عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 1- 26   #6
دمعة المآس
أكـاديـمـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 65129
تاريخ التسجيل: Wed Nov 2010
العمر: 32
المشاركات: 36
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 0
دمعة المآس will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية العلوم
الدراسة: انتظام
التخصص: فيزياء
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
دمعة المآس غير متواجد حالياً
رد: محاضرات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة

ثامناً: وسائل ترسيخ أخلاقيات المهنة :

* تنمية الرقابة الذاتية :
فالموظف الناجح هو الذي يراقب الله تعالى قبل أن يراقبه المسؤل، وهو الذي يراعي المصلحة الوطنية قبل المصلحة الشخصية، فإذا تكون هذا المفهوم الكبير في نفس الموظف فستنجح المؤسسة بلا شكّ؛ لأن الموظفين مخلصون لها . فالرقابة الذاتية هي التي كانت تدفع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتفقد رعيته في مسيراته الليلية المشهورة في المدينة المنورة .
والرقابة الذاتية التي كانت ترقى بإيمان ذلك الراعي الذي مرّ به عبد الله بن عمر وطلب منه أن يذبح له شاة ويعطيه ابن عمر ثمنها ، فاعتذر الراعي بأن مولاه لم يأذن له ، فقال له ابن عمر يختبره : إذا سألك مولاك عنها قل له : أكلها الذئب ، فقال الراعي : فأين الله ؟!
هذه الرقابة تمنع من الخيانة، وتعين على الأمانة، لذا فهي من المقومات المتفق عليها في العالم ....
ففي استبيان أجرته مجموعة روبرت هاف انترناشيونال المحدودة ، على أكثر من 1400 موظف، أجاب 58 % منهم بأن الاستقامة والنزاهة هما أكثر صفتان تعجبهم في المرشَّحين للوظائف .( www.calcpa.org )
ويشتهر اليابانيون بجديتهم الذاتية في أداء العمل، حيث إن العمل هو وجود المواطن الياباني، وهو ما يعرف بالـ ( YORUKI ) أي: النزعة الذاتية للبحث عن الذات من خلال العمل .
ولذا كانت نسبة الغياب عن العمل في اليابان ( 2 % ) ‍! وحاولت الحكومة اليابانية تخفيض ساعات العمل ففشلت ! لأن الموظفين يريدون بقاء ساعات العمل طويلة .
ولتنمية الرقابة الذاتية وسائل: كتقوية الإيمان بالله والتقوى، وتعزيز الحس الوطني، وتحمل المسؤولية، والإقناع بأهمية الوظيفة وأدائها بشكل صحيح.

* وضع الأنظمة الدقيقة التي تمنع الاجتهادات الفردية الخاطئة :
لأن الممارسات الأخلاقية غير السوية تنتج أحياناً من ضعف النظام، أو عدم وضوحه.
ويمكن للمؤسسة أن تخصص مكتباً خاصاً للاهتمام بأخلاق المهنة، يقوم عليه مجموعة من الموظفين، ولهذا الجهاز رقم هاتف خاص ساخن للتبليغ عن أي خلل في الأخلاق. وسيكون مردود هذا المكتب على أداء العمل رائعاً جداً .
ومن وسائل التوعية بهذه الأنظمة: ما ورد في نظام العمل والعمال (مادة 9 من الفصل الأول): يجب على صاحب العمل والعامل معرفة أحكام نظام العمل بجميع محتوياته، ليكون كل منهما على بينة من أمره ... وعالماً بما له وبما عليه. ويجب فوق ذلك أن توضع في مكان ظاهر بكل مؤسسة تستخدم عشرين عاملاً فأكثر ...
كما يجب أن توضع في مكان ظاهر بالمؤسسة لائحة للجزاءات تشتمل على الأفعال والمخالفات وعدم تنفيذ الأوامر والالتزامات المكلَّف بها العامل.
* القدوة الحسنة :
فإذا نظر العاملون إلى المدير وهو لا يلتزم بأخلاق المهنة، فهم كذلك من باب أولى.
وقد قال الخليفة الأول للمسلمين أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه: ولِّيتُ عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني.
لذا لما مات قال فيه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: رحمك الله يا أبا بكر، لقد أتعبت من بعدك.
* تصحيح الفهم الديني والوطني للوظيفة :
فإذا اقتنع العامل بأن العمل عبادة، وأن العمل وسيلة للتنمية الوطنية، وازدهار البلد، وتحسين مستوى الدخل زاد لديه الالتزام بأخلاق المهنة.
* محاسبة المسؤلين والموظفين :
فلا بدّ من المحاسبة للتأكد من تطبيق النظام، وهو ما يعرف بالأجهزة الرقابية التي تشرف على تطبيق النظام، وقد كان عمر رضي الله عنه يسأل الرعية: أرأيتم إذا استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل أكنتُ قضيت ما عليّ؟ قالوا: نعم. قال: لا ، حتى أنظر في عمله، أعمِل بما أمرته أم لا.
* التقييم المستمر للموظفين :
مما يحفزِّهم على التطوير إذا علموا أن من يطوِّر نفسه يقيَّم تقييماً صحيحاً، وينال مكافأته على ذلك، والتقييم يعين المسؤل على معرفة مستويات موظفيه وكفاءاتهم ومواطن إبداعهم.
وورد في نظام الخدمة المدنية / المادة 36 : تعدّ تقارير دورية عن كل موظف وفق لائحة يصدرها رئيس مجلس الخدمة المدنية. واللائحة هي "لائحة تقويم الأداء الوظيفي " الصادرة في عام 1404 هـ .
تاسعاً: عقبات تطبيق أخلاقيات المهنة :
* عدم تطبيق العقوبات :
فمن أمن العقوبة أساء الأدب – كما يقول المثل -، والعقوبة لا تراد لذاتها، بل لتقويم سلوك الأفراد والمسؤلين المنحرف، وإعطاء الآخرين صورة عن الجدية في تطبيق النظام.
* غياب القدوة الحسنة.
* ضعف الحسّ الديني والوطني: وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.
* عدم وجود، أو عدم وضوح، أو تفعيل النظام .
* فقدان روح التفاهم بين المسؤل والموظفين.


__________________

  رد مع اقتباس