English Literature
2011- 2- 6, 03:21 PM
http://www.alriyadh.com/2007/03/25/img/253657.jpg
يا أبي لماذا حياتنا معشر الشباب كحياة الطحالب ؟
الأب يحملق في ابنه متعجبا من قوله ..!
ويردف قائلا .. يا بني أفصح عما تريد قوله ؟! فانا لم أجد لكلامك من معنى غير كونه تعبير مرسل قريب من الهذيان ! ماذا أصابك هذه الأيام؟!
الابن: يا أبتاه.. يا أبتاه..
لا تتفاجئ... ولا تحنق علي .. ولكنه جعلت فداك ..سؤال فرضه علينا معشر الشباب واقع الحال !
أنا لا أجد لــّي ولأترابي – من هم في مثل سني - في هذا الوجود بطوله وعرضه من معنى .!
نحن ننام حتى نهرب من البؤس والرتابة والضائقة المالية ونصحو لنهرول من الكابوس والجثام ..!
يا أبتي نحن في وجودنا كما الزائدة الدودية .. فــي مجتمع له كينونة ومكانة واعتبار. وجودنا عبثي !
هل تصدق يا أبي ان قــلت لك حتى ظـلنا جفل عـنا ليعيش حياته يتبع إنسان ذو قيمة !!
أبي عمري قد تجاوز الثامنة والعشرون ..!
لم أتخرج بعد من عهدتك.. من بيتك .... من الغرفة التي اسكنها منذ كنت طفلا ومراهقا وها أنا أبلغ من العمر عتيا ولم ابرحها.. آه.. آه... آه.. آه يا أبتاه كم وددت إني لم اكبر ولم ابلغ كل هذا العمر ..!
مع إني تخرجت من الثانوية والتحقت في المعاهد التقنية وذهبت - كما أصحابي - أتسول لقمة عيشي بشهاداتي العلمية ...فوجدت وأنا اتسول طابور عريض بطول الزمن كله.. ينتظر من قبع فيه المخــّلص يا أبي...!
فهمست في أذن احدهم وقلت له :
كم لك تــنتظر هـُـنا يا بائس ؟
قال لي - وهو يبل شفاهه المشققة ويبتلع مرارة ريقه - منذ خمس سنوات انتظر ساعة القدر ..إلا انه للحظة لم يستجيب لـّي بعد..!
وأشار بيده النحيلة بعروقها الشاحبة البارزة وهي ترتجف - أظنه من السهر والجوع والحمّى . حمى الانتظار - إلى شخص ٍنائم على كرسي للانتظار قابع في آخر الصالة ملقى علي ذلك الكرسي جثة هامة يتبدى وكأنه لم ينم منذ الطفولة ..وملفه (العلاقي) متأبطه شرا !
وقال : ذاك أخي الذي يكبرني تـعب من الوقوف فذهب ينام حلم الحياة وامالها ليصحو بعدها لعيش واقع طابور الحياة المتشحة بالحرمان والبؤس ..!
واقترب من أذني حتى ظننته سوف يقضمها ونفث حرقة قائلا : تصدق انه يوجد لدينا أكثر من سبعة ملايين وظيفة يشغلها وافدون؟ ونحن كــمــا ترى نطارد حظنا كما يطارد الظمآن وهم السراب . يشربون من ماعوننا الصافي ونحن حتى الكدر من الماء لا نحظى بـان نبل منه ريقنا !
فانتفضت وقلت له منفجرا : يا أخي الا يوجد حلاً لحياتنا المتيبسة الكئيبة؟ فقد بتنا ننافس القطط الضالة ..لا ملاجئ ولا مرتهن لنا الا ان نهيم على وجوهـنا كمن أفقدته الصدمات الذاكرة!
الانتظار يطوي من أعمارنا أجملها ؟ ويبدد من طاقتنا أكملها ؟ ويطفئ في اندفاعنا جذوة الشباب وحماسته، لم نعيش حقيقة الشباب فقد احترقنا كما الشهب العابرة لا تكاد تلمع في سمائها حتى تبتلعها الظلمة ، نريد ان نحظى بحياة كريمة نعيش فيها شي من آمالنا ونحقق شذرات من طموحنا ..نريد ان نبتاع ما نريده دون ان نحتاج لآبائـنا الذين على ما يبدو قد تورطوا فينا.
متى سوف نستمتع بأيام الشباب وفورته ؟! لا وظيفة ! ولا استقرار ! ولا سيارة ! ولا زوجه ولا بالتالي عائلة ! ولا معنى للحياة الا إننا عدد زائد عن الحاجة!
أنا اسحب كلامي فالقطط لها عائلة وتـتنعم بالمائدة وبدفء المعاملة وتحقق وجودها !
يا أبتي لا تلوم أحداً من هؤلاء الشباب ان اختطفتهم أيادي الغاوية من الإرهاب وتجار السموم! لأنهم سوف يعزفون على وتر من عصب الحياة ولحن يبشر بهروب الفاقة والحاجة ، سوف يحققون لهم مطالبهم ! بعدما اغتيل فيهم حس الوطن ومعنى المواطنة!!!
الحياة يا أبي اذ لم يكن لها في قلوبنا معنى وقيمة فثق ان المستقبل ينبئ عن كارثة يفضي عن زلزال عن حجارة تتطاير من على فوهة بركان يغلي ، يا أبي البلد فيه من الخير والنعيم الكثير ولله الحمد والمنه فلماذا بحق السماء الشركات والبنوك تعيش حياتها معنا كما الحيتان لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر..لا تعيش معنا بل تعيش علينا!!
يا أبتي الحاجة مـُرّة و ماء الوجه عزيز وهناك من يعول أهله دون مصدر رزق يبل جفاف العيشة والمسئولية يتحمل تبعاتها المجتمع ككل فليس من العدل في شي ان تذبل حقول الشاب دون ان تنبت سنابلها قمح العطاء !
نظرت إلى أبي فإذ بالمدامع مدرارا .. ولحيته مخضبة من سيل الأماني ..!
فنحبت وتحشرجت بالغصة ..وذهبت منسل الى صومعتي ـ غرفتي ـ لاندس في شقوقها مع عنكبوت قد صاحبته وقد نسجت معه آمالاً كما حال خيوطه..يصيد بها ويفنا فيها
وغدا سوف أعاود المشوار للتسول من جديد !!
يا أبي لماذا حياتنا معشر الشباب كحياة الطحالب ؟
الأب يحملق في ابنه متعجبا من قوله ..!
ويردف قائلا .. يا بني أفصح عما تريد قوله ؟! فانا لم أجد لكلامك من معنى غير كونه تعبير مرسل قريب من الهذيان ! ماذا أصابك هذه الأيام؟!
الابن: يا أبتاه.. يا أبتاه..
لا تتفاجئ... ولا تحنق علي .. ولكنه جعلت فداك ..سؤال فرضه علينا معشر الشباب واقع الحال !
أنا لا أجد لــّي ولأترابي – من هم في مثل سني - في هذا الوجود بطوله وعرضه من معنى .!
نحن ننام حتى نهرب من البؤس والرتابة والضائقة المالية ونصحو لنهرول من الكابوس والجثام ..!
يا أبتي نحن في وجودنا كما الزائدة الدودية .. فــي مجتمع له كينونة ومكانة واعتبار. وجودنا عبثي !
هل تصدق يا أبي ان قــلت لك حتى ظـلنا جفل عـنا ليعيش حياته يتبع إنسان ذو قيمة !!
أبي عمري قد تجاوز الثامنة والعشرون ..!
لم أتخرج بعد من عهدتك.. من بيتك .... من الغرفة التي اسكنها منذ كنت طفلا ومراهقا وها أنا أبلغ من العمر عتيا ولم ابرحها.. آه.. آه... آه.. آه يا أبتاه كم وددت إني لم اكبر ولم ابلغ كل هذا العمر ..!
مع إني تخرجت من الثانوية والتحقت في المعاهد التقنية وذهبت - كما أصحابي - أتسول لقمة عيشي بشهاداتي العلمية ...فوجدت وأنا اتسول طابور عريض بطول الزمن كله.. ينتظر من قبع فيه المخــّلص يا أبي...!
فهمست في أذن احدهم وقلت له :
كم لك تــنتظر هـُـنا يا بائس ؟
قال لي - وهو يبل شفاهه المشققة ويبتلع مرارة ريقه - منذ خمس سنوات انتظر ساعة القدر ..إلا انه للحظة لم يستجيب لـّي بعد..!
وأشار بيده النحيلة بعروقها الشاحبة البارزة وهي ترتجف - أظنه من السهر والجوع والحمّى . حمى الانتظار - إلى شخص ٍنائم على كرسي للانتظار قابع في آخر الصالة ملقى علي ذلك الكرسي جثة هامة يتبدى وكأنه لم ينم منذ الطفولة ..وملفه (العلاقي) متأبطه شرا !
وقال : ذاك أخي الذي يكبرني تـعب من الوقوف فذهب ينام حلم الحياة وامالها ليصحو بعدها لعيش واقع طابور الحياة المتشحة بالحرمان والبؤس ..!
واقترب من أذني حتى ظننته سوف يقضمها ونفث حرقة قائلا : تصدق انه يوجد لدينا أكثر من سبعة ملايين وظيفة يشغلها وافدون؟ ونحن كــمــا ترى نطارد حظنا كما يطارد الظمآن وهم السراب . يشربون من ماعوننا الصافي ونحن حتى الكدر من الماء لا نحظى بـان نبل منه ريقنا !
فانتفضت وقلت له منفجرا : يا أخي الا يوجد حلاً لحياتنا المتيبسة الكئيبة؟ فقد بتنا ننافس القطط الضالة ..لا ملاجئ ولا مرتهن لنا الا ان نهيم على وجوهـنا كمن أفقدته الصدمات الذاكرة!
الانتظار يطوي من أعمارنا أجملها ؟ ويبدد من طاقتنا أكملها ؟ ويطفئ في اندفاعنا جذوة الشباب وحماسته، لم نعيش حقيقة الشباب فقد احترقنا كما الشهب العابرة لا تكاد تلمع في سمائها حتى تبتلعها الظلمة ، نريد ان نحظى بحياة كريمة نعيش فيها شي من آمالنا ونحقق شذرات من طموحنا ..نريد ان نبتاع ما نريده دون ان نحتاج لآبائـنا الذين على ما يبدو قد تورطوا فينا.
متى سوف نستمتع بأيام الشباب وفورته ؟! لا وظيفة ! ولا استقرار ! ولا سيارة ! ولا زوجه ولا بالتالي عائلة ! ولا معنى للحياة الا إننا عدد زائد عن الحاجة!
أنا اسحب كلامي فالقطط لها عائلة وتـتنعم بالمائدة وبدفء المعاملة وتحقق وجودها !
يا أبتي لا تلوم أحداً من هؤلاء الشباب ان اختطفتهم أيادي الغاوية من الإرهاب وتجار السموم! لأنهم سوف يعزفون على وتر من عصب الحياة ولحن يبشر بهروب الفاقة والحاجة ، سوف يحققون لهم مطالبهم ! بعدما اغتيل فيهم حس الوطن ومعنى المواطنة!!!
الحياة يا أبي اذ لم يكن لها في قلوبنا معنى وقيمة فثق ان المستقبل ينبئ عن كارثة يفضي عن زلزال عن حجارة تتطاير من على فوهة بركان يغلي ، يا أبي البلد فيه من الخير والنعيم الكثير ولله الحمد والمنه فلماذا بحق السماء الشركات والبنوك تعيش حياتها معنا كما الحيتان لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر..لا تعيش معنا بل تعيش علينا!!
يا أبتي الحاجة مـُرّة و ماء الوجه عزيز وهناك من يعول أهله دون مصدر رزق يبل جفاف العيشة والمسئولية يتحمل تبعاتها المجتمع ككل فليس من العدل في شي ان تذبل حقول الشاب دون ان تنبت سنابلها قمح العطاء !
نظرت إلى أبي فإذ بالمدامع مدرارا .. ولحيته مخضبة من سيل الأماني ..!
فنحبت وتحشرجت بالغصة ..وذهبت منسل الى صومعتي ـ غرفتي ـ لاندس في شقوقها مع عنكبوت قد صاحبته وقد نسجت معه آمالاً كما حال خيوطه..يصيد بها ويفنا فيها
وغدا سوف أعاود المشوار للتسول من جديد !!