياتي !
..


فواز بن ناصر 2012- 3- 15 11:11 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
موقع الخدمات السيئة

كم مرة اشتريت سلعة ثم اكتشفت فيها عيبا أو مشكلة فرفض البائع ردها أو إصلاحها؟

وكم مرة تحملت عناء تحويلها للوكيل والانتظار لأيام وأسابيع دون فائدة؟

وكم مرة بحثت عن جهة تساندك فاكتشفت في النهاية أنك "قد أسمعت لو ناديت حياً"؟
الجواب (كثيييير) … وحدثت لغيرك (كثيييير)…
فحين أعود بذاكرتي للوراء أتذكر مواقف كثيرة تورطت خلالها بشراء منتجات "مضروبة" عجزت عن إعادتها أو استبدالها أو إقناع البائع بتحمله "لضمان الوكيل".. وأفضل ما يمكن فعله في هذه الحالة الموافقة على الانتظار وبعثها للاستبدال أو الإصلاح رغم أنك لم تتسبب بذلك فتموت فرحتك وربما فرحة أطفالك في مهدها.. وفي حال ذهبت للوكيل ستأخذ لديه عدة أسابيع وربما عدة أشهر (في حال كنت تسكن في مدينة غير الرياض وجدة حيث المراكز الرئيسية) تعود بعدها السلعة دون إصلاح أو بعيوب إضافية..

وخلال ذلك لن تجد من يقف معك (لا وزارة التجارة ولا حماية المستهلك ولا أي جهة رسمية أو مدنية) فتزداد غيظاً ويزداد لدينا تعنت الوكلاء واستهوان الشركات العالمية.. فالأنظمة والإجراءات لدينا ضبابية ورخوة بحيث يخسر المواطن على الدوام وتدرك الشركات بمرور الأيام أن (عدم التجاوب) هو الحل الأسهل في السعودية!!

واليوم أريد منك نسيان وزارة التجارة وحماية المستهلك (وكل المباني الرسمية ذات اللوحات الذهبية) واعتماد مبدأ إخبار المستهلكين ومشاركتهم في تجربتك . فمن خلال خبرتي المتواضعة اكتشفت أن الشركات لدينا لاتخشى إلا على سمعتها وانتشار خبر تعاملها السيىء لدى بقية المستهلكين.. لهذا السبب أنصحكم باللجوء للانترنت والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي للكتابة عن تجاربكم ونشر أي تعامل سيىء أو منتج مغشوش أو خدمه مخادعة أو رسوم خفية تقف وراءها أي شركة أو مؤسسة أو وكيل بيع...

ولا يجب أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يجب عليك بعث نسخة مما كتبت الى قسم العلاقات العامة في الشركة ذاتها وإخبارهم صراحة أن ما كتبته عنهم ينتشر بسرعة على الانترنت وستسعى قريبا لنشره في احدى الصحف.. وفي حال كانت الشركة ذكية بما يكفي ستقول لنفسها عاجلا أم آجلا: "هذا يكفي، ربما خدعنا الرجل وكسبنا منه بضعة ريالات، ولكنه بهذه الطريقة سيمنع عنا آلاف العملاء المحتملين ويتسبب بخسارتنا لأضعاف ما أخذنا منه"… وبيني وبينك حتى لو تستعيد حقك بهذه الطريقة يكفيك شرف تنبيه عشرات العملاء غيرك ومنع الشركة من الاستفادة منهم مستقبلا!!

ولأنني طبقت هذه الطريقة بنجاح أكثر من مرة (ولكن ليس في زاويتي أو صحيفتي) أدعو خبراء التصميم والبرمجة للمشاركة في إنشاء موقع الكتروني متخصص بتقييم وتصنيف المنتجات والخدمات التي تقدمها كافة الشركات.. موقع مفتوح يعزز أسلحة المواطن أمام الشركات المعنية كما هو شأنه في المجتمعات الغربية ويتيح للزوار إخبارنا بتجاربهم السلبية والإيجابية وترك تقييمهم سواء بالتعليق أو "النقاط"..

والفكرة بحد ذاتها ليست جديدة كونها تستخدم من قبل بعض المواقع لتقييم مستوى الفنادق والخدمات والسلع التي تبيعها.. ولكن الفرق أن موقعنا المفترض لا يبيع شيئا بل يهتم ب(التقييم) وذكر سلبيات ومحاسن ماجربناه وتعاملنا معه.

… وصدّق أو لا تصدّق؛ موقع كهذا يصب أيضا في صالح الشركات ذاتها كونه يعمل ك(ترمومتر) يقيس خدماتها ويقيم منتجاتها ويكشف تقصير وكلائها ويحسن خدمات مابعد المبيع ، ناهيك عن أن التحذير (مقدما) من خدمة معينة أفضل للشركة من إقبال الزبائن عليها ثم خسارتهم بسببها (للأبد)!

… والآن ؛ راجعوا المقال جيداً لتكتشفوا أنني لم أذكر اسم أي شركة أو منتج كوني أهتم فقط بالفكرة والمبدأ… فمن يستطيع المشاركة؟
....
فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 22 ربيع الآخر 1433هـ - 15 مارس 2012م - العدد 15970

فنوُ * 2012- 3- 16 11:59 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
تعلم قول (لا)

فهد عامر الأحمدي
أول وظيفة في حياتي كانت في مدرسة ثانوية جديدة تحت التأسيس.. كانت مجرد أربعة فصول تستقر في أعلى متوسطة ضخمة.. وكنا خمسة معلمين ومديراً وفراشاً نتقاسم جميعنا غرفة واحدة.. ولأنني أصغرهم سنا - ولأننا كنا في مرحلة تأسيس ونتعامل كعائلة واحدة - كنت أقوم طواعية بمعظم الأعمال الكتابية المرهقة.. فقد كنت أنا من يتولى شؤون الغياب ومسيرات الرواتب وأوراق الطلاب وخطابات التعيين - بل وحتى ماكينة التصوير.. ولأنني كنت (طيباً) ولا أقول (لا) تراكمت علي الأعمال بالتدريج لدرجة كنت أساعد بعض المعلمين - بطيب خاطر - في تحضير دروسهم الخاصة.. لم أكن حينها جبانا أو غبيا بل كنت أؤمن بمبدأ المساعدة والتعاون وحقيقة أننا نتشارك نفس الغرفة (ونأكل نفس الفول والتميز فوق السطوح)..
غير أن الموقف تغير فجأة بعد أن أرسلت لنا ادارة التعليم وكيلا جديدا لا يعرفني (ولم يشاركني طبق الفول) وعاملني كمساعد شخصي. وذات يوم - وفيما كنت أستعد لتناول الفطور مع بقية المعلمين - رمى على مكتبي مسيرات الرواتب (وكانت حينها تكتب يدويا) وطلب مني اعادة كتابتها من جديد.. فما كان مني إلا أن حملتها في الاتجاة المعاكس ورميتها فوق مكتبه قائلا: افعلها بنفسك..
ورغم أنني قلت هذه الجملة بكل ثقة وهدوء إلا أن شيئا في داخلي كان يقول لي "لقد تصرفت بطريقة خاطئة".. وحين صعدت لتناول الفطور لم أستطع كتم الخبر فأخبرت "المدير" بما حصل.. وبدل أن يلومني أو يعاتبني ضحك وقال: "من زمان وأنا أقول متى ينفجر فهد".. وحينها فقط أدركت كم ظلمت نفسي بعجزي عن قول (لا) منذ فترة طويلة.. ومن يومها توقفت عن تقديم المساعدة لمن لا يستحقها واستعمال أقوى كلمة في جميع اللغات (لا / نو / نن / نخت / هييت / فينيتو / تدا / نيفر)..
والعجيب أن تعلمي لكيفية استعمال هذه الكلمة أكسبني احتراما حقيقيا أكثر من الماضي؛ فمعظمنا يعتقد أن اللطف - والمبادرة بتقديم المساعدة - كفيل بكسب ود واحترام الآخرين.. ولكن الحقيقة قد تكون عكس ذلك كون "الطيبة الدائمة" تنتهي بالاستغلال والتطاول "والمساعدة الصادقة" بالاتكالية ورمي الأعباء (في حين قد يتحول لين الجانب الى سلة غسيل يرمي فيها البعض ثيابه القذرة).. وفي المقابل حين تقول لا - بطريقة مؤدبة وابتسامة خفيفة - تثبت استقلاليتك وحرية اختيارك وهو ما يكسبك احترام الآخرين فعلا…
… وبطبيعة الحال أتوقع منك تمييز الفرق بين المساعدة - كمبادرة ذاتية وعمل نبيل - وبين استمرائها واستغلالها من قبل الآخرين..
فالمساعدة بطبيعتهما حالة مؤقتة تصرف فقط للمحتاجين لها، ولكنها تتحول الى استغلال (واستهوان) إذا اتخذت طابع الديمومة والطلب الرسمي.. ولأنها عمل إضافي (لا تنال مقابله أجرا) يجب أن تتخذ قرارك بسرعة بناء على ظروف الشخص المقابل ومستوى علاقتك به وخلفية تعامله معك.. وفي حال لمست منه نفحة استغلال أو اتكالية فما عليك سوى أن تقول له بكل وضوح (لا؛ آسف، لا أستطيع مساعدتك).. وحين تفعل هذا لا تخشى خسارته - بل على العكس توقع منه احترامك كصديق تعاني بدورك من ضيق الوقت وتراكم الأعمال!
.. ولكل من يجهل استعمال هذه الكلمة المفيدة أذكره بأننا (نحن) من يعلّم الآخرين طريقة معاملتنا وكيفية احترامهم لنا.. واليوم مثل كل يوم فرصة جديدة كي تقول (لا) دون أن تخشى خسارة أحد!
:004::106:

فنوُ * 2012- 3- 17 11:30 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
كم يتطلب الأمرُ كي تؤجر عقلك؟

فهد عامر الأحمدي
الجواب: أربعة أشخاص يفعلون الشيء الخاطئ…
هذه المعادلة (الخطيرة) برزت في رأسي أثناء مشاهدتي مقلباً طريفاً أبعد ما يكون عن التداعيات الاجتماعية والايدلوجية لهذا الجواب..
ففي أحد المباني العالية - وضمن برنامج للكاميرا الخفية - يضغط أحد الأشخاص على زر المصعد فيشاهد أربعة أشخاص يقفون داخله بطريقة غريبة.. فقد رفع كل منهم يديه خلف رقبته (مثل أسرى الحرب) وانحنى بجسده إلى الأمام (كوضعية الطوارئ في الطائرة)..
وللوهلة الأولى يرتبك الشخص الجديد - وقد يتردد في دخول المصعد - ولكنه في النهاية يدخل ويفعل مثلهم حتى يصل للطابق المطلوب.. والعجيب أن هذا «المقلب» يتكرر لأكثر من عشر مرات يتخذ الشخص الجديد (في ثمانية منها) هذه الوضعية الغريبة تقليداً للمتواجدين قبله!!
.. وحين شاهدت هذه اللقطة تذكرت تجربة تثبت تأثير (المجموعة) والوضع (السابق) على قرارات (الفرد).. فقد اتفق عالم النفس الأمريكي سوليمون آشس مع ستة أشخاص على إخضاع شخص «سابع» لتجربة لا يعلم عنها شيئاً. وقد سلم كل منهم ورقة رسم عليها أربعة خطوط أفقية (الخط الأول يدعى x حين دعيت الثلاثة الباقية c,b,a)..
وكان السؤال هو: أي خط من الثلاثة الأخيرة يساوي في الطول الخط الأول x. وكان آشس يطرح هذا السؤال أولاً على الأشخاص الستة (المتواطئين معه) قبل أن ينتهي بالشخص السابع (الذي لا يعلم شيئاً عن التجربة). ورغم أن الجواب الصحيح هو الخط a إلا انه اتفق مع «الستة» على اختيار الخط b لرصد مدى تأثر الشخص «السابع» بخيارات الموجودين قبله.. وفي النهاية اتضح أنه في ٨٦٪ من الحالات يكذّب الشخص السابع نفسه ويختار الخط الخاطئ متأثراً بأجوبة من سبقه (وكأنه يقول لنفسه: لا يعقل أن يكونوا جميعهم على خطأ وأنا الوحيد على صواب!!؟).
… وهاتان التجربتان تثبتان استعدادنا الكبير لتأجير عقولنا وتقليد من سبقونا - حتى مع علمنا بشذوذ الموقف ومخالفة المنطق.. كما تظهران ندرة الشخص الذي يثق بقراراته (ويصدق عقله وحواسه) حين يتواجد ضمن مجموعة قبله تسير في الاتجاه الخاطئ..
وما أراه خطيراً بالفعل أن معظمنا يفضل أن يحظى برضا وقبول المجتمع حوله على أن يكون شاذاً أو مخالفاً للتوافق العام (وبالتالي التضحية بقناعاته وآرائه الشخصية)..
وهذه التركيبة النفسية قد تفسر لماذا يعمد (أحد الإرهابيين مثلاً) إلى ارتكاب أعمال إجرامية تخالف قناعاته ومبادئه الشخصية.. كما قد تفسر تجاوزه لصوت العقل والمنطق والنصوص المحرمة للقتل والانتحار والانتقام من المدنيين.. فشخص كهذا يفضل أن يحتفظ باحترام ورضا مجموعته على أن يظهر بمظهر المخالف أو الشاذ أو «الساذج» الذي لا يفقه شيئاً!!!
.. وفي الحقيقة؛ يكفيني في هذا المقال التنبيه لثلاث مسائل مهمة:
- الأولى: سهولة تأجير العقل البشري لصالح وضع جماعي سابق (مهما بدا شاذاً أو مخالفاً للمنطق)..
- والثانية: ضرورة الوعي بقناعاتنا الشخصية والاحتفاظ بقراراتنا المنطقية مهما تراكمت قبلنا الخيارات الخاطئة..
- أما الثالثة فهي أن تغيير رأيك وتجاهل قناعاتك قد يكونان (ثمن قبولك) في أي نظام اجتماعي عريق ومتماسك!!
… وستعرف نفسك حين تتردد قدمك في دخول المصعد..

فواز بن ناصر 2012- 3- 17 12:23 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
قوة المسدس لا تكمن في طلقاته!!

نعم أيها السادة.. قوة المسدس لا تكمن في قوة طلقاته بل في علم الطرف الآخر بأنك تملكه وقادر على إخراجه عند الضرورة.. فالقوة الحقيقية تكمن في علم الآخرين بأنك تملكها دون أن تضطر لكشف كامل أوراقك.. فقد يكون مسدسك فارغا، وقد يكون مجرد لعبة بلاستيكية - وقد لا يكون وقتها موجودا معك - ومع هذا يشكل قوة ردع لمجرد علم الطرف الآخر بأنك تملكه وقد تستخدمه ضده. ولو تأملت جيدا أسباب قوة روسيا وأمريكا (وبقية الدول النووية) لأدركت أنها تعود الى "السمعة" التي بنتها حول امتلاكها أسلحة دمار شامل دون أن تضطر فعلا لاستعمالها.. فمجرد علمنا مثلا بامتلاك اسرائيل لأسلحة نووية يمنعنا من التفكير بمهاجمتها بالأسلحة التقليدية، ومجرد علم أمريكا بامتلاك روسيا لصواريخ عابرة للقارات منعها من مواجهتها مباشرة في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، ومجرد امتلاك باكستان لمخالب نووية جعلها تفرض نوعا من التوازن العسكري مع الهند، وامتلاك كوريا الشمالية صواريخ بالستية منع أمريكا من نزع سلاحها بالقوة كما فعلت مع العراق وأفغانستان..
وما احتلال البلدين الأخيرين - والاعتداءات المستمرة على غزة ولبنان والأراضي المحتلة - إلا مثل حي على ضعف الأمة وسمعتها الهشة وعلم الآخر بأننا لا نخبئ أي مسدس (ولا حتى شفرة حلاقة) تحت مشالحنا.. فمهما تحدثنا، ومهما بررنا، تظل الحقيقة الأبرز هي أننا أمة تدفع ثمن ضعفها العسكري وجهلها النووي وتشرذمها السياسي. فالأمم تحترم بعضها البعض وتصل لمرحلة الاستقرار والاتفاق طالما تساوت قواها العسكرية والسياسية.. وفي المقابل تنشب المعارك الكبرى - لأسباب بسيطة وتافهة - حين يرتفع المستوى العسكري والاقتصادي لدولة ما لدرجة تبدو معها دول الجوار ضعيفة وسهلة نسبيا (ومثال ذلك ألمانيا في الحربين العالميتين)..
فجميع الدول تدرك أن المواجهات الحربية باهظة ومكلفة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية؛ وما لم تكن المعركة سريعة وكاسحة (كما فعلت ألمانيا في بولندا وأمريكا في العراق) يدخل الطرفان حرب استنزاف طويلة (نتيجة تساوي قواهما العسكرية) بحيث ينهاران سويا كما حدث بين العراق وإيران، وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية..
ولو راجعت التاريخ جيدا لاكتشفت أن مجرد وجود قوة كبيرة بقرب قوة صغيرة ينتهي غالبا بغزو الأولى للثانية (وهذا ما حصل بين العراق والكويت، وروسيا ولاتفيا، والصين والتيبت). وتاريخ القارة الأوروبية يثبت أن الحملات العسكرية العظيمة تظهر كخطوة تالية لتعملق وتضخم دولة عسكرية على حساب دول محيطة بها؛ فبعد الثورة الفرنسية مثلا بلغت القوة العسكرية لفرنسا حدا أغرى نابليون باكتساح معظم القارة الأوروبية. وفي الحرب العالمية الثانية وصلت القوى العسكرية في ألمانيا حدا أغراها بنقض المعاهدات الأوروبية وتوسيع حدودها على حساب بولندا وتشيكيا..
وما يحدث في عصرنا الحاضر - ضد لبنان وفلسطين - سببه تفوق إسرائيل النوعي ووجود "عامل إغراء" ضد دول الجوار.. ولو كان العرب يملكون من القوة العسكرية والشجاعة السياسية نصف ما تملكه كوريا الشمالية لما تجرأت إسرائيل على مواصلة اعتداءاتها بين الحين والآخر..
وأنا شخصيا لا ألوم المواقف المترددة للدول العربية بقدر ما ألوم عقودا طويلة من الضعف العسكري والتخلف التقني وعدم إنشاء قوة ردع مضادة (ترهبون به عدو الله وعدوكم).. وفي حين ينادي البعض بالجهاد ضد أمريكا وإسرائيل يتناسون أن جهادا بلا سلاح وقوة عسكرية موازية يصبح بمثابة انتحار جماعي وهزيمة مؤكدة أمام الأ****ي وصواريخ توماهوك.. وما تمارسه إسرائيل ضدنا باستمرار - وآخرها قصفها الأخير لغزة - ليس أزمة طارئة، ولا اعتداءات لن تتكرر لاحقا، بل ثمن طبيعي ومتوقع لضعفنا وتهاوننا وعجزنا عن مقارعة الكبار..
.. وما يوجعني أكثر؛ أن إسرائيل ليست من الكبار أصلا!
..
فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 24 ربيع الاخرة 1433هـ الموافق 17 مارس 2012م - العدد 15972

فنوُ * 2012- 3- 31 02:05 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
مانعرفه وما نعجز عن تطبيقه
فهد عامر الأحمدي
في أبريل الماضي حضرت مؤتمراً طبياً في مدينة مراكش المغربية ضم خيرة أطباء الجهاز الهضمي في الدول العربية . وكنت أرى معظمهم في مطعم الفندق يتناولون الفطور أو الغداء ثم مساءً حين تأخذنا الشركة المنظمة لأحد المطاعم الفاخرة .. ورغم أن المؤتمر ذاته لم يتجاوز الخمسة أيام إلا أن وزني ارتفع خلالها بمقدار 3 كيلوجرامات من فرط ما أكلنا من الكسكس والحلويات والأطعمة المغربية الفاخرة ..
ومع هذا يمكن القول انني بقيت أكثرهم نحافة ورشاقة كون معظمهم كان يعاني أصلاً من البدانة قبل وصوله للمؤتمر (… المؤتمر الذي يفترض به مناقشة مخاطر السمنة ومشاكل الجهاز الهضمي) .. وكلما جمعتنا طاولة الأكل صباحا أو مساءً أتعجب من الفرق بين المعرفة وبين القدرة على تطبيق تلك المعرفة .. فهؤلاء الأطباء مثلا كانوا أدرى الناس بمشاكل السمنة ومخاطر البدانة ، ومع هذا كانوا أكثر الموجودين ضخامة وارتفاعاً في الوزن .. وكان شعوري تجاه هذه المفارقة يشبة رؤية طبيب مدخن ينصح الناس بعدم التدخين أو مدرب بدين يعلم الأطفال رياضة الجمباز … !!
وفي أحد لقاءاتنا المسائية الدسمة جلس بقربي طبيب له ثقله في المجتمع أخبرني بمشروع سيحقق له ثروة كبيرة .. المشروع ببساطة هو تأليف كتاب يضم أفضل 20 ريجيماً ناجحاً سيجذب حسب رأيه قطاعاً واسعاً من فئة الأوزان الثقيلة .. ورغم انني أكرة التثبيط والمثبطين إلا أن الرجل استشارني والمستشار مؤتمن فنصحته أن يبحث عن طريقة أفضل لتحقيق الثراء ، فسألني "لماذا؟" فقلت : لأن القضية الأساسية في مسألة الريجيم ليست في عدم المعرفة (والدليل الأطباء أنفسهم) بل في عدم توفر الارادة الكافية وتعودنا على أسلوب غذائي غير سليم !
ويبدو أنني صدمته بهذا الرأي كونه خرج عن الموضوع واسهب في كلام علمي طويل عن أنواع الأغذية ودورها في السمنة والنحافة ووو … فقاطعته قائلا : أنا لم انكر دور الطعام في هذه المسألة انما قصدت ان الحمية أو الريجيم ( تعتمد أولا وقبل كل شيء ) على توفر الارادة القوية والعزيمة الصادقة وحين تتوفران لدى الانسان ستنجح معظم الحميات ولن يحتاج أي ثقيل إلى 20 نوعاً من الريجيم !
… وكان من الواضح أننا لن نتفق لأنني كنت أتحدث عن قوة العزيمة والدافع الذاتي ، في حين يتحدث هو عن الكتاب كمشروع تجاري لا يتضمن برفقته "الإرادة" والرغبة الصادقة ..
ومن هذا المنظور "الاقتصادي" أعترف بأن طبيبنا العتيد يملك وجهة نظر صحيحة وسليمة ؛ فأكثر الكتب توزيعاً بعد كتب الطبخ هي كتب الحمية والريجيم (ويبدو هذا معقولاً لأن الناس تطبخ لتأكل .. ثم تعمل حمية .. كي تأكل مجددا ) !!!
وحسب علمي يطبع في أمريكا وحدها (وهي أعظم أمة تعاني من السمنة) أكثر من 2000 كتاب في السنة عن هذا الموضوع .. أما صناعة الريجيم بأكملها فتقدر ب 40 بليون دولار في العام تتضمن برفقة الكتب عدداً هائلا من المجلات ودور النشر ومصانع الأغذية والألبسة وآلاف المراكز والمستشفيات ومشروبات الحمية والبرامج التلفزيونية والأجهزة الرياضية ووو … وتعود ضخامة السوق الى حقيقة ان 67% من الشعب الامريكي يعاني من السمنة المفرطة وأن 90% منهم يحاول عمل ريجيم حتى نهاية حياته !!
… على أي حال دعونا الآن نختصر المقال في نقطتين رئيسيتين :
الأولى : وجود فرق كبير بين ما نعرفه وما نستطيع تطبيقه (والدليل بدانة أطباء الجهاز الهضمي)!
والثانية : أنه حين تتوفر الإرادة القوية يمكن (لأي حمية) تحقيق نتائج مدهشة ..
:106:

فواز بن ناصر 2012- 4- 1 11:44 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
ماذا يحدث حين يدخل العسكر للمختبرات؟

كلما تعمقت في تاريخ المخابرات الأمريكية، كلما أدركت أن ما يدعى بــ "نظرية المؤامرة" كانت ذات يوم حقيقة واقعة..
والأمر لا يتعلق دائما بالشعوب الأخرى ( والطرف المعادي للمصالح الأمريكية ) كون قسم كبير من عمل المخابرات السري والقذر كان يتعلق بالشأن المحلي وموجها للشعب الأمريكي ذاته.. ففي مناسبات عديدة مثلا أجريت تجارب سرية على البشر لصالح الأغراض العسكرية والمخابراتية (دون تفريق بين الداخل والخارج).. وحين أفكر شخصيا في الحوادث التي قرأت أو كتبت عنها أجد أكثر من 72 حادثة أخفت فيها القيادات العسكرية حقيقة التجارب التي تجريها عن الضحايا أنفسهم..
وأول قرار حكومي رسمي بهذا الشأن يعود لعام 1931 حين أنشأ الدكتور كورنيل رودز أول مختبرات متخصصة للحرب البيولوجية والكيميائية.. وكانت أول تجربة تتم في هذه المختبرات (الموجودة حتى اليوم في ولاية ماريلاند) تعريض عدد من جنود البحرية الأمريكية لأشعة نووية بغرض دراسة تأثيرها على البشر..
ونظرا لطول القائمة سأختار واحدة أو اثنتين من التجارب المهمة في كل عقد على حدة بدءا من الثلاثينيات حتى أيامنا هذه:
* ففي عقد الثلاثينيات مثلا تجاهل الجيش إصابة 200 جندي أسود بمرض السيفلس؛ فبغرض دراسة تأثير المرض على الجنود أعطي المرضى أدوية منزوعة الفعالية الأمر الذي تسبب بوفاتهم جميعا عام 1932!
* وفي مطلع الأربعينيات تم حقن 400 سجين في شيكاغوا بجراثيم الملاريا بدون علمهم بغرض دراسة المرض .. وفي عام 1942 أجرت وكالة الأسلحة الكيميائية تجارب سرية على 4000 مجند لدراسة تأثير الغازات السامة على الرئتين بهدف مواكبة التفوق الياباني والنازي في هذا المجال !
* وفي عقد الخمسينيات نظمت المخابرات الامريكية مشروعين مهمين ؛ الأول يدعى "مكلترا" للبحث في انتاج عقاقير تتيح السيطرة على عقول الآخرين استمر لأحد عشر عاما .. أما المشروع الثاني فهو نشر جراثيم حقيقية فوق خليج تامبا (في عام 1955) لدراسة سرعة ومعدل الاصابة بين البشر!!
* وفي عام 1968 قام عملاء المخابرات بحقن مواد كيميائية في أنابيب المياه (في واشنطن العاصمة) لدراسة الآثار المحتملة لأي عملية تخريبية من هذا النوع!
* وفي عقد السبعينيات اعترف الجيش بسعيه لإيجاد أسلحة عرقية تستهدف عرقا بعينه (اعتمادا على أي تباين محتمل بين الأعراق البشرية) .. وفي عام 1978 نظمت وكالة الأغذية والعقاقير تجارب واسعة حول الفيروس الكبدي b اتضح في النهاية تركيزها على المشردين والفقراء فقط !
* وفي بداية الثمانينيات ظهر الإيدز ولاحظ الأطباء تشابه فيروس المرض hiv مع الفيروس الموجود لدى قردة التجارب الخضراء .. هذا التشابه عزز فرضية تسرب الايدز من مختبرات الجيش الأمريكي في ماريلاند خصوصا أنه كان محصورا ضد الشواذ فقط في بداية ظهوره..
* وفي عام 1994 قدم السيناتور جون روكفلر تقريرا يتضمن خمسين عاما من التجارب السرية التي قام بها الجيش الأمريكي على جنوده هو .. وبعد ذلك بعامين فقط اعترفت وزارة الدفاع بحقن جنودها بمواد كيميائية أنتجت في مختبراتها في هيوستن (وسببت ما يعرف بمتلازمة حرب الخليج)!!!
* اما أول فضيحة ظهرت في القرن الواحد والعشرين فهي استعمال سلاح الجو الأمريكي عقاقير قوية تمنع الطيارين أثناء قصف أفغانستان من النوم أو فقد التركيز ( وهي قوية لدرجة حاجة الطيار إلى أخذ عقاقير مضادة بغرض النوم في الأيام التالية)..
* أما آخر فضيحة فهي استعمال أمصال جديدة أثناء التحقيق مع نزلاء أبو غريب تفقد السجين قدرته على الكذب أو إخفاء الحقيقة !!
بقي أن أشير الى أن هذه المعلومات تتضمن نسبة عالية من المصداقية كونها اعتمدت على اعتراف وزير الصحة الأمريكي (أمام الكونجرس عام 1977) بخصوص وجود 239 مدينة ملوثة في أمريكا بسبب التجارب التي قام بها الجيش والمخابرات الأمريكية .. كما اعتمدت أيضا على التقرير الذي قدمه الجيش الأمريكي نفسه الى الكونجرس عام 1986 واعترف فيه بامتلاكه أسلحة بيولوجية وجرثومية تم اختبارها على متطوعين من داخل وخارج البلاد!
.. انتظروا عشر سنوات أخرى لتعرفوا ما فعلوه في العراق قبل خروجهم منه..
..
فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 9 جمادي الأول 1433هـ الموافق 1 أبريل 2012م - العدد 15987
..
تعليق بسيط
هذا المقال يكشف لنا أن العالم الغربي لا يتواني في اي عمل حتى لو كان على حساب البشرية على حد سواء , وما فعلوه بقومهم الذي من جنسهم له أكبر دليل .
وأتوقع من نظرتي الشخصية أن فيروسا( انفلونزا الطيور ) و ( انفلونزا الخنازير ) هي من صنع مختبراتهم , كما هو الحال مع فيروس ( الإيدز )
والمؤسف أن هناك من بني جنسنا من ذللوا أنفسهم ليكونوا عملاء لهم
..
قد حذر البروفيسور جابر القحطاني من أخذ العقار المضاد لفيروس انفلونزا الطيور ؛ لإحتوائها على مادة الزئبق بنسبة عالية , وقد أرسل لي هذا التحذير من موقعه الذي كنت مشاركة فيه آنذاك ( هو الآن مقفل )
..
هناك كتاب بعنوان ( العالم من منظور غربي ) يكشف لنا ايضاً حقيقة هذه التجارب القذرة التي يقوم بها الجيش الأمريكي والجيوش الغربية الأخرى .
..
بارك الله فيكم
فواز بن ناصر

فنوُ * 2012- 4- 2 07:03 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 

سياسة السرقة

فهد عامر الأحمدي

مرت حقب تاريخية كثيرة كانت فيها الدول "المحترمة" تسرق بعضها البعض بمعنى الكلمة.. وهذه الظاهرة يمكن تتبعها لأقدم تاريخ اخترعت فيه السياسة وتوسعت فيه الامبراطوريات على حساب الشعوب الأخرى.. فبعد اكتشاف أمريكا الجنوبية مثلا - وتغلغل إسبانيا والبرتغال فيها - صدرت الأوامر مباشرة بنهب كل ما خف وزنه وغلا ثمنه. ونتيجة لذلك أصبحت إسبانيا والبرتغال تتمتعان بمظاهر الرفاه الاقتصادي في حين كانت دول أوروبا الأخرى تعاني من ركود التجار وبطالة الأساطيل.. وأمر كهذا دعا كثيرا منها لتشجيع أعمال القرصنة على السفن الإسبانية مقابل المشاركة في المسروقات..

وبأخلاق مشابهة استطاعت روسيا في وقت لاحق سرقة الاحتياط الذهبي لإسبانيا بفضل خدعة محبوكة نفذها عملاء الشيوعية في مدريد أثناء انشغال إسبانيا بحربها الأهلية. وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 كانت دول البلطيق الثلاث تمتلك 24.2 طناً من الذهب تقدر قيمتها ب 270 مليون دولار. وحين نجحت موسكو في احتلال تلك الدول عام 1940 حاولت بشتى الوسائل الاستيلاء على تلك الأرصدة. وتحت الضغط سلمت السويد وسويسرا الأرصدة التي بحوزتهما إلى موسكو بينما امتنعت بريطانيا وفرنسا لأن في ذلك اعترافا ضمنيا بشرعية الاحتلال. ولكن يبدو أن بريطانيا اطمأنت إلى استقرار الوضع في الستينيات فباعت الذهب الذي بحوزتها بثمن بخس 5.8 ملايين دولار بحجة تعويض مواطنين بريطانيين فقدوا ممتلكاتهم في تلك الدول أثناء الحرب!!

وبالطبع لا ننسى دور الدول الاستعمارية في السرقات الأممية.. فبريطانيا وفرنسا وهولندا أصيبت بنوبة سعار جعلتها تتنافس بشدة على إفراغ الشرق من كنوزه الرائعة.. وكانت ألمانيا من بين الدول الأوروبية القليلة التي تخلفت عن هذا المجال الأمر الذي جعل هتلر - حين أشعل الحرب العالمية الثانية - يأمر بتكوين فرق متخصصة كانت مهمتها نهب كل ما يمكن الحصول عليه من متاحف أوروبا وقصورها الفخمة.. وهكذا ما بين عامي 1941 - 1945 تراكمت في برلين كنوز وتحف لم تجتمع في غيرها من المدن خلال التاريخ!

ولكن - وكما يحدث دائماً - دارت الأحداث دورة كاملة واستطاع الروس دخول برلين في سباق محموم بين الحلفاء لسرقة الكنوز.. المسروقة..

وبحكم الأسبقية نجحت الجيوش الروسية في وقت قياسي بنقل تلك النفائس الى موسكو في قطارات تجاوز طولها الميل.. ولأن تلك الكنوز لاتخص ألمانيا وحدها - ولأنها لم تظهر حتى اليوم - لم تكف الدول الأوروبية عن المطالبة بممتلكاتها الوطنية الموجوده في روسيا.. في حين تعامل الروس مع تلك المطالب "باذن من طين وأخرى من عجين"!!

وفي زمن أكثر قربا لم تتحرج أمريكا من تجميد ومصادرة أرصدة ايران وليبيا بعد ثورة الخميني ضد الشاه ومقارعة القذافي للأساطيل الأمريكية إبان الثمانينيات.. أما آخر حلقة من السرقات الأممية فهو المماطلة في إعادة هذه الأموال بعد زوال القذافي وحجز اسرائيل لأموال الضرائب الفلسطينية ومنع تسليمها للسلطة الرسمية بحجة تقاربها مع حماس!!

.. على أي حال أراني تحدثت حتى الآن عن الدول والحكومات "المحترمة" التي تسرق بعضها البعض.. ولكن يبقى هذا العمل "إنجازا شريفا" مقارنة بقدرة بعض الطغاة والمسؤولين المحليين على سرقة شعوب كاملة استأمنتهم على مقدراتها الوطنية..
نشر قبل 5 أيام:rose:

فنوُ * 2012- 4- 2 07:06 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
أعظم خطأ في تاريخ الجغرافيا
فهد عامر الأحمدي

أكبر مغالطة في تاريخ الجغرافيا حدثت قبل 514 عاما.. ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا.. وستستمر طالما ظل البشر على سطح الأرض..

ففي عام 1497 أوفدت حكومة فلورنسا الايطالية شابا طموحا يدعى أمريكو إلى أسبانيا للعمل ضمن وفدها الدبلوماسي. وهناك عمل تحت إمرة شخص يدعى بيراردي ساعد في تموين حملة كولومبس الأولى لاستكشاف القارة الجديدة عام 1492.. ومن المحتمل ان أمريكو نفسه ساعد في الإعداد لحمله كولومبس الثانية والثالثة.. ولم يخف حينها غيرته من كولومبس ورغبته في ان يصبح مستكشفا مشهورا مثله. وفي عام 1499 واتته الفرصة للعب دور المستكشف حين شارك في بعثه جديدة بقيادة الأدميرال الاسباني الونسو أوجيدا. غير ان أمريكو - الذي كان مديرا للتموين - اختلف مع أوجيدا فاتجه إلى الجنوب في حين اتجه أوجيدا إلى الشمال. وخلال هذه الرحلة استكشف أمريكو نهر الامازون وقسما كبيرا من سواحل أمريكا الجنوبية قبل ان يعود إلى هاييتي.. حيث اتفق مع أوجيدا على اللقاء..

وبعد ان عاد إلى اسبانيا رغب في متابعة استكشاف الأمريكتين غير ان الملكة إيزابيلا لم توافق على تموين رحلته المقترحة. وفي عام 1501 خاطب ملك البرتغال الذي وافق بشرط تملك البرتغال للأراضي التي سيكتشفها. وفي هذه المرة تعمق أمريكو إلى الجنوب اكثر وتوغل في نهر بلات وادعى ملكية البرتغال للبرازيل (وهذا سر تحدث البرازيليين للغة البرتغالية). وبعد عام كامل عاد أمريكو إلى لشبونة بدون ترحيب شعبي أو اعتراف الملك بفضله مما اثر على نفسيته كثيرا.. ومع هذا قام برحله ثالثة عام 1503 رسم خلالها الحدود الساحلية للقارتين الأمريكتين.. ولعل ابرز انجازاته إعلانه ان الأراضي الجديدة المكتشفة هي قارة جديدة ومنفصلة تماما وليست الجزء الشرقي من آسيا (كما كان يعتقد الجميع بما فيهم كولومبس الذي مات على هذا الاعتقاد)!

وبعد عودته من هذه الرحلة الأخيرة عاش أمريكو في اشبيليا وعمل حتى وفاته عام 1512 كمرجع رسمي في وضع خرائط الدولة (لدرجة أطلق البحارة اسمه على الأمريكتين)!

ولكن كيف فات هذا الشرف كريستوفر كولومبس المكتشف الحقيقي للأراضي الجديدة؟

يعود السبب إلى مهارة أمريكو في الكذب والخداع وعلاقاته الواسعة؛ فقد استغل شهرته (كمستكشف) ومنصبه (كرسام خرائط) في إقناع الجميع بأنه وليس كولومبس المكتشف الحقيقي للأراضي الجديدة، الأمر الذي باركته الحكومة البرتغالية لسحب شرف الاكتشاف من أسبانيا.. وبمباركتها أيضا ألّف احد الجغرافيين الفرنسيين كتابا عن الاكتشافات الجديدة أطلق فيه اسم "أمريكو" على أمريكا الجنوبية تخليدا لذكراه. وفي عام 1528 رسم الجغرافي ميركارتر أول خريطة رسميه لأمريكا الجنوبية أعطى فيها اسم أمريكو للأراضي الجديدة.. مقابل منحه الخرائط التي رسمها للسواحل بنفسه!!

وفي العقود التالية نشطت الحملات الجغرافية لاستكشاف أمريكا الشمالية وكان من السهل على البحارة حينها التفريق بين القارتين بتقسيمها إلى "أمريكو الشمالية" و"أمريكو الجنوبية"!!

أما كيف أطلق اسم أمريكا على "الولايات المتحدة الامريكية" فلهذا قصة طريفة؛ فبعد ان تشكلت الدول في القارتين الأمريكتين اتخذت كل منها اسما مميزا ماعدا بلاد العم سام.. فالاسم الرسمي لأمريكا كان (الولايات المتحدة) بحيث بدا مبهما وغامضا فأضيفت إليها لاحقا "الأمريكية".. وبمرور الزمن أصبح من السهل على الناس الاكتفاء بذكر أمريكا فقط (دون الولايات المتحدة) عند الاشاره إليها!!

.. وفي المحصلة؛ اقتبست القارتين الأمريكتين - بالاضافة للولايات المتحدة - أسماءها من بحار إيطالي مخادع حاول سرقة جهود كولومبس.. ويبدو انه نجح فعلا حيث لم ينل الأخير سوى شرف إطلاق اسمه على دوله صغيرة تديرها عصابات المخدرات.. تدعى كولومبيا!!
:106:

فنوُ * 2012- 4- 3 05:29 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
هل ترغب ببعض الشهرة أو المال؟

فهد عامر الأحمدي
.. ارفع قضية!!
على قاعدة "إن طاح الجمل كثرت سكاكينه" رُفعت على الرئيس المصري السابق أكثر من 788 قضية بعد تنحيه عن الحكم.. وفي حين انشغل معظم المحامين في مقاضاة "أبو جمال" وجد بعضهم ما يكفي من الوقت لرفع قضية ضد عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان، وعلى يسرا بتهمة الإثارة والابتذال، وعلى كافة أهالي بورسعيد بتهمة قتل جماهير النادي الأهلي..!
وهذه مجرد أمثلة على ارتفاع نسبة التقاضي لدى الشعب المصري الذي أضعه في المركز الثاني بعد الشعب الأمريكي في رفع قضايا تدر المال على المحامين قبل المدعين.. فالمصريون من اكثر شعوب العالم تقاضيا حيث هناك قضية مرفوعة لكل تسعة مواطنين.. وإذا قسمنا عدد الشعب (80 مليونا) على "تسعة" ندرك الكم الهائل من القضايا التي تنظرها المحاكم المصرية كل عام!!
ومعظم هذه القضايا (للأسف) يقف خلفها محامون يسترزقون من مصائب الآخرين بدعوى الاحتساب أو الضرر العام، في حين أن الهدف منها الشهرة أو مقاسمة مبالغ التعويض.. فالاتهام الموجة مثلا لعادل إمام هدفه التعريف بمكتب المحاماة الذي رفع القضية.. وهو لا يختلف من حيث أساسه الهش عن المكتب الذي رفع قضية ضد (جميع الممثلات) اللواتي يتزوجن في الأفلام بطريقة شرعية (تتضمن وجود شاهدين ومأذون وقبولا من الطرفين) في حين أنهن متزوجات على أرض الواقع من رجال آخرين..!!
.. ومن القضايا الغريبة التي أتذكرها أيضا:
- القضية التي رفعها المحامي نبيل الوحش ضد ملكة بريطانيا وتوني بلير بتهمة التآمر على قتل ديانا ودوي الفائد عام 1997!!
- والدعوى التي رفعها واصف عيد ضد الرئيس اليوغسلافي السابق ميلوشيفيتس بدعوى تسبب جرائمه ضد مسلمي كوسوفا "بضرر نفسي عميق"!!
- كما رفع مجموعة من المحامين دعوى ضد شبكة CNN لأنها نقلت على الهواء مباشرة عملية ختان طفلة مصرية من الصعيد!!
- وقبلت محكمة جنوب القاهرة الدعوى التي رفعها حسين مرسي حسن ضد جميع الرؤساء العرب كونهم عجزوا عن تحقيق الوحدة حتى الآن!!
- كما رفع الصحافي محمود صادق (مراسل صحيفة الجمهورية) دعوى ضد الشعب الليبي لأن القذافي المخلوع وصفه بالعميل والمرتزق!
- أما المحامي سالم دكروري فترك كل شيء ورفع دعوى ضد الرئيس مبارك بدعوى احتقار دعوته لحضور عيد ميلاده!
- وفي آخر عشرة أعوام فقط رفعت اكثر من اربعين دعوى ضد فنانات وممثلات بدعوى ظهورهن في مشهد مشين او شبة عارٍ!!
- حتى نقابة المحامين ذاتها رفعت قضية على عادل إمام بدعوى انه أساء الى مهنتهم في فيلم الأفوكاتو!!
- أما أسوأ القضايا في نظري فهي التي يقيمها ويطالب فيها (طرف ثالث) بخلع زوجة هذا المفكر او ذلك الكاتب بحجة خروجه عن الملة!!
ومثل هذه الدعاوى تشكل بدون شك عبئا على القضاء المصري وتعتبر مضيعة للوقت والمال.. وهناك تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية (في القاهرة) يؤكد وجود 12 مليون قضية عالقة في المحاكم المصرية معظمها تافه او كيدي او لغرض الشهرة، ويقترح سن قانون ضد استغلال حق التقاضي ومعاقبة رافعي الدعاوى التافهة بالسجن والغرامة!!
ولأننا لسنا بدعا من القوم لا استبعد ابتلاء مجتمعنا بنفس الظاهرة في حال فُتح المجال لهذا النوع من القضايا.. ولأنه يصعب على معظمنا الاتفاق على رأي موحد، أتوقع - في هذه الحالة - غرق كتاب الرأي في دعاوى الاحتساب كون الخلافات حولهم تكاد تتساوى مع عدد النسخ المباعة..
:rose:

فواز بن ناصر 2012- 4- 21 01:27 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
كيف تتخرج من خمس جامعات خلال ساعتين؟

قضيت وقتا طويلا في تفحص 3 كاتالوجات مليئة بشهادات مزورة من شتى أنحاء العالم.. وحين بدأ يتنحنح قربي نطقت أخيرا وقلت: حسنا؛ أريد شهادة بكالوريوس من جامعة كامبريدج، وشهادة ماجستير من جامعة كاليفورنيا، ودبلوم تعليم لغة انجليزية من جامعة أكسفورد، وكشف درجات في "تقنية المعلومات" من جامعة جرفث..
لم يتوقع شرائي لكل هذه الشهادات فقال: خذ أربع شهادات أخرى وسأمنحك خصما بنسبة 50%.. ضحكت وقلت: هل يمكنك تزوير شهادات سعودية؟ زم شفتيه وقال: لا يمكنني ذلك لأنني لم أر في حياتي "شهادة سعودية".. قلت: أنت رجل أمين؛ ولهذا السبب سآخذ منك شهادة إضافية.. قال: مارأيك بماجستير في الاقتصاد؟.. قلت وأنا أناوله 120 دولارا: حسنا؛ ولكن لتكن من جامعة جنوب استراليا كي أغيظ شقيقي الذي يدرس هناك منذ سنوات!!
هذا الحوار حدث في غرفة سرية ملحقة بوكالة سفر سياحية في كمبوديا.. لن أخبركم كيف تعرفت على الرجل ولكنني تركته لساعتين فقط كانت كافية لتزوير الشهادات بطريقة لا يمكن تمييزها عن الأصلية.. فبدءا من نوعية الورق، وطريقة الكتابة، وتطابق الأختام، ودقة الألوان - وانتهاء بتوقيع الأساتذه المشرفين، وشعار الجامعة البارز، وصياغة اسمي المتواضع؛ تدرك أنه (شغل محترفين) فعلا!!
وبيني وبينكم؛ لم تكن المرة الأولى التي أقابل فيها مزور شهادات محترف حيث مررت قبل عشرين عاما بتجربة مماثلة في ولاية منسوتا الأمريكية (ذكرتها بالتفصيل في مقال قديم تجده في الانترنت بعنوان: شهادات بالكيلو).. وفي حين رفضت عرض المزور في المرة الأولى، وافقت في المرة الأخيرة بنية استعراض الشهادات المزورة أمامكم أنتم.. في أقرب برنامج تلفزيوني!!
والتجربة برمتها تؤكد سهولة تزوير الشهادات الجامعية الراقية.. حتى في الدول النامية.. وبناء عليه لا يجب أن نستغرب وجود عشرات الشهادات الأكاديمية المزورة في مجتمعنا المحلي.. وبنسبة تفوق من حيث الكم والنوع قدرة الهيئات المتخصصة على فضحه.
خذ على سبيل المثال الخبر الذي نشرته صحيفة الرياض (يوم الثلاثاء 17 أبريل 2012) عن نتائج اختبارات الهيئة السعودية للمهندسين التي فضحت وجود 700 شهادة مزورة صدرت من أوروبا وأمريكا وباكستان والهند.. وإن كان هذا ما تم اكتشافه خلال يوم واحد، يحق لنا التساؤل عما يفوق إمكانياتها أو لم يتم كشفه خلال السنوات الماضية؟!
وكنت قبل أربع سنوات قد أشرت الى أن وزارة العدل الأمريكية نشرت قائمة تتضمن عشرة آلاف شخص يحملون شهادات علمية مزورة من بينهم 70 سعوديا يعملون حاليا في مناصب لا يستهان بها (ولمزيد من التفاصيل أدعوك مرة أخرى للبحث عن مقالي السابق: شهادات بالكيلو)!!
أما حول العالم فتتم هذه الأيام محاكمة المتطرف النرويجي أنديرس بيرينغ بريفيك الذي قتل 77 شخصا بدم بارد.. وما لا يعرفه حتى أقرباء بيرينغ أنه كان أكبر مزور شهادات في أوروبا وحقق ثروة كبيرة من خلال بيعها على مسؤولين بارزين في أمريكا وكندا والاتحاد الأوروبي..
أما في ألمانيا فهناك البروفيسور أوفة كامينتز (الذي يلقب بصياد المزورين) كونه تخصص في فضح الشهادات المزورة التي يحملها السياسيون في بلاده واكتشف حتى الآن 70 شهادة مزورة.. وبسببه استقال وزير الدفاع الألماني كارل غوتنبرغ حين فضح سرقته لمعظم أطروحته من رسائل دكتوراه سابقة.. أما المستشارة الحالية أنغيلا ميركل فلم ترسل نسخا من شهاداتها، في حين رد عليه المستشار السابق هيلموت كول "اشتر رسالتي المطبوعة من المكتبة"..
.. السؤال الذي يهمنا هو:
كم نسبة المسؤولين الذين يحملون في بلادنا شهادات غير نظامية؟
ومتى تظهر لدينا جهود مماثلة لفحص الشهادات القديمة التي عُينوا على أساسها؟
ولماذا لم نسمع بحصول شيء للسبعين سعوديا الذين اتهمتهم وزارة العدل الأمريكية عام 2008 بالحصول على شهادات مزورة؟
.. وفي النهاية؛
هل تتساوى فضيحة التزوير الأكاديمي في مجتمع متقدم (مثل ألمانيا والنرويج) مع مجتمع لا يفرق بين دكتوراه في تقنية النانو، ودكتوراه في سيرة الظاهر بيبرس؟!
...
فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 29 جمادي الأولى 1433ه الموافق 21 ابريل 2012م - العدد 16007


فواز بن ناصر 2012- 4- 21 01:37 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
أوراق الساحر

أول / وآخر مرة / شاهدت فيها فيلم "هاري بوتر" كان في عام 2002.. كان أول جزء من سلسلة أفلام ناجحة عن ساحر صغير يحمل نفس الاسم لمؤلفة بريطانية مجهولة تدعى جوان رولينج. ولأن الفيلم يدور في عالم السحر والفنتازيا لفت انتباهي أن الصحف اليومية - في الفيلم - تتضمن صورا متحركة تشرح الخبر أثناء قراءته.. فحين تقرأ مثلا خبرا عن كارثة طبيعية تبدأ الصورة الرئيسية في الصحيفة بالتحرك كشاشة تلفزيونية بحيث ترى غمر المنازل بالفضيانات ونزول الحمم من البركان!!
... أعجبت حينها بسعة خيال المؤلف والمخرج ولكنني في ذلك الوقت اعتبرتها من قبيل الخيال وحلما يصعب تحقيقه قبل خمسين عاما من الآن!!
ولكننا الآن في عام 2012 (وظهر الجزء السابع من الفيلم) وأصبح مايعرف بالورق الإلكتروني حقيقة واقعة..
وهذا النوع من الورق يصنع من بلاستيك مرن أقل استهلاكا للطاقة وأكثر راحة للعين - ويفتح الباب لتحديث الصحف والمجلات والكتب والموسوعات الإلكترونية بشكل تلقائي ومستمر- ، ويرجع تاريخ اكتشافه إلى منتصف السبعينيات حين لاحظت شركة زيروكس قدرة بعض اللدائن المشحونة على تغيير لونها بحسب الضوء الساقط عليها.. غير أن شركة سوني اليابانية كانت السباقة في استخدام هذه التقنية في منتجاتها عام 2004.
وفي السنوات التالية بادرت شركات أخرى لاستخدام الورق الإلكتروني في أجهزة كثيرة أبرزها الهاتف المحمول والساعات اليدوية والملصقات الدعائية وقارئات الكتب الإلكترونية..
ورغم أن هذه التقنية ظهرت أولًا في أمريكا (وتحديدا من خلال شركتي زيوركس وآي إنك) إلا أنها ازدهرت - كالمعتاد في شرق آسيا . واليوم تحمل سوني وسامسونج لواء التطوير وأنتجتا بالفعل أجهزة كهربائية كثيرة تعتمد على الورق الإلكتروني من ضمنها كمبيوتر ضوئي من انتاج سامسونج..
وعاما بعد عام تتقدم تقنية انتاجه حتى أصبح اليوم رقيقا جدا (بسمك ثلاث أوراق عادية) ومرنا جدا (بحيث يمكن طيه كأسطوانة) وواضحا جدا (لدرجة يتفوق على الأوراق العادية فيما يخص الكلمات المطبوعة)..
ومواصفات كهذه تعني - ضمن ما تعني - إمكانية صنع هواتف ذكية وكمبيوترات لوحية ولوحات مفاتيح يمكن طيها في الجيب .. في حين يمكنك وضع هاتفك المحمول في المحفظة بفضل سمكه الذي لن يتجاوز بطاقة الصراف!!
أما الخطوة القادمة للشركات المتنافسة فستكون تسويق صحف وكتب حقيقية تستعمل هذا النوع من الورق.. وهذا يعني أن صحيفة المستقبل لن تختلف كثيرا عن صحيفة هاري بوتر المتحركة، ويمكن تحديثها تلقائياً من خلال المعلومات التي يرسلها المصدر عبر الأمواج اللاسلكية .. أما الكتاب الإلكتروني فسيلغي الكتاب الورقي كونه سيوازيه في البساطة، ويتفوق عليه في احتوائه على آلاف الكتب الرقمية التي تقرأها بالتناوب على ذات الصفحات .. أما الموسوعات وكتب الأطفال المصورة فستصبح متعة حقيقية كونها تقدم صورا وأحداثا متحركة في كل صفحة تقلب عليها - خصوصا حين يترافق ذلك مع أصوات وموسيقى تصويرية!!
... وكل هذه التقنيات ليست من قبيل الخيال أو التخمين كون الورق الإلكتروني أصبح اليوم حقيقة واقعة وتقنية مطبقة (ويمكن مشاهدته بنفسك بإدخال هذه الجمل في صور جوجل Electronic Paper, E-Paper, أو E-ink) !!
ورغم أن الورق الإلكتروني مايزال في بدايته (وأغلى كثيرا من الورق العادي) إلا أن الأبحاث المتواصلة (وأيضا الارتفاع المتواصل في سعر الورق الطبيعي) سيضمن نجاحه وانتشاره مستقبلا...
وللمقارنة فقط .. وصلت كلفة الجريدة التي بين يديك الآن الى 4 ريالات، في حين لن تحتاج مستقبلا إلا لجريدة إلكترونية واحده تُحدث نفسها 24 مرة في اليوم..

..
فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 27 جمادي الأولى 1433هـ الموافق 19 ابريل 2012م - العدد 16005

فواز بن ناصر 2012- 4- 21 01:41 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
الطبعة المبكرة

جرّب مشاهدة الأفلام الكوميدية لتكتشف نجاحها في تعديل مزاجك وإزالة حالة الاكتئاب التي تصيبك بين الحين والآخر .. ومؤخرا شاهدت فيلما لطيفا يجمع بين الكوميديا والخيال ويتحدث عن شاب في الخامسة والعشرين من عمره يدعى ستيف كريج يهوى تسلق الجبال واستكشاف المناطق الوعرة . وفي احد أيام الشتاء الباردة - وبينما كان في رحلة جبلية - هبت عليه عاصفة ثلجية طمرته تحتها.. ورغم جهود البحث المكثفة لم تعثر عليه فرق الانقاذ فعُد ميتا وترك خلفه طفلا لم يتجاوز سنته الأولى..
وبعد ستين عاما من اختفائه يعثر عليه احد المتسلقين وقد تجلد بالكامل.. وحين نقلوه الى المستشفى (داخل قالب من الجليد) دهش الاطباء حين اكتشفوا انه في حالة تجمد وسبات عميق اشبه بسبات السناجب تحت ثلوج القطبين . وبعد محاولات مضنية لتدفئته وتنشيط دورته الدموية عاد لحالته الطبيعية شابا مفعما بالقوة والحيوية كما كان حين طمره الجليد أول مرة ..
المفارقة هنا أنهم استدعوا ابنه الوحيد لاستلامه وقد اصبح شيخاً في الواحدة والستين في حين مايزال الأب في العشرينيات من عمره فقط . ورغم فارق السن الكبير إلا ان الابن (العجوز) سعد في البداية بعودة والده (الذي طالما حلم بعودته) ثم بدأ يغير رأيه بسبب تصرفاته الصبيانية وحرصه على مطاردة الفتيات وتجربة كل جديد وغريب في عالمنا المعاصر - وهنا تظهر المفارقات الكوميدية حين يحاول الابن العجوز تدارك تصرفات والده المراهق!!
... وغرابة الفكرة - ولعبها على حبل الزمن - ذكرتني بمسلسل تلفزيوني قديم يدعى الطبعة المبكرة (أو Early Edition) .. ورغم أن المسلسل بدا لي غبيا وساذجا إلا أنه يقوم بلا شك على فكرة جديدة ومميزة .. فبطريقة ما يجد البطل أمام منزله في كل صباح طبعة (يوم الغد) من صحيفة لوس انجلوس تايمز.. ولأنها تأتيه متقدمة بيوم كامل يقرأ فيها ماسيحصل في اليوم التالي ويحاول انقاذ الناس من الحوادث التي (سوف) يقعون فيها خلال 24 ساعة لا أكثر.. أما صديقه المقرب فيحاول دائما إقناعه باستغلال محتويات هذه الطبعة للمراهنة في سباقات الخيل (التي يعرف نتائجها مسبقاً من الصفحة الرياضية) أو الاستثمار في الأسهم (التي يعرف من الصفحة الاقتصادية متى ستهبط وتصعد) !!
.. وفي عام 2005 نال هذا المسلسل دعاية غير متوقعة حين قبضت السلطات الفيدرالية على مستثمر في بورصة نيويورك يدعى أندرو كاريسن بحجة التعامل غير النزيه في سوق الأسهم؛ فخلال ثلاثة أشهر فقط جمع كاريسن 45 مليون دولار من المتاجرة بأسهم كاسدة وغير متوقعة. وما لفت الأنظار اليه تصريحه الدائم بأنه من سكان المستقبل ويعمد (مثل مسلسل الطبعة المبكرة) لقراءة أعداد النيويورك تايمز التالية لمعرفة أي الشركات ستنجح وأيها ستفشل وبالتالي يتعامل مع أسهم البورصة على هذا الأساس!!
وبالطبع لم تصدق السلطات الفيدرالية هذا الإدعاء وتعتقد ان لكاريسن علاقات سرية مع الشركات المعنية تسرب له الأخبار بطريقة غير مشروعة...
الطريف أن ممثل الادعاء العام قال له (حينها): لن أصدق قصة حضورك من المستقبل إلا إذا أخبرتنا بمصير ابن لادن أو رئيس أمريكا القادم أو أفضل طريقة تعرفونها في المستقبل لعلاج مرض الايدز !!
..
فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 24 جمادي الأولى 1433هـ الموافق 16 ابريل 2012م - العدد 16002


فواز بن ناصر 2012- 4- 22 01:20 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
التفسير الأبسط هو الأقرب للصحة

حين ترى سيارة جارك أمام منزله قبل صلاة الظهر ؛ فأي الاحتمالين ستختار:
انه رجع من عمله مبكراً..
أو ان لصاً يملك سيارة مشابهة دخل منزله بعد أن علم بسفره للقصيم بسبب وفاة والدته المفاجئة!؟
وعلى نفس السياق؛
حين تكتشف إيداعا بخمسين مليون ريال في حسابك وأنت الذي لا يتجاوز راتبك خمسة آلاف ريال (لا ترى غيره بنهاية الشهر) فأي الاحتمالين ستختار:
انه مجرد خطأ بنكي..
أو ان لك عمّاً مجهولاً سافر إلى الأرجنتين منذ أربعين عاماً وكوّن ثروة ضخمة هناك وحين توفي لم يجدوا وريثاً غيرك فوضعوها في حسابك!!؟
لاحظ هنا أن الاحتمالين الأولين ليسا فقط الأكثر بساطة والأقل تعقيداً ، بل والأقرب للصحة واتساقا مع المنطق (مقارنة بالاحتمالين الآخرين اللذين لا يتمتعان فقط بالغرابة والتعقيد بل وبالاستثنائية وبعد الاحتمال ولا يصلحان لغير الأفلام العربية)!!
وهذه العلاقة الجميلة (بين الصحة والبساطة) مبدأ مهم في الحكم على الأشياء كفيل بتغيير أفكارك وشخصيتك ونظرتك للأمور.. غير أن تبنيك له يجب أن يترافق مع علمك بأن الاحتمالات المعقدة (كسرقة جاركم) لا تعني أنها مستحيلة الوقوع، ولكنها ببساطة نادرة وبعيدة الاحتمال (مثل احتمال وجود أحد أعمامك في الأرجنتين)!!
وأول مرة أسمع فيها شخصياً بهذا المبدأ كان من خلال فيلم خيالي يدعى Contact حيث تبني الأمم المتحدة آلة سفر عملاقة تسمح بنقل البشر بلمح البصر إلى عوالم فضائية بعيدة.. واختاروا لذلك عالمة فضاء متميزة تدعى الدكتورة إلينور (تقوم بدورها في الفيلم جودي فوستر ويشارك فيه شخصياً الرئيس بيل كلينتون).. غير ان الآلة تتعطل وتفشل في نقل عالمة الفضاء لأي مكان، في حين تصاب هي بالإغماء.. وحين تستيقظ تصر على انتقالها إلى عالم فضائي بعيد وغريب في حين يحاول رئيس لجنة التحقيق إقناعها بأنها غابت عن الوعي لثوانٍ قليلة وأنها ظلت تحت أنظارهم طوال الوقت.. وحين يفشل في إقناعها بأنها لم تذهب إلى أي مكان يقول لها:
دكتورة إلينور أنت عالمة متميزة وتعرفين المبدأ العلمي الذي يقول "إن التفسير الأبسط هو التفسير الأقرب للصحة" وأنا الآن أسألك أيهما أقرب للصحة: أنك ذهبت خلال ثوان إلى عوالم فضائية تبعد عنا بملايين السنين، أم أنك تعرضت فقط لحالة إغماء حلمت خلالها بأشياء ترغبين برؤيتها (فتسكت وتسلم برأيه)!!
وما دفعني لكتابة هذا المقال ملاحظتي أننا نجنح دائماً لتبني التفسيرات الأصعب والأعقد والأبعد عن الواقع:
فحين يصاب أحدنا بالصرع مثلاً نفترض فوراً دخول الشيطان فيه، مستثنين التفسير الأبسط والأقرب للمنطق (وهو إصابته بحالة صرع يعاني منها سكان الخليج أكثر من أي منطقة في العالم)!
وحين يتعرض أحدنا لحادث في سيارته الجديدة نفترض فوراً انها "عين" في حين ان التفسير الأبسط انه مجرد حادث مروري (ترتفع نسبته حين نقود سيارة جديدة لم نعتد قيادتها)!!
وفي كل مرة تصاب فيها الأمة الإسلامية بمصيبة كبيرة نفترض وجود مؤامرة حاكتها ضدنا أمريكا والدول الكبرى في حين أن التفسير الأبسط والأقرب للدقة انها من فعل أيدينا (وبمستوى تعقيد أكبر .. بما كسبت أيدينا)!!
لهذا السبب أتمنى منك ملاحظة هذا المبدأ مستقبلاً وتطبيقه في حياتك وطريقة حكمك على الأشياء .. أريدك أن تفكر مثل الأطباء الذين يفترضون أولاً إصابة المريض بأكثر الأمراض بساطة وشيوعاً، قبل أن يتدرجوا في فحوصاتهم وتحاليلهم بحثاً عن الأمراض النادرة والأكثر تعقيداً!!
بكلام أكثر بساطة .. وأقل تعقيداً .. وأقرب للواقع :
... حين تسمع شيئاً يحوم حول خيمتك في الليل ؛ فكر في البعير وليس بالدب القطبي!!
..
فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 1 جمادي الأخرة 1433هـ الموافق 22 ابريل 2012م - العدد 16008


شَمـس 2012- 4- 23 02:07 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
^
الله يسعده :icon120::rose:
اسلوبه يدعو للتأمل ..
..
وفي كل مرة تصاب فيها الأمة الإسلامية بمصيبة كبيرة نفترض وجود مؤامرة حاكتها ضدنا أمريكا والدول الكبرى
في حين أن التفسير الأبسط والأقرب للدقة انها من فعل أيدينا :sm5::icon9:
(وبمستوى تعقيد أكبر .. بما كسبت أيدينا)!!
..
شكراً اخونا فواز ،
> السموحه كومآندر :004: رد من غير اضافه مقال :060: .




فواز بن ناصر 2012- 4- 23 01:42 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
شركات لاتملك هوية أو وطناً

قبل ثلاثة أسابيع تقريبا كتبت مقالًا بعنوان «من يتحكم بعالم اليوم» استعرضت فيه الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها الشركات العملاقة ومدى قدرتها على التحكم بسياسات الدول والبلدان .. وضربت مثلا بشركات شل وأكسون وجنرال موتورز وبوينج التي تتحكم بالسياسة الأمريكية من خلف الكواليس وبفضل قوى ضغط سياسية وانتخابية تناسب مصالحها في الداخل والخارج -..
واليوم سنتحدث عن ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ البشرية تتمثل بظهور «الشركات متعددة الجنسيات» التي لا تملك انتماء يعيقها ، ولا وطنا يحتويها ، ولا حدودا تمنعها من مزاولة أعمالها..
فبفضل ثورة المواصلات والاتصالات في النصف الثاني من القرن العشرين تنامت ظاهرة الشركات العالمية إلى درجة وصولها بنهاية القرن الى 35 ألف شركة بدأ معظمها من أمريكا وأوربا واليابان.. واليوم تسيطر 100 شركة عملاقة فقط على أكثر من نصف الإنتاج العالمي في حين تستحوذ أكبر خمسمائة شركة متعددة الجنسيات على 80% من حجم المبيعات على المستوى العالمي.
وهذا النوع من الشركات يبلغ من الضخامة والتوسع وتعدد الفروع والأذرع درجة اشتراك جنسيات عالمية مختلفة في ملكيتها وإدارتها لا يجمعهم شيء غير مصلحة الشركة ذاتها .. وما أن تخرج الشركة عن نطاق الدولة الأم حتى تتفرع بلا حدود وتصبح استراتيجياتها وقراراتها ذات طابع دولي وعالمي يتجاوز حدود اللغة والثقافة والنزاعات السياسية (وخذ كمثال شركة كوكاكولا التي تصنع وتبيع مشروباتها في جميع الدول، وشركة ميكدانولد التي توسعت خارج أمريكا بدءاً من عام 1974 وتجاوزت اليوم 5000 فرع حول العالم)..
وتجاوز هذه الشركات حدود المحلية والسيطرة الوطنية يمنحها القدرة على تحريك الأموال ونقل الموارد وتنويع الإنتاج وتؤثر بالتالي في سياسات الدول وتساهم في بلورة العولمة والنظام الاقتصادي الجديد..
ولايمكن وصف أي شركة ب(متعددة الجنسيات) قبل تمتعها بضخامة رأس المال وأرقام المبيعات وتنوع المنتجات وتعدد منافذ البيع (فشركة ميتسوبيشي مثلا تجاوزت إيراداتها العام الماضي مايفوق الدول الأفريقية السمراء مجتمعة).. كما يجب أن تملك ميزة تنوع المنتجات والأنشطة بهدف تقليص احتمالات الخسارة المترتبة على التقيد بمنتج وحيد (فشركة ميتسوبيشي مثلًا تصنع كل شيء من أقلام الرصاص الى الطائرات، ومن العصيرات الى السيارات، ومن الأجهزة الإلكترونية الى تشييد المصانع والمطارات)..
أما أهم ما تتميز به فهو الانتشار الجغرافي كونها تعمل في كافة القارات وتملك فروعا وشركات رديفة في معظم الدول والبلدان. وتكفي الإشارة إلى أن شركة abb السويسرية تسيطر حالياً على أكثر من 1300 شركة تابعة لها حول العالم كما تملك تويوتا من الشركات والمصانع (في الدول الأجنبية) ما يفوق بخمسة أضعاف ماتملكه داخل اليابان نفسها... وانتشار كهذا لا يحقق فقط المزيد من الأرباح بل يجعل الشركة أكثر مرونة في سياساتها التصنيعية حيث يمكن أن تركز أبحاثها في بلد ، وتصنع منتجاتها في بلد ، وتوزع منتجاتها في بلد ثالث!!
... وتتضح سطوة الشركات متعددة الجنسيات في قدرتها على توحيد أسواق السلع ونقل الخبرات والتحكم بالتكنولوجيا وأساليب الانتاج.. كما تلعب تأثيرا خفيا ولكنه قوي على سياسات الدول ونظام النقد العالمي كونها المالك الأكبر لرؤوس الأموال ويمكنها ساعة تشاء سحب الأموال والأصول وتحويلها لدولة أخرى .. ولأنها تشكل النسبة الأكبر من حجم التجارة العالمية وحركة المبيعات الدولية تملك تأثيرا قويا على المنظمات التجارية والمالية وحركة الاستثمار العالمية بل وحتى تقسيم الأعمال بين الدول والشعوب (فهذه للأبحاث وتلك للإنتاج والثالثة للتوزيع والرابعة للاستهلاك... وهكذا)!!
وكل هذا يجعلنا لا نشك لحظة في أن البشرية تعيش هذه الأيام طور الخروج من مرحلة الدولة الوطنية (وقدرتها على التحكم بالنقود والناتج المحلي)، إلى مرحلة الشركات العالمية التي تسيطر على الاقتصاد العالمي وتؤثر في سياسات الدول وتتخذ من كل العالم ساحة للإنتاج والاستهلاك وجمع المال والأرباح!!


فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 2 جمادي الأخرة 1433هـ - 23 ابريل 2012م - العدد 16009
..
حياك أختي lady :106::106:

أبو محمد 2012- 4- 25 11:07 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فواز بن ناصر (المشاركة 6197831)
كيف تتخرج من خمس جامعات خلال ساعتين؟

قضيت وقتا طويلا في تفحص 3 كاتالوجات مليئة بشهادات مزورة من شتى أنحاء العالم.. وحين بدأ يتنحنح قربي نطقت أخيرا وقلت: حسنا؛ أريد شهادة بكالوريوس من جامعة كامبريدج، وشهادة ماجستير من جامعة كاليفورنيا، ودبلوم تعليم لغة انجليزية من جامعة أكسفورد، وكشف درجات في "تقنية المعلومات" من جامعة جرفث..
لم يتوقع شرائي لكل هذه الشهادات فقال: خذ أربع شهادات أخرى وسأمنحك خصما بنسبة 50%.. ضحكت وقلت: هل يمكنك تزوير شهادات سعودية؟ زم شفتيه وقال: لا يمكنني ذلك لأنني لم أر في حياتي "شهادة سعودية".. قلت: أنت رجل أمين؛ ولهذا السبب سآخذ منك شهادة إضافية.. قال: مارأيك بماجستير في الاقتصاد؟.. قلت وأنا أناوله 120 دولارا: حسنا؛ ولكن لتكن من جامعة جنوب استراليا كي أغيظ شقيقي الذي يدرس هناك منذ سنوات!!
هذا الحوار حدث في غرفة سرية ملحقة بوكالة سفر سياحية في كمبوديا.. لن أخبركم كيف تعرفت على الرجل ولكنني تركته لساعتين فقط كانت كافية لتزوير الشهادات بطريقة لا يمكن تمييزها عن الأصلية.. فبدءا من نوعية الورق، وطريقة الكتابة، وتطابق الأختام، ودقة الألوان - وانتهاء بتوقيع الأساتذه المشرفين، وشعار الجامعة البارز، وصياغة اسمي المتواضع؛ تدرك أنه (شغل محترفين) فعلا!!
وبيني وبينكم؛ لم تكن المرة الأولى التي أقابل فيها مزور شهادات محترف حيث مررت قبل عشرين عاما بتجربة مماثلة في ولاية منسوتا الأمريكية (ذكرتها بالتفصيل في مقال قديم تجده في الانترنت بعنوان: شهادات بالكيلو).. وفي حين رفضت عرض المزور في المرة الأولى، وافقت في المرة الأخيرة بنية استعراض الشهادات المزورة أمامكم أنتم.. في أقرب برنامج تلفزيوني!!
والتجربة برمتها تؤكد سهولة تزوير الشهادات الجامعية الراقية.. حتى في الدول النامية.. وبناء عليه لا يجب أن نستغرب وجود عشرات الشهادات الأكاديمية المزورة في مجتمعنا المحلي.. وبنسبة تفوق من حيث الكم والنوع قدرة الهيئات المتخصصة على فضحه.
خذ على سبيل المثال الخبر الذي نشرته صحيفة الرياض (يوم الثلاثاء 17 أبريل 2012) عن نتائج اختبارات الهيئة السعودية للمهندسين التي فضحت وجود 700 شهادة مزورة صدرت من أوروبا وأمريكا وباكستان والهند.. وإن كان هذا ما تم اكتشافه خلال يوم واحد، يحق لنا التساؤل عما يفوق إمكانياتها أو لم يتم كشفه خلال السنوات الماضية؟!
وكنت قبل أربع سنوات قد أشرت الى أن وزارة العدل الأمريكية نشرت قائمة تتضمن عشرة آلاف شخص يحملون شهادات علمية مزورة من بينهم 70 سعوديا يعملون حاليا في مناصب لا يستهان بها (ولمزيد من التفاصيل أدعوك مرة أخرى للبحث عن مقالي السابق: شهادات بالكيلو)!!
أما حول العالم فتتم هذه الأيام محاكمة المتطرف النرويجي أنديرس بيرينغ بريفيك الذي قتل 77 شخصا بدم بارد.. وما لا يعرفه حتى أقرباء بيرينغ أنه كان أكبر مزور شهادات في أوروبا وحقق ثروة كبيرة من خلال بيعها على مسؤولين بارزين في أمريكا وكندا والاتحاد الأوروبي..
أما في ألمانيا فهناك البروفيسور أوفة كامينتز (الذي يلقب بصياد المزورين) كونه تخصص في فضح الشهادات المزورة التي يحملها السياسيون في بلاده واكتشف حتى الآن 70 شهادة مزورة.. وبسببه استقال وزير الدفاع الألماني كارل غوتنبرغ حين فضح سرقته لمعظم أطروحته من رسائل دكتوراه سابقة.. أما المستشارة الحالية أنغيلا ميركل فلم ترسل نسخا من شهاداتها، في حين رد عليه المستشار السابق هيلموت كول "اشتر رسالتي المطبوعة من المكتبة"..
.. السؤال الذي يهمنا هو:
كم نسبة المسؤولين الذين يحملون في بلادنا شهادات غير نظامية؟
ومتى تظهر لدينا جهود مماثلة لفحص الشهادات القديمة التي عُينوا على أساسها؟
ولماذا لم نسمع بحصول شيء للسبعين سعوديا الذين اتهمتهم وزارة العدل الأمريكية عام 2008 بالحصول على شهادات مزورة؟
.. وفي النهاية؛
هل تتساوى فضيحة التزوير الأكاديمي في مجتمع متقدم (مثل ألمانيا والنرويج) مع مجتمع لا يفرق بين دكتوراه في تقنية النانو، ودكتوراه في سيرة الظاهر بيبرس؟!
...
فهد عامر الأحمدي . جريدة الرياض 29 جمادي الأولى 1433ه الموافق 21 ابريل 2012م - العدد 16007



أستوقفني هذا المقال ..

لكن السؤال الي يدور ببالي ..

وش الفايدة من الشهاده ؟
وهل حاملهآ رآح يكون فاهم ونآجح بمكآن العمل ؟؟

،،

شَمـس 2012- 4- 26 03:33 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 

من أجل الحصول على مركز إجتماعي وَ وظيفه مرموقه .. و ... و..
أما البلد :004: والإنتاج الوظيفي فلآ يهم ! :icon9: .





أبو محمد 2012- 5- 2 01:02 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ŁăĐŷ ŜṭΫℓĒ (المشاركة 6233930)

من أجل الحصول على مركز إجتماعي وَ وظيفه مرموقه .. و ... و..
أما البلد :004: والإنتاج الوظيفي فلآ يهم ! :icon9: .







معقوله ..!!

والمعذرة ع التأخر بالرد ..

..

Mo0oly.B 2012- 5- 2 01:18 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
ماشاءالله معلومات قييييييييمة..

بارك الله فييييكم جمييعاً :106:

ضمير رفع 2012- 5- 5 09:30 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
من المتابعين لمقالاته الا ان زحمة المشاغل تنسيني مطالعة جديده
هذه الصفحة مفيدة جدا لي
الف الف شكر
كل الود

فنوُ * 2012- 5- 5 10:07 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
لماذا لا يحقق البعض أهدافهم؟
فهد عامر الأحمدي

أمر لا يتعلق بالكسل أو التقاعس بل بالركض في الاتجاه الخاطئ من سن مبكرة ثم تفاقم حالة الضياع والتوهان بمرور الأيام والأعوام!!

ففي حين يبدأ الناجحون بتطبيق أحلامهم في سن مبكرة يستمر الفاشلون في المماطلة والتسويف وعدم إكمال أي مشروع.. وفي حين يبدأ الناجحون بتطبيق أحلامهم فور تبلورها (وربما يفشلون مرتين أو ثلاثة) ينتظر الفاشلون "فرصا جاهزة" و"توقيتا أفضل" و"شريكا مناسبا" حتى يطير العمر ويتناسون أحلامهم بالتدريج!

والأسوأ من الانتظار وعدم المبادرة، هو وضع الأهداف بطريقة هلامية مطاطة يعتقد أصحابها أنها "أهداف" في حين أنها أمنيات عامة يرغب بها الجميع (مثل الحصول على المال والسعادة والمنصب والسفر، وجميعها رغبات مطاطة يحلم بها كافة الناس)!!

وهذه النقيصة هي سبب شعورنا بالضياع وتراكم المهام ومرور الأيام بدون انجاز شيء.. وهي مشكلة شائعة لا تعود الى الانشغال وضيق الوقت (كما ندعي كلنا) بل إلى عدم وجود أهداف واضحة وقائمة أولويات في رؤوسنا.. فلو سألت معظم الناس "ماذا تتمنى في دنياك" سيجيبك بكلمات فضفاضة مثل "السعادة" و"الثراء" و"حسن الخاتمة" ولكن هذه كلها أمنيات عامة لا تتضمن خطوات عملية تشرح طريقة تنفيذها على أرض الواقع!!

ولو تحدثت مع العاطلين عن العمل بالذات لاكتشفت أن مشكلتهم الأساسية هي إما وجود أحلام مطاطة (لا يملكون خطة واضحة لكيفية تنفيذها) أو غياب فكرة واضحة لما يريدون فعله في الحياة أصلا!!

وحتى حين تملك أهدافا واضحا في الحياة؛ يجب أن يترافق ذلك مع الشجاعة والجراءة على تنفيذه؛ فمن الملاحظ أن الناجحين في الحياة يصنعون فرصهم بأيديهم (كتأسيس مشاريع صغيرة وأعمال خاصة) في حين يستسلم الفاشلون لمصيرهم ويعتقدون أن غيرهم يتحكم بمسيرة حياتهم، واعتقاد كهذا يبقيهم في حالة انتظار لعروض وظيفية واجتماعية تأتيهم من "الخارج" ولا يفكرون بإمكانية البدء بأي عمل خاص مثلا!

أما الأسوأ من الاستسلام وانتظار الفرصة فهو أن يضع (ضعيف القدرات) أهدافا ضخمة وغير واقعية لا تتناسب مع مواهبه وإمكانياته.. وبدل أن يصعد السلم "درجة درجة" يظل في حالة حلم دائم بالقفز لأعلى السلم وحين يكتشف أنه مايزال تحت أول درجة يصاب باليأس والإحباط الكبير!

ومن الملاحظ أيضا أن الفاشلين في حياتهم يركزون على المشاكل والعقبات التي تقف في طريقهم وبالتالي قد يتراجعون أمام أي واحدة منها، في حين يركز الناجحون أبصارهم على الهدف النهائي ويرفعون رؤوسهم ناحيته بصرف النظر عن عدد المرات التي يقعون فيها (وهذه المسألة مهمة كون التركيز على الهدف الكبير يجعل العقبات أمامها تبدو بسيطة وتافهة وربما غير مرئية)..

من أجل هذا كله يجب أن ندرك أهمية وضع قوائم شخصية تتضمن أهدافا رئيسية وكيفية تنفيذها بطريقة مرتبة ومتوالية.. كما يجب أن نغرس في اطفالنا فكرة وجود هدف رئيسي واضح يجب التركيز عليه وإعطاؤه الأولية العظمى.. وفي حال كان لديك أكثر من طموح وحلم فيجب أن تضع "قائمة أوليات" تتضمن أعظم الأهداف التي تنوي تحقيقها في حياتك ثم تعلقها فوق مكتبك أو تضعها في محفظتك كي تصادفها باستمرار..

أنا شخصيا أكتب أربعة أو خمسة أهداف كبيرة أنوي تحقيقها قبل نهاية "هذا العام" أعلقها فوق مكتبي باستمرار.. صحيح أن العام ينتهي دون تحقيقها كلها، ولكنني أكتشف في نهايته أنني تقدمت بأشواط على كافة الحالمين حولي!!
نشر قبل 177 أيام

فنوُ * 2012- 5- 25 05:11 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;border:4px solid white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



تجارب شبه خرقاء




هل تعرف الفرق بين العبقري (ولا مؤاخذه) والحمار !؟

سأخبرك باختصار: حين تنجح الفكرة أو التجربة يوصف صاحبها بأنه "عبقري" وسابق لزمانه وحين يفشل يسخر منه الناس ويقولون له "ألم نخبرك بأن هذا ما سيحصل" !!

فقبل مائة عام تقريبا عاش عالم ألماني يدعى لوكاس رشتار كان يؤمن بتوارث الصفات. وكي يثبت هذه الفرضية عمد إلى مجموعة من الديكة وقص أعرافها الحمراء وألبسها طرابيش زرقاء على أمل ان تنجب ذرية بهذا اللون .. وبالطبع فشلت التجربة وغدا أضحوكة الجميع ..

ولكن لنفترض فقط لنفترض ان تجربته نجحت وظهر النسل الجديد بأعراف زرقاء ؛ حينها فقط سنعتبره واحدا من أعظم علماء الدنيا وسينال بالتأكيد جائزة نوبل في الأحياء .. وهكذا يتضح أن الفاصل بين العبقرية والجنون بسيط جدا وواه جدا ويعتمد على النتيجة النهائية لأي عمل جريء…

وحين نراجع تاريخ العلوم بالذات نكتشف كما هائلا من المحاولات والتجارب التي انتهت بسخرية الجميع ، فيما كانت ستعتبر من أعظم التجارب قاطبة لو نجحت بالفعل :

فمن جامعة ديترويت حاول البروفيسور جيمس ماكونيل إثبات أن الذاكرة يمكن ان تنتقل عبر الأجيال. وهكذا عمد الى تدريب بعض الديدان على السير في متاهة معينة.. ثم سحقها وأطعمها الى مجموعة أخرى لم تخضع للتدريب السابق .. وحسب قوله ان التجربة نجحت وسارت الديدان (التي لم تخضع للتدريب) في المتاهة بنفس البراعة . غير ان التجربة لم تنجح حين كررها زملاء البروفيسور، وعلق أحدهم ساخرا "يبدو ان الديدان تنجح في قطع المتاهة لأنها تسير دائما حتى نهايتها" ...

ولعلكم سمعتم بأن "للقطط سبعة أرواح" .. وللتأكد من هذا الموضوع عمد العالم الايطالي (جريج ترينتي) الى وضع القطط في غرفة مفتوحة من الطرفين ؛ طرف يؤدي الى النجاة والسلامة وآخر يؤدي الى السقوط على سهم حاد .. ولكن مثل أي مخلوق آخر مات نصف القطط ، ونجا نصفها الآخر !!

وهناك شائعة تقول إن مشروبات (الكوكاكولا) تضعف الحيوانات المنوية . وللتأكد من هذا الأمر عمد الاطباء في جامعة هارفارد الى وضع عينات منوية في عدة أنابيب ثم سكبوا عليها انواعا مختلفه من المشروب . وفي النهاية اعلنوا ان نسبة الحامض (أو الPH في المشروب) تؤثر في العينات .. غير أن الشركات المنتجة أعادت التجربة وقالت "كان من المفروض ان تجرى على البيرة" !!

وعلى ذكر البيرة ؛ هناك حادثة طريفة وقعت (لأول) غواصة أعماق اخترعها الدكتور وليم بيب .. فحين انجز بيب هذه الغواصة منّى نفسه برؤية مخلوقات وكائنات لم يرها احد من قبل . وحين وصل الى عمق ألف متر واصبح الظلام دامسا فتح الأنوار الكاشفة فكان أول شيء وقعت عليه عيناه .. زجاجة بيرة فارغة !!! وفي عقد الخمسينيات فكر الجيش الاسترالي باستخدام الحمام الزاجل لحمل الرسائل بين قطاعاته المختلفة . وبعد صرف اربعمائة الف دولار وعامين من التجارب وتوظيف مجموعة من الخبراء توصل الى نتيجة مفادها : … استعمال الفاكس افضل !!

وأخيرا ؛ لعلي أخبرتكم عن عالم الكيمياء الانجليزي الذي كان واثقا من فوز ليفربول ببطولة الدوري. ومن فرط حماسه وعد بأنه (سيأكل قميصه) إن فاز به فريق آخر .. وبالفعل فاز فريق مانشستر بالكأس وأصبح لزاما عليه تنفيذ وعده وأكل قميصه.. ولفعل ذلك وضع القميص في حامض قوي حتى ذاب تماما.. ثم خلط الناتج مع مادة قلوية لمعادلة الحامض.. ثم خلط الناتج مجددا مع جبنة مالحة.. ثم فرد الجبنة على شريحة خبز وأكلها مع الخيار !!

... وفي مقال آخر سأخبركم ماذا فعلت بميكروويف الوالدة !؟
:106:
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

بنت الأسلام 2012- 5- 28 12:45 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
ابداعتي مشرفتنا الغالية

تسلم ايدك

فنوُ * 2012- 6- 5 10:48 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:4px double white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






خمسة لييييش ؟



الفضل في هذا المقال يعود لقارئ يدعى علي كردي ذكّرني بطريقة مفيدة للتعمق في أي مشكلة تدعى خمسة ليش أو (5 Whys).. وقد طورت أصلًا في اليابان بفضل مهندس يعمل في شركة تويوتا يدعى ساكيشي وأصبحت حاليا حجر الأساس في تحسين نظام الجودة في المصانع اليابانية!

فبعد المقدمة والسلام يقدم مثالا من واقع الحال يقول فيه:

... خذ مثلا ابنتي الصغيرة فاتن التي تسألني سؤالاً ما فأجيب ، ثم تعود وتسأل : لييييش؟ ، فأجيب فتسألني مجددا: طيب لييييش؟ فأجيب: عشان كذا وكذا، فتعود للسؤال: طيب ليييش كذا وكذا حتى أنكشف في النهاية وأعجز عن تقديم إجابة حقيقية لسؤالها!!

وبطبيعة الحال جميعنا مر بهذا الموقف مع أطفاله ؛ فهم يعودون لتكرار نفس السؤال حتى يصلوا ويصلوا بنا معهم إلى جوهر المشكلة..

خذ كمثال الحوار التالي:

سيارتك لا تعمل فتخرج لفتح غطاء المقدمة فيسألك طفلك الصغير:

1. اييييش فيه يابابا؟

= يبدو أن البطارية لا تعمل...

2. وليييش البطارية لا تعمل؟

= يبدو أن الدينمو لا يشحن...

3. وليييش الدينمو لا يشحن؟

= لأن السير مقطوع...

4. وليييش السير مقطوع؟

= لأنني لم أغيره منذ مدة...

5. وليييش لم تغيره منذ مدة؟

= أوووف ؛ لأنني لم أتقيد يوما بجدول الصيانة...

وهكذا تكتشف أن مشكلتك الحقيقية ليست في البطارية ولا انقطاع السير بل في أنك شخص كسول وغير منظم لم تأخذ سيارتك يوما للصيانة!!

... وبعيدا عن سيارتك وطفلك الثرثار خذ الحوار التالي كمثال لما يجب أن تكون عليه الحرفية الصحفية:

1. صحفي يسأل معالي الأمين سؤالا بسيطا ومتوقعا : لماذا غرقت جدة؟

= الأمين: لعدم وجود نظام فعال لتصريف مياه الأمطار؟

2. ولماذا لا يوجد نظام لتصريف مياه الأمطار؟

= الأمين (محاولا تدارك الأمر): لم أقل إنه لا يوجد ؛ قلت إنه غير فعال؟

3. حسنا لماذا هو غير فعال؟

= الأمين (محاولا التنصل): حكومتنا الرشيدة رصدت مليارات الريالات لإنشاء نظام كهذا؟

4. إذاً لماذا لم نره حتى الآن؟

= الأمين (وقد حُصر في الزاوية): لسوء التخطيط وتقاعس المسؤولين السابقين؟

الصحفي: إذاً أين ذهبت المليارات التي تتحدث عنها؟

... ولاحظ هنا أن أول جواب للأمين كان مستهلكا ومطاطا ولا يجيب عن جوهر المشكلة (فجميعنا يعرف أنه لا يوجد نظام لتصريف الأمطار).. في حين أن آخر سؤال، وآخر جواب، يختصران لب المشكلة، ويمسان حدودها المحرمة ويكشفان عن السبب الحقيقي لغرق جدة...!!

وهكذا كلما سألت أكثر، تعمقت أكثر.. وكلما تعمقت أكثر، لمست الجرح واقتربت من جوهر المشكلة..

وبطبيعة الحال لستَ مضطراً لطرح السؤال (خمس مرات) كونك قد تصل لجوهر المشكلة من ثالث أو رابع سؤال في حين قد تحتاج لتكراره (بذات الصيغة والشكل) لست وسبع وثماني مرات..

خذ كمثال لقاءً أجراه الصحفي أحمد منصور مع رئيس أحد الأحزاب المصرية الذي تولى رئاسة الحزب لمدة أربعين عاما متواصلة ؛ فسأله:

1. إلى متى تنوي التمسك بكرسي الحزب؟

= فقال: الأنظمة تجيز ترشيح من يملك الكفاءة..

2. سؤالي هو: إلى متى تنوي التمسك بكرسي الحزب؟

= أنا أعمل من خلال مؤسسة ترغب ببقائي في هذا المنصب..

3. سؤالي كان: إلى متى تنوي التمسك بكرسي الحزب؟

= بدت عليه العصبية وقال: طالما كانت هناك انتخابات نزيهة سنحتكم إليها كلنا...

سؤالي مجددا هو : إلى متى تنوي التمسك بكرسي الحزب؟

= وهنا أسقط في يده وقال بغضب : خلاص يا أخي ستكون هذه آخر مرة أجلس فيها عليه...

... وهكذا كان يعيده دائما إلى أصل الموضوع (بتكرار نفس السؤال) حتى استخرج منه وعداً متلفزاً يصعب التنصل منه مستقبلا !!

... وما يهمني شخصياً هو لفت انتباهك أنت لهذه الطريقة لتفكيك أي مشكلة واكتشاف أصلها العميق..

وفي حال احتجت لمزيد من الأمثلة ما عليك سوى مراقبة أطفالك...
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

فنوُ * 2012- 6- 8 11:53 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 

من يُكتب عند الله كذاباً ؟


كم نسبة من يكذبون في حياتهم برأيك ؟

= وكم كذبة يطلق الانسان كل ساعة ويوم وعام؟

= وهل صحيح أن بعض المهن تقوم بطبيعتها على الكذب (كقطاع المبيعات والخدمات)!؟

= أو أن الحياة الزوجية لا تستقيم بين الزوجين بدون كذب ومواربة وإخفاء لبعض الحقائق!؟

= وبناء على الأجوبة التي تقدمها، هل ندخل جميعنا ضمن الحديث النبوي (...وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا)؟!

... أنا شخصياً أعتقد أن الكذب جزء من شخصية الانسان وطريقة تأقلمه مع المجتمع. وفي حال أُخذ الحديث النبوي على إطلاقه (لن يسلم أحد) وسيدخل عامة الناس تحت مظلته.. لهذا السبب أرى أن المقصود بالحديث نية الكذب المسبقة - وليس الكذب بحد ذاته - حيث تفيد كلمة «يتحرى» معنى يتقصد ويتعمد مع سبق الاصرار والترصد (وليس الكذب بطريقة عفوية أو الخروج من مأزق طارئ/ كأن يسألك أحدهم لماذا لم تحضر زفاف شقيقي فتجيبه كان عندي ضيوف)..

والدليل على هذا أن الكذب بحد ذاته جائز في حال قصد به الخير أو اتقاء الشر أو تحقيق المعروف.. ويكاد الفقهاء يجمعون على جواز الكذب في مثل هذه المواقف اعتمادا على حديث متفق عليه عن كلثوم بنت عقبة التي قالت: سمعت رسول الله يقول (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا) وجاءت زيادة في رواية لمسلم قالت فيها (ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها)..

وفي المقابل؛ يؤدي تحري الكذب إلى تبلور شخصية خبيثة تمتهن الكذب والنصب والخداع يمكن تميزها بسهولة عن بقية الناس.. فنحن نتساهل مع أكاذيب الناس العادية ولكننا نتخذ قدرا كبيرا من الحيطة والحذر أمام شخصية تمتهن الكذب وتتحراه لتحقيق أهداف شخصية دنيئة.

وبناء عليه قد يكون من المفيد تقسيم الكذب الى ألوان ومستويات تتدرج من (الأسود) حيث النية المسبقة الخديعة والغدر (والأحمر) لتحقيق منفعة شخصية (والرمادي) للخروج من مآزق الحياة المختلفة (والأخضر) بهدف الصلح والتوفيق وتأليف القلوب... وأخيرا (الأبيض) حيث تخرج الأكاذيب عفوية مع الأهل والأطفال بدون أي نية أو هدف...

ومع هذا يجب تحذيرك بأن جميع هذه الألوان تصبح محرجة عند كشفها - الأمر الذي قد يستدعي تدعيمها بأكاذيب ذات مستوى أعلى وأكثر خبثاً.. لهذا السبب لا أملك شخصيا موقفا مضادا أو معارضا (لكذبة ابريل) كونها الفرصة الوحيدة التي نكذب فيها (بشكل صادق) ويتقبلها الناس بابتسامة عريضة وقلوب مفتوحة.. ورغم أن أحداً لا يعرف سر اختيار هذا اليوم بالذات إلا أن أشهر الروايات تعود به الى عام 1851 حين تم اعتماد التقويم الجريجورى (الميلادي والشمسي الحالي) وأصبح الاحتفال بالسنة الجديدة هو الأول من شهر يناير.. غير أن هذا التعديل لم يقنع بعض الناس فاستمروا بالاحتفال برأس السنة حسب التقويم القديم في مطلع إبريل - وكان بعض الجيران في اسكتلندا يرسلون هدايا ساخرة لجيرانهم الذين يصرون على الاحتفال بالعام الجديد في إبريل.. ومن أبسط الحيل التي يقوم بها الناس هذه الأيام استيقاف أي صديق أو مار في الطريق ثم الإشارة إلى حذائه بأنه غير مربوط ، أو أن حبر القلم يسيل من جيبه فينظر مذعوراً قبل أن يدرك أنه تعرض لكذبة إبريل!!

... على أي حال:

التقويم الميلادي الحالي تم تعديله عام 1581 وليس1851 كما ذكر أعلاه !!

:rose:

فنوُ * 2012- 6- 11 01:48 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 

خمسون كذبة في علم النفس



من نقاط ضعف العقل البشري تعلقه واستسلامه للادعاءات الكاذبة والفرضيات غير المنطقية، لمجرد غرابتها وجاذبيتها وإثارتها لدهشة المستمعين.. خذ على سبيل المثال تعلقنا بقصص الجان، وسحر الشغالات، وادعاءات الإعجاز، ومبالغات التراث، والمؤامرات السرية التي تحيكها ضدنا شعوب العالم .. وفي المقابل ؛ نادرا ما تجد من يفند هذه الادعاءات بعمق وتجرد ويعيدها لحكم المنطق والتفكير المحايد، خصوصا أن الحجج التي سيوردها لن تكون بنفس الجاذبية والتشويق!!

... وهذه المفارقة خطرت ببالي بعد انتهائي من قراءة كتاب جميل بعنوان خمسون أسطورة في علم النفس (وعنوانه الأصلي 50 Great Myths of Popular Psychology).. وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف سكوت ليلينفيلد تعريفنا بأبرز المبالغات والأكاذيب التي يتداولها الناس والصحافة ووسائل الإعلام بل وحتى الأطباء في علم النفس والأعصاب..

فعلى سبيل المثال نسمع كثيرا أن الإنسان لا يستعمل سوى 10% من قدراته العقلية (وهو ادعاء أبديت شكي فيه قبل خمس سنوات تقريبا) رغم أنه لم يثبت علميا أو تمت ملاحظته طبيا.. بل على العكس تماما يبدو أن أدمغتنا تعمل بكامل طاقتها كونها تستهلك لوحدها 20% من كمية الأوكسيجين الذي نتنشقه (رغم أن وزنها لايشكل أكثر من 3% من أجسامنا).. أضف لهذا، ثبت أن من يفقدون أجزاء كبيرة من أدمغتهم في الحوادث تتأثر ملكاتهم العقلية فعلا، وقد يدخلون في غيبوبة لا يخرجون منها أبدا.. ويقول المؤلف أن هذه الكذبة ظهرت نتيجة فهم خاطئ لرأي شخصي أورده عالم النفس الشهير ويليم جيمس حين قال إن معظم البشر لا يستعملون سوى 10% من قدراتهم الذهنية، ثم تغيرت بمرور الزمن إلى (10% من قدرات الدماغ البشري)... والفرق كبير بين الاثنين!!

... أيضا هناك اعتقاد بأن ذاكرة الإنسان تسجل الذكريات بدقة كما نسجلها نحن على شريط الفيديو أو ذاكرة الكاميرا.. ولكن الحقيقة هي أنها تسجل الذكريات والمعلومات بطريقتين مختلفتين تماما (الأولى كيميائية والثانية عصبية) ولا تستعيد الذكريات كما حصلت بل تخلط معها اعتقاداتنا ومواقفنا المسبقة منها (وهذه معلومة مهمة عليك أن... تتذكرها)!!

... أيضا كثيرا ما نرى في الأفلام أو نقرأ في الروايات مبالغات مضحكة عن التنويم المغناطيسي.. فكثيرا ما يتم تصويره كعملية سيطرة يفقد فيها المتلقي إرادته بحيث يمكن التحكم به وإجباره على فعل ما لا يريد. ولكن الحقيقة هي أن ما ندعوه تنويما مغناطيسيا هو حالة استرخاء طوعية تتيح للمسترخي الغوص في ذاته وذكرياته بشكل أفضل (وربما تلقي إيحاءات الطبيب بشكل أقوى) ولكنها لا تصل أبدا لدرجة السيطرة عليه ودفعه للقيام بأفعال لا يريدها !!

... وهذه في الحقيقة مجرد أمثلة لمبالغات كثيرة نسمعها ونتداولها في هذا الجانب.. ولضيق المساحة سأستعرض معكم بسرعة أبرز المبالغات والادعاءات الأخرى التي وردت في الكتاب:

فليس صحيحا مثلا أن هناك أشخاصاً يفكرون بطريقة "دماغ أيمن" و "دماغ أيسر" !!

ولا أن عزف الموسيقى الراقية يرفع من ذكاء الأطفال الرضع!

ولا أن الشيخوخة تترافق مع الاكتئاب والشعور بالوحدة!

كما لم يثبت أن للأحلام رموزا ضمنية يمكن تفسيرها...

أو أن جهاز كشف الكذب صادق بنسبة كبيرة أو مقنعة!

ومن غير الصحيح أيضا أن التنفيس عن الغضب مفيد للصحة والعقل..

أو أننا ننجذب بالضرورة لمن يعاكسنا في الصفات الشخصية والذهنية!

ولا أن خط اليد يكشف شخصية صاحبه!!

أو أن من يعانون من الاكتئاب وحدهم من يعمد للانتحار!

وأخيرا (وليس آخرا) ليس صحيحا أن معظم المرضى العقليين خطيرون أو عنيفون!

... الأجمل من الكتاب إدراكنا لحقيقة أننا كثيرا ما نستسلم لبعض الادعاءات لمجرد أنها غريبة وجذابة وتثير دهشة المستمعين.. وفي المقابل كثيرا ما نستثني الحجج المنطقية لمجرد حياديتها وبعدها عن المبالغات، وأحيانا بسبب خوفنا من مواجهة التيار السائد ...

وهذه بالذات ليست مبالغة أو ادعاء!!

:rose::004:

فنوُ * 2012- 6- 19 08:46 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 


كيف نفهم؟ .. ومن نصدق؟



لم أدرس في كليات الإعلام ولكنني أعرف أن ما يدرس فيها هذه الأيام يتأخر عن مايجري في الواقع .. خذ كمثال نظريات الإعلام القديمة التي مازالت تسيطر عليها وتعتمد على مفهوم التلقين والتلقي (بمعنى طرف يخبر وآخر يسمع) في حين أتاحت وسائل الإعلام الجديدة (وفي مقدمتها الانترنت) لجميع الأطراف التفاعل والتأكد والمساومة على الخبر ذاته (بحيث أصبحتُ أكتب مقالا واحدا، فأتلقى عليه مئات الإضافات والمزايدات والتعديلات والانتقادات... بل والشتيمة في أحيان كثيرة)!

.. أيضا ؛

هناك ادعاء أن المواد المنشورة في الصحف تحظى بموثوقية أكبر من المنشورة في الانترنت.. ولكن الحقيقة هي أن الحرية التي تتمتع بها الانترنت، وعدم تبعيتها لأي جهة رسمية أو رقابية عززت بالتدريج من ثقة الناس بها (خصوصا في ظل أرشيفها الضخم وخياراتها الواسعة مقابل صحف محدودة ومتماثلة تخضع للرقابة الرسمية)!!

على أي حال، مايشغلني شخصيا هو كيفية تصديقنا نحن للخبر والمعلومة بأي وسيلة كانت؟

= كيف تتقبل عقولنا الأخبار والمعلومات، وهل توجد عوامل خفية تقودها لهذا الاتجاه أو ذاك؟

= وهل يفترض بنا التصديق تلقائيا بما يبث وينشر ، أم يستحسن تحييد المعلومة وعدم التأثر بها؟

= وهل النقد يعني التشكيك؟ والفهم يقتضي التصديق؟ والإعجاب يتبعه الإيمان والتبني؟

... المؤكد أن عقولنا تتعامل مع الأخبار والمعلومات على مستويين هما (الفهم) ونسبة (التصديق) .. ولكن يبقى السؤال هو: من يسبق الآخر ونسبية الترابط بينهما؟

فهناك من يدعي أن مجرد انكشافنا للخبر والمعلومة يقودنا تلقائيا لتصديقهما بطريقة لاواعية (وهو مايفسر قوة الاعلام في توجيه الجمهور)..

في حين يرى فريق آخر أن "التصديق" قرار شخصي، ومرحلة واعية يأتيان بعد "فهم" المعلومة..

خذ كمثال الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت الذي ينتمي للفريق الأول ويعتقد أن التصديق عملية إرادية وتالية للفهم؛ فالجمهور يطلع أولا على المعلومة ويبقى محايدا تجاهها (حتى) يقرر لاحقا هل يصدقها أم لا..

وفي المقابل هناك الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا الذي يعتقد أن العقل البشري بطبيعته مكشوف وميال للتصديق دون حذر أو تردد .. صحيح أننا قد نغير رأينا لاحقا حين نكتشف كذب معلومة معينة، ولكن حتى يحدث ذلك نصدق كل شيء وبشكل دائم (بل وأعتقد أن مانتلقاه يمتزج لاحقا مع شخصياتنا بحيث نتبناه ونروج له بين الناس)!!

وفي عام 1993 حاول عالم النفس دانيال جلبرت التأكد من دقة الرأيين فاستعان ب71 طالبا من جامعة هارفارد .. وبعد تزويدهم بمعلومات مشتركة وتقييم موقفهم منها لاحقا اتضح أننا :

= حين نملك الوقت (والرغبة في النقد والتدقيق) نصبح حذرين تجاه الخبر والمعلومة ونتعامل معهما بحيادية حتى تثبت صحتهما ، كما افترض الفيلسوف الفرنسي...

= أما في الأحوال العادية (كأن نقرأ أخبارا لا تهمنا أو نشاهد برامج الترفيه والتسلية) فإننا نصدق فعلا بكل مايمر بنا ، كما افترض الفيلسوف الهولندي...

ولأن الحالة الثانية هي العامة والشائعة ، والأولى هي الاستثنائية والنادرة ، يصبح رأي "الهولندي" بالنسبة لي هو الشائع والراجح أكثر.. ولكن من جهة أخرى، لا يجب أن نتجاهل رأي "الفرنسي" كونه ينبهنا الى ضرورة امتلاك عقل واع وناقد بخصوص (بعض) ما نقرأ ونسمع..

بل وأرى فوق هذا ضرورة التأكد بأنفسنا من المعلومات والأخبار التي تهمنا شخصيا .. فأنت مثلا كيف تضمن فعلا وجود فيلسوف هولندي يدعى (باروخ سبينوزا) أو قيام شخص يدعى (دانيال جلبرت) بإجراء تجربة داخل أروقة هارفارد عام 1993 ... بصراحة .. مالم تكن واثقا من أمانة المحرر ومصداقية الناشر فليس أمامك غير التأكد بنفسك من دقة المادة التي يهمك أمرها !!

... والجميل هذه الأيام (بالإضافة الى نهاية عصر التلقين) أن وسائل الإعلام الجديدة (وفي مقدمتها الانترنت) وفرت للجميع ميزة التفاعل مع الخبر, والتواصل مع المصدر، والتأكد من مصداقية مايهمنا أمره ..

فنوُ * 2012- 6- 30 01:44 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
http://dc172.4shared.com/img/1404256...ne.JPG?sizeM=3

قبور تدر ذهباً




عبادة الأسلاف وزيارة المقابر من أقدم الشعائر الدينية في التاريخ .. ولو تأملنا جيدا سنكتشف أن أهرامات مصر ومعابد اليونان وأنفاق الفاتيكان ليست إلا مقابر مهيبة استقطبت المؤمنين والمصدقين على مر العصور. ورغم طمس المقابر والأضرحة في صدر الإسلام إلا أنها عادت للظهور بسرعة وتحولت قبور الأولياء والصالحين إلى مزارات دينية وسياحية في معظم الدول الإسلامية .. وحتى يومنا هذا يعتقد كثير من زوار "المدينة المنورة" أن الحج والعمرة لا يكتملان من دون زيارة مقابر آل البيت وشهداء أحد وقبر المصطفى صلى الله عليه وسلم!!

والعجيب أن زيارة المقابر والأضرحة أصبحت تدرج ضمن البرامج السياحية في الدول الإسلامية/ وغير الاسلامية، على حد سواء .. وكنت شخصياً قد اشتركت في رحلات سياحية تضمنت زيارة مقابر وأضرحة مشهورة في عدة دول.. ففي المغرب مثلا زرت قبور السعديين بحي القصبة في مراكش، وكذلك قبر المصمم الفرنسي ايف سان لوران في حديقة ماجوريل التي اشتراها قبل وفاته.. وفي النمسا زرت مقابر أباطرة هابسبيرج وجماجم القديسين في هولشتات.. أما في المجر فشهدت أغرب زيارة من نوعها حيث يتدفق المواطنون والسياح على الكنيسة الرئيسية في بودابست للتبرك ب(يد مقطوعة) لقديس مشهور لم أعد أتذكر اسمه!!

وفي الحقيقة ؛ تسويق "أين ماتوا وولدوا" أصبح اليوم جزءاً من صناعة سياحية ضخمة تتبناها بعض الدول ؛ ففي انجلترا مثلا يمكن زيارة البيت الذي مات فيه شكسبير، وفي باريس النفق الذي قتلت فيه ديانا، وفي مصر مقبرة توت عنغ آمون، وفي النمسا ملجأ للفقراء مات فيه موزارت، وفي سنغافورة منزل ثري أمريكي يدعى جيم ستيوارت (يلقب بملك الحرير) اختطف منه عام1967 !

أما في فرنسا فيوجد دليل سياحي متكامل ومتخصص يدعى "دليل المقابر الفرنسية العظيمة".. ومجرد ظهوره في طبعات متلاحقة يؤكد ازدهار هذا النوع من السياحة التي تركز على زيارة الأموات والتقاط الصور أمام قبور المشاهير منهم.. وهو يتضمن عناوين وصور لأكثر من 7000 مقبرة مقسمة بحسب تخصصات المتوفين فلاسفة وعلماء وفنانين وسياسيين وقادة عسكريين- وتعد مقبرة القائد المعروف نابليون بونابرت أكثرها شهرة (ودخلا) في فرنسا كلها. فهذه المقبرة الفخمة (في كاتدرائية انفالدز في باريس) يزورها عشرة ملايين سائح كل عام يدفع كل منهم خمسين يورو . وتأتي في المرتبة الثانية مقابر البانثيين خارج باريس حيث دفن معظم الأدباء والعظماء الفرنسيين !!

.. أما الطريف والعجيب في هذا الدليل الذي بالمناسبة لا تتميز به فرنسا وحدها فهو تضمنه قسما خاصا بحيوانات شهيرة قدمت خدمات جليلة لفرنسا؛ فهناك مثلا المقبرة الخاصة بقطة الرئيس السابق فرانسوا ميتران (التي كان يفضلها على عائلته) ومقبرة أخرى لحمار أصيل أنقذ كتيبة فرنسية إبان الحرب العالمية الأولى (حين انطلق فجأة ودخل حقل ألغام لم يعلم الجنود بوجوده) ومقبرة في سانت بيرنارد لكلب صيد أنقذ حياة مجموعة من الفتيان ضاعوا في الجبال قبل خمسين عاماً...

.. وفي القرن العشرين بالذات عمدت كثير من الدول إلى بناء مقابر وأضرحة وتماثيل مهيبة تحولت اليوم إلى رموز وطنية يصعب اقتلاعها؛ فجثمان ستالين المحنط في الكريملين مثلا مايزال محجا للشيوعيين، وقبر ماوتسي تونج في الصين لايفوقه في عدد الزوار غير سورها العظيم، وفي كوريا الشمالية بنت السلطات معلماً مهيباً حول قبر الزعيم السابق كيم جونج لاينافسه في الأبهة والجمال غير ضريح الحب والوفاء "تاج محل" في الهند !!!

بيان باراس 2012- 9- 10 11:51 AM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
الحدود التي اخترعناها
فهد عامر الأحمدي

القائد الفرنسي شارل ديغول كان يقول: إن أردت أن تفهم السياسة فتأمل خريطة العالم، ونقل عن تشرشل قوله: يستحيل أن أذهب الى مؤتمر بدون مراجعة حدود الدول المشاركة.. أما عالم الأرصاد الألماني ألفريد فيجينر فلم يكن مهتما بالسياسة ولكنه اكتشف (من فرط تأمله في الخرائط الجغرافية) النظرية الجيولوجية الشهيرة "زحف القارات"..
ففي حين عملت حركات الأرض الداخلية على فصل ورسم القارات خلال مئتي مليون عام؛ عمل البشر على رسم حدود الدول الحديثة في آخر مئتي عام فقط..
وكما هو معروف تُرسم الحدود بين الدول إما على أساس معلم طبيعي (كنهر أو جبال مثل فرنسا وأسبانيا) أو على أساس عرقي (كحدود الهند مع الصين أو ليبيا مع النيجر) أو على أساس قومي (كحدود سوريا مع تركيا أو العراق مع إيران) أو على أساس ديني ومذهبي (مثل بريطانيا مع ايرلندا الشمالية وإسرائيل مع الدول العربية) بل وحتى على أساس تاريخي وخلفية استعمارية (كمعظم الحدود العربية/ العربية)!!
وكما توجد خرائط سياسية (تظهر الحدود الرسمية للدول) توجد خرائط أيضا جيولوجية ومناخية وسياحية وثقافية وتاريخية - بل وأطالس تظهر أين يعيش معظم البشر، وأين يتركز الثراء والفقر، ومواقع الحروب والصراعات في العالم، وأكثر الشعوب خصوبة وعزوفا عن الإنجاب..
لهذا السبب أعشق شخصيا التأمل في الأطالس الضخمة وأعتبرها بمثابة موسوعة ثقافية شاملة يمكنني استيعابها ب (مجرد النظر).. وكتابي المفضل بهذا الخصوص هو الإصدار الثامن من "أطلس العالم" من ناشيونال جيوجرافيك؛ فهذا الأطلس لا يضم فقط خرائط جيولوجية واقتصادية وسياحية وتاريخية بل ويتميز بدقة مدهشة - لدرجة إظهار قرى وهجر داخل السعودية لم أجدها على خرائطنا الرسمية!!
ومن آخر الإصدارات الجميلة التي أطلعت عليها أطلس (الدمار البيئي) الذي أصدرته الأمم المتحدة قبل سنوات.. وهو - كما يشير العنوان - يركز على حجم التغييرات البيئية التي شهدتها الأرض خلال العقود الماضية بسبب الانفجار السكاني وتدمير البيئة. وهو يضم صورا لأكثر من ثمانين موقعا حول العالم (التقطت بواسطة الأقمار الصناعية) تظهر كيف كانت في الماضي وكيف أصبحت هذه الأيام؛ فهناك مثلا صورا تظهر انحسار غابات الأمازون وتقلص ثلوج القطبين منذ عام 1975.. وصور للبحر الميت تُظهر تقلصه وكيف يكاد طرفه الجنوبي ينفصل عنه نهائيا بسبب مستوى التبخر العالي واستغلال إسرائيل البشع لنهر الأردن (مما جعل منسوبه ينخفض بمعدل متر في العام) .. أيضا هناك بحر الآرال في كازاخستان (الذي يدعى أحيانا أكبر بحيرة مغلقة في العالم) والذي انحسر لدرجة بدت السفن القديمة وكأنها نسيت فوق كثبان الربع الخالي.. أما شط العرب الذي اعتبر ذات يوم أكبر مزرعة نخيل في العالم فيظهر الآن شبه خاوٍ بعد ثلاثة حروب دمرت أكثر من 14 مليون نخلة كانت تبدو واضحة في الصور التي التقطت قبل ثلاثين عاما!!
.. وإن كنت تجلس بقرب الكمبيوتر يمكنك رؤية كل ما سبق من خلال صور الأقمار الاصطناعية (عبر موقع: جوجل إيرث)!!

أقرب إلى الخيال 2012- 11- 27 01:38 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
شكراً للطرح


بيان باراس 2013- 1- 15 06:46 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
ماذا يأكل الأذكياء؟

فهد عامر الأحمدي

في الاختبارات الأخيرة فعلت مع أطفالي نفس الحركة التي فعلتها والدتي معي في اختبارات "السادس الابتدائي".
فقبل موعد الاختبارات ببضعة أيام قالت لي والدتي: سأحضر لك غدا "كيس" فستق تناول منه كل صباح سبع حبات قبل الذهاب للمدرسة.. وبدهشة طفل في الحادية عشرة سألتها: وما دخل الفستق بالامتحانات؟ قالت: لأنه يقوى الذاكرة ويجعلك لا تنس شيئا مما ذاكرت.. وخلال أيام شعرت أن ذاكرتي قويت فعلا فبدأت - دون علم والدتي - بزيادة نسبة الفستق في الدم.
وبعد انتهاء الامتحانات زارنا خالي وسألني عن نتيجة الامتحانات فقلت: "ممتازة والبركة بالفستق".. فابتسمت والدتي وقالت: ليس للفستق دخل في الموضوع!!
ما فعلته ببساطة أنها أوحت لي بشيء إيجابي صدقته وتفاعلت معه وأتى بنتائج حميدة.. والمفارقة هنا أن والدتي لا تؤمن بتأثير أي من المكسرات على ذهن الإنسان في حين بدأت أنا بالاقتناع بفائدتها في هذا المجال.. فقد ثبت فعلا أن بعض الأطعمة تزيد من حدة الذكاء وقوة الذاكرة. وهذا التأثير يبدأ منذ فترة الحمل حيث ثبت ان سوء التغذية لدى الحامل يؤثر على بناء المخ وبالتالي على ذكائه لاحقا (خصوصا نقص عناصر أساسية مثل الحديد والكالسيوم وحمض الفوليك). أما بعد الولادة فإن حرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية يحرمه من أحماض أمينية وناقلات عصبية يتسبب نقصها بصعوبة الحفظ وقلة التركيز.
أما بالنسبة للبالغين فقد ثبتت أهمية الكالسيوم في رفع نسبة الذكاء بمقدار يتراوح بين 3 الى 9 درجات إذا أخذ لفترة منتظمة (وهو ما ينطبق أيضا على الأطفال).. كما أن هناك مادة تدعى تشولين ثبتت أهميتها في زيادة التألق الذهني ورفع مستوى التركيز.. فهذه المادة تتواجد في فيتامينات b وتشكل وسطا مهما لنقل المعلومات بين خلايا الدماغ - من جهة - وبين الأعصاب وأعضاء الجسد من جهة أخرى (وهي تتوفر بكثرة في كبد البقر واللحم الأحمر والبيض والحليب)!!
وكان مؤتمر برايتون لعلماء النفس البريطانيين قد أكد لأول مرة (عام 1998) وجود رابط قوي بين تناول الفيتامينات ورفع مستوى الذكاء. كما أكد على وجود علاقة بين ارتفاع تركيز الطلاب والموظفين الذين يتناولون إفطارا دائما ومتوازنا قبل خروجهم من المنزل!
.. أيضا ثبت أن تناول الأسماك - وزيت السمك خصوصا - يرفع من نسبة الذكاء والتألق الذهني.. فالأحماض الدهنية الأساسية أوميجا 3 وأوميجا 6 من العناصر الأساسية لعمل الأعصاب وخلايا المخ.. وليس من قبيل الصدفة أن يحتل اليابانيون المركز الأول عالميا في استهلاك الأسماك وأيضا في ارتفاع نسبة الأذكياء!!
وأخيراً أيها السادة؛ ثبت أن المكسرات (الجوز واللوز والفستق على وجه الخصوص) تتضمن نسبة كبيرة من الزيوت والأحماض التي تعد عنصرا أساسيا في تحسين الملكات الذهنية - ناهيك عن رصيدها الغني من الفيتامينات الفعالة وأوميجا 6 (والأخير يحتاجه الدماغ لتحسين سرعة الروابط والناقلات العصبية).. ورغم أن والدتي لم تكن تعلم بهذا - حين نصحتني أول مرة - قررت أنا إعادة التجربة على أطفالي في ظل قناعتي الفعلية بدور "المكسرات" في تحسين القدرات العقلية!!
.. وبيني وبينكم؛ حتى إن ثبت عدم صحة هذه المعلومة غدا؛ فالمهم ليس فقط ماذا يأكل الأذكياء، بل كيف تجعلهم يعتقدون أنهم كذلك!!

:16:


بيان باراس 2013- 1- 15 06:49 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
(المبالغة) هي أكبر معمر في التاريخ

فهد عامر الأحمدي


قرأت قبل أيام عن وفاة مامي ريردن أكبر معمرة في أمريكا عن عمر 114 عاما.

وكانت ريردن قد تمتعت بحمل هذا اللقب لمدة 16 يوما فقط بعد وفاة مواطنتها دينا مانفريديني أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز ال 115 عاما.
وكانت مؤسسة جينيس للأرقام القياسية قد منحت هذه الأخيرة بدورها لقب أكبر معمرة في العالم بعد وفاة عجوز ثالثة تدعى لبيسي كوبر توفيت قبلها ب 14 يوما فقط عن عمر ناهز 116 عاما.
وبوفاة هذه الأسماء الثلاثة يصبح الياباني جيرومون كيمورا المواطن الأكبر سنا عن عمر ناهز ال 115 عاما!!
والآن لاحظ معي كيف أن العجائز الثلاث توفين عند أعمار متقاربة (114 و115 و116 عاما) في حين تشطح لدينا روايات المعمرين الى 140 و150 و160 عاما دون دليل أو إثبات رسمي (أما الروايات الإسرائيلية فتتجاوز حدود المعقول حين تتحدث عن أعمار تفوق ال 400 و500 و600 عام)!!
وأنا شخصيا كلما سمعت عن وفاة "أكبر معمر في العالم" أتذكر كتابا جميلا بهذا الشأن للباحث الاستاذ فائز بن موسى البدراني.. ففي كتابه "روايات المسنين وأخبار المعمرين" ينتقد مبالغاتنا في هذا الجانب ويقول صراحة على غلافه الأخير: "ومن خلال المقارنة بين الأعمار والمعمرين في تراثنا، وبين الأعمار والمعمرين في الدول المتقدمة.. نكتشف خللا في مصداقية إعلامنا ومبالغة المخبرين والمسنين الذين لا يتورعون عن الزعم بأن أعمارهم قد تصل الى 180 عاما في حين لم يبلغ أحد ال 120 عاما في الدول المتقدمة خلال الألفي عام الأخيرة!!"
ومن الأمثلة التي يذكرها (عن مبالغاتنا المحلية):
* في عام 2001 تحدثت الصحف عن معمر من صبيا تجاوز 140 عاما.
* وفي عام 2002 تحدثت عن مواطن من المدينة تجاوز 152 عاما.
* وفي عام 2004 عن مواطن من نجران تجاوز 180 عاما.
* وفي عام 2008 عن مواطن من الأفلاج تجاوز 143 عاما.
* وفي عام 2009 عن مواطن من النماص تجاوز 145 عاما.
وغني عن القول ان جميع هؤلاء لا يملكون إثباتات أو وثائق رسمية تؤكد صحة الأعمار التي يدعونها. وقد التقى المؤلف ببعضهم واكتشف من خلال سؤالهم ومقارنة التواريخ والأحداث التي يتذكرونها أن أي منهم لم يبلغ العمر الذي يدعيه أو يعتقد أنه بلغه!!
وفي المقابل، حين بحثت شخصيا (في قوائم جينيس) عن الأعمار الموثقة للمعمرين خرجت بالترتيب التالي:
* الفرنسية جيني كالمنت التي ولدت في فبراير 1875 وتوفيت في أغسطس1997.
* والأمريكية سارة كنايوس التي توفيت في ديسمبر 1999 عن عمر 119 عاما.
* ثم ماري مولر من كندا، ولوسي هانا من أمريكا، التين توفيتا في سن ال 117.
* يليهما ماريا كابو فيلا من الاكوادور، وتاني آيكا من اليابان، واليزابيث بولدن من أمريكا وجميعهن توفين عن 116 عاما!!
* أما في سن ال 115 فتوفيت البريطانية شارلوت هوجز، والدنماركية كريستين مورتنزن، والأمريكية ماجي بارني.. (الى آخر قائمة من تجاوز سن المئة عام في كافة الدول)!!

والمفارقة هنا أن المسنين في الدول المتقدمة علينا صحيا (وتفوقنا في متوسط العمر) يعجزون عن مقارعتنا والوصول مثلنا الى سن ال 150 وال 160 وال 180 عاما.. وفي حين يعيد الاستاذ فائز مبالغاتنا هذه الى "سلطة الرواية وغياب الإثبات" أضيف أنا: "وأيضا الى سلطة الذكر وغرور الرجل".

فالمقارنة بين الحقيقة والادعاء تكتشف أن معظم ادعاءاتنا تأتي من "الرجال" وتتحدث عن "ذكور معمرين".. في حين يثبت الواقع - وتؤكد قائمة جينيس السابقة - أن أعظم المعمرين في التاريخ كانوا من النساء والجدات اللواتي عشن طويلا بعد أزواجهن!!

:16:

بيان باراس 2013- 1- 15 06:50 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
أي وجه نفضل؟

فهد عامر الأحمدي

من الملاحظ أن ملامح الجنسين - الذكر والأنثى - تتشابه قبل سن البلوغ. وبعد ذلك يبدأ وجه الصبي بالنمو - باتجاه المواصفات الرجالية - فتبرز عظمة الذقن والوجنتين وتعلو الجبهه وتصغر دائرتي العينين. وفي المقابل تحتفظ الأنثى بملامح الطفولة فتعطي ايحاء بالرقة والنعومة.. وبراءة الجانب!!

ونمو وجه الصبي نحو "المواصفات الرجولية" يسببه افراز الهرمون الذكري التستيرون عند البلوغ.. وهناك أبحاث كثيرة تؤكد انجذاب المرأة بالفطرة لأصاحب الوجوه الذكورية الحادة.. ولكن اتضح أيضا أن الناس عموما يشعرون بأن اصحاب الوجوه الطفولية اكثر نزاهة وطيبة من اصحاب الوجوه الذكورية الصارمة.. وبالتالي يمكن القول ان المرأة تفضل الزواج من النوع الاول، والتعامل تجاريا مع النوع الثاني!!

واليوم يوجد شبه اتفاق على معايير الجمال التي يجب توفرها في وجه المرأة والرجل.. فبالنسبة للرجل يجب ان يتمتع بوجه ذكوري حاد، وفك بارز، وجبهة عالية، ومسافة واسعة بين العينين، وانف متوسط غير غليظ، والتقاء بسيط بين الحاجبين.

أما المرأة فيجب ان تتمتع بوجه ضيق ناعم، وأنف حاد صغير، وخط حاجب مرتفع، وشفة سفلى مليانة، وذقن متأخرة، ووجنة بارزة، وشعر طويل.

وفي استطلاع اجري عام 1999 اختار 3000 طالب أمريكي العناصر السابقة كأهم ما يميز المرأة الجميلة. وحين خزنت النتائج في الكمبيوتر اتضح ان اقرب وجه تنطبق عليه تلك الاختيارات هو وجه النجمة المتوفاه اليزابيث تايلور.. في شبابها!!

وأذكر شخصيا - مع بداية انتشار الانترنت - ظهور موقع اخباري يدعى Ananova اتخذ شعارا له وجها كرتونيا (افتراضيا) لمذيعة تدعى "انانوفا". وهذا الوجه تم تشكيله داخل الكمبيوتر بعد تغذيته بأبرز الملامح الجميلة لمذيعات بريطانيا.

ومن جامعة سانت اندرو (في اسكتلندا) درس ديفيد بيرتس عوامل الجذب بين الجنسين طوال عقد كامل.. وفي النهاية خرج بنتائج كثيرة أهمها: صحة الفكرة القديمة التي تدعي أن الرجال ينجذبون (بلا وعي منهم) لشبيهات أمهاتهم، والنساء لشبيهي آبائهم!!

ومن جهة أخرى، ثبت ان نفسية الانسان تلعب دورا في تثبيت ملامحه وقسمات وجهه.. فكثير التجهم تبدأ ملامحه بالانطباع بمظهر تغلب عليه الكآبة، والحاقد يتميز بملامح لا تبعث على الارتياح، وخالي البال يميل لقالب أكثر بهجة ومرحاً.. حتى مخرجو الافلام يعون هذه العلاقة فتراهم (في أفلام الكابوي مثلا) يُظهرون الاشرار بملامح قاسية وقذرة، ويختارون بطل الفيلم وسيما نظيفا.. أزرق العينين!!

واليوم أصبح مؤكدا وجود عنصر الصحة في الأحكام التي يصدرها الناس على الآخرين على أساس المظهر الخارجي. وقد تأكد ذلك من خلال تجارب أظهرت أن عامة الناس يميزون بين المجرمين وغير المجرمين بمجرد النظر الى صورهم الفوتوغرافية، بل استطاع بعضهم التكهن بنوعية الجرائم التي يرتكبها صاحب الصورة من خلال (مقاييس مسبقة) تربط بين سمات المجرمين ونوعية الجرائم التي يمارسونها.

غير أن هذه الموهبة تعني أننا نصدر تلقائيا أحكاما جاهزة ومقولبة بناء على ملامح الوجه والمظهر الخارجي (وهذا بحد ذاته أمر خطير).. فمعظمنا لا يملك الوقت - ولا حتى الرغبة - في دراسة الآخرين بعمق ودقة وتمعن. وهكذا حين نحتك بالغرباء لا نرى منهم غير المظهر الخارجي فنلصق بهم تصنيفا معلبا تم تصوره وتجهيزه مسبقا (وهذا بحد ذاته أمر خطير جدا جدا).

من رحمة الله انه "لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"!!
:16:

بيان باراس 2013- 1- 15 06:55 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
اليابان.. 10 حقائق مدهشة

فهد عامر الأحمدي
قبل سفري لليابان أعلنت (في الفيسبوك) عن رغبتي في التعرف على أصدقاء جدد هناك.. وبعد خمس دقائق فقط بدأت صفحتي الشخصية وبريدي الإلكتروني بتلقي رسائل ترحيب من طلابنا المبتعثين هناك، في حين سعدت باستلام رسالة من صديق كوري قديم زرته لاحقا في سيئول.
وكان أبرز من رحب بي صراحة (وعلى صفحتي في الفيسبوك) سفيرنا في اليابان الدكتور عبدالعزيز تركستاني، في حين كان لي تواصل مسبق مع ملحقنا الثقافي الدكتورعصام بخاري.. وبالإضافة الى سعادتي برفقة طلابنا هناك، والسماع منهم مباشرة؛ تشرفت بإلقاء محاضرة عليهم بعنوان "السمات العشر للمبدعين".
- أما عن أبرز الحقائق الغريبة ومشاهداتي الخاصة:
* فهو أن اليابان في حالة دفن دائم للبحر كونها بلادا ضيقة تستقطع الجبال 70% من مساحتها ويعيش فوقها 127 مليون نسمة.. ولهذا السبب بنت مطار كانساي مثلا فوق البحر (وشاهد صوره في جوجل بإدخال Kansai Airport) في حين بنت ضاحية أودايبا فوق نفايات طوكيو (وشاهد صورها في جوجل Odaiba)!
* واليابان تعد (رسميا) الإمبراطورية الوحيدة في العالم.. فرغم أن تصنيف "إمبراطورية" يتطلب حكم مجموعة ممالك مختلفة؛ إلا أن اليابان ماتزال تحتفظ بهذه الصفة بحكم الاستمرارية وبحكم أن سلالة الإمبراطور الحالي تمتد لأكثر من ألفي عام مضت!!
* وبعكس الصين وكوريا وتايوان، بدأت اليابان نهضتها الصناعية قبل وقت طويل (وتحديدا منذ تتويج الامبراطور ميجي عام 1868).. وفي حين ماتزال النمور الآسيوية تكافح للقضاء على الأمية، قضت عليها اليابان منذ مطلع القرن العشرين بنسبة 100%!!
* ورغم مظاهر العصرنة الواضحة مايزال اليابانيون يحتفظون بالطابع التقليدي لمدينة كيوتو (العاصمة القديمة للبلاد).. ويتضح احترامهم لها من حرصهم على زيارة المعابد القديمة فيها ولبس الكومونو التقليدي في شوارعها (وشاهد الصور التي التقطتها بنفسي على الفيسبوك)!!
* واليابان أمة بحرية، ولم تكن يوما بلادا زراعية بسبب طبيعتها الجبلية.. ولهذا السبب يأكل اليابانيون كل ما يخرج من البحر (حتى الطحالب وأسماك البالون السامة).. الاستثناء الأبرز هو "الأرز" الذي يعد سلعة إستراتيجية يخصصون له أغلب الأراضي الزراعية المتوفرة.
* واليابانيون شعب خلق ليعمل (ويعمل) للوصول لنتيجة أفضل.. ولهذا السبب يرفض معظمهم أخذ إجازات ويعتبرون مقار عملهم بيوتهم.. والنتيجة.. أن الأزواج لا يرون بعضهم كثيرا، والشباب يتأخرون في الزواج، والمواقع الإلكترونية تصبح أفضل طريقة للتعارف بين الجنسين!
* واليابانيون مهووسون بالقصص المصورة وأفلام الأنيميشن الكرتونية.. كنت أراهم يطالعونها في كل مكان؛ صغار وكبار ورجال أعمال يبدو عليهم الهيبة والاحترام.. رأيت مكتبات ضخمة متخصصة فقط في هذا النوع من الكتب والأفلام التي يترجم بعضها للغات أخرى (واسالوا أطفالكم عن الأنيميشن الياباني!؟)
* واليابانيون من وجهة نظري لا يملكون أي ديانة.. فرغم الحديث عن الشنتو كديانة رسمية إلا أنها لا تعد دينا بالمفهوم التقليدي.. فهي لا تتطرق لوجود خالق أو رسل أو رسالة سماوية، وتركز فقط على تقديم مراسم الاحترام لأرواح الأسلاف، في حين لا يهتم الشباب أصلا بهذا المفهوم ولا يفرقون حتى بين البوذية والشنتو!
* ومثل معظم الدول الضيقة يعاني اليابانيون من قلة المقابر لدرجة تصل تكاليف شراء قبر متواضع ل 50 مليون ين.. وفوق هذا؛ هناك التحضير المسبق ودفع تكاليف الدفن قبل وفاة الشخص بوقت طويل (والتهاون في هذا الأمر يعني حرق جثمان الميت ووضع رماده في جرة تسلم لورثته)!!
* وأخيراً أيها السادة؛ رغم أن طوكيو تصنف كأكبر مدينة في العالم ب 34 مليون نسمة إلا أنني أراها بمثابة تجمع لعدة مدن صغيرة مثل شنشكو وجنزا وأكيهابرا وشيبويا.. والأخيرة بالمناسبة تضم أكبر تقاطع بشري يمكن رؤيته في العالم.
ومن حسن الحظ لا تحتاج للذهاب بنفسك.. ادخل فقط في اليوتيوب هاتين الكلمتين: Shibuya crossing
:16:

بيان باراس 2013- 1- 15 06:56 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
اليابان: ماذا بعد ال 100%

فهد عامر الأحمدي


لم يمض على وصولي ستة أيام حتى سألني أحد طلابنا في اليابان؛ مارأيك أستاذ فهد ببلاد الشمس المشرقة؟ قلت: أنا من ينبغي أن يسألك هذا السؤال.. رد بسرعة: ولكنني سبقتك ويهمني معرفة رأيك كضيف؟ تصنعت التفكير العميق، ثم قلت: من أي مدينة أنت في السعودية؟ قال: من النماص.. قلت: حسنا، تخيل حال النماص بعد خمسين أو ستين أو حتى مئة عام وقد اكتملت فيها جميع الخدمات (بنسبة 100%) ماذا يتبقى بعد ذلك لتقديمه!؟.. قال متعجبا: ماذا سيتبقى!؟.. قلت: لن يتبق شيء، وبالتالي سندخل مرحلة "الدلع" والتوسع في الكماليات والتفاصيل الصغيرة!!
.. بكلام آخر، تخيل اكتمال جميع الخدمات من قطارات ومستشفيات ومدارس وخدمات الكترونية ودخل مادي مرتفع - واكتفى الناس بإنجاب طفل أو طفلين بحيث لم نعد بحاجة لبناء المزيد من المدارس ودور الحضانة ولا أي خدمات ترزح تحت ضغط النمو السكاني.. حينها فقط، سنفكر في التحول الى قطارات الرصاصة، ومدارس الواقع الافتراضي، وبناء مطارات فوق البحر، وصنع منتجات لا نحتاجها، في حين سيتجاوز متوسط العمر 82 عاما بفضل النظام الصحي الممتاز، ناهيك عن وصول صناعاتنا المتطورة لكافة أرجاء العالم.
هذه هي اليابان ياعزيزي؛ حالنا نحن بعد أن يكتمل كل شيء، ويستقر كل شيء، لدرجة لا نجد ما نفعله غير التوسع في الكماليات والتفنن في التفاصيل الصغيرة (وهذا في حال سيرنا في الطريق الصحيح أصلا)!!
وهذا الرأي أيها السادة شكلته بعد ملاحظتي تمتع اليابان بخدمات - ليست فقط كثيرة ومتنوعة - بل وتدخل في خانة الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها.. ففي بعض المطاعم مثلا يمكنك طلب ما تريد عبر شاشة كمبيوتر ثم يأتيك الطلب على سير متحرك، وهذه في نظري مبالغة يمكن لأفضل المطاعم الاستغناء عنها.. وفي حين لا تملك المراحيض في أوروبا وأمريكا مياها للتنظيف تتمتع المراحيض اليابانية بأكثر من 6 أنواع من الرشاشات السفلية (ناهيك عن الأزارير الخاصة بدرجة الحرارة وضغط الماء وهواء التجفيف الدافئ).. وفي حين يواجه قطارنا الوحيد حادثا أو حادثين كل عام تنطلق القطارات اليابانية كل عشر دقائق بسرعة الرصاصة (وهذا يعني 144 قطارا في اليوم).. وفي حين تواجه مدارسنا أزمة مقاعد وضعف إمكانيات توقفت اليابان عن بناء المزيد من المدارس وصبت تركيزها على تطوير التعليم وتحسين نوعية الفصول، بحيث وصلت بعض المدارس الى معدل مدرس لكل تلميذ.. (وقس على هذا كثير)!!
وانتقال اليابان من مرحلة اكتمال الخدمات، الى مرحلة "الدلع" والتوسع في التفاصيل، تلاحظه حتى في الأسواق والمنتجات الاستهلاكية.. فاليابان لم تتفوق فقط في الصناعات التقليدية والإلكترونية (التي نعرفها كلنا) بل تجاوزت ذلك الى حيث الابتكارات الصغيرة التي يبدعها عامة الناس.. ففي اليابان وحدها تصبح الاختراعات الصغيرة عادة شعبية، لدرجة تصادف دائما منتجات غريبة تحمل اسم وصورة مخترعها. وبفضل هذه العادة الحميدة تقدم الأسواق دائما منتجات جديدة لم تتصور أنك ستحتاجها يوما، مثل طفاية سجائر يمكن طيها في الجيب، أو لصقات حرارية توضع تحت الملابس، أو جهازا لتقليب صفحات الكتاب، أو محفظة تناديك حين تبتعد عنها لأكثر من متر!!
وأذكر أنني دخلت متجرا لشراء "مخدة" أضعها فوق كرسي الكمبيوتر فخرجت دون شراء شيء لأنني تهت بين أكثر من 120 وسادة، يقدم بعضها خاصية المساج، والبعض الآخر تدفئة سفلية، في حين يفرق الآخر صراحة بين الذكور والإناث.. كما دخلت متجرا لبيع الأحذية فوجدت على الأرض جهازا (ظننته في البداية لقياس الوزن) فصعدت فوقه فشعرت تحت قدمي بملمس "الشاطئ الرملي".. وفي النهاية فهمت أنه جهاز يرسم تفاصيل القدم السفلية كي يصنع للمشتري بطانة داخلية تناسب قدمه يضعها داخل الحذاء.. (ومن منا فكر بهذا الترف)!!
.. هذه أيها السادة اليابان من حيث الجانب الاستهلاكي والخدماتي والغرق في التفاصيل الصغيرة.
ولأننا لن ننتظر مئة عام كي تصبح النماص بمستوى طوكيو، نطمح باكتمال الحد الأدنى من الخدمات الضرورية خلال عشرين عاما فقط..
أعني.. من يحتاج ل 144 قطار رصاصة في اليوم!؟.. تكفينا رصاصة واحده تنطلق بعد الظهر من كل مدينة!!


:16:

بيان باراس 2013- 1- 15 06:58 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
اليابان : داخل مملكة النحل

فهد عامر الأحمدي
رغم أنني لستُ ممن يختصر شعوب وثقافات العالم بكلمات (مسبقة الصب) إلا أنني طلبت من الدكتور عصام بخاري (ملحقنا الثقافي في اليابان) فعل ذلك.. فبهدف سماع السمات الأبرز - والأقرب لذهنه - طلبت منه اختصار الشخصية اليابانية بأربع كلمات فقط فقال: "الانضباطية والعمل بروح الفريق"..
ابتسمت حينها لأن هذا ما لمسته فعلًا في آخر عشرة أيام - ولاحظته في آخر عشرة أعوام رافقت فيها السياح اليابانيين في الخارج-.. فالانضباطية أساس العمل بروح الفريق.. والعمل بروح الفريق يقتضي الولاء والإخلاص.. والولاء والإخلاص لا يجتمعان مع تبجح الانسان بإنجازاته الفردية..
فالثقافة الأمريكية مثلا تمجد الفردية والاستقلالية وبالتالي لايجد المواطن الامريكي حرجاً في رفع رأسه وقول: "أنا اخترعت كذا" أو "ابتكرت كذا" بمعزل عن شركته وبقية زملائه.. أما الياباني فينحني بتواضع وهو يقول: "نحن اخترعنا كذا" أو "طورنا كذا وكذا" رغم أنه صاحب الإنجاز الحقيقي..
حتى المواطن السعودي لا يتحرج - لا هو ولا أهله - من تقديم نفسه بصفته "الدكتور فلان" أو "المهندس فلان" دون ذكر جهة العمل..
أما المواطن الياباني فيغلب عليه الشعور بالانتماء ويكتفي بقول: "موظف في هيتاشي" أو "أعمل في توشيبا" .. وحين تتفحص كرته لاحقا تضرب جبهتك حين تكتشف أنه رئيس المهندسين في هيتاشي، أو مدير الأبحاث في توشيبا !!
..أيضا؛ اليابانيون مهووسون بدقة الوقت وضرورة التأكد والتأكيد على كل شيء.. فحين حجزت مثلًا رحلة الى جبل فوجي اتصلت بي الشركة أربع مرات لتخبرني بأن "الباص سيكون أمام الفندق في تمام الثامنة وسبع عشرة دقيقة ".. وفي المرة الخامسة والسادسة لم أرد على التلفون..
وحين ركبنا الباص في اليوم التالي كان المرشد السياحي يؤكد - قبل كل محطة نتوقف بها - على موعد العودة للباص بصيغ مختلفة: "أرجو العودة للباص الرابعة والنصف" ، "بعد 30 دقيقة يعود جميعنا للباص"، "لن ينتظر الباص أحداً بعد: ويرسم في الهواء أربعة ونصف"، ولضمان فهم أمم الأرض لما يعنيه بالضبط يسحب ورقة كبيرة ويكتب عليها : "العودة للباص 4:30" !!
.. وبدون شك فاليابانيون شعب مؤدب لدرجة تثير إعجابك وحنقك وضحكك على حد سواء..
تثير إعجابك لأنك تصادف مظاهر الأدب والتعامل الراقي في كل مكان من خلال كلمات الترحيب والانحناءات والابتسامات التي توزع بلا تفرقة أو عنصرية.. ولكن بعد يومين فقط تكتشف أنها تصرفات آلية بُرمجوا عليها منذ الصغر، ثم تصاب بالحنق حين تضطر للمرور بالكثير منها قبل أن تحصل على طلبك البسيط..
وفي المقابل لا تملك أحيانا غير الضحك بسبب مبالغتهم في الأدب وإدراكك أنهم يتصرفون (فعلا) بشكل مبرمج.. فحين ركبت القطار من طوكيو الى كيوتو مثلا دخلت "المضيفة" لجمع أي نفايات محتملة. وحين همت بالخروج من العربة التفتت إلينا وركعت مرتين لتحيتنا وسماحنا لها بأخذ الزبالة .
والمضحك هنا أنه لم يكن في العربة أحد غيري (وما استعمالي صيغة الجمع إلا بسبب شعوري بالأهمية)!!
وحين زرت أوساكا رأيت لأول مرة سيارة إطفاء تحاول الانطلاق بسرعة في شارع مزدحم.. وما أضحكني ليس فقط صوتها النسائي المنخفض (كي لا تزعج الناس) بل في أن من يجلس بقرب السائق كان فاتحاً نافذته وضامّاً يديه وينحني باستمرار معتذراً للناس على مضايقتهم..
وهذا كما ترى يختلف بشكل جذري عن الصوت الجهوري الذي نسمعه دائماً في السعودية:
.. وقّف على جنب يا صاحب الكامري !

بيان باراس 2013- 1- 15 06:59 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
اليابان: وصول غير مفاجئ

فهد عامر الأحمدي
حين وصلت الى اليابان قادما من تايوان (في آخر نوفمبر الماضي) لم أشعر أنني غريب على البلاد.. فبالإضافة الى تواصلي المسبق مع بعض الطلاب المبتعثين هناك، وبالإضافة الى استقبالي في المطار من قبل شاب سعودي لطيف، كنت أعرف اليابانيين وأعتبرهم منذ زمن طويل "أصدقاء سفر".
ففي كل دولة زرتها حول العالم كنت أرى السياح اليابانيين يسيرون ضمن مجموعات كبيرة ويتحركون بطريقة مبرمجة لا تتقنها أي جنسية أخرى.. وقد كتبت في ذلك مقالا بعنوان (اليابانيون في الأرض) قلت فيه ان شخصياتهم الخجولة تجعلهم يتحركون في الخارج بشكل جماعي منغلق، ناهيك عن دخلهم المرتفع الذي يتيح لهم السفر والتواجد في جميع الدول.
واليوم لن أحدثك عن صناعات اليابان وأوجه التقدم فيها (فهي أمور تدركها مسبقا) بل عن أوجه التفرد في المجتمع الياباني وطبيعة الشخصية اليابانية ذاتها.
وفي الحقيقة؛ لست متأكدا من دقة هذه الجملة "الشخصية اليابانية" كون التصرف الجماعي الذي كنت أراه في الخارج رأيته أيضا في الداخل؛ وبشكل يطغى على مفهوم التفرد لأي شخصية.. فالناس في اليابان يتصرفون بشكل جماعي منضبط ودقيق لدرجة تشعر أنك بين روبوتات آلية.. لا يعرفون بعضهم البعض ولكنهم يتصرفون وفقا لبروتوكولات اجتماعية متفق عليها لدرجة تشعر أنك في مملكة نمل حقيقية.. المواطن الياباني يعمل بروح الفريق ويستحيل عليه الخروج عن الطابور أو كسر البروتوكول أو الحضور متأخرا أو ترك أي خانة فارغة أو التصرف دون استشارة رئيسه في العمل (وما زاد من حدة شعوري بكل هذا أنني كنت قبل فترة بسيطة.. في الهند)!!
وهذه العقلية المهووسة بالنظام والكمال لمستها فور وصولي للمطار حين ملأت جميع الخانات - في بطاقة الجمارك - ماعدا "رقم الفندق" فأصر الموظف المسؤول على كتابته واصريت أنا على عدم معرفته.. وفي حين كنت أرى الموضوع بسيطا وغير مهم (خصوصا أنه فندق معروف كتبت عنوانه كاملا) إلا أنه استدعى رئيسه في العمل الذي أكد بدوره على أهمية كتابة رقم الهاتف.. وللخروج من هذا المأزق فتحت جوالي وتصنعت البحث عن رقم الفندق ثم ملأت الخانة الفارغة برقم خالتي في المدينة مسبوقا بمفتاح طوكيو!!
غير أن هذه العقلية المهووسة بالدقة والكمال - وتوقع الأسوأ - هي ذاتها من أسباب تفوق اليابان.. فلهذا السبب مثلا لم يقع أي حادث لقطارات الشنكانزن (الرصاصة) منذ تدشينها قبل أربعين عاما، رغم كثرة الزلازل وانطلاقها كل 10 دقائق بسرعة 300 كلم بالساعة.. ولهذا السبب أيضا تأتي اليابان كأقل الدول تعرضا للحوادث المميتة بسبب الكوارث الطبيعية، رغم وقوعها فوق أكثر الأحزمة الزلزالية نشاطا على الأرض!!
ومن الخطأ طبعا الاعتقاد أن المواطن الياباني أذكى من المواطن العربي أو الهندي أو الإفريقي، ولكن الصحيح أن اليابان تملك ثقافة تشجع على تعاون العقول والمهارات لحل ذات المشكلة (في حين نملك نحن ثقافة فردية تتمحور حول "مرئيات رئيس العمل" مهما حاولنا إخفاء ذلك بمسميات جماعية.. مثل لجنة أو مجلس أو حتى وزارة).
أضف لهذا ينشأ المواطن الياباني على الانضباطية واحترام القوانين، لدرجة لم يشاهد معظم طلابنا أي حادث مروري منذ قدومهم لليابان.. أما دقة المواعيد فهي التي تجبرهم على أكل اللحوم يوم الاثنين فقط (كون سيارة النفايات الخاصة بالمواد العضوية لا تأتي غير يوم الثلاثاء).. أما الشعور بالمسؤولية فهو الذي يجعل الشوارع نظيفة وأنيقة رغم عدم وجود عمال نظافة يكنسونها صباح مساء.. أما حسن التخطيط فألغى فكرة الحفريات من الشوارع.. وحين يضطرون لذلك يوضع التراب مباشرة في حاويات تنقله الى حيث يُدفنون البحر ويكتسبون مساحات جديدة!!
بدون شك اليابانيون لم يخلقوا من طينة مختلفة، ولا يعيشون على كوكب آخر، ولكنهم ببساطة يملكون ثقافة تبلورت خلال ثلاثة آلاف عام نحو الانضباطية والتعاون والحرص على الإتقان.
وحتى مقالنا التالي شاهد صور الرحلة على الفيسبوك وابحث في الإنترنت عن مقال (اليابانيون في الأرض).
:16:

بيان باراس 2013- 1- 15 07:00 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
الزنبقة السوداء

فهد عامر الأحمدي
"الزنبقة السوداء" هي أول رواية أسمع بها في حياتي (والله أعلم) أنها آخر رواية سأقرأها قبل مماتي.
فأنا من جهة لا أحب الروايات الطويلة ولا أنوي قراءة المزيد منها، ومن جهة أخرى سمعت ب "الزنبقة السوداء" قبل دخولي المدرسة واتقاني للقراءة نفسها.. فحتى قبل دخولي للمدرسة كنت أعلم أنها تأتي ضمن مقررات اللغة الانجليزية في تلك الأيام، وأفترض أن جيل الثمانينيات الهجرية يتذكرونها جيدا!!
.. وقبل أيام كنت أشاهد فيلم المليونير المتشرد - ربما للمرة الرابعة - حيث جاء اسم المؤلف "الكسندر دوماس" ضمن الأسئلة الموجهة لبطل الفيلم.. لم أكن أعرف اسمه، ولكنني أتذكر أن روايته وقعت في مكان تنتشر فيه طواحين الهواء وحقول الورد، وتدور حول (تحدّ ما) عن قدرة (أحد ما) على زراعة زنبقة بلون أسود.
وفي لحظة فضول وحنين فتحت موقع أمازون واشتريت الرواية رغم خوفي من عدم إكمالها!!
وبالفعل حدث ما توقعته حيث عجزت عن قراءتها كاملة وقفزت مباشرة الى آخرها لمعرفة النهاية (وبالتالي لا يمكنني إخباركم بكل التفاصيل.. وعلى المتضرر اللجوء للمكتبة)!!
.. على أي حال؛ المقال نفسه لا يتسع لسردها كاملة، ولكن يمكن القول إنها عرفتني على الأديب الفرنسي الكسندر دوماس (1802-1870) الذي وضع عددا كبيرا من الروايات المشهورة مثل "الكونت كريستو" و"الزنبقة السوداء" و"الفرسان الثلاثة".. والأخيرة كانت محور السؤال في فيلم المليونير المتشرد.
وأعترف أنني دهشت من فرنسية المؤلف كون الأحداث تجري في بلاد الطواحين الهولندية وتتطلب معرفة دقيقة بتاريخ هولندا، التي تشتهر حتى اليوم بزراعة وتصدير الأزهار.
وتبدأ الأحداث عام 1672 في بلدة دورث مع الشاب الثري "فان بيريل".. فرغم تخرجه كطبيب، ورغم أصله الملكي، إلا أنه اعتزل كل شيء بعد وفاة والده وتفرغ لهوايته المحببة (تهجين الزهور والزنابق).
وفي ذلك الوقت كان الهولنديون مهووسين بالزهور ويجرون مسابقات سنوية لأكثرها ندره وجمالا. ولصعوبة استنبات زنبقة سوداء وضعت الحكومة جائزة بمئة ألف جيلدر لمن ينجح في استنباتها أولا.. وكان بيريل قد نجح قبل ذلك في استنبات ثلاث زنابق قاتمة اللون (زرقاء وبنية وحمراء) وأصبح قريبا من استنبات زنبقة سوداء.
غير أن جاره (تاجر الورد إسحاق) كان يكرهه ويغار منه ويراقبه على الدوام بمنظار مقرب.. فقد كان يخشى أن يتوصل قبله للزنبقة السوداء وينال اكبر جائزة في تاريخ هولندا، وكثيرا ما كان يرمي القطط على حوض الزهور التي يجري فيها تجاربه!!
وحين شعر بقرب توصل بيريل للزنبقة السوداء دبر له جريمة قتل فسيق للقضاء وسط غليان شعبي يطالب بشنقه، خصوصا في ظل قرابته للعائلة المالكة.. وأثناء محاولته إقناع الملك بأنه رجل مسالم يعشق الأزهار ولا يهتم بالسياسة يخبر إسحاق الشرطة بأنه رأى بيريل يخفي أوراقا في الصندوق الذي يحتفظ فيه ببصيلات الأزهار المهجنة، ويطلب الصندوق لنفسه كمكافأة.
(وبطريقة ما) يتضح أن هذه الأوراق هي مراسلات تآمر مع ملك فرنسا ضد ملك هولندا فيتم اتهامه مع أصدقاء والده بتدبير مؤامرة انقلاب!!
.. وتتصاعد أحداث الرواية (في منتصفها كما افترض) حتى تنتهي بنجاح بيريل في إثبات براءته واكتشاف زنبقة سوداء كبيرة نمت في حديقة منزله كان قد هجنها قبل دخوله السجن.. ليس هذا فحسب، بل يوافق مأمور السجن على زواجه من ابنته (روزا) التي أحبها أثناء فترة اعتقاله وساعدته على إثبات براءته!!
.. بقي أن أشير الى أن الهولنديين يقدرون كثيرا الكسندر دوماس ومنحوه بعد وفاته الجنسية الهولندية.. فرغم فرنسيته جعل من بلادهم مسرحا لقصة جميلة ووثق بطريقة مشوقة فترة مهمة من تاريخهم السياسي.. وهوسهم الأزلي بالورود!!

بيان باراس 2013- 1- 15 07:01 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
بين الرخصة والتشدد

فهد عامر الأحمدي

يقول سفيان الثوري: "العلم هو الرخصة من عالم ثقة، أما التشدد فيحسنه كل أحد"..
وهذا الكلام يصدق حتى في أيامنا هذه كون (التشدد) هو الطريقة السهلة والشائعة للإيغال في الدين ولا يقتضي من صاحبه أكثر من التزمت والتجهم وتعديل المظهر الخارجي، وهو ما يتقنه كل غر وجاهل وطالب سلطة!!
أما (العلم) فطريق مضن وطويل يتطلب إفناء العمر في البحث والدراسة والاطلاع وتقييم مختلف الآراء والمذاهب.. وبالتالي القدرة على الإفتاء بالرخصة والأيسر للناس!!
ولأن الحالة (الأولى) سهلة المنال تجدها غالبة في المجتمع، وشائعة بين صغار السن، وملازمة لمن يحملون عصا الوصاية على الناس.. وهذه الفئة بالذات هي من تجنح للغلو والتشدد وعدم تقبل أوجة الخلاف.. في حين يتميز الفقهاء والعلماء بالاعتدال والتواضع والاعتراف بمواضع الاختلاف وتعدد الآراء.
ليس هذا فحسب؛ بل يلاحظ أن الفئة الأولى هي من تعاني من حالة "عدم الثبات" والنكوص السريع كون الغلو والتشدد لا يبنى ويشيد على أساس فقهي أو إيماني متين، وفي المقابل يزداد الفقهاء يقينا، والعلماء ثباتا، وكبار القامة أدبا وتواضعا؛ لدرجة يقول رجل بمستوى الشافعي:
كلما أدبني الدهر.. أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علما.. زادني علما بجهلي
أما الوجة الآخر للمشكلة فهو أن معظم العامة يعتقدون أن التشدد دليل تقوى، والغلو دليل إيمان، والتزمت دليل زهد وصلاح.. لهذا السبب تراهم يميلون لتبني الفتاوى المتشددة ويشككون في الفتاوى التي تتضمن شيئا من رخص الله ورحمة الاختلاف.. يغلب على ظنهم أن من يفتي بالتشدد والأحوط أكثر علما وفقها وتقوى ممن يفتي بالأيسر والأبسط.. يخنقون حياتهم بقاعدة "سد الذرائع" جاهلين وجود قاعدة مقابلة وموازية لا يتحدث عنها أحد تدعى "فتح الذرائع"!!
وفي هذا الخصوص يقول الشيخ محمد بن صالح الدحيم (القاضي بالمحكمة الكبرى بمحافظة الليث): "غلب في العرف الفقهي السد على الفتح في قاعدة الذرائع.. ولربما لا تجد لفتح الذرائع ذكراً عند البعض مما سبب أزمة في الفتوى والقضاء وفي الدعوة والتربية؛ بل وفي الحياة والمعاش، فأصبح سد الذريعة سوطاً يضرب به الداعي والمربي، وملجأ لأشباه الفقهاء يعملون به وصايتهم على الناس في حراسة مشددة للحدود، وإهمال للداخل الاجتماعي، مما أنهك قوى الناس واستنزف صبرهم، ودفعهم للمقاومة من أجل العيش والحياة.. على حين لا يزال الفقيه يتمتع بالمعاندة والسلطوية ولا أدري إلى متى؟ ومتى سيشعر - عفا الله عنه - بمتغيرات الحياة ومستجداتها؟ ومتى سيلاقي بين المسطور والواقع؟ ومتى؟ ومتى؟.. فعلى أهل العلم من المفتين والمعلمين والقضاة إعمال هذه القاعدة الجليلة فتحاً كما تُعمل سداً؛ لأننا نرى ونسمع ممارسات في الفتوى والدعوة تلجأ إلى التضييق والتشديد بعيدا عن جوهر الشريعة رغم أن الدين يسر مما أدى إلى عجز فقهي، ونقص توعوي، وممارسات اجتماعية، إما محرمة أو هي حلال حرمت على الناس فتحايلوا عليها.." (انتهى كلام الشيخ)..
.. يقول ابن تيمية رحمة الله: "لقد تأملت غالب ما أوقع الناس في الحيل فوجدته أحد شيئين: إما ذنوب جُوزوا عليها بتضييق أمورهم، وإما مبالغة في التشدد اضطرتهم إلى استحلالها بالحيل"..

:16:

بيان باراس 2013- 1- 15 07:03 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
أسوأ الكلمات السرية في عام 2012

فهد عامر الأحمدي

مؤسسة سبلاش داتا الأمريكية تصدر كل عام قائمة بأسوأ الكلمات السرية المنتشرة في عالم الإنترنت والخدمات الرقمية..
وبنهاية العام المنصرم قدمت قائمة لا تعد فقط الأسوأ والأكثر ضعفا في عالم الانترنت بل والأكثر انتشارا وتوقعا من قبل الهكرز وخبراء الاختراق..
فبحسب نسبة الشيوع ومستوى الانتشار في عام 2012 وضعت قائمة من 25 كلمة / أتت في مقدمتها:
password
123456
12345678
abc123
111111
وكلمات كهذه لا يوازيها في حُسن النية غير وضع كلمات سرية تتضمن الاسم الصريح للشخص نفسه أو تاريخ ميلاده أو بطاقة أحواله أو رقم صرافه وجواله.. وهذه النوعية من الكلمات التي ترتبط بالفرد نفسه (مثل: محمد1234) لن تجدها حتى في قائمة شبلاس داتا كونها خاصة بكل شخص على حدة ولكن يمكن لمن يريد الإضرار ب"محمد" كشفها بسهولة!!
ومن المعروف أن الفضل في ابتكار فكرة "الرقم السري" يعود الى مهندس يدعى روبرت موريس وضع أول بروتوكول لتضمين الأرقام السرية في البرامج الإلكترونية عام 1961. وسرعان ما أصبح البروتوكول الذي وضعه بهذا الشأن إجراءً قياسيا يتقيد به كافة المبرمجين (ومن ذلك إظهار الأرقام كدوائر سوداء كي لا يعرفها من يقف بقربك).. وسرعان ما تسربت فكرة الرقم السري إلى حسابات الانترنت وبطاقات الإئتمان وصرافات البنوك وشفرات الستالايت ومفاتيح الخزن والسيارات وكل ما تعرفه ويخطر ببالك من أنظمة التشغيل الإلكترونية!!
وما دعاني اليوم لكتابة المقال هو تنبهك الى أن خطورة كشف أسرارك الرقمية لا تأتي من المخترقين (أو الهكرز) بل من غرورك أنت وقناعتك الشخصية بأنك مُحصن ويصعب على أي خبير كشف أرقامك السرية.. فالحقيقة هي أن خبراء اختراق المواقع يدركون جيدا أن معظم الناس يفكرون بشكل متشابه حين يقررون وضع أرقام سرية جديدة فيجربون توقعاتهم المسبقة بهذا الخصوص..
وأذكر أن مسحا قامت به جامعة كولومبيا اتضح من خلاله أن 22% من الأرقام الموجودة على الانترنت يمكن لأي خبير أمني كشفها خلال "نصف ساعة" . وفي عام 2006 قالت مؤسسة بروس سيشنر أنها تمكنت من معرفة 55% من كلمات السر في موقع "ماي سبيس" الاجتماعي خلال 8 ساعات من استعمال برنامج سريع لتخمين الشفرات!!
... على أي حال ؛ بالإضافة للكلمات التي بدأنا بها المقال أتت أيضا الكلمات التالية ضمن قائمة سبلاش داتا لعام 2012 :
(I loveyou), (1234567), (baseball), (123123) (welcome), (football), (password1), (jesus)...
ورغم أننا لا نملك حتى الآن مؤسسة محلية مشابهة (تخبرنا بأسوأ كلماتنا السرية) إلا أنني على يقين بأن قائمة كهذه ستتضمن حتما نماذج رقمية مثل:
12345 و11111 و00000 و123123 و112233
أو وضع اسم الشخص ذاته قبل أحد هذه الأرقام (مثل عبد العزيز123123).
كما سيعمد أغلب الناس خوفا من النسيان إلى وضع أرقام جوالاتهم أو بطاقاتهم أو تاريخ ميلادهم أو رقمهم الوظيفي كأرقام سرية..
والأسوأ من هذا هو استعمال معظمنا نفس الرقم السري لكافة الخدمات الشخصية (من الإيميل ومواقع الانترنت، الى الصراف وخزنة البيت)!!
... والآلآلآن :
ما رأيك أن تساعدني قليلا وتخبرني أنت بأسوأ كلمة سرية سمعت عنها أو وضعتها لنفسك ... في الماضي طبعا !!
:16:

بيان باراس 2013- 1- 15 07:04 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
الحاجة أم اللباس

فهد عامر الأحمدي
سألني أحد الأصدقاء عن سر تميزنا نحن السعوديين بلبس الثوب والغترة والبشت؟
فسألته: وماذا ستفعل أنت حين تعيش في الصحراء فتلفحك حرارة الشمس وتلسعك عواصف الرمال؟
قال مستغربا: وماذا سأفعل برأيك؟.. قلت: ستغطي رأسك بأقرب قطعة قماش، ثم تحاول تثبيتها بعصابة تلفها حول رأسك كي لا تسقطها الرياح (وهذا أصل الغترة والعقال)..
ولأنك تعيش في جو حار ستكتشف بالتدريج أن اللون الأبيض والملابس الواسعة هي الأبرد والأكثر راحة (وهذا سر الثوب) في حين ستحتاج إلى البشت للاحتماء تحته حين يكون الجو حارا أو عاصفا أو باردا.. وهذا كله يثبت أن العامل الأهم في تشكيل ملابس الانسان هو المناخ السائد في منطقته!!
وكنت شخصيا قد لاحظت منذ طفولتي - ومن خلال وفود الحجيج القادمين للمدينة المنورة - ان لباس الحاج يتناسب مع مناخ وظروف المكان القادم منه. فاللباس الخارجي للحاج الموريتاني او الليبي مثلا عبارة عن قطعة قماش كبيرة يلف بها ملابسه الداخلية اتقاءً للعواصف الرملية التي تميز بلاده. اما الحاج اليمني فيتميز ب"الفوطة" القصيرة تسهيلا لصعوده للمساكن الجبلية هناك.. وهو مايذكرنا بتنورة الاسكتلنديين الجبلية.. أما الحجاج الروس والقوقاز فكنا نعرفهم بقبعات الفرو السميكة والمعاطف الثقيلة التي تناسب الأجواء الباردة في بلادهم. اما الحجاج الأفارقة والقادمون من البلدان الاستوائية في شرق آسيا فيعرفون بملابسهم الخفيفة ذات الألوان الزاهية!!
ولكن.. رغم الدور الأساسي للمناخ وتضاريس المكان؛ هناك عوامل إضافية تساهم في رسم ملامح اللباس في كل بلد على حدة؛ فهناك مثلا الأعراف والتقاليد والتعاليم الدينية والتفرقة الجنسية التي قد تفرض لباسا محددا، أو على الأقل تعديلات على ما تتطلبه طبيعة المناخ..
وفي رأيي الخاص يشير لباس الرجل الى طبيعة المناخ أكثر من لباس المرأة التي تخضع لاشتراطات إضافية في معظم المجتمعات.. فالمرأة مثلا لا تمانع في لبس الغترة مجاراة لظروف المنطقة (كما يفعل بدو الأردن والعراق) لكنها ترفض رفع ثيابها للركبة في المناطق الجبلية (كما يفعل شقيقها في اليمن).. وفي السعودية تلبس المرأة عباءة ذات لون أسود (وهو لون لا يناسب المناطق الحارة) ولكنها تفعل ذلك لخصوصية الثقافة والتمايز عن ثياب الرجال البيضاء!!
- السؤال الذي يهمنا هذه الأيام: هل سيستمر ارتباط اللباس بظروف المناخ، أو يظل انعكاسا لخصوصية المجتمعات وتمايز الثقافات؟
ما أراه ان هذه العلاقة تتضائل شيئا فشيئا بسبب تقنيات التكييف والاحتكاك الواسع بين شعوب الأرض.. فاليوم لا يحتاج شبابنا للبس البشت لمواجهة حرارة الشمس أو عواصف الرمال.. وبسبب العولمة وانفتاح العالم أصبح القميص والبنطلون هنداما شائعا ومعتادا في جميع الدول!!
ومن الطرائف التي أشاهدها يوميا على نشرات الأخبار زعماء أفارقة (تصل درجة الحرارة في أوطانهم الى 50 مئوية) ومع هذا يلبسون جاكيتا من الصوف ويخنقون رقابهم بكرافيتة استعملها الأوروبي أساسا لضم ياقة قميصه وحماية رقبته من البرد!
.. وقبل أن أنسى؛ صديقنا (أعلاه) طرح سؤالا ثانيا أريدك التفكير في إجابته:
- لماذا نحن المجتمع الوحيد الذي يلبس الثياب في المناسبات الرسمية في حين يقوم بخدمتنا من يلبسون الكرافيتة والجاكيت.. وليس العكس.. كما في مصر مثلا!؟

بيان باراس 2013- 1- 15 07:05 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
سعوديون بوزن بيل غيتس

فهد عامر الأحمدي

معظمنا يعرف بيل غيتس مؤسس شركة ميكروسوفت (المسؤولة عن تشغيل أغلب كمبيوترات العالم بواسطة برامج ويندوز)!
ومعظمنا يعرف ستيف جوبز الذي قدم في شبابه أول كمبيوتر شخصي، وقبل وفاته الآيباد (أول كمبيوتر لوحي) والآيفون (أول هاتف ذكي)!
ومعظمنا يعرف أيضا الأسماء الكبيرة التي شكلت عالم الانترنت مثل مارك زوكربيرج (مؤسس الفيس بوك) ولاري بيج (مؤسس جوجل) وتشاد هارلي (مؤسس اليوتيوب) وجاك دورسي (مؤسس تويتر)..!!
ولكن في المقابل - وعلى المستوى المحلي - من منكم يعرف عبدالله الزامل وأحمد العبودي وجهاد العمار؟!
فهؤلاء الشباب لا يقلون ذكاء وألمعية عن الأسماء التي نستشهد بها دائما في عالم الانترنت والتقنية.. والفرق الوحيد أنهم لا يملكون عيونا زرقاء ولا يعملون في وادي السيليكون في أمريكا..
فالمهندس عبدالله الزامل مثلا أسس مشروعا على النت يدعى "إس- مي" يعد بمثابة مجموعة متنقلة للتواصل الاجتماعي وتبادل المعلومات (ضمن شبكة واحدة ويتم الوصول إليها باشتراك موحد).. وقد اختير مشروعه ضمن أفضل 50 مشروعاً تقنياً على مستوى العالم، وفاز بجائزة البنك الدولي لحاضنات الأعمال، واحتل المركز الرابع كأفضل مشروع تقني تجاري ناشئ على مستوى الشرق الأوسط.. ورابط الموقع هو (www.s-me.com).
أما أحمد العبودي فلديه شعبية كبيرة بين هواة الرحلات وعشاق الحياة الفطرية.. فهو مؤسس موقع "مكشات" الذي يعد أول موقع عربي يعني بالرحلات وتقلبات الطقس وتقديم النصح لمرتادي الصحراء.. وحصل على شهادة الجودة العالمية الأيزو عام 2008.. والجميل أن أعضاء الموقع (الذين تجاوز عددهم الآلاف) تحولوا بمرور الأيام إلى مراسلين يتبادلون النصائح والخبرات وينقلون (صورا حقيقية) لما يشاهدونه على أرض الواقع.. ورابط الموقع هو (www.mekshat.com)..
أما جهاد العمار فأدرك بذكاء تغير عاداتنا الغذائية وتنامي ظاهرة تناول الطعام خارج المنزل فأنشأ مشروعا لتقييم المطاعم يدعى "قَيم" - يغنيك عن المرور بالتجربة السيئة بنفسك.. ورغم أن فكرة التقييم ذاتها ليست جديدة (فأنا شخصيا أستعين بموقع عالمي لتقييم الفنادق والخدمات السياحية يدعى tripadvisor) إلا أن العمار قدم لنا أول مشروع يتوجه مباشرة للعائلات السعودية، وأول موقع عربي يستخدم التقنية لنقد وتقييم المطاعم العالمية.. ورابط الموقع هو (www.qaym.com).
بقي في النهاية أن أشير الى أربع نقاط سريعة مهمة:
- الأولى: أن هؤلاء الثلاثة لو كانوا في دولة متقدمة، أو ظهرت مشاريعهم في سوق أكبر، لأصبحوا الآن بمستوى مؤسسي الفيسبوك وتويتر وترب إدفايزر.
- الثانية: أنهم مجرد نماذج قليلة لآلاف الشباب المجهولين الذين ينتظرون فرصة الرعاية من القطاع الأهلي والحكومي.. ناهيك عن دخولهم في شراكة مع رجال الأعمال!
- الثالثة: أن الزامل والعبودي والعمار يعدون استثناءً (بل ومحظوظون) كونهم عثروا في بداية حياتهم على جهة رعتهم بالمال والخبرة وتحويل مشاريعهم إلى منتجات ناجحة.
- أما النقطة الرابعة والأهم فهي أن الجهة التي رعتهم مؤسسة حكومية غير ربحية تدعى "بادر" أدعو الشباب للتواصل معها (على هذا الرابط badir.com.sa) لدراسة إمكانية تحويل أفكارهم التقنية الى مشاريع ناجحة.
وفي حال احتجت لمزيد من المعلومات ابحث في النت عن مقال سابق بعنوان: "سأخبركم أين يذهب شبابنا الطموح"!!

:16:

فنوُ * 2013- 3- 15 02:05 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
كيف تفرق بين العلم والأسطورة؟
جريدة الرياض
فهد عامر الأحمدي
هناك فرق كبير بين العلم وما تعتقد أنت أنه "علم".. بين الحقائق المجربة والمثبتة، وبين ما تعتقد أنت أنه حقائق صحيحة ومثبتة.. بين علوم تراكمت على أسس راسخة، وبين أساطير (أصبحت راسخة) بمرور الزمن وتوارث الأجيال.
فالعلم حقائق مشاهدة ووقائع مجربة تعطي نفس النتيجة مهما كررناها (ويمكن أن تصاغ في النهاية كقوانين ونظريات مجردة).. أما الأساطير فآراء وفرضيات نتناقلها دون براهين واضحة أو تجارب مشاهدة أو نتيجة يمكن تكرارها (وبالتالي لا يمكن وضع قانون أو نظرية تصيغها).
فحين أخبرك مثلا أن "الماء" ينتج من اندماج "ذرة أوكسجين" مع "ذرتي هيدروجين" فهذه ظاهرة مشاهدة ومكررة ويمكنك تجربتها ألف مرة للخروج بنفس النتيجة (لهذا تحولت الى قانون كيميائي).
ولكن حين يخبرك أحدهم بوجود نبع ماء في قازاخستان يعيد للانسان شبابه فهذا ادعاء لا يثبته الواقع ولم يجربه ألف شخص للخروج بنتيجة مشتركة (وبالتالي لا يمكن صياغة قانون أو نظرية تؤكد أن ينابيع المياه هناك تعيد الشباب)!!
أيضا حين يخبرك أحد أن الطائرة ترتفع في الهواء لأن الضغط الجوي فوق الجناح يصبح أقل منه تحت الجناح، فهذه حقيقة مشاهدة وتكررها يوميا آلاف الطائرات.. ولكن حين يدعي أحدهم أن الشيخ الكيلاني (مؤسس الطريقة القادرية) كان يطير كل ليلة من بغداد الى مكة فهذه خرافة تخالف المنطق.. وفي أفضل الأحوال لم يثبت مشاهدتها أو تكرارها أمام الناس!!
.. وبالطبع؛ ليست كل العلوم قابلة للتجربة (ومثال ذلك علم الفلك، أو قواعد اللغة والنحو) ولكن جميعها يجب أن تكون قابلة للرصد والملاحظة للتأكد من وجود النمط وتكرار الحالة.. خذ كمثال مذنب هالي الذي لا يمكن إخضاعه للتجربة ولكن يمكن رصده والتأكد من تكرار دورته كل 76 سنة.. وحين نقول إن الفعل المضارع يُنصب بالفتحة إذا كان صحيحا أو معتل الآخر فهذا لأنه ملاحظ في كلام العرب ومكرر في أشعارهم ومنقولاتهم!!
- وقد يقول قائل: ولكن ماذا أفعل حين لا أستطيع التأكد من أي ادعاء (مثل نبع الماء في قازاخستان)!؟
في هذه الحالة إما أن تلجأ للمقارنة والتحليل والتفكير المنطقي (وهذه بالمناسبة من أدوات الفلسفة) أو على الأقل تقف موقف المحايد بحيث لا تصدق ولا تكذب ما تسمع.. كما وجه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الذين سألوه عن الأساطير التي يسمعونها من أهل الكتاب فقال لهم: "لا تُصدقوهم ولا تُكذبوهم وقولوا: آمنَّا بالذي أنزل إلينا وأُنزل إليكم وإلهُنا وإلهكم واحد"!!
- والآن؛ استرجع معي أفكارك وقناعاتك الخاصة واكتبها في ورقتين.. في الأولى ضع ما يمكن تصنيفه كعلم، وفي الثانية ما يمكن تصنيفه كأسطورة.. واحتفظ بالنتيجة لنفسك!




فنوُ * 2013- 3- 15 02:12 PM

رد: مجموعة : مقالات الكاتب "فهد عامر الاحمدي" بصحيفة الرياض [ يوميا ]
 
حول العالم
إن لم تحلم به فكيف ستحققه؟
فهد عامر الأحمدي
الأحلام الكبيرة تنتهي بإنجازات عظيمة، أما الأحلام الصغيرة فتنتهي بإنجازات متواضعة..
الخيالات الصغيرة تعمي بصرك عن الاحتمالات الكبيرة، أما الخيالات الكبيرة فتقودك لآفاق لم يحلم بها معظم الناس حولك!!
حين تحلم برغيف خبز ستحصل في النهاية على "قرص عيش".. وحين تحلم بمليون ريال يرتفع احتمال حصولك عليه أكثر من بقية الناس.
الشاطحون في أحلامهم هم من يقودنا نحو المستقبل، أما العقلاء والمتحفظون فعاجزون حتى عن قيادة أنفسهم.
لم أدرك شخصيا عبقرية مصطفى محمود إلا حين ألف فيه أحد النقاد كتابا بعنوان "شطحات مصطفى محمود".. لم أدرك عظمة الروايات العلمية إلا حين تنبأ كتابها - قبل زمن طويل - بما تحقق في حياتنا هذه الأيام.
وأنت من جهتك يجب أن تكون حالما كخطوة أولى لانجاز أي شيء عظيم.. يجب أن تكون صاحب خيالات واسعة لتدرك الى أي مستوى ستصل انجازاتك القادمة.
أما حين يجتمع لديك الحلم مع قوة الإرادة فلن تحقق أهدافك فقط بل ستجبر العالم على اتباعك واللحاق بك.. انظر الى داعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج وكيف قدم للسود حلما بإمكانية مساواتهم مع البيض في أمريكا (في خطبته الشهيرة: لدي حلم التي ألقاها عام 1960).
انظر الى كتاب الخيال العلمي وكيف قدموا لنا أحلاما كثيرة حول انجازات صعب حتى تخيلها (زمن طرحها لأول مرة).. ففي عام 1865 مثلا كتب الفرنسي جول فيرن رواية بعنوان (رحلة إلى القمر) وبعده بمائة عام تقريبا انطلقت أبوللو11 لوضع أول انسان على القمر.. كما كتب عن اختراع الغواصة النووية قبل ظهورها بزمن طويل (في رواية 20 الف فرسخ تحت البحر).. أما الدوس هيكسلي فتنبأ عام 1932 بظهور اطفال الانابيب في رواية "عالم جديد شجاع".. وتنبأ الانجليزي ارثر كلارك عام 1970 بظهور الأقمار الصناعية وشبكة الانترنت في رواية "الوليد المرعب" - وما فعله هؤلاء الحالمون أنهم قدموا لنا أحلاما استثنائية - وخططا مستقبلية - جذبت العلماء والأوساط العلمية باتجاه تحقيقها !!
.. أيضا لاحظ أن الانجازات التاريخية العظيمة تقف خلفها شخصيات عظيمة غرزت في أتباعها الحلم والايمان وإمكانية الانجاز.. لاحظ مثلا كيف شكلت نبوءات المصطفى صلى الله عليه وسلم (بالفتوحات التالية لوفاته) دافعا لأصحابه باتجاه تحقيقها. فالعرب كانوا - حتى موعد البعثة النبوية - قبائل متفرقة وأحلام مبعثرة ولم يتصوروا أبدا مقارعتهم لأقوى إمبراطوريتين في ذلك الزمان "الروم" و "الفرس".. غير أن إيمانهم برسالتهم، وثقتهم بالتغلب عليهم، ارتفعت بفضل سلسلة من الأحاديث التنبؤية والمستقبلية مثل قوله لأصحابه:
إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها... وقوله أيضا: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله... وأيضا قوله: إِنَّكُمْ سَتفتحُونَ مِصْرَ، وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذا فتحْتُمُوهَا فأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فإِنَّ لهُمْ ذِمة وَرَحِمًا... بل وذهب الى أبعد من ذلك حين قال: لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش (وهذا الحديث بالذات استدعى محاولات كثيرة من الخلفاء الأمويين والعباسيين علهم ينالون شرف هذه النبوءة حتى تحققت على يد محمد الفاتح عام 857ه)!!
.. ورغم عدم نيتي المسبقة بالخوض في الأحداث التاريخية والنبوءات العلمية، ولكن لا بأس بذلك في حال أقنَعتك بضرورة وجود حلم أو نبوءة تسبق أي انجاز عظيم.. فحين تصنع حلمك الخاص تكون قد قطعت شوطا كبيرا في انجازه (وبالتالي أصنعه كبيرا لأن مايتبقى يصبح مجرد إجراءات تطبيقية).
وفي المقابل.. إن لم تحلم به فكيف ستحققه أو تقنع الآخرين أصلا بوجوده !!






نشر قبل 5 أيام بالتاريخ: 2013-03-10


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 08:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه