وهنا تكمن هوّه سحيقه نتساقط بها صرعى الجهل .

ولانفرّق بين العاطفه والقانون , ونظن ان قانون الغاب دليل قوة وشرف وعزة !

مازلت استغرب ان من يسأل هذا السؤال فتاة ( شرف وعرض وعوره ) , تعلم ان "كلاب الحراسه" هم انفسهم "الذئاب البشريه" .. فتئوي الى القطيع الأقرب ليحميها من القطيع المجهول , ثم تنتقل من كلب حراسه الى آخر , دون ان تفكر بذاتها , او تعيش كإنسان سوي , وتلجأ للقانون كما يلجأ الرجال انفسهم "كلاب الحراسه" للقانون ايضاً ..

في السابق كانت المرأه جاهله , فسهُل على الرجال العبث بها بعفويه ورضا تام منها , واشتروا حريتها بمالهم وقوتهم , اليوم يأخذ الجهل اشكالاً معقده وفبركات ساذجه , ويتم تمثيله في مسرحيات هزليه "بكائيه" عبر كليات البنات ومن -ياللعجب- رجال و"كلاب حراسه" كانوا سابقاً وحسب مفهومهم "ذئاب" , والفتاة "الصغيره" مثل حجر الشطرنج يتنافسون بحميميه هائله لكسبها , ويتركون الكبار والسيدات الناضجات وسيدات الأعمال والطبيبات , ومن تشذ عن فلكهم الفكري ... تـُعهـّر وتنبذ !

شرف ؟ عرض ؟ اكذوبة القرن العشرين ومابعده !

توضيح ؟
اكثر من هذا !

لايوجد شيء اسمه عرض وشرف , والفتاة ليست عرضاً لأحد او شرفاً له او حتى عاراً على احد ! , هناك تكافل عائلي انساني طبيعي من غير تقسيم للعائله الى نصفين الأول عباره عن اعراض وعورات متحركه وفتنه وشرف وفضيحه , والنصف الآخر عبارة عن كلاب حراسه وظيفته حماية هذه العورات .

نعم عندما نكون حيوانات في غابه من غير قانون سنلجأ الى هذه الطريقه , اعلم ان من يعيش في بيئه تنمو فيها هذه المفاهيم كالفطر والعشب الضار , يصعب عليه تصور الدنيا من غير عوره وهذه في هذه الحاله المرأه , بل هي تظن نفسها عوره نظراً لعيشها في هذا الجو الموبوء , وعدم تجربتها الحب , لكنها سريعاً ما تخرج من هذا الوهم عند اختلاطها بالرجل , ايضاً "كلاب الحراسه" كذلك !

الحور تسأل : لماذا لم تجب على السؤال ؟

هل اختنا الحور عباره عن عرض ؟ او شرف ؟ :)
شيء مضحك ان اتصور كائناً امامي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق عبارة عن شرف او عرض او شيء بتلك "الشفافيه" و "الكهنوت" والقدسيه كالصنم ...

من يعتبر المرأه "شرف وعرض" ويوصلها الى هذه الدرجه من القدسيه ( كما هو كل التاريخ ) ... هو ذاته الذي ابتكر كلمه "عاهره " و "مومس" و الفاظ اخرى عاميه يطلقها الشباب السعوديين على المرأه .

اني والله اعجب واضحك الم تتسائل هذه "العرض والشرف" ذات القدسيه الهائله التي تستنفر كل "كلاب الحراسه" لحمايتها من الكلمه والهمسه .. لماذا ؟ لماذا لايوجد صفات تدنيس سوى للمرأه ... لماذا توصف المرأه بأنها مومس , ولا نجد صفه مقابله نصف بها الرجل , لماذا توصف بأنها عاهره , ولا نجد صفه مقابله نصف بها الرجل الذي يقابلها , وإن كان فنجدها صفة تكريم له لـ فحولته !

المرأه التي تريد الوصف كـ شرف وعرض , عليها ان تعرف جيداً انها ستعيش وأوصاف كـ "عاهره ومومس" قريبه منها .
وصدقوني لا اتحدث عن افراد , بل عن المرأه ... المرأه التي تريد التقديس في مكانٍ ما , ستهبط الى دركات التدنيس في مكانٍ آخر , قبل ان تهبط الى القاع في كل الأماكن إن لم يكن بالعهر الأخلاقي فبالجهل والعهر الفكري كما هو حاصل اليوم عندما تتصور المرأه انها تعيش كملكه وسفره قصيرة للخارج لوحدها تكتشف الحقيقه , ليس شرطاً ان تكون نفس المرأه ... لكنها امرأه في كل الأحوال ...

والرجل ؟ الرجل الذي يطلق هذه الصفات كلها .. يبقى بعيداً عن كل المهانات , وفي كل حالاته إن سالباً او ايجاباً يكون فخورا بما فعل .

اذا لبس الشاب انيقاً في السوق , لن يقال عنه شيء ...
واذا لبست الفتاة جميلاً في السوق مخصر ولثام , سيقول عنها الرجال ( المؤمنين بالعرض والشرف والغيورين ) : شوفوا ودها تتعرف على واحد شكلها "قحـ " ..

لايوجد شيء اسمه عرض وشرف , والفتاة ليست عرضاً او شرفاً لأحد , وإن كان هناك شرف او عرض لإنسان , فهو عرض وشرف نفسه ...

يتم "تشريفها" اليوم ... لتعهيرها غداً اذا خرجت عن "طوق" وقانون كلب الحراسه , وهو هنا المجتمع كله .

بعضهم يطلق لفظ الذئاب البشريه والأفاعي البشريه , ويحق لي بالمثل اطلاق وصف كلب الحراسه .. ولكنه هنا لوصف اناس لايرون بها سوى عوره وعنزه عليه حمايتها من "الذئاب البشريه" .. !

اشكر الصديقه الحور على ردها , و تجاوبها ومرورها على رأيي المواضع في هدير "الغابه" !
لا اظننا سنتفق , هناك منطلقات , وايضاً افكار تحتاج الى تصحيح في الأول , ايضاً عدم الفهم لبعض ما اقول , وتلبيس الكلام ببعضه , وضربه يمينه بشماله ... والإسقاط الفكري .

ومثاله البسيط جداً فيما قلت وفيما علّقت الصديقه الحور هنا :

هناك تكافل عائلي انساني طبيعي من غير تقسيم للعائله

اثبتُّ ان معيار العائله موجود , وان الرابط هو التكافل الإنساني الطبيعي بين كل كائن وآخر , والأولى الأقرب والأكثر مشاهده ورؤيه

وعلقتِ :

الا تري ان ما تقوله هو اشبهه بمجتمع الغاب



احارب قانون الغاب , ان يكون لكل قطيع من الكلاب , قطيع آخر من الخراف يقوم بحمايته ... ثم تسمين الإنسانيه "قانون الغاب" ...

انتِ تبحثين عن التعاطف الإنساني , هو موجود ولو لم تكن الفتاة عرض او شرف , وهذه الكلمتين مرتبطه بالجنس فقط , ما اريده هو ان نتجاوز الجنس وننظر الى الإنسان لكونه انسان اكبر من ان ننظر اليه ونعد حوله همساته وكلماته ونراقب قلبه وحسه ...

الشرف والعرض هو السمعه الجنسية للمرأه !
لا علاقة له بأخوه او ابوّه او اسره ... برغم وجودها كتعاطف انساني يضيق ويتّسع بحسب الإستقرار الأسري .

ما تبحثين عنه , التعاطف الإنساني واقدّر هدفك , لكن لايجب حصره بالجنس , التعاطف وفق قانون الغاب , التعاطف "القيد" .. التعاطف الذي يضمن لنا ان هذه "العنزه" لا تحادث شاباً بالهاتف , والمسنجر او لها علاقة حب مع زميلها بالعمل !
لأنه إن ظهر لنا اليوم بابتسامه مشرقه , سيتحول كابوساً في الغد .

ثم ننتقل للإسقاط الهائل , وهو رفضك حصر الحب بالجنس الآخر !

مازلت اقول , وانا اكن كل الإحترام للجميع , هذه المرحله العمريه صعبه , ويبدوا بها كل شيء صحيح بالطريقه التقليديه ولد وبنت يساوي كل مصائب الدنيا ...

شكراً لك , سعدت بالحديث معك ...