أن يتولد لدى أحدكم شعور مدعاة للبحث في فكرة غير مستقرة أجده أمراً طبيعياً ،
و إنما ربما ليس بالعلة التي نهجها .
لأن جبلتي أن لا أطمأن أو أخضع للأمور من خطوة متقدمة
حتى أبحث عن أدق تفاصيلها التي تؤدي إلى الأصل ، ولو كان ذلك في سن ما خلص بي إلى حالة عصيبة.
أحسب أنني توصلت إليها بعدما أديته ، إنما أود تبيينه على هيئة مثل :
سأفترض أن الاختبار يسير على النهج التالي ...
س1/ أيهما ستهدي خالتك المعلمة ؟
1- باقة ورد .
2- دفتر و قلم فخمان .
3- حلي ثمينة .
س2/ أنت في العادة عندما تكون في خصام مع صديقك ، ولا يمكن تحديد المخطئ ؟
1- أول من تبادر إلى السلام.
2- تنتظر لحظة أن يلتفت إليك ،وتعتذران في وقت معاً.
3- لا تفعل شيئاً ،وتريده هو من يبدأ حفاظاً على كبريائك .
ثم
سأفترض أن هناك مسودة خلف كل تلك الأجوبة ، وحيث أن كل وراء كل جواب هو مجرد " تعليق مفصل" عليه ...
س1/
1- أنت إنسان شاعري ، الأحاسيس لديك أهم من أي شيء.
2- أنت إنسان عقلاني ومعتدل .
3- أنت إنسان مادي ، المال لديك هو من أبرز أسباب السعادة .
س2/
1- أنت إنسان مبادر دائماً في علاقاتك الاجتماعية ، وتفضل التسامح و الصفح و الغفران على غيره.
2- أنت إنسان متوسط في علاقاتك الاجتماعية ، و قد تجد أن التسامح المطلق أمراً سلبياً في تقدير ذاتك.
3- أنت إنسان ضعيف في علاقاتك الاجتماعية، و تجد من السهل عليك قطع علاقاتك من أجل الحفاظ على كبريائك .
ثم لنفترض التالي :
إما مجموعة الأجوبة ذات الرقم الموحد ( 1،1 1) ،
أو ذات رقم غير موحد إنما تكون مجموع تندرج نحو "صفة" معدة مسبقاً ،
ومثال الأولى :
كل الإجابات (1) تندرج تحت " عاطفي أو رومانسي".
كل الإجابات(2) تندرج تحت " عقلاني أو وسطي ".
كل الإجابات (3) تندرج تحت " مادي أو ارستقراطي".
ومن ثم قد يكون معياراً أي عدداً معيناً إذا اخترت 3 إجابات و مافوق من فئة ما تطلق عليك صفتها ،
ومن ثم يتم تجميع هذه الصفات السائدة لتكون عنوان فقرة النتيجة ،
و قد يتم التجميع كذلك لأكثر من صفة في فئة هي في الغالب تابعة لنمط شخصية واحد .
و أخيراً ...
لنفترض الآن أن الاختبار مليء بالأسئلة على هذا النمط ،
كأن يجيب الشخص على 15 سؤال مثلاً ،
فإن النتيجة ستكون عبارة عن :
نص أو فقرة paragraph ، به 15 جملة أو فكرة ،
" ملاحظة : مع افتراض أن هناك عدد كبير من" الأسئلة " و " الصفات"،
و أن الصفات السائدة نتيجة العمل بما ذكر سلفا ".
:. ومن ثم نجد أن تلك الفقرة بأكملها هي عبارة عن مجرد تفصيل لأجوبة أنت قدمتها على طبق من ذهب !
أعني توسيع المفردة إلى جملة خلال تراكيب نحوية ، وتمديد نفس المعنى خلال تراكيب بلاغية ،
ومن ثم هذا تم تجميع هذا النظير الضمني المكبر لنموذج أجوبتك الحرفية المصغر، كي يستقل في النهاية كنص متكامل فيه تحليل لشخصيك ...
و هنا أحسب مكمن الدهاء في هذا الاختبار mbti بالذات أنك تجد النتيجة "تماماً" كما أنت !
غافلاً على أنها نفسها هي أجوبتك سلفاً ،
و ذلك ربما مما يولد شيء من الحيرة و الارتياب ، تدفعانك للبحث حول الأمر.
أي أن لا أحد يأتي بجديد
و هو يخبرك حقيقتك " من أنت ؟ ".