بيتزا بيتزا
2008- 3- 27, 04:09 PM
قبل ايام قليلة حين كنت ابحث بملل في القنوات الفضائية الفاضية عن شيء يسليني ويقضي على وقت فراغي ،
واستقر قراري على احد القنوات بالرغم انها كانت تعرض الاخبار وقد قاطعت الاخبار منذ زمن ليس بقصير،
ولكن لانتظاري لبرنامج معين كان من غير الصعب تحمل خمس دقائق من الاخبار،كان الخبر عن احد التفجيرات وعن الضحايا ،لم اعرف المنطقة لتشابة منظر الجثث المغطاة بالركام والتراب والدم في كل المناطق!
حاولت ان انظر الى الخبر بسطحية وبعدم اهتمام وبانشغال لكي لا تبقى الصور في ذاكرتي الممتلئة المتعبة ، لكن عندما انتهى التقرير وعادت الكاميرا الى الاستوديو لتختم المذيعة النشرة،فإذا بها تجاهد لتنهي جملتها متأثرة
بما رأت وعيونها ممتلئة بالدموع دون ان تسقط،ما أثر بي هو ان ذاكرتي عادت بي اعوام عديدة ،الى ذلك الوقت الذي كنت اشاهد فيه الاخبار،لأتذكر نفس المذيعة عندما كانت في قناة اخرى وكانت ايضا تذيع الاخبار مع زميل لها اكبر منها في العمر والخبرة بكثير،وكان الخبر عن مجزرة في دولة عربية تناثر ضحاياها على نواصي الطرق، وعندما انتهى التقرير وكان من المفترض ان يختم المذيع النشرة لكنه انفجر يبكي وغطى وجهه بغترته البيضاء ليفقد السيطرة على مشاعرة، ومن ثم انتقل المخرج الى المذيعة لتختم وكانت تجاهد لتختم بصوت يرتجف وعيون دامعة دون ان تسقط، بالضبط كما ختمت نشرتها الخاصة في قناتها الجديدة .
من الطبيعي ان نحزن لموت الضحايا، او لفقدان اخرين منزلهم، لكن لم افكر يوما بشعور من لا علاقة لة بالخبر ومع ذلك لة علاقة بالخبر، عندما يطفئ المخرج كاميرته، كيف يشعرهو ؟ كيف يشعر المذيع؟ المراسل؟ المصور؟ كيف يشعر رجال الاطفاء والدفاع المدني بعد رؤية اناس محروقين ولكن احياء؟ كيف يشعر الطبيب عندما يرى مصاب في حادث ومصيرة بين يدية؟ كيف يشعر رجل الاسعاف في الطريق من موقع الحادث الى المستشفى؟
شعرت بالحزن عليهم وحتى بالشفقة، اجل هم مكرمون ، اجل لهم الاجر العظيم، اجل هو عملهم، لكن من يزيل تلك الصور وتلك الكلمات الاخيرة من اذهانهم؟
كلماتي هي كلمات شكر لهم بقدر ما هي تساؤل؟ هل يفقد الانسان جزء من انسانيته عندما يتعرض لهذه المناظر
باستمرار، مما لا نقاش فيه ان الانسان يكتسب دائما من محيطة، هل يكتسبون من عملهم العنف؟ اليأس؟ الرحمة؟
الترابط مع من يحبون وقت الازمات؟ النهوض دائما من بين الانقاض للبدء من جديد؟
دائما يقال ان المعلم يعاني من الروتين القاتل، ماهي معاناة المعلم الحقيقيه؟هل هي فعلا الروتين ام طالب لا يقدر الجهد المبذول ويرمي به عرض الحائط؟
سبحان الله في خلقه للبشرواخلاقهم وطبيعتهم، هناك من خلق ليكون معلم وهناك من خلق ليكون طبيب وهناك من خلق ليكون رجل امن، وهناك من خلق ليكون ابتلاء!
خربشة اخيرة:
اذا كنت تشعر بشيء تجاة شخص ما، عتاب ، محبة ، او حتى غضب، عبر عنه فقد يغادرك هذا الشخص في
أي لحظة......وستحزن على كلمات حبستها لفترة ، فشاء الله ان يحبسها في داخلك الى ان تنسى، لكن هل ستنسى؟!
واستقر قراري على احد القنوات بالرغم انها كانت تعرض الاخبار وقد قاطعت الاخبار منذ زمن ليس بقصير،
ولكن لانتظاري لبرنامج معين كان من غير الصعب تحمل خمس دقائق من الاخبار،كان الخبر عن احد التفجيرات وعن الضحايا ،لم اعرف المنطقة لتشابة منظر الجثث المغطاة بالركام والتراب والدم في كل المناطق!
حاولت ان انظر الى الخبر بسطحية وبعدم اهتمام وبانشغال لكي لا تبقى الصور في ذاكرتي الممتلئة المتعبة ، لكن عندما انتهى التقرير وعادت الكاميرا الى الاستوديو لتختم المذيعة النشرة،فإذا بها تجاهد لتنهي جملتها متأثرة
بما رأت وعيونها ممتلئة بالدموع دون ان تسقط،ما أثر بي هو ان ذاكرتي عادت بي اعوام عديدة ،الى ذلك الوقت الذي كنت اشاهد فيه الاخبار،لأتذكر نفس المذيعة عندما كانت في قناة اخرى وكانت ايضا تذيع الاخبار مع زميل لها اكبر منها في العمر والخبرة بكثير،وكان الخبر عن مجزرة في دولة عربية تناثر ضحاياها على نواصي الطرق، وعندما انتهى التقرير وكان من المفترض ان يختم المذيع النشرة لكنه انفجر يبكي وغطى وجهه بغترته البيضاء ليفقد السيطرة على مشاعرة، ومن ثم انتقل المخرج الى المذيعة لتختم وكانت تجاهد لتختم بصوت يرتجف وعيون دامعة دون ان تسقط، بالضبط كما ختمت نشرتها الخاصة في قناتها الجديدة .
من الطبيعي ان نحزن لموت الضحايا، او لفقدان اخرين منزلهم، لكن لم افكر يوما بشعور من لا علاقة لة بالخبر ومع ذلك لة علاقة بالخبر، عندما يطفئ المخرج كاميرته، كيف يشعرهو ؟ كيف يشعر المذيع؟ المراسل؟ المصور؟ كيف يشعر رجال الاطفاء والدفاع المدني بعد رؤية اناس محروقين ولكن احياء؟ كيف يشعر الطبيب عندما يرى مصاب في حادث ومصيرة بين يدية؟ كيف يشعر رجل الاسعاف في الطريق من موقع الحادث الى المستشفى؟
شعرت بالحزن عليهم وحتى بالشفقة، اجل هم مكرمون ، اجل لهم الاجر العظيم، اجل هو عملهم، لكن من يزيل تلك الصور وتلك الكلمات الاخيرة من اذهانهم؟
كلماتي هي كلمات شكر لهم بقدر ما هي تساؤل؟ هل يفقد الانسان جزء من انسانيته عندما يتعرض لهذه المناظر
باستمرار، مما لا نقاش فيه ان الانسان يكتسب دائما من محيطة، هل يكتسبون من عملهم العنف؟ اليأس؟ الرحمة؟
الترابط مع من يحبون وقت الازمات؟ النهوض دائما من بين الانقاض للبدء من جديد؟
دائما يقال ان المعلم يعاني من الروتين القاتل، ماهي معاناة المعلم الحقيقيه؟هل هي فعلا الروتين ام طالب لا يقدر الجهد المبذول ويرمي به عرض الحائط؟
سبحان الله في خلقه للبشرواخلاقهم وطبيعتهم، هناك من خلق ليكون معلم وهناك من خلق ليكون طبيب وهناك من خلق ليكون رجل امن، وهناك من خلق ليكون ابتلاء!
خربشة اخيرة:
اذا كنت تشعر بشيء تجاة شخص ما، عتاب ، محبة ، او حتى غضب، عبر عنه فقد يغادرك هذا الشخص في
أي لحظة......وستحزن على كلمات حبستها لفترة ، فشاء الله ان يحبسها في داخلك الى ان تنسى، لكن هل ستنسى؟!