عـافكـ الخـاطـر
2008- 6- 13, 05:18 AM
هل تشعر انك لست بحاجه الى أي احد ؟! .. اذن .. أنت في أشد الحاجه الى اي أحد ..
اجلس في سيارتك و انظر من النافذه الى القمر .. و انظر بامعان لتكتشف معي كم هو وحيد ذلك القمر الجالس في مملكة المساء وحده .. دائما وحده .. صحيح ان بجواره بضع نجمات صغيره مبعثره هنا و هناك .. لكن لاهي من جنسه ولا هو من جنسها .. تلعب النجمات مع بعضها .. تتكلم و تلهو و تحب و تتخاصم و تتصالح .. تخرج للسينما أو للتسوق .. و يدفعها الحرج منه فتدعوه للخروج معها .. لكنه و لأنه يعلم جيدا انها ليست سوى دعوة فرضها الواجب ليس الا .. يهز رأسه في ادب ويتعلل بأي عذر .. سيقبلون أعذاره فورا و ينطلقون بسرعه لحال سبيلهم و قد تخلصوا من عبء القمر عليهم .. سيتركونه وحده يسلي نفسه بأخذ أشكال متعدده .. هلال و بدر و محاق .. يقنع نفسه انه يضيء للبشر رغم أنه يعلم جيدا استغنائهم عنه بـ اللمبه الفلورسنت ..
اجلس معي في السيارة .. و انظر لـ قمر اخر سيختفي اخر الشهر ليرى ان كان احدا ما سيسأل عنه .. و بما أن احدا لم يلاحظ غيابه أصلا سيعود خجلا أول الشهر .. ويصيح بعصبيه و افتعال : آسف لأنى تاخرت عليكم .. يدخل فراشه في الصباح .. " فـ الأقمار لا تنام الا صباحا لشعورها الدائم بالأرق الناتج عن كل هذه المشاكل " .. و رغم انه يقول اذكار النوم .. الا انه ككل ليلة .. لا ينام الا حزينا ..
حسنا أيها القمر الحزين .. انا مثلك تماما و ثمة تشابه بيننا لا تخطئه العين ..
تمتليء السياره بمن يعرفون بـ البشر و تنطلق الى ما يعرف بـ البيت .. يشغل السائق أجمل اغنيه احبها لـ ماجده الرومي " كن صديقي " .. استرخي في جلستي مستسلمه لحالة الاستغناء عن البشر التي يخلقها فينا الفن الحقيقي .. تتملكنى حالة الـــ " لست بحاجه الى احد " .. ما الذي اخذناه من الأصدقاء غير التجاهل و النسيان و عدم الفهم و اصطناع الاهتمام فضلا عن طعنة مقصودة هنا و اخرى غير مقصوده هناك .. ماذا غير اتصال ننتظره ولا يأتي .. وماذا غير سؤال " وش فيك " بلا مبالاة تجرحك وتجعلك تجيب بابتسامه ميته " الحمد لله تمام مافيني شي " ..
انزل من السياره مصطحبه معي ماجده الرومي و القمر .. اغلق باب غرفتي .. تكفيني وحدتي .. عندى علاقات طيبه مع البخور و النعناع و شجر الكافور .. و صداقات حقيقيه تبدا بـ نزار قباني و لا تنتهي بـ اوراقي و كتاباتي ..
تعلّم البعد اذن .. و ان غلبك الحنين .. الق نظرة على فتاه تنتظر امام احد المحلات .. تخيل مشاجره ستحدث بينهما .. وتخيل عذاب ليلة بعد مشادة عاصفة .. لتثبت على قرارك بالبعد عن البشر ..
و لكن مهلا .. لماذا لا أسمع ماجده الرومي بنفس النشوة ؟.. لماذا اصبحت الخواطر اقل تدفقا بمجرد جلوسي في غرفتي ؟.. لماذا تلك الملاحظه الدائمه بأن حضور حفله شيء وسماعها شيء آخر ؟.. كأن الصورة لا تكتمل الا بمن حولك مهما اقتنعت بعدم فهمهم لك .. بل لعل عدم الفهم هذا هو الذي يخلق المعنى ويعطي الأشياء قيمتها ..
و لعل ماجده الرومي اذن اصابت تماما .. " ان كل امراة تحتاج الى كف صديق " .. بل وكل رجل أيضا ..
كلنا يحتاج الى هذا الصديق .. وجدناه ام لم نجده .. لابد ان يستمر البحث .. للأبد ...
اجلس في سيارتك و انظر من النافذه الى القمر .. و انظر بامعان لتكتشف معي كم هو وحيد ذلك القمر الجالس في مملكة المساء وحده .. دائما وحده .. صحيح ان بجواره بضع نجمات صغيره مبعثره هنا و هناك .. لكن لاهي من جنسه ولا هو من جنسها .. تلعب النجمات مع بعضها .. تتكلم و تلهو و تحب و تتخاصم و تتصالح .. تخرج للسينما أو للتسوق .. و يدفعها الحرج منه فتدعوه للخروج معها .. لكنه و لأنه يعلم جيدا انها ليست سوى دعوة فرضها الواجب ليس الا .. يهز رأسه في ادب ويتعلل بأي عذر .. سيقبلون أعذاره فورا و ينطلقون بسرعه لحال سبيلهم و قد تخلصوا من عبء القمر عليهم .. سيتركونه وحده يسلي نفسه بأخذ أشكال متعدده .. هلال و بدر و محاق .. يقنع نفسه انه يضيء للبشر رغم أنه يعلم جيدا استغنائهم عنه بـ اللمبه الفلورسنت ..
اجلس معي في السيارة .. و انظر لـ قمر اخر سيختفي اخر الشهر ليرى ان كان احدا ما سيسأل عنه .. و بما أن احدا لم يلاحظ غيابه أصلا سيعود خجلا أول الشهر .. ويصيح بعصبيه و افتعال : آسف لأنى تاخرت عليكم .. يدخل فراشه في الصباح .. " فـ الأقمار لا تنام الا صباحا لشعورها الدائم بالأرق الناتج عن كل هذه المشاكل " .. و رغم انه يقول اذكار النوم .. الا انه ككل ليلة .. لا ينام الا حزينا ..
حسنا أيها القمر الحزين .. انا مثلك تماما و ثمة تشابه بيننا لا تخطئه العين ..
تمتليء السياره بمن يعرفون بـ البشر و تنطلق الى ما يعرف بـ البيت .. يشغل السائق أجمل اغنيه احبها لـ ماجده الرومي " كن صديقي " .. استرخي في جلستي مستسلمه لحالة الاستغناء عن البشر التي يخلقها فينا الفن الحقيقي .. تتملكنى حالة الـــ " لست بحاجه الى احد " .. ما الذي اخذناه من الأصدقاء غير التجاهل و النسيان و عدم الفهم و اصطناع الاهتمام فضلا عن طعنة مقصودة هنا و اخرى غير مقصوده هناك .. ماذا غير اتصال ننتظره ولا يأتي .. وماذا غير سؤال " وش فيك " بلا مبالاة تجرحك وتجعلك تجيب بابتسامه ميته " الحمد لله تمام مافيني شي " ..
انزل من السياره مصطحبه معي ماجده الرومي و القمر .. اغلق باب غرفتي .. تكفيني وحدتي .. عندى علاقات طيبه مع البخور و النعناع و شجر الكافور .. و صداقات حقيقيه تبدا بـ نزار قباني و لا تنتهي بـ اوراقي و كتاباتي ..
تعلّم البعد اذن .. و ان غلبك الحنين .. الق نظرة على فتاه تنتظر امام احد المحلات .. تخيل مشاجره ستحدث بينهما .. وتخيل عذاب ليلة بعد مشادة عاصفة .. لتثبت على قرارك بالبعد عن البشر ..
و لكن مهلا .. لماذا لا أسمع ماجده الرومي بنفس النشوة ؟.. لماذا اصبحت الخواطر اقل تدفقا بمجرد جلوسي في غرفتي ؟.. لماذا تلك الملاحظه الدائمه بأن حضور حفله شيء وسماعها شيء آخر ؟.. كأن الصورة لا تكتمل الا بمن حولك مهما اقتنعت بعدم فهمهم لك .. بل لعل عدم الفهم هذا هو الذي يخلق المعنى ويعطي الأشياء قيمتها ..
و لعل ماجده الرومي اذن اصابت تماما .. " ان كل امراة تحتاج الى كف صديق " .. بل وكل رجل أيضا ..
كلنا يحتاج الى هذا الصديق .. وجدناه ام لم نجده .. لابد ان يستمر البحث .. للأبد ...