المرأة لغز ميتافيزيقي

[صالح الثرباني]

يُقال دائمًا كلما كان الحديث حول شيءٍ ما, لا ينقطع من قبّل شخصٍ ما, كان المتحدث به أقل الناس معرفة مادية عملية به.

من لا يعرف عن المعرفة شيء هو أكثر الناس معرفة بها, وقد يقع المرء في دهشة هذا الكلام, ولكنه الواقع.


المرأة

هي ذلك اللغز الذي حير عقول الفلاسفة والعقلانيين والمخترعين, ووضع تخمة كبيرة من التساؤلات حول ما إذا كانت المرأة مخلوقًا أرضيًا, ام فضاءيًا, حتى سار بتلك العقول في دهاليز الظلام الذي تنعدم معه الرؤية, وهذا لأنهم اثخنوا كثيرًا في تقصي حقائق المرأة, ولا غرابة ولا ممانعة أن قلت! إن المرأة أشبه ما تكون بلغزٍ ميتافيزيقي يستعصي على العقول حله. ومع هذا فهي أمل كل رجل , وغاية كل هدف, وكاشف كل هم وحزن -بعد الله- وهي منبع لا ينضب من الرقة والحنان والمرونة والتعاطف والمودة, وهي النافذة للرجل التي يطل من خلالها ليرى العالم في غاية من الجمال والروعة, كما تضفي عليه راحة ليس لها مثيل, فهي الحب كله, و إن كان هناك مرادف لمعنى الحب من بين كلمات لغات العالم كله, يرتقي لمستوى الحب الحقيقي والصفاء الذي لا يشوبه شائب, فهي المرأة, وما كنت في نظر من يعرف المرأة حق المعرفة مبالغًا قطعًا.

وهذا التعريف يجعلنا نأخذ ذلك الكلام الذي أدهشنا -من لا يعرف عن المعرفة شيء هو أكثر الناس معرفة بها- في محل الاعتبار, وذلك لأننا لسنا إلا بشر, نأخذ ما نراه أمامنا ماثلًا, لنضعه على طاولة التحليل والاستنباط, وما كان في محل الانعدام -مثل المرأة- نأخذه كما هو دون تفتيشه, لأنها -أي المرأة- كثيرة التقلب كحية لا تستقر على حال, فقد مزجة بين القوة في جمالها وقبحها, وبين المرونة في رقتها وتجلفها, وبين الحيلة في دهائها وحماقتها, وبين الجندي المستعمر معمورة البيت كملك متربع على عرش ملكه, بين الخفة والثقل, وبين العنفوانية و الغضاضة, وهذا ليس سوء في المرأة, بل إنه قمة الروعة وغاية في الجمال, وهذا ما جعلها أجمل مخلوق في الكون.

إن أردت معرفة المرأة بحق فبتعد عنها’ بحيث لا تكون ذلك اللص الهارب من السيد, ولا الطفيلي الذي لا يفارق مأدبته, بل كن كوزير الملك الذي لا يبت في أمرٍ إلا وهو أمامه في حينه, لأنها ستأتيك من حيث لا تعلم, لتضع لك كل معنى يختلج في ضميرها, كان الوصول إلية من قبّلك صعب, وفي مقابل ذلك لا تريد المرأة إلا الحب فقط, لأن الحب بالنسبة للمرأة أملها وسعادتها وأمنها وراحتها وهي النافذة التي تفتح لها مستقبل الحياة على مصرعيه, بخلاف الرجل الذي لا يحتاج من الحب إلا الشيء القليل. فإن أردت أيها الرجل أن تعيش في سعادة مع المرأة فأطلق لها عنان الحب, وستعطيك الحياة كلها.

وهذا قمة التواضع والصفاء والجمال والكرم.

[صالح الثرباني]

سيكون هذا الموضع متجدد

يتبع

لماذا المرأة ناقصة عقل؟

[الجفول*]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذ صالح
افتح موضوع آخر بهذه القضية.


يغلق