★ NiGhT AnGeL ★
2008- 5- 19, 12:04 AM
بعد 16 سنة من الدراسة والتعب ...
جامعيون يبحثون عن «واسطة» للعمل في الفلاحة!
الأحساء - محمد الرويشد الحياة - 16/05/08//
تحول خريجون جامعيون إلى مزارعين بالأجرة، أو ما يُطلق عليهم محلياً بـ«الكدادة»، وسط نقد للأوضاع الاقتصادية، التي حولتهم من معلمين متخصصين في التربية، إلى عمال، يسعون لكسب قوتهم بالأجرة اليومية. ويقول عادل أحمد: «من حيث المبدأ والعمل الشريف ومفخرة لكل عامل، وحين أردنا أن نكسب رزقاً حلالاً، توجهنا إلى الزراعة بحكم طبيعة المنطقة الزراعية، وحاجتها لعاملين، لكن الوضع يسير بالمقلوب، فثيابنا الرثة المتسخة ترسل للمجتمع رسالة بأن التعليم لم يكن ذا قيمة في الوقت الحالي، لأن الشهادة الجامعية أصبحت وعاءً للغبار في أدراج المكاتب أو فوق الحائط».
انضم عادل وثلاثة من زملائه للائحة «الكدادة» بمحض إرادتهم، بيد ان نظرة المجتمع التي تلاحقهم تشعرهم بأنهم «محكومون بقضية جنائية أو أخلاقية». ويقول: «نحن ضحايا»، ويسأل «إلى أين يسير بنا، نحن الجامعيين، المصير؟ ولماذا لا تحتضننا شركات أو مؤسسات حكومية أو خاصة؟، فنحن طاقة وطنية مهدرة».
ولم يختلف رأي زميله علي محمد عن رأيه، مضيفاً «تخيل أن ما شفع لنا في أن نجد عملاً في إحدى المزارع، هي خلفيتنا الزراعية الجيدة، إلى جانب توسط أحد الأشخاص لنا، والغريب أن الفلاحة أصبحت تستقبل جامعيين وبشروط، ولعلنا أقل مصيبةً من زملاء آخرين، أعرف أن بعضهم يعمل بائعاً في محل صغير، وآخر عاملاً في محطة وقود، ومجموعة تعمل في مجمعات تجارية للمواد الغذائية».
ويؤكد نبيل صالح أن ما يتقاضونه عن عملهم اليومي المتعب «لا يكفي إلا لمصروف يومين، لكنه بالنسبة لنا أفضل من راتب شهري قد لا يأتي بعد معاناة الانتظار التي عشناها لسنين طويلة، ولا نزال نسأل إلى أين نتوجه، وما السبب في عدم توظيفنا؟ وما السبب الذي حولنا من خريجي جامعة طموحين، إلى عاطلين، نستجدي أي عمل ينسينا وضعنا مع التوظيف».
وبخلاف الجامعيين السابقين، قرر سليمان حسن أن يحمل دلواً من الماء واسفنجة صغيرة وقطعة قماش، ليعمل منظفاً للسيارات، ولهذه الفكرة «المجنونة» سبب بحسب قوله: «أصبت بأمراض نفسية عدة بعد تخرجي قبل أربعة أعوام، والسبب في ذلك أنني لم أجد وظيفة حتى انني حين تعقدت بي الأمور، قررت أن أنافس العمالة الوافدة على غسيل السيارات، لأنها تمنحني مصروفاً يومياً أفضل من أن أجلس عاطلاً من دون عمل».
ما ثنى سليمان عن هذه الفكرة، غضب والده الذي رأى في هذه المهنة «عيباً اجتماعياً».
ويقول: «رفض والدي، وبشدة هذه الفكرة، بل إنه أمرني بأن أنساها للأبد، خوفاً من أن يُشار إليّ ببنان العيب الاجتماعي، وكانت لدي قناعة من أن أوصل رسالة للمجتمع، بأنني وصلت كغيري إلى مرحلة اقتصادية ونفسية متأزمة».
وأصبحت الشهادة الجامعية بالنسبة لكثيرين، ومنهم حسن الصحاف، «شبحاً يطل على صاحبها كلما فتح درج أوراقه». ويقول: «أردت لأكثر من مرة أن أحرقها وأتخلص منها، لأنها تعلقني بأمل لن يتحقق بسبب الظروف، والغريب في الأمر، أنني تذكرت أكثر من مرة نقاشاً احتدم مع أحد الأصدقاء، وكان وقتها يعمل في إحدى الدوائر الحكومية، حول أهمية إكمال الدراسة، والحصول على الشهادة الجامعية، فقد كان مُصراً على أن حالنا سيؤول إلى لا شيء، وكنت وقتها أدافع عن طموحي وبقوة». ويضيف متألماً «تحققت توقعات صديقي، وأصبحت عاطلاً بشهادة جامعية، والأسوأ ان وضعنا سيؤثر على الجيل الذي يجلس حالياً على مقاعد الدراسة، لأنهم يشاهدون معاناتنا، والخوف من أن تزيد نسبة التسرب من الدراسة في السنوات المقبلة، بسبب لافتة انتشرت حالياً، وهي «يوجد اكتفاء في الوظائف التعليمية».
http://ksa.daralhayat.com/local_news/regions/05-2008/Article-20080516-f04cb9f7-c0a8-10ed-01e2-5c7380c92e22/story.html
جامعيون يبحثون عن «واسطة» للعمل في الفلاحة!
الأحساء - محمد الرويشد الحياة - 16/05/08//
تحول خريجون جامعيون إلى مزارعين بالأجرة، أو ما يُطلق عليهم محلياً بـ«الكدادة»، وسط نقد للأوضاع الاقتصادية، التي حولتهم من معلمين متخصصين في التربية، إلى عمال، يسعون لكسب قوتهم بالأجرة اليومية. ويقول عادل أحمد: «من حيث المبدأ والعمل الشريف ومفخرة لكل عامل، وحين أردنا أن نكسب رزقاً حلالاً، توجهنا إلى الزراعة بحكم طبيعة المنطقة الزراعية، وحاجتها لعاملين، لكن الوضع يسير بالمقلوب، فثيابنا الرثة المتسخة ترسل للمجتمع رسالة بأن التعليم لم يكن ذا قيمة في الوقت الحالي، لأن الشهادة الجامعية أصبحت وعاءً للغبار في أدراج المكاتب أو فوق الحائط».
انضم عادل وثلاثة من زملائه للائحة «الكدادة» بمحض إرادتهم، بيد ان نظرة المجتمع التي تلاحقهم تشعرهم بأنهم «محكومون بقضية جنائية أو أخلاقية». ويقول: «نحن ضحايا»، ويسأل «إلى أين يسير بنا، نحن الجامعيين، المصير؟ ولماذا لا تحتضننا شركات أو مؤسسات حكومية أو خاصة؟، فنحن طاقة وطنية مهدرة».
ولم يختلف رأي زميله علي محمد عن رأيه، مضيفاً «تخيل أن ما شفع لنا في أن نجد عملاً في إحدى المزارع، هي خلفيتنا الزراعية الجيدة، إلى جانب توسط أحد الأشخاص لنا، والغريب أن الفلاحة أصبحت تستقبل جامعيين وبشروط، ولعلنا أقل مصيبةً من زملاء آخرين، أعرف أن بعضهم يعمل بائعاً في محل صغير، وآخر عاملاً في محطة وقود، ومجموعة تعمل في مجمعات تجارية للمواد الغذائية».
ويؤكد نبيل صالح أن ما يتقاضونه عن عملهم اليومي المتعب «لا يكفي إلا لمصروف يومين، لكنه بالنسبة لنا أفضل من راتب شهري قد لا يأتي بعد معاناة الانتظار التي عشناها لسنين طويلة، ولا نزال نسأل إلى أين نتوجه، وما السبب في عدم توظيفنا؟ وما السبب الذي حولنا من خريجي جامعة طموحين، إلى عاطلين، نستجدي أي عمل ينسينا وضعنا مع التوظيف».
وبخلاف الجامعيين السابقين، قرر سليمان حسن أن يحمل دلواً من الماء واسفنجة صغيرة وقطعة قماش، ليعمل منظفاً للسيارات، ولهذه الفكرة «المجنونة» سبب بحسب قوله: «أصبت بأمراض نفسية عدة بعد تخرجي قبل أربعة أعوام، والسبب في ذلك أنني لم أجد وظيفة حتى انني حين تعقدت بي الأمور، قررت أن أنافس العمالة الوافدة على غسيل السيارات، لأنها تمنحني مصروفاً يومياً أفضل من أن أجلس عاطلاً من دون عمل».
ما ثنى سليمان عن هذه الفكرة، غضب والده الذي رأى في هذه المهنة «عيباً اجتماعياً».
ويقول: «رفض والدي، وبشدة هذه الفكرة، بل إنه أمرني بأن أنساها للأبد، خوفاً من أن يُشار إليّ ببنان العيب الاجتماعي، وكانت لدي قناعة من أن أوصل رسالة للمجتمع، بأنني وصلت كغيري إلى مرحلة اقتصادية ونفسية متأزمة».
وأصبحت الشهادة الجامعية بالنسبة لكثيرين، ومنهم حسن الصحاف، «شبحاً يطل على صاحبها كلما فتح درج أوراقه». ويقول: «أردت لأكثر من مرة أن أحرقها وأتخلص منها، لأنها تعلقني بأمل لن يتحقق بسبب الظروف، والغريب في الأمر، أنني تذكرت أكثر من مرة نقاشاً احتدم مع أحد الأصدقاء، وكان وقتها يعمل في إحدى الدوائر الحكومية، حول أهمية إكمال الدراسة، والحصول على الشهادة الجامعية، فقد كان مُصراً على أن حالنا سيؤول إلى لا شيء، وكنت وقتها أدافع عن طموحي وبقوة». ويضيف متألماً «تحققت توقعات صديقي، وأصبحت عاطلاً بشهادة جامعية، والأسوأ ان وضعنا سيؤثر على الجيل الذي يجلس حالياً على مقاعد الدراسة، لأنهم يشاهدون معاناتنا، والخوف من أن تزيد نسبة التسرب من الدراسة في السنوات المقبلة، بسبب لافتة انتشرت حالياً، وهي «يوجد اكتفاء في الوظائف التعليمية».
http://ksa.daralhayat.com/local_news/regions/05-2008/Article-20080516-f04cb9f7-c0a8-10ed-01e2-5c7380c92e22/story.html