عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 2- 14   #2
غزاله القرشي
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية غزاله القرشي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 48865
تاريخ التسجيل: Sat Feb 2010
المشاركات: 5,839
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 52314
مؤشر المستوى: 168
غزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
غزاله القرشي غير متواجد حالياً
رد: الأدب الجاهلي...

المحاضرة الثانية


أولية الشعر العربي قبل الإسلام ( العصر الجاهلي )

أولية الشعر العربي قبل الإسلام
المقصود بالأولية البدايات الأولى التي تولد منها هذا الشعر وتنامى إلى عصرنا الحاضر بهذا النضج الفني الذي نراه متمثلاً في أشعار أوائل شعراء عصر ما قبل الإسلام الذي وصل إلينا تام الأوزان والقوافي بالغة العربية الفصيحة والذين أثر لبعضهم دواوين محققة كامرئ القيس وعبيد بن الأبصر وطرفة بن العبد وعنتره وزهير وغيرهم .
إن هذه البداية غير واضحة لعدم دقة تحديد أول شعر قيل في العصر القديم وإن كان بعض النقاد القدامى كالجاحظ وغيره قد جعلوا لعصر ما قبل الإسلام حدوداً زمنية ومن هنا كانت هناك نظريات لهذه الأولية .
نظريات أولية :
أ- عند الأقدمين . تعرض علماؤنا الأوائل لهذه القضية ومن هؤلاء الأصمعي وابن سلام وابن قتيبة والجاحظ وابن رشيق وقد وضع هؤلاء العلماء نظريات لهذه الأولية وكانت لهم آراء قيمة في هذا الجانب .
وهذا كله يؤكد أن الشعر العربي قديماً قدم الحياة العربية نفسها وإن كان هؤلاء النقاد جميعاً قد تواضعوا بأن هذا الشعر قد ابتدأ بالمهلهل في حرب البسوس وغن كانوا لم ينفوا وجود شعراً قبلهم , وهم يؤمنون بأن اللغة العربية لغة ذات جذور ضاربة في أعماق الزمن
آراء النقاد العرب القدامى:
يقول ابن سلام الجمحي إن العرب جميعاً من ولد إسماعيل إلا بقايا جرهم ولذلك كانت اللغة التي كانوا يتكلمون بها ما بين إسماعيل وظهور الأسلام هي اللغة العربية وقسمها إلا قسمين قسم يبدأ بمعد بن عدنان بن اسماعيل وتمتد إلى القرن السادس الميلادي وقسم يبدأ من نهاية القرن السادس حتى ظهور الإسلام وبين هذين القسمين اختلاف في الهجات ورتب ابن سلام المسألة على النحو التالي .
شعر لم يجاوز أبناء نزار في أنسابهم وأشعارهم بل اقتصروا فيه على معد ولد يرد ذكر عدنان عند جاهلي قط غير لبيد ابن ربيعة وعباس ابن مرداس السلمي ولا يعني هذا أن ابن سلام يقر بشعر عربي فصيح يعود زمنه إلى معد إنما يقصد أن ما قد يكون مظنة الصحة في أنساب العرب وأخبارهم ينتهي إلى معد بن عدنان .
ما فوق عدنان أسماء لم تؤخذ إلا عن الكتب والله أعلم بها ولم يذكرها عربي قط وهذا يعني إننا إذا سلمنا بصحة الأخبار التي تنتهي إلى معد بن عدنان وهو معاصر لموسى عليه السلام فأننا لا يمكن بأية حال أن نثق بما نسب إلى عاد وثمود من أشعار وأخبار
ج- لا يقيد ابن سلام في النسب فوق عدنان ولايجد شعراً معروفاً للشعراء المعروفين في العصر الجاهلي فكيف بشعر عاد وثمود ولم يرو عربي قط بيتاً واحد لتلك الأمم .
رأي الجاحظ في هذه القضية
بناء على ما قرره ابن سلام فأن الجاحظ يقرر نظرية عن عمر الشعر الجاهلي الذي يمكن الركون إلى أنه صدر عن العرب وبهذه اللغة التي أصبحت لغة العرب وبها نزل القرآن الكريم وتوحدت لهجات العرب كلهم في لهجة قريش التي نزل القرآن بها , يقول الجاحظ
( وأما الشعر فحديث الميلاد صغير السن أول من نهج سبيله وسهل الطريق إلية : امرؤ القيس , ومهلهل بن ربيعة ... فإذا استظهرنا الشعر , وجدنا له – إلى أن جاء الله بالإسلام – خمسين ومائة عام , وإذا أستظهرنا بغاية الأستظهار فمائتي عام )
ومعنى هذا أن الجاحظ يحدد تاريخ الشعر المقبول لدى العلماء ابتداءً من النصف الثاني للقرن الخامس الميلادي أو ابتداءً من النصف الأول لهذا القرن على أبعد تقدير.
مع أن عمر بن شبه يذكر أن أوائل الشعراء المجمع على تقدمهم مهلهل وامرؤ القيس وعمرو بن قميئة وقد كانوا متعاصرين لم يسبقوا الهجرة النبوية بأكثر من مائة عام وقد وافقه ابن قتيبة كذلك إلا اننا نأخذ برأي الجاحظ لأنه ينطلق فيه من حدث تاريخي وصلت إلينا احداثه عن طريق الشعر وهو حرب البسوس التي كانت في القرن الخامس الميلادي .
وهذه الآراء كلها إحتمالية وإن كان الجاحظ كما قلنا أقربهم إلى الصحة وهوما يمكن أن نطلق على هذه الآراء الأولية المحتملة .
الأولية المعروفة
ويسميها بعض النقاد الأولية الأخيرة أو الأولية الثانية او الأولية الحديثة وكل هذه التسميات تصدق على شعر هذه الفترة الذي وصل إلينا وقد أطلق العلماء العرب السابقون على شعرائها لقب الأوائل أو القدامى وعلى شعرها القديم وتبدأ هذه الأولية بامرئ القيس والمهلهل وطرفة بن العبد وعبيد بن الأبصر وعمرو بن قميئة والمتلمس الضبعي والمرقش الأكبر والمرقش الأضغر فهم كلهم في عصر واحد وإن كان امرؤ القي أشهرهم حيث يرى كثير من النقاد أنه أول من خطى بالشعر خطوات جريئة كانت من أسباب نضجه
ولقد عرف الأقدمون ولا سيما الشعراء لامرئ القيس هذه المنزلة يقول الفرزدق في معرض فخره بشاعريته :

وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا وأبو يزيد وذو القروح وجرول


والفحل علقمة الذي كانت له حلل الملوك كلامه لاينحل


وأخو بني قيس وهن قتلنه ومهلهل الشعراء ذاك الأول

الأولية المجهولة
وقد يطلق عليها الأولية الأولى أو الأولية الضائعة أو الأولية اللا منتهية لأنها قليلة المعلومات الصحيحة ولأنها ممتدة زمنياً في شعاب التاريخ فهي تعد غيبا من الغيوب والحديث عنها ضرب من الحدس والتخمين وقد حددها ابن قتيبة وابن سلام بالخطوة التي سبقت القصائد الطوال ومهدت لها بالمقطعات الشعرية القصيرة وجل أصحابها من المعمرين كدويد بن زيد القضاعي وأعصربن سعد بن قيس عيلان والمستوغر بن ربيعة التميمي وجذيمة الأبرش وغيرهم.
الأولية عند المحدثين
يمكن أن نقسم النقاد المحدثين في هذه القضية إلى قسمين
أ-النقاد من العرب ب- النقاد من المستشرقين
لقد كانت دراسات النقاد المستشرقين أسبق من دراسات النقاد العرب حول هذا الموضوع في هذا العصر , وقد حاول هؤلاء المستشرقون أن يصلوا إلى نتائج ذات قيمة في ذلك , ورأوا أن بدايات الشعر العربي يمكن أن ترد إلى بحر الرجز ويعيد بعض هؤلاء المستشرقين هذا البحر إلى السجع ومن هؤلاء المستشرقين بروكلمان في كتابه تاريخ الأدب العربي وغيره اما الدارسون العرب المحدثين فقد تعددت آرائهم ودارت حول النظريات التي برزت قديما وحديثاً ومن هؤلاء الدارسين طه حسين وشوقي ضيف وعوني عبدالرؤوف والرافعي وغيرهم .
وأغلب هؤلاء يرون ان الشعر العربي بدأ رجزاً ثم تطور إلى هذه الأوزان الناضجة.
وخلاصة القول :
أن تحديد أولية الشعر العربي على رأي بعض الدارسين بمائة سنة قبل الهجرة ليس تحديداً جامعاً ذلك أن هذه النظرية معتمده أساساً على عرف شاع في الأوساط الأدبية وهو ان الشعر العربي بدأ ناضجاً بالمهلهل وهذا العرف لا يمنع من وجود شعراء نضج شعرهم قبل هذا الشاعر
إن تحديد الجاحظ لعمر الشعر العربي الجاهلي بمائة وخمسين أو مائتي سنة قبل الإسلام يقع تحت دائرة السؤال أين شعر الفترة الاحقة وإن كان رأي الجاحظ من أقرب الآراء إلى الصحة .
3- القول بأن المقطعات كانت مرحلة تمهيدية للقصائد الطويلة قول غير مقنع لأن هذه المقطعات وصلت إلينا في صورة ناضجة فنياً كما أنه ليس شرطاً أن تكون هذه المقطعات صورة تمهيدية للقصائد الطويلة .
4- إن القول بأن الرجز هو أول البحور الشعرية ظهوراً ومنه انبثقت البحور الأخرى قول لا يسلم لأصحابه به لأنه ليس لديهم دليل على أن الأشعار الأولى كلها كانت على بحر الرجز
5- القول بأن الرجز تطور عن غناء الركبان والحداء قول تنقصه الأدلة المنطقية لأنه لا دليل على ذلك .
6- أن خروج بعض القصائد المأثورة عن العصر الجاهلي وما ورد منها عن قدماء الشعراء على عروض الخليل ليس دليلا كافيا على أولية هذا الشعر .
ومن هنا فأن الوقوف على أولية الشعر العربي وتحديد زمانه وتقديم شواهد مادية على ذلك في ضوء ما لدينا من معلومات وإمكانات أمر عسير إن لم يكن مستحيلاً وأن كل ما قدم من نظريات ليس إلا محاولات للسير في طريقاً طويل وعر وشائك وغامض ولا شك أن الشعر العربي قديم الزمن طويل العمر تقع أوليته وراء المهلهل وامرئ القيس وإنها لابعد بالتأكيد مما حدد الجاحظ وغيره وهذا الشعر لم يلد فجأة كما لم ينضج فجأة وإن ما هو نتاج حقب زمنية بعيدة .