عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012- 9- 21
الصورة الرمزية عين الصقر
عين الصقر
متميزة كلية الأداب _المستوى الاول
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: تاريخ
المستوى: المستوى السادس
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 692
المشاركـات: 0
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119168
تاريخ التسجيل: Tue Sep 2012
المشاركات: 686
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 4999
مؤشر المستوى: 58
عين الصقر عين الصقر عين الصقر عين الصقر عين الصقر عين الصقر عين الصقر عين الصقر عين الصقر عين الصقر عين الصقر
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
عين الصقر غير متواجد حالياً
منى التي تبتسم رغم الألم

أن الحياة عبارة عن كتاب مليء بالذكريات الجميلة والحزينة,وهي مجموعة من العبر والقصص التي تمر على الأنسان, و من هذه القصص,قصة طفلة وهي ليست كالأطفال, فهي بالنسبة لي كالحمامه التي ترفرف بجناحيها وتحتضن من تحب بكل حنان ودفء, وكالقطة في مشاكستها المرحه , وبضحكاتها تملؤ المكان سعادة وفرح فمهما تكلمت وتكلمت فلن أوفي بحقها....
تلك الطفلة هي منى أتت الى هذه الدنيا في يوم من ايام الشتاء بتاريخ 10-2-1987ولاتدري ماذا يخبئ لها القدر من الآلام والأحزان وكذلك الأفراح.
فهي لم تركض ولم تلعب مثل الأطفال لأنها معاقة اعاقة ذهنية وحركية ولم تأكل من أنعام الله غير الحليب نعم الحليب فلا تعرف من الدنيا سوى الأمراض والمستشفيات فقط ومع هذا تجدها دائما تبتسم وتلعب على حسب مقدرتها فأباها لايريدها ودائما يقول:متى تموت وأرتاح منها مع العلم أنه لم يرها سوى مرة واحدة فقط وهي في حضانة أمها.
لن أنسى ذلك الموقف عندما قلت لها:أدعي الله أن يأخذ حقك من ابيك تتوقعون ماذا حدث؟ أنها بكت ومرضت فعلمت أن ذلك القلب الصغير الذي يملؤه الحب والعطاء لا يقدر أن يتحمل أن يقال عن أبيها شئ وفي موقف آخر عندما كانت ترقد في المستشفى من عام 2010كانت الممرضة ومعها دكتور التخدير يضعون في يدها الأبرة لكي يضعوا المغذي فلم يجدوا فيها عروق لأن عروقها صغيرة فقاموا يضعون الأبرة في كل جسمها وهي تتألم وكلما بدأت بالبكاء من شدة الألم كنا نقول لها:أنت شجاعة والشجاع لايبكي,فتسكت, فلما وجدوا العرق في رجلها وانتهوا من ذلك تبسمت وكأنها تقول:أنا نجحت في الأختبار وصبرت على ما أعطاني الله
منى التي كانت تحب أن نلقبها بعين الصقر والقطوة مرضت مرضا كانت بدايته كحة عادية ولكن مع الأستمرار بدأت بالأستفراغ الى أن فقدت الوعي فذهبت امها بها على وجه السرعة الى المستشفى وظلت به أيام الى أن صحت فكانت منى غير منى التي أعرفها فهي كثيرة النظر الى السماء وكذلك كثيرة رفع اليدين وكانت تتكلم بكلام لانفهمه وهذا كله يحدث أمام ناظري أمها الى ان أتى الطبيب وقال: أن منى طيبة وتحسنت وسأخرجها فتم كل شئ وخرجت فلما دخلت البيت أجلسناها فأذا بها تنظر ألينا ونحن لم نكن نعلم أنها تودعنا فأتيت اليها فمدت يدها ألي وسلمت علي فلمست وجهها من جهة العين فوجدت الدموع فاستغربت ولكن لم أكن أعلم أنها دموع الوداع وفي اليوم التالي من يوم الجمعة الموافق 23-9-20011 الساعة9و15دقيقة صباحا جمعت يديها على بعض وكذلك رجليها ونفخت روحهابهدوء فوجدنا في ثيابها المسك وتفوح منها رائحة المسك فأمها من قوة الصدمة سقطت مغشيا عليها وتم نقلها الى المستشفى وأمي جلست عندها وأما منى التي تم نقلها الى غرفة غسيل الموتى بعد أن تم أعلان وفاتها من المستشفى التي نقلت أليه, وذهبت أنا وأخواتي لوداعها فوجدناها لينة ولم تتيبس وهذا بعد مرور 6 ساعات على وفاتها لأن أباها رفض أن يستلمها ويقوم بدفنها الأ بعد أتصالات وألحاح من أخوالها والناس فأتى بعد جهد جهيد ومع هذا لم يساعد في دفنها وكان يضحك من شدة الفرح فتم دفنها الساعة 4 عصرا , ذهبت منى وتركتني وحيدة وضائعة فأصبحت مثل الطفل الذي يبحث عن أمه, ذهبت أبنة أختي وأختي وصديقتي الوفية التي لن أجد حبا كحبها وقلبا كقلبها فرحم الله منى التي لم تفارقها الأبتسامه رغم آلامها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس