★ NiGhT AnGeL ★
2008- 5- 5, 05:19 PM
لماذا هم سعداء رغم الغلاء ؟!
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg
بقلم .. جعفر عباس
جاء في استطلاع أجرته وكالة الأنباء الألمانية (دي. بي. إيه) مؤخرا، أن أكثر الشعوب العربية سعادة هم العُمانيون يليهم السعوديون ثم القطريون .. اللبنانيون أتوا في ذيل القائمة، علما بأن الاستطلاع شمل 11 بلدا عربيا فقط، أي أنه استبعد نحو عشر دول عربية لأنه لا حاجة لشخص او جهة ما لإجراء دراسة لإثبات أنهم تعساء بالوراثة.. (مثلا لو قال عراقي في ظروف بلاده الراهنة إنه سعيد فلا شك في أنه مختل عقليا).. شارك في الاستفتاء 7500 شخص، كانوا موزعين تناسبيا بين/في الدول التي شملها الاستطلاع.. وكان مؤشر السعادة هو الإحساس بالاستقرار العائلي والمادي والمهني والصحة الجيدة، بينما أفاد من لا يحسون بالسعادة بأنهم يحسون بالملل والوحدة وفقدان الإحساس بالأمان و"عدم جدوى" الطموح، وعدم القدرة على الوفاء بمتطلبات العيش والحياة الأساسية
خلال السنتين الأخيرتين انخفض راتبي الشهري بنحو 35%، ليس لتعرضي لمجلس تأديب قضى بخصم مبلغ بتلك النسبة من راتبي، فحقيقة الأمر أنني نلت علاوتين على راتبي خلال تلكما السنتين.. ولا شك أن كل من يعيش في الجزيرة العربية ومنطقة الخليج يعرف ما أعني: التضخم في أسعار السلع الأساسية وانخفاض سعر الدولار الأمريكي جعلنا على الصعيد الواقعي نخسر نحو ثلث رواتبنا الشهرية.. في السعودية والبحرين وقطر والكويت وغيرها عويل يومي سببه ارتفاع أسعار الأرز والخبز واتهامات جزافية واعتباطية للتجار بالجشع..التاجر نفسه يشتري تلك السلع بأسعار عالية، ثم انه وفي ظل تحرير الأسواق لا جدوى من التباكي على الجشع.. نعم الوضع الحالي جعل معظمنا يعاني من زنقة مالية . ولكن لو عدنا الى الاستطلاع آنف الذكر نجد ان معظم من قالوا إنهم سعداء لم يركزوا على كون المال متوفرا لديهم "بالزيادة" بل تحدثوا عن عائلاتهم المتماسكة وأصدقائهم الأوفياء وقوة الإيمان والرضا بـ"المقسوم".
كلما اكتشفت ان متطلبات المعيشة صارت مضاعفة وأن مدخراتي صارت شبه معدومة، تذكرت أنني أتيت الى منطقة الخليج وعندي ثلاثة بنطلونات وخمسة قمصان وزوجان من الأحذية لم يكونا صالحين للاستخدام الآدمي.. واليوم؟ يكفي أن أقول إنني أملك حاليا عشر نظارات طبية.. طبعا، يعود عمر بعضها الى ثمانينات القرن الماضي.. ما مغزى ذلك؟ عندما كنت طالبا في الجامعة انكسرت نظارتي ومكثت 9 أشهر بلا نظارة حتى جمعت مبلغا يكفي لشرائها، وعندها كان نظري قد تدهور بنسبة 50%.. ولهذا فأنا قانع وسعيد بما عندي.. وسعيد لأن هناك من هم أسوأ مني حالا ماديا ولكنهم أيضا يجدون السعادة في أهلهم وأحبائهم وقلوبهم.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080505/Con20080505192751.htm
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/jafar.jpg
بقلم .. جعفر عباس
جاء في استطلاع أجرته وكالة الأنباء الألمانية (دي. بي. إيه) مؤخرا، أن أكثر الشعوب العربية سعادة هم العُمانيون يليهم السعوديون ثم القطريون .. اللبنانيون أتوا في ذيل القائمة، علما بأن الاستطلاع شمل 11 بلدا عربيا فقط، أي أنه استبعد نحو عشر دول عربية لأنه لا حاجة لشخص او جهة ما لإجراء دراسة لإثبات أنهم تعساء بالوراثة.. (مثلا لو قال عراقي في ظروف بلاده الراهنة إنه سعيد فلا شك في أنه مختل عقليا).. شارك في الاستفتاء 7500 شخص، كانوا موزعين تناسبيا بين/في الدول التي شملها الاستطلاع.. وكان مؤشر السعادة هو الإحساس بالاستقرار العائلي والمادي والمهني والصحة الجيدة، بينما أفاد من لا يحسون بالسعادة بأنهم يحسون بالملل والوحدة وفقدان الإحساس بالأمان و"عدم جدوى" الطموح، وعدم القدرة على الوفاء بمتطلبات العيش والحياة الأساسية
خلال السنتين الأخيرتين انخفض راتبي الشهري بنحو 35%، ليس لتعرضي لمجلس تأديب قضى بخصم مبلغ بتلك النسبة من راتبي، فحقيقة الأمر أنني نلت علاوتين على راتبي خلال تلكما السنتين.. ولا شك أن كل من يعيش في الجزيرة العربية ومنطقة الخليج يعرف ما أعني: التضخم في أسعار السلع الأساسية وانخفاض سعر الدولار الأمريكي جعلنا على الصعيد الواقعي نخسر نحو ثلث رواتبنا الشهرية.. في السعودية والبحرين وقطر والكويت وغيرها عويل يومي سببه ارتفاع أسعار الأرز والخبز واتهامات جزافية واعتباطية للتجار بالجشع..التاجر نفسه يشتري تلك السلع بأسعار عالية، ثم انه وفي ظل تحرير الأسواق لا جدوى من التباكي على الجشع.. نعم الوضع الحالي جعل معظمنا يعاني من زنقة مالية . ولكن لو عدنا الى الاستطلاع آنف الذكر نجد ان معظم من قالوا إنهم سعداء لم يركزوا على كون المال متوفرا لديهم "بالزيادة" بل تحدثوا عن عائلاتهم المتماسكة وأصدقائهم الأوفياء وقوة الإيمان والرضا بـ"المقسوم".
كلما اكتشفت ان متطلبات المعيشة صارت مضاعفة وأن مدخراتي صارت شبه معدومة، تذكرت أنني أتيت الى منطقة الخليج وعندي ثلاثة بنطلونات وخمسة قمصان وزوجان من الأحذية لم يكونا صالحين للاستخدام الآدمي.. واليوم؟ يكفي أن أقول إنني أملك حاليا عشر نظارات طبية.. طبعا، يعود عمر بعضها الى ثمانينات القرن الماضي.. ما مغزى ذلك؟ عندما كنت طالبا في الجامعة انكسرت نظارتي ومكثت 9 أشهر بلا نظارة حتى جمعت مبلغا يكفي لشرائها، وعندها كان نظري قد تدهور بنسبة 50%.. ولهذا فأنا قانع وسعيد بما عندي.. وسعيد لأن هناك من هم أسوأ مني حالا ماديا ولكنهم أيضا يجدون السعادة في أهلهم وأحبائهم وقلوبهم.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080505/Con20080505192751.htm