ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - دعواتكم لوالد أختنا Ghada~ بالرحمه

السلام عليكم

لما ينزل الشعور لمرتبة أدنى يفقد مكانته
الكلام في هذي الحالة شي مُتعب وغير ذي قيمة

لكن واجب علي أشكركم جميعاً على نبل مشاعركم
رغم يقيني أن اللي ما جرب ماراح يفهم معنى الفقد (الله لا يبتليكم بفقدان غالي)

أبوي يا قارئين ما كان شخص عادي ولا رجل عادي ولا أب عادي
شخص عصامي بنى حياته من الصفر وعانى ويلات وكُرَب صعب تمر على أحد ويظل شامخ
أغناه الله بالأخلاق والهيبة والكرم قبل كل شي
أفنى حياته في العمل والسفر عشان يوفر لنا حياة مُرفهة
من وأنا طفلة لحد الآن كنت أرفع راسي وأشوف نفسي كثير
مو عشان عندي وعندي من الماديات
لا بل لأن عندي أب يهتم فيني ويراعيني ويدلعني وما يناديني الا قمر أبوها وحبيبتي ويشجعني على العلم ويحرص على تنمية عقلي بالضبط مثل صحتي
ولما يجي أحد يتقدم لي كان يعيش في قلق من كثر التفكير وممكن يسأل بالشهور الطوال عليه عشان يتأكد ان بنته بتكون بخير
أبوي كان ومازال أكثر شخص أعشقه
وعرفت بعد ما راح أني ولا شي بدونه
كان بالنسبة لي قدوة في التعامل والحكمة والكرامة والإنسانية يعني قدوة مُطلقة
السند والأمان والحب والحنو معاني فقدتها بعده
كنت قريبه منه وكنت اشتغل معاه من سنتين تقريباً
اكتشفت وأنا معاه في الشغل اش قد هو إنسان ما يرضى بالظلم ولا بالغش ولا بالكذب
يوقف مع الحق حتى لو كان في صف الضعيف أمام القوي
يرفض يدخل ريال واحد حرام
يلتزم بالقوانين والانظمة ويقرأها ويطلب مني اتابعها
يعطي الموظفين أكثر مما يستحقون من الرواتب والإجازات وغيرها
يتبرع لهم بقيمة العمليات اذا أحد منهم أحتاجها
ينفق مما يحب وينزل بنفسه لبيوت الفقراء
علمني معنى العطاء والبذل والصدق
وعلمني أن قيمة الإنسان مو في اللي عنده بل في ماهيته وجوهرة ونيته وإخلاصه
عمره ما جبرني على شي أو حتى أمرني رغم أحقيته وأهليته لهذا الشيء

توفاه الله في يوم جمعة وزي ما كان يحب ويدعي بدون مستشفيات وتنويم أو مرض مزمن
توفاه الله بعد ما رفع أصبعه وتشهد وبعدها توقف القلب والتنفس وطلعت روحه بهدوء

شفته قبل تشييع الجنازة
شفت الطهر والطمأنينة في وجهه
حبيت جبينه ومسحت خده
وبتظل صورته الأخيرة محفورة في ذاكرتي

وفي المقبرة حضر اكثر من 400 شخص
بكى عليه القريب والغريب الكبير والصغير
والمغسل قال لأخواني انه من النادر اشوف شخص ميت يجتمع فيه انو العيون تكون مغمضة والفم مطبق

كل الدلائل والعلامات والرؤى أثناء وفاته وبعدها خلتني أعيش في يقين تام بأنه في عليين بين يدين الكريم الرحيم
بقلبي سكينة وراحة عميقة بمنزلته العظيمة في مكانه الحالي
أشكر الله على حسن خاتمته و والله ما تمنيت لنفسي إلا نفس الموته

أما بالنسبة للجزء الحزين فالقلب مو منكسر إلا متفتت من الألم والشوق
ومن كثر اللي بداخلي ما عاد أنام إلا وعطره المفضل في يدي أشمه لين أنام
الفقد صعب وممكن جداً تخسر عقلك
والاستيعاب أقوى من الصدمة نفسها
لكن الحمد لله إننا مسلمين ونعرف إن الدنيا مرحلة اختبار
كل اللي أطلبه من ربي أن يكتبني من الصابرين المحتسبين المتوكلين
ويكتب أبوي من الصالحين المحسنين المفلحين الأبرار
آمين

اذكروه بدعاء كلما شفتوا اسمي او كلما تذكرتوا
وعُذراً على الإطالة .. غيض من فيض مما في نفسيولو أكتب لين تقوم الساعة ما اوفيت ابوي حقه ولا نقلت بعض احساسي
شكراً لكم بدون استثناء