ابوصالح
2011- 1- 3, 10:33 PM
المحاضرة الرابعة
قواعد العقيدة الإسلامية
أولاً : القواعد العامة
1- مصادر عَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة:
نظراً لأَنَّ عَقِيْدَة أهل السُّنَّة تُوْقِيفيَّة، فهي تقوم على التَّسْليم بما جاء عن اللهِ وعن رَسُوْلِهِ e، دون تحريفٍ، ولا تأويلٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تمثيلٍ.
ولها مصدران أسَاسِيَّان هما:
1- كتاب الله تَعَاْلَى (الْقُرْآن الْكَرِيْم).
2- السُّنَّة الثَّابِتَة الصَّحِيْحَةُ.
فالرَّسُوْلُ e، لا ينطق عن الهوى إنْ هو إِلاَّ وحيٌ يُوْحَى.
وإجماع السَّلَف الصَّالِحِ مصدرٌ مبناه على الكتاب والسُّنَّة.
والفطرة المستقيمة والعقل السَّليم: رَافِدَانِ مُؤَيِّدَانِ لا يستقلان بتقرير تفصيلات الْعَقِيْدَة، فهما يوافقان الكتاب والسُّنَّة ولا يعارضانهما.
وإذا ورد ما يوهم التَّعارض بين النَّقْل والعقل، اتَّهَمْنَا عُقُوْلَنَا، فإنَّ النَّقلَ الثَّابتَ مُقَدَّمٌ وَمُحَكَّمٌ في الدَّيْن، فتقديم عقول النَّاس وآرائهم الفاسدة على كلام الله تَعَاْلَى وكلام رَسُوْلِهِ e ضلالٌ وشقاء.
2- خبر الآحاد الثابت عن رَسُوْلِ اللهِ e:
فإنَّ الحديث إذا صَحَّ عن النَّبِيِّ e، وإنْ كان من خبر الآحاد وجب قبوله، فهو حُجَّةٌ قَطْعِيَّةٌ.
3- ما اختلف فيه في أمور الدين فمرده إلى الله وَرَسُوْلِهِ e:
فأيُّ أَمْرٍ من أمور الدَّين يقع فيه التنازع فيجب رَدُّهُ إلى كِتَابِ اللهِ تَعَاْلَى، وسُنَّة رسوله e؛ كما فهمهما الصًّحَابَة والتَّابِعُوْن، والسَّلَف الصَّالِحون؛ إذ المرجع في فَهْمِ نصوص الكِتَابِ والسُّنَّة هُم الصًّحَابَة والتَّابِعُوْن، ومن اقتفى أثرَهم من أَئِمَّةِ الهدى والدَّيْن، ولا عبرة بمن خالفهم؛ لأنَّه مُتَّبِعٌ غير سَبِيْلُ المؤمنين. فيجبُ التَّسْليم للأحاديث الصَّحِيْحَةِ، وآثار السَّلَف الصَّالِحِ، من غير كَيْفَ ولا لِمَ؛ لأَنَّ ذلك بِدْعَة.
4- أصول الدين والعَقِيْدَة تُوْقِيفيَّة:
فهي عَقِيْدَةٌ يُوْقَفُ بها عند الحدود التي حدَّدها وبيَّنها، وبلَّغها النَّبِيُّ e، فلا مجالَ فيها لزيادةٍ أو نقصان، ولا تعديلَ ولا تبديل؛ وذلك لأَنَّ الْعَقِيْدَة ربَّانِيَّةُ المصدر، موحىً بها من عند الله تَعَاْلَى.
فإنَّ كُلَّ محدثةٍ في الدين بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة؛ كما صحَّ ذلك عن رَسُوْلِ اللهِ e.
فليس لأحدٍ أنْ يُحْدِثَ أمراً من أمور الدَّيْن، زاعماً أنَّه يجب التزامه أو اعتقاده، فإنَّ الله تَعَاْلَى أكمل الدَّيْن، وانقطع الوحي، وخُتِمَتْ النُّبُوَّة؛ لقوله تَعَاْلَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} .
وقوله e: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَاْ مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُو رَدٌّ)).
وهذا الحديث قَاعدةٌ من قواعد الدَّيْن وأَصلٌ من أصول الْعَقِيْدَة.
ومن اعتقد أنَّه يسعه الخروج عمَّا جاء به النَّبِيُّ e من الدَّيْن، فقد خلع رِبْقَةَ الإِسْلام من عُنُقِهِ.
5- يجب التزام الألفاظ الواردة في الكتاب والسُّنَّة في الْعَقِيْدَة :
يجب الالتزام بالألفاظ الواردة في الكِتَابِ والسُّنَّة في الْعَقِيْدَة، واجتناب الألفاظ المُحْدَثَة التي ابتدعها المتكلِّمون والفلاسفة وأشباههم من أهل الْبِدَع؛ لأَنَّ الْعَقِيْدَة تُوْقِيفيَّة، فهي مما لا يعلمه إِلاَّ الله U.
6- أمور الْعَقِيْدَة غيبٌ :
أمور الْعَقِيْدَة غيبٌ ومبناها على التَّسليم بما جاء عن الله، وعن رسوله e، ظاهراً وباطناً، ما عقلناه منها وما لم نعقله، فمن لم يُسَلِّمْ فيها لله تَعَاْلَى، ولرسوله e، لم يَسْلَم دينُهُ.
7- لا يجوز الخوض والجدل والمراء في الْعَقِيْدَة ونصوصها :
لا يجوز الخوض في نصوص الْعَقِيْدَة؛ والمنَّاظرة فيما يتناظر فيه أهل الجدل ويتنازعون فيه من دينهم؛ لأنَّها غيبٌ، إِلاَّ بقدر البيان وإقامة الحُجَّة، مع التزام منهج السَّلَف في ذلك.
قَالَ الأوزاعي: "إذا أراد الله بقومٍ شراً ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل".
8- لا يجوز تأويل نصوص الْعَقِيْدَة :
لا يجوز تأويل نصوص الْعَقِيْدَة، ولا يجوز صرفها عن ظاهرها بغير دليلٍ شرعيٍّ ثابتٍ عن المعصوم e، ولهذا لما سلَّط المحرفون التأويلات الباطلة على نصوص الشَّرع فسد الدَّيْن فساداً لولا أنَّ الله I تكفل بحفظه، وأقام له حرساً وكَّلَهُم بحمايته من تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، ومن رحمة الله بهذه الأُمَّةِ أنَّهُ يَبْعَثُ لها عند دُرَوْسِ السُّنَّة، وظُهُوْرِ الْبِدْعَةِ من يجدِّدُ لها دينها، ولا يزال يَغْرِسُ في دينه غَرْسَاً يستعملهم فيه علماً وعملاً.
9- من لوازم الْعَقِيْدَة العمل بالشريعة :
فالحكم بغير ما أَنْزَلَ الله تَعَاْلَى ينافي التَّوْحِيْد والتَّسْليم لله تَعَاْلَى، ولرسوله e، فتجويز الحكم بغير شرع اللهِ كفرٌ أكبر، أمَّا العدول عن شرع اللهِ في واقعةٍ معيَّنَةٍ لهوىً في النَّفْسِ، أو إكراهٍ مع الالتزام بشرع اللهِ فهو كفرٌ أصغر ، أو ظلمٌ ، أو فُسُوْق .!!
المحاظره الخامسه
القواعد التفصيلية
ثانياً: القواعد التفصيلية
1- يتلخَّصُ اعتقاد أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة في الجملة فيما يلي:
1- عقيدتهم في أسماء الله وصفاته :
إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله e، ونفي ما نفاه الله عن نفسه وما نفاه عنه رسوله e من غير تمثيلٍ ولا تكييف، ولا تشبيهٍ ولا تحريفٍ، ولا تأويلٍ ولا تعطيلٍ؛ كما قَالَ تَعَاْلَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}. والله تَعَاْلَى وصف نفسه، ووصفه رسوله e بأنَّه: سميعٌ، بصيرٌ، عالمٌ، متكلمٌ، حيٌ، قدير، وأنَّه مستوٍ على عرشه، فوق عباده، وأنَّه تَعَاْلَى يرضى ويسخط، ويغضب ويحب، كما يليق بجلاله وعظمته، مع الجزم بنفي الشبيه والمثيل.
2- عقيدتهم في مسائل الإيمان وسائر المغيبات:
أ- من أصول أهل السُّنَّة أنَّ الإيمان قولٌ وعمل:
يزيد وينقص، ويشمل الإيمان بكل ما أخبر اللهُ به، أو أخبر عنه رسوله e، من أمور الغيب والشَّهادة، جملةً وتفصيلاً، ومن ذلك:
1- الإيمان بالله تَعَاْلَى وتوحيده بالرُّبُوْبِيَّة، والأُلُوْهِيَّة، والأَسْمَاء وَالصِّفَات.
2- الإيمان بالملائكة، وأنَّهم عبادٌ مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وأنَّهم مُوَكَّلُوْنَ بعبادة الله تَعَاْلَى، ومنهم من له وظائف وأعمالٌ أخرى، كاختصاص جبريل u بإنزال الوحي، ومَلَكُ الموت بقبض الأرواح، ومالك بخزانة النَّار، ومنهم من وُكِّلَ بكتابة الأعمال، والمقادير، وَتَسْيِّير السَّحاب، وإنزال المطر، ومنهم حَمَلَةُ العرش ...
3- الإيمان بالْكُتُبِ، المُنَزَّلَة من الله تَعَاْلَى إلى رُسُلِهِ هِدَايَةً للعباد، ومنها: الزَّبُور، والتَّوْرَاة، والإِنْجِيُل، والقُرْآن، وهو أكملها وناسخها.
4- الإيمان بالأنبياء والمرسلين جميعاً، ومن جاء ذكره منهم في الْقُرْآن الْكَرِيْم، وصحيح السُّنَّة، وجب الإيمان به على وجه الخصوص، وأنَّهم كلهم بلَّغوا رسالاتِ الله، وَدَعَواْ إلى تَوْحِيْدِهِ وحذَّروا من الشِّرك. {أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوت}.
وأنَّ محمداً e هو أفضلُ الخلق وخَاتَمُ النَّبِيِّين، بعثه اللهُ إلى النَّاس جميعاً، وبموته e انقطع الوحي، وَأَكَمَلَ اللهُ الدِّيْن.
5- الإيمان باليوم الآخر، وأنَّ الموت حقٌ، والإيمان بنعيم القبر وعذابه، والبعث، والنَّفخ في الصُّوْرِ، والنَّشور، والعرض، والحساب والجزاء، والصُّحف، والميزان، والصِّراط، والحوض، والجنَّة ونعيمها، والنَّار وعذابها ...
ويؤمنون بالساعة وأشراطها، ومنها: خروج الدجَّال، ونزول عيسى u، وخروج المهدي، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابَّة، وغير ذلك مما ثبت في الأحاديث.
6- الإيمان بالقدر، خيره وشره، حلوه ومُرِّه من الله تَعَاْلَى، وأنَّ الله علم كُلَّ شيءٍ قبل أنْ يكون، وكتب ذلك في اللَّوح المحفوظ، وأنَّه تَعَاْلَى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكنْ، وأنَّه تَعَاْلَى خالق كُلِّ شيءٍ، وأنَّه قدَّر الأرزاق، والآجال، والسَّعادة والشَّقاء، والهداية والضَّلال، وأنَّه تَعَاْلَى فعَّالٌ لما يريد، وأنَّه تَعَاْلَى أخذ الميثاق على بني آدم، وأَشْهَدَهُم على أنفسهم أنَّه ربهم.
أ_ الْقُرْآن :
من أصول أهل السُّنَّة أنَّ الْقُرْآن الْكَرِيْم كلام الله منزلٌ غير مخلوق، وأنَّ من زعم أنَّه مخلوقٌ فقد كفر.
ب- الرؤية :
وذلك أنَّ المؤمنين يرون ربَّهم يوم القيامة بأبصارهم، من غير كيفٍ ولا إِحاطة.
ج- الشفاعة :
فالمؤمنون يؤمنون بسائر الشَّفَاعات التي ثبتت في الْقُرْآن والسُّنَّة بشروطها يوم القيامة، وأعظمها: شَفَاعَةُ النَّبِيِّ e العظمى للخلائق يوم القيامة، وشَفَاعَتُهُ e لأهل الكبائر من أُمَّتِهِ، وغير ذلك من الشَّفَاعات له e، ولغيره من الملائكة والنَّبِيِّين والمؤمنين وغيرهم؛ كما جاءت بذلك الآثارُ الصَّحِيْحَةُ.
هـ- الإسراء والمعراج :
الإسراء إلى بيت المقدس، والمعراج إلى السماء السَّابِعَة، وسدرة المنتهى ثابتٌ للنَّبِيِّ e؛ كما جاءت بذلك الآيات والأحاديث الثَّابِتَةُ عن النَّبِيِّ e.
لمحاضره 6 للعقيده ...
المحاضرة السادسة
عقيدة أهل السنة في بقية الأصول والأحكام الاعتقادية
ثالثاً: عقيدة أهل السنة والجماعة في بقية الأحكام
1- من أصول الدين عند أهل السُّنَّة: حب الرَّسُوْلِ ص..
محبةُ الرَّسُوْلِ ص واجبةٌ؛ حتَّى يكون الرَّسُوْلُ r أحبَّ للمرء من نفسه وولده، والنَّاس أجمعين؛ فقد قَالَ ص: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُوْنَ أَحَبَّ إِلِيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ))، ثُمَّ حبُّ أصحابِ رَسُوْلِ اللهِ ص، وزوجاته أُمَّهَاتُ المؤمنين، والتَّرَضِي عنهم، وأنَّهم أفضلُ الأُمَّةِ، والكَفُّ عمَّا شَجَرَ بينهم، وأنْ بغضهم أو الطَّعْنَ في أحدٍ منهم ضلالٌ ونِفِاقٌ.
وأفضلهم: أبو بكر، ثُمَّ عمر، ثُمَّ عثمان، ثُمَّ علي، والعشرة المبشرون بالجنَّة.
كما يدين أهل السُّنَّة بحب آل بيت رَسُوْلِ اللهِ r، ويستوصون بهم خيراً، ويرعون لهم حقوقهم؛ كما أمر رَسُوْلِ اللهِ r، من غير غلوٍ ولا جفاء، لا إفراطٍ ولا تفريط.
2- مجانبة أهل الْبِدَع والنفاق والأهواء، وأهل الكلام:
مجانبة أهل الْبِدَع وبغضهم، والتَّحْذير منهم؛ الجَهْمِيَّةِ، والمُعْنَزِلَةِ، وَالخَوَارِجِ، وَالقَدَرِيَّةِ، وَغُلاَةُ المُرْجِئَةِ، والأشاعرة، وَغُلاَةُ الصُّوْفِّيَّةِ، وَالفَلاَسِفَةِ، وَسَائِرِ الفِرَقِ والطَّوائِف، التي جانبتْ السُّنَّة وَالْجَمَاعَة.
3- لزوم الجماعة :
يجب الاجتماع والاعتصام بحبل الله، الْقُرْآن والسُّنَّة، فإنَّ الفُرْقَةَ عن أهل الحق شذوذٌ وهَلَكَةٌ وضلالٌ.
قَالَ تَعَاْلَى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا}.
4- وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف :
يجب السَّمْع والطَّاعة لولاة الأمر بالمعروف، والتَّدَيُّن بطاعتهم في طاعة الله ما لم يؤمروا بمعصية، ولا يجوز الخروج عليهم، وإنْ جاروا، إِلاَّ أنْ يُرَى منهم كُفْرٌ بواحٌ عليه من الله برهان.
5- وجوب النصيحة لله ولرسوله r ثُمَّ للأئمة المسلمين وعامتهم:
أَئِمَّةُ المسلمين هم ولاة الأمور من الأمراء والعلماء، فيجب تقديم
النَّصيحة لهم، ولعامَّة المسلمين.
أمَّا النَّصِيْحَة لأَئِمَّةِ المسلمين فحبُّ صلاحهم ورشدهم وعدلهم، واجتماع الأُمَّة عليهم، وكراهية افتراق الأُمَّةِ عليهم، والبغض لمن أراد الخروج عليهم.
6- الجهاد مع الإمام براً كان أو فاجراً:
الجهاد من شعائر الدين، وذروة سنام الإِسْلام، وأنَّه قائمٌ إلى يوم القيامة.
7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
إنَّ الأمر بالمعروف والنَّهيَ عن المنكر أصلٌ من أصول الدين، ومن أعظم شعائر الإِسْلام، وهو واجبٌ على الاستطاعة.
8- أحكام المسلمين وحقوقهم:
أ- من شهد أنْ لا إله إِلاَّ الله وأنَّ محمداً رَسُوْلُ اللهِ r، وصلى صلاتنا:
فمن استقبل قبلتنا، وأظهر شعائر الإِسْلام، فهو مسلمٌ له ما للمسلمين، وعليه ما عليهم، حرامُ الدم والمال والعِرْض، وحسابُهُ على الله، وإساءةُ الظنَّ به، أو التَّوَقُفَ في إسلامه بِدْعَةٌ وتنطعٌ في الدين.
ب- لا يجوز تكفير أحد من أهل القبلة بذنبٍ يرتكبه:
لا نُكَفِّر أحداً من أهل القبلة بذنبٍ يرتكبه، إِلاَّ من جاء تكفيره في الكتاب والسُّنَّة وقامت عليه الحُجَّة، وانتفت في حقه عَوَارِضُ الإكراه، أو الجهل، أو التَّأويل؛ كما لا يجوز الشَّكُ في كفر من حكم الله وَرَسُوْلِهِ r بكفره من المشركين، واليهود، والنصارى وغيرهم.
ج- لا نجزم لأحدٍ بجنة أو نار:
لا نَشْهَدُ لأَحَدٍ بجنَّةٍ ولا بِنَار، إِلاَّ من شهد له رَسُوْلُ اللهِ r.
د- ومرتكب الكبيرة في الدنيا فاسقٌ وعاصي:
حكم مرتكب الكبيرة في الدنيا أنَّه فاسقٌ وعاصي، وفي الآخرة تحت مشيئةِ اللهِ إنْ شاء عذَّبَه، وإنْ شاء غفر له، ولا يُخَلَّد في النَّار، ونرجو للمُحْسِنِ، ونخاف على المُسِيء.
هـ – الصَّلاَةُ خَلْفَ أَئِمَّةِ المسلمين (ولاة أمورهم):
نُصَلَّي خَلْفَ أَئِمَّةِ المسلمين بَرِّهِم وفَاجِرِهِم، والجهاد معهم.
و- وجوب الحب في الله والبغض في الله:
الحُبُّ في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، ومن ذلك الولاء للمؤمنين الصَّالِحين، والبراءة من المشركين والكافرين والمنافقين، وكُلُّ مسلمٍ له من الولاية بِقَدْرِ ما لديه من الإيمان والاتِّبَاع للرسول r، ومن البراءة بِقَدْرِ ما فيه من فِسْقٍ وَمَعْصِيَّة.
ز- كَرَامَاتُ الأَولِيَاءِ حَقٌ:
.تمت ولله الحمد المحاضره 6
قواعد العقيدة الإسلامية
أولاً : القواعد العامة
1- مصادر عَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة:
نظراً لأَنَّ عَقِيْدَة أهل السُّنَّة تُوْقِيفيَّة، فهي تقوم على التَّسْليم بما جاء عن اللهِ وعن رَسُوْلِهِ e، دون تحريفٍ، ولا تأويلٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تمثيلٍ.
ولها مصدران أسَاسِيَّان هما:
1- كتاب الله تَعَاْلَى (الْقُرْآن الْكَرِيْم).
2- السُّنَّة الثَّابِتَة الصَّحِيْحَةُ.
فالرَّسُوْلُ e، لا ينطق عن الهوى إنْ هو إِلاَّ وحيٌ يُوْحَى.
وإجماع السَّلَف الصَّالِحِ مصدرٌ مبناه على الكتاب والسُّنَّة.
والفطرة المستقيمة والعقل السَّليم: رَافِدَانِ مُؤَيِّدَانِ لا يستقلان بتقرير تفصيلات الْعَقِيْدَة، فهما يوافقان الكتاب والسُّنَّة ولا يعارضانهما.
وإذا ورد ما يوهم التَّعارض بين النَّقْل والعقل، اتَّهَمْنَا عُقُوْلَنَا، فإنَّ النَّقلَ الثَّابتَ مُقَدَّمٌ وَمُحَكَّمٌ في الدَّيْن، فتقديم عقول النَّاس وآرائهم الفاسدة على كلام الله تَعَاْلَى وكلام رَسُوْلِهِ e ضلالٌ وشقاء.
2- خبر الآحاد الثابت عن رَسُوْلِ اللهِ e:
فإنَّ الحديث إذا صَحَّ عن النَّبِيِّ e، وإنْ كان من خبر الآحاد وجب قبوله، فهو حُجَّةٌ قَطْعِيَّةٌ.
3- ما اختلف فيه في أمور الدين فمرده إلى الله وَرَسُوْلِهِ e:
فأيُّ أَمْرٍ من أمور الدَّين يقع فيه التنازع فيجب رَدُّهُ إلى كِتَابِ اللهِ تَعَاْلَى، وسُنَّة رسوله e؛ كما فهمهما الصًّحَابَة والتَّابِعُوْن، والسَّلَف الصَّالِحون؛ إذ المرجع في فَهْمِ نصوص الكِتَابِ والسُّنَّة هُم الصًّحَابَة والتَّابِعُوْن، ومن اقتفى أثرَهم من أَئِمَّةِ الهدى والدَّيْن، ولا عبرة بمن خالفهم؛ لأنَّه مُتَّبِعٌ غير سَبِيْلُ المؤمنين. فيجبُ التَّسْليم للأحاديث الصَّحِيْحَةِ، وآثار السَّلَف الصَّالِحِ، من غير كَيْفَ ولا لِمَ؛ لأَنَّ ذلك بِدْعَة.
4- أصول الدين والعَقِيْدَة تُوْقِيفيَّة:
فهي عَقِيْدَةٌ يُوْقَفُ بها عند الحدود التي حدَّدها وبيَّنها، وبلَّغها النَّبِيُّ e، فلا مجالَ فيها لزيادةٍ أو نقصان، ولا تعديلَ ولا تبديل؛ وذلك لأَنَّ الْعَقِيْدَة ربَّانِيَّةُ المصدر، موحىً بها من عند الله تَعَاْلَى.
فإنَّ كُلَّ محدثةٍ في الدين بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة؛ كما صحَّ ذلك عن رَسُوْلِ اللهِ e.
فليس لأحدٍ أنْ يُحْدِثَ أمراً من أمور الدَّيْن، زاعماً أنَّه يجب التزامه أو اعتقاده، فإنَّ الله تَعَاْلَى أكمل الدَّيْن، وانقطع الوحي، وخُتِمَتْ النُّبُوَّة؛ لقوله تَعَاْلَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} .
وقوله e: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَاْ مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُو رَدٌّ)).
وهذا الحديث قَاعدةٌ من قواعد الدَّيْن وأَصلٌ من أصول الْعَقِيْدَة.
ومن اعتقد أنَّه يسعه الخروج عمَّا جاء به النَّبِيُّ e من الدَّيْن، فقد خلع رِبْقَةَ الإِسْلام من عُنُقِهِ.
5- يجب التزام الألفاظ الواردة في الكتاب والسُّنَّة في الْعَقِيْدَة :
يجب الالتزام بالألفاظ الواردة في الكِتَابِ والسُّنَّة في الْعَقِيْدَة، واجتناب الألفاظ المُحْدَثَة التي ابتدعها المتكلِّمون والفلاسفة وأشباههم من أهل الْبِدَع؛ لأَنَّ الْعَقِيْدَة تُوْقِيفيَّة، فهي مما لا يعلمه إِلاَّ الله U.
6- أمور الْعَقِيْدَة غيبٌ :
أمور الْعَقِيْدَة غيبٌ ومبناها على التَّسليم بما جاء عن الله، وعن رسوله e، ظاهراً وباطناً، ما عقلناه منها وما لم نعقله، فمن لم يُسَلِّمْ فيها لله تَعَاْلَى، ولرسوله e، لم يَسْلَم دينُهُ.
7- لا يجوز الخوض والجدل والمراء في الْعَقِيْدَة ونصوصها :
لا يجوز الخوض في نصوص الْعَقِيْدَة؛ والمنَّاظرة فيما يتناظر فيه أهل الجدل ويتنازعون فيه من دينهم؛ لأنَّها غيبٌ، إِلاَّ بقدر البيان وإقامة الحُجَّة، مع التزام منهج السَّلَف في ذلك.
قَالَ الأوزاعي: "إذا أراد الله بقومٍ شراً ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل".
8- لا يجوز تأويل نصوص الْعَقِيْدَة :
لا يجوز تأويل نصوص الْعَقِيْدَة، ولا يجوز صرفها عن ظاهرها بغير دليلٍ شرعيٍّ ثابتٍ عن المعصوم e، ولهذا لما سلَّط المحرفون التأويلات الباطلة على نصوص الشَّرع فسد الدَّيْن فساداً لولا أنَّ الله I تكفل بحفظه، وأقام له حرساً وكَّلَهُم بحمايته من تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، ومن رحمة الله بهذه الأُمَّةِ أنَّهُ يَبْعَثُ لها عند دُرَوْسِ السُّنَّة، وظُهُوْرِ الْبِدْعَةِ من يجدِّدُ لها دينها، ولا يزال يَغْرِسُ في دينه غَرْسَاً يستعملهم فيه علماً وعملاً.
9- من لوازم الْعَقِيْدَة العمل بالشريعة :
فالحكم بغير ما أَنْزَلَ الله تَعَاْلَى ينافي التَّوْحِيْد والتَّسْليم لله تَعَاْلَى، ولرسوله e، فتجويز الحكم بغير شرع اللهِ كفرٌ أكبر، أمَّا العدول عن شرع اللهِ في واقعةٍ معيَّنَةٍ لهوىً في النَّفْسِ، أو إكراهٍ مع الالتزام بشرع اللهِ فهو كفرٌ أصغر ، أو ظلمٌ ، أو فُسُوْق .!!
المحاظره الخامسه
القواعد التفصيلية
ثانياً: القواعد التفصيلية
1- يتلخَّصُ اعتقاد أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة في الجملة فيما يلي:
1- عقيدتهم في أسماء الله وصفاته :
إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله e، ونفي ما نفاه الله عن نفسه وما نفاه عنه رسوله e من غير تمثيلٍ ولا تكييف، ولا تشبيهٍ ولا تحريفٍ، ولا تأويلٍ ولا تعطيلٍ؛ كما قَالَ تَعَاْلَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}. والله تَعَاْلَى وصف نفسه، ووصفه رسوله e بأنَّه: سميعٌ، بصيرٌ، عالمٌ، متكلمٌ، حيٌ، قدير، وأنَّه مستوٍ على عرشه، فوق عباده، وأنَّه تَعَاْلَى يرضى ويسخط، ويغضب ويحب، كما يليق بجلاله وعظمته، مع الجزم بنفي الشبيه والمثيل.
2- عقيدتهم في مسائل الإيمان وسائر المغيبات:
أ- من أصول أهل السُّنَّة أنَّ الإيمان قولٌ وعمل:
يزيد وينقص، ويشمل الإيمان بكل ما أخبر اللهُ به، أو أخبر عنه رسوله e، من أمور الغيب والشَّهادة، جملةً وتفصيلاً، ومن ذلك:
1- الإيمان بالله تَعَاْلَى وتوحيده بالرُّبُوْبِيَّة، والأُلُوْهِيَّة، والأَسْمَاء وَالصِّفَات.
2- الإيمان بالملائكة، وأنَّهم عبادٌ مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وأنَّهم مُوَكَّلُوْنَ بعبادة الله تَعَاْلَى، ومنهم من له وظائف وأعمالٌ أخرى، كاختصاص جبريل u بإنزال الوحي، ومَلَكُ الموت بقبض الأرواح، ومالك بخزانة النَّار، ومنهم من وُكِّلَ بكتابة الأعمال، والمقادير، وَتَسْيِّير السَّحاب، وإنزال المطر، ومنهم حَمَلَةُ العرش ...
3- الإيمان بالْكُتُبِ، المُنَزَّلَة من الله تَعَاْلَى إلى رُسُلِهِ هِدَايَةً للعباد، ومنها: الزَّبُور، والتَّوْرَاة، والإِنْجِيُل، والقُرْآن، وهو أكملها وناسخها.
4- الإيمان بالأنبياء والمرسلين جميعاً، ومن جاء ذكره منهم في الْقُرْآن الْكَرِيْم، وصحيح السُّنَّة، وجب الإيمان به على وجه الخصوص، وأنَّهم كلهم بلَّغوا رسالاتِ الله، وَدَعَواْ إلى تَوْحِيْدِهِ وحذَّروا من الشِّرك. {أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوت}.
وأنَّ محمداً e هو أفضلُ الخلق وخَاتَمُ النَّبِيِّين، بعثه اللهُ إلى النَّاس جميعاً، وبموته e انقطع الوحي، وَأَكَمَلَ اللهُ الدِّيْن.
5- الإيمان باليوم الآخر، وأنَّ الموت حقٌ، والإيمان بنعيم القبر وعذابه، والبعث، والنَّفخ في الصُّوْرِ، والنَّشور، والعرض، والحساب والجزاء، والصُّحف، والميزان، والصِّراط، والحوض، والجنَّة ونعيمها، والنَّار وعذابها ...
ويؤمنون بالساعة وأشراطها، ومنها: خروج الدجَّال، ونزول عيسى u، وخروج المهدي، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابَّة، وغير ذلك مما ثبت في الأحاديث.
6- الإيمان بالقدر، خيره وشره، حلوه ومُرِّه من الله تَعَاْلَى، وأنَّ الله علم كُلَّ شيءٍ قبل أنْ يكون، وكتب ذلك في اللَّوح المحفوظ، وأنَّه تَعَاْلَى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكنْ، وأنَّه تَعَاْلَى خالق كُلِّ شيءٍ، وأنَّه قدَّر الأرزاق، والآجال، والسَّعادة والشَّقاء، والهداية والضَّلال، وأنَّه تَعَاْلَى فعَّالٌ لما يريد، وأنَّه تَعَاْلَى أخذ الميثاق على بني آدم، وأَشْهَدَهُم على أنفسهم أنَّه ربهم.
أ_ الْقُرْآن :
من أصول أهل السُّنَّة أنَّ الْقُرْآن الْكَرِيْم كلام الله منزلٌ غير مخلوق، وأنَّ من زعم أنَّه مخلوقٌ فقد كفر.
ب- الرؤية :
وذلك أنَّ المؤمنين يرون ربَّهم يوم القيامة بأبصارهم، من غير كيفٍ ولا إِحاطة.
ج- الشفاعة :
فالمؤمنون يؤمنون بسائر الشَّفَاعات التي ثبتت في الْقُرْآن والسُّنَّة بشروطها يوم القيامة، وأعظمها: شَفَاعَةُ النَّبِيِّ e العظمى للخلائق يوم القيامة، وشَفَاعَتُهُ e لأهل الكبائر من أُمَّتِهِ، وغير ذلك من الشَّفَاعات له e، ولغيره من الملائكة والنَّبِيِّين والمؤمنين وغيرهم؛ كما جاءت بذلك الآثارُ الصَّحِيْحَةُ.
هـ- الإسراء والمعراج :
الإسراء إلى بيت المقدس، والمعراج إلى السماء السَّابِعَة، وسدرة المنتهى ثابتٌ للنَّبِيِّ e؛ كما جاءت بذلك الآيات والأحاديث الثَّابِتَةُ عن النَّبِيِّ e.
لمحاضره 6 للعقيده ...
المحاضرة السادسة
عقيدة أهل السنة في بقية الأصول والأحكام الاعتقادية
ثالثاً: عقيدة أهل السنة والجماعة في بقية الأحكام
1- من أصول الدين عند أهل السُّنَّة: حب الرَّسُوْلِ ص..
محبةُ الرَّسُوْلِ ص واجبةٌ؛ حتَّى يكون الرَّسُوْلُ r أحبَّ للمرء من نفسه وولده، والنَّاس أجمعين؛ فقد قَالَ ص: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُوْنَ أَحَبَّ إِلِيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ))، ثُمَّ حبُّ أصحابِ رَسُوْلِ اللهِ ص، وزوجاته أُمَّهَاتُ المؤمنين، والتَّرَضِي عنهم، وأنَّهم أفضلُ الأُمَّةِ، والكَفُّ عمَّا شَجَرَ بينهم، وأنْ بغضهم أو الطَّعْنَ في أحدٍ منهم ضلالٌ ونِفِاقٌ.
وأفضلهم: أبو بكر، ثُمَّ عمر، ثُمَّ عثمان، ثُمَّ علي، والعشرة المبشرون بالجنَّة.
كما يدين أهل السُّنَّة بحب آل بيت رَسُوْلِ اللهِ r، ويستوصون بهم خيراً، ويرعون لهم حقوقهم؛ كما أمر رَسُوْلِ اللهِ r، من غير غلوٍ ولا جفاء، لا إفراطٍ ولا تفريط.
2- مجانبة أهل الْبِدَع والنفاق والأهواء، وأهل الكلام:
مجانبة أهل الْبِدَع وبغضهم، والتَّحْذير منهم؛ الجَهْمِيَّةِ، والمُعْنَزِلَةِ، وَالخَوَارِجِ، وَالقَدَرِيَّةِ، وَغُلاَةُ المُرْجِئَةِ، والأشاعرة، وَغُلاَةُ الصُّوْفِّيَّةِ، وَالفَلاَسِفَةِ، وَسَائِرِ الفِرَقِ والطَّوائِف، التي جانبتْ السُّنَّة وَالْجَمَاعَة.
3- لزوم الجماعة :
يجب الاجتماع والاعتصام بحبل الله، الْقُرْآن والسُّنَّة، فإنَّ الفُرْقَةَ عن أهل الحق شذوذٌ وهَلَكَةٌ وضلالٌ.
قَالَ تَعَاْلَى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا}.
4- وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف :
يجب السَّمْع والطَّاعة لولاة الأمر بالمعروف، والتَّدَيُّن بطاعتهم في طاعة الله ما لم يؤمروا بمعصية، ولا يجوز الخروج عليهم، وإنْ جاروا، إِلاَّ أنْ يُرَى منهم كُفْرٌ بواحٌ عليه من الله برهان.
5- وجوب النصيحة لله ولرسوله r ثُمَّ للأئمة المسلمين وعامتهم:
أَئِمَّةُ المسلمين هم ولاة الأمور من الأمراء والعلماء، فيجب تقديم
النَّصيحة لهم، ولعامَّة المسلمين.
أمَّا النَّصِيْحَة لأَئِمَّةِ المسلمين فحبُّ صلاحهم ورشدهم وعدلهم، واجتماع الأُمَّة عليهم، وكراهية افتراق الأُمَّةِ عليهم، والبغض لمن أراد الخروج عليهم.
6- الجهاد مع الإمام براً كان أو فاجراً:
الجهاد من شعائر الدين، وذروة سنام الإِسْلام، وأنَّه قائمٌ إلى يوم القيامة.
7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
إنَّ الأمر بالمعروف والنَّهيَ عن المنكر أصلٌ من أصول الدين، ومن أعظم شعائر الإِسْلام، وهو واجبٌ على الاستطاعة.
8- أحكام المسلمين وحقوقهم:
أ- من شهد أنْ لا إله إِلاَّ الله وأنَّ محمداً رَسُوْلُ اللهِ r، وصلى صلاتنا:
فمن استقبل قبلتنا، وأظهر شعائر الإِسْلام، فهو مسلمٌ له ما للمسلمين، وعليه ما عليهم، حرامُ الدم والمال والعِرْض، وحسابُهُ على الله، وإساءةُ الظنَّ به، أو التَّوَقُفَ في إسلامه بِدْعَةٌ وتنطعٌ في الدين.
ب- لا يجوز تكفير أحد من أهل القبلة بذنبٍ يرتكبه:
لا نُكَفِّر أحداً من أهل القبلة بذنبٍ يرتكبه، إِلاَّ من جاء تكفيره في الكتاب والسُّنَّة وقامت عليه الحُجَّة، وانتفت في حقه عَوَارِضُ الإكراه، أو الجهل، أو التَّأويل؛ كما لا يجوز الشَّكُ في كفر من حكم الله وَرَسُوْلِهِ r بكفره من المشركين، واليهود، والنصارى وغيرهم.
ج- لا نجزم لأحدٍ بجنة أو نار:
لا نَشْهَدُ لأَحَدٍ بجنَّةٍ ولا بِنَار، إِلاَّ من شهد له رَسُوْلُ اللهِ r.
د- ومرتكب الكبيرة في الدنيا فاسقٌ وعاصي:
حكم مرتكب الكبيرة في الدنيا أنَّه فاسقٌ وعاصي، وفي الآخرة تحت مشيئةِ اللهِ إنْ شاء عذَّبَه، وإنْ شاء غفر له، ولا يُخَلَّد في النَّار، ونرجو للمُحْسِنِ، ونخاف على المُسِيء.
هـ – الصَّلاَةُ خَلْفَ أَئِمَّةِ المسلمين (ولاة أمورهم):
نُصَلَّي خَلْفَ أَئِمَّةِ المسلمين بَرِّهِم وفَاجِرِهِم، والجهاد معهم.
و- وجوب الحب في الله والبغض في الله:
الحُبُّ في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، ومن ذلك الولاء للمؤمنين الصَّالِحين، والبراءة من المشركين والكافرين والمنافقين، وكُلُّ مسلمٍ له من الولاية بِقَدْرِ ما لديه من الإيمان والاتِّبَاع للرسول r، ومن البراءة بِقَدْرِ ما فيه من فِسْقٍ وَمَعْصِيَّة.
ز- كَرَامَاتُ الأَولِيَاءِ حَقٌ:
.تمت ولله الحمد المحاضره 6