كيف تَبلغ المدينه الفاضله !!

[سُمو ♥]

مدخل :
المدينة الفاضلة.. حلم عاش عليه كثير من الفلاسفة والحكماء،
وأصبحت رمزا عند كثير من أعلام الفكر، الكل يحلم بالمدينة الفاضلة،
يحب أن يعيش فيها؛ لأنه يرى فيها العيش الكريم،
والمنتزه الدائم الذي تجد فيه النفس راحتها،
ومن الذي لا يبحث عن راحة نفسه؟؟

اعتقد أفلاطون ومِن بعده الفارابي أن السعادة الحقيقية لا توجد إلا في المدينة الفاضلة، أما المدن الأخرى التي يسميها أفلاطون بالفاسقة والضالة فإنها تخلو من السعادة، وإن وجدت فإنها سعادة خادعة. هل حقا لا يسعد الناس إلا عندما يكونون فضلاء؟ ماذا عن اللصوص إذن؟ كيف يسعدون ويضحكون وهم يسلبون الناس أشياءهم الثمينة؟ ربما لا يشعرون بالذنب لأنهم يرون أن الحياة لم تكن منصفة فأرادوا إحقاق العدالة بأيديهم، أليست العدالة فضيلة؟

يسعى الإنسان كثيراً لبلوغ الفضيلة، وأحياناً يكون ذلك دافعاً للشعور بالفوقية تجاه الآخرين، وفي لحظة ما، يواجه موقفا فيتخلى عن كل فضائله بسهولة، وينحدر أكثر من الآخرين الذين كان يبزّهم بالعمل الصالح. عندها ندرك بأن الشعور بالفوقية الإيمانية الذي تعززه ممارستنا لمختلف أنواع الفضائل هو أحد أنواع العنصرية، بين حسناتنا وسيئاتنا. ليست السيئات هي المؤقتة فقط، بل إن بعض الحسنات مؤقتة أيضاً.

كثيرون يمارسون العنف والقسوة والقتل باسم الإيمان، وقليلون يعفون عمّن أساء إليهم. النوع الأول نحب تسميته في زماننا بـ (المجاهد)، والنوع الثاني نسميه (الضعيف). بعضنا يسيء فهم الإيمان، فيمارس أبشع الجرائم باسمه، ثم يأمل أن يدخل الجنة ويديه ملطّخة بالدماء، وأقسى ما في ذلك أنها غالبا ما تكون دماء مَن يُحب. حينها لا يصبح الإيمان عملا صالحا، ويتحول الإنسان إلى شبح لا يشبه أحدا حتى نفسه. لا أستطيع أن أجد فضيلة في إيمان كهذا حتى لو تسربل به من يظنون بأنهم فُضلاء.

في المدينة الفاضلة، عليك أن تتحلى بقدر عالِ من الشجاعة كي تستطيع أن تسامح، ولكن عليك أن تتحلى بقدر عالٍ من الغباء كي تستطيع أن تنسى. لا أجد فضيلة في الغباء إ؟ في حالات المرض، فعندما ينسى الإنسان مرضه فإنه حينها يستطيع أن يخرج منه، لأنه في تلك اللحظة فقط يصير مؤمنا بقوته الداخلية التي تستطيع أن تتغلب على المرض. الإيمان بالنفس هو إحدى أسمى الفضائل الإنسانية، وهو الطريق الذي يقودنا إلى الإيمان بالله.

عندما نقحم الفضيلة في ممارساتنا، عنوة، فإننا نجرّدها من أوزانها الحقيقية لتكون ذات خفّة وشفافية لا تتناسب مع طبيعتنا الإنسانية، تماما مثل القهوه الذي يخففه أحدنا بإضافة مزيد من الماء إليه فيصبح غير مستساغ، وعندما تسأله عن السبب يقول لك: حتى أنزع منه الكافيين! وأتساءل هنا: لماذا لم يشرب الماء لوحده إذن؟ إن مهمة القهوه تكمن في منحنا النشاط، ولكي نحصل على النشاط فلابد من تجرّع بعض المرارة. أشعر أحياناً بأن الفضيلة تحمل مرارة أكثر من اللازم.

الفضيلة مثل الماء، منها بدأ الأحياء، ولكن يمكنها أن تقتلهم إذا ما اتسعت وفاضت عن حاجتهم. وعلى رغم كون جسم الإنسان مليء بالماء، إ؟ أنه يحتاج إلى وقت حتى يتعلم السباحة، فامتلاكنا للأشياء ؟ يعني قدرتنا على السيطرة عليها، كذلك هي الفضيلة، تشغل مساحة كبيرة من تفكيرنا، ولكنها تغرقنا عندما نقفز في لُجّتها فجأة.

إن الفضيلة الوحيدة التي لا نستطيع أن نتملّص منها هي التناقضات التي تعيش بداخلنا، لأنها فقط مَن يؤكد لنا بأننا بشراً ولسنا ملائكة، ولو نزل مَلَكٌ مِن السماء لامتلأ بالتناقضات مثلنا. أحيانا نرتكب الأفعال الحسنة لأننا نظن بأنها ستؤدي إلى حياة حسنة، ولكن الغريب أن بعض آثامنا تؤدي إلى حياة حسنة أيضاً. أليست هذه إحدى التناقضات التي ؟ ننكرها ولكننا نخشى الإقرار بها أيضاً؟

ممارسة الفضائل لن تخلق مدينة فاضلة، ولكن استمرار المحاولة هو شكلٌ من أشكال بلوغ الهدف. ليس مهماً أن تمارس الفضيلة، والأهم هو أن تؤمن بضرورة وجودها في حياتك، فالإيمان بالأشياء قد لا يحققها، ولكنه يمنحها قُدْسية.

لا قيمة لإيماننا إن لم يقدنا إلى فعل الفضائل، فالإيمان وسيلة وليس غاية، كما أن الفضيلة وسيلة أيضاً، والوسائل الصادقة هي التي تقود إلى وسائل أخرى، لأنها تدفعنا لمزيد من العمل.

الفضيلة لا تكمن في الزهد في الأشياء، فقد يبدو أن زهد أحدنا في المال فضيلة، إلا أن حصوله على ذلك المال ثم مساعدته لفقير محتاج قد يكون فضيلة أسمى.

لا تخجل من تَمَنّي الأشياء الفاضلة، فأحياناً تكون الأمنيات أصدق من الحقائق. أن تتمنى الخير هو عمل فاضل، ولكن أن تتمنى الأشياء طوال حياتك ثم تموت دون أن تحصل عليها فهو عمل أحمق ولا شك. لم أستطع أن أجد في الحماقة أية فضيلة، وخصوصاً في الحروب، كحماقة إطلاقك لسراح الفارس الذي سيعود ليقتلك يوما ما، لا تلم ذلك الفارس لأنه يبحث عن المجد ولا يأبه بفضيلة رد الجميل. إن السعي لتحقيق البطولة عمل أرعن يحب الناس تسميته أحياناً (شجاعة)، فالبطل مثل القطار الذي يجري بسرعة على سكة الحديد لكي يصل قبل الآخرين، ولأنه لا يستطيع أن يحيد عن مساره فإنه مضطر، كما يقول، لأن يصدم كل من يقف في طريقه. أتساءل الآن: أي فضيلة في البطولة؟.

المدينة الفاضلة ليست موجودة ولا يجب أن توجد، فوجودها سيلغي الرغبة في الدعوة إلى الخير، ولن يعود للعدل حاجة، وسيصبح الإيمان فعلا مبتذلا. إنها فكرة سعى الإنسان عبر التاريخ لتحقيقها ولكنه لم يستطع أن يحققها أبداً، وما أجمل الأفكار عندما لا تتحقق، فوحدها تلك تستطيع أن تسافر عبر العصور، وأحيانا يكون لها وقعٌ أكثر تأثيرا من تحقيقها.

إذا أردت أن تنام كثيراً في الليل، فعليك أن تعمل أكثر في النهار، وإذا استطعت أن تنام في الليل دون أن تفكر بأحد، ثم استيقظت في الصباح ولم تتذكر أحدا، فاعلم بأنك قد بلغت المدينة الفاضلة.

مخرج :
الدنيا داراً فانيه والجنة دار البقاء
اللهم أجعلني و إياكم من ساكنين جنات الفردوس

بِوجهة نظر كُلٍ منكم مآهي #مدينة_أفلاطون_الفاضله !

رآقت لي فلسفة أفلاطون بأسلوب المبدع ياسر حرب

[الجفول*]

ديننا الإسلامي يعلمنا الفضائل وينهانا عن الرذائل
متصفح راقي , اشكرك smo alhajry

[سُمو ♥]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oxgeena

ديننا الإسلامي يعلمنا الفضائل وينهانا عن الرذائل
متصفح راقي , اشكرك smo alhajry

حقاً ديننا دين تعامل و سلام و فضائل لكن هذا لا يجعل من المدينه فاضله لأن الدين يسكن أرواح البشر و ليس المُدن.
لننعم بسلام في # المدينه _الفاضله يجب تطبيق تعاليم القرآءن الكريم و الدين ,
المدينه فقط هي نصف ويكملها ساكنيها .

يسعدني مرورك حبيبتي أُكسجينا دمتي بسعاده

[رجل وحيد]

التي ستكون بخيالك دائما وابداً

لن أكون متشائماً

ولكن عندما أجد مدينة يرفض شعبها:

النفاق..الكذب..الغدر..السوء بكل أدواته

ويقبلون على :

الحب..الصدق..الإيثار .. الجمال بكل طيوفه

هذه هي مدينتي الفاضلة ياأنستي

[سُمو ♥]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل وحيد

التي ستكون بخيالك دائما وابداً

لن أكون متشائماً

ولكن عندما أجد مدينة يرفض شعبها:

النفاق..الكذب..الغدر..السوء بكل أدواته

ويقبلون على :

الحب..الصدق..الإيثار .. الجمال بكل طيوفه

هذه هي مدينتي الفاضلة ياأنستي

الحب..الصدق..الإيثار .. الجمال بكل طيوفه و أضف عليها الأيمان , هذه المبآدئ أسآس تبنى عليه مدينتي الفاضله .

يسعدني مرورك و رأيك سيدي

[رجل وحيد]

الإيمان هو جزء من الحب

وأنا سعدت بهذا المتصفح الرائع

[سُمو ♥]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل وحيد

الإيمان هو جزء من الحب

وأنا سعدت بهذا المتصفح الرائع

بل الحُب هو جزء من الأيمان , اذا الأيمان موجود راح يزيد دينك و حبك و صدقك وكل فضيله جزء من الأيمان

أرآك في مدينتي الفاضله يوماً مآ

[P e a c e]

فلسفة عميقة تثير التفكير والتساؤل

مدينة أفلاطون الفاضلة والتي سماها يوتوبيا Utopia ونسبة لها يطلق على الأشخاص المثاليين أنهم "طوبائيون"

هذه المدينة تحقيقها أمر شبه مستحيل في ظل اختلاف الناس في الفضيلة نفسها وما يمثلها وفي إلحاح الغرائز على تفكير الإنسان وقدرته على التبرير والإقناع وفي محدودية قدراته العامة

مثلا هل مبدأ الإيطالي ميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة" أمر مقبول في هذه المدينة

هل تقبل أن نقتل الحيوان ليعيش الإنسان أو ليترفه الإنسان

هل تقبل بأن تتلف ملايين الأطنان من المحاصيل الزراعية لكي لا يخسر التجار وتنخرب بيوتهم على الرغم من وجود الكثير من الفقراء الذين ستغنيهم هذه المحاصيل طوال العام

والكثير من المسائل الشائكة التي يصعب الإجابة عليها وتحديد ماهو المثالي وماهو الواقعي

شكرا على الطرح المثير والموضوع الرائع

[سُمو ♥]

المدينة الفاضلة ليست موجودة ولا يجب أن توجد، فوجودها سيلغي الرغبة في الدعوة إلى الخير، ولن يعود للعدل حاجة، وسيصبح الإيمان فعلا مبتذلا. إنها فكرة سعى الإنسان عبر التاريخ لتحقيقها ولكنه لم يستطع أن يحققها أبداً، وما أجمل الأفكار عندما لا تتحقق، فوحدها تلك تستطيع أن تسافر عبر العصور، وأحيانا يكون لها وقعٌ أكثر تأثيرا من تحقيقها .

ولكن عندما أجعل في مخيلتي مدينه فاضله فأنآ أعزز بداخلي الفضائل التي يجب أن تُبنى أسآس هذه المدينه عليها وبالتالي أُطبقها في منهجية حياتي اليوميه و على من حولي جميل أن نبادر لنجعل المثاليه واقع .

أسعدني مرورك الرائع مستر رضوان

[(فـ@ـد)]

خسرنا قلما رائعا
؟؟؟؟