عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 10- 23   #18
ليثاوي الرياض
صديق الملتقى
 
الصورة الرمزية ليثاوي الرياض
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 91492
تاريخ التسجيل: Sat Oct 2011
المشاركات: 17,452
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 1657158
مؤشر المستوى: 1883
ليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: خريج علم اجتماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ليثاوي الرياض غير متواجد حالياً
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,

شكرا بوسي كات اختي في الله و جزاكي الله كل خير على تبني الفكره
و اتمنا لها النجاح يارب و مو غريب عليك التميز

يصف المفكر العربي "أحمد أمين" حال "جزيرة العرب" قبل عهد الملك عبدالعزيز، بأنهــا : "
أشبه بشيءٍ بحالتهــا في الجاهلية،

كانت نجد – المهد الأول للأسرة السعودية – مجتمعاً قبلياً، تقوم العلاقة فيه بين الحاكم والمحكوم (أو السلطة والشعب) على أسسٍ متينة من العادات والتقاليد والأعراف، هي نفسها التي تقوم– عادة – بين القبيلة وشيخها.
وكانت "جزيرة العرب" موزعةً بين أمراء متنابذين، تتنازع قبائلهم أهواء أمرائها، دون مراعاة ما كان يجب أن يوحدّهم من روابط القربى في الدم والدين واللغة والمصالح المشتركة، بالإضافة إلى العادات والتقاليد والأعراف.
وعلى هذا ظلت جزيرة العرب طوال قرون من الزمن غارقة في بحور من التخلف أعادها إلى زمن البداوة الأولى، حيث ظل المفهوم البدوي (القبلي) مسيطراً على مختلف نواحي الحياة فيها، رغم ما كان يختزنه هذا المفهوم من نظم تكاد تلامس حياتنا الحضرية اليوم، دون أن تبلغ مستوى المجتمع الحضري (أو مجتمع الدولة).
فالشيخ الذي هو رأس السلطة في القبيلة لم يكن يتخذ قرارات مصيرية تتعلق بقبيلته إلا بعد استشارته "مجلس القبيلة" المؤلف من ممثلي عمائرها وبطونها وأفخاذها وعشائرها وفصائلها(1)، فكان ذلك المجلس أشبه "بمجلس الشيوخ" أو "مجلس الشورى" الذي عرفته أنظمة الحكم في عصرنا، مما كان يسبغ على ممارسته للحكم نوعاً مما نسميه اليوم "بالديمقراطية"، لذا يمكن القول إن المجتمع القبلي كان أول مجتمع ديمقراطي عرفته البشرية، وإن كان بدائياً وبسيطاً غير معقد إلا أنه غير ساذج(2).
إلا أن المجتمــع القبلي كان "طبقياً" في الوقت نفسه، حيث تتميز فيه طبقة، هي الطبقـــة الإريستقراطية ، التي تتمتع بامتيازات خاصة نتيجة ما لديها من قوة ومالٍ عن طبقـــة الشعـــب، أو "طبقــة العامة"، كما كان – أحياناً – مجتمعا "عسكرياً"، حيث كانت تتميز بعض القبائل عن الأخرى بما لديها من رجال ومال، مما كان يجعلها ذات سطوة وهيبة على القبائل الأخرى، تماماً كما هي الحال بين الدول في المجتمع المدني في عصرنـــا الحاضــــر، ولا غرو فالبدو "أصلٌ للمدن والحضر سابقٌ عليهما" كما قال ابن خلـــدون (3).
ورغم ذلك، لم يكن المجتمع القبلي في جزيرة العرب – وفي غالبيته – قد خطا باتجاه المجتمع المدني (الحضري) خطوات تذكر عندما بدأ حكم آل سعود في نجد ( على يد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان، من قبيلة ولد علي، من قبيلة عنزة وقيل: من قبيلة بني حنيفة) عام 1139هـ/ 1726م، وحتى نهايته على يد محمد بن رشيد عام 1309هـ/1891م(4). وقد استمر حكم آل رشيد في الجزيـــرة زهاء نصف قرن من الزمن، حين استطــــاع عبدالعزيـــز بن عبدالرحمن الفيصل بن سعود أن ينهي هذا الحكم بضمه لمنطقــــة حائل في 29 صفر عام 1340هـ (تشريـــن الثاني/نوفمبر عام 1921م).
وإذا كانت الاضطرابات والفتن الداخلية (بين أبناء الإمام فيصل بن تركي، في عهد الدولة السعودية الثانية)(5)، بالإضافة إلى الاحتلال المصري والحرب مع آل رشيد قد صرفت الحكام السعوديين عن تحقيق طموحات أكبر، فقد كان عبد العزيز بن سعود هو المؤهل لتحقيق تلك الطموحات، إذ استطاع – بحنكته وحكمته وعبقريته – أن يحقق أول وحدة حقيقية بين قبائل العرب في نجد والأحساء وعسير والحجاز، لم تكن قد عرفتها تلك البلاد ، منذ انهيار دولة الأمويين.

أولاً:تحقيق عملية الدمج ومركزية الحكم (أو إستراتيجية التحرير للتوحيد) :
ما إن بلغ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود سن الرشد، وهو في ضيافة أمير الكويت الشيخ مبارك الصباح مع أبيه عبدالرحمن وسائر أسرة آل سعود، حتى كان مدركاً كل الإدراك لما آلت إليه حال أسرته بعد خروجها من نجد على يد ابن رشيد ، فقرر العودة إلى نجد والاستيلاء عليها بأي ثمن.
ونتساءل – قبل أن نوغل مع عبدالعزيز في مسيرته الطويلة الشاقة داخل الجزيرة العربية – هل كان مدركاً لما اختاره القدر له من دور؟ وهل أعدّ نفسه لمثل هذا الدور العظيم؟
يبدو لنا أن عبدالعزيز كان قد أدرك ذلك فعلاً، وأنه قد أعدّ نفسه لهذا الدور، إعداداً كافياً، ووضع، لتنفيذ طموحاته القومية الوحدوية، إستراتيجية عمل يمكن تسميتها "بإستراتيجية التوحيد"، ويمكن أن نرسم خطوطها الرئيسية كالتالي:
أ – توحيد نجد تحت قيادته .
ب– استعادة ما أمكن من أجزاء الجزيرة العربية وإلحاقها بنجد ( الأحساء وجبل شمّر وعسير) لتعزيز موقعه في الجزيرة.
ج – استعادة الحجاز لكي تكون الأماكن المقدسة في عهدته .
د – توحيد الأجزاء المحررة من الجزيرة في كيان سياسي واحد.
هـ – دفع هذا الكيان في طريق التقدم الحضاري والعلمي، وذلك في نقلةٍ نوعية للمجتمع القبلي من مجتمع بدوي إلى مجتمع مدني.
أ– استعادة نجد وتوحيدها:
لم يكن سهلاً على عبدالعزيز، وهو الشاب الطموح المتوثب المندفع – أن يرى نفسه وأباه وأسرته وقد خلعوا من الحكم في نجد لكي يحلّوا، في هجرة قسرية في الكويت – فقرر بدء عملية تحرير بلاده.
ولن ندخل في تفاصيل الأحداث التي مرت، خلال عمليات التوحيد في نجد والحجاز وسواهما من مناطق الجزيرة التي شكلت فيما بعد "المملكة العربية السعودية"، فليست تلك الأحداث مدار بحثنا، وإنما سنستعين بذكرها لكي نحدد المسار الذي اتبعته "عملية الدمج ومركزية الحكم" في البلاد.خالد
كان عبدالعزيز قد جاوز العشرين من عمره بقليل(*) (ولد في شهر ذي الحجة عام 1293هـ/ كانون الأول ديسمبر عام 1877م)، عندما بدأ فتوحه في بلاد نجد، بادئاً بحملات استطلاعية يستكشف من خلالها قوة خصمه ابن رشيد، فكانت حملته الأولى على بعض القبائل الموالية لابن رشيد حتى "مكان بنجد يقال له العرض"(6)، ثم حملتــــه الثانية حتى "سدير"، ثم الثالثة إلى جنوب نجد (وكان ذلك عام 1318هـ 1901م(7) وكانت عينه في كل هذه الحملات على الرياض.
بدأ عبد العزيز حملته الأولى على الرياض في العام نفسه (1318هـ)، وكان الشيخ مبارك، قد جهز حملة لقتال ابن رشيد في القصيم، وشاركه في هذه الحملة الإمام عبدالرحمن فيصل بن سعود (والد عبدالعزيز) ومن كان معه من رجال آل سعود، وبينهم عبدالعزيز بالذات. واستغل عبدالعزيز الفرصة وتقدم بفصيل من رجاله إلى أسوار الرياض، عاصمة أجداده، فحاصرها ودخلها، وحاصر حاكمها "عبدالرحمن ابن ضبعان" في "حصن المصمك"، إلا أنه عاد عنها بعد فشل الشيخ مبارك على القصيم وهزيمته أمام عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، في معركة جرت بينهما في "الصريف" بالقرب من "الطرفية" في نواحي "بريده".
ولكن عزم عبدالعزيز لم يهِن، بل ظل مصراً على استرداد عاصمة أجداده، فجهز – من جديد عام 1319هـ/ أواخر عام 1901م – حملة من أربعين رجلاً، انطلق بها "عبر الأحســـاء نحو الجنــــوب"، ما لبث أن انضم إليها نحو عشرين رجلاً، فصارت ستــين(9)، وسار ووجهته الرياض هذه المرة. يقول النقيب "أرمسترونغ": "لقد بدا الرشيد (ابن رشيد) أقوى، ولكن ابن سعود رفض أن يقبل الهزيمة"، ويضيف: "كان (ابن سعود) ابن عشرين عاماً، ولداً كبيراً، وكان مليئاً بالحمية والحماسة والتأجج، وكان مستعداً للقتال دوماً"(10). هذا هو "ابن سعود" الذي زحف، بعزم وتصميم نحو الرياض لاستردادها، وكان ذلك عام 1319هـ (مطلع عام 1902 م).
يعتبر المؤرخون حملة ابن سعود الثانية (والأخيرة) على الرياض قصة من قصص البطولة النادرة، إذ انطلق هذا الرجل بثلة صغيرة من رجاله ليستعيد عاصمة نجد، وفيها رجل قوي الشكيمة حصين معتد بمحاربيه الكثر والأشداء، ولم يفتّ، في عضده، أنه يقود للقتال فئـــة صغيرة ضد فئــــة كثيرةٍ، وهو يأمــل بنصر من الله، هدياً بقوله تعالى {NŸ2 `ÏiB 7pt¤Ïù A's#ŠÎ=s% ôMt7n=xî Zpt¤Ïù OouŽÏWŸ2 ÈbøŒÎ*Î/ «!$# 3 } [البقرة 249/2]، وكان له النصر الذي يريد.
خرج عبدالعزيز إلى الرياض في الخامس من رمضان عام 1319هـ (كانون الأول/ديسمبر عام 1901م) حيث قضى شهر رمضان في واحة "يبرين" ثم انطلق ماراً ما بين حَرَض (من قرى الأحساء) ويبرين، حتى وصل إلى ضواحي الرياض في 4 شوال من العام نفسه 1319هـ/ كانون الثانييناير عام 1902م، إلا أن عبدالعزيز لم يكن ينوي مهاجمة الرياض بلا خطة، كما أنه لم يكن ينوي محاصرتها، كما فعل في الحملة الأولى، بل إنه حدد لحملته هدفاً وخطة، أما الهدف، فهو القضاء على حاكم الرياض من قبل ابن رشيد (عجلان بن محمد الشمّري)، وأما الخطة فهي كما يلي: قسّم رجاله إلى ثلاثة أقسام: عشرة منهم ، يصحبونه إلى داخل السور، باتجاه الحصن (حصن المصمك)، حيث يبيت عجلان (وكان لعجلان، داخل الحصن، حامية من ثمانين رجلاً)، وثلاثون "ردائف" يتم الاستعانة بهم عند الحاجة، وعشرون احتياط. وتسلق عبد العزيز السور ليلاً مع رجاله "العشرة" (وبينهم ابن عمه عبدالله بن جلوي) ودخلوا المدينة، وانتظروا حتى الصباح، إلى أن يخرج "عجلان" من مبيته. وخرج عجلان، عند الفجر، ومعه حاشيته الكبيرة، فباغته عبدالعزيز ومن معه بإطلاق النار عليهم، حيث قتل بعض حاشيته، وحاول عجلان الهرب فانقض عليه عبدالله بن جلوي وصرعه. واستثمر عبدالعزيز عنصر "المباغتة" إلى أقصى الحدود، فأرسل من ينادي في المدينة بأن عجلان قتل وأن أمير المدينة هو عبدالعزيز بن سعود، ثم انقض ومن معه على الحامية فقتل من قاتله منها ، وعفا عمن استسلم من رجالها، ثم "أقسم أهل الرياض يمين الولاء لعبدالعزيز"(11)، وكان سقوط الرياض في شهر شوال عام 1319هـ/ كانون الثاني يناير عام 1902(12). بعد سقوط الرياض لم يعد هناك ما هو صعب أمام عبدالعزيز، خصوصاً أن أهل الرياض رحبوا أيما ترحيب، بالفاتح الجديد، بسبب ما عانوه من حكم آل رشيد، وهو ما سهّل مهمة عبد العزيز فيما تلا الرياض من فتوح، كما أن الإنكليز والعثمانيين بدوا غير مبالين إزاء استعادة آل سعود لملكهم(13). وهكذا، فقد تابع عبد العزيز فتوحه في بلاد نجد، فاستعاد "حَلَبان" في أطراف نجد (بمنطقة الرياض)(14)، ثم توغل جنوباً فاستعاد "الخرج والأفلاج والحوطة ووادي الدواسر" ثم "سدير والوشم والمحمل والقصيم"(15)، وباستعادة القصيم، "شملت سلطة ابن سعود المنطقة الممتدة من الرياض حتى القصيم، عبر الوشم"(16)، وذلك حتى شهر ربيع الثاني– جماد الأول عام 1322هـ/ حزيران يونيو عام 1904م(17). وقد حاول العثمانيون وحلفاؤهم من آل الرشيد استعادة القصيم فهزموا في معركة "البكيرية" في شهر جماد الأول عام 1322هـ (تموز يوليو عام 1904م)، إلا إنهم استعادوا عنيزة وبريدة في شهر صفر عام 1323هـ / نيسان أبريل عام 1905م) (18).
إلا أنه، في عام 1329هـ/1911م، أصبحت معظم بلاد نجد بيد عبدالعزيز، وذلك بعد أن تخلى عن مطالبته بمسقط وعمان، وقد ضمن الإنكليز لابن سعود عدم حصول أي تدخل ضد إمارته من جهة البحر، على أن "يعترف بالحماية البريطانية على إمارته، وأن لا يدخل في حرب بدون موافقة الحكومة البريطانية"، إلا أن هذه المعاهدة بين بريطانيا وابن سعود لم توقع رسمياً، ولم تعق ابن سعود عن استكمال فتوحه (19).
ومما يجدر ذكره في هذا المجال، أن عبدالعزيز بعد أن استعاد الرياض وأكد سيطرته عليها، أرسل إلى والده "عبدالرحمن" يدعوه للمجيء إلى عاصمته، على أن يتسلم إمارتها، وجرت بين الأب والابن مشادة حامية، كان الابن فيها يصر على أن يتسلّم الأب الولاية بينما كان الأب يصرّ على أن يكون الابن هو الأمير والحاكم، مما اضطر العلماء إلى التدخل ، فأفتوا بأن يطيع الابن أباه، وقالوا لعبدالعزيز: "على الابن أن يطيع أباه" وقالوا لعبدالرحمن: "أنت كوالد عبدالعزيز رئيس عليه، وبالتالي على أهل نجد" فقال عبدالرحمن: "ولكن الإمارة له"، فقال عبدالعزيز: "إني اقبلها بشرط أن يكون والدي مشرفاً على أعمالي دائماً، فيرشدني إلى ما فيه خير البلاد، ويردعني عما يراه مضراً في مصالحها، وهكذا تمت البيعة لعبدالعزيز"(20). وكان سلوك عبدالعزيز هذا، نموذجا يحتذى للزهد بالحكم من جهة، ولاحترام الآباء وتوقيرهم من جهة أخرى.

التعديل الأخير تم بواسطة ليثاوي الرياض ; 2012- 10- 23 الساعة 08:53 PM