عرض مشاركة واحدة
قديم 2010- 1- 12   #2
ام رذاذ
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية ام رذاذ
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 37433
تاريخ التسجيل: Tue Oct 2009
المشاركات: 330
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 177
مؤشر المستوى: 63
ام رذاذ has a spectacular aura aboutام رذاذ has a spectacular aura about
بيانات الطالب:
الكلية: جامعه الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ام رذاذ غير متواجد حالياً
رد: بليززززززززز التذوق 10 -11-9

المحاضرة التاسعة
الذئب على مائدة الفرزدق
تعريف بالشاعر :
هو همَّام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي ، كنيته أبو فِراس ولقبه الفرزدق. وهو في الطبقة الأولى من شعراء العصر الأموي ، كان ثالث ثلاثة دوَّت شهرتهم في العصر الأموي، والآخران هما جرير والأخطل وقد عرفوا بشعراء النقائض .ويتميَّز شعره بالقوة ، والجزالة حتى قال بعض النقاد القدامى : لولا الفرزدق لضاع ثلث اللغة.توفي سنة110هـ
تمهيد لدراسة النص ومناسبته :
يصور الشاعر في هذه الأبيات جانبا من حياته مع الحيوان ليعبِّر من خلالها عن شجاعته وشهامته وكرمه فيحكي قصة ذئب صادفه أثناء سيره ليلا وجرى حوار بينهما من طرف واحد حيث كان الشاعر يتحدث إلى الذئب مستشعراً ما يبدو عليه من رغبة في الطعام وواضعاً نصب عينيه ما عرف به الذئب من صفة الغدر .
سؤال : تحدث عن أكثر الحيوانات استخداما في القصص الشعرية أو المواقف الوصفية والتشبيهية في الشعر العربي القديم .
الإجابة : تعرض الشاعر العربي القديم لعدد من الحيوانات منها الأليفة ومنها المتوحشة في مواقف شعرية مختلفة ولأغراض عديدة في سياق الوصف أو الفخر أو المدح أو الهجاء، وقد نالت الناقة النصيب الأوفر وقد وصف العربي القديم أدق أجزائها وفصل في أوصافها في وصفه للرحلة أو وصفه لمشاهد الكرم والإطعام عند الحاجة وشدة السنين عليهم ، وتليها في العناية والوصف الخيل التي تعد حصون العرب وملاذهم في الجاهلية والإسلام فكانت رمزاً للعزة والسيادة والشرف ، كما وصف الشاعر العربي البقر الوحشي والحمر الوحشية ووصف كلاب الصيد ، ووصف الذئاب وشبه بالأسد وجوارح الطير، وقد حظي الأسد والذئب باهتمام العربي من بين سائر الحيوانات المفترسة .
دراسة النص :

(1) وأطْلَسَ عسَّالٍ وما كان صاحِبا
دَعَوْتُ بِناري مُوهنـاً فأتاني
(2) فَلَمَّا دنَا قُلْتُ: ادنُ دُونـَكَ إنَّني
وإيَّاك في زادي لمُشْتـَرِكانِ
(3) فَبِتُّ أسوِّي الزَّادَ بيني وبينَهُ
على ضَوْءِ نـارٍ مَرَّةً ودُخـانِ
(4) فقُلْتُ لهُ لمَّا تكشَّر ضاحكاً
وقائـمُ سيفي مِن يدي بِمكانِ
(5) تَعَشَّ فإنْ واثقتني لا تخونُني
نكُنْ مِثْل مَنْ يا ذِئبُ يصطحبان
اللغة والأسلوب:
الأطلس : الذئب أغبر اللون ـ العسَّال : الذي يضطرب في مشيته يمنة ويسرا وهكذا سير الذئب ـ مَوْهِنًا : ليلاً ـ أسوِّ: أُقسِّم الزاد بالتسوية .
معاني الأبيات :
( 1/ 2) ربَّ ذئبٍ أغبر يضطرب في مِشيته معروف بخطورة مصاحبته ، رآني أُوقد ناري ليلا فاعتبرها دعوة لِلْقِرى فحلَّ عليَّ ضيفاً، فلما دنا مني طلبتُ منه التقدم والاقتراب مرحبا به ضيفًا يشاركني طعامي .
(3) وقضيتُ تلك الليلة أُقسِّم الزاد بيني وبينه تحت ضوء النار مرَّة وفي الظلام وعتمة الدخَّان أحياناً( وهذا دليل على شجاعة الشاعر وعدم خوفه من الذئب حتى في الظلام)
( 4 / 5 ) وقلت له حينما كشَّر عن أنيابه وبدت عليه مخايل الغدر ، وأنا ممسك بمقبض سيفي بيدي : أكمل عشاءك حتى النهاية باطمئنان ، ولئن أعطيتني عهداً ألا تخونني تجدني ياذئب أخا صدق وصاحب مودة.
التعليق وبيان الصور التعبيرية:
أ ـ تلاحظ أنَّ الشاعر قد خلع على الذئب صفة الإنسان من بداية القصيدة ثُمَّ أخذ في محادثته في حوار من طرف واحد وسبيله لذلك الاستعارات مثل قوله:( قلتُ أدن دونك ، وتكشَّر ضاحكًا، فإن واثقتني ) وكلها استعارات مكنية قادت لما يُعرف بالتشخيص وهو خلع المعاني الإنسانية على الأشياء غير العاقلة.
ب ـ ومن الصور البيانية التي استعان بها التشبيه البليغ في ( وانت امرؤ والغدر كنتما أُخيين ) والكناية في قوله:( وما كان صاحبا) كناية عن عدم التعود على ألفته و الاطمئنان لجواره وقوله ( فبتُّ أسوِّي ...الخ ) كناية حسن المعاشرة والاطمئنان لجواره ومخالطته وقوله:( وقائم سيفي من يدي بمكان) كناية عن الاستعداد والتيقظ لمواجهة الغدر.
(6) وأنت امرؤٌ يا ذئبُ والغَدْرُ كُنتُمَا
أُخَيَّيْنِ كانـا أُرْضِعا بِلِبانِ
(7) ولو غيْرَنا نبَّهْتَ تلْتَمِسُ القِرَى
أتاك بِسَهْم ٍ أو شَبَاةِ سِنـانِ
(8) وكلُّ رفِقَي كلِّ رَحْلٍ وإنْ هُما
تَعاطَى القَنَا قَوْماهُمَا أخوانِ
اللغة والأسلوب:
الشَّباة : الطرف الحاد من مقدمة الرمح ـ السنان :القطعة الحديدية التي يُطعن بها في مقدمة الرمح
معاني الأبيات :
(6) وأنت يا ذئب معروف بالغدر وهو طبع ملازم لك متأصل في طبعك ، ولو أنك اتجهت إلى غيري تلتمس منه طعاما مثلما فعلت معي لكان نصيبك منه سهما ينشب في أحشائك أو طعنة برمح تمزِّق جسدك .
(8) ولكن كل شخصين تجمع بينهما الأسفار يصيرا أخوين حتى وإن كان أهلهما في حالة احتراب واقتتال .
التعليق والمناقشة :
( أ ) وفق الشاعر في بسط السياق القصصي بإيجاز لم يخل بإكمال كل نواحي البناء القصصي ، إذ صور البيئة الزمانية ممثلة في هذا الليل الهادئ المظلم وصور البيئة المكانية ممثلة في هذا المكان العراء البعيد عن الأنيس وهما يجلسان حول كومة من الحطب تشتعل نارها حيناً وتنطفئ أحيانا وعليها قطعة من الشواء اشتم الذئب رائحتها من بعيد فكانت بمثابة الدعوة التي لم يتردد في إجابتها ، فاكتملت بذلك صورة المسرح بدقة وعناية ، ولم يفته تفصيل أوصاف الشخصية الأساسية في القصة ، فوصف لونه ومشيته الواثقة وركز على صفة معنوية اشتهر بها الذئب وهي الغدر مما أكسب القصة الإحساس بالتوجس ، وفي المقابل صور الشاعر كيفية استعداده لمواجهة هذه الصفة بالحذر اللازم دون أن يظهر خوفه أو توجسه من ضيفه وإنما زاد على ذلك بأن عرض عليه صداقة مشروطة واستضافة متكررة إن تصل درجة الأخوة الواثقة إن تحلى الذئب بالوفاء وترك صفة الغدر البغيضة .
( ب ) لم ينس الشاعر أن يصف نفسه برباطة الجأش وثبات الجنان وعدم خوفه من غدر الذئب فكان لا يبالي أكنت النار متقدة أم انطفأت النار وشملهما الظلام ( على ضوء نار مرة ودخان ) .
أسئلة للمناقشة :
1/ ماذا يعني بقوله : ما كان صاحباً ؟
2/ بماذا يمكن أن يوصف الشاعر من خلال البيتين الثاني والثالث ؟
3/ ما الصفة الغالبة على الذئب ؟ وكيف أراد الشاعر أن يواجه هذه الصفة ؟
4/ صف الظرف الذي التقى فيه الشاعر الذئب؟ وقارن بين مقابلة الشاعر للذئب واستضافته وبين مقابلة الآخرين له إذا غشيهم ليلاً أو نهاراً ؟
6/صف العلاقة الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد من خلال السفر ؟
7 / لخص السياق القصصي الذي بنى عليه الشاعر مشاهد هذه القصة مبينا رأيك في مغزاها ومحتواها ؟




  رد مع اقتباس