سيده سعودية... تمنيت أني ناقه مزيونة!! .. بقلم الشيخ مخلف بن دهام الشمري

[★ NiGhT AnGeL ★]

سيده سعودية... تمنيت أني ناقه مزيونة!!



بقلم الشيخ مخلف بن دهام الشمري

جاء الإسلام بالفضيلة واحترام الإنسان ذكرا كان أم أنثى متساوين بالحقوق والواجبات الوطنية، وكثيرا من الآيات الكريمة التي خص الله بها المرأة وأعلى من شأنها ومكانتها والتأكيد على إكرامها واللطف بها وعدم ظلمها وحسن معاشرتها والإسلام لم يقلل من شأن المرأة بل أعلى مكانتها وفضلها على الرجل في أمور كثيرة ولنا في قصة مريم الأسوة الحسنه عندما انتصر الله لها وأعلى من شانها ورفع مكانتها ونفخ فيها من روح القدس وهذا جوابا لامها عندما ﴿ قالت ربي إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى.. ﴾ وهذا التكريم لم يصل إلى أي رجل منذ خلق أبونا آدم .

رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان من ألطف الناس بالنساء ورعاية حقوقهن وعدم إكراههن حتى على الزواج ولنا في قصة صاحب الحديقة عندما أمرها صلى بردها إليه وأمره أن يطلقها، وكذلك المرأة التي تزوجها قالت له صلى الله عليه وسلم «أعوذ بالله منك» عندما دخل عليها فقال لها صلى «لقد عذتي بعظيم» فخرج وتركها وقصص كثيرة تبين لنا التعامل الإنسان الذي كان يعلم أصحابه بكيفية التعامل مع المرأة.

عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يقلل من شأن المراءون بل اعترف على الملا بمقدرتها عندما قال كلمته المشهورة «أخطأ عمر وأصابت امرأة». المعتصم بالله حرك الجيوش من اجل امرأة ظلمت وقالت «ومعتصماه» وحقق النصر على الجيوش المعادية.

خادم الحرمين الشريفين استقبل النساء السعوديات في الديوان الملكي وتحدث معهن واستمعن إلى توجيهاته الكريمة وهو بهذا العمل يرسل رسالة لكل مسئول بان المرأة السعودية هي مواطنه لها حقوق وعليها واجبات وان حقوقها محفوظة بالوسطية السمحاء لا غلو ولا تفريط وهذا هو منهج الإسلام والإسلام هو الإسلام منذ بعث الله رسول الهدى إلى أن تقوم الساعة وان من يظلم المرأة أو يحرمها حقوقها أو يعتدي عليها باسم الإسلام فهو لا يمثل إلا نفسه.

إلا انه وللأسف الشديد لازالت تحدث بعض التجاوزات ضد النساء ممن لا يقيمون للمرأة وزنا وممن ينتهجون فكرا ضيقا وثقافة تفوح منها رائحة الغلو، والمصيبة إنها تحدث من بعض الموظفين الذين اسند ولي الأمر إليهم حماية المرأة وصيانة حقوقها وكرامتها.

إن من يدعي زورا وبهتانا على أن المطالبة بحقوق المرأة ما هو إلا محاولة لتحرير المرأة وتقليد لعادات الغرب وإخلال بعاداتنا وتقاليدنا ما هو إلا هروب من الحقيقة ومحاولة تمرير معتقداته الخاطئة على البسطاء من الناس بأنه من يتكلم عن حقوق المرأة فهو خارج عنا ويريد أن يجر نساءنا المسلمات إلى الفساد وهذا يعطي المجال لضعفاء النفوس بمحاربة كل صوت يطالب باحترام المرأة وإعطائها حقوقها وتشويه سمعته في المجتمع والغريب في الأمر إن أصحاب هذه النظرية لا ينطقون كلمة الحق عندما يرون ويسمعون عن ظلم المرأة والاعتداء عليها لأنهم لا يريدون مناقضة أنفسهم وكأنهم ألنعامه عندما تدس رأسها بالتراب!!

سمعنا وقراءنا اغتصاب طفلة السادسة في حافلة المدرسة من ذئب بنغالي وسمعنا اعتداء ذئب بنغالي آخر في الجبيل على احد فلذات أكبادنا وسمعنا وقراءنا آلاف القصص التي تتحدث عما يتعرض له النساء من تحرش جنسي واغتصاب ولكن ممن لا يريدون لنسائنا العفة والكرامة يرددون إن مكان المرأة البيت نعم هذا كان قديما أما الآن فقد تغيرت الحال وعلينا التكيف مع متطلبات الحياة بما يحفظ كرامة نساءنا ولا يتنافى مع الشرع الحنيف.

أما إننا نمنع ونحرم على الجامعية المؤهلة أن تطلب الرزق أو الأرملة أو المطلقة فهذا عار وعيب علينا ولا يتوافق مع الشرع لان هذا سوف يقود النساء إلى مالا تحمد عقباه، ولنا في أرملة حائل العبرة والتي عجزت عن مواجهة الحياة ولم تجد من يقوم بشئونها حتى أتاها ممن لا يقيم للشرف وزنا ولا للدين مكانة واستغل ظروفها وحاجتها ووقوف أعداء المرأة في وجهها فاستغلها حتى وضعت جروا بنغاليا سوف يترعرع ثم ينهش في أجساد صغيراتنا في المستقبل إذا لم نصحوا من غفوتنا.

آلاف الجرائم تحصل في محلات بيع مستلزمات النساء الخاصة ومن السائقين ولكن هذه الفئة التي تعادي المرأة وتحتقرها باسم الإسلام يحرمونها من الكسب الشريف للعمل بهذه المحلات أو إعطائها رخصة قياده للتخلص من خطر السائق الأجنبي والليموزين ويحتجون بهذا بحديث الرسول «ما أجتمع رجل وامرأة إلا والشيطان ثالثهما» واعتقد إنهم لا يعتبرون السائق الأجنبي رجلا وإلا لما سمحوا بهذه الخلوة.

بينما قيادة المرأة بالسيارة لن يكون معها احد في سيارتها فهل نفهم الحديث بالمقلوب، وحيث أن محاربين المرأة والظالمين لها قد نشروا هذا الثقافة وغلفوها بغلاف مقدس لدس أفكارهم بعيدا عن الحقيقة ويتعارض مع الدين فان ظلم المرأة في بلادي يزيد يوما بعد يوم إذا لم تتدخل قيادتنا الرشيدة للانتصار للمراءاة السعودية وحفظ كرامتها من عبث العابثين كما انتصر المعتصم للأخت ألمسلمه.

ففي القريب سمعنا مأساة فاطمة ومنصور وتشريد الأطفال والاعتداء على قدسية العلاقة الزوجية ليس باسم الإسلام وإنما بحكم القبلية الجاهلية التي حاربها الإسلام ولكن حدث هذا لوجود الأرضية الخصبة لمثل هذه الممارسات.

يوم أمس فجعنا بحادثة وادي الدواسر امرأة سعوديه تقتل بطريقة بشعة وأمام الجميع ويعمل لها جنازة والأبشع إنها كانت تعلم بأنها مقتولة لا محالة ولكن تحت عباءة العيب لا تستطيع الخروج للشكوى لان من يسمع شكواها سوف يطردها لعدم وجود محرم والمصيبة معها هو المحرم نفسه أليس هذا ناقوس خطر يهدد نساءنا؟ كيف تم إصدار شهادة الوفاة؟ ومن صلى عليها؟ ومن دفنها؟ والسبب انه لا قيمة لها في نظر فئة ليست بالقليلة من مجتمعنا ممن يرددونها « حرمه وأنت بكرامه!!».

ألا نخجل على أنفسنا ونحن بالقرن الواحد والعشرين نحرص على تعليم الأطفال كيف يحترمون النوق والجمال ويهتمون بها بهذه المهرجانات ونفشل أن نعلمهم مكانة المرأة ووجوب احترامها؟

قبل حوالي شهرين استجارت بي امرأة عفيفة في حفر الباطن مطلقه لا تجد ما يسد رمقها هي وبناتها الخمسة الصغيرات وهذه المواطنة أمضت خمس سنوات مجهولة الهوية ومحرومة من خيرات حكومتها بالضمان الاجتماعي والجمعية الخيرية والسبب إنها أسقطت من سجل مطلقها ورفضت الأحوال استقبالها لعدم وجود محرم، أخذتها أنا وابنتي وذهبت بها إلى أحوال حفر الباطن وعندما قابلت المدير جاملني و أنهى موضوعها فورا وهو يعترف بأنه تمنع أي امرأة تراجعهم في الأحوال، فأين تذهب هذه وأمثالها هل ننتظر أن يستغل ظروفها ذئب آخر كما حصل لأرملة حائل، وكم يوجد حالات مماثله في الحفر وغيرها؟ وهل هذه المطالب للنساء تغريب لهن وتقليد للغرب ألا فاتقوا الله.

شوق كادت تفارق الحياة بسبب ما تعرضت له من عنف وعاشت أيام مريرة وهي تسمع قصص الموت وتعذب حتى لا تنطق بشيء عما سمعت وتجبر للتنازل عن رضيعتها وتؤخذ بالإكراه إلى مستوصف خاص باسم غير اسمها للتستر على بشاعة ما مرت به، وبدلا من اخذ حقوقها كانت تقابل بكلمة «ياعيباه» تجين للمحكمه والشرطة والله ما عندك حيا!! شخص في محل المسئولية يصرخ بوجهها قائلا لها «عيب- تصورين بالجريدة- اخرجي برى!!» وهي منقبة ومحتشمة، وهي لم تصور للبهرجة ولكنها صورت لتقول للآخرين أنا إنسانه ومواطنة سعودية واعتز بنفسي بالرغم مما تنعتوني فيه.

تذهب لأعلى سلطه بحفر الباطن ومعها والدها ولكنها تطرد أمام كافة الموظفين والمراجعين بل وحتى عمال النظافة وعندما أصرت على البقاء حتى تقدم معروضها يتم استدعاء دوريات حراس الفضيلة «الهيئة» ويتم رميها بالشارع وكأنها مخلفات ضاره. تصوروا لماذا طردت؟ هي لم تطرد لأنها طالبت بقيادة السيارة أو أنها تبيع في محلات بيع مستلزمات النساء، ولكنها ارتكبت جريمة كبيره غصبا عنها ولا حول لها ولا قوه وهي إن الله خلقها «أنثى» ولهذا فهم وضعوا لها اسما جديدا وسموها عوره!! ويعتبرونها نجسه ولا يحق لها دخول هذه الدائرة لان روادها رجال فقط.

و بما أنها في قاموسهم وعقولهم عورة فهي محرومة من حقوقها ويباح للرجل ظلمها وضربها واغتصابها وأهانتها وخطفها وخطف أطفالها و خطف حتى أمومتها ولأنها عورة فمن حق الرجل أن ينهب بطاقة الصراف وجواز السفر وأغراضها الشخصية وملابسها، وان يعذبها ويأخذها غصبا عنها لمستوصف خاص ويعالجها باسم احد قريباته وهي ليس لها قوة ولا ناصر لأنها تعلم بان ثقافة منفذ القانون لا تقيم للعورة وزنا.

وأنه لا يوجد أي سلطه في البلد تستطيع أن تفعل لها شيء لسبب بسيط هو أنه رجل وهي عورة!! إلا أن تنخى شوق احد رجال القبيلة بعيدا عن النظام الذي لم ينصفها ويقتص لها، إلا إنها ترفض هذا المبدأ لأنها ترفض حكم الغاب!! ولهذا فان شوق دائما ما تردد «يبه بعد العذاب اللي شفته تمنيت لو أنا ناقة يمكن ما ظلمت وأعطوني حقي!!».

يحز في النفس إننا في القرن الواحد والعشرون وعضو في منظمة الأمم المتحدة وانضمت المملكة إلى معاهده إزالة كافة أنواع التمييز ضد المرأة، وشوق تتمنى أنها لو خلقت ناقة!! إن وجود هذه العقليات بيننا يكون له انعكاس على سمعتنا وسمعة مملكتنا بين الأمم فالعالم أصبح قرية صغيره ونحن جزء لا يتجزأ من العالم وخصوصيتنا لا نستطيع حجبها عن العالم.

وفي الختام أقول لشوق وكل بنات بلدي احمدن الله إنكن نساء سعوديات تنعمن باهتمام والدنا وقائد مسيرتنا والمصلح الأول خادم الحرمين الشريفين وسيأتي يوم قريب تقولين يا شوق أحمد الله إني إنسانه سعوديه ولست ناقة!! وسيأتي اليوم الذي ستجلسين انشاء الله على المكتب في نفس المكان الذي طردتي منه ومن خلال نافذة مكتبك تشاهدين سيارتك الخاصة، وسوف يدرك من ظلمك وأهانك انه لا يمثل الإسلام ولا يمثل تطلعات ولاة أمرك،، وان غدا لناظره قريب.. والسلام.

[ام فراس]

احسنت على النقل .......واحسن الكاتب على جرأته
ياليت الملك يقرا هالمقال ... لان المشكلة في بطانته