عرض مشاركة واحدة
قديم 2016- 7- 3   #44
2COOL
المراقبة العامة
 
الصورة الرمزية 2COOL
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 180881
تاريخ التسجيل: Sat Feb 2014
المشاركات: 35,363
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 1280962
مؤشر المستوى: 1675
2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute2COOL has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: إدارة أعمال
الدراسة: انتساب
التخصص: إدارة أعمال
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
2COOL غير متواجد حالياً
Lightbulb رد: أحداث تاريخية عن كل يوم من أيام شهر رمضان

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_1586wqu1.png');"]
[cell="filter:;"][align=center]
اليوم السادس والعشرون من شهر رمضان المُبارك

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان سنة 9 للهجرة
عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك،
التي تخلف عن حضورها بعض الصحابة،
وحينما عاد النبي دخل المسجد فصلى واعتذر من اعتذر،
وكانت حادثة مقاطعة كعب بن مالك وصاحبيه.
الطريق إلى تبوك
خرج الرسول (عليه الصلاة والسلام) وبدأ التحرك بالجيش الإسلامي نحو تبوك
يوم الخميس قبل منتصف شهر رجب سنة 9هـ
حيث وصل إلى تبوك في شعبان سنة 9هـ وأقام فيها مدة عشرين يومًا
ولم يلاق حشود الروم الذين جبنوا عن التقدم للقاء الجيش الإسلامي
فظل الرسول (عليه الصلاة والسلام) مدة إقامته
يعقد معاهدات مع أمراء المناطق وقبائلها،
وأرسل سرية بقيادة خالد بن الوليد (رضي الله عنه) إلى دومة الجندل
فأسرت أكيدر ملك دومة الجندل
وقدم به إلى الرسول (عليه الصلاة والسلام) ليعاهده.
وحققت الغزوة أهدافها سواء من تحدي الروم وإظهار جبنهم
وإثارة الرعب في القبائل النصرانية التي تساعد الروم،
ثم -وهو الأهم- إعلان ظهور دولة الإسلام كدولة قوية
تستطيع تحدي الروم ومهاجمة أراضيهم
عاد الرسول (عليه الصلاة والسلام) بالجيش الإسلامي
قافلاً نحو المدينة حيث وصلها في شهر رمضان سنة 9هـ.
تحقيق وحساب للمخلفين
وهنا حان وقت التحقيق والحساب مع الذين تخلفوا
عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،
وهي كما يحكيها أحد المخلفين، وهو كعب بن مالك رضي الله عنه
"...غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة
حيث طابت الثمار والظلال وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمون معه، فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم،
فأرجع ولم أقض شيئًا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه.
فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد،
فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه
ولم أقض من جهازي شيئًا؛
فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم،
فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز، فرجعت ولم أقض شيئًا،
ثم غدوت، ثم رجعت ولم أقض شيئًا، فلم يزل بي حتى أسرعوا
وتفارط الغزو(فات وقته وتقدم)، وهممت أن أرتحل فأدركهم
وليتني فعلت، فلم يقدر لي ذلك،
فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم
- فطفت فيهم - أحزنني أنني لا أرى إلا رجلاً مغموصًا عليه النفاق،
أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء...
فلما بلغني أنه توجه قافلاً حضرني همي،
وطفقت أتذكر الكذب وأقول: بماذا أخرج من سخطه غدًا؟
واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي،
فلما قيل لي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادمًا
زاح عني الباطل وعرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدًا
فأجمعت صدقه، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادمًا
وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين
ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون
فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلاً
فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم،
وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله،
فجئت فلما سلمت، تبسم تبسم المغضب ثم قال:
"تعال" فجئت أمشي حتى جلست بين يديه
فقال لي ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ قلت بلى،
إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا
لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد أُعطيت جدلاً،
ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب
ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي،
ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه
أني لأرجو فيه عقبى الله، لا والله ما كان لي عذر،
والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هذا فقد صدق،
فقم حتى يقضي الله فيك.
وثار رجال من بني سلمة.. ما زالوا يؤنبونني
حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي
ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي من أحد؟
قالوا: نعم، رجلان، قالا مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك.
قال: قلت: من هما؟ قالوا:
مرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أمية الواقفي،
فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا، فيهما أسوة.
فمضيت حين ذكروهما لي.
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا
(نحن) الثلاثة من بين من تخلف عنه".
المقاطعة.. مطلب شرعي
وحين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم المسلمين
بمقاطعة الثلاثة الذين صدقوا حديثهم، وعدم الكلام معهم،
بدأت قصة تربيتهم وصقلهم وفرض العزل الاجتماعي عليهم،
فالمقاطعة التربوية التي وقعت على هؤلاء الثلاثة:
كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية
لها منافع عظيمة وجسيمة في تربية المجتمع الإسلامي
على الاستقامة وقوة الإرادة والوفاء الثابت
ولمنع أفراد هذا المجتمع من التورط في المخالفات
سواء كان ذلك بترك شيء من الواجبات،
أو فعل شيء من المحرمات، أو كان بالتسويف في الأمر
إلى حد التفريط، حيث يتوقع الذي يفعل ذلك
أنه سيكون مهجورًا من جميع أفراد المجتمع؛
فلا يفكر في الفعل المخالف لأوامر القيادة قط
فالمقاطعة التربوية هنا نوع من الهجر الديني
الذي هو مطلب شرعي يثاب فاعله،
وهو غير الهجر الدنيوي فهو مكروه،
وإذا زاد عن ثلاثة أيام فإنه يكون محرمًا،
ويحدثنا كعب بن مالك عن الآلام النفسية المبرحة
التي عاناها وصاحبيه نتيجة المقاطعة التربوية
التي فرضها الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عليهم
وبلغت من المدة خمسين يومًا فيقول:
"... فاجتنبنا الناس، وتغيروا لنا
حتى تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي التي أعرف
فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا
وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أَشبّ القوم وأجلدهم
فكنت أخرج. فأشهد الصلاة مع المسلمين
وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد
وآتي رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فأسلم عليه
وهو في مجلسه بعد الصلاة مع المسلمين فأقول في نفسي:
هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟
ثم أصلي قريبًا منه، فأسارقه النظر،
فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي، وإذا التفت نحوه أعرض عني
حتى إذا طال ذلك علي من جفوة الناس
مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة،
وهو ابن عمي وأحب الناس إلي. فسلمت عليه
فوالله ما رد علي السلام فقلت:
يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله؟
فسكت. فعدت فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته فقال:
الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار،
فبينا أنا أمشي في سوق المدينة، إذا نبطي من نبط الشام
ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول
من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له
حتى جاءني دفع إلي كتابًا من ملك غسان فإذا فيه:
أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك،
ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك.
فقلت حين قرأتها: وهذا أيضًا من البلاء
فتيممت بها التنور فسجرته بها،
حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين،
إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يأتيني
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت:
أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال لا بل اعتزلها لا تقربنها.
أرسل إلى صاحبي مثل ذلك، فقلت لامرأتي:
ألحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر".



في مثل هذا اليوم من شهر رمضان سنة 12هـ
المصادف للثالث من كانون الأول للعام 633م
كتب أبو عبيدة بن الجرّاح {رضي الله عنه}
أحد قادة جيوش المسلمين بالشام إلى الخليفة
أبي بكر الصدّيق {رضي الله عنه} يقول:
{ بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد،
فالحمدُ لله الذي أعزنا بالإسلام وأكرمنا بالإيمان،
وهدانا لما إختلف المختلفون فيه بإذنه،
يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم،
وإن عيوني من أنباط الشام أخبروني أن أوئل أمداد ملك الروم
قد وقعوا عليه، وأن أهل الشام بعثوا رسلهم إليه يستمدونه،
وأنه كتب إليهم أن أهل مدينة من مدائنكم
أكثر ممن قدم عليكم من العرب، فانهضوا إليهم فقااتلوهم
فإن مددي يأتيكم من ورائكم، فهذا ما بلغني عنهم
وأنفس المسلمين ليّنة بقتالهم،
وأخبرونا أنهم قد تهيأوا لقتالنا،
فانزل الله على المؤمنين نصره وعلى المشركين
رجزه إنه بما يعملون عليم، والسلام}.



في مثل هذا اليوم من شهر رمضان سنة 114هـ
وبعد أن فتح العرب المسلمون أسبانيا عام 92 للهجرة
وأستتب الأمر هناك للخلفاء الأمويين،
حاول بعض قواد الجيش الإسلامي التوغل إلى فرنسا،
فكانت أولى المحاولات، محاولة السمح إبن مالك الخولاني
الذي أندفع عام 100 للهجرة، فوصلت قواته إلى مدينة تولوز
في جنوبي فرنسا، لكن الجيوش الإسلامية هزمت وقتل السمح،
فقاد عملية الانسحاب والتراجع عبد الرحمن إبن عبد الله الغافقي،
ثم تكررت المحاولة على يد القائد عنبسه
إبن سحيم الكلبي، أجتاح عنبسه عدة مدن فرنسية، أهمها :
ليون وماسون، حتى أصبح على بعد مئات الأميال من مدينة باريس،
لكن الجيش الفرنسي قطع عليه خط الرجعة،
فهُزم جيش المسلمين وقتل قائده عنبسه.
وفي عام 112 للهجرة
تولى عبد الرحمن الغافقي السلطة في الأندلس،
وكان هدفه الأول، القضاء على الدوق أد،
الذي شكّل العقبة الأساسية أمام التمدد الإسلامي في فرنسا،
أصطدم الغافقي بأد، وأنتصر عليه
حتى وصلت جيوش المسلمين إلى مدينة تور،
أما الملك شارل، ملك فرنسا،
فقد خشي أن يدخل المسلمون قلب أوروبا،
فهّب للدفاع عن القارة الأوروبية،
كان جيش المسلمين بقيادة الغافقي يعاني من
صعوبات تموينية ونقص في العدد، بفعل ابتعاده عن قواعده،
أما الفرنسيون فكانوا يفوقون المسلمين عدداً وتنظيماً
وتصميماً على وقف الزحف الإسلامي،
عمد الملك شارل إلى تنفيذ إستراتيجية عسكرية،
قائمة على تأخير اللقاء بجيش المسلمين،
والهدف من ذلك هو إنهاك قواهم،
وحدث اللقاء الحاسم في رمضان في مثل هذا اليوم
من شهر رمضان المُبارك عند مدينة بواتيه في وسط فرنسا،
الفرنسيون أسموا المعركة، معركة بواتيه،
أما العرب فأسموها، بلاط الشهداء،
أنشغل المسلمون بالقتال ببسالة
وكانت لهم الغالبة في بداية المعركة،
إلا أن الملك شارل لاحظ اهتمام الجنود المسلمين بجمع الغنائم،
فدّبر خطة لضرب الغنائم، حتى ينشغل الجنود بما حرصوا عليه،
حاول عبد الرحمن الغافقي
صرف نظر الجنود المسلمين عن الغنائم، وحثهم على الجهاد،
إلا أن سهماً فرنسياً أصاب الغافقي، فخّر شهيداً،
فتبعثرت بعد ذلك الجموع الإسلامية
وسقط الكثير من الجنود شهداء،
ومن هنا سُميت المعركة بلاط الشهداء.



في مثل هذا اليوم من شهر رمضان سنة 145هـ
المصادف لـ17 من شهر كانون الأول للعام 762م
كان مقتل مُحَمّد بن عبد الله بن الحسن
بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب المُلقّب بالنفس الزكيّة،
وكان مُحَمّد النفس الذكيّة
خرج على الخليفة أبي جعفر المنصور وإستقر بالمدينة،
فندب المنصور لحربه عمه، وولّى عهده عيسى بن موسى،
الذي سار على رأس جيش لمحاربة مُحَمّد النفس الزكيّة،
وكان لدى الأخير جيش يقارب المائة ألف،
ولكنهم جميعاً إنفضوا من حوله
وبقي في شرذمة قليلة يقاتل
حتى قُتل في نفس اليوم.



في مثل هذا اليوم من شهر رمضان سنة 584هـ
الموافق لـ17 من شهر تشرين الثاني للعام 1188م
كانت موقعة حطين الشهيرة
بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي،
والتي أنهت الوجود الصليبي في المشرق.
مقدمات حطين
عبّأ صلاح الدين قواه واستعد لمنازلة الصليبيين
وخوض معركة الجهاد الكبرى التي ظل يعد لها عشر سنوات
منتظرا الفرصة المواتية لإقدامه على مثل هذا العمل،
ولم تكن سياسة أرناط الرعناء سوى سبب ظاهري
لإشعال حماس صلاح الدين، وإعلان الحرب على الصليبيين
غادرت قوات صلاح الدين التي تجمعت من
مصر وحلب والجزيرة وديار بكر مدينة دمشق في
المحرم (583هـ = مارس 1187م)
واتجهت إلى حصن الكرك فحاصرته ودمرت زروعه،
ثم اتجهت إلى الشوبك، ففعلت به مثل ذلك،
ثم قصدت بانياس بالقرب من طبرية لمراقبة الموقف.
وفي أثناء ذلك تجمعت القوات الصليبية
تحت قيادة ملك بيت المقدس في مدينة صفورية،
وانضمت إليها قوات ريموند الثالث أمير طرابلس،
ناقضا الهدنة التي كانت تربطه بصلاح الدين،
مفضلا مناصرة قومه، على الرغم من الخصومة
المتأججة بينه وبين ملك بيت المقدس.
كان صلاح الدين يرغب في
إجبار الصليبيين على المسير إليه، ليلقاهم وهم متعبون
في الوقت الذي يكون هو فيه مدخرًا قواه، وجهد رجاله،
ولم يكن من وسيلة لتحقيق هذا سوى مهاجمة طبرية،
حيث كانت تحتمي بقلعتها زوجة ريموند الثالث،
فثارت ثائرة الصليبيين وعقدوا مجلسًا لبحث الأمر،
وافترق الحاضرون إلى فريقين:
أحدهما يرى ضرورة الزحف إلى طبرية لضرب صلاح الدين،
على حين يرى الفريق الآخر خطورة هذا العمل
لصعوبة الطريق وقلة الماء، وكان يتزعم هذا الرأي
ريموند الثالث الذي كانت زوجته تحت الحصار،
لكن أرناط اتهم ريموند بالجبن والخوف من لقاء المسلمين،
وحمل الملك على الاقتناع بضرورة الزحف على طبرية.
موقعة حطين
بدأت القوات الصليبية الزحف في ظروف بالغة الصعوبة في
(21 من ربيع الآخر 583هـ = 1 من يوليو 1187م)
تلفح وجوهها حرارة الشمس، وتعاني قلة الماء
ووعورة الطريق الذي يبلغ طوله نحو 27 كيلومترا،
في الوقت الذي كان ينعم فيه صلاح الدين وجنوده
بالماء الوفير والظل المديد، مدخرين قواهم لساعة الفصل،
وعندما سمع صلاح الدين بشروع الصليبيين في الزحف،
تقدم بجنده نحو تسعة كيلومترات،
ورابط غربي طبرية عند قرية حطين.
أدرك الصليبيون سطح جبل طبرية
المشرف على سهل حطين في
(23 من ربيع الآخر 583هـ = 3 من يوليو 1187م)
وهي منطقة على شكل هضبة ترتفع عن سطح البحر
أكثر من 300 متر، ولها قمتان تشبهان القرنين،
وهو ما جعل العرب يطلقون عليها اسم "قرون حطين"
وقد حرص صلاح الدين على أن يحول بين الصليبيين
والوصول إلى الماء في الوقت الذي اشتد فيه ظمؤهم،
كما أشعل المسلمون النار في الأعشاب
والأشواك التي تغطي الهضبة، وكانت الريح على الصليبيين
فحملت حر النار والدخان إليهم،
فقضى الصليبيون ليلة سيئة يعانون العطش والإنهاك،
وهم يسمعون تكبيرات المسلمين
وتهليلهم الذي يقطع سكون الليل، ويهز أرجاء المكان،
ويثير الفزع في قلوبهم.
صباح المعركة
وعندما أشرقت شمس يوم السبت الموافق
(24 من ربيع الآخر 583هـ = 4 من يوليو 1187م)
اكتشف الصليبيون أن صلاح الدين استغل ستر الليل
ليضرب نطاقا حولهم، وبدأ صلاح الدين هجومه الكاسح،
وعملت سيوف جنوده في الصليبيين، فاختلت صفوفهم،
وحاولت البقية الباقية أن تحتمي بجبل حطين،
فأحاط بهم المسلمون، وكلما تراجعوا إلى قمة الجبل،
شدد المسلمون عليهم،
حتى بقي منهم ملك بيت المقدس ومعه 105 من الفرسان،
فسيق إلى خيمة صلاح الدين،
ومعه أرناط صاحب حصن الكرك وغيره من أكابر الصليبيين،
فاستقبلهم صلاح الدين أحسن استقبال،
وأمر لهم بالماء المثلّج، ولم يعط أرناط،
فلما شرب ملك بيت المقدس
أعطى ما تبقّى منه إلى أرناط،
فغضب صلاح الدين وقال:
"إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذني فينال أماني"،
ثم كلمه وذكّره بجرائمه وقرّعه بذنوبه،
ثم قام إليه فضرب عنقه، وقال:
"كنت نذرت مرتين أن أقتله إن ظفرت به:
إحداهما لما أراد المسير إلى مكة والمدينة،
والأخرى لما نهب القافلة واستولى عليها غدرًا".
نتائج حطين
لم تكن هزيمة الصليبين في حطين هزيمة طبيعية،
وإنما كانت كارثة حلت بهم؛ حيث فقدوا زهرة فرسانهم،
وقُتلت منهم أعداد هائلة، ووقع في الأسر مثلها،
حتى قيل: إن من شاهد القتلى قال: ما هناك أسير،
ومن عاين الأسرى قال: ما هناك قتيل.
وغدت فلسطين عقب حطين في متناول قبضة صلاح الدين،
فشرع يفتح البلاد والمدن والثغور الصليبية
واحدة بعد الأخرى، حتى توج جهوده بتحرير بيت المقدس
في (27 من رجب 583هـ = 12 من أكتوبر 1187م)



في مثل هذا اليوم من شهر رمضان سنة 762هـ
مولد أبي الثناء محمود بن أحمد بن موسى،
المعروف ببدر الدين العيني، أحد أئمة الفقه والحديث والتاريخ
في القرنين الثامن والتاسع الهجريين،
وصاحب العديد من المؤلفات الشهيرة، مثل:
"عقد الجمان"، و"عمدة القاري في شرح صحيح البخاري".



[/align][/cell][/table1][/align]