المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من قبل ومن بعد ..


دوستويفسكي
2011- 1- 13, 11:45 PM
بدأ ظلام الليل يتبدد ، بانسلال نور الفجر عبر الأفق البعيد ، زاحفاً على يديه بحذر كسنور يتأهب لهجوم وشيك .. طارداً هذا المارد الجاثم على كبد السماء بظلامه الدامس وأنفاسه الرطبة التي أسكنت كل شيء ، إلا من بعض الهوام والقطط الباحثة عن أي متحرك في صراعاً دائماً من اجل البقاء ...

رفع محارب عنقه مستعداً لإعلان ميلاد يوماً جديد ، وضرب بجناحيه القويان ليهش على بقايا أذيال ليلاً منهزم ، بتصرف غرائزي وهبه إياه الانتخاب الطبيعي من اجل البقاء .. لان البقاء للأصلح .

وفي هذه اللحظات لحظات الميلاد والفناء .. والنصر والهزيمة .. والبقاء والصراع .. التي تدور حول بيت قديم من الطين متهالك قد جارت عليه عوامل التعرية فنزعت عنه هندامه ورونقه فبان عوره ..
هذا البيت الكائن في هذا الكون الواسع والغافي عما يدور حوله .. تدب فيه الحركة لتغير من سكونه بعد ان أفاق على همهمت أم راشد التي تصحوا على صوت محارب في علاقة دائمة بين الصوت و الايفاقة ..

لم يكن في ذلك الوقت كهرباء بل فوانيس توقد بالزيت .. ولم يكن هناك هروب من شدة الحر حر إقليم نجد إلا بالتمدد في فناء المنزل .. تنهض ام راشد من وسط أبنائها المتراميين في أنحاء الفناء كحبات رز على بساط اخرق لا يقودها بين ارتال اللحوم الأسنة إلا غريزة الأمومة القابعة في جوف كل أنثى ..

راشد .. يا راشد

ابو راشد ابو راشد


علي يا علي

نوره نوره

هيا انهضوا فقد حان موعد صلاة الفجر

ننهض جميعاً .. وكلنا أمل في العودة الى الفراش .. لكن أمي لا تسمح بذلك أبدا فالصلاة مع الجماعة فرض واجب ولا صلاة في البيت إلا بعذر شرعي .. و من صلى في البيت بدون عذر فصلاة باطلة وهو من المنافقين الكافرين الخارجين عن دين الله فلا يسلم عليه ولا يؤكل معه بل ان مجرد التأخير عن الذهاب الى المسجد أي بعد الأذن بدقائق يعتبر تقصير عظيم لابد من النصح فيه ..
ولا غرو في ذلك ولا غرابة بالنسبة لي .. فهي من بيت معروف بالتدين بل بالتشدد فجدها من أبيها من أهل التوحيد الإخوان ..

لم يكن هذا التشدد يشغل عقلي الصغير .. وماذا عسى أن يكون عقلي أمام أمي ، هذا العقل الساذج والبال الفارغ .. المليء بالاندهاش والبراءة التي جعلت من عالمي الصغير شيء جميلاً ..
انهض وأخذ معي الطست من اجل الوضوء وأغيب في الرمث الذي يحيط بالمنزل حتى اتوضأ .. ومن عاداتنا عدم وجود الحمام في المنزل .. عادة نخالف فيها الحضر المستحقرين في عاداتنا .. أعود وإذا بوالدي قد تجهز فنذهب سوياً انا وأبي وعلى الذي لم يبلغ الثامنة بعد لكي يعتاد على الصلاة كما كانت والدتي تردد عند اعتراض والدي على ذلك .. لم يكن لامي أي خيار أمام تجبر والدي إلا في الأمور الدينية التي يقف والدي أمامها دون أي اعتراض ..
الطريق مظلم والدنيا لم ترتوي من ماء الضوء بعد ولم تبلغ نشوتها الصارخة وشبقها السرمدي لتنير لنا الطريق بلهب أنفاسها الحارة أللاهثة الباعثة للحياة في أركان هذا الكون ..
نصل إلى المسجد الذي يقع في منتصف القرية ، هذه القرية الغريبة بنفسها وأهلها ، فهي قابعة في جوف الصحراء ليس فيها ما يحوي بالحياة والاستقرار إلا بئر ماء أجاج قد سفكت الدماء من اجله عشرات السنين قبل أن يستتب الأمر للإمام الذي أنهى الصراع وحدد الأراضي والمياه وجعل في كل مكان مدرسة ومستوصف ، ومن سوء طالعنا أن كنا في مكان عليه خلاف بين ثلاث قبائل من كبار القبائل .. لذا تم توزيعه بينهم بالتساوي على مضض منهم وهذا ما يشي به خلافاتهم الدائمة التي تصل إلى سفك الدماء حتى عند أتفه الأمور ، لم يكن الاستقرار من طبعنا فكنا بدواً رحل نبحث عن الماء والمرعى للمواشي

ولم تكن سكنا القرى ترد لنا على بال ، لما لها من احتقار في نفوسنا نحن معشر البدو ، فكيف بالبدوي الحر الأصيل أن يحصره مكان ، أو يجتمع بمن هم دونه من الحضر الذين لا يُعرف عن نسبهم شيء ويمارسون الزراعة وطرق الحديد الذي لا يمكن أن يحقر البدوي شيء مثل احتقاره لهذه المهن .. لكن لم تأتي لنا الدنيا كما نشاء فالماشية لم تعد تدر دخلاً إلا ما تخرجه أحشاءها من حليب لا يلبث إن تستهلكه الأفواه الجائعة ، والخوف علينا نحن الأبناء من المرض والجهل الذي لا يتلافى إلا بالقرب من المدرسة والمستوصف .. وحتى و إن ضمتنا الجدران وحصرتنا القرية ، ظللننا على ما نحن عليه من الحرص الشديد على عادتنا وتقاليدنا ، وكنا بين الفينة والفينة إذا ما طابت الأرض نخرج ولا نعود حتى نرى لا مقام ..
يدخل والدي المسجد ونحن من خلفه ويصلي تحية المسجد لم يكن والدي يحسن الفاتحة ولا ما يقول في الصلاة مع محاولات والدتي تعليمه ، حيث كانت تعرف الفاتحة و سورتان و تعرف ماذا تقول في الركوع والسجود والجلوس للتشهد فلقد علمها جدها .. كان والدي يردد في كل ركن من أركان الصلاة سبحان الله لا اله إلا الله حتى يفرغ من صلاته ..
لا يوجد إمام للمسجد ثابت خصوصاً في الصلاة السرية فأمام الصلاة إمام في الدنيا وهذا قطعاً لا ترتضيه هذه القبائل المتناحرة فتقسم الصلاة بينهم بالتساوي أما الجهرية فيصلى من يعرف القراءة مجبرين لا مخيرين وفي الغالب يكون المعلم المصري ، ولم يكن الآذان مما يشغل بالهم فالآذان محتقر في عادتنا ولا يشغله إلا ضعيف القوم ، وكان يشغله في قرينا رجل قاده عمله في البريد ان يكون بيننا واحضر معه من المدينة قرار تعينه مؤذن حتى يزيد دخله القليل وكان المسجد تقام فيه الصلاة دون اذان في حال ذهب الرجل ليحضر البريد الذي يكون في العادة للمدرسة والمستوصف …









"بقايا أوراق من أرشيفي انثرها لعل الرياح تهب لها الحياة"ِ

سفيره السعاده
2011- 1- 14, 11:16 AM
بصرآآحـــــــــــــه قصه جميله أعطتنا تصور لحياه البدو ومجرياتها ..

مع عتبي على الكاتب في عدم إبراز الجوانب الآخرى الجميله المعروفه عن أهل الباديه الكرم

والنخوه و نجده المستغيث وصفاء النفوس ووو .........

وشكــــــــــــرا لمشاركتنا هذا الإبدآآع ..

دوستويفسكي
2011- 1- 14, 04:13 PM
لم يكن هذا التشدد يشغل عقلي الصغير .. وماذا عسى أن يكون عقلي أمام أمي ، هذا العقل الساذج والبال الفارغ .. المليء بالاندهاش والبراءة التي جعلت من عالمي الصغير شيء جميلاً ..
انهض وأخذ معي الطست من اجل الوضوء وأغيب في الرمث الذي يحيط بالمنزل حتى اتوضأ .. ومن عاداتنا عدم وجود الحمام في المنزل .. عادة نخالف فيها الحضر المستحقرين في عاداتنا .. أعود وإذا بوالدي قد تجهز فنذهب سوياً انا وأبي وعلى الذي لم يبلغ الثامنة بعد لكي يعتاد على الصلاة كما كانت والدتي تردد عند اعتراض والدي على ذلك .. لم يكن لامي أي خيار أمام تجبر والدي إلا في الأمور الدينية التي يقف والدي أمامها دون أي اعتراض ..
الطريق مظلم والدنيا لم ترتوي من ماء الضوء بعد ولم تبلغ نشوتها الصارخة وشبقها السرمدي لتنير لنا الطريق بلهب أنفاسها الحارة أللاهثة الباعثة للحياة في أركان هذا الكون ..
نصل إلى المسجد الذي يقع في منتصف القرية ، هذه القرية الغريبة بنفسها وأهلها ، فهي قابعة في جوف الصحراء ليس فيها ما يحوي بالحياة والاستقرار إلا بئر ماء أجاج قد سفكت الدماء من اجله عشرات السنين قبل أن يستتب الأمر للإمام الذي أنهى الصراع وحدد الأراضي والمياه وجعل في كل مكان مدرسة ومستوصف ، ومن سوء طالعنا أن كنا في مكان عليه خلاف بين ثلاث قبائل من كبار القبائل .. لذا تم توزيعه بينهم بالتساوي على مضض منهم وهذا ما يشي به خلافاتهم الدائمة التي تصل إلى سفك الدماء حتى عند أتفه الأمور ، لم يكن الاستقرار من طبعنا فكنا بدواً رحل نبحث عن الماء والمرعى للمواشي

ولم تكن سكنا القرى ترد لنا على بال ، لما لها من احتقار في نفوسنا نحن معشر البدو ، فكيف بالبدوي الحر الأصيل أن يحصره مكان ، أو يجتمع بمن هم دونه من الحضر الذين لا يُعرف عن نسبهم شيء ويمارسون الزراعة وطرق الحديد الذي لا يمكن أن يحقر البدوي شيء مثل احتقاره لهذه المهن .. لكن لم تأتي لنا الدنيا كما نشاء فالماشية لم تعد تدر دخلاً إلا ما تخرجه أحشاءها من حليب لا يلبث إن تستهلكه الأفواه الجائعة ، والخوف علينا نحن الأبناء من المرض والجهل الذي لا يتلافى إلا بالقرب من المدرسة والمستوصف .. وحتى و إن ضمتنا الجدران وحصرتنا القرية ، ظللننا على ما نحن عليه من الحرص الشديد على عادتنا وتقاليدنا ، وكنا بين الفينة والفينة إذا ما طابت الأرض نخرج ولا نعود حتى نرى لا مقام ..
يدخل والدي المسجد ونحن من خلفه ويصلي تحية المسجد لم يكن والدي يحسن الفاتحة ولا ما يقول في الصلاة مع محاولات والدتي تعليمه ، حيث كانت تعرف الفاتحة و سورتان و تعرف ماذا تقول في الركوع والسجود والجلوس للتشهد فلقد علمها جدها .. كان والدي يردد في كل ركن من أركان الصلاة سبحان الله لا اله إلا الله حتى يفرغ من صلاته ..
لا يوجد إمام للمسجد ثابت خصوصاً في الصلاة السرية فأمام الصلاة إمام في الدنيا وهذا قطعاً لا ترتضيه هذه القبائل المتناحرة فتقسم الصلاة بينهم بالتساوي أما الجهرية فيصلى من يعرف القراءة مجبرين لا مخيرين وفي الغالب يكون المعلم المصري ، ولم يكن الآذان مما يشغل بالهم فالآذان محتقر في عادتنا ولا يشغله إلا ضعيف القوم ، وكان يشغله في قرينا رجل قاده عمله في البريد ان يكون بيننا واحضر معه من المدينة قرار تعينه مؤذن حتى يزيد دخله القليل وكان المسجد تقام فيه الصلاة دون اذان في حال ذهب الرجل ليحضر البريد الذي يكون في العادة للمدرسة والمستوصف ..

دوستويفسكي
2011- 1- 14, 04:18 PM
بصرآآحـــــــــــــه قصه جميله أعطتنا تصور لحياه البدو ومجرياتها ..

مع عتبي على الكاتب في عدم إبراز الجوانب الآخرى الجميله المعروفه عن أهل الباديه الكرم

والنخوه و نجده المستغيث وصفاء النفوس ووو .........

وشكــــــــــــرا لمشاركتنا هذا الإبدآآع ..


لازلنا يا صاحبة المعالي سفيرة السعادة في اول الطريق ..

في صفحات القادم من الايام .. النخوة والشجاعة و العنصرية وكل ما في حياة البدو من خير وشر ..



تشرفت بك صاحبة المعالي ..

ديانا1
2011- 2- 21, 04:48 AM
يسلموو

Ǒ Ẍ Ч Ģ Ё И
2011- 2- 25, 04:51 AM
يسلموووو على القصة :)

دوستويفسكي
2011- 2- 25, 12:25 PM
يسلموو

تشرفت بك ..:106:


شكرا لك

دوستويفسكي
2011- 2- 25, 12:26 PM
يسلموووو على القصة :)

الله يسلمك ...:106:


شكرا لك

غزاله القرشي
2011- 3- 9, 03:29 AM
أخي أحييك على وصفك الأكثر من رائع...لكن من خلال قرائتي للقصة لا أعلم هل انت معجب بحياة البادية والشقاء..أم؟؟

تقبل مروري...

دوستويفسكي
2011- 3- 9, 08:20 PM
أخي أحييك على وصفك الأكثر من رائع...لكن من خلال قرائتي للقصة لا أعلم هل انت معجب بحياة البادية والشقاء..أم؟؟

تقبل مروري...

هى حالة ادبية ونوع من السرد قد اكون محب لها وقد اكون غير ذلك ..

تشرفت بك ...

دوستويفسكي
2011- 3- 9, 08:25 PM
نعود من المسجد وقد سرت في أوصالنا نشوة من الانشراح والانفعال الغريب يزيد رواها نسائم الصبح المحملة بشذى عبق الخزمى والنفل والرمث وريح تراب القوز بعد أن بلله الطلل ..
حتى أن علياً غدى كجرو صغير يلاعب الهواء ...!!
ها قد أعدت والدتي الإفطار والقهوة كما هي العادة منذ أدركت ما يدور حولي غير إني لاحظت أمراً لم أعهده من قبل في نفسي فلم أكن اشعر بما توحيه الوجوه من تعابير إلا في الآونة الأخيرة ، وهذا ما خالني عندما رأيت عيون أمي وهي تحمل بين يديها الإفطار والقهوة ، فعندما وقعت عيناي على عينيها لم أرها تنظر إلى أبي وكانت تحمل تلك العيون الواسعة التي قد زهاها الكحل جمالاً فلا اعلم من جمل الآخر الكحل ام عينا والدتي خوفاً قد شابه الاحترام .
سكبت فنجال من القهوة لوالدي دون أن ترفع رأساً ، تناول والدي الفنجال في حبور مهاب وهو يلوك حبة من التمر ثم نظر إليّ وقال :

راشد اليوم تراك بتروح للمدرسة وتدرس أنت وخوك غير احذرني تترك أخوك خله بجبك وانتبه يضربونه عيال آل شايب وعيال آل سعد تراهم معكم في المدرسة خلك مع ربعك آل مطر وحذرني يرد عنك بكره انك طقيت (1) ولا خذيت زنتك (2) من الرجاجيل تعيربها (3) وسط ربعك الرجال يغدي رجال وأنا بوك ..
واطرق نظره إلى الأرض وأطلق زفير المخنوق الغاضب الذي اجبره الدهر على عدوا مما من صداقته بد وقال :
هذا والله الزمان الشين اللي جمعنا بال شايب وال سعد عدوان البو والجد ..
ونظر إلي والعتاب يملئ عيناه وكأني به يحملني ما قد وقع ..
انتابني شعور المسؤولية ولم اعد ذاك الطفل اللاهي وألهبت كلامات أبي جوانبي فالقضية أكون أو لا أكون مع جهلي الشديد بما أمامي فلم ننزل هذه القرية إلا قبل ثمانية اشهرفقط حيث اشترى والدي هذا المنزل القديم من احد جماعته الذين دعاهم أمير القبيلة قبل خمسة عشر سنه لنزول هذه الأرض بعد ان قسمها الإمام بينهم ولم نكن قبلها غير بدو ننزل منازل القطر والمرعى وكان أبي شديد الحساسية من مجاورة الناس فلا ينزل بقرب احد وكان يردد بأن الرجل لا يقرب الناس ولا يجاورهم لغير داعي أو حاجة ماسة فكنت طوال إحدى عشر سنة عصفور صحراء ألهو حول بيت الشعر واركض بين شجر السمر والغضى واكل العنصل وأمص جذور الحماض اللاذع ، قد اسفعت لواهب نجد مني الخد ونزفت مني القدمان من جراء المشق(4) ، ليس لي في هذا الوجود غير أمي وأختي وأخي أما والدي فوحش صحراء ضاري يكون كل يومه مع المواشي وخصوصاً الإبل لصعوبة رعيها ولا نراها الا في المساء وأحيانا ينام عند الإبل فإذا حضر لا يقربه منا احد ، حاول مرات عديدة اخذي معه لكن في كل مرة كنت أخيب ظنه وكان يردد على مسامع أمي :

الولد ذا مواريه(5) مواري الخلفه (6)... !!
ليا منا صرنا عند الإبل مغير يلعب .. !!
وينظر إلي بالتساع عينه ويحد فيني النظر ويقول :
اللعب مهوب لنا وإنا بوك اللعب لعيال الصناع والعبيد ...!!؟؟
لا أعرف من هم المقصودين في حديث أبي ..؟
لكن يظلون أشخاصاً غير مرغوب فيهم .. !
وكأن نظرات أمي الحانية الدافئة المشفقة علي تقول : لازال صغيراً و فسوف ترى منه ما يسرك عندما تسمع كلام أبي لكن تلتزم الصمت ونتبادل أنا وأمي النظرات والضحكات المخنوقة بحب روحي خالد ..
المجهول أمامي فلم يصدف لي الاحتكاك بالناس و الخلطة بهم بشكل مباشر إلا ما يحصل من ولائم أكون مع أبي ولا يسمح لي بالمغادرة من مكاني وكان يقول لي قبل الذهاب للدعوة :
اسمع وانا ابوك الرجال يجلس مع الرياجيل ويسمع علومهم والدنفسة (7) مع الوراعين مهيب لعيال الحمايل ..
كما لا يسمح لنا بالذهاب إلى المسجد في حال غياب والدي وعندما نذهب معه لا تختلط بالآخرين ...!!!
لا نعلم ماذا نصنع للاستعداد لهذا الحدث المجهول فالكل في حيرة من أمره ، وتضاربت الآراء الحائرة فيما بيني وبين أخي حول الاستعداد ولا أدرك في ذلك الوقت من المنطق إلا القياس الفطري لما زرعه والدي في نفسي .. كن كذا مثل كذا .. لا تكن كذا مثل كذا .. فقلت : العيد نغتسل له ونغير الملابس وو .. وزادت حماستي وأنا أرى أبي مطرق الرأس لا يتكلم ويستمع ألي فتواردت الأفكار على راسي الصغير دون سابق إنذار مما زاد في حبوري وسعادتي التي لم يقطعها إلا صوت أبي الأجش ..
اترك عنك الخبال و الهرج السامج ..
كسرت نفسي هذه الكلمات وأورثت جرحا نازفاً من قلة الثقة بالنفس لسنوات عديدة .. فقلت رغبي في اكتشاف هذا المجهول وزالت حماستي لخوض غماره وران الصمت الكئيب اجتماعنا .. لم يبدده غير ذلك الصوت القادم من بعيد من جوف الحنان المكبوت بأسوار التجبر والأنفة الرجولية ..
يالله افطروا وأنا أمكم ..
يتهكم والدي ويهز رأسه ساخرا ..
ما خربه غير دلاعك له ..
وينظر ألي بعيون راثية لحالي الذي لا يسر ويقول:
من يوم اشفك ناشب في رجلها مثل القراد(8) وانا سامح منك ..
ولوالدي ما يبرر قوله فانا دائماً مع والدتي وكنت أتمنع في كثيراً من الأحيان إذا ما دعاني للذهاب معه حتى طغت علي روح أمي فصرت إلى التأنث اقرب وهذا ما أثر علي كثير في قادم الأيام ، وسط أجواء الصحراء التي لا تعرف الرحمة بل تقدس القسوة ولا يعيش في جوفها إلا أغلاظ القلوب الأكباد ..
دنوت أنا وأخي من إفطارنا الفقير الذي لا يتعدى رغيف من الخبز وقليلاً من السمن الحيواني مع حليب المعز المحمى على النار ..
على كرهاً مني ، خوفاً من أبي ..
إن فكرة رواحي لهذا المجهول بثيابي المتسخة التي تعلو بدني الهزيل منذ أسبوع لم ترق لي ..
فما العمل إذاً ..؟
الرضوخ هو الحسم في نهاية المطاف ..!!؟



(1) أي ضربت
(2) الثأر
(3) العيب المصاحب للرجل حتى يعرف به
(4) التهاب جلدي يصيب القدم بسبب الهواء الجاف يحدث شقوق في القدم مع نزف
(5) علامة
(6) وصف يطلق على الرجل قليل الشأن
(7) سفاسف الأمور المستحقرة
(8) حشره توجد في معاطن الإبل وتعيش على مص دم الحيوان

دوستويفسكي
2011- 3- 9, 08:25 PM
(( قد يكون هناك نوع من العنصرية التى والله اني امقتها .. لكن هذه شخصية راشد وزمانه الذي كان يفوح عنصرية فاسف جد اسف ولكن شخصية الرواية لا تمثل شخص المؤلف))))

نعود من المسجد وقد سرت في أوصالنا نشوة من الانشراح والانفعال الغريب يزيد رواها نسائم الصبح المحملة بشذى عبق الخزمى والنفل والرمث وريح تراب القوز بعد أن بلله الطلل ..
حتى أن علياً غدى كجرو صغير يلاعب الهواء ...!!
ها قد أعدت والدتي الإفطار والقهوة كما هي العادة منذ أدركت ما يدور حولي غير إني لاحظت أمراً لم أعهده من قبل في نفسي فلم أكن اشعر بما توحيه الوجوه من تعابير إلا في الآونة الأخيرة ، وهذا ما خالني عندما رأيت عيون أمي وهي تحمل بين يديها الإفطار والقهوة ، فعندما وقعت عيناي على عينيها لم أرها تنظر إلى أبي وكانت تحمل تلك العيون الواسعة التي قد زهاها الكحل جمالاً فلا اعلم من جمل الآخر الكحل ام عينا والدتي خوفاً قد شابه الاحترام .
سكبت فنجال من القهوة لوالدي دون أن ترفع رأساً ، تناول والدي الفنجال في حبور مهاب وهو يلوك حبة من التمر ثم نظر إليّ وقال :

راشد اليوم تراك بتروح للمدرسة وتدرس أنت وخوك غير احذرني تترك أخوك خله بجبك وانتبه يضربونه عيال آل شايب وعيال آل سعد تراهم معكم في المدرسة خلك مع ربعك آل مطر وحذرني يرد عنك بكره انك طقيت (1) ولا خذيت زنتك (2) من الرجاجيل تعيربها (3) وسط ربعك الرجال يغدي رجال وأنا بوك ..
واطرق نظره إلى الأرض وأطلق زفير المخنوق الغاضب الذي اجبره الدهر على عدوا مما من صداقته بد وقال :
هذا والله الزمان الشين اللي جمعنا بال شايب وال سعد عدوان البو والجد ..
ونظر إلي والعتاب يملئ عيناه وكأني به يحملني ما قد وقع ..
انتابني شعور المسؤولية ولم اعد ذاك الطفل اللاهي وألهبت كلامات أبي جوانبي فالقضية أكون أو لا أكون مع جهلي الشديد بما أمامي فلم ننزل هذه القرية إلا قبل ثمانية اشهرفقط حيث اشترى والدي هذا المنزل القديم من احد جماعته الذين دعاهم أمير القبيلة قبل خمسة عشر سنه لنزول هذه الأرض بعد ان قسمها الإمام بينهم ولم نكن قبلها غير بدو ننزل منازل القطر والمرعى وكان أبي شديد الحساسية من مجاورة الناس فلا ينزل بقرب احد وكان يردد بأن الرجل لا يقرب الناس ولا يجاورهم لغير داعي أو حاجة ماسة فكنت طوال إحدى عشر سنة عصفور صحراء ألهو حول بيت الشعر واركض بين شجر السمر والغضى واكل العنصل وأمص جذور الحماض اللاذع ، قد اسفعت لواهب نجد مني الخد ونزفت مني القدمان من جراء المشق(4) ، ليس لي في هذا الوجود غير أمي وأختي وأخي أما والدي فوحش صحراء ضاري يكون كل يومه مع المواشي وخصوصاً الإبل لصعوبة رعيها ولا نراها الا في المساء وأحيانا ينام عند الإبل فإذا حضر لا يقربه منا احد ، حاول مرات عديدة اخذي معه لكن في كل مرة كنت أخيب ظنه وكان يردد على مسامع أمي :

الولد ذا مواريه(5) مواري الخلفه (6)... !!
ليا منا صرنا عند الإبل مغير يلعب .. !!
وينظر إلي بالتساع عينه ويحد فيني النظر ويقول :
اللعب مهوب لنا وإنا بوك اللعب لعيال الصناع والعبيد ...!!؟؟
لا أعرف من هم المقصودين في حديث أبي ..؟
لكن يظلون أشخاصاً غير مرغوب فيهم .. !
وكأن نظرات أمي الحانية الدافئة المشفقة علي تقول : لازال صغيراً و فسوف ترى منه ما يسرك عندما تسمع كلام أبي لكن تلتزم الصمت ونتبادل أنا وأمي النظرات والضحكات المخنوقة بحب روحي خالد ..
المجهول أمامي فلم يصدف لي الاحتكاك بالناس و الخلطة بهم بشكل مباشر إلا ما يحصل من ولائم أكون مع أبي ولا يسمح لي بالمغادرة من مكاني وكان يقول لي قبل الذهاب للدعوة :
اسمع وانا ابوك الرجال يجلس مع الرياجيل ويسمع علومهم والدنفسة (7) مع الوراعين مهيب لعيال الحمايل ..
كما لا يسمح لنا بالذهاب إلى المسجد في حال غياب والدي وعندما نذهب معه لا تختلط بالآخرين ...!!!
لا نعلم ماذا نصنع للاستعداد لهذا الحدث المجهول فالكل في حيرة من أمره ، وتضاربت الآراء الحائرة فيما بيني وبين أخي حول الاستعداد ولا أدرك في ذلك الوقت من المنطق إلا القياس الفطري لما زرعه والدي في نفسي .. كن كذا مثل كذا .. لا تكن كذا مثل كذا .. فقلت : العيد نغتسل له ونغير الملابس وو .. وزادت حماستي وأنا أرى أبي مطرق الرأس لا يتكلم ويستمع ألي فتواردت الأفكار على راسي الصغير دون سابق إنذار مما زاد في حبوري وسعادتي التي لم يقطعها إلا صوت أبي الأجش ..
اترك عنك الخبال و الهرج السامج ..
كسرت نفسي هذه الكلمات وأورثت جرحا نازفاً من قلة الثقة بالنفس لسنوات عديدة .. فقلت رغبي في اكتشاف هذا المجهول وزالت حماستي لخوض غماره وران الصمت الكئيب اجتماعنا .. لم يبدده غير ذلك الصوت القادم من بعيد من جوف الحنان المكبوت بأسوار التجبر والأنفة الرجولية ..
يالله افطروا وأنا أمكم ..
يتهكم والدي ويهز رأسه ساخرا ..
ما خربه غير دلاعك له ..
وينظر ألي بعيون راثية لحالي الذي لا يسر ويقول:
من يوم اشفك ناشب في رجلها مثل القراد(8) وانا سامح منك ..
ولوالدي ما يبرر قوله فانا دائماً مع والدتي وكنت أتمنع في كثيراً من الأحيان إذا ما دعاني للذهاب معه حتى طغت علي روح أمي فصرت إلى التأنث اقرب وهذا ما أثر علي كثير في قادم الأيام ، وسط أجواء الصحراء التي لا تعرف الرحمة بل تقدس القسوة ولا يعيش في جوفها إلا أغلاظ القلوب الأكباد ..
دنوت أنا وأخي من إفطارنا الفقير الذي لا يتعدى رغيف من الخبز وقليلاً من السمن الحيواني مع حليب المعز المحمى على النار ..
على كرهاً مني ، خوفاً من أبي ..
إن فكرة رواحي لهذا المجهول بثيابي المتسخة التي تعلو بدني الهزيل منذ أسبوع لم ترق لي ..
فما العمل إذاً ..؟
الرضوخ هو الحسم في نهاية المطاف ..!!؟



(1) أي ضربت
(2) الثأر
(3) العيب المصاحب للرجل حتى يعرف به
(4) التهاب جلدي يصيب القدم بسبب الهواء الجاف يحدث شقوق في القدم مع نزف
(5) علامة
(6) وصف يطلق على الرجل قليل الشأن
(7) سفاسف الأمور المستحقرة
(8) حشره توجد في معاطن الإبل وتعيش على مص دم الحيوان

غزاله القرشي
2011- 3- 10, 07:00 AM
متااابعه.....

دوستويفسكي
2011- 3- 13, 01:42 PM
متااابعه.....

تشرفنا افندم ...:g2:

دوستويفسكي
2011- 3- 13, 01:44 PM
نهض أبي بسرعة وقد علاه الجد وهو يقول :
باروح للحلال ونتو على مدرستكم الهمام (1) وأنا بوكم

أم راشد الشاة الدافع (2) جابت والا باقي ... لاوالله باقي يا بو راشد ..
ثم ينصرف ويلقى علينا تحية الوداع بشكل مقتضب :
فمان الله ..
أتابع أبي وهو يهم بالخروج فتتبعه عيناني حتى يتوارى بجسده القوي المفتول عن ناظريّ .. قد اختلطت مشاعري وأحاسيسي تجاه هذا الوالد الصحراوي الجبار الذي لم يقبلني يوما ولم يحملني يوما ولم يلاعبني يوما .. قد نشأ في الصحراء ورضع من ثديها ، فأصبح فوائده كصعيدها الجاف ومزاجه كأجواها المتقلبة .. وبطبيعة الحال لم أدرك هذه المعاني والأحاسيس الإنسانية الأبوية إلا بعد أن أصبحت أباً متحضرا . لكني في تلك الفترة كنت اشعر بالفطرة الطفولية بأن هناك خلل ما في طبيعة العلاقة بين ابي وعائلته الصغيرة .. غير أني في هذه اللحظات اعذره فهكذا عاش وتربا . وهكذا يمارس ويربي قد علمته أمه الصحراء بأن لا مكان للضعفاء ... وإنما العيش للأقوياء فقط على حصبائها الصلده ..
أهم بالخروج أنا وأخي علي وأمنا تنظر إلينا بعينين صامتتين دون تعبير واضح قد لفها الغموض العسير على الفهم ..؟؟
خرجنا من البيت وإذا بعلي يتمطى بأنّه مخنوقة ليهش على ما بقي من كسل في أوصاله ..
أشرقت الشمس على هذا الجزء المنسي من العالم باسطتاً ردائها الذهبي على الجبال والهضاب والأودية والتخوم باعثتاً للحياة في كل شيء تلمسه بشعاعها الطاغي لتلونه بلونها الذهبي ، فأصبحت الأرض قطعة من الذهب الخالص وتحولت أجواها إلى فتاة تراقص أشعتها وتنتشي بكأس دفئها .. لاقف كالمسحور الذي سحره الغموض الكامن خلف سذاجة الأشياء ..
لتوحي لي اللحظة الساحرة بأن أتأمل ما حولي وان افتح عيني التي كدها الرمد (3)وأعيها على اتساعها فأنظر و أتأمل بيوت القرية تلك البيوت المبنية بالطين المخلوط بالقش المسقوفة بالجريد المدعم بجذوع الأشجار وبعضاً من الحديد الصدئ .. تتدلى منها المزاريب المصنوعة من الخشب لتصريف ماء المطر الشحيح ..أجول بنظري فأرى البيوت الإسمنتية القليلة جداً قد شذت بلون الجير الأبيض عما حولها فأصبحت كالبقع المنتشرة على جلد أبهق ..
أتفحص البيوت المتناثرة على مد البصر المتباعدة عن بعضها فأرها قد اجبرها أهلها على البعد و الفراق ، في إعلان صارخاً عن تباعد القلوب واشين لكل عين ناظرة بالكره لهذا المقام الذي أجبرهم عليه الدهر الغادر ..
نحث الخطى أنا وأخي إلى وجهتنا سائرين على إقدامنا الحافية ..
وكانت المدرسة في الجهة الشرقية من القرية وبيتنا يقع في أقصى الغرب من القرية فنعبر من منتصفها مارين على القرية بأكملها ..
النهوض باكرا من طبع الساكنين لهذه البقعة فلا ينامون بعد الفجر بل يحتسون القهوة المرة ويأكلون ما يجدون ثم ينصرفون لأعمالهم والتي تنحصر في الرعي غالباً وتعود ربات البيوت مع بناتهن لإتمام أعمال المنزل القليلة .. ويلاحظ العابر دخان النار المنبعث من خلف الأسوار الطينية محملاً بريح السمر أو الغظى المحترق.. ويسمع بكاء الأطفال المعترضين على أمراً ما وصيحات الرجال الحاثة للنساء بإنجاز ما طلب منهن .. فلا خصوصية يعيشها أهل القرية بل جو مفتوح لكل رائي فالنساء قد توسطت زرائب الأغنام يحلبن ويساعدنا صغار الأغنام على الرضاعة قد ارتدينا اللثام الأسود والثياب ذات الألوان الفاقعة وتزين بالحناء والزميم (4) وبعض الحلي الفضية ..
وتراهن يصرحن في أولادهن الغافلين:
نعنبو ذا العين رد على الجفر .. !! (5)
ويا ويلي ويلاه والله اني لاجيك انتعرف ان الله حق .. (6)
لم تكن الأبواب تغلق بل مفتوحة طوال اليوم والليل فمن العار إغلاق الباب ولا يتوجب على الزائر إلا رفع صوته والتحمحم :
يا ولد ..؟
يا عرب ..؟
يا أهل البيت ..؟
هذه العبارات كفيلة له بالدخول ..
اعبر أنا وأخي وسط هذه الجلبة والحركة دون أن نلفت انتباه احد فالكل قد انشغل بما في يديه من أعمال .
نصل للمدرسة المبنية بالاسمنت المطلي بالجير الأبيض ومكونة من غرفتين ودورة مياه وفناء واسع يتخلله باب ضخم من الحديد ..
كنا أول الواصلين ولم يسبقنا احد ، فجلسنا إلى جوار الباب ننتظر القادمين مرت علينا دقائق وإذا بمجموعة يزيدون عن الخمسة يسيرون باتجاهنا يتوسطهم شاب قد ناهز البلوغ كما يبدو عليه ، فقد ظهر شاربه وبانت عليه ملامح الرجولة ، اقتربوا منا ، حاولت أن أتعرف على وجوههم لعلي قد رأيت احدهم في الولائم التي احضرها مع أبي ، فلم اعرف منهم احد .
اقتربوا أكثر دون أي تحية سألني الشاب كبيرهم بلغة جافة :
من انت ولده ..؟؟
نظرت إليه وكلي دهشة من هذا النزق والعنف الذي يكتنف صوته حتى اني لم أرد عليه فقد انعقد لساني خوفاً ، وانكفأ علي على نفسه بحركة غرائزية وضم جسده الهزيل إلى جسدي ..
مرت لحظات من الصمت والهدوء الساخن قاطعها احدهم قالاً :
يا رجال ذولا عيال تباع جرته (7) شفته معه ذاك اليوم ...
فأطلقوا جميعاً ضحكات الاستهزاء والسخرية ..
وقال الشاب :
اني والله دريت من يوم شفت وجهه اللي كانه وجه عنز والد (8)
جرى الدم بقوة في عروقي واحتل الغضب كل جزء من جسدي وهزتني رعدة الانفعال ..
هل أرد الشتيمة بمثلها .. ؟؟
أم هل اقذفه بحجر على وجه ..؟؟
أم ماذا ... أم ماذا ...؟؟
اختلطت ردود الأفعال والخنق داخل صدري ..!!
فماذا عساي فاعل أمام هؤلاء ؟؟ فأثرت السكوت وتجنب الصدام ،و ظلوا واقفين ينتظرون أي ردة فعل مني على تحرشاتهم ، ولمزهم الخبيث الماكر ..
ثم انصرفوا إلى الجهة الأخرى من باب المدرسة وجلسوا هناك فعرفت أنهم معنا ..
أدرت وجهي لأخي ، لعلي أجد في عيناه ما يسكن جام غضبي ، المكبوت بجبني وخوفي ، فلم أرى غير علامات الاستفهام و التساؤل فأدرت وجهي عنه وأطرقت برأسي وسار بي الخيال إلى غير الزمان والمكان ، لأصحو على صوت أخي وهو يكلمني :
راشد
نعم
ذولا ويش يبون(9) ...؟؟
مدري
تباع جرته منهو ..؟؟
والله مدري بس يمكن يقصدون أبوي هذا اللي فهمته من كلامهم ..
أبوي اسمه عبدا لله ..!!
داري لكن يمكن أنهم يعيرونه بتباع جرته ..
والله لعلم بوي عليهم ..
هجل انت مجنون ..؟؟ اسكت ولا يدري احد

(1) بسرعة
(2) حبلى
(3) مرض يصيب العين بسبب قلة النظافة
(4) حليه توضع على الأنف
(5) ابن الماعز .. والعبارة التي قبلها يقبلها في الفصحى ( لا أبا لك)
(6) تقال عند الغضب بمعنى ( يا ويلي )
(7) يكثر عند القبائل تسمية الآخرين بأسماء أخرى بقصد السخرية والتقليل من شأنهم والمقصود هنا أن أبو راشد يسير خلف اثر قدميه يعني صاحب شك وريبة
(8) شبهه بالماعز التي هي في حالة وضع
(9) ماذا يريدون

نوف السعوديه
2012- 5- 24, 06:52 PM
من جد موضوع يستحق ان يكون قصة مؤلفه بكتاب ههههه
يعطيك العافيه .
لكن هل انتهت القصه او باقي لاني متابعه