عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 10- 23   #19
ليثاوي الرياض
صديق الملتقى
 
الصورة الرمزية ليثاوي الرياض
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 91492
تاريخ التسجيل: Sat Oct 2011
المشاركات: 17,452
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 1657158
مؤشر المستوى: 1883
ليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: خريج علم اجتماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ليثاوي الرياض غير متواجد حالياً
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,

ب– ضم الأحساء وجبل شمّر وعسير:
كان العثمانيون قد هزموا في حرب البلقان (عام 1330–1331هـ/1912–1913م)، وكانت نذر الثورة قد بدأت تنتشر، في معظم الأقطار العربية، ضد الدولة العثمانية (الرجل المريض) ، واغتنم عبدالعزيز هذه الفرصة ، فقرر أن ينتزع الأحساء من سلطة هذه الدولة، خصوصاً أن أهلها قد ضاقوا ذرعاً بالمتصرف العثماني الذي جعلهم "في حالة إرهاب بالغ، بسبب تعنته وطيشه"، وكانت سلطتهم فيها قد أضحت "وهمية" حسب وصف القنصلية الروسية في البصرة لها(21).
وفي عام 1331هـ/1913م، جمع عبدالعزيز ثمانية آلاف مسلح وهاجم الأحساء، وكان أهلها "ينظرون إلى النجديين كمنقذين لهم"(22)، فلم يجد صعوبة في استعادة "الهفوف" التي كانت تضم حامية عثمانية مؤلفة من 1200 جندي استسلمت فوراً، مع متصرف المدينة، ثم احتل حصن الكوت، وهاجم "القطيف" فاستعادها بسهولة كذلك، كما استعاد " جزيرة دارين ومرفأ العقير، وهكذا أصبحت "المنطقة الشرقية" كلها بيد عبدالعزيز الذي عين ابن عمه "عبدالله بن جلوي" حاكما على الأحساء(23).
والجدير بالذكر أن عبد العزيز كان في حروبه يسير في طليعة الجيش، ويعطي المثل والقدوة، فهو في وقعة البكيرية (1322هـ/1904م) ضد ابن رشيد، مشى أمام رجاله حافياً، بعد أن خلع نعليه وألقاهما في "الخرُج" وترك "ذلولــه" حراً ، بعد أن ألقى "رسنه" بعيـــداً. ثم قال لهم: "أنا واحد منكم ومثلكم، أنتم ماشون وأنا أمشي، أنتم حفاة وأنا – والله – لا انتعل. وهذا نعلي، وهذا ذلولي"، فمشى رجاله خلفه متحمسين(24).
وفيما يلي نموذج للأوامر العسكرية التي أعطاها عبدالعزيز لرجاله قبيل مهاجمة "الهفوف" وحصن "الكوت"، يقول أمين الريحاني:" إن ابن سعود خرج من معسكره بجوار الهفوف في الساعة الثالثة من ليل الخامس من جماد الأول عام 1331هـ الموافق للثالث عشر من نيسان/أبريل عام 1913م، بتسعمائة من رجاله، وخطب فيهم قائلاً: إننا هاجمون على الأتراك في الكوت، وإننا منتصرون بإذن الله، امشوا إلى أغراضكم كأنكم بكمٌ، ولا تضــــجّوا، إذا كلمكم أحـــد فلا تجيبـــوه، حتى وإن ضربتم بالبنادق – ونحن في الطريق– فلا تضربوا، أما وقد صرتم في الكوت، فحاربوا من حاربكم، ووالوا من والاكم، ولكن البيوت لا تدخلوها، والنساء لا تدنوا منهن"(25).
عندما استسلمت الدولة العثمانية، في نهاية الحرب العالميـــة الأولى عام 1337هـ/ 1918م، كان في جزيرة العرب خمسة أقاليم مستقلة هي: نجد، والحجاز، وعسير، وجبل شمّر، واليمن، وكانت باقي الكيانات في الجزيرة قد أضحت تحت الحماية البريطانية، وكان عبدالعزيز يتطلع إلى ضم كل من جبل شمّر (وقاعدته حايل)، وعسير (وقاعدتها أبها) إلى ملكه في نجد والأحساء، مما خلق تنافساً حاداً بين نجد والكويت من جهة، وبين نجد والحجاز من جهة أخرى، وفي كل حال كان الإنكليز يقفون حائلاً دون تحقيق طموحات عبد العزيز في توحيد جزيرة العرب.
أدى التحالف القائم بين الكويت وجبل شمّر إلى توتر في العلاقات بين نجد والكويت، في فترات متقطعة كان يشوبها– من وقت إلى آخر– هدوء نسبي، وذلك منذ سقوط الأحساء بيد عبدالعزيز عام 1331هـ/1913م، وربما يكون مردّ ذلك إلى خشية الكيانين المتحالفين من تنامي قوة عبد العزيز، إلا أن ذلك لم يمنع عبد العزيز من التصميم على ضم جبل شمّر إلى ملكه.
واغتنم عبدالعزيز فرصة إجراء مفاوضات في نجد بينه وبين الشيخ أحمد بن جابر بن مبارك الصباح، أمير الكويت، ( الذي خلف والده الشيخ سالم في الإمارة، إثر وفاته في جماد الثاني عام 1339هـ/ أواخر شباطفبراير عام 1921م ، وعقد صلحٍ معه في رجب – شعبان 1339هـ/ آذار مارس–نيسان أبريل 1921م ، فأمر بإعداد حملة للاستيلاء على حائل، "قاعدة جبل شمّر"، وقد هاجمت الحملة – التي أعدت سريعاً – قبائل شمر وهزمتها في معركة دامية، وما لبثت تلك الحملة أن أصبحت على أبواب حائل، فحاصرتها حصاراً شديداً أدى إلى فقدان الزاد والماء من البلدة المحاصَرة، فقرر حاكم الجبل "عبدالله بن متعب بن عبدالعزيز بن رشيد" التفاوض مع ابن سعود على الصلح وفك الحصار، ولكن عبدالعزيز رفض أن يرضى بأقل من الاستسلام بدون قيد أو شرط، وهو ما رفضه ابن متعب، مما أدى إلى استمرار الحصار واستمرار الاشتباكات بين الفريقين، لشهور عديدة، إلا أن استمرار الحصار على حائل أثار نزاعاً داخلياً في البلدة المحاصَرة، أدى إلى عزل عبدالله بن متعب وتولية قريبه "محمد بن طلال" حاكماً للبلدة ولجبل شمّر بأسره.
في هذه الأثناء، كان عبدالعزيز يجمع في الرياض، أهل الرأي في إمارته، وهم "الأعيان وشيوخ القبائل وعلماء الدين" حيث اتُخذ قرار جماعي بتسمية عبدالعزيز سلطاناً على "نجد وملحقاته". ولم يلبث السلطان عبدالعزيز أن جهز في ذي الحجة عام 1339هـ/ آب أغسطس 1921م حملة جديدة من عشرة آلاف مقاتل، لتجديد الحصار على حائل وتعزيزه، ولكن حائل ما لبثت أن استسلمت بعد شهرين من ذلك. وفي مطلع ربيع الأول عام 1340هـ/ مطلع تشرين الثاني نوفمبر 1921م، سقطت إمارة جبل شمر كلها بيد السلطان عبدالعزيز ، الذي دخلت، في ملكه "كل المناطق الوسطى" من جزيرة العرب(26).
بعد حائل، عمد السلطان عبدالعزيز إلى توسيع حدوده شمالاً، فاستولى على واحتي تيماء وخيــــبر، ثم على الجوف ووادي السرحـــــان في شهر شـــــــوال عام 1340هـ/حزيران يونيو عام 1922م مما جعله على تماس مع الحدود الجنوبية لفلسطين (شرق الأردن )، ثم اتجه جنوباً نحو عسير، وكان قد استولى على تربة والخرمة وقلعة بيشة ورنية، فأصبحت حدوده الجنوبية ملاصقة للحدود الشمالية والغربية لجبال عسير.
كان على عسير حاكم استولى عليها، منذ أيام العثمانيين (عام 1330هـ/ 1912م) هو حسن بن علي من آل عائض، وكان هذا يستقوي بحكام الحجاز ويهدد الحاميات السعودية في "قلعة بيشة" على الحدود الجنوبية لنجد، فما كان من السلطان عبدالعزيز إلا أن جهز حملة من عشرة آلاف مقاتل بقيادة نجله الثاني الأمير فيصل، ووجهها نحو عسير في شهر شوال عام 1340هـ/ حزيران يونيو عام 1922م، واستطاعت هذه الحملة أن تهزم حسن بن عائض ومن كان إلى جانبه من قبائل عسير، ثم تستولي على "حرملة"(27)، حيث تحصّن، كما تهزم القوات التي كان قد أرسلها أمير الحجاز بقيادة عبدالله بن حمزة الفعر، والضابط حمدي حسن لمساعدة ابن عائض(28). ودخل الأمير فيصل "أبها" في صفر عام 1341 هـ /أيلول سبتمبر عام 1922، ثم غادرها إلى الرياض بعد أن ترك فيها حامية من رجاله (29) وهكذا تم لسلطان نجد الاستيلاء على عسير حتى "حدود اليمن" جنوباً، و "القنفذة" على ساحل البحر الأحمر غرباً، وعلى تيماء وتبوك، حتى الأردن شمالاً. وباستيلاء سلطان نجد على عسير أصبحت الحجاز، المعقل الوحيد المتبقي للهاشميين في جزيرة العرب، محاصرة من جهات ثلاثة: من الشمال، باتجاه الحدود السعودية–الفلسطينية (الأردنية)، باستثناء ممر ضيق عند العقبة، ومن الجنوب باتجاه تهامة، فعسير، ومن الشـــرق باتجاه نجد، ولم يبق للحجاز – في هذه الحالة – سوى منفذٍ واحد هو البحر الأحمر. ومما لا شك فيه أن سلطان نجدٍ قد قصد من ذلك وضع الحجاز بين فكي كماشةٍ مطبقةٍ عليها من الشمال والشرق والجنوب.