|
ملتقى الكليات الصحية بالاحساء ملتقى طلاب وطالبات الكليات الصحية التابعة لجامعة الملك فيصل بالأحساء |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مهنة الطب تشهد أسوأ عصورها..!!!
مهنة الطب تشهد أسوأ عصورها
حسن علي الزهراني أستاذ واستشاري جراحة الأوعية الدموية في جامعة الملك عبدالعزيز كانت مهنة الطب ومازالت- إلى عصر قريب- واحدة من أشرف المهن وأكثرها احتراماً،فقد صنف الإمام الغزالي رحمه الله علم الأبدان في مرتبة بعد علم الأديان مباشرة، وعلى الرغم مما شهدته المهنة من انحرافات في الآونة الأخيرة في بريطانيا مثلاً إلا أن استطلاعاً للرأي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية أخيراً قد أوضح أن البريطانيين مازالوا يكنون للعاملين فيها احتراماً كبيراً ويضعونها على رأس القائمة مع مهن التمريض والتعليم، متقدمين في ذلك على لاعبي الكرة و رجال السياسة والمحاماة. والغريب أن هذا الاستفتاء قد تم بعد ظهور مجموعة فضائح طبية كان آخرها فضيحة طبيب الموت أو بالأحرى القتل الرحيم تشايبمان الذي تسبب في قتل عدد من المرضى . لقد كان الناس إلى عهد قريب في بلادنا وفي بعض الدول العربية يسمون الطبيب حكيماً . وهي نقطة تجمع بين سمات العلم والحكمة والضمير ، ومن هنا فقد كانت توقعات عوام الناس من العاملين فيها عالية ورفيعة في مستواها، كيف لا والمريض يسلم روحه وجسمه وعرضه إلى الطبيب مستأمناً إياه على كل أولائك ،فما وصف له من عقاقير أدخله في جوفه، وما منعه من طعام امتنع عنه، بل إنه يسلم جسمه وعرضه تحت تأثير المخدر للجراح مطلقا يده في إجراء ما يراه مناسبا له ولصحته دون تحفظ ....يدخل المريض على طبيبه فيجلس منه مجلس الابن البار من أبيه يصغي إليه باهتمام وينفذ تعليماته دون مناقشة ...إن مهنة كهذه تتطلب من صاحبها أخلاقيات رفيعة قد لا تكون بالمستوى نفسه في المهن الأخرى ...وتفرض عليه سمات ومواصفات سامية لا تتوافر وللأسف الشديد إلا في القليل . يظن بعضنا مخطئا أن مجرد الحصول على تقدير عال في الثانوية أو مجرد وجود الرغبة عند الطالب أو والديه كافيان لنيل شرف هذه المهنة..و ما علموا بأن الأمر أعقد من ذلك بكثير....!!!!!!!! لو كان لي من الأمر شيء لوضعت شرط تمتع الطالب بمستوى رفيع من الخلق الفاضل الذي يحض على مد يد العون ومساعدة المكروبين في أعلى قائمة الشروط، والذي يحث على التمسك بآداب الصدق والأمانة والترفع عن الدنايا والمغريات ، فكل من يمارس مهنة الطب- بصرف النظر عن دينه- يعلم أن طبيبا لا يتمتع بحد أدنى من تلك الصفات سوف يكون بعد تخرجه بمنزلة المجنون الذي أعطي عصا في يده يطيش بها بين عباد الله....!!!!! إن ما تناقلته وسائل الإعلام أخيراً عن أطباء ينتهكون أعراض مريضاتهم بل ويغتصبونهن ويصورون تلك الأفعال المشينة لهو أمر يندى له الجبين كل من يمارس مهنة الطب ...والمثير في الأمر أن الظاهرة عالمية، فهناك تقارير من أمريكا وأوروبا ثم للأسف الشديد في دولة عربية مجاورة، وأخيراً وقد لا يكون آخراً ما نشر عن اثنين من الأطباء في مدينة حائل لهو أمر مروع للمرضى والأطباء والمجتمع على حد سواء. أما ظاهرة الأخطاء الطبية فحدث ولا حرج...فقد باتت ظاهرة عالمية لا تخلو منها مستشفى بما في ذلك بلادنا، ومع هذا مازال الدفاع مستميتاً من قبل بعضهم عن المخطئين ...!!!لأمر يعلمه الله، لعل الكثير لا يعلم أن الأخطاء الطبية تقتل في أمريكا وحدها مابين 50000 إلى 100000مريض سنوياً، و لا أدري إن كان الرئيس الأمريكي بناء على هذه الإحصائية وأرقامها المرعبة وفي ضوء ما نشهده من نزق وتسرع فسوف سوف يقوم بوضع أطباء بلاده على قائمة الإرهاب ومشافيها ضمن محاور الشر، فهذا العدد يماثل أكثر من 20 مرة عدد من قتلوا في 11سبتمبر، وإنني أتعجب من تلك الأعداد الغفيرة التي سافرت وتسافر لتلقي العلاج هنالك وموقعهم من الإعراب ....!!!! في هذه الإحصائية.. لقد أوضحت دراسة حديثة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية بأن معظم أطباء الامتياز الأمريكيين يعانون فور تخرجهم إحباطاً شديداً واكتئاباً وتضعضعاً في معنوياتهم عند مواجهتهم لواقع المهنة ، فشكاوى المرضى الكيدية والصحية في تزايد مطرد وسمعة المهنة في تدهور مستمر ، أما في بريطانيا فإن واحداً من كل أربعة خريجين يغير مهنته إلى مهنة أخرى ، راضياً في ذلك من الغنيمة بالإياب لشعوره بان الواقع مخالف لما كان يحلم به ، فالمناوبات طويلة ومملة والطريق إلى التخصص دونه خرط القتاد، فهو يحتاج إلى قضاء10سنوات- في المعدل- بعد تخرجه ليقف على رجليه استشارياً. لا أنسى إبان فترة تدريبي في بريطانيا حديثاً دار بيني و وبين طبيب امتياز اسكتلندي لاحظت إنه يشتري صحيفتين مرموقتين يقرأهما بشغف ونهم كبيرين ، سألته عن الأمر فأجابني: أريد أن أكون عضواً في البرلمان ، أتريدني أن أفني حياتي خلف الكواليس في خدمة مرضى بائسين أو تعامل مع أناس قلائل لا تأثير لهم ولا حول ولا طول(يقصد الأطباء..!!)ومن هنا فليس من المستغرب ما نراه من ممارسات بعض الأطباء من الجري خلف الصيت والغنى فيندفع بعضهم إلى مهن أخرى، فهذا يريد أن يعمل مديراً عاماً منذ التخرج وحتى التقاعد ويزاول خلال هذه الفترة كل أعمال المقاولات عدا الطب ، بل إن بعض هؤلاء المديرين لم يعالج مريضاً واحداً طيلة حياته المهنية ، وثان يريد أن يكون ممثلاً أو مهرجاً أو مطرباً –سيان- وثالث يتجه للتجارة العقار ، ورابع روائي أو صحفي ، وخامس وسادس...وهكذا.!!!!!!! إن المشكلة في نظري تبدأ منذ السنة الأولى في كلية الطب، حيث يصدم بعض الطلاب عندما يفاجأ بصعوبة الدراسة واختلاف وسائل تحقيق التميز، فلا ينفع فيها أعمال السنة ولا الدروس الخصوصية ولا الملخصات والمختصرات فيلجأ بعضهم إلى الغش ...!! ولا تستغرب عزيزي القارئ فقد أوضحت إحدى الدراسات الحديثة انتشار ظاهرة الغش بين طلاب الطب في بريطانيا..!!.فما بالك بطالب العالم الثالث ، ولك أن تتصور كيف يكون الحال عندما يكون طبيبك غشاشاً أو مزوراً لشهاداته كما حدث لبلادنا أخيراً ، حيث تم اكتشاف عدد من الأطباء المزورين لشهاداتهم من قبل هيئة التخصصات الصحية، وكان آخرهم ما نشر عن طبيب عمل اختصاصياً في جراحة المخ والأعصاب ثم ظهر بأنه سباك ، وفي إحدى المستشفيات الكبرى في بلادنا اكتشف العشرات من هؤلاء المزورين ، وهو ما يدلل أن حجم المشكلة كبير وبالذات في بلادنا ، حيث أن ما تم اكتشافه ليس إلا رأس جبل الثلج، فهل حان الوقت لدراسة هذه الظاهرة ومعالجتها باجتثاث جذورها . هل حان الوقت لوضع آليات تحول بين عربدة المزورين في هذا المجال المهم والبطش بهم؟؟ أين جهات الرقابة؟؟ أين جهات الاختصاص ؟؟ أين مديرو القطاعات ؟؟ أين مديرو المستشفيات ورؤساء الأقسام التي عمل بها أولائك ؟؟ أين لجان المراضة والوفيات؟؟ أين ما يسمى لجان الجودة النوعية والشاملة؟؟ أم أن الأمر كله حبر على ورق....!!! إن الخوف شديد على المهنة من أبنائها أولاً ثم من المتاجرين فيها، وما نسمعه عن دخول شركات التأمين الطبي في هذا المناخ قد يكون قاصمة الظهر إن لم يتداركنا الله بلطفه ثم إن لم نبادر بوضع الضوابط الكافية لمنع ضعاف النفوس من استغلال هذه المهنة الشريفة لتحقيق مآربهم الدنيئة. إن مهنة الطب تفرض على المنتسب إليها مستوى معيناً من السمو الأخلاقي ، فلا يقبل المرضى والمجتمع من العاملين فيها إلا الكمال لحساسية المهنة، ومن هنا فلا يعقل أن يكون الطبيب نصاباً أو عربيداً أو سكيراً بل ولا مدخناً ، قد تميز قصة لاعب الكرة صاحبها إلا أنها سوف تكون سبباً لمقته لو كان طبيباً. إننا أمام ظاهرة تحتاج إلى جرأة في التعامل معها...فهل نفعل..؟؟.. أرجو ذلك قبل استفحال المشكلة..؟؟؟ نشرت في "الملتقى الصحي" العدد 36 ، شوال 1423هـ ، ديسمبر2002م نقطة |
2006- 9- 1 | #2 |
أكـاديـمـي
|
رد: مهنة الطب تشهد أسوأ عصورها..!!!
الله يعينا
بصراحة الله يعينا أذا تقابلنا يوم من الايام مع كذا أشكال |
2006- 9- 1 | #3 |
احد مؤسسي الملتقى
|
رد: مهنة الطب تشهد أسوأ عصورها..!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يكون بالعون شاكر لك على الموضوع والى الملتقى الموالي |
2006- 9- 2 | #4 |
من مؤسسي الملتقى
|
رد: مهنة الطب تشهد أسوأ عصورها..!!!
الف شكر اخية على هذا المقال
ونترقب منك المزيد اختك ولاية |
2006- 9- 4 | #5 | |
مؤسس الملتقى
|
رد: مهنة الطب تشهد أسوأ عصورها..!!!
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اقتباس:
مشكور أخوي نقطة على هذه المشاركة الفعّالة و نترقب جددك |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أسوأ, مهنة, الطب, تشهد, عصورها |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طالبات يبحثن عن بصيص امل في قبولهن بكلية الطب ! | بـــو أحــمــد | ملتقى المواضيع العامة | 23 | 2017- 5- 16 04:03 PM |
التمريض عبر العصور | زهرة الربيع | ملتقى طلاب وطالبات الكليات الصحية - جامعة الإمام عبدالرحمن | 9 | 2009- 9- 10 07:30 PM |
اقرأ هذا الكتاب قبل الالتحاق بدراسة الطب..!!! | نقطة | ملتقى الكليات الصحية بالاحساء | 14 | 2008- 10- 11 11:31 PM |
قصةالطب البديل | fathi | ملتقى الكليات الصحية بالاحساء | 4 | 2006- 10- 5 07:17 PM |