تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مزال العقل


مَنْالَ
2011- 1- 25, 07:44 AM
التفكير هو وظيفة العقل الأساسية ، والتفكر والتدبر والتأمل كلها مسميات لعملية تجعل العقل : عقلًا .


مِنْ مزلآت العقل :




المزلة الأولى : تعميم الحالات الخاصة


بعض الناس نظرته جزئية للأحداث ، والقياس عنده على ما يراه دائمًا مطّرد ، فما
يحصل له يظنه حاصلًا للجميع ، وما يسمع عنه يظنه كذلك عند غيره ، فحين يعنفها

زوج : ترى الرجال فجرة ، وحين يحسن إليه مدير : يتصور المديرين بررة ، وحين يرى
نظام مدينة يخيل إليه أنّها الدولة ، وحين يتعامل مع فرد يحكم من خلاله على شعب ! ،

والعاقل يضع الأمور في موازينها ، ولا يحمّل الأشياء أكثر من مضامينها ، فلكل حال
مقال ، ولا يستقيم لنا التعميم بحال !



,’

المزلة الثانية : تضخيم الصغائر


من طبيعة العقل البشري أن يركز على ما يراه مباشرة ، وهذا التركيز يجعل الأشياء
تظهر أكبر مما هي عليه في الحقيقة ، والوقوف عند الأشياء يجعلك ترى فيها ما لا تراه

خلال مرورك السريع عليها ، لذا كان النظر كثيرًا للصغيرة : يجعلها في مصاف الكبيرة أو أشد
وما ذاك إلا لأنها تضخمت من كثرة ترداد البصر وتكرار النظر ، والعاقل يعلم أنه لو
كان في طريق سفر ووقف عند كل ما يراه على جنبات الطريق من الصغائر ؛ لما وصل

ويعلم أن الكبار إنما شُرع وقوفهم من أجل الأمور الكبار .



,’

المزلة الثالثة : محورية الذات


بعض الناس يتصور أنّ ذاته محور من حوله ، فيريدهم أن يفكروا بما يفكر ، ويهتموا
بما يهتم ، ويهمشوا ما لا يهمه ، فإن طلب : انتظر تلبية حاجاته فورًا ، وإن سأل

ينتظر الجواب حالًا ، وكأن الآخرين قد خُلقوا له ، وأنّ أعمالهم تتوقف من أجله ، فلا اعتبار لنفسيات وحاجات غيره
ولا تقدير لرغبات وطلبات من حوله ، فعليهم أن يعذروه إذا قصّر ، وعليهم أيضًا أن يفهموه إذا غيّر

وعليهم أيضًا ألا يتضايقوا من غضبه إذا عبّر ، ومثل هذا يَتعَب ويُتعِب ، ولن تستقيم له أمور
ولن تدوم له أنفس مالم يتدارك نفسه بعقال يلجم الذات ، وتغيير يصحح التفكير .



,’

المزلة الرابعة : الاستسلام للأولية


من طبيعة النفس البشرية : الركون للمعلومة البكر وإن كانت عارية من الدليل ؛ لأن الجو قد خلا لها : فتمكنت
، وحين تزاحمها معلومة أخرى تنقضها سواء كانت بدليل أو بدونه ، فإن النفس تلقائيًا
تجنح إلى تأييد الأولى ، وليس في هذا غضاضة إن كانتا بلا دليل ، فليست إحداهما

بأحق من الأخرى ، ولكن الأمر يختلف عندما يكون الدليل مع الأخرى ، وهنا يكون المحك بين الاستسلام
لسطوة المعلومة البكر ، أو الخضوع لسلطان الحجة والدليل ، فالنفس تميل إلى الأول

والعقل يدعو إلى الثانية !



,’

المزلة الخامسة : المعيار الذوقي


يضع بعض الناس ذوقه : معيارًا للآراء والأحكام ، فما يراه جميلًا هو الجمال بعينه ، وما يعده فنًا
هو الفن بذاته ، وما يعجبه هو المفضل دون شك ، وأما ما لا يتوافق مع ذوقه ، ولا
ينسجم مع اختياره : فهو الساقط الذي لا قيمة له ، والعقلاء في كل عصر ومصر

يعرفون أن أذواق الناس تختلف كما تختلف أشكالهم ، إذا لا تكاد تجد ذوقين متطابقين ، ومع أنّ هذه الحقيقة
واضحة للمتأمل وضوح الشمس في رائعة النهار ، إلا أن جل اختلافات الناس في ما

بينهم يكون من جملة أسبابها : هذا السبب !



,’

المزلة السادسة : الاستغراق في اللحظة الحاضرة


من طبيعة النفس البشرية أنّ يتملكها الحاضر ، دون اعتبار للماضي أو تفكير في
المستقبل ، وهذا ما يفسر لك كثرة وقوعنا في الأخطاء ، إذ حين تستولي اللحظة الحاضرة على الأذهان : تغيب عنها الحقائق !
والتحدي يكون حين تقاوم هذا الطغيان الجارف للحدث اللحظي ، بحيث تجعله في حجمه الطبيعي

فلا يغلق عليك منافذ التفكير القويم ؛ ومن ثم تتخذ القرار بالتصرف السليم !



,’

المزلة السابعة : السبب الواحد


تميل العقول البشرية في طبيعتها للأمور السهلة ؛ لأنها توفر عليها عملية التفكير المتعبة
فتركن لأي تفسير للظواهر وإن كان جزئيًا ، فتكتفي في تفسير حدوث حدث أو أحداث : بالسبب الواحد
وليت هذا يكون في الأمور الشخصية البسيطة فقط ، بل يتمادى فيشمل تفسير الظواهر الاجتماعية

والأحداث السياسية ، وكثيرًا من الأمور التي تُحيّر العصبة من أولي الفكر والنُهى ، والعاقل يعرف
أنّ لكل نتيجة مقدمة ، وهذه المقدمة تشمل أسبابًا رئيسية وأخرى فرعية ، ومن التسطيح

بمكان أن تختزل بسبب واحد.



,’

المزلة الثامنة :وهم الاستغناء


من طبيعة الإنسان أن يطغى إذا رآه استغنى ، وكلما ظن الإنسان أنه مستغنٍ عن غيره : كان أقرب
للشدة والجفاء ، وكلما ظن أنه محتاجٌ لغيره : كان أقرب للرفق والصفاء ، وما أجمل

الرفق مع عدم الحاجة ، وما أقبح الشدة والإهمال مع عدم الاستغناء ، والعاقل يعلم تمام
العلم أنه ما دام حيًا فهو محتاج إلى الآخرين مهما كان ومهما كانوا ، سنة كونية ،

والحاجة هنا لا تعني التذلل ، ولكن أمور الحياة لا تستقيم ولن تستقيم لأحد دون مساعدة من أحد
ومن توهم الاستغناء عن الخلق : فقد ارتقى مرتقى صعبًا ، ومن كان في خدمة غيره :

سهل الله له من يخدمه .



,’

المزلة التاسعة : الاعتقاد بلا دليل


عندما يغيب العلم ، وتميل النفس ، وتسيطر البيئة : يصدر الاعتقاد بلا دليل ، وهذا
النوع من الاعتقادات من أعصى الأشياء على التغيير -إن لم يتداركه توفيق- ، والمهندس الحاذق

لا يبني أبراجه بلا براهين ، ولا ينشئ الطرق بلا علامات ، لذا تواصى العقلاء قديمًا
وحديثًا : استدل ثم اعتقد ، ولا تعتقد قبل أن تستدل !


,’

المزلة العاشرة : ماذا لاَ لماذا


مما جُبل عليه الإنسان ، أن يتعلق بالظواهر من الأمور ، ولا يميل إلى قراءة ما بين
السطور ، فكل الناس ترى وتسمع وتسأل : ماذا يحدث ؟! ، ولكن القليل منهم من يسأل : لماذا يحدث ما يحدث ؟!

، فاستكناه الأسباب ، واستمطار العلل ، واستنباط الحكم ، واجترار العبر ، بعيدة عن
التفكير السائد ، رغم أنها تفتح آفاقًا في الفهم ، وزيادة في العقل !
المزال كثيرة ، ولا تسعها مقالة ؛ وإنما هي إشارة عابرة ، لعلها تضيء فيّ وفي من

أراد : قناديل الفكر .


,’

م / أحببت أن تشاركوني متعتها http://www.bntnet.com/vb/images/smilies/99.gif (http://www.bntnet.com/vb/)

واحد ماله مكرر
2011- 1- 26, 07:29 PM
الله يعطيك العافية


موضوع مفيد ومهم في نفس الوقت

مَنْالَ
2011- 1- 26, 11:15 PM
-

وَيعآآفيكَ شكرآً

http://www.bntnet.com/vb/images/smilies/99.gif (http://www.bntnet.com/vb/)

مراد الصقر
2011- 1- 26, 11:26 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/w6w_20051018011313a8332c3c.gif
http://islamroses.com/zeenah_images/jazak.gif

http://alfrasha.com/up/1368432503285236906.gif