بسم الله الرحمن الرحيم
الجدل
قال معروف الكرخي :
إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له باب العمل ، وأغلق عنه باب الجدل ، وإذا أراد الله بعبد شرًا فتح له باب الجدل ، وأغلق عنه باب العمل .
وعن عبد الله بن المبارك قال :
قيل لحمدون بن أحمد : ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟!! قال : لأنَّهم تكلموا لعز الإسلام ، ونجاة النفوس ، ورضا الرحمن ، ونحن نتكلم لعز النفوس ، وطلب الدنيا ، ورضا الخلق .
قال عبد الله بن المعتز :
علم المنافق في قوله ، وعلم المؤمن في عمله .
وحكى الذهبي عن أبى الحسن القطان قوله :
( أُصبت ببصري ، وأظن أنى عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة ) ثم قال الذهبي : " صدق والله ، فقد كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالباً يخافون من الكلام ، وإظهار المعرفة. واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم ، وسوء القصد ثم إن الله يفضحهم ، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه فنسأل الله التوفيق والإخلاص . أهـ( من سير أعلام النبلاء ) .
وقال محمد بن حسين بن علي :
الخصومة تمحق الدين وتنبت الشحناء في صدور الرجال .
نعلم أنه من الأمور الجاهلية المظلمة التي أنكرها الإسلام هي الجدال بغير علم . فقد كان المشركون يجادلون الرسول في الله وفي البعث وهي أمور يجهلونها تماما وينكرونها , لذلك أمر الله رسوله أن يعرض عنهم , لأنهم إنما أرادوا جداله فقط ولم يريدوا معرفة الحقيقة . فلا جدوى من كلام لا يثمر عن نتيجة.
وهذا الأمر للأسف لازال مستمرا في عصرنا الحاضر. فلازالت هنالك بعض العقول المظلمة تجادلك في أمور هي تجهلها سواء كانت دينية أو دنيوية. وإذا حاججتها بالبينة والأدلة , ردوا عليك حجتك وقالوا انك تفسر الأمور على هواك . أما آراءهم فممنوع الاقتراب منها , فهي لا تحتمل الخطأ.
إن الجدال المحمود هو الجدال الذي يرجى منه فائدة و إقناع الناس بالرأي الصائب , وليس المقصود به إفحام الخصم و إتعابه.
هل سبق لكنّ أخواتي الكريمات أن رأيتن هذه العقول وتجادلتم معها في حياتكن ؟
كان هذا الموضوع هو ماحدثتنا عنه الأستاذة دانة يوم السبت قبل البدء بالمحاضرة
أحببت أن أطلع على أرائكن .
جعلني الله وإياكن ممن قل كلامه ودل .
ووفقتن لخيري الدنيا والآخرة .