أحمد باسمح
2011- 3- 5, 04:54 AM
السلام عليكم ،،،
الترجمة فن كبير . فلا يمكن للإنسان أن يجيده و يتقنه في ليلة و ضحاها ، و القطعة التالية هي مجرد اجتهاد شخصي ، حتى يتضح المعنى العام للقصة لا أكثر .
مــلائــكــة لــبــعــضــهــمــا الــبــعـــض
كنت في طريق العودة من تركيا إلى الوطن إلى ولاية أريزونا ، و كانت لدي وقفة لمدة أربع ساعات في فرانكفورت ، و لكن الإنتظار لم يك مشكلة بالنسبة لي .
كانت لدي كتب للقراءة و رسائل للكتابة . بداية راجعت مع شركة الطيران عن مكان و وقت المغادرة و ذهبت إلى صالة منطقة المغادرة ، كان المطار مزدحما في ذلك اليوم ، و لكنني رأيت صفا من خمس كراسي متصلة ، بدا ذلك الصف فارغا في البداية ، و لكنن أدركت بعدها أنه لم يكن كذلك . فشنطة طويلة حمراء اللون كانت موضوعة على ثلاثة كراسي. أخذت الكرسي في الطرف الآخر .
بعد حوالي خمس عشرة دقيقة رأيت شابة هندية جميلة قادمة نحوي ، ، كان رضيعا في ذراعيها و فتاتان صغيرتان بجانبها ، الأكبر من بين الأطفال هي فتاة تقريبا في السابعة من عمرها ، كانت تنظر بشكل مباشر نحوي ، و كان الشرر يتطاير من عينيها ، كانت تحدق بي بغضب إلى أن جلست على الأرض بجانبي ، فتحت الطفلة حقيبة صغيرة و أخرجت قطعة على شكل قلب بيضاء اللون جميلة و مزركشة ، تمت حياكتها باليد ، أخذت الطفلة مقصا من حقيبتها و كادت أن تمرره في ذلك القلب ،
قلت : " تلك هي الطريقة لتخريب ذلك القلب الجميل " فالتفتت و نظرت إليّ ، فقلت لها : " شخصا ما يحبك و هو الذي قام بصنعه لك ، فوضعت المقص و قالت " جدتي صنعته من أجلي "
كان الرضيع يسعل و يبكي ، كان مريضا بشكل واضح ، و كانت الأم مشغولة بالاعتناء به ، لقد لمحتني و لمحت ابنتها . لقد بدت متعبة و غير سعيدة ، و بعدها ابنة السبع سنوات أخذت الحقيبة و أخرجت قطعة جميلة مزركشة منزلية الصنع . كان شريطا طويلا ، طوله تقريبا أربعة أمتار ، ربما تم قطعه من أسفل فستان . أخذت المقص مرة أخرى ، قلت مرة أخرى : " يا لها من قطعة مزركشة جميلة ، يمكنك صناعة شيء ما منها " . نظرت إلي الفتاة و الأخرى ذات الثلاث سنوات . لم يعن شيئا بالنسبة لهم ، أريتهم كيف يمكننا بالعمل سوية أن نفصل القطعة المزركشة من القماش . عملنا لأكثر من ساعة .
غرزة بعد غرزة استطعنا أن نفصل القطعة المزركشة من القماش .
لقد عاشوا في الهند ، أبوهم كان يعمل هناك ، لقد كانوا في الهند من أجل حفل زواج عمهم . التفتت إلى أمهم ، لقد كانت و الرضيع كلاهما نائمين . لقد انتهينا من قطعة القماش المزركشة و بعدها أخذت( سارة ) كتابا من حقيبتها ، تسلقت أختها الصغيرة إلى حضني ، و قرأنا الكتاب معا . نامت ( أما ) في حضني و لكن ( سارة ) تحدثت معي .
استيقظ الطفل و كذلك الأم . لقد شاهدتني و ابنتيها للحظة ، و من ثم عرفت نفسها على أن اسمها ( شاندرا ) ، قلت لها أن اسمي ( جين ) ، و شكرتني على إعطائها دقائق من الراحة . و بعدها سألتني إذا ما كان باستطاعتها أن تترك بناتها معي لدقائق قليلة . لقد احتاجت أن تغير حفاظة رضيعها . لم تكن تلك مشكلة بالنسبة لي ، بدت الفتاتين مرتاحتين ، و كنت استمتع برفقتهما . نام الطفل مرة أخرى بعد أن رجعا . بعد ذلك ذهبت و الطفلتان لغسل أيدينا و تسريح شعورنا ، و من ثم رجعنا جميعا إلى صالة الانتظار .
فجأة نظرت ( سارة ) إليَ و قالت : " لقد حاولوا أن يقتلوا الجدة " ، لقد صدمت و بشكل واضح من كلماتها . لقد لمحت إليَ أمها و قالت: " ذلك صحيح " . بعدها أخبروني ثلاثتهم بالقصة .
لقد ذهبوا إلى الهند من أجل حفل زفاف عم الفتيات . كان احتفالا كبيرا لعائلة مهمة جدا . حضر ثلاثمائة ضيف . لقد دُهن البيت من الخارج و الداخل . أٌخرجت ثروة العائلة من خزانة البنك من أجل المناسبة . تم استئجار خدم جدد أيضا . من ضمن العمال الجدد كان هناك طباخا جديدا . في اليوم الذي يلي حفل الزفاف ، خرج العريس و العروس في نزهة . ذهبت ( شاندرا ) و أطفالها مع الجد بالسيارة إلى مدينة ( دلهي ) للحاق بالطائرة . كان ذلك سيأخذ يوما كاملا للوصول إلى المطار .
و من المطار اتصلوا ليودعوا فسمعوا بهذه القصة .
لقد وضع الطباخ الجديد سماَ في الطعام ، مادة منومة . فكل من أكل من الطعام وقع في سبات عميق .
أم شاندرا ، أخواتها ، زوج أختها ، حارس الليل و كل الخدم وقعوا في سبات عميق ، و في الصباح أتى حارس النهار إلى البيت ، لم يكن أحدا مستيقظا ليفتح البوابة ، فحين نادى لم يرد أحد ، ذهب الحارس إلى الشرطة . اكتشفوا أن كل هدايا الزفاف سٌرقت ، كل الثروة فٌقدت . و كل شخص في البيت بدا نائما ، إنهم مخدرون . بحلول المساء استيقظ الجميع ما عدا الجدة . لقد نقلوها إلى المستشفى و حاولوا أن يوقظوها ، و لكنها لا زالت نائمة ، بدا و كأن لاشيء سيوقظها .
سألتني ( شاندرا ) إذا ما كان باستطاعتي أن أبقى مع الفتيات في أثناء محاولاتها للاتصال مرة أخرى . و في هذه المرة رجعت و هي سعيدة ، لقد استيقظت أمها ، لقد كانت لا تزال مريضة ، و لكنها ستكون على ما يرام .
لقد سألتها " هل كانت أمك بصحة جيدة إطلاقا ؟ " . ردت ( شاندرا ) : " نعم ، إنها لا تزال شابةً صغيرةً " .
و في تلك الأثناء جاء الإعلان من خلال مكبرات الصوت ، سيكونون على متن رحلتنا خلال خمس عشرة دقيقة . سألتها عن مقاعدها . قالت شاندرا : " هل تصدقين ؟ إنني مسافرة حول نصف العالم مع ثلاثة أطفال ، و ليس لدي مقاعد مجاورة للمر ، نحن على المقاعد المتوسطة في الصف رقم 23 . "
كان مقعدي مجاورا لمقاعدهم ، على طرف ذلك الصف ، يا لها من مصادفة ! .
عندما رجعنا إلى حديثنا ، ذكرت ( شاندرا ) أن عيد ميلاد أمها قد مرّ للتو ، في الثالث من شهر إبريل . كذلك كان يوم ميلادي . و من خلال عدة جمل أدركنا أن أمها و أنا ولدنا في نفس اليوم .
قالت ( شاندرا ) : " لقد احتجت إلى ملاك ، و لقد بُعثتي لتأخذي مكان أمي "
جلست ( أما ) في حضني و نامت طوال رحلتنا عبر الأطلسي ، بينما تحدثت ( سارة ) بدون انقطاع .
تحياتي للجميع ،،،
أحمد باسمح ،،،
الترجمة فن كبير . فلا يمكن للإنسان أن يجيده و يتقنه في ليلة و ضحاها ، و القطعة التالية هي مجرد اجتهاد شخصي ، حتى يتضح المعنى العام للقصة لا أكثر .
مــلائــكــة لــبــعــضــهــمــا الــبــعـــض
كنت في طريق العودة من تركيا إلى الوطن إلى ولاية أريزونا ، و كانت لدي وقفة لمدة أربع ساعات في فرانكفورت ، و لكن الإنتظار لم يك مشكلة بالنسبة لي .
كانت لدي كتب للقراءة و رسائل للكتابة . بداية راجعت مع شركة الطيران عن مكان و وقت المغادرة و ذهبت إلى صالة منطقة المغادرة ، كان المطار مزدحما في ذلك اليوم ، و لكنني رأيت صفا من خمس كراسي متصلة ، بدا ذلك الصف فارغا في البداية ، و لكنن أدركت بعدها أنه لم يكن كذلك . فشنطة طويلة حمراء اللون كانت موضوعة على ثلاثة كراسي. أخذت الكرسي في الطرف الآخر .
بعد حوالي خمس عشرة دقيقة رأيت شابة هندية جميلة قادمة نحوي ، ، كان رضيعا في ذراعيها و فتاتان صغيرتان بجانبها ، الأكبر من بين الأطفال هي فتاة تقريبا في السابعة من عمرها ، كانت تنظر بشكل مباشر نحوي ، و كان الشرر يتطاير من عينيها ، كانت تحدق بي بغضب إلى أن جلست على الأرض بجانبي ، فتحت الطفلة حقيبة صغيرة و أخرجت قطعة على شكل قلب بيضاء اللون جميلة و مزركشة ، تمت حياكتها باليد ، أخذت الطفلة مقصا من حقيبتها و كادت أن تمرره في ذلك القلب ،
قلت : " تلك هي الطريقة لتخريب ذلك القلب الجميل " فالتفتت و نظرت إليّ ، فقلت لها : " شخصا ما يحبك و هو الذي قام بصنعه لك ، فوضعت المقص و قالت " جدتي صنعته من أجلي "
كان الرضيع يسعل و يبكي ، كان مريضا بشكل واضح ، و كانت الأم مشغولة بالاعتناء به ، لقد لمحتني و لمحت ابنتها . لقد بدت متعبة و غير سعيدة ، و بعدها ابنة السبع سنوات أخذت الحقيبة و أخرجت قطعة جميلة مزركشة منزلية الصنع . كان شريطا طويلا ، طوله تقريبا أربعة أمتار ، ربما تم قطعه من أسفل فستان . أخذت المقص مرة أخرى ، قلت مرة أخرى : " يا لها من قطعة مزركشة جميلة ، يمكنك صناعة شيء ما منها " . نظرت إلي الفتاة و الأخرى ذات الثلاث سنوات . لم يعن شيئا بالنسبة لهم ، أريتهم كيف يمكننا بالعمل سوية أن نفصل القطعة المزركشة من القماش . عملنا لأكثر من ساعة .
غرزة بعد غرزة استطعنا أن نفصل القطعة المزركشة من القماش .
لقد عاشوا في الهند ، أبوهم كان يعمل هناك ، لقد كانوا في الهند من أجل حفل زواج عمهم . التفتت إلى أمهم ، لقد كانت و الرضيع كلاهما نائمين . لقد انتهينا من قطعة القماش المزركشة و بعدها أخذت( سارة ) كتابا من حقيبتها ، تسلقت أختها الصغيرة إلى حضني ، و قرأنا الكتاب معا . نامت ( أما ) في حضني و لكن ( سارة ) تحدثت معي .
استيقظ الطفل و كذلك الأم . لقد شاهدتني و ابنتيها للحظة ، و من ثم عرفت نفسها على أن اسمها ( شاندرا ) ، قلت لها أن اسمي ( جين ) ، و شكرتني على إعطائها دقائق من الراحة . و بعدها سألتني إذا ما كان باستطاعتها أن تترك بناتها معي لدقائق قليلة . لقد احتاجت أن تغير حفاظة رضيعها . لم تكن تلك مشكلة بالنسبة لي ، بدت الفتاتين مرتاحتين ، و كنت استمتع برفقتهما . نام الطفل مرة أخرى بعد أن رجعا . بعد ذلك ذهبت و الطفلتان لغسل أيدينا و تسريح شعورنا ، و من ثم رجعنا جميعا إلى صالة الانتظار .
فجأة نظرت ( سارة ) إليَ و قالت : " لقد حاولوا أن يقتلوا الجدة " ، لقد صدمت و بشكل واضح من كلماتها . لقد لمحت إليَ أمها و قالت: " ذلك صحيح " . بعدها أخبروني ثلاثتهم بالقصة .
لقد ذهبوا إلى الهند من أجل حفل زفاف عم الفتيات . كان احتفالا كبيرا لعائلة مهمة جدا . حضر ثلاثمائة ضيف . لقد دُهن البيت من الخارج و الداخل . أٌخرجت ثروة العائلة من خزانة البنك من أجل المناسبة . تم استئجار خدم جدد أيضا . من ضمن العمال الجدد كان هناك طباخا جديدا . في اليوم الذي يلي حفل الزفاف ، خرج العريس و العروس في نزهة . ذهبت ( شاندرا ) و أطفالها مع الجد بالسيارة إلى مدينة ( دلهي ) للحاق بالطائرة . كان ذلك سيأخذ يوما كاملا للوصول إلى المطار .
و من المطار اتصلوا ليودعوا فسمعوا بهذه القصة .
لقد وضع الطباخ الجديد سماَ في الطعام ، مادة منومة . فكل من أكل من الطعام وقع في سبات عميق .
أم شاندرا ، أخواتها ، زوج أختها ، حارس الليل و كل الخدم وقعوا في سبات عميق ، و في الصباح أتى حارس النهار إلى البيت ، لم يكن أحدا مستيقظا ليفتح البوابة ، فحين نادى لم يرد أحد ، ذهب الحارس إلى الشرطة . اكتشفوا أن كل هدايا الزفاف سٌرقت ، كل الثروة فٌقدت . و كل شخص في البيت بدا نائما ، إنهم مخدرون . بحلول المساء استيقظ الجميع ما عدا الجدة . لقد نقلوها إلى المستشفى و حاولوا أن يوقظوها ، و لكنها لا زالت نائمة ، بدا و كأن لاشيء سيوقظها .
سألتني ( شاندرا ) إذا ما كان باستطاعتي أن أبقى مع الفتيات في أثناء محاولاتها للاتصال مرة أخرى . و في هذه المرة رجعت و هي سعيدة ، لقد استيقظت أمها ، لقد كانت لا تزال مريضة ، و لكنها ستكون على ما يرام .
لقد سألتها " هل كانت أمك بصحة جيدة إطلاقا ؟ " . ردت ( شاندرا ) : " نعم ، إنها لا تزال شابةً صغيرةً " .
و في تلك الأثناء جاء الإعلان من خلال مكبرات الصوت ، سيكونون على متن رحلتنا خلال خمس عشرة دقيقة . سألتها عن مقاعدها . قالت شاندرا : " هل تصدقين ؟ إنني مسافرة حول نصف العالم مع ثلاثة أطفال ، و ليس لدي مقاعد مجاورة للمر ، نحن على المقاعد المتوسطة في الصف رقم 23 . "
كان مقعدي مجاورا لمقاعدهم ، على طرف ذلك الصف ، يا لها من مصادفة ! .
عندما رجعنا إلى حديثنا ، ذكرت ( شاندرا ) أن عيد ميلاد أمها قد مرّ للتو ، في الثالث من شهر إبريل . كذلك كان يوم ميلادي . و من خلال عدة جمل أدركنا أن أمها و أنا ولدنا في نفس اليوم .
قالت ( شاندرا ) : " لقد احتجت إلى ملاك ، و لقد بُعثتي لتأخذي مكان أمي "
جلست ( أما ) في حضني و نامت طوال رحلتنا عبر الأطلسي ، بينما تحدثت ( سارة ) بدون انقطاع .
تحياتي للجميع ،،،
أحمد باسمح ،،،