|
ملتقى الفنون الأدبية شعر,نثر,خواطر,قصص,روايات وجميع الفنون الادبية |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
قصص من واقع الحياة (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
سأقوم بإذن الله تعالى بسرد قصص حقيقية من واقع الحياة المليئة بالغموض تارةَ والعجائب تارة أخرى وسأبدأ بقصة شاب ومغامراته في بلاد الهند أثناء فترة إبتعاثة للدراسة وسأسرد القصة كما يرويها هو دون زيادة أو نقصان .. وأحب أن أنوه بأن القصص قد تحوي بعض المخالفات العرفية المناقضة لمجتمعنا الإسلامي نظراً لإختلاف الثقافات من بلد لآخر لذا لا ننصح بقراءتها لمن هم دون سن الرشد .. يقول صاحبنا : أبدأ قصتي في رحلة دامت لخمسة أعوام في بلاد الهند والسند رأيت بها غرائب وعجائب لا تحصى وستبقى محفورة في ذاكرتي الى يوم يأخذ الله وديعته .. العجيب في هذه القصه أنني أبدا ولم أتوقع يوماً أن أسافر للهند للدراسة وبدأ الأمر حين تعرفت على رفيق لي يسكن في نفس الحي وكان يجلس بجانبي في نفس الفصل الدراسي أيام الثانويه وأنهيت الدراسه وكنت أخطط للسفر لكندا ولكن لا أدري كيف أقنعني بأن أغير وجهتي الى الهند والسبب الجينات التي تجري بدمائنا وهي حب المغامره وكان لنا ما أردنا وأكثر ولا أخفيكم كم كنت خائفا من هذه التجربه ولكن توكلت على الله وشددنا رحالنا وعند اليوم الأول للوصول شعرت بغربه شديده وتمنيت أن أعود على أول طائرة ومن حسن الحظ أن رفيقي كان له قريب يدرس بالهند منذ أربع سنوات كان ينتظرنا بالمطار وأستقبلنا وأستأجر تكسي وبدأت السياره تشق طريقها الى منزل قريب رفيقي في وسط المدينه المسماة بأرض الثعابين (ناغبور) وأثناء مسير التكسي أول شيء رهيب رأيته ملأ قلبي رعباً كان وجود مجموعة كبيرة من الطيور الكاسرة تحوم بشكل حلقات على أرتفاع قريب من موقع كنا قد مررنا بجواره ونظرت بعيني رفيقي فوجدت لديه نفس النظرة الحائرة المتسائلة ما هذا !! وماذا يجري هنا ولا أخفيكم بدأت أناملي ترتجف خوفا من أن تهاجمنا هذه الطيور الجارحة وفجأة نطق قريب صديقي وقال لا تخافوا هذه أمور ستعتادون عليها وفوراً سالته ألا تخبرنا لماذا كانت هذه الطيور الكاسره تحوم فوق هذه البقعة وكانت أول معلومة غريبة نسمعها فما هي؟؟ هيا تعالوا نرى أول قصه من عجائب هذا البلد .. بدأ قريب رفيقي يسرد معلومات غريبة وعجيبة عن أسباب تجمع الطيور الكاسرة في هذه البقعة فقال هناك عرق من الهنود يسمون فارسي وهم مجوس يعبدون النار المقدسة (العرق الفارسي المهاجر من أيران بعد دخول الأسلام لها ) وهم من أثرى شعوب الهند ويتحكمون بعصب الأقتصاد فيها ويكفيكم أن تعلموا أن عائلة تاتا الثريه تملك ثلث أقتصاد الهند من مجموعه ضخمه من الشركات والمصانع تعمل على صناعة كل شيئ تقريباً من مصانع الملح وحتى محركات الطائرات وسيارات tata المعروفه .. والفارسي من عاداتهم العجيبة الغريبة عند حصول وفاة لأحد أفراد العائلة لا يقومون بدفنه حسب عادات أهل الكتاب ولا حتى حرق الجثه حسب عادات الهندوس الوثنيين لأن الأرض والهواء عندهم مقدس ولا يجوز تلويثه فكانوا يقومون بدهن الجثه باللبن ومن ثم ينقلونها الى المقبرة واليكم العجب العجاب يضعون الجثه على قمة مرتفع ويتركون الطيور الكاسرة تنهشها وهذا تماماً يفسر سر ما شاهدناه من تجمع للطيور الكاسره فوق تلك التلة الرهيبة التي كنا على مقربة منها في طريقنا من المطار الى بيت مضيفنا فكانت تلك الحكايه أول ما أستفتحنا به مسيره خمسة أعوام في بلاد الهند .. وأتوقف هنا لأسرد لكم ما حدث معنا في أرض الثعابين .. التعديل الأخير تم بواسطة وثائقي ; 2015- 1- 18 الساعة 09:44 PM |
2015- 1- 18 | #2 |
أكـاديـمـي
|
رد: قصص من واقع الحياة (1)
نكمل حديثنا:
وبعد مضي أيام من عثوري على سكن أنا ورفيقي بدأنا بالتعرف على الطلاب العرب والأجانب من كافة الأقطار من خلال الالتقاء في حرم الجامعة وعند تجوالي في أروقة مباني الجامعة الضخمة الممتدة على تلة جبل مرتفع تحيطه أشجار كثيفة عملاقة شاهدت شابا يجلس وحيداً قرب أحد الأشجار الضخمة من ملامحه يبدوا في السابعه والعشرين ملامحه تشبه العرب فبادرته بتحية الاسلام ورد علي بها وللوهلة الأولى أعتقدت أنه عربي فبدأت أحدثه بالعربية وبادرني بالأبتسامه وأجاب بلهجة العجم الغليظة أنا لست عربي متحدثاً بكلمات أنجليزية مكسرة ولاحظ علامات التعجب على محياي وقال هل أنت عربي فأجبته نعم فسألني هل أنت طالب مستجد فأجبت نعم فقال لي أنا كذلك فسألته بأستغراب ولكنك تبدوا كبيراً في السن بالنسبه لطالباً مستجد فقال نعم فأنا كنت قد ألتحقت بالجيش بعد الثانويه لثمانية سنوات وأنهيت الخدمة العسكرية ومن ثم قررت أن أكمل دراستي فبدأ يسرد قصته العجيبه فقال أنا من أصفهان مدينة أيرانية جميلة من عائلة فقيرة معدمة لا تكاد تملك قوت يومها ، ولأننا من السنة فلم نأخذ حظنا من الوظائف كباقي الطوائف مما أضطره للألتحاق بالعسكرية لتوفير المال لكي يتمكن من أكمال دراسته وقد وفقه الله وشرح لي حجم المعاناة التي عاشها كونه سنياً لا أدري لماذا قلبي قد رق لحاله فقد كان يملك وجهاً ملائكياً فقررت أن أتخذ منه صديقاً مقرباً فبادرته بالسؤال أين تسكن لكي أزورك مستقبلاً هنا بدأت الدموع تنهمر من عينيه وصمت طويلا ولم يجبني فكررت السؤال ما بك يا أخي ما هي مشكلتك قال لي أنا الأن أسكن مؤقتا في غرفة وضيعة لدى عائلة مسيحية لأنه لا يملك المال الكافي للسكن في شقة واسعه كما كنا نحن نفعل وأنه توسل لعميد الجامعة أن يمنحه غرفة ضمن سكن الجامعة لأنها رخيصة الثمن وواسعة نوعاً ما ولكن بائت كل محاولاته بالفشل . وعدته أن أذهب لعميد الجامعة وأن أحاول أن أقنعه بمنحه غرفة وكان ذلك في صباح اليوم التالي توجهت أنا والطالب الأصفهاني وأسمه محمد لمكتب العميد وقد كان نصرانياً وشرحت له الظروف الصعبة التي يعيشها محمد ولكن عبث أبداً لم يتزحزح عن قراره وفجأه دخل أستاذ جامعة وكان قد سمع جزءاً من الحديث فقال للعميد لما لا تمنحه تلك الغرفة المهجورة منذ سبع سنوات هنا تغير وجه العميد وبدأ الغضب على محياه قائلاً للأستاذ هل جننت؟؟ أتريدني أن أجعله يسكن تلك الغرفه المسكونه بالجن . هذا مستحيل هنا قفز محمد من مقعده راجياً العميد أن يمنحه تلك الغرفه وأنه يتحمل مسؤولية ما سيحصل له ومع الضغوط من طرفي وطرف الأستاذ وافق العميد بشرط أن يكتب محمد اقرار بمسؤليته عما سيجري له ووقع الاقرار وخرجنا من مكتب العميد وكانت الفرحه لا تسعه ولكني بداخلي شعرت بندم شديد لمسايرتي أياه خوفاً أن يتم أذيته ولكن هذا الشاب الرائع لاحظ ذلك الأمر ومسك يدي وقال لا تخف يا أخي فأنا لا أنام الا اذا كان القرآن بجانب رأسي وأن الله معي فلن أخشى شيئاً وودعته داعياً الله أن يحفظه وذهب الى السكن لينظفه وينقل أغراضه من سكنه القديم الى سكنه الجديد وعندما عدت لمنزلي قصصت ما حدث لرفيقي وعاتبني بشدة وقال كيف توافقه على فعل أمر شديد مثل ذلك فقلت له والله أشعر أن ربي سيحميه لأنه شاب مؤمن ولم أستطع النوم في تلك الليلة أفكر ماذا يفعل محمد الآن فدعوت الله أن يحميه وعند بزوغ شمس يوم جديد كنت متلهفاً للقائه لمعرفة ما جرى له .. وعند وصولي حرم الجامعة رأيته مقبلاً مبتسماً ينظر الي فعدوت مسرعاً وعانقته بأخوة الأسلام حمدا لله على سلامتك ها ... هيا أخبرني كيف قضيت ليلتك الأولى فقال لي أجلس وأسمع قال توضأت وصليت العشاء وقرأت القرآن لساعة من الزمن ولم يحدث شيء ثم رقدت على سريري ووضعت القرأن أسفل رأسي وذكرت الله لدقائق وخلدت للنوم وغطيت رأسي بالغطاء كاملاً وما هي الا لحظات وبدأ طرق شديد لباب الغرفة ثم بدأت النافذه تطرق فوق راسي وأصوات نحيب وعويل وصراخ من حولي ومن ثم بدأ كل شيئ في الغرفه يتطاير منها الكتب وملابسي وكثير من الأشياء تقذف على رأسي وأنا لم أتحرك من مكاني بل كنت ألهج بذكر الله تارة وقرأة القرأن تارة أخرى وأستمر الطرق لمدة ساعة تقريباً دون أن أتحرك من مكاني وبعدها هدأ كل شيء ولم أعد أسمع شيئاً وبقيت هكذا حتى الصباح فقمت وصليت الفجر وأرتديت ملابسي المبعثرة في كل أرجاء الغرفة ولملمت كتبي وحضرت للجامعة وقال وهو يبتسم لقد تجمع كل الطلاب اللذين يجاوروني بالسكن مندهشين كيف قضيت تلك الليلة في هذه الغرفة المهجورة وأستمر هذا الوضع مع صديقي الأصفهاني لمدة أسبوع وهو صامد الى أن أنتهى كل شيء ولم يعد يسمع أو يرى أي منهم بعد ذلك فعلم عميد الجامعة بما حصل معه فشكره على قوة أيمانه وبل كافئه بأن منحه الغرفه مجانا طيلة فتره دراسته.. هذه قصه الشاب الأصفهاني المؤمن ضارباً أروع المثل بالشباب المسلم الملتزم .. وإلى لقاءٍ قريب نكمل بقية مادار من أحداث في بلاد الهند |
2015- 1- 18 | #3 |
أكـاديـمـي
|
رد: قصص من واقع الحياة (1)
نكمل حكايتنا في بلاد العجائب :
بعد أن أنهيت عامي الأول بالجامعه كنت قد كونت مجموعه كبيره من الأصدقاء من شتى المنابت والبلدان ولكن لفت أنتباهي شاب غريب الأطوار لا تحسبه من العرب لشدة غرابة تصرفاته بل بالكاد كان يحتك بالطلاب العرب الأخرين كيف أصفه لكم شعر طويل مصفوف بطريقه الجاكسون حياته كلها مجون وسهر ومعاقرة الخمر والنساء والعياذ بالله دون وازع ديني أو رادع أخلاقي وكنت حينما أراه أشفق على حاله للضياع اللذي كان فيه وأنقضت السنة الدراسية وسافر بالأجازة كلا الى وطنه ومن بعد ما عدنا من الأجازه لبدأ الفصل الدراسي الجديد وعندما كنت أعبر أحد شوارع المدينة وأنا أقود دراجتي النارية لمحت شابا يخرج من زقاق المسجد قصير الشعر كثيف اللحيه وفي وجهه نور رباني . لا أدري لماذا تمعنت في تقاسيم وجهه ولكن نفسي تحدثني بأني أعرف هذا الشاب وقد رأيته قبل اليوم ولكن لم تسعفني ذاكرتي متى وأين يا رباه أين قابلته ولكن بلا نتيجه وذهبت لقضاء أحتياجي من السوق ولا زالت صوره هذا الشاب لم تفارقني وعندما ألقيت جسدي المنهك على الفراش بدأ ذهني يصفوا رويداً رويدا .... أها هل يعقل ولكن هناك تشابه كبير يا أخوان ولكن كيف ... فهذا شاب متدين وذاك شاب منحط الأخلاق فقلت لنفسي ولما الحيرة أذهب الليلة لأصلي العشاء في ذات المسجد وحتماً سأجده هناك ... ذهبت للصلاة بنفس المسجد الكائن بوسط السوق واللذي كنت أصلي فيه صلاة الجمعة ودخلت المسجد وأنا متشوق لمعرفة من سيكون هذا الشاب ذو الوجه الساطع بالنور والسكينة وكما توقعت رأيته يجلس في الصف الأول ويمسك بيده المصحف الشريف ويقرأ بصوت خافت شديد العذوبة بعض ما تيسر من القرآن الكريم . فبادرته بتحية الأسلام فردها علي بأبتسامه هادئة وديعة فأستأذنته بالجلوس بجواره فأذن لي مرحباً فقلت له أعذر تطفلي عليك فقال لا عليك على الرحب والسعة فبادرته بسؤال مفاجئ عن حيرتي في أمر ما فقطع علي حديثي مباشرة وقال أسمع أخي الكريم أنا هو فعلا من تظن يا أخي وقد من الله علي بالهداية لطريق الحق فنذرت نفسي لخدمة هذا الدين تعويضاً عن أيام الضياع والعصيان التي عشتها ففرحت له كثيراً وهنأته على العودة لطريق الحق. وطلب مني أن نعمق علاقتنا أكثر ونتبادل الزيارات فلا أخفيكم مع مرور الأيام زادي أعجابي به كثيرا لأنه كان قوي الحجه يتقن التحدث باللغه الأنجليزية والهندية وكان دائم الترحال من مدينة لأخرى ناذراً نفسه للدعوة الى دين الإسلام.. كم هو رائع هذا التحول يا صديقي وفي أحد الأيام أتفقنا على أن نلتقي مساء الخميس في منزله لوجود مجموعة من الشباب المسلم وعند اللقاء أفتتح شيخنا الحوار مرحبا بكافة الأخوان وبدأ يسرد قصة هدايته والله يا أخوان ما أن أنتهى من سردها حتى لم يبقى شخص داخل المجلس وألا قد ذرف الدموع من شدة غرابة قصتة ورحمة الله الواسعة تابع الشيخ المهتدي قصته فقال أغلبكم يعلم ما كان عليها أحوالي من اللهو الشديد ومعاقرة الخمر والنساء والعبث بالملاهي الليلية حتى أنه في أحد الليالي بدأ يدخن وقد تطور به الأمر الى أن بدأ يتعاطى الهيروين من خلال الحقن بل ويتاجر فيه من أجل أن يؤمن حصته من المخدرات وكلكم يعلم ثمنها المرتفع وتدهورت أحوالي الصحية وأصبحت في الحضيض وفي أحد الليالي الحمراء وأثناء تعاطي الهيروين من خلال الحقن أنكسرت الأبره داخل شرياني ولم أستطع أخراجها فأيقنت أن وقت الحساب قد حان وأن غضب الله قد وقع وقد حان تسديد ديون المعاصي الكثيرة فماذا أفعل ومن كثر البكاء الشديد فقدت وعي ورحت في غيبوبه لم أصحو منها ألا في صباح اليوم التالي .. جلست على السرير أفكر ما أنا بفاعل وقررت التوجه الى عيادة الطبيب لأرى ماذا يقول وبعد أن كشف الطبيب على ذراعي وجد أزرقاق شديد للجلد موضع الأبرة المكسورة وقال أنه يجب عمل عملية جراحية لمده لا تزيد عن 24 ساعة ونسبه نجاح العمليه 50 % وهناك خطر مواجهة الموت أو في أحسن الظروف البتر فخرجت من عيادة الطبيب وقد أسودت الدنيا أمامي وأني هالك لا محاله وكيف لا أعاقب وقد أقترفت من المعاصي ما تنئا الجبال عن حمله وأنا أسير هائماً في الشوارع لأ أدري أين أذهب حتى فجأة دوى صوت المؤذن الله أكبر ...الله أكبر فقلت في نفسي يا الله ما أعظم رحمتك يا ألله ما أعظم كرمك وغفرانك فقررت الذهاب للبيت والأستحمام للطهارة والذهاب للمسجد للصلاة وعندما وصلت المسجد دخلته داعياً ربي أن يقبل توبتي والدموع تترقرق في مقلتي .. لا يوجد بالمساجد صنابير مياه للوضوء كما في الدول العربية بل في أغلب مساجد الهند يوجد بركة ماء تغب بيدك منها وتتوضأ فبدأت أفعل الى أن وصلت عند غسل المرفق اللذي به الأبرة المكسورة وبعد أن فعلت سمعت صوت خافتا مثل صوت دبوس يرتطم بالأرض فنظرت أسفلي فأذا هي الأبرة المكسورة قد خرجت من يدي عند قيامي بغسل مرفقي فخر رأسي ساجداً للذي خلقه ولم أتمالك دموعي وعرفت أن رحمة الله كبيرة وأن من صدق الله صدقه وأنجاه وقد دعوت الله صادق النية أن أجند نفسي لخدمة دينه وقد بدأت بذلك وعندها بدأت حكايتي معه الجميع قد تأثر بما سمع .. على ماذا دعانا الشيخ المستنير؟؟ وما هي المغامرة اللتي وقعت لنا كدنا أن نفقد حياتنا من أجلها؟؟ ذلك ما سأرويه لكم قريبا ان شاء الله .. |
التعديل الأخير تم بواسطة وثائقي ; 2015- 1- 18 الساعة 09:44 PM |
|
2015- 1- 18 | #4 |
أكـاديـمـي
|
رد: قصص من واقع الحياة (1)
نتابع عند نقطة توقفنا وهي الاجتماع الذي حصل في بيت شيخنا التائب لقد متعه الله بلسان عذب يأسر القلوب فيجعلك في قمة التركيز والمتابعة وفي ختام الجلسه عرض علينا أن يقوم بأصطحابنا في أحد رحلاته لبعض القرى والمدن الصغيرة والتي يعيش فيها أقوام مسلمين الهدف منها توعيتهم بدينهم وحثهم على العبادة وتنويرهم في عقيدتهم فوافق جميع الحضور دون تردد وكنا قوام عشرة شباب أبهرهتهم الفكرة لكشف المجهول والتعرف على الشعوب وخصوصاً المسلمة منها وأتفقنا على موعد السفر وكان بالقطار متوجهين الى مدينه تبعد عن مديتنا أرض الثعابين سفر 6 ساعات وتسمى بوبال وذلك في ربيع عام 1985 للميلادية وتم ما كنا قد أتفقنا عليه وبدات رحلتنا الممتعة بأهازيج الشباب وأناشيدهم الجميلة حتى لفظت الرحلة أنفاسها ووصلنا محطة الركاب الرئيسية في مدينة بوبال فوجدنا شيخ في الستين من عمره من سكان تلك المدينة يستعد لأستقبالنا وكان في قمة السعادة باسماً المحيا على وجهه مسحة أيمان مهللاً ومرحبا فينا وتعرفنا على أسمه وكان الشيخ أسلم يتحرك بحيوية الشباب
وقام بنقلنا بباص يتسع لعشرة ركاب متوجها بنا الى الحي اللذي يقع فيه المسجد الرئيس وكانت أكبر مفاجأة لنا تجمهر أغلب سكان الحي من شيوخ وشباب وأطفال لأستقبالنا وكأننا في مهرجان أو حفل كبير وسلموا علينا بحرارة وبدا الشيخ أسلم الكلام مع جماعته معرفا أياهم بأننا عرب مسلمون وكنت أنا في طليعة الصف وجاء شيخ كبير عرفت فيما بعد أنه المؤذن ليصافحني بحرارة وكانت الصدمة أنه أنحنى ليقبل يدي فسحبتها بسرعة دون أن أمكنه من فعل ذلك ، مندهشا وخجلاً من نفسي كيف يقبل رجل كبير في السن يدي وأنا شاب صغير لم أتجاوز العشرين من عمري فأقترب مني شيخنا المهتدي وهمس بأذني معللاً سبب ما حصل بأنهم يعتبروننا من نسل صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأننا مكرمون لأن لغتنا الأم هي اللغة العربية وعندها لم أستطع منع دمعه أن تذرف من عيني الخجلة شفقه على حالنا وكيف كان صحابة رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام وكيف نحن الآن ولأن الوقت كان قريب من العصر فوجدناهم قد أعدوا لنا وليمة من الرز البرياني اللذيذ محاطاً بجبال من لحم الضأن المتبل ببهرات الهند المميزة وكان من ضمن المجموعة أخ لنا أسمه فايز من مدينة خليل الرحمن يحب الطعام كثيراً ولم يكن مرتاحاً لأنه يأكل بتحفظ خجلاً من المضيفين وكان يتكلم مع بعضهم باللغة العربية الفصحى لأنهم يعرفونها دراسة وتفقه بالدين مما أثار أعجابنا أكثر بمضيفينا الكرماء وفجأه وجدنا أخانا فايز الخليلي يشمر عن ذراعيه ويمسك بقطعة لحم كبيرة ويقول أتدري يا شيخ أن العرب يحبون الطعام كثيرا وأبتلعها بلمح البصر مما جعل الجميع ينفجر ضاحكاً .. وبعد أن أنهينا طعامنا وجدنا جيشاً من الشباب يعمل على خدمتنا فمنهم من يحضر الماء ومنهم من يقوم بالتنظيف ومنهم من حمل أمتعتنا الى غرف الضيافة الكثيرة التي يعج بها المكان فأتفقنا أن نصلي العصر ونرتاح قليلاً من عناء السفر على أن نلتقي في صلاة المغرب ونجتمع ثانيه للتخطيط لبرنامج الغد .. وعند سماعنا صوت المؤذن يؤذن لصلاة المغرب توجهنا للمسجد القريب جداً من السكن وبعد الوضئ دخلنا باحة المسجد للصلاة وكم كانت المفاجأه أننا وجدنا المسجد يعج بالمصليين وكأنها صلاة الجمعة وبدأ امامنا الشيخ أسلم يتلوا القرآن وكنا جميعاً العشرة رفقاء في صف واحد لا أدري كيف أصف لكم ما حدث فكل المصلين الهنود كانوا يبكون بغزاره من شدة الخشوع ألا نحن وكم تمنيت في تلك اللحظه أن أختفي من هذا المكان خجلاً من نفسي وكان هذا حال جميع رفقائي .. وبعد أن سلم الأمام وأنهى الصلاة وجدنا أنفسنا ننظر لبعضنا البعض من هيبة الموقف وشدة الخجل لما نحن فيه ولسان حالنا يقول كيف خشع هؤلاء العجم من كلمات القرآن ونحن أهل لغة القرآن لم نفعل وبينما كان كل من فينا يفكر في أمره جاء رفيقنا الشيخ المهتدي وقال أنه سيكون هناك درس بعد الصلاة من قبل الداعية الشيخ أسلم وأنه سيقوم أحدنا أيضا بالكلام باللغة العربية ويقوم الشيخ أسلم بالترجمة الى اللغة الأردية لسان الهنود المسلمين فجعلنا كلاً ينظر للآخر فبادرت بالكلام وكيف ذلك يا شيخنا فهل نحن علماء بالدين لنفعل ذلك فقال الشيخ المهتدي لا عليكم أنا سأقوم بذلك وتوجه رفيقنا وجلس بجوار الشيخ أسلم وبدأ الدرس باللغة الأردية والتي كنا نفهمها نوعا ما ومن ثم سكت الشيخ اسلم وبدأ الشيخ المهتدي بالكلام باللغة العربية وفجأه أظلم المكان كله واستولت العتمة على كل المكان فقلت في نفسي يبدوا أن التيار الكهربائي قد أنقطع وما هي لحظات حتى أنار المكان كله ولكن حدث شيء غريب لاحظته بسرعة حين نظرت الى وجه الشيخ أسلم وكان متهللاً فرح يتمتم بحمد الله ونقلت نظري الى وجه شيخنا المهتدي فكان يجفف دمعة سالت على وجنتيه وأزددت حيرة من أمري ما الذي حدث ووجدتني أقف على قدمي وأتوجه الى باب المسجد فماذا رأيت؟ وجدت المكان من حول المسجد يسبح في عتمة شديده وظلام دامس ولا يوجد حتى ضوء شارد هنا أو هناك ... يا للغرابه ما الذي حدث ؟؟ هذا ما سنعرفه لاحقاً |
2015- 1- 19 | #5 |
أكـاديـمـي
|
رد: قصص من واقع الحياة (1)
نتابع قصتنا أن شاء الله وكنت قد توقفت عند حادثة أنقطاع الكهرباء عن منطقة المسجد وعودة النور سريعاً فقط وأقول فقط داخل أروقة المسجد فما الذي حدث؟؟
بعد أن أنهى شيخنا محاضرته وخرج الناس من باب المسجد بشكل عادي وفقط كانت علامات التعجب !! تلوح على محيا الرفقاء وأثناء المسير عودة الى سكن الضيافه عاجلت شيخنا وسحبته من ذراعه مبتعدا قليلا عن الرفقاء وعاجلته بتلهف بالسؤال عن ما حدث أثناء أنقطاع النور وعودته سريعا !! قال لي أنه بسبب جلوسه القريب من الشيخ أسلم سمع الشيخ يدعوا الله بتوسل شديد أن يعيد النور الى المكان وما هي الا ثواني معدوده والنور عاد للمكان فقط داخل أروقة المسجد وهذا ما تيقنه شيخنا فلم يتمالك دموعه اللتي انسابت دون رادع لما للحدث الجلل من عمق التأثير على وجدانه عندها صرخت الله اكبر الله أكبر ما أكرمك يا الله وكيف لا يجود الكريم بنوره على من كانوا يتذاكرون ويسبحون بحمده فقصصنا ما حدث على باقي الرفقاء فكبروا وحمدوا ربهم على جزيل كرمه وعظيم عطائه وتوجه كل منا إلى مضجعه فرحاً سعيداً متفقين على اللقاء على صلاة الفجر .. وقمنا من مرقدنا فجراً على صوت المؤذن متوجهين الى المسجد وقلوبنا فرحه ومفعمه بالأيمان ما شاء الله المسجد ممتلئ لآخره بالمصلين شباباً وكهولاً وأنتهينا من الصلاة وأجتمعنا بحضرة الشيخ أسلم وأتفقنا على أن نباشر اليوم صباحاً وفي تمام العاشرة بتقسيم أنفسنا الى مجموعات تتكون من ثلاث أفراد بصحبة مرشد من أهل المنطقه لزيارة أخوة لنا من المسلمين وبالفعل تم ذلك فكانت مجموعتي مكونة مني ومن الرفيق زياد القنه والرفيق فايز الخليلي وفعلا أنطلقت المجموعات بصحبة مرشدها وتأخرت مجموعتي في الخروج من المسجد نظراً لتأخر المرشد بحوالي نصف ساعه فأصبحنا لا ندري أين توجه باقي الرفقاء وعند حضور مرشدنا أعتذر عن تأخره وقمنا بمغادرة المسجد على عجاله ولم نبتعد كثيرا عن المسجد حتى رأينا جمع من الناس يتجمهرون حول أحد الأكشاك الصغيرة القريبة من المسجد وأقتربنا من الجمع لنستقصي الخبر وكان الناس متجمهرون لأستماع المذياع حيث كان المذيع يعلن في تلك اللحظه نبأ أغتيال رئيسة الوزراء الهنديه السيدة أنديرا غاندي الشخصية المشهورة والمعروفة لدى الكثير منكم فوالدها هو جواهر لال نهرو القائد المؤسس للهند الحديثة وأحد ثلاثة قادة أسسوا اتحاد دول عدم الأنحياز مع الرؤساء تيتو وجمال عبدالناصر وكان المذيع يتلو النبأ بحزن شديد ويقول أن الأغتيال تم صباح اليوم عندما كانت تجلس في حديقة قصرها تتحتسي الشاي عندما توجه أليها مجموعة من الحرس الشخصي (من عرق السيخ ) وأفرغوا طلقات بنادقهم في جسدها فضرجت بدمائها وفارقت الحياة .. والهنود السيخ من أشد الناس عداوة وكرها للمسلمين ، ويكمن هذا الحقد الدفين للمسلمين بسبب لن تصدقوا ما أقوله فقبل ثلاث مائة عام كان شعب السيخ الذي يقطن أقليم البنجاب في شمال الهند من المسلمين ويعبدون الله ولكن حدثت حادثه لأميرهم جعلتهم يرتدون عن الأسلام ويناصبون المسلمون العداء منذ حينها وقصة أميرهم هذا الذي كان شعبه يحبه ويحترمه ويبجله ويطيع أوامره قد توجه الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ونظراً لجهل هذه الشعوب بتعاليم الأسلام والمعرفه الصحيحة بشرائعه كان قد أرتكب حماقة كبيرة عند تواجده بالقرب من الحرم المكي الشريف وذلك بقيامه بقضاء حاجته (أجلكم الله) بالقرب من الحرم مما أدى الى أنه تعرض للضرب الشديد من قبل القائمين على خدمة الحرم ومنعه من أكمال باقي الشعائر وطرده شر طردة من مكة المكرمة فعاد الى بلده غاضبا أشد الغضب وأقسم أمام شعبه أن يعادي المسلمين الى أخر رمق في حياته ومن الغريب عند السيخ أنهم قاموا بسن تشريعات تمثل العكس تماما لتشريعات دين الأسلام الحنيف وسأسوق لكم أمثلة على ذلك يحرم على الرجال والنساء قص أو حلق شعورهم من الولاده وحتى الممات ، يستحب لبس الذهب للرجال ، تحليل شرب الخمره وتحريم التدخين (لاحظ كيف يخالفون المسلمين ) وأمور أخرى كثيره ربما الخجل يمنعني من ذكرها والغريب العجيب أن طريقة تأدية الصلاة هي الشيئ الوحيد الذي تركوه مشابه لصلاة المسلمين من ركوع وسجود ولكن لمن لتمثال أميرهم اللعين حيث أصبح مع الزمن أله والعياذ بالله وهم يحرمون الزواج من أي جنس أخر غير جنسهم الخبيث .. نعود لقصتنا ففورا بعد أعلان نبأ مقتل انديرا غاندي عمت الفوضى العاصمة وباقي المدن وبدأ عرق الهندوس بمهاجمة السيخ أينما وجدوهم وحدثت معارك سالت فيها الدماء للركب ولأن الأغلبية لعرق الهندوس فكانت الغلبة لهم في القتل الشديد للسيخ وأمام أعيننا وبالقرب من الكشك الصغير رأينا بأم أعيننا مجموعه من الهندوس يمسكون برجل من السيخ ويطعنوه بالسكاكين ومن ثم قاموا بسكب البنزين على جسمه وأحراقه أمام أعيننا وتنحى المسلمين عن تلك المقتلة العظيمة وبقوا محايدين وعندها طلب منا المرشد بالعودة سريعاً الى المسجد والابتعاد عن الشارع الرئيسي تلافياً لاية أذى ممكن أن ينتج عن هذه الفتنة العظيمة والتي لا ناقة لنا فيها وفعلا عدنا بسرعه الى المسجد ولم يكن قد عاد الرفقاء بعد فأنتابنا قلق شديد تحسبا لأي أذى قد يصيبهم وسط هذه المعمعة .. وأثناء النقاش اللذي دار بيننا وبين المرشد حول مصير الرفقاء وما العمل في حال تأخر عودتهم أندفع رجل من السيخ بسرعة الى داخل المسجد مستجيراً ينزف الدماء من ذراعه المجروح وفور الدخول باشر بالسجود وسط ذهول شديد منا فسبقنا أخونا فايز نحوه ومسك به وسأله ما الذي دفعك للدخول الى المسجد وكان أخونا فايز يتحدث اللغة الهندية بطلاقة فأجابه الرجل المفجوع من هول ما رأى أرجوك أنقذني أنهم يريدون قتلي فأسرع فايز وأغلق الباب وعاد للرجل السيخ مرة أخرى وقال له مندهشاً لماذا سجدت أجاب وهو يقسم بأنه يريد أن يعتنق الأسلام ويتحرر من وثنيته وأخونا فايز سر كثيرا لما سمعه دون تفكير منه حقيقة هذا القرار فمن الواضح أنه يريد أن ينجوا من الموت بالأختباء داخل المسجد وقد عرف المرشد هذه الحقيقة فورا وأخبر فايز أن يتركه يغادر المسجد فرفض أخونا فايز بشده وقال مخاطباً المرشد باستنكار شديد كيف يا شيخ تريدني أن أتخلى عن أنسان في محنه ويريد أعتناق الاسلام !! هل تريدنا أن نحرم من ثواب هدايته فصاح بوجه المرشد أحضر لي المقص بسرعه لأحلق له شعره الطويل ومن ثم أدعه يغتسل ويتطهر وينطق الشهادتين .. أجابه المرشد يا أخي أنت تتصرف بعاطفتك صدقني أنه لا يريد أن يعتنق الأسلام برضى وأقتناع أنما الخوف الشديد هو السبب وهذه تقيه منه وعند زوال الكارثه حتما سيرتد .. ماذا حصل بعد ذلك وهل أقتنع فايز بكلام المرشد وتركه يغادر دون أن يحميه وماذا حدث لباقي الرفقاء هذا ما سنعرفه لاحقاً .. |
2015- 1- 19 | #6 |
أكـاديـمـي
|
رد: قصص من واقع الحياة (1)
نتابع بأذن الله قصتنا وكنا قد توقفنا عند أصرار أخينا فايز على تطهير الرجل السيخ وجعله ينطق الشهادتين مع عدم أقتناع من الحاضرين من صدق نواياه وذهب أخينا فايز للبحث عن مقص شعر وقام أحد الرفقاء بالطلب من الرجل السيخ مغادرة المسجد فوراً وأمتثل الرجل للأمر وفعل ذلك مسرعاً وغادر المسجد وعندما عاد أخينا فايز ولم يجده جن جنونه وغضب غضباً شديداً وأخذ يوبخ رفيقنا على فعلته وأثناء احتدام النقاش عاد بقية الرفقاء وأثار التعب تعلوا وجوههم متسائلين عن سر غضب أخينا فايز وقصصنا عليهم ما جرى وأيدوا رأي الغالبية بتركه يغادر المكان دون جلب المزيد من المتاعب لأن المدينة تعمها الفوضى والقتل ثم جلسنا نتدارس الوضع العام القائم وماذا نحن بفاعلون حتى جاء الشيخ أسلم وأعلمنا بأن الحكومة أعلنت حالة الطوارئ العامة ومنع التجول تحت طائلة القتل والمسموح فقط ساعة واحدة في الصباح عند الساعة التاسعة ولغاية الساعة العاشره لشراء الأحتياجات الضرورية فقط فقررنا مغادرة المدينة في صباح اليوم التالي والعودة الى مديتنا أرض الثعابين (ناغبور ) وقضينا نهارنا بالكامل في المسجد وعند حلول الليل في حوالي الساعة التاسعة ليلاً بدأ بعض المدخنين من الرفقاء التسائل عن مدى امكانية الحصول على بعض السجائر للتدخين والمشكلة أن الجميع كانوا لا يملكون سيجارة واحدة وهنا أعتدل الرفيق فايز من جلسته وقال أنا أستطيع ان اجلب لكم علبة سجائر من الخارج هنا شعر الرفقاء بالخطر الشديد الذي ممكن أن يواجهه فايز في حال السماح له بمغادرة المكان ليلاً وخصوصا الطرق الرئيسية والتي تعج بجنود يمشطون الشوارع ويراقبونها وعندهم تعليمات مشددة بأطلاق الرصاص فوراً بأتجاه أي مدني يتحرك خارج منزله وهنا أستشاط الرفقاء غضباً من قول أخينا فايز ورموه بالجنون وقالوا له أتخاطر بحياتك من أجل سيجاره ولكن عبثاً ما يحاولون فقد أتخذ رفيقنا العنيد جداً قراره بالخروج واحضار السجائر فمسكته من ذراعه وقلت له يا أخي حكم عقلك ونفترض جدلاً أنك تمكنت من تجاوز كل هذه العقبات بربك قل لي من أين ستحضرها فجميع الأسواق مغلقة ولا يوجد مخلوق سوا الجنود ومركباتهم في الشارع فأجابني لا عليك تحضرني فكرة ما سأتمكن من تنفيذها بعون الله وأنجح في مهمتي ... رباه ما أشد عناده كتلة من الصخر لا تلين وفجأة نظر ألينا جميعا بأزدراء وقال ماذا ألا يوجد فيكم من يملك الشجاعة لمرافقتي أريد شخص واحد فقط يعاونني ويقوم على المراقبه من حولي وتنبيهي في حال أقتراب الجنود مني هيا أيها الجبناء تحركوا أريد شخص واحد فقط لا أدري لماذا تحركت بداخلي مشاعر الخوف الشديد من أن نخسره ونعود بدونه فوجدتني أقول له هيا أيها المعتوه سأرافقك فأبتسم وقال هيا أنت خفيف الحركة وستساعدني كثيراً ..
توكلنا على الله وخرجنا من المسجد والليل من حولنا حالك شديد الظلمة ولا تسمع سوى دبيب بساطير الجنود وقرع بنادقهم على الأرض لتحذير كل من تسول له نفسه التجول فنظرت الى وجه رفيقي فايز عله يكون قد أرتدع وصرف عنه هذه الفكره المجنونه ولكن ... هيهات ما زادته ألا أصرارا على ما سيفعل وبدأنا المسير بحذر سالكين الأزقة متحاشيين الشوارع الرئيسية وقمت بسؤاله هامساً هل تعرف أين ستذهب فأجابني غاضباً نعم يا أخي نعم لا تقلق وأكملنا المسير حتى أقتربنا من الهدف وكنا نختبئ خلف سور بيت قريب من الشارع الرئيسي وعندها جذبني من ذراعي وقال أسمع الأن حان وقت المغامرة فقلت له ماذا ... قال أسمع لا تخف أنظر الى هذه العمارة المقابلة لنا أتراها قلت له نعم أراها قال سنجري بأتجاهها مسرعين كالبرق دون أن ننظر حولنا فقط ركز نظرك على هذا الهدف وعندما أقول لك أنطلق تنفذ فوراً .. أخذ فايز يراقب الشارع كالصقر وكان يبدوا بعض الجنود الذين يمشطون الشارع يتمركزون على مسافة 100 متر من موقعنا اللذي نختبئ عنده وما هي ألا لحظات وقال فايز أنطلق فأنطلقت أجري أسابق الريح بخط مستقيم وعندما أوشكنا على عبور الشارع سمعنا صوت أحد الجنود يصرخ عالياً توقف ولكن هيهات تخيلت نفسي في سباق العدائين بألعاب القوى وتمكنا من الدخول الى العمارة الهدف وأسرعنا بالقفز على الدرجات متوارين عن أعين الجنود المحدقة وقد أضاء المكان كله من نور كشافات مركباتهم يدقون الأرض بكعوب بنادقهم تحذيراً من أعادة المحاوله عندها سألت رفيقي فايز وماذا بعد أيها المغوار قال لي أتبعني بهدوء دون أن تصدر أي صوت وصعدنا الى الدور الثاني من العماره وتوجه صاحبي الى باب أحد الشقق السكنيه وبدأ بقرع الباب بعنف وأنا أكاد أصعق مما يقوم به هذا المعتوه ولحظات وأتى صوت رجل مذعور من داخل شقته يسأل من الطارق وماذا تريد بصوت شاحب خافت ... فأجابه رفيقي نحن الشرطه أفتح الباب فنظرت أليه ولسان حالي يقول ماذا تفعل أيها المجنون فأطبق بكفه على فمي وقال أصمت ولا تتكلم وما هي الا لحظات وفتح الرجل المذعور الباب وقال سيدي نحن مسالمون ولم نفعل شيئ قبل أن يتدارك أن من يقف أمامه رجلين لا يمتان للشرطة بصلة فعاجله وقبض عليه فتوسل الرجل اليه أن يتركه وأنه سيعطيه ما يريد يا للمسكين لم يكن يتخيل أن المطلوب علبة سجائر لا غير حيث يملك الرجل دكان صغير أسفل العمارة فقال له حسناً أعطيك ما تريد أنتظرني لحظات فصرخ عليه رفيقي بسرعه وأياك أن تغالطنا بفعلة تكون نهايتك نتيجتها فدخل الرجل بيته بسرعه وأحضر كرتون من عشرة علب وقال له خذها وأنصرف أرجوك ولا أريد ثمنا لها فقال له رفيقي وهل تظننا لصوص وناوله ثمنها وسحبني من ذراعي على عجاله ونزلنا الى الطابق السفلي مسرعين وأقتربنا من باب العمارة والأن ستبدا مغامرة أخرى وهي العودة من نفس الطريق مجبرين على قطع الشارع الرئيسي فقلت له وما العمل الآن فأجابني سنفعل نفس الأمر ننطلق مسرعين الى الطرف الأخر من الشارع وبدأ يراقب رفيقي حركة الشارع والتأكد من عدم أقتراب أي دورية منا وفي لحظات جذبني من ذراعي بشده وصرخ أنطلق وبدأت أرجلنا تسابق الريح ولكن هذه المرة لم يكتفي الجنود بالنداء علينا وبلحظات سمعنا دوي الرصاص ينطلق بأتجاهنا وشاء الله أن تغالطنا تلك الرصاصات وتوارينا خلف أسوار أحد المنازل منطلقين داخل الأزقة الضيقة كالسهام حتى وصلنا الى المسجد حيث ينتظرنا الرفقاء وعند رؤيتهم لنا هللوا وكبروا حمدا لله على سلامتنا ولكن وجدت نفسي أنهار على الأرض حيث لم تعد ساقاي تقوى على حملي وعاجلني أحد الرفقاء بكأس من الماء أروي به ظمأي وأستعيد أنفاسي التي فقدتها وبدأ الرفقاء مندهشين حينما شاهدوا رفيقي فايز يقبض بيده على كروز الدخان وأعتلت وجوههم ضحكة مجنونه!! يا لك من رجل معتوه عنيد لقد فعلتها .. وجلسوا ليستمعوا منه تفاصيل هذه المغامرة المجنونة وطلبوا منه أن يوزع السجائر فرفض وقال أنتم لا تستحقون فقط رفيقي هذا من يستحق فقلت له أعطهم ما يطلبون فأنحرط الجميع بالضحكات وذهبنا لنخلد للنوم لكي نغادر غداً عائدين الى مدينتنا خوفاً من أن يطول تنفيذ قرار منع التجول .. وبالفعل قمنا من الفراش مبكرين وبدأنا نعد أمتعتنا ونجمعها أستعدادا للرحيل وعند الساعة التاسعة صباحاً غادرنا دار الضيافة مودعين مضيفنا على حسن ضيافتهم وتوجهنا الى محطة سكك الحديد وقمنا بحجز التذاكر بأنتظار قدوم القطار وعند وصوله ماذا رأينا ؟؟ يا الله العجب العجاب القطار ممتلئ لأخره بل الناس تركب على سطح القطار ولا يوجد سنتيمتر واحد فارغ لكي نتمكن من الدخول وكل ذلك بسبب الفوضى اللتي تعم البلاد من بعد أغتيال رئيسة الوزراء وعندها أصر الرفقاء على الدخول ولو بالقوة وقمنا بالدخول أخيراً بعد هرج ومرج من الركاب ولا أدري الى الآن كيف أحتملنا الصمود لستة ساعات داخل هذه المعصره والتي تسمى كابينة الركاب ووصلنا مديتنا بسلام ولكن كل ضلع في بدني يأن من الألم وعند وصولي لمنزلي رحت في سبات عميق لا أدري ربما غفوت لأكثر من 22 ساعة ومن ثم نهضت من نومي وكل عظامي تؤلمني وبادرني رفقائي بالسكن تعال الأن وأروي لنا ما حصل معك فطلبت منهم فنجان من الشاي السليماني (الأسود ) هكذا يسمونه الهنود وبدأت أروي لهم ما حدث .. وماذا حدث بعد ذلك سنكمل لاحقاً .. |
2015- 1- 19 | #7 |
أكـاديـمـي
|
رد: قصص من واقع الحياة (1)
نتابع الآن حكاية جديدة في بلاد الأغتراب ولكن قبل أن أبدأ حكايتي ورد في خاطري حدث جلل لتلك المدينة التي عشنا فيها مغامرة الهروب من المذابح نتيجة أغتيال رئيسة الوزراء وهي مدينة بوبال وكان ذلك بعد عام تقريباً حيث حدث بها كارثة بيئية كبيرة نتيجة أنفجار مصنع للكيماويات ونتيجة أنبعاث الغازات السامة قضى 25 ألف من المسلمين نحبهم وهم نيام فأختنق كل هذا الكّم من البشر رحمة الله عليهم وهم يقطنون بقرية قريبة من المصنع حادث مفجع ومؤسف ..
نعود الى قصتنا التالية في ذلك العام عاد شيخنا بفكرة جديدة ألا وهي زيارة جامع مسجد الكبير في مدينة دلهي القديمة وأخفى عنا الكثير من المفاجأت والتي ترك لنا أكتشافها بأنفسنا وتم تحديد موعد السفر وكالعاده حجزنا من خلال القطار وتوجهنا الى محطة السكك الحديد الرئيسية في المدينة وصعدنا الى القطار متوجهين الى المقطورة الخاصة بنا وجلست كعادتي بالقرب من النافذة أعد نفسي لرحلة تستغرق 12 ساعة مستعيناً بالكتاب الذي لا يفارقني في رحلاتي الطويلة وأثناء صعود الركاب الى القطار شاهدت طفلا في العاشرة من العمر يندس بين الركاب يحمل في يده علبه من الكرتون معلقه بحبل في رقبته يبيع الكعك والعلكة وما هي ألا لحظات وبدأ القطار يتحرك ولكن ببطئ شديد عندها صرخ المفتش على الغلام طالباً منه مغادرة القطار بسرعة وتأخر الغلام بالنزول وعاد المفتش يكرر صراخه على الغلام طالباً منه النزول بسرعة لا أدري لماذا أقشعر بدني فجأه وشعرت بكارثة ستحصل وكما توقعت نزل الغلام بسرعة فأنزلقت قدمه وسقط أسفل السكة ليعبر القطار على جسده فيمزقه أربا يا للهول من فظاعة المنظر لم أتمالك نفسي فأسرعت لدورة المياة أتقيأ ما في معدتي وعندما عدت كانت مفاجأة أخرى تنتظرني رأيت عامل النظافة يقوم بتنظيف بقايا قطع لحم الغلام من على السكة بكل برود دون أن يبدوا متأثراً من كآبة المنظر وكأن ما حدث أمراً أعتيادياً عندها قلت في نفسي الحمد لله على الأسلام الذي أعز الأنسان وكرمه وأنطلق بعدها القطار مسرعاً وأنا مكتئب لأكثر من ساعتين ولم تهدأ نفسي ألا بعد أن قرأت ما تيسر من القرآن الكريم وفي المساء خلدت للنوم وبعد ساعات صحوت من النوم على صوت القطار يتوقف فظننت أننا قد وصلنا مدينه دلهي وعندما نظرت من نافذتي وجدت كل شيء يغص بظلام حالك ورفقائي يغطون في نوم عميق فقمت من مقعدي وتوجهت الى باب المقطورة لأنظر ما حدث لأنه من غير الطبيعي توقف القطار فجأة دون أن يكون قد وصل الى مدينة ما على الطريق .. قمت بفتح الباب ونظرت فوجدت مجموعة من الركاب متجمهرين على بعد أكثر من 100 متر وكأنهم ينظرون لشيء ما وأنطلقت بأتجاه تجمهر الركاب فوجدت مجموعة من فرق الأنقاذ تنقل مصابين وقتلى حيث تبين لي أنه قد حدث تصادم ما بين قطارين يا الله ماذا حدث أشلاء هنا وجرحى هناك وقد أستغرق هذا الأمر ستة ساعات للأنتهاء منه وعندها بزغت شمس الصباح وبدأ قطارنا بمواصلة الرحلة وما زال رفقائي في سباتهم فتوضأت وصليت الفجر ودعوت الله أن ننهي رحلتنا بسلام وكان لنا ذلك ووصل القطار المحطة الرئيسية لمدينة دلهي وبدأنا بجمع أمتعتنا متوجهين الى جامع مسجد في قلب العاصمة القديمة وكان بناء ضخم من عدة طوابق يتسع لعدد كبير من الضيوف فأستقبلنا المضيفين بترحاب شديد وأقتادونا لغرف الضيافة لنضع أحمالنا ونرتاح من عناء السفر وعندها طلب منا الشيخ أسلم أمير جماعتنا أن نرتاح ونلتقي على صلاة العصر لنخطط برنامجنا الدعوي وليتم تعريفنا أيضا بشيخ جليل أسمه أنعام الحسن وهو المرشد العام لحركة الدعوة الاسلامية بالهند وأبلغنا الشيخ أسلم بأنه بعد صلاة العشاء سيكون له درس يجتمع عنده رجال من الدعاة قدموا من كل دول العالم مما زادني شوقا للقاء هذا الرجل وحدثت رفيقي الشيخ بمشاعري تلك فوعدني بلقائه منفرداً لأغتنم كل الفرص المتاحة لسؤاله والأستفادة من علمه الغزير وكان ذلك بالفعل بعد صلاة العصر عندما توجهنا لتناول طعام الغداء وبعد أنتهائنا منه أخذني الشيخ وحيداً دون رفقائي متوجها الى غرفة الشيخ أنعام وقبل أن يقرع رفيقي الباب تهادى الى مسامعنا صوت الشيخ يتلوا القرأن بصوت عذب رقيق لا أدري لماذا قمت بفتح الباب مستعجلاً لقائه غافلاً قرع الباب مستأذناً الدخول فماذا حدث توقفت مرعوبا من هول ما رأيت رأيت نوافذ الغرفه تتأرجح وتصفق بعضها بشدة وكأن ريح شديدة قد عصفتها ووجدت رجل مسن ذو لحية بيضاء كثيفة يجلس بهدوء ورزانه أمامه مصحف كبير ونظر ألينا مبتسما وأنا لا زلت لم أستوعب ما حدث فجذبني رفيقي متقدماً نحو الشيخ مقدماً أعتذاره للشيخ لدخولنا عنوة وأجاب الشيخ بلغة عربية متمكنه لا عليكما أجلسا هنا قربي وعاجل رفيقي بمراسم التعريف وتوقف الشيخ عند كلمة من فلسطين فمسك يدي بحنان وقال بوركت يا ولدي داعياً الله لفك أسر القدس الشريف وزوال حكم بني صهيون وودعناه على عجاله لأنشغاله بأمور أخرى وبعد خروجنا من غرفته سارعت بأيقاف رفيقي والدهشه لا تفارق محياي وسألته متوسلاً أن يشرح لي ما حدث فقال لي لا عليك أهدأ كل ما في الأمر أن الشيخ كان يُدرس الجن المسلم علوم القرآن؟؟ وعند دخولنا المفاجئ خرجت من النوافذ قلت له ماذا تقول بالله عليك (طبعاً انا غير مقتنع بذلك) أهذا ما حصل أجابني نعم يا أخي لا تعجب فهناك جن كافر وجن كتابي وجن مسلم وهم مكلفون بعبادة الله مثلنا تماما وعدنا الى غرفنا وما زال المشهد اللذي رأيت لا يفارق ذهني .. ما حدث عند موعد صلاة العشاء هذا ما سأقص عليكم لاحقا .. |
2015- 1- 19 | #8 |
أكـاديـمـي
|
رد: قصص من واقع الحياة (1)
نتابع قصتنا أن شاء الله وقبل ان أكمل أحب أن أنوه أن الغرض من سرد تجاربي عليكم وعن ما تجدوه من معلومات غريبة عن طوائف وأعراق صادفناهم خلال الفترة التي قضيناها في الهند وأنا قلت سابقاً أننا في تلك الفترة كنا شباباً صغاراً في السن لا نملك التجربة وكان خروجنا هو لأكتشاف هذا العالم الغريب من حولنا وكيف يعيش أخوة مسلمين لنا قصرنا كثيراً بحقهم ولم نساهم في تعليمهم أصول ديننا الحنيف على نهج السلف الصالح فحادوا عن الطريق الصحيح لجهلهم في فقه دينهم وسأورد لكم على سبيل المثال حادثة أني كنت أنوي التوجه لصلاة الجمعة في أحد المساجد التي لم أكن قد دخلتها سابقاً وعند دخولي المسجد شاهدت العجب العجاب المصلين يصطفون بشكل حلقات دائرية تماماً كما يفعل المصلين في الحرم الشريف حول الكعبة المشرفة وقلت في نفسي كيف ذلك وأقتربت من الصفوف لأنظر فوجدتهم يتحلقون حول قبر منصوب في وسط المسجد وهو قبر أحد الأولياء الصالحين كما في معتقدهم فخرجت فوراً من المسجد وأنا حزين لما رأيت وكيف وصل الحال بهم لذلك ..
هذا غيض من فيض وأخشى أن يحاسبنا رب العالمين على تقصيرنا في أرشادهم تعاليم دينهم الصحيح الله تب علينا انك أنت التواب الرحيم .. نكمل حديثنا وقد كنا توقفنا عند موعد صلاة العشاء وما هي المفاجأة المنتظرة لقد حضرت برفقة الأخوان مع مرشدنا الشيخ لصلاة العشاء في جامع مسجد مركز الدعوة الرئيسي في مدينة دلهي القديمة وكان الحضور كبير للصلاة ومتابعة درس ما بعد الصلاة وبعد الأنتهاء من الصلاة أخذت موقعي للتحضير لدرس المساء وبدأ الشيخ في ألقاء درسه وكان موضوعها يتركز حول أهمية الدور اللذي يلعبه الداعية في نشر الرسالة المحمدية ولاحظت بوجود رجل ملامحه تختلف عن الهنود يجلس بجواري ينصت للدرس بتركيز شديد ولم أكن قد تمعنت بملامحه نظرت الى وجه الرجل الصامت وتبينت أنه أوروبي الملامح له لحية كثة مهذبة ويلبس النظارات ، لا أدري لماذا أختلجني شعور غريب بأن هذا الرجل اللذي يجلس بجانبي ليس برجل عادي بل هو شخصية مشهورة لأن معالم وجهه توحي بذلك وأغتنمت فرصة أنتهاء الشيخ من درسه وعاجلته بتحية الأسلام وقمت بمصافحته وقمت بتعريفه بنفسي وأني طالب علم أدرس بأحد مدن الهند فعاجلني من أي بلد أنت وكان يتحدث بلغة أنجليزية مهذبة تكشف عن أصول محدثي الأنجليزية فأجبته أني من طيور فلسطين المهاجرة فعاد ليصافحني بحرارة ويقول سأقص عليك حكايتي وكيف أنار الله طريقي للأسلام .. نشأت في بيئة مرفهة تملؤها أضواء العمل الفني الإستعراضي المبهرة وكانت أسرتي تدين بالمسيحية وكانت تلك الديانة التي تعلمتها فكما نعلم أن المولود يولد على الفطرة وأهله يمجسانه أو يهودانه أو ينصرانه لذلك فقد تم تنصيري بمعنى أن النصرانية هي الديانة التي أنشأني والدي عليها وتعلمت أن الله موجود ولكن لا يمكننا الإتصال المباشر به فلا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق عيسى فهو الباب للوصول إلى الله وبالرغم من إقتناعي الجزئي بهذه الفكرة إلا أن عقلي لم يتقبلها بالكلية وكنت أنظر إلى تماثيل النبي عيسى فأراها حجارة لا تعرف الحياة وكانت فكرة التثليث أو ثلاثية الإله تقلقني وتحيرني ولكني لم أكن أناقش أو أجادل إحتراماً لمعتقدات والدي الدينية وبدأت أبتعد عن نشأتي الدينية بمعتقداتها المختلفة شيئا فشيئا وإنخرطت في مجال الموسيقى والغناء وكنت أرغب في أن أكون مغني مشهور وأخذتني تلك الحياة البراقة بمباهجها ومفاتنها فأصبحت هي كل شيء بالنسبة لي وأصبح الثراء المطلق هو هدفي تأسياً بأحد أقربائي الذي كان واسع الثراء، وبالطبع كان للمجتمع من حولي تأثير بالغ في ترسيخ هذه الفكرة داخلي حيث أن الدنيا كانت تعني لهم كل شيء وكانت هي معبودهم وكان لي ما خططت له وهو الشهرة والثراء وأصبحت من ألمع نجوم البوب في العالم وأصبحت أسطوره لدى وسائل الأعلام وعرفت طريق الشقاء الروحي باللجوء للخمر والمخدرات مما في نهاية المطاف أدى الى وصولي الى المستشفى والعلاج وخرجت من هذه الأزمة وأنا أبحث عن معنى الفراغ الروحي وما السبيل الى الحق فقرأت عن الديانات وجذبتني الديانة البوذية ولكن بعد فترة وجيزة لم تستقر نفسي ولم تجد ملاذها فغنيت أغنية ليتني أعلم من خلق الجنة والنار وكتبت أيضاً أغنية الطريق الى معرفة الله ولم أكن أعرف أي شيئ عن الأسلام وكانت المعجزة وأرادة الله لهدايتي أن قام شقيق لي بالسفر الى القدس مسجلاً أعجابه الشديد بالمسجد الأقصى وبالوافدين أليه للصلاة فأحضر لي أخي نسخة من القرآن لشعوره بأن هذا الكتاب سيعجبني بالرغم من عدم أعتناق أخي الأسلام وقرأت الكتاب وكان هو شعلة النور التي أضاءت طريقي فعرفت خالقي وعرفت طريق الحق والهداية فسافرت الى القدس في عام 1977 وعدت بعدها لأعلن أسلامي في أحد مساجد لندن وأبدأ قصة داعية في سبيل الله هل عرفتموه أنه الداعية الأسلامي الانجليزي يوسف أسلام (المغني السابق المشهور كات ستيفن ) فعندها قال لي عباره أثرت في نفسي كثيرا قال لي أحمد الله أني عرفت الأسلام واهتديت اليه .. هذا ما كان وأنتهت حكاية أخرى عجيبة دارت رحاها في هذا البلد العجيب المليء بالأسرار وفي قادم الأيام سأحدثكم عن رحلتي القادمة الى واحدة من أعاجيب الدنيا الخالدة (تاج محل) .. فإلى حينه أستودعكم الله .. |
2015- 1- 19 | #9 |
المشرفة العامة سابقاً
ملتقى الفنون الأدبية |
رد: قصص من واقع الحياة (1)
_
قرأت البعض ولِي عوَدة للتكملَه .. سرد رآئع أخي وثآئقي .. مقتطفآت من قصص واحداث شيقة يعطيك ربي الف عافية .. ,, لي عوَدة ,, |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مقتطفات من الحياة | ابومحمدبندر | ملتقى المواضيع العامة | 1 | 2015- 1- 21 04:16 AM |
[ التجمع الخاص قبل الإعلان عن النتائج النهائية ] إستفسارات .. نقاش .. حوآر | أَبُو يـَزَنْ | ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل | 2773 | 2015- 1- 14 08:29 PM |
[ استفسار ] أبتدت تحلى الحياة... | حبروك | إدارة أعمال 8 | 45 | 2014- 12- 29 12:09 AM |