عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 10- 23   #20
ليثاوي الرياض
صديق الملتقى
 
الصورة الرمزية ليثاوي الرياض
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 91492
تاريخ التسجيل: Sat Oct 2011
المشاركات: 17,452
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 1657158
مؤشر المستوى: 1883
ليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond reputeليثاوي الرياض has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: خريج علم اجتماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ليثاوي الرياض غير متواجد حالياً
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,

ج– ضــم الحجــاز:
في هذه الأثناء، كانت بريطانيا – ومعها فرنسا – تتقاسم النفوذ على التركة التي خلفتها لها الدولة العثمانية المنهارة، وذلك وفقاً لاتفاق مؤامرة (سايكس– بيكو) الذي تم بين الدولتين عام 1334هـ /1916م. وكان الشريف حسين الذي قاد بتوجيه من الحلفاء ثورة ضد الدولة العثمانية يخرج من بلاد الشام مقهوراً، بينما يُسترضى من الحلفاء أنفسهم، بتعيين أحد أبنائه (الشريف عبدالله) أميراً على شرق الأردن، والابن الآخر (الشريف فيصل) ملكاً على العراق.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى التي اشترك فيها الشريف حسين (شريف مكّة) كثائر ضد الدولة العثمانية وحليف لإنكلترا وفرنسا، تصور أن من حقه أن يخلف الأتراك في حكم الجزيرة العربية (وخصوصاً نجد)، حيث الحكم للسلطان عبدالعزيز بن سعود. وفي الوقت نفسه، كان السلطان عبدالعزيز يرى أن من حقه حكم الحجاز ورعاية الأماكن المقدسة بدلاً من الهاشميين الذين تعاونوا مع الأجانب ضد دولة الإسلام، وهو ما رفضه ابن سعود رفضاً باتاً عندما عرض الأمر عليه، وذلك عندما جاءه المندوب البريطاني "بيرسي كوكس" عارضاً عليه أن يتزعم الثورة على الأتراك، ومحاولاً تحريضه على الانتقام من أولئك الذين ساعدوا خصمه ابن رشيد ضده، وملوّحاً له بإغراءات كبيرة كأن يكون "ملك العرب" أو "خليفة المسلمين"، ولكن ابن سعود رفض كل ذلك وأجاب كوكس: "لا... لن يقول الناس ثار عبدالعزيز على دولة تسمى بدولة الخلافة في عهد محنتها"، ثم عرض "لورنس" الأمر على الشريف حسين فقبله، وقيل في لندن يومذاك: "فشل برسي كوكس في الرياض، ونجح لورنس بمكة"(30).
كانت كل أسباب النزاع متوافرة بين الزعيمين، بالإضافة إلى خلافات أخرى، كخلافات الحدود، وقلق الشريف الهاشمي من النزعة التوسعية لدى العاهل السعودي، ولكن القشة "التي قصمت ظهر البعير" على ما نرى، هو إعلان الشريف حسين نفسه خليفة على المسلمين، ومنعُه أهل نجدٍ من الحج إلى مكة (31)، مما قطع أي أملٍ بالتلاقي بين الزعيمين.
ورغم أن مؤتمراً عقد في الكويت – في مطلع جمادى الأول عام 1342هـ/ كانون الأول ديسمبر عام 1923م، ثم في شعبان عام 1342 هـ/آذار مارس 1924م– لحل النزاعات القائمة بين كل من العراق والحجاز وشرق الأردن من جهة، ونجد من جهة أخرى، فإن هذا المؤتمر لم يصل إلى نتائج مفيدة، وذلك بسبب تمسك الشريف حسين (من خلال مندوبيه الذين يمثلون العراق والحجاز وشرق الأردن) بمطالب مستحيلة التنفيذ، منها أن يعود القديم إلى قدمه، أي أن يتخلى ابن سعود عن كل المكتسبات التي حققها، ويقتصر حكمه على نجد فقط، الأمر الذي أدى إلى رفض قاطع من قبل مندوب ابن سعود، وانفضّ المؤتمر دون أي اتفاق بين المؤتمرين(32)، وكان البديل الوحيد لذلك هو الحرب.
ما إن انتهى المؤتمر حتى كان الشريف حسين يحرّك قواته نحو الخرمة وتربة فيستولي عليها، ويبدأ كل من الملك فيصل (ملك العراق) والأمير عبدالله (أمير شرق الأردن) بشن غارات على الحدود الشرقية والشمالية لسلطنة عبد العزيز، بغية إرباكه ومساعدة والدهما الشريف حسين،(33). وكان ذلك كافياً لكي يؤجج روح الثأر عند النجديين، فيأمر السلطان عبدالعزيز بإنفاذ ثلاث حملات: واحدة باتجاه شرق الأردن، وثانية باتجاه العراق، وثالثة باتجاه الحجاز، وفشلت الحملة باتجاه الأردن بسبب تدخل الإنكليز، بطائراتهم ودباباتهم، وبسبب تدخل وحدات الفيلق العربي الأردني(34)، وكانت مهمة الحملة باتجاه العراق "معاقبة القبائل التي شنت هجمات على نجد من جهة العراق"(35). أما الحملة باتجاه الحجاز، فقد سارت إلى تربة فمخفر كلاخ فالأخيضر، ووصلت إلى الطائف في 6 صفر عام 1343هـ / 7 آب أغسطس عام 1924م فاستولى عليها بلا مقاومةٍ تذكر، وما أن وصلت القوات النجدية إلى قرية تدعى "الهدى" – وتقع بعد الطائف باتجاه مكة المكرمة– حتى كان الشريف "علي بن الحسين" بانتظارها بقواته، ودارت بين الفريقين، في 26 صفر عام 1343هـ / 27 أيلول سبتمبر عام 1924م، معركة انتهت بهزيمة الشريف علي، بينما تابع "خالد بن لؤي وسلطان بن بجاد ( قائدا القوات النجدية) تقدمهما باتجاه مكة المكرمة (36).
في هذه الأثناء، وفي 3 ربيع الأول من العام نفسه 1343هـ/ الموافق لـ2 تشرين الأول أكتوبر عام 1924م، اجتمع أعيان جدة وطلبوا من الشريف حسين التنازل عن العرش لابنه الشريف علي ففعل، وانتخب الشريف علي ملكاً على الحجاز بعد أبيه، وما أن تسلّم الحكم حتى قرر الانسحاب من مكة المكرمة إلى جدة ، وكانت قوات السلطان عبدالعزيز قد وصلت إلى "الزيمة" (في 15 ربيع الأول 1343هـ/ 14 تشرين الأول أكتوبر 1924م)، ثم دخلت مكة المكرمة في 17 ربيع الأول /16 تشرين الأول، وقد دخلتها "محرمة بالعمرة" بلا قتال (37).
ووصل السلطان ابن سعود إلى مكة المكرمة بعد أن دخلتها قواته، في السابع من شهر جماد الأول 1343هـ / 4 كانون الأول ديسمبر 1924م، وبقيت قوات عبدالعزيز في مكة المكرمة إلى أوائل شهر جماد الثاني عام 1343هـ / أوائل شهر كانون الثاني/ يناير عام 1925م، حيث اتجهت نحو جدة فحاصرتها، وانفذ ابن سعود قوات أخرى لمحاصرة المدينة المنورة.
دام حصار جدة نحو عام تقريباً، أما حصار المدينة المنورة فقد انتهى في 19 جماد الأول عام 1344هـ/ 5 كانون الأول ديسمبر عام 1925م باستسلام المدينة لابن سعود (إذ طلب الشريف علي من المعتمد البريطاني التوسط بينه وبين ابن سعود لتسليمه المدينة)، ثم عقدت معاهدة بين المنتصر والمنهزم، تنازل بموجبها المنهزم (الشريف علي) للمنتصر (ابن سعود) عن إمارة الحجاز. وفي 22 جمادى الثاني 1344هـ/ 8 كانون الثاني يناير 1926م، نودي بابن سعود ملكاً على الحجاز، وسمي "ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها"(38).