السلام عليكم ورحمته الله وبركاته ..أما بعد ..
علم النفس خصوصاً السلوكي ..كلنا يعرف ماهو لكن العلم يقف أمام مانسميه اليوم بالعقل الباطن .!
كلنا ، ربما يظن أنه يعرف كيف يعمل(ماتكرره تفعله بشكل لا ارادي و و و إلخ )
لكننا كلنا نجهل كيف يعمل فينا ..! (مدهش بحق )
سأخبركم بتجاربي ..التي مندهش منها بحق ..
كانت لي زيارات متعدده لطبيب الاسنان .! (هذا الغول الطبي ) الذي يهابه الجميع ...
وبعد مده شعرت أنني فعلاً وجدت الطبيب رجل طيب وذو أخلاق ومثقف ..
وبدأت صداقه معه ..وكانت هذه الصداقه عباره عن (تحدث لمدة نصف ساعه معه ) في أمور ثقافية وسياسية
واستشارات بشان الكتب . و و ..ومن ثم أذهب لاجلس على مقعد التشريح المخيف ..ثم بعدها أخرج وهكذا ينتهي الموعد بسلام وانا متفائل جداً ..ولم أشعر بأي خوف ..
وأنا قارئ متواضع لعلم النفس (ومتعمق قليلاً به ) ..شعرت أن هناك شيء ليس على مايرام ..!
فلماذا أكون صداقه معه وان أتحدث بشأن أمور سياسية وثقافية و و و !!
أكتشفت بعدها أن تكوين الصداقة معه لم يأتي من فراغ (حب الاجتماعيه والنقاش ) بل كان خوف دفين وعميق من الذهاب للطبيب نفسه ..فأنا أتحدث بمتعه معه عن (كيف لرجل مثل نابليون أن يقتل ملايين ثم يجثوا بركبه أمام حبيبته الاولى خوفاً وشوقاً ..!
فهذا لم يكن نقاشاً ..بل مجرد إطالة وكسب بعض الوقت معه كي لا ننتقل من نقاشنا إلى (هيا لخلع الضرس ) !
لم أكتشفها نتاج ذكاء حاد أو تفكير مجهد ..بل بصدفه قادتني إلى هذه النقطه المخفية عني تماماً ..
فالخوف لا تشعر به ربما ..وربما تعتقد وتؤكد أنك لست خائفاً (مثلي تماماً والدليل الذهاب للطبيب أكثر من مره )
لكن الخوف يوجه سلوكياتك بشكل غيبي وصعب أن تكتشفه كإدراكك للإدراك نفسه ! فهذا شيء مستحيل
أخبرت الطبيب بالقصه كامله ..ثم بدأ بعدها بالضحك مقهقهاً ..وقال لي بالحرف الواحد ..
كنت قديماً أرى خلع السن بشكل بدائي (نربطه بحبل ) رغم تواجد الأطباء إلا أن هذه كانت من الأمور المعمول بها والأيسر لنا مادياً ومعنوياً في الريف الصعيدي ...وقد خلق لي هذا المنظر خوف عميق ..ثم نسيته تماماً ..!
وهاأنا طبيب واستشاري أسنان ولا أعلم لماذا ...ربما لأتجنب خلع أسناني بخلع أسنان الآخرين ..! كمقولة (اقرب من الخوف تسلم ) ..!!

همسة: العقل الباطن عندما يخاف من شيء ليس بالضرورة أن يبعدك عنه
بل ربما يقربكك منه ويجعلك أمامه ولا تخاف منه ..لكن هو من قادك له .!
فمثلاً الليبرالي لا ينفك يتحدث عن حرية المراة ...وهو إحدى أمرين ..
إما أنه يكرهها بحق ..! ويريد من التحدث بحرياتها استنقاصها (نطالب لك بحريتك ياناقصه، ليس لديك حقوق )
أو أنه مهووس بها ...لدرجة أن يفتي العالم بأن قيادة المرأة أخطر أمرأً من أعداء صلاح الدين الأيوبي "الصليبيون "
فالليبرالي يؤمن بالمساواة مع المراة ..إذن ياهذا لما لا تطالب من المراة أن تتحدث وتطالب بحرياتك كما تدعمها أنت بقلمك .!؟(من باب المساواة ) !

شكراً لكم ..